عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-20, 05:46 PM   #74

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء النور والسرور عليكم
عاملين ايه
اتمنى تكونوا بخير وصحة وسلامة
ويارب تكون الفصول عجباكم
موعدنا اليومي المتكرر مع فصل جديد من حبيبتي
منتظرة ارائكم وتعليقاتكم عليه


الفصل الخامس


يقف بشرفة الشاليه المطل على البحر من أمامه بزرقته الصافية ، يتأمل المنظر الرائع بأول الصباح والشمس تتلألأ بأشعتها الخافتة الحيية على صفحة وجه البحر الذي يداعبها برقة فتشرق بتوهج وتضيء العالم بنورها القوي ، يشعر بالراحة تخيم عليه بعد أسبوع طويل ممتد جمعهما سويا دون وجود أي كائن أخر سواهما ، لا أبيها ولا أمه ولا حتى العمل الذي انجزه بأول أيام سفرتهما ثم عاد إليها بنفس صافية وخاصة حينما أجابت والدها بهدوء أنها سافرت معه ، لقد تعجب من ثبات أميرة وهدوءها وهي تجيب حماه الذي أعترض أو لم يفعل إلى الآن لا يعرف ، كل ما يعرفه أن زوجته ابتعدت عنه لتكمل محادثتها مع أبيها وعادت بابتسامة رائقة جميلة ووجه بشوش ومكثت معه للان دون أن تلح بالعودة أو الرجوع لأبيها كما كانت تفعل من قبل ، بل الأعجب والذي لا يستطيع تحليله للان أنها طلبت منه البارحة أن يؤخر موعد عودتهما ليومين إضافيين وأنها سعيدة بوجودها هنا !!
ابتسم باتساع وهو يستعيد ضحكة عاصم الصادحة حينما أخبره أنه سيتأخر بالعودة لمنتصف الأسبوع ليمازحه عاصم بسماجة فيغلق الخط بوجهه تحت وطأة ضحكات الآخر التي ترن بأذنيه إلى الأن ، تنهد بقوة وهو يحاول أن يحلل ردة فعلها فهي لم تعترض على اختطافه لها ولا وجودهما هنا ، بل شعر بأنها سعيدة و كأنها كانت تحتاج لأن يختطفها ويبعدها عن كل التوتر الذي يحيط بهما .
__ أحمد ، أحمد .
انتبه من أفكاره على ندائها فالتفت ينظر إليها ، اتسعت ابتسامته وعيناه تغيم بعشقه لها حينما وقع نظره عليها فوجدها ترتدي الفستان الجديد الذي إبتاعه لها البارحة تدور من حول نفسها ببهجة وحبور خالص ، تتمسك بطرفي الفستان وتتهادي بدلال فومضت عيناه بعشق وذكرى بعيدة جدا لا يعلم لماذا طرقت رأسه الأن ؟!!
وهو يستعيد تأمله لها وهي تدور من حول نفسها بفستانها الجديد تضحك ببراءة تأسر خفقاته ، تتمسك بتاج رأسها ، هديته لها في العيد فتكون اسم على مسمى ، إنها أميرة وهي بالفعل أميرة ، أميرته .. مليكته .. حبيبته .
تبعثرت أنفاسه وخلجاته تعلو ، دقاته تطرق صدره بقوة وهي تتحرك بخيلاء تمسك طرفي فستانها وتنحني برقة رجف فكه لها ، لتشير إليه بطرف أصابعها وهي تخصه بابتسامة فريدة لا تبتسم بها لأحد غيره ، قبل أن تقترب منه بخطواتها الطفولية وهي تضحك بحماس وتهتف : رأيتني ؟! هل اليق بالتاج ؟!
تنهد بقوة وعيناه تومض بمشاعره المكتومة بداخله ، لا يستطيع تعريفها أو إقرارها ولكنه يدركها وقلبه يهمس بها كلما شعر باختلاف روحه بجوارها ، تمتم بصوت خافت خشن وهو يهز رأسه نافيا : بل كل تيجان العالم لا تليق بك يا أميرتي.
ابتسمت بعد أن بدأ العبوس يراود ملامحها لتهتف بغبطة : أحبك يا أخي .
عبس بغضب ليحدثها بجدية : أنا لست بأخيك ، لا تكرريها ثانية .
دمعت عيناها على الفور لتتمتم بطفولية : لم أقصد أن أغضبك ، لقد كررت ما أسمعه من عمر وعبد الرحمن ، أنا آسفة.
ابتسم بحنو ليربت على رأسها ويجذبها من كفها يقربها إليه : لا تعتذري يا أميرتي ، أرأيت أميرة من قبل تعتذر؟
ابتسمت وهزت رأسها نافية ليتابع : أنت مختلفة عن الجميع ، لذا لا أريدك أن تدعوني مثلهم ؟!
نظرت له بتساؤل بريء : إذاً بم أدعوك ؟!
__باسمي ، أنا أحب سماعه منك .
ابتسمت بثقة : أبيه أحمد كما يخبرني بابي دوما
رجف فكه بغضب طفيف ليتمتم بحنق : لا ، لا أريد أي ألقاب بيننا .
اكتنف وجهها بكفيه : أنا أحمد وفقط .
__أحمد . همستها بنعومة اشعرته بورود تتطاير من حوله فيقترب برأسه من وجهها ليقبل جبينها - أنا أحمدك ، وانت أميرتي .. يا أميرتي .
نظرت له بعدم فهم ليبتسم و يهمس وهو يدير عينيه عليها بوله : ستفهمين حينما تكبرين .
أومأت برأسها في طاعة لينهض واقفا : هلا سمحت لي بحملك يا أميرتي ؟
ضحكت برقة ولمع الحماس بعينيها فانحني ثانية وحملها على ذراعه ليتحرك بها في حبور امتلكه قبل أن يتوقف وهو يجابه أبيها الذي أشرف عليه ينظر له بجمود قبل أن يشير اليه باستنكار : أتركها ، ولا تحملها ثانية.
رفع حاجبه برفض ثم أنزلها مرغما حينما تملصت هي من ذراعه بحضور أبيها الطاغي ليشير اليها وائل فتذهب إليه ليحملها وهو يناظره برفض وصله جيدا حينها ضم قبضتيه بغضب ووعد نفسه بالفوز بها رغم رفض أبيها له ، لن ينسى ما حيا قط نظراتها التي ظلت معلقة به ورقبتها التي استدارت لتظل تنظر إليه وكفها الممسكة بالتاج تثبته فوق رأسها وكأنها تخبره بأنها ستكون له .. خاصته .. أميرته .


__ أحمد .
انتفض على ندائها ثانية ، ابتسم لها وهي تحرك كفها أمام وجهه فيلتقطه براحته ويجذبها إليه ، ارتطمت بصدره فأحاطها بذراعيه و غمغم بصوت أجش : أنا أراك يا أميرتي ، وهل تغفل عيناي عنك أبدا ؟
توردت لتسأله بحرج : ألم يعجبك الفستان ؟
زفر بقوة ليلامس وجنتها بظهر سبابته : بل إنه رائع يا أميرتي ، ذكرني بك وأنت صغيرة ، ابتسمت بتساؤل فقربها منه أكثر ليهمس لها متابعا - لتعرفين أنك فتنتني منذ صغرك يا أميرتي .
تعلقت برقبته فتجيبه بدلال : الفتنة متبادلة يا حبيبي .
ضحك بخفة لينحني فجأة ويحملها فتتعلق برقبته أكثر وهو يهمس إليها يلامس وجنتها بطرف انفه : دوما كنت أحملك على ذراعي وأنت صغيرة ولكن الأن أجد هناك طرق كثيرة أكثر متعة من طريقة حملي لك وأنت صغيرة .
احتقن وجهها بقوة لتدفنه في رقبته وتهمهم : توقف يا أحمد .
ضحك وهو يضمها إليه اكثر : سأفعل ، تابع وهو يضعها بفراشهما – فوقت الحديث انتهى يا أميرتي .
***
رن هاتفها برقم غير مسجل لديها ولكنه ظهر عن طريق برنامج قاعدة البيانات باسمه وصورته أيضا ، تأملت الصورة الضاحكة أمامها بنظارته الشمسية التي تخفي لون عينيه المماثل للون سترته التي يرتديها وثغره ينكشف عن ابتسامة متلاعبة هادئة لطالما جذبت نظرها رغم عنها ، يقف بساحة الجامعة ومن خلفه مجموعة من طلابه لا يظهرون مباشرة في الصورة ولكنه من الواضح أنه ابتعد عنهم ليلتقط صورة له بمفرده فيضعها بملف تعريفه الشخصي الذي باسم بروفسيور عمر سليمان وتعريف بسيط صغير يظهر تحت اسمه استاذ القانون الدولي .
تفرست في الصورة التي تومض بتكرار أمامها وفي الأشخاص الذين يظهرون من خلفه لتتذكر هذا اليوم البعيد ،

كانت لاتزال بالجامعة تدرس في مكانها المفضل ، تعالت الضحكات من مكان قريب فرفعت رأسها من فوق أوراقها تنظر ما الأمر ، ابتسمت رغم عنها وهي تراقب الجمع أمامها ، يقف بالمنتصف كعادته ويجتمع الطلبة من الجنسين حوله ، فهو محاضرهم الشاب المرح الذي يرحب بالجميع دوما، حلم فتيات الجامعة بشقرته المميزة وعيناه الزرقاء الوضاءة وخفة دمه الساحرة واخلاقه الفاتنة ، هو من يخبرها دوما أنه قريبها فلتات له وقتما تريد ، ولكنها لا تفهم صلة القرابة التي يصر عليها وتخجل أن تذهب اليه إذا احتاجت شيئا ، رغم أن الجميع يفعل إلا هي !!
تعالت الضحكات من جديد فابتسمت رغما عنها وهي تستمع إلى حديثه السريع بصوت جهوري وبلغة انجليزية سليمة وطريقة مرحة يلجئ لها دوما ليشرح للملتفين حوله القاعدة القانونية التي يسألونه عنها .
رجفا جفنيها حينما وقع بصره عليها وهي تراقبه فتوردت رغم عنها وخاصة حينما اتسعت ابتسامته و أومأ لها براسه ، فنظرت من حولها تتأكد من كونه يحييها ، فيضحك بمرح ويشير اليها برأسه أنه يقصدها هي فتبتسم بخجل وهي تما له ترد تحيتيه قبل أن تجمع أوراقها من فوق ساقيها ومن جانبها فوق السلم الرخامي الذي اتخذته مجلسها لتنهض واقفة وتهم بالأنصراف من أمامه ، هتف باسمها بصوت عال قليلا ، صوت انبأها باقترابه فتوقفت واستدارت إليه مرة أخرى لتهمهم : مرحبا يا دكتور عمر .
نظر لها من بين رموشه ليرد تحيتها بدماثة وهو يرفع كفه لها مصافحا ، صافحته بتوتر تملكها وخجل اعتراها من نظرته الغريبة نوعا ما ليبتسم ببراءة ارتسمت بملامحه وهو يسألها عن أحوالها ، زفرت انفاسها التي كُتمت برئتيها بتروي لتجيب : أنا بخير .
همهم بصوت هادئ : يا رب دوما .
شعرت بسخونة تلهب وجنتيها لتنظر إليه بتساؤل فيسألها بجدية وهو ينظر إلى الأوراق التي تحملها : هل تحتاجين شيئا ؟!
خفضت بصرها إلى الورق لتهز رأسها نافية : لا شكرا لك .
رفع زرقاويتيه إليها ليتحدث بصوت مرح : أعلم ، أنت متميزة يا عزيزتي ، والسنة القادمة ستات وتشاركيني غرفتي .
اعترى الذهول وجهها وهو يحتقن بقوة فيكمل ببطء ماكر : بالشركة وبالجامعة أيضا ، اعتقد أنه سيتم تعيينك بهيئة التدريس وبالطبع ستعملين بالمؤسسة ، لذا سأحجز لك المكان المجاور لي فأي مكان ستعملين به ، أو بكل الأماكن سابقي لك مكانا فارغا بجواري .
شعرت بالدهشة تخيم عليها وخاصة أن حدسها انبأها ان حديثه يحمل أكثر مما يصرح به ، لتتمتم وهي تنظر له بتساؤلات جليه : إن شاء الله ،
اقترب خطوة أخرى منها ليهمس بصوت حان : اجتهدي في الأستذكار كعادتك ، ولا تنسي ، إذا احتجت شيء ، أنا بالخدمة .
ألقى أخر جملته وهو يغمز لها بطرف عينه فارتفعا حاجبيها ذهولا ليتابع وهو يبتعد عنها بخطوات مرحة تميزه : ابلغي سلامي للعائلة ،
أشار لها بكفه مودعا لتتجمد هي عن أي شيء ، فلا تقو على الرد عليه ولا الإشارة إليه بل تراقب انصرافه بذهول مزج بدهشتها من حديثه المريب

تفكر بأنها لم تلتحق بهيئة التدريس لأن تقديرها التراكمي تراجع بأخر سنواتها بسبب إصابتها بتوتر ليلة الإمتحان في إحدى المواد اصابتها نزلة معوية قضت على تركيزها ولكنها لم تحزن فهي لم يكن حلمها أن تعمل بالتدريس من الأساس ، ومض هاتفها برنين ثان لتنظر إلى صورته بتمعن وتفكر أن حدسها كان صادقا فهو بعد أن تخرجت رسميا قابلها إحدى المرات وهي تنهي أوراقها ليفاتحها بأمر الخطبة ، حينها رفضت بصرامة وانهت حديثهما بشكل حاد ثم تركته وانصرفت !!
بللت شفتيها وهي تشعر بالتوتر ، لا تنكر أنها منجذبه إليه بل إنها اشتاقت إليه الأيام الماضية التي لم تسمع عنه بعد أخر مقابلة لهما هنا ، رجف جفنيها وهي تتأمل ضحكته التي تخطف نظرها وتلوم قلبها الذي يميل إليه رغما عنها ، تنفست بقوة وهي تشعر بانها على أهبة الاستعداد لشيء لا تفهمه ولكنه سيعم عليها إذا أجابت مكالمته ، قبضت كفيها في توتر لينتهي الرنين فتحط خيبة أمل قوية بقلبها قبل أن تنتفض بخفة على رساله مرئية أتت لها منه فتفتحها على عجالة ، ابتسمت بعفوية حينما وجدته يبتسم برسمية ويهتف بهدوء : صباح الخير يا آنسة حبيبة ، اتمنى أن تجيبي مكالماتي فأنا اهاتفك بخصوص العمل فنادر أخبرني أنه ينتظر العقد وانا انتظر سيادتك للمناقشة ، اذا كنت تهتمين للأمر وافيني في الغد بمكتبي بالجامعة فأنا سأنتظرك في غضون العاشرة صباحا ، سأنتظر تأكيدك للموعد صحبتك السلامة .
تحولت ابتسامتها لعبوس وهي تشعر بالضيق ينتابها وغضب غير مبرر يندفع بأوردتها فتلتقط هاتفها وتأت برقمه لتضغط على الإتصال دون تفكير مرتين !!
***
__ لولا ، أنا جائع .
تنهدت بقوة وهي تلتفت إلى ولدها الجائع على الدوام لتهتف بأمومة : متى تشبع يا عادل أخبرني ؟!
رفع حاجبيه ذهولا ليهتف بنبرة تمثيلية : هل سأمت من اطعامي يا اماه ؟ يا للهول ماذا افعل ؟! لمن أذهب فيطعمني ؟ إذا أمي .. حبيبتي .. روح قلبي لن تفعل .
ضحكت رغم عنها لتهز رأسها بيأس : لن تعتدل أبدا .
استدارت تنهي ما بيدها ليحتضنها من الخلف يحيط كتفيها بذراعيه ويهمس بدلال : ما بال ليلى غاضبة ؟! سيأتي سعادة المستشار ويعذبنا جميعا لأجل عبوسك هذا .
ابتسمت رغم عنها لتهتف : إذا انت تهتم حتى لا يعذبك ابيك ، أدارها اليه لينظر إلى وجهها بتفحص - بل أريد أن أعرف ما الذي يغضبك يا اماه ؟
زمت شفتيها بنزق قبل أن تتمتم : أخوك .
رفع حاجبيه بذهول : غاضبة من أسعد ، اتبع بمرح – ما بال هذا الولد هذه الأيام ليست أيامه ، لقد اغضبك للمرة الثانية في خلال أسبوعين ، ما الذي فعله هذه المرة؟
تمتمت وهي تضع الطعام بالأطباق : لم يأت بموعده وتعلل بالعمل وحينما الحيت عليه أن يأتي حتى يسلم على أبن خالته ، اجابني ضائقا أن عمله أهم من عودة عمار !! رفعت عيناها تنظر إلى عادل بكثب - هل هو غاضب من عمار يا عادل ولذا لم يعد وتحجج بعمله ؟
أبتسم عادل بهدوء : وما الذي سيغضبه من عمار يا ماما ؟ أنت فقط تعرفين أسعد وحبه للعمل ، من المؤكد أن هناك ما يشغله بالفعل لذا لم يعد وتعلمين جيدا انه لن يخبرك عن ظروف عمله فهو يتحرى السرية في الهاتف ولا يخبرنا عن أي شيء خلال المكالمات التي نجريها معه ، انت تعلمين أنه يخدم بموقع خطر وهام استراتيجيا ، هزت راسها بعدم اقتناع ليتابع عادل – ثم هو معه حق يا ماما ، هل سيترك أحدنا عمله لأجل عيون عمار ؟!
اتسعت عيناها بعدم تصديق فاكمل بهدوء : عمار نفسه يا ماما لم يعد خلال الخمس سنوات الماضية مرة واحدة حتى يكمل تعليمه وينجح بدراسته وعمله ، فلماذا نفعل نحن ، أتتخيلين لو كان لدي عمليه جراحية هامة كنت سات معك لأُسلم عليه ؟
ارتبكت ملامحها وهمهمت بتعجب : ماذا كنت ستفعل إذاً ؟
أجاب بمنطقية : كنت سأذهب إليه في الغد ولكن بم أني متفرغا وانت ستذهبين له سأرافقك حتى لا تكونين بمفردك .
شعرت بعدم ارتياح لتهمهم بخفوت : ألم تشتاقوا اليه ؟
أبتسم عادل برزانة : وهو ، ألم يفعل طوال السنوات الماضية يا ماما ؟
__ بالتأكيد فعل ، أجابت باندفاع أمومي ليبتسم مجيبا – ولكنه بدى صالحه على الأشتياق يا ماما .
توترت حدقتيها فلم تجد ردا مناسبا ليبتسم مشفقا فيربت على كتفها : لا تشغلي رأسك يا لولا ، من المؤكد حينما يعود أسعد سيذهب إلى عمار ويتحمد له سلامته .
هزت رأسها بحركة غير مفهومة ليتابع : الن نأكل قبل الذهاب إلى ابن اختك الحبيب ؟!
__ بل سنفعل وخاصة أن ابيك لن يعود على الغذاء لديه عمل وشقيقتك ستتناول طعامها مع نادر وستات لتبدل ملابسها وترافقنا .
ابتسم واجاب بتلقائية : أرأيت جميعنا سنذهب لعمار بك فقط اسعد من ينقصنا ، تابع بمكر وهو يدغدغ جانبها – أم أن أسعد بنا جميعا يا ماما ؟
ضربت كفه وهي تضحك تتحاشى دغدغته لها : توقف يا ولد .
قهقه ضاحكا وهو يحيطها بذراعيه ويتابع دغدغتها لتهتف من بين ضحكاتها : سأخبر أبيك حينما يعد .
تركها بعد أن قبل رأسها : حسنا أعتذر ، فقط لا تخبرين بابا .
ابتسمت لتناوله أحد الأطباق : هيا ساعدني في إعداد المائدة .
راقبته وهو يتحرك مبتعدا لتفكر بكلامه المنطقي قبل أن تشعر بانقباضه تؤلم قلبها ، فتحاول التنفس بطبيعية وهي تفكر في سبب الضيق الذي تشعر به لتفكر بأنها ستهاتف يمنى وتخبرها أن تأت ولا تذهب لنادر كما اخبرتها منذ قليل فهي تشعر بأن هناك شيء بها ولكن شبيهة ابيها لا تبوح بم يؤرق روحها !!
***

__ عمار ، وقفتا حينما هتفت ملك التي تطل من النافذة ثم اتبعت - لقد وصلوا ، افتحوا لهم الباب
تحركت ياسمين بلهفة أم غاب عنها طفلها لتتبعها فاطمة وإيمان بلهفه للغائب الذي عاد ، ليتلقفوه بترحيب وترحاب في موجة عطف أمومية استقبلوه بها ، بينما استكانت ياسمين بصدره تتمسك فيه بشوق فيستقبل احتضان كلا من زوجة عمه وعمته بلهفه ليعود إلى والدته فيضمها من جديد ويقبل رأسها دون أن يتركها تبتعد ولو قليلا عنه .
تنهد بقوة حينما أضطر أن يقبل رأسها ثانية وهو يهمس لها أن تتركه فقط لثواني حتى يستطيع أن يسلم على عميه فتقبل كتفه وتنزع نفسها عنه مرغمة فيستقبل ترحيب عميه بحفاوة ونضج ، قبل أن يستدير للفتيات اللائي يقفن منتظرات ليرحبن به فتكون أول من تتقدم إليه ملك ، تصافحه بمودة فيجذبها إليه ليطبع قبله فوق رأسها دون أن يضمها إلى صدره ليتوجه نحو جنى فيضمها بأخوة إليه وهو يهمهم لها : اشتقت اليك يا جانو ، إشتقت اليك يا أختاه .
تمسكت بكتفيه قليلا قبل أن تقبل وجنته : وأنا الأخرى اشتقت اليك يا عمار .
لف من حوله ليهتف : أين أميرة ونوران وادهم؟
همت بالرد ليصدح صوت نوران تهتف بسخرية مرحة : ظننت أنك لن تتذكرني يا عمار ، لوى شفتيه بعبث ليهتف بسخرية تشبه سخريتها- وهل اجرؤ على نسيانك يا مدللة؟
القاها وهو يفتح ذراعيه على وسعهما فتتحرك هي بخطوات خفيفة مرحة مندفعة إليه فيضمها بقوة ويدور بها بمرح وهو يهتف : حتى انت اشتقت إليك يا مدللة العائلة
تعالت ضحكاتها المرحة لينزلها أرضا حينما التقط وجود أدهم فيتركها وهو يتحرك نحوه بلهفه يهتف إسمه بشوق فتدمع عينا الآخر وهو يقفز إلى حضنه يتعلق برقبته فيضمه عمار بقوة ليطرق أدهم بكفه فوق كتفه بطريقة تعبر عن مدى اشتياقه له وهو يهمهم له : أنا غاضب منك ، غاضب بشدة واشتاق إليك بشدة .
__ ألا يوجد لنا مكان عندك يا ابن العم ، ألسنا صغارا أيضا ام أن أدهم صغيرك الوحيد ؟
هتف بها مازن بمرح ليرفع رأسه ضاحكا إليهما وهو يفتح ذراعيه على وسعهما فيقبلان عليه بالتتابع فيرحبان بعودته ليهتف بسعادة خيمت عليه : إشتقت إليكم جميعا ، إشتقت إلى العائلة .
أشار اليهم وليد بالجلوس لتتمسك ياسمين به من جديد حينما ترك أبناء عمومته فيهتف أحمد بمرح والعتب يعتلي هامته : والعائلة اشتاقت إليك يا ولد ، لم تكن تنوي العودة أم ماذا ؟
ضحك عمار بخفة وهو يقترب من والدته يبث لها اطمئنانا بعدما توترت من جملة عمه المازحة : وهل استطيع يا عماه ؟ حينما أنهيت دراستي عدت .
رمقه عاصم بطرف عينه ليتابع بتساؤل وهو يرتب على ظهر والدته التي كادت تحتضنه ثانية : أين أميرة وأحمد لم أراهما ؟!
كتم عاصم ضحكته حينما اكفهرت ملامح عمه لتجيب فاطمة بهدوء : إنهما مسافران أحمد لديه عمل وصحب أميرة معه .
رفع عمار حاجبيه وهتف بعفوية : اوه ، تطور أبو حميد وأصبح يصحب أميرة برحلات عمله ، كح عاصم بخفوت فينظر إليه عمار ويحدث اخيه المقابل اليه بعينيه فيحك عاصم جسر انفه وهو يشير بعينيه لعمه العابس فيبتسم عمار رغم عنه ويتابع بمكر : متى سيعودان ؟
أجابت نوران بتلقائية : بعد غد ، كانا سيعودان اليوم لأجلك ولكن أميرة أجلت العودة اعتقد أنها أعجبت بالرحلة فأصرت على البقاء .
ومضت عينا أبيها بغضب ليسالها بجدية : هي من اخبرتك أنهما سيتأخران لبعد غد في العودة ؟
ابتسمت بدلال وهمست : بالطبع يا بابي ، لقد هاتفتها اليوم وهي من ابلغتني أنها أصرت على أحمد أن يمكثا يومان إضافيان.
أزداد عبوس وائل وغضبه يتزايد فهمس أحمد بمرح : جيد أن يمكثان بضعة ايام سويا يا وائل ، فهما لم يحظيان بشهر عسل منذ زواجهما ، لا تغضب يا وائل و اعتبره زوجها يا أخي .
تأفف وائل وهو ينتفض واقفا يتجه نحو الشرفة المؤدية لحديقة منزل وليد ، ليصيح وليد من بين ضحكاته المكتومة : ألم تستطع الصمت يا أحمد ؟
رفع أحمد حاجبيه ليجيب باعتراض: اخوك مجنون يا وليد ، الفتاة ذهبت مع زوجها في إجازة ، لماذا هو غاضب ؟
زفر وليد بقوة ليهتف به وهو ينهض وراء اخيه : سنرى حينما تزوج جنى ماذا ستفعل ؟
نظر أحمد إلى جنى ليجيب ببلاهة مفتعلة : ماذا سأفعل ؟! سأخبره أني لا أريد رؤيتها ثانية .
هز وليد رأسه بعدم تصديق ليهتف به وهو يغادر خلف اخيه : سنرى يا أحمد وأنا أشهد عليك الجميع .
بينما استدارت جنى تنظر إلى أبيها بذهول وسط ضحكات الجميع : هكذا يا دكتور .
اجاب بمرح : الديك شك يا دكتورة ؟
نطقت بحزن مفتعل : شكرا ، كثر الله خيرك يا بابا .
صاح مازن باعتراض : لا تغضبي يا جانو ، أبي يمزح معك ، حاوطها بذراعه ليتابع بجدية - فقط أنت تزوجي ونحن الإثنين سننتقل الى بيت جديد ولن نخبرك عن عنوانه .
تعالت الضحكات لتضربه بمرح على كتفه وتهتف به : غليظ ، سأظل فوق قلبكما أنت وأبيك .
تلاشت ضحكته وهو ينظر إلى ابنة عمه التي نطقت جملتها بيقين خرج من روحها فينقل نظراته إلى أخيه سائلا فيبتسم عاصم ويتحاشى النظر إليه قبل أن تهتف والدته حينما رن هاتفها : من المؤكد أنها خالتك ، فهي هاتفتني قبل أن تصل لتطمئن عليك ، والان من المؤكد أنها تريد الحديث معك .
تحشرج صوته : الن تأتي يا ماما ؟
هتفت ياسمين : بل ستأتي بالطبع ولكنها انتظرت لتتأكد من وصولك .
أبتسم بعدم ارتياح فيبتسم له عاصم مطمئنا قبل أن ينهض : سأذهب لأرى الأخوين الحلوين قبل أن يتشاجرا سويا ، فأبي اراءه مخالفه لآراء عمي وبموضوع أميرة يتناقران كالديوك دون أن يستمع كل منهما للآخر .
راقب ابتعاد أخيه ليهتف بجدية : حسنا أخبروني عنكم ، حدثوني عن أخباركم ، فأنا اشتقت إلى سماع أصواتكم .
***



سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس