عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-20, 12:52 AM   #63

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأخير
"لم يكن عليك أن تتعب نفسك نيشان كنت سأركب إحدي سيارات الأجرة "
تذمر وهو يرد عليها :ولماذا تركبين سيارة أجرة وانا موجود لا أفهم هل تزعجك صحبتي إلي هذا الحد .
ردت عليه بسرعة :بالتأكيد لا لم أقصد بالعكس صحبتك ممتعة للغاية ولكن لم أود ارهاقك .
سمعت صفير من المقعد الخلفي فأحمر وجهها بينما نهر نيشان أولاده :أريد أن أعرف لماذا أتيتم معنا ؟ نأتي لنصطحب صديقتها ماشأنكم أنتم .
شهق شارو بشكل مفتعل وهو يخاطب شقيقه :أنظر الي أبيك أصبحت الآن صحبتنا تضايقه ،أخبرنا نيشان متي تنوي التبرء منا حتي أؤهل نفسي لهذه اللحظة ،تفعل هذا بنا الآن في فترة خطوبتك ماذا ستفعل بنا بعد زواجك .
ضحكت سهيلة من قلبها فهي قد أعتادت مناكفتهم المستمرة سويا ، سمعت تذمر نيشان وهو ينهر أبنه بغيظ :كف عن حماقاتك ،ليكن في علمك ستجلس في المقعد الخلفي ونحن في طريق العودة حتي تجلس صديقة سهيلة براحة .
أستنكر شارو :كيف سأجلس في المقعد الخلفي أخبرني ،انه مقعد يناسب الأطفال فلتجلس صديقة سهيلة بجانبنا هل سنأكلها .
-أخبرتك أن تنتظر في البيت ولكنك صممت علي الحضور لا أعلم لماذا ،وأحضرت أخيك معك فلتتحمل الجلوس في مقعد الأطفال بطريق العودة .
تدخل شامان وهو يقول لأبيه بهدوء:لا تقلق أبي سنجلس في المقعد الخلفي .
تذمر شارو كالمعتاد وهو يغيظ أبيه :يجلس زوجته وصديقتها مرتاحة ونحن لا يفكر بنا ،أي نوع من الآباء أنت .
ضحكت سهيلة وهي تهمس لنيشان :أبنك هذا نسخة مكررة منك .
أبتسم وهو ينظر لهم بحنان في مرآة السيارة :ولكنني أوسم منه أليس كذلك .
ضحكت ولم ترد عليه فواصل همسه :لقد قطع هذا الأحمق حديثنا ،أحقا تستمتعين بصحبتي ؟
أبتسمت بخجل وهو تومئ برأسها فهم بقول شئ آخر لها ولكن تدخل شارو كالعادة وهو يميل برأسه يسأله بفضول :بماذا تخبرها هيا قل هل بيننا أسرار نيشان ؟
ضحكت سهيلة وهي تري نيشان يوبخه :ومادخلك انت ماذا أقول لها ؟لقد أصبحت متطفلا للغاية .
شاغبته سهيلة :متطفل بمن يذكرك ياتري ماشابه أباه فما ظلم .
هتف شارو بأبيه :لقد تم قصف جبهتك للتو نيشان .
نظرت سهيلة لشارو قائلة :شارو أحتاج منك طلب صغير أنت وشامان هل أستطيع طلبه؟
أعتدل شامان وهو يرد عليها :بالطبع سهيلة تفضلي .نظرت الي شارو فأجابها بجدية غير معتاد عليها :بالطبع زوجة أبي أنت تطلبين ماتشائين .
نظرت لهم بامتنان ثم قالت :زهرة صديقتي مرت بظروف صعبة للغاية الفترة ،أتمني أن تهتموا بها أنتم مبهجين للغاية وهي تحتاج الي هذه الروح المبهجة بشدة .
أشار شارو لها بمسرحية :لقد أتيت في ملعبي أطمئني سأبهجها للباقي من عمرها .ثم نظر الي أبيه مشاغبا :أيعجبك ماتفعله خطيبتك يانيشان ؟تريد ابهاج صديقتها مادخلنا نحن ؟نحن شابان متفوقان يانيشان ولسنا مهرجون .
أوقف نيشان سيارته في المكان المخصص وهو ينزل من السيارة ويهتف بشارو بغيظ :لقد أصبحت لا تطاق أتعلم ذلك .
فتح لسهيلة باب السيارة فشكرته بخفوت بينما أخرج شارو رأسه من السيارة يستمر في مشاكسة لأبيه :هيا نيشان أفتح لنا باب السيارة كما فتحت لخطيبتك هل ستتحيز لها من الان حتي قبل أن تعقد قرانك .
نزل شامان من الطرف الاخر من السيارة وهو يهتف بأخيه :هيا شارو كف عن عبثك حتي لا نتأخر .
نزل من السيارة ووقف جوار أبيه يستمر في مشاكسته بينما شامان وقف بجانب سهيلة يحدثها بهدوء :أنه يمزح أنت تعلمين اليس كذلك ؟انه سعيد للغاية بموافقتك علي الزواج من أبي انها طريقته للتعبير عن حبه .
أبتسمت سهيلة وهي تسير جواره بهدوء :أصبحت أعرف الان انها طبيعته لا أنكر في البداية كنت أحسبه لا يحبني ولكني أدركت مع الوقت انها طبيعته ليس أكثر .
سمعت صوته المتذمر من وراءها :هل ستأخذي توأمي مني أيضا بعد أن أخذت أبي منا .
أبتسمت سهيلة وهي تحرك له حاجبيه تغيظه فألتفت الي أبيه :أيعجبك هذا انها تغيظني ؟
رد عليه أبيه ببرود :نعم شارو يعجبني كثيرا
أبتسمت سهيلة بمرح وهي تمشي بجانبهم وهم مستمرين في مشاكسة أبيهم ،تعترف لقد أشعروها بالحياة خلال الأسبوعين الماضيين ،بالأنطلاق بالفرح ،لأول مرة منذ وفاة والدها تشعر بهذه السعادة ،لأول مرة منذ مايقارب الثمانية عشر عاما تشعر أن الحياة حلوة بهذا الشكل ، وقفت تتابع ساعتها فوجدت انه مازال بعض الوقت حتي تصل الطائرة ،أنتبهت علي صوت هاتفها فوجدت رقم غريب فتحت الخط لتفاجئ بصوت والد زهرة فأسرعت ترحب به :كيف حالك عمي وكيف حال خالتي لا تقلق زهرة لم تصل بعد سأتصل بك فور وصولها .
رد عليها :أعرف ياأبنتي انه مازال هناك بعض الوقت حتي وصول طائرتها مبارك لك حبيبتي تمم الله لك علي خير لقد فرحت من أجلك كثيرا تعرفين أعتبرك مثل زهرة .
-شكرا لك عمي
تنهد وهو يستطرد :أعرف أن الوقت غير مناسب وأنك مشغوله بالتاكيد بتجهيزات فرحك ولكن أعرف انك الوحيدة التي من الممكن أن تبوح لها زهرة بمشاعرها .
غمغمت بقلق :ماذا هناك عمي هل حدث شئ ؟
تنهد بحزن وهو يجيبها :انها تتألم ياابنتي أنا أعرف ولكنها تتماسك أمامنا تتظاهر انها بخير وان ماحدث لم يؤثر بها ولكني أعرف ماتشعر به جيدا ،انها حتي لم تبكي منذ طلاقها تكتم مشاعرها وتتظاهر بالقوة ،أنا قلق للغاية عليها ياابنتي .
-لا تقلق عمي ساتحدث معها وهي لن تخبئ عني حقيقة مشاعرها ،ان شاء الله هذه الاجازة ستفيدها كثيرا وستعود لك زهرة القديمة متجاوزة جراح الفترة الأخيرة .
-شكرا لك حبيبتي أعرف انك شقيقتها التي لم ترزق بها ،طمئنيني عليها فور أن تصل .
-حاضر عمي لا تقلق
ودعته وأغلقت الهاتف وهي تسرح في كلمات والدها ، ألتفتت الي نيشان الذي سألها بفضوله المعتاد :من كان يتصل بك هذا ليس موعد مهاتفة شقيقتك اليومية ؟
نظرت اليه وهي تهز كتفيها تغيظه :لن أجيبك سيد نيشان كف عن فضولك .
تذمر وهو يقول لها بحنق :ولماذا لا تجيبيني زفافنا بعد شهر من الان .
أبتسمت وهي تري حنقه فواصلت مشاكسته :هل ستكون زوج متسلط يتدخل في كل شئ ويعد علي أنفاسي .
أشاح بوجهه بحنق وهو يبرطم بكلام غير مفهوم فأجابته بصوت خافت :انه والد زهرة نيشان ،انه قلق عليها للغاية .
أومأ رأسه بتفهم وهو يخبرها :الأبوه والأمومة مسئولية جسيمة سهيلة تشعرك بخوف دائم عليهم مهما كبروا ونضجوا ،قالها وهو ينظر لأبناءه الواقفين منهمكين سويا بالحديث ثم مال علي سهيلة هامسا بتآمر :هيا نهرب منهم ونجلس سويا أنا لا أستطيع الجلوس معك بمفردنا منذ أتوا ،قبل خطبتنا كنت أجلس معك أكثر من ذلك .
أبتسمت وهي تتحرك معه مبتعدة ولكن ماان خطوا عدة خطوات حتي سمعوا صوت شارو وراءهم :ألي أين تذهبون وتتركونا نيشان ؟
نظر له والده بحنق بينما ضحكت سهيلة بانتعاش وهي تتوجه معهم للجلوس بأحد الكافيتريات المنتشرة بالمطار ليجلسوا فيها منتظرين وصول زهرة .
*********************************************
أشرق وجهها ماان لمحت وجه صديقتها ،لوحت لها بحماس فأشارت لها الأخري بسعادة وهي تقترب من مكانهم ،أحتضنتها سهيلة وعيونها دامعه وهي تهمس لها :زهرة لقد أشتقت لك جدا جدا ،لا أصدق انك هنا حقا .
ربتت صديقتها علي ظهرها وهي ترد عليها بهمس :وأنا أيضا أشتقت لك جدا صديقتي .
مسحت سهيلة دامعه فارة علي وجنتها وهي تشير الي نيشان ووأولاده :أعرفك هذا نيشان وهذا شارو وشامان .
سلمت عليهم زهرة ببشاشة وهي تقول لهم :لقد حدثتني سهيلة عنكم كثيرا ،ثم نظرت الي شارو وشامان مردفة :ولكن حقا لا أستطيع أن أفرق بينكم أنتما متماثلين بشكل تام ثم توجهت بالسؤال الي نيشان :بالتأكيد أنت تستطيع التفرقة بينهم هل تقول لي السر ؟
ضحكت سهيلة وهي تقوم بالرد نيابة عن نيشان :لا تقلقي أنا أستطعت التفرقة بينهم بسهولة التفريق بينهم سهل للغاية لا تقلقي .
أبتسم نيشان وهو يحادث زهرة ببشاشة بالعربية:مرحبا بك زهرة أنرت تركيا بقدومك سهيلة حدثتنتي عنك كثيرا .
ظهرت الحيرة علي وجه زهرة ولم تفهم ماتفوه به نيشان فأنقذتها سهيلة وهي تقول لنيشان :تحدث معها بالانجليزية نيشان هي تفهمها جيدا كما رأيت أرجوك لا تتحدث العربية .
تذمر نيشان كعادته :سهيلة أنا أتحدث معها بلغتها حتي لا تشعر بالغربة ،لقد قضيت اليوم بأكمله وأنا أحفظ هذه العبارة ،أنت تحبطيني هكذا .
أبتسمت زهرة بمرح وهي تتابع الحديث الدائر أمامها وهي تري ماحكت لها عنه سهيلة من قبل ،أقترب منها شارو يسألها :أخبريني ان لك شقيقة أرجوك ؟
تطلعت اليه بحيرة وهي تهز رأسها نفيا :لا أنا وحيدة ليس لي أشقاء .
هز رأسه ببؤس وهو يجيبها :لقد حطمت قلبي الرقيق للتو ،لقد سرقت قلبي فور رؤيتك ، ولكن للاسف تعاهدنا أنا وشامان أن نتزوج أختين لقد ضاع أملي للتو .
تنحنح شامان وهو يرحب بها :أهلا بك أنسه زهرة شقيقي فقط يمزح ، لا تشغلي بالك .
ضحكت زهرة بمرح وهي تتأبط ذراع سهيلة وهي تقول :لقد فهمت الان كيف تفرقين بينهم من الواضح أن شخصياتهم مختلفة تماما ، شكرا لك شارو علي محاولة رفع المعنويات هذه ،شكرا لك شامان علي التوضيح ،يمكنك منادتي باسمي ليس هناك حاجة للرسميات .
وقفوا أمام السيارة فخاطبت سهيلة نيشان :سأركب جوار زهرة نيشان أرغب في الحديث معها .
أوما شامان رأسه متفهما وهو يحادث أبنيه :من منكم سيركب جواري .
أجابه شامان :دع شارو يركب جوارك حتي لا يصدع رؤسنا طوال الطريق بأن المقعد يضايقه .
لوح لهم شارو وهو يفتح السيارة ليجلس في المقعد الخلفي :لا لقد أحببت هذا المقعد للغايه شامان سأجلس هنا ،تعالي زهرة حتي نتحدث سويا .
ركبت زهرة السيارة وبجواها سهيلة وتركت نيشان وشامان يضعوا الحقائب في الخلف ،سمعت نيشان يوبخ شارو :الم تصدع رأسي أن هذا المقعد للأطفال طوال الطريق .
تذمر شارو وهو يحادث زهرة :انه دائما يوبخني هكذا هل يرضيك هذا ،ثم مال عليها مكملا :صديقتك تؤلبه ضدي هل يرضيك هذا .
-سمعتك شارو قالتها سهيلة بمرح
ضحكت زهرة بمرح وهي تميل علي سهيلة :انهم مسليون للغاية أتعرفين ؟
مال شارو وهو يسألها بفضول :بماذا تهمسي لها أخبريني ؟
تبادلا هي وزهرة النظرات بمرح ولم يجيباه ،نظرت الي صديقتها بألم وهي تلمح مدي شحوبها لقد فقدت الكثير من الوزن في الاونه الأخيرة ،نظرت اليها بحنان وهي تلمحها تضحك علي شئ قاله شارو ،سألها نيشان : هل هناك مطعم معين في ذهنك نذهب اليه سهيلة ؟
-أختر أنت نيشان .
كانت زهرة تتابع المدينة من خلف زجاج السيارة باستمتاع ،ألتفتت لسهيلة :تبدو صاخبة للغاية سهيلة لم أتخيلها بهذا الصخب،أريد أن أزور كل الأماكن السياحية هنا سهيلة .
تدخل نيشان بالحوار :بالفعل زهرة انها صاخبة ومزدحمة للغاية ،اتمني أن تقنعي سهيلة أن تغير اماكن زيارتها منذ أتينا هنا لم تذهب الا الي مكانين فقط وترفض أن تذهب الي أماكن أخري .
أبتسمت زهرة :لا تقلق بالطبع سأقنعها تركيا أحد البلا د التي كنت أرغب في زيارتها بشدة لن أترك مكان هنا الا وسأزوره ان شالله مع سهيلة بالطبع ،اليس كذلك سهيلة ؟ كل يوم بعد أن تعودي من العمل سننظم برنامج لشراء ماتحتاجين وزيارة الأماكن السياحية هنا ،أتمني فقط أن يكفينا الوقت فشهر مدة قليلة للغاية .
تدخل نيشان للمرة الثانية بالحوار قبل أن ترد سهيلة :لا تقلقي زهرة سيكفي الوقت فسهيلة في اجازة مفتوحه لمدة شهرين منذ اليوم .
سألته سهيلة بدهشة :هل تمزح نيشان أي أجازة تلك التي تتحدث عنها المكتب يغص بالعمل وأنت تقول لي خذي شهرين أجازة ،أنا لم أطلب أجازة من الأصل ؟
-أنت ترهقين نفسك بالعمل سهيلة منذ أتينا الي هنا لم تأخذي أجازة ليوم واحد،الشهر الأول هذا حتي ترتاحي وتشترين كل مايلزمك بدون ضغط وحتي تقضي وقتك مع صديقتك كما تحبيبن ،أما الشهر الثاني فهو أجازة الزواج وأنا لن أتنازل عن شهر أريد أن أقضي شهر عسل مميز وطويل سهيلة ،لا اريد أي أعتراض .
أحمر وجه سهيلة مع نظراته التي يرمقها بها عبر المرآة ،أزداد أحمرار وجهها مع همس زهرة في أذنها : أحدهم يكاد يأكلك بنظراته هنا .
لكزتها وهي تهمس لها :أصمتي زهرة .
ألتفتت الي شارو الذي يتذمر :أنت تأخذ شهر كامل أجازة نيشان ونحن نأخذ فقط أسبوعين لأن دراستنا ستبدأ ،وأنت السبب بالتأخير كنا نود أن يكون الزفاف مبكرا ،أنت السبب سهيلة أنت من أخرتي الموعد .
أوقف نيشان السيارة أمام أحد المطاعم دون أن يرد عليه وهو يلتفت لهم :هذا المطعم جيد أتمني أن يعجبك زهرة
توجهوا الي المطعم سويا في جو من المرح والسعادة رأغبين جميعا في ادخال السرور علي قلب زهرة .
******************
أنفجرت سهيلة بالضحك علي ملامح زهرة الممتعضة ،وبختها زهرة :هل تضحكين علي سهيلة لا أصدق ان وجبتي الأولي هنا في تركيا التي حلمت بزيارتها شوربة عدس وفاصولياء شعرت أني أجلس في مطبخ أمي ؟
أستمرت سهيلة بالضحك :نسيت تماما والله انك لا تفضلين هذه الأكلات ولكنها مشهورة هنا للغايه تقدم في معظم المطاعم ،لا تغضبي أعدك غدا سأدعوك الي أحد المطاعم التي تقدم مشويات رأئعه بنكهة تركيه لذيذة ،ثم أعتدلت وهي تسألها بجدية :كيف حالك زهرة ؟
-بخير كما ترين ،ثم غيرت مجري الحوار بعيدا عنها مردفة :اولاد زوجك مختلفون للغاية في طباعهم ولكنهم يحبونك كثيرا وسعداء للغاية بارتباطك بأبيهم ،وأبيهم يحبك للغاية .
أبتسمت سهيلة وهي تسترخي علي الفراش بعد عودتهم للمنزل منذ قليل قائلة :بالفعل طباعهم مختلفة رغم تماثل شكلهم التام .
أنطلقت زهرة تثرثر علي غير عادتها وتنتقل من موضوع لآخر وهي مسترخية بجوار سهيلة ،كانت تتحدث بدون أنقطاع وتضحك منتقلة بين المواضيع بدون توقف حتي أوقفتها سهيلة :زهرة أنا سهيلة صديقتك ،كف عن التظاهر انك بخير انا هنا لأسمعك لتحكي لي ،أنا هنا زهرة .
شحب وجهها مع كلمات سهيلة وتهربت من الحديث قائلة :ماهذا الكلام سهيلة أنا بخير أنا لا أتظاهر بشئ .
لم تتكلم سهيلة بل أكتفت بالنظر اليها بحنان تخبرها بعينيها أنها هنا بجوارها تدعمها تخفف عنها تسمعها ،أخفضت زهرة عينيها وهي تقول لها بهمس :أنت عروس لا أريد أن أكسر فرحتك بكآبتي .
أقتربت منها سهيلة وهي تربت علي كفها بدعم دون أن تتحدث ،همست لها بنبرة مريرة :لقد خانني ياسهيلة ،رأيت بعيني خيانته ،قلبي يؤلمني بشده ياسهيلة ،أشعر بروحي تكاد تفارق جسدي من شدة الألم ،أريد أن أقتلع قلبي من مكانه فأنزع حبه من قلبي بيدي، فحبه مازال يحتل قلبي ياسهيلة ،قلبي يتألم بشدة ياصديقتي .
أنهارت في البكاء فأقتربت منها سهيلة تحتضنها تربت علي ظهرها بحنو :أبك زهرة أخرجي كل مابداخلك ،أبكي علي أمجد وحبك الضائع أبكي علي خيانته لك ولكن بعد أنتهائك من البكاء لا تفكري به ،أعلم أنه سيكون صعبا التخلص من حب كحبك لأمجد ولكنك ستفعليها ستنجحين في التخلص من حبه ،ستستطيعين تجاوزه ونسيانه أبك زهرة أبك لا تكتمي مشاعرك .
تصاعدك شهقاتها مع كلمات سهيلة ودموعها تنهمر غزيره علي وجهها وكأنها كانت بحاجة الي تشجيع فقط حتي تبك وتفرج عن مابداخلها .
******************************
رمت زهرة نفسها بارهاق علي الكرسي داخل أحد المطاعم التي ذهبت اليها مع زهرة ، ألتفتت الي سهيلة التي جلست بارهاق مماثل أمامها قائلة :الجو اليوم حار للغاية ،لم أعتد علي تقلب الجو هنا بعد .
-أبتسمت سهيلة :نعيش هنا الفصول الأربعة في اليوم الواحد ،سأطلب لك طبقا جديدا سيعجبك كثيرا .
نظرت لها زهرة بشك :سهيلة هل سيكون مثل شوربة العدس التي طلبتيها لي من قبل ،يمكننا طلب شاورما لقد أحببتها .
ضحكت سهيلة وهي تنفي برأسها :لا تقلقي انه طبق شهير للغاية هنا زهرة يسمي أسكندر كباب سيعجبك .
طلبت سهيلة من النادل وكعادة المطاعم وضع لها الشاي حتي يجهز الطعام .
-أتعلمين كنت أحسب أننا اكثرمن نحب الشاي في العالم ولكن منذ أتيت الي هنا تغيرت نظرتي انهم مدمنون للشاي لم أر أحد يشرب الشاي بهذه الكثافة من قبل .
أبتسمت سهيلة وهي تؤكد علي كلامها :بالفعل انهم يحبون الشاي ويشربوه بكثافة .
رن هاتفها ففتحت الخط لترد علي نيشان ،تأملتها زهرة بابتسامه سعيدة وهي تتأمل ملامح صديقتها المنشرحة ،لم تر سهيلة بهذا الانطلاق والسعادة من قبل ،شاكست سهيلة ماان أغلقت الخط :ماكل هذا الاحمرار يافتاة ماذا قال لك السيد نيشان هل غازلك ؟
ازداد وجهها احمرارا وهي تنهر زهرة ،أنقذها وصول النادل يضع الطعام أمامهما ،تأملته زهرة بحيرة وهو يرفع دورق به شئ ما وسهيلة تقول له بعض الكلمات بالتركية ،سألتها بفضول :ماهذا الذي يصبه سهيلة وماذا قلتي له ؟
-انه يصب بعض السمن المذاب فوق الطبق وانا طلبت منه أن يضع مقدار قليل من السمن .
نظرت زهرة للطبق بشك فضحكت سهيلة :لا تخافي انه لذيذ للغاية والسمن تعطيه نكهة رائعة .
تذوقته بحذر ولكنه بالفعل كان رائع الطعم فقالت لسهيلة مستحسنه :بالفعل انه رائع .
أنهمكا في الطعام فلقد كانتا جائعتين للغاية بعد يوم من اللف الطويل علي المحلات لشراء مستلزمات العروس ، شاغبت زهرة سهيلة :ألن تخبريني ماذا أخبرك نيشان حتي تحمري هكذا ؟
ضحكت سهيلة وهي تهز رأسها نفيا فأردفت زهرة بجدية :انه يحبك للغاية سهيلة ينظر اليك كأنه ملك العالم بموافقتك علي الزواج به ،أنا سعيدة للغاية من أجلك حبيبتي ،أنا واثقة أنك ستجدين سعادتك معه .
أبتسمت سهيلة وهي تقول :أنا شعر بسعادة لم أشعر بها من قبل زهرة أشعر بروحي منطلقة خفيفة كما لم أشعر بها من قبل، كنت أشعر دوما أن روحي مكبلة ثقيلة.
أبتسمت زهرة لها بحنان :أنت تستحقي كل السعادة في الحياة سهيلة محظوظ هو بك.
رفع كلاهما رأسهما متفاجئين عندما رأوا نيشان يقف أمامهم متحدثا :لقد غضبت منك سهيلة تأكلين من غيري أنت تعرفين اني أحب هذا الطبق كثيرا .
-لم تخبرني انك قادم نيشان كنت أنتظرتك .
-لقد سألتك أين أنت توقعت أن تفهمي أنني قادم ،هلا تطلبين طبقا من أجلي .
أشارت سهيلة للنادل لتخبره وهي تسأل نيشان :كيف حال العمل اليوم ؟
-متعب ككل يوم .
أستأذنتهم سهيلة لتذهب الي الحمام لتغسل يدها بينما كانت زهرة مازالت تأكل ،ماان أنصرفت سهيلة حتي نظرت زهرة الي نيشان قائلة :أتعلم نيشان أن سهيلة مات والدها عندما كانت في الثالثة عشر من عمرها .
نظر اليها بحيرة لا يفهم مقصدها :نعم أعلم أخبرتني .
أكملت حديثها :لقد كان يدللها للغاية كانت متعلقة به بشدة ،سهيلة كانت الصغري فكانت محاطة دوما بدلال الجميع أشقائها ووالديها ،بوفاة والدها وشقيقها أنطفأ شئ ما داخلها خصوصا مع انزواء والدتها وغرقها في حالة حزن حتي وفاتها ،نيشان سهيلة بداخلها طفلة تتوق لدلال و حنان الأب وأنا أشعر انك من ستهديها هذا الحنان وتملأ الفراغ الذي تشعره بداخلها هل فهمتني نيشان ؟
أومأ برأسه ايجابا وهو يلمح سهيلة تعود أبتسم لها بحنان وهو يفكر في كلام زهرة وكيف ينفذه .
******************
هيا زهرة ياإلهي كل هذا تتجهزين تذكريني بسمر أختي .
ضحكت زهرة وهي تنهي ماتفعله :أنت من تتجهزين بسرعة العيب بي وليس بك ،ثم أخبريني لم هذه العجلة هل أشتقت لنيشان ؟هيا قولي لا تخجلي .
ابتسمت سهيلة دون أن ترد عليها ،تعالي صوت رنين الهاتف فأسرعت زهرة تقف أمامها :لقد أنتهيت بالتأكيد هذا نيشان يتعجلنا بالنزول .
نزلا سويا الي أسفل فلقد أخبرهم نيشان أنه أعد لهم طعام هندي هو وأولاده حتي يتذوقوه ،أبتسما سويا ماان أقتربا فأمامهم كان نيشان واولاده منهمكين برص الأطباق سويا داخل أخد التكعبيات الخشبية المنتشرة داخل مجمعهم السكني ،تذمر شارو ماان رآها :لقد تأخرتم لقد صدع نيشان رؤسنا .
أبتسمت سهيلة :أسفة شارو انها زهرة السبب لست أنا .
تطلع شارو الي زهرة :زهرة تفعل ماتشاء تأخري كما تشائي أنا أنتظرك هنا .
ضحكت سهيلة وهي تشاكسه :أنت تضطهدني شارو الا تشعر بذلك .
-بالتأكيد الست زوجة أبي ،لقد سرقته منا
نهره نيشان :كف عن مزاحك الثقيل هذا شارو ،هيا سهيلة ،هيا زهرة لنتناول الطعام .
جلستا وسهيلة تسأل نيشان بفضو ل:ماهذه الأطباق تبدو شهية ولكنها أول مرة أراها لم أتذوق طعام هندي من قبل .
أخذ يشرح لها أسامي الأطباق ومكونات كل طبق ثم أردف :سيعجبك هيا تذوقيه ،هيا زهرة .
أخذت قطعة من الطبق الذي أمامها ولكن ماان وضعته بفمها حتي شعرت بنار تحرقها ،سعلت بقوة وأحمر وجهها بشدة ،ألتف حولها الجميع بجزع لا يفهمون ماأصابها ولكن زهرة التي تذوقت الطعام وأدركت أنه حار أسرعت توضح لهم
:الطعام حار للغاية سهيلة لا تتحمل مثل هذا النوع من الأطعمة .
ناولتهاقطعة من الخبز وربتت علي ظهرها بحنان :حبيبتي كلي هذه .
أخذت منها القطعة ومضغتها ببطء ماان بدأ فمها يهدأ قليلا حتي أنتبهت لهم كانوا متحلقين حولها فزعين ،غمرها شعور جميل بالدفء لم تشعر به منذ وقت طويل ،أبتسمت تطمئنهم :أنا بخير لا تقلقوا
هتف بها نيشان بقلق :تعالي نذهب الي المشفي وجهك أحمر للغاية حبيبتي .
-أنا بخير نيشان لا تقلق لم يحدث شئ أنا فقط لا أتحمل الطعام الحار .
مال عليها شارو يسألها باهتمام :أأنت بخير حقا سهيلة هل تتألمين ؟
-بخير شارو لا تقلق
بينما شامان كان يتفحص وجهها وكانه يتأكد من صدق قولها ،أبتسمت لهم بامتنان وهي تقول :صدقوني أنا بخير ثم شاكست شارو :أنت من وضعت الشطة بالطعام شارو أليس كذلك أتنتقم مني لأني سأتزوج والدك ؟
-"مالذي تقولينه سهيلة بالطبع لا أنا أحبك كثيرا جدا "أخبرها شارو
-"شارو يحبك كثيرا زهرة وأنا أيضا "قالها شامان بصدق
أبتسمت لهم بامتنان :وأنا أحبكم جدا جدا
هتف نيشان بحنق : هذا ظلم لقد أخبرتكم انها تحبكم قبل أن تخبرني أنا أشعر بالاضطهاد الآن .
ضحك أولاده بمرح وهم يلتفون حوله يغيظونه ،ثم ألتفت شامان الي سهيلة يسألها باهتمام :سهيلة ماذا تحبيبن أن تأكلي سأشتري لك شيئا من المطعم فكل ماأحضرناه حار لن تتحمليه .
-شكرا شامان لن أستطيع أن آكل الآن ربما بعد قليل.
ألتفت الي زهرة يسألها باهتمام :وأنت زهرة ماذا تحبين أن تأكلي ؟
-شكرا شامان أنا أحب الطعام الحار للغاية سآكل ماأعددتوه أنه لذيد للغاية .
جلسوا يأكلوا طعامهم ثم سأل شامان سهيلة :هل فكرت في مكان الزفاف سهيلة ؟
-يجب أن نفكر سويا شامان انه زفافكما أيضا ويجب أن تختارا معي .
تدخل شارو في الحوار :لا سهيلة أتفقنا أنا وشامان أنك ستختارين كل ماتحبيه في الزفاف ،أختاري مكانا كما حلمت أنت ،نحن سنقيم حفل زفاف آخر عندما نسافر تعرفين من الصعب أن يأتي كل أصدقاؤنا وأهلنا الي هنا فقط سيأتي خالتي وزوجها وجدتي وجدي لأبي فقط فأفعلي كل ماترغبين به ونحن سنفعل مانريد في زفافنا الآخر بعد سفرنا .
أبتسمت سهيلة لهم بامتنان ثم قالت بحماس وعينيها تلمع : لقد حضرت زفاف احدي زميلاتي في المكتب هل تتذكر نيشان حفل يلديز ؟
أعتدل نيشان وقد فهم مقصدها :هل تريدين حفل زفاف في يخت سهيلة ؟
أومأت برأسها ايجابا منتظرة اجابته التي لم تتأخر وهو يهتف بأولاده بحماس :ليكن زفافنا في يخت ياأولا د كما أختارت سهيلة ستكون تجربة رائعة أليس كذلك ؟
أبتسم أولاده بحماس فلمعت عينا سهيلة بسعادة ،مال نيشان علي زهرة هامسا :هل أستطيع أن أطلب منك طلبا أريد أن آخذ سهيلة قليلا ولكن شارو وشامان ملتصقين بي كالغراءلو علموا اني سأخرج معها سيحضرون معنا هلا شغلتيهم قليلا عني ؟
-همست له بتواطؤ :لا تقلق سأفعل .
وجهت حديثها لشارو وشامان :هل أستطيع أن أطلب منكم خدمة أريد أن أتعلم قيادة الدراجات هل من الممكن أن تعلموني ؟
قاما بحماس وشارو يقول لها :بالطبع زهرة سنعلمك هيا بنا ،سنجمع الطعام أولا .
-أنا سأذهب لأجلب الدراجة شارو بينما تجمع أنت الطعام .
نظرت سهيلة الي نيشان بحيرة الذي أشار لها أن تتحرك وهو يكتم ضحكته ،سألته بدهشة :الي أين تذهب ؟
-هيا سهيلة أريد أن أقضي بعض الوقت معك بمفردنا كنت قبل الخطبة أجلس معك أكثر من ذلك ،ألم تشتاقي الي حديثنا ونزهاتنا سويا ،ستشغلهم زهرة قليلا حتي نفر منهم .
فتح لها باب السيارة لتستقر داخلها ،جلست ثم سألته: الي أين سنذهب ؟
-هل تحبين الملاهي ؟
لمعت عينيها وهي تتذكر نزهاتها مع والدها كل جمعه الي الملاهي، فهتفت بحماس :أحبها كثيرا جدا هل ستأخذني الي هناك ؟اكانت نزهتي الأسبوعية الدائمة أبي كان يأخذني دوما منذ وفاته لم أذهب اليها .
أبتسم لها بحنان وهو يتذكر كلام زهرة :بالطبع سآخذك اليها واذا أردتي أن نذهب كل جمعة اليها سنفعل ،سأفعل أي شئ حتي أري سعادتك سهيلة .
أبتسمت له وهي تهمس له :شكرا لك نيشان علي كل شئ تفعله من أجلي .
-أنا أحبك سهيلة أحبك جدا لدرجة لم أتخيل انني قادر عليها .
أبتسمت بخجل وهي تخفض عينيها بخجل فأكمل بعاطفة :أشعر وأنا بجوراك اني ملكت الكون بأكمله .
رفعت عينيها اليه وهي تهمس :وأنا أشعر بالحياة وأنا معك نيشان أشعر بالدفء باليهجة ،أشعر بالأمان والسعادة .
رفع حاجبيه بدهشة فهذه كانت المرة الأولي التي تعبر بها سهيلة عن مشاعرها تجاهه منذ خطبتهما ربما لم تقل له كلمة أحبك ولكن كلماتها تلك كانت أجمل في أذنيه من أي أعتراف بالحب ،أخفضت عينيها بخجل من نظراته اليها وهي تشعر بأمان يلفها وهي بجانبه .
*************
مسحت سمر دموعها وهي تتأمل سهيلة بثوبها الأبيض تقف بجوار نيشان يلتقطون بعض الصورسويا ، همست لأنس الواقف جوارها :انها جميلة للغاية أنس تبدو كالملاك .
تأملها أنس بحنان وعينيه تلمع من التأثر كان يشعر بسعادة بالغة تغمره وهو يري سهيلة مشرقة كما لم يراها منذ سنوات طويلة ،ربت علي كف سمر بحنان وهو يهمس هو الآخر :ليسعدها الله في حياتها سهيلة تستحق كل السعادة .
أبتسمت سمر وهي تتأمل شقيقتها تتوسط أولاد نيشان الاثنين تتصور معهم بينما يحتضنها زوجها من الخلف ، أقتربت منها لتتصور معها هي وأنس ،أحتضنتها بسعادة وهي تهمس لها :مبارك ياحبيبتي مبارك .
كانت سهيلة تتتنقل كالفراشة الرقيقة تتصور مع المدعوين علي سطح اليخت الذي أجره نيشان كما رغبت لاقامة الزفاف في مياه البوسفور ،أقتربت منها حماتها التي وصلت منذ قليل هي وحماها تحتضنها بتأثر شديد وهي تهمس في أذنها :مبارك ياابنتي لا أعرف كيف أشكرك لم أر نيشان بهذه السعادة منذ وقت طويل .
أبتسمت سهيلة في وجهها ببشاشة :بارك الله فيك ،ألتفتت الي حماها الذي أقترب هو الإخر يبارك لها ويبدو متأثرا هو الآخر بسعادة ولده الواضحة ،أحاطها نيشان بذراعيه وهو يقف مع أبيه وأمه ،كانا قد عقد القران صباحا ثم أنتقلا الي اليخت للاحتفال ،ألتقطت لهم زهرة صورة سويا ،همس نيشان في أذنها :لقد أحبك والدي ووالدتي كثيرا تسرقين قلوب الناس ياحبيبتي .
أبتسمت بوجهه وهي تتأمله بحب ،أقترب ولديه منهما بجوار زوجاتهم ، شاكسها شارو كعادته :أصبحت زوجة أبي رسميا سهيلة ،اياك ومحاولة التفريق بيننا سأواجهك بقوة
أبتسمت وهي تلمح زوجته تنهره علي حديثه ،ضحكت وهي تميل علي شامان الواقف جوارها من الناحية الأخري :أخبرني ماذا فعلت في دنياك شامان حتي تختار زوجة تماثل شقيقك جنونا .
همس لها ببؤس :لا أعلم سهيلة ولكنه قلبي أحبها رغم جنونها .
ضحكت بانطلاق وهي تتأمل زوجته تقفز وتقول له شئ في أذنه وهو يحادثها بهدوء ،أبتسمت وهي تتذكر يوم وصولهم،تفاجئت عندما رأتهما كانت توأمتين متماثلتين هما أيضا ،ولكن طباعهما كانتا مختلفة للغاية ، احداهما هادئة للغاية والأخري تماثل شارو جنونا ،والغريب أن شارو أحب الهادئة ونيشان أحب الصاخبة وكأن كل منهما بحث عن نقيضه ليكمله .
أقتربت منها زهرة تحتضنها بحب وهي تهمس لها :تبدين مثل القمر يالهي زوجك يكاد يجن من الفرح أخشي عليه أن يفقد عقله .
أبتسمت سهيلة وهي تراقب زوجها والشباب يلتفون من حوله مشكلين دائرة يقذفونه في الهواء ويلتقطونه وهم يطلقون صيحاتهم الصاخبة وهو كان يضحك بسعادة بالغة .
أبتسمت وهي تشعر أن اليوم بدايتها الجديدة لحياة ستحرص علي أن تغرف فيها من السعادة وتنهل بلا توقف .


















hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس