عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-20, 09:52 PM   #42

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

دلف آسر الى داخل تلك الغرفة و التى شعر انها تخنقه أكثر بجدرانها و عيناه تجول من حوله دون ان يشعر بأى شئ فقد فاق الم روحه شعوره بما حوله حتى تلك التى كانت تتحرك بشكل مضطرب من خلفه لم يكن يشعر بها .... فقد تخطت أوجاع قلبه الممزق كل شئ

أغمض عينه بعنف و كفه تمسح ملامحه عله يجد نفسه يستيقظ ليجد انه كان فقط يُعايش حلم ليس أكثر ...... لكن من منا يستطيع الهروب من واقعه ..... شعر بكف ميرال تخط على كتفه و هى تلتف لتقف أمامه بعنفوانها مما جعله يعود ليفتح عينيه على ملامحها و التى كانت تحاكى الكثير من الحدة و هى تتساءل بفضول بنبرات مشتعله

( آسر من تلك الفتاة ؟!!! .... هل حقاً أردال سوف يتزوج بها .... انها اقرب لتكون مراهقة !! ... ثم كيف تقيم معه بنفس الغرفة قبل الزواج ... الا يوجد خجل لديها )

صمت أخذ يتفاقم للحظات زادت من انتظارها هى مع روحها المتألمة لإجابته فقط لحظات و هى تنتظر دون ان تعلم عن تلك البراكين المشتعلة داخله تحرقه و تحثه ان يحرقها هى أيضاً معه حتى باغتها بسؤاله الذى اجفلها للحظات بنبرات غامضة مثل ملامحه

( هل أنتِ حقيقية ؟!! )

عقدت حاجبيها و قد فاجأها سؤاله الذى لم تفهم مغذاه لتفتح فمها كى تجيبه لكنه عاد ليتحدث قاطعاً تلك الحروف قبل ان تخرج من بين شفتها بنبرات أخذت تحتد مع كل كلمه تنطلق من ثغره

( كيف تتعاملي وكان شئ لم يكن ..... اى امرأة أنتِ .... اى امرأة التى لا تثور و هى تعلم ان قد تم خيانتها من قِبَل زوجها ؟! ..... اى امرأة تقف صامتة بهذا الشكل و هى تعلم انه قد فضل عليها امرأة اخرى .... اى أمرأة ؟!! )


صرخ بكلمته الاخيرة بوجهها مما جعلها تغلق عينيها و هى تشعر بخنجر مسموم ينغرس داخل روحها عادت لتفتح عينيها و التى التمعت بالقليل من مشاعرها التى تخفيها دائماً لتطالع نظراته الكارهه لها و هو يعود بنبرات أكثر قسوة

( متى اصبحتِ عديمة الإحساس لذلك الحد ؟! .... لقد اصبحتِ لا ترين ولا تشعرين بشئ سوى نفسك .... هل تهربين من واقع انه قد تم خيانتك كى لا ينكسر كبريائك الزائف هذا ؟! .....كى لا تخسري تلك الصورة التى ترسمينها لنفسك ! ...... لكن يؤسفني ان أقول لك انها حقيقة )

لم تشفع لها حدقتيها التى ترتجف مع شحوب وجهها أمام إعصار كلماته و هو يعود ليتساءل بالم أطل من بين نظراته التى أخذت تخترق ملامحها و قبضته ترتفع لتقبض على ذراعها بعنف بنبرات تناجى الم قلبه

( هل أحببتني يوماً أنتِ ؟!!! )

صمت و هو ينتظر إجابتها التى لم تعبر ارتجاف شفتيها ليعود و يصيح و قبضته تشتد أكثر على لحمها مما جعل اااه خائنة تتحرر رغم محاولتها لمنعها

( لما لا تجيبين .... حسناً .... تعالي انظري !! )

همس اخر كلماته بفحيح مخنوق و هو يسحبها متجهاً بها أمام مرآتها الطويلة التى تقبع بزاوية الغرفة ليقف هو خلفها و عيناه لا تزال تواجه عينيها عبر المرآة مما جعل انفاسها تتلاحق و هى تشعر بسخونه و قسوة انفاسه بجانب إذنها قبل ان تعود نبراته لتصدمها

( انظري لنفسك ميرال ..... هل أنتِ كاملة كما تدعين ؟! .... هل تستطيعي ان تحبي أحد سوى نفسك ..... انظري كم أنتِ ناقصة ...... فقط انظري ! )

صمت ليكمل بعدما أخذ نفساً حين تحجرشت نبراته من براكينه التى انفجرت بعد ان انحبست داخله طويلاً

( كم تمنيت ان تشعري بي .... ان اشعر أننى امتلك فقط جزء من قلبك ... كم وددت لو ان اصبح فقط أُمثل القليل من أولوياتك تلك التى تهتمين بها ..... لكن لم تكوني هناك .... لم تكونى هناك حين احتجت اليكِ .... حين أردت شخصاً أشاركه حياتي .... لم تكوني أنتِ هذا الشخص ميرال ... هل تعلمي لماذا ؟!! ....... لأنك لا تستطيعي ان تحبي أو تشعري بأحد ميرال ........ فقط نفسك )

ألقى أخر كلماته ليغادر تاركاً أيها تواجه نفسها أمام تلك المرآة و عينيها تلتمع بعبراتها الحبيسة التى لاتزال ترفض ان تحررها و قهر روحها يتفاقم داخلها و هو يواجه كبريائها القتيل الذى يرفض ان يعترف بانكساره بعد !!

***

أخذت تخط قدمها المرتعشة بهدوء على ارض هذا الممر الموحش الضيق الذى تكرهه و هذا الظلام من حولها يزيد من ارتجافها أكثر و أصوات تلك الضحكات الساخرة منها ترن باذنيها لتنكمش يدها على قماش ذلك الثوب المدرسى البغيض

أخذت تتلفت من حولها و انفاسها المتلاحقة تدل على خطواتها السريعة و المرتعبه و هى تحاول الا تتعثر كى لا يتمكنوا من الوصول اليها قبل ان تصل هى الى ذلك الضوء البعيد و التى ترى به أمانها ... نظرت خلفها بذعر ان تكون تلك الخطوات التى تتبعها قد تمكنت من اللحاق بها و هى تستمع اليها قد اقتربت كثيراً !!

عادت لتنظر أمامها ليشق هذا الظلام صوت صرختها حينما شعرت بجسدها الصغير يصطدم بجسد ضخم لم تتبين ملامحه من شدة الظلام حولها لتبدأ خطواتها بالتراجع للخلف و هى تترنح مع سماعها لصوت تلك الضحكة الخطيرة التى انطلقت من هذا الماثل أمامها تستمع الى صوته المرعب و هو يردد بفحيح ارعبها مع اقترابه منها ليمسك بذراعها بقسوة

( لقد أمسكت بكِ ايتها الصغيرة !! )

صرخت بعنف تردد بذلك المرر المظلم لتفتح عينها لتجد ان صدى تلك الصرخة يتردد بهذه الغرفة الغريبة عنها ايضاً !!

نظرت نارفين حولها و شعورها بالاختناق يزيد من وتيرة انفاسها المتلاحقة لتجد نفسها لاتزال قابعة على تلك الأريكة

رفعت كفها التى ترتجف بعنف لتزيل قطرات العرق التى تجمعت على جبينها و هى تدرك ان ما عايشته لم يكن سوى كابوس مرعب .... هذا الكبوس الذى يلاحقها منذ زمن !! ...... لكنها لا تزال هنا فى هذه الغرفة و على نفس الأريكة

أخذت تتساءل و هى تحاول السيطرة على جسدها و روحها المذعورة .... ألن تستيقظ من هذا الكابوس أيضاً ؟! ...... ضمت جسدها بالم نحو صدرها لتضع رأسها على ركبتيها و هى تفكر هل ستنجو من ذلك الظلام أيضاً أم لا ... انها هى من فعلت ذلك بنفسها حينما صدقت و امانت به !

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً