ولكن والدتها لم تنفذ تهديدها لأنها ماأن غيرت ملابسها حتى ركضت للقصر لتعد الطعام التي أمرتها فهدة وأنتهى الموضوع عند هذه النقطة ...
ولكن بلقيس لم تنتهي من الزن على رأسها ...
بلقيس وهي تدور حولها بالمطبخ الصغير :بالله كيف غرفة أسماء ايش ألوانهااا والقصر كيف كم غرفة شفتي ... صدق الخوات متهاوشين وماساعدوا أختهم ...
خزام وهي تتوقف عن ماتفعل :بلقيس روحي ياماما اللحين كملي كوي ملابس وبس أخلص عشاء أبي نسوي قهوتنا ونجلس على رواقة وأشرحلك كل شيء أن مو مجمعة حاجة هاللحضة خليني أضغط على مخي وأتذكر أيش شفت ....
بلقيس وهي تكاد تقفز مكانها :والله من الحماس ماني قادرة أسوي شغل ياليتني رحت مكانك ...
خزام تهز رأسها بيأس :ياليت وأرتحت أنا هنااا بلاسب بلا شتايم ....
بلقيس بشماته :ايوة كذا عيال الأصل والفصل مرة متربيين ...
خزام بتهديد :اشش لايسمعك أبوية تعرفي مايرضى على أحد من طرف العم عقاب ...
بلقيس وهي تهمس :ماربتهم رضى على الشطة أذا قالوا حاجة مو كويسة ...
خزام :يالله على شغلك ...
بعد نصف ساعة وأمام مسلسلهم التركي :أممم غرفتها أتوقع سُكري ايوة والمفارش والأكسسوارات عسلي ...
أسماء مثل ماهي لما كانت صغيره لسى تعيش دور الأميرة بالروايات ..بس أيش الأميرة الشريرة ..
استغفرالله ماشفت منها حاجة حتى وأحنا صغار بس هي وجهها كشر وماتتفاعل مع الناااس ...
تصدقين أتوقع كل الحريم يتمنون شكلهم يصير مثل شكلها وهي تولد ..بلقيس جميلة مثل المسلسلات متخيلة
على الطبيعة كذا شكلها ...
بلقيس تقاطعهااا :يعني هي مرررا حلوة أتذكر فساتينها شعرها الطويل الأسود بس شكلها مـو فاكرة ...
خزام بشرح :ماأدري جمالها مو مكرر أحس ثقتها هي اللي تخليها جميلة ...ملامحها أنفهاا أتوقع مايليق إلا فيهاا عيونه مو كبيرة بس كثافة رموشها ورسمتهاا مخليتها قتالة .. يعني لو بوصفها لأحد بيقول عادية بس لأنها على أسماء جميلة فهمتي كيف !!!
أحس من كثر ماعاملتها أمها كأميرة تلبست الشخصية وتشربتهااا ..
بلقيس بضحكة :وش هالشرح المهم خلينا من أسماء كملي الأثاث ..
خزام تحدق للأعلي لتتذكر :أثاث صالة العمة فهدة اللي فوق أزرق ملكي بذهبي يوووه يابلقيس فخم فخم أيش قصور المسلسل التركي ولاشي عنده أو يمكن عشان دخلته وشفته على الطبيعة ...
بيني وبينك كان نفسي أتأمل أكثر بس كنت خايفة أسماء تولد ويطلع البيبي قدامي ووقتهااا مستحيل أتزوج وأفكر بالخلفة ...
بلقيس بحماس وهي تحاول أن تدخل في جو التخيل:حبيبتي أحتفظي بمشاعرك لنفسك عيدي أشرحيلي وش شفتي كمان ... مو كفاية الطابق الأرضي كله موفاكرة حاجة منو ...
صح تذكرت بيت العمة أم سلطان الصالة كان رمادي بوردي ألوانه كثر رايقة مو فخمة ...
شفت فاطمة (أم يارا) ماتغيرت مثل أخر مرة شفناها فيها ...
اللي فتحت لي وحدة من بناتها بس ماأدري مين وكان فيه زوجة فزاع ..
وش كان أسمها نسيت بتسألين كيف عرفتهااا مثل ماتقول أمي كأنها ممثله طالعة من تلفزيون شعرها مفير ووجها مليان مكياج وأظافرها مناكير ولابسه كعب مع أنها بس طلعت من جناحها للصالة ...
بلقيس بتفكير لايمكن أن يكون هذا الأسراف بالتزيين للمنزل : يمكن كانت رايحة مشوار ورجعت وجلست معهم ...
خزام تهز راسها :ممكن صح .. المهم شفت ليلى أعرفها طبعاً كانت معي بالمدرسة بالأبتدائي...وهي اللي قالت لي أدق باب العم فياض ....
وبس ماأتذكر أكثر أيوة صح في بزورة كثير ماشاءالله أغلبهم بنااات ...
***
كان تلك الليلة طويلة عليها ..
..فالنوم لم يزر عينها تتذكر ماحدث بنهارها وتضحك كانت تجربة غريبة بالنسبة لهااا ..
بل هي أشبة بمغامرة وللأسف لقد فتحت عينيها على أمور كانت مغلقة..
فأحتكاكها مع رجل وهي التي لا تعرف منهم إلا أبيها العجوز وأخيها المراهق ...
يخلق شعور غريب بقلبها لم تجربه من قبل ..
كلما تذكرت صورته التي لاتكاد تفارق عينيها كلما أغمضت عينيها وجدته أمامهااا ..
تعلم أن تفكيرها فيه حماقة ...ولكن
هذا شيء فوق طاقتها فكلما أرادت نفيه من تفكيرهااا عاد لها بأحد المواقف معه لتجد نفسها تبتسم لظلام غرفتهااا ...
تعلم أنها مسكينة ترهق عقلها بتفكير بشخص لن تأخذ من تفكيره حتى لحضة ...لكن هي ستكتفي بهذا فقط لتسلي داخلها لتفكر بشيء غير مشاكل أهلها وظروفهم ونامت على هذه الفكرة ...
***
كانت ترضع طفلها حين خرجت والدتها من الحمام وهي ترتب أكمام ثيابها أخبرتها :أنا ماأقدر أخلي أبوتس أكثر برسل لرضا تجي ترافق معتس ...
أسماء وهي تعدل جلستها بألم وعينيها على صغيرها التي ينام على ثديها :يمه رضا هاه لحد يجيني غيرهااا ...
فهدة بتعجب وهي ترتدي عبائتها :ومن بيجي غيرهااا !!!
أسماء وعلى وجهها علامات الأرهاق :بنتها لاتجيني ولاأشوفها ...
فهدة تتوقف لتعدل أحد أكسسورات أستقبال الطفل الزرقاء فهي تحب الترتيب ويوترهاا لو تحرك شيء من مكانه :لاتخافين رضا أحرص منتس على بنتهااا ماتحب أحد يتخدم ببناتهااا ...
أسماء بعيون غائمة مظلمة :أنا ماأبي البنت عندي ماأتحمل ذنب أحد خليها مستورة محد داري عنهااا ...
فهدة بتكشيرة :أنتي وش فيتس ماأنتي ناوية تجيبينها للبر قلنا لتس أنسي ومش أمورتس ....
هجدي شياطينتس هذا النفاس يضيق الخلق شغلي القراءن بجوالتس ونااامي ...
وأنا أجيتس العصر أستقبل معتس الضيوف ...
خرجت من عند أبنتها وألف فكرة وفكرة تدور في بالهااا ...
هي لم تنسى المشكلة الشائكة بين أبنتهااا وزوجهااا التي أكتشفته بعلاقة مع خادمتهااا ...
ولكن مالحل هل تخبر والدهااا هل سيتفهم أبن نايف الواقعة أم سيثور وسيفضل أن تبقى أبنته مطلقة بضله خير من رجل يهينها بعلاقة مع خادمتها...
والأسوأ أنه خيارها فهي من زوجت أبنتها لأبن أخيهااا
وليتها لم تفعلل فقد أختارت الأسوأ..
لقد أعتقدت لصغر عمره وقربه من عمر أبنتها سيكون عجينة لينه بيدها ...
ولكن ماذا حدث لقد أكتشفت أنه سيء الخلق ..
على غير ظاهرة ولم تتوقع أن يخرج من بين أبناء أخيهااا الرجل الفاضل كزوج أبنتها الأحمق ...مطلقة أبنتها الوحيدة مطلقة أي مصيبة ستحل على رأسها وأي فضيحة ستلوكها الألسن ...
.لقد أخبرت أبنتها أن تتواصل مع زوجها لتخبره بوالدتها ورغم تمنعها نفذت وتواصلت وأخبرته بولادة أبنه ...
ليرد عليها بأنه قادم العصر مع عائلته لزيارتهاااا ....
تتمنى أن تكون هذه فاتحة خيــر ونهاية لمشاكلها ...
***
عاد من عمله الذي لم يستيطع أكماله بسبب أرهاقة أطفأ سيجارته قبل أن ينزل من سيارته بشماغة على كتفه وعقاله معلق بذراعة ...
لايستطيع حتى النظر أمامه من شدة الصداع ...
تباً لأسماء وولادتها من تسببت له بمثل الأرق فهو لم يستطع العودة للنوم مرة أخرى وقضى ليلة بسهرة الأستراحة ...
وبعدها العمل الذي لم يستطيع أكماله ...
لايفكر إلا بحمام بارد وحبتين منوم من التي ابتاعها لتو من الصيدلية ...
توقف عن حركته حين لاحظ حركة بآخر الكراج المصطف فيه مايفوق الخمسة عشر سيارة ...
ألتفت لينظر للموقف بعينين لايمكن أن تخطأ الرذيلة ... هل هذه أحد فتيات الملحق من تقف مع السائق الخاص بفهدة ...
ألن تنتهي مصائب الخدم ... أنقض عليه ... ليلتقطه من عنقه ويدفعه على الجدار خلفه ...
أبدت تلك أعتراض حين صاحت فيه :حرام عليك وش سوى ليصيح بها وهو يلوح بعقاله :أنقلعي لأمك ..لأقطعه على ظهرك ...
ركضت بخطواتها المتعثرة للملحق لتندفع للداخل وهي تصيح :خزام ألحقيني خزام ...المجنون ولدهم ظرب السايق اللي قلتي أعطية الحاجه اللي وصت عليها أمي ....
خزام بهدوؤ :والله ماني فاهمة .. وديتي الحاجة للسايق ...
بلقيس وهي تلطم خديها :وأنا ايش جالسة أقولك هجم علينا المجنون وجلس يظرب بسايق عمة فهدة ...ياويلي أنفضحت اللحين أمي بتديني فلكة ...
وركضت للنافذة لتلقي نظرة لتجده مازال يتعارك معه ....
بلقيس تولول:خزام أعملي حاجة بيقتله هذا المجنون أرجوكي روحي فهميه الموضوع
خزام بشهقة أستنكار :وأنا ايش دخلني أنتي اللي أنكشفتي معاااه ..
بلقيس وهي تنط مكانها من القهر :يرضيك المسكين ينظلم تكفين أنتي تعرفي تتعاملي مع المجانين أنا ماأعرف ماقدرت أقول كلمتين على بعضها أنفجعت ...
خزام تلتقط العباءة وتقرر الخروج بتردد ,, هي فقط ستذهب من أجل أن لايكونوا موضع شك ... وحتى توضح الأمور من أجل سمعتهم ....
ولكن حين أقتربت كان المنظر مفزع بالنسبة لهاااا ... فيبدو أن السائق لم يرضى بالظلم وهو الآخر قرر الدفاع عن نفسه كان الوضع متشابك والكل يظرب الأخر ...
لم تفكر أكثر أنطلقت للقصر لواجهته الأمامية وفعلاً وجدته هناااك ..
يقضى وقته بشرفته الزجاجية أنطلقت تصعد السلم حتى وصلت أخيراً وطرقت على الباب ...
خزام الذي بعكس باقي أفراد القصر فهي ترى بن نايف كل أسبوع حين يزور أبيها ظهيرة كل جمعة بعد الغداء ويجلس معه لساعة كاملة... يتبادلان فيها أحاديث الماضي وعملهم معاً في السلك العسكري :الحقيني ياعمي الشيخ ...
بن نايف بفزع يرفع رأسه عن الكتاب الذي يقرأه :خير وش فيه أبوتس فيه شي ...
خزام وهي ترفع يديها:لا العم فياض يظرب السايق ...والسايق يظربة ...فهم السالفة خطأ السايق ماسوى شي بس حنا عطيناة الحاجة اللي طلبتها منا أمي عشان العمة أسماء ...
زفر بن نايف بحنق وأستغفرالله بصوت عالي وهو ينزل السلالم وبيده الأخر عصائة يتكيء عليهااا ... ماأن أتضح له المنظر حتى صاح بصوته الجهوري :بسسسسس ...وش هذا ..وش هالخبال ...خلصت مشاكلك مع اللي داخل طلعت لسواقين ...
فياض وهو يعدل ثوبة الذي تقطعت أزرته بسبب عراكهم :خلني على الملع** أذبحة أنا قايله لايقرب للحريم ولايوقف معهن وش يسوي مع بنت رضا بالكراج ...
بن نايف بصرخة أخرى :بس أقطع ... محد وقف مع أحد هذي أغراض بيوصلها لأختك بالمستشفى ....
فياض وهو يصيح بتلك الواقفة :وش موديها للكراج وش تسوي هناك بالمكان الصاد يدقون عليه هو يجي يأخذ الأغراض مو هي تروح له بالمكان الصاد عن الناس ...
خزام بتردد لأبن نايف :والله ياعمي الشيخ ماندري أمي خبرتنا نعطية الحاجة وحنا عطيناه مافكرنا بالتفاصيل ...
فياض بغضب يرمي العقال من يده :استغفرالله لازم يبلون الواحد بنفسه ..
وصد عنهم ليذهب مع الجهة الأخرى لمنزل والدته ....
بن نايف يتحدث مع السائق ويعتذر منه باللغه الأنجليزية التي هو متقن لها تحت أنظار خزام المبهورة فيه قبل أن تتدارك نفسها وتغادر المكان إلا أنه أستوقفهااا :وين الحاجات اللي معكم ...
خزام تهز أكتافها :ماني عارفة يمكن بالكراج بس بلقيس رجعت بدونهااا ...
بن نايف بلطف فماذنب الفتيات ليقعن تحت نوبة غضب من فياض:خلاص يابنتي أرجعي بيتس وصكوا بابكم عليكم لين تعود أمتس وترى فياض كل اللي سواه من خوفة عليكم أنا حاطكم آمنة برقبة عيالي ..
خزام التي أغرقت عينيها بدموع من عطف الشيخ عليهم وكيف أنه حمل الأمانة من بعد لأبنائة :الله يخليك لنا ياعمـــي ويجزاك عنا كل خير ...
وعادت تنزع عبائتها ومعها همومهاا ..
صحيح أنها غضبت جداً من فياض وأتهامه السافر لهم
ولكن عقاب دائماً كان بالمرصاد لكل مسيء ومنتقص لهم ...
لحسن حظهم وجوده في حياتهم ... هي لاتريد أن تفكر أين سيكون مصيرهم لو لم تتقاطع طرق والدها بالشيخ الفاضل عقاب بن نايف ...
حاولت بلقيس فتح الموضوع ولكنها قالت لها بلهجة حادة :خلاص أنتهى الموضوع ... العم عقاب تدخل وقفله ...
بلقيس بتبرم وهي تهمس حتى لايصل صوتها لوالدها :الله أكبر على الظالم ...الله يوريني فيه يــــوم ..
خزام بعين مفتوحة :يابنت صكي حلقك ..وأدعي لشيخ اللي فاتح لنا بيته ويصرف علينااا من ماله ...
أغلقت بلقيس عينيها وضغطت على نفسها حتى لاترد
قبل أن تلف ودخل غرفتها متجاهله طعام والدها الذي كانت ستدخله إليه ...
غسلت خزام يديها قبل أن تحمل الصينية وتدخل على والدهااا ..
أمين بتساؤل :وينها بلقيس قالت بتجيب لي غداي ...
خزام وهي تضع الصينية قربه قبل أن تضع منشفه حول عنقة حتى لاتتلوث ملابس بالطعام المتساقط :شفتها تعبانة قلت تدخل تنام ...
أمين الذي لم يعجبه ردها :وأنتي وينك ...ناديت عليك كثير مارديتي وين خرجتي !!!
خزام :وين بخرج ياأبوية أن بس فتحت الباب لخطاب وأمير ودخلت أغديهم قبل لينامون ...
أكل أمين قليلاً قبل أن يرفضه ...فمزاجة غير صافي
لقد سمع حديث لم يعجبه ... الجميع يحاول أن يداري عنه بعض الأمور ولكن بأستطاعته سماع البعض مهما حاولوا التغطية عليه ...
والأكثر إيلاماً له حين يقلبون الحقائق ..
فقد تعب من محاولة معرفة الحقيقة التي تجعلهم يكذبون أكثر وأكثر حتى لايحزنوه فأصبح يتجاهل الكثير من الأمور حتى لايقعون فالكذب وتكبر ذنوبهــــم ...
أغلق عينيه وشي واحد واثق منه ...
هناك عقاب سيحميهم من بعده ...
وأن لم يكن عقاب فأبنائه ...
***
دخل للمنزل بأندفاع وليس على لسانة إلا السب وشتم والألفاظ النابية ...
أستوقفته العجوز التي تجلس بصالتها وأمام قهوة الضحى :فياض تعال وأنا أمك ليه معود الحزة ...
فياض وهو ينفض يدية بقهر :بعدين بعدين يمة خلاص أرحمووووني ...ذبحتوووني جننتوني ..
أشق هدوووومي ولاأترك لكم البيت عشان ترتاحووووووون ...
العجوز بأندهاش وهي تشاهد صعوده للسلالم وكأنه بينهم وبينها ثأر فقد كان صوت خطواته قوي جداً :ول هذا فرد حمزة ثاير ثاير أنا وش قلت له عادت لتسكب لنفسها فنجال أخر من القهوة ...قبل أن تصيح بخادمتها :لينا عسى مالينا وش هالقهوة الماصخة ....
لتجيبها ليلى القادمة من المطبخ ويدها على صدرها :أشوى ماقابلته يمة ياصرخته بردت جنوبي هذا وش مرجعه هالوقت ...!!!
شعاع :ليلى وأنا أمتس ازهمي لينا تجي تغير القهوة ماصخة مثل شيفتها ...
ليلى التي تحمل بيدها كوب الكابتشينو :يمة لينا ماهي فيه الظاهر فوق...
وأغلقت فمها وكادت تسكب القهوة على نفسها...
حين سمعت صرخته من أعلى قبل أن تنزل لينا كصاروخ وهي تبكي وتنظر لشعاع :ماما ...بابا فياز مافيه كويس سوي هواس أنا ...أنا بس نظف غرفة أيش هذا مشكل كثير ...
ليلى تربت على كتفها :لينا خلاص لاتبكين أمسحيها بوجهي ولك من عندي خمسين ريال بس تكفين تحمليه أنتي ولا حنا يالله حبيبتي روحي المطبخ ..
شعاع بصيحة أستنكار :تعال خذي القهوة الماصخة غيريهاااا ..وفياض لاعاد تطبين غرفته ..وأنتي حسابتس معي ..
ليلى تقترب من والدتها تقبل كتفها ورأسها :يمه تكفين أستري علي والله لو درى فياض يذبحني ...
بن نايف الذي دخل على هذه الجملة ولم ينتبه عليه أحد بأستنكار:وش هالكلام ليه يذبحتس وش أنتي مسوية !!!
ليلى التي تفاجئت بحضور والدهااا بوقت مبكر قبل الغداء :هاه ..عشان مانظفت غرفته وخليت لينا تنظفهااا ..هاوش لينا يوم لقاها بالغرفة وأخاف يدري أني اللي خليتها تدخل غرفته ...
بن نايف بنظرة حادة :أذا وعدتي تسوين الشي سوية ولاقولي لاا من البداية ...
وحين أنتبه على محاولة أنسحابها :أطلعي نادي أم يارا أبغاها بموضوع عجلي علي بلحق الصلاة ...أنطلقت ليلى تركض ليصيح بها :براكدة لاتكسرين ...
والتفت على والدتها وبتساؤل :إلا هذي ماجاها خطاطيب ...
شعاع بأستنكار :هاه ليش ..
بن نايف بضحكة نادرة :بزوجها كودها تعقل ...
شعاع بجدية :لاوالله خل لي بنتي وجوز هالهيس اللي فضحنا ماخلى حرمة ماظربها ...
بن نايف بيأس :توه ظارب السواق أنا وش أسوي فيه ماعاده صغير عشان أظربة ...وماني بالي بنات خلق الله فيه ..
شعاع تزفر بضيق:مير بس أجيهم خطابة يقولون لاا قبل أقول أسمه كلن عارف فيه وبحرارته محد مسلمة بنته يرجعها لهم مكسرة ولامذبوحة ...الشيب طلع براسه وهو ماتفرقه عن هالجذعان(المراهقــين ) اللي بطعشات طايش ومجنون ..وفضحنا بالله وخلقه ...
بن نايف الذي تعود على شخصية فياض حاول تعديله حتى لم يعد يجدي فيه الأصلاح فهو حين يكون رائق البال يعطيه من الوعود التي تغيب عن عينة بلحضة الغضب :الله بيصلحة أجتهدي بالدعاء والله المصلح ...
وبوجه مستبشر :ابشريلتس ببناخي ...
شعاع الذي وصلها الخبر من قبل :ماشاءالله مبروك مبروك الله يسلمه لوالديه ...وأردفت بتساؤل :إلا فهدة هنيا ولا عند بنتهاا ...
بن نايف :لا أمرحت عندها البيرح وجت الصبح ..وخلت معها رضا ...
شعاع تهمس لنفسها :ياأبتلاء رضا الذي أبتلاها :هنا وماجت تدورك .!!!
ولم تكد تكمل عبارته إلا دخل حاكم الصغير راكض :جدي جدي ..جدتي فهدة تدورك !!!
بن نايف بعين حارة للفتى :وش فيك مدرعم علينا سلمت على جدتك شعاع ...
حاكم الذي يكاد يفعلها على نفسه :أنا توي جيت من المدرسة وأرسلتني جدتي عليك ...وصاح أخيراً :جده شعاع وين الحمام ...
شعاع بشفقة على الطفل المسكين :روح ياوليدي أي حمام أدخل هنا ماعندنا قوانين ..
أنطلق الطفل المسكين كرصاصة لأقرب حمام ...فعند جدته فهدة لايمكن للأطفال دخول إي حمام حتى لايفسدوا نظافتهااا ...
ام يارا التي كاد يصطدم فيها حاكم من سرعته :وش فيه ذا ..؟؟!!
وسلمت على والدها قبل أن تجلس على الكرسي القريب منه :طلبتيني ياأبوي ...
بن نايف بعجلة :وشلون بناتس عساهن مرتاااحات ....
أم يارا بضجر :وين مرتااحات ياأبوي وحنا متكومين فوق على بعضنااا ...أشوف بعيونهن الندم على بيت أبوهن وغرفهن ودنيتهن اللي تركنها وراهن ...
بن نايف :أنا ولد هجرس يتندمن وجدهن فيه رووح ...
أسمعي أنزلي أنتي وبناتس للجناح اللي تحت ...
فاطمة وهي تنظر لوالدتها بشك :بس ياأبوي هذا جناح فياض بتزوجونه فيه ....
بن نايف يظرب بعصاه الأرض :أنا قلت كلمة وماني برادهااا ولاتناظرين بأمتس زعلت ولارضت هو أنتي شفتيه تجوز ....
لافكر ولقى له وحدة ترضى فيه بنيت له بيت بالأرض اللي بظهر البيت دام أخوانه مايبون يبنون ....أنتي وصغيرات أنزلن بالجناح اللي تحت والغرفة اللي فوق خليهااا للكبار يارا وش أسم أختهااا ...
شعاع بأنفعال :ياسمين البنت صكت السبع طعش وأنت تسأل عن أسمها ...
بن نايف بنبرة تعجب :يعني الواحد مايسهى وينسى ..لاتخافين ماحنا أخذين حق ولدتس ولاظالمينه ...
شعاع بنبرة صدق :والله ماشلت له هم أنا ماعلي إلا من البنات يرتاحن أما عيالك أنت دبرهم رياجيل ماينخاف عليهم ...
بن نايف وهو يلقي نظرة سريعة بأرجاء المكان ويسأل بشك :الولد وين غدى ...
فاطمة :طلع راح لأهله توه مار من عندنااا ..
بن نايف الذي أرتاح بخروجه فهو لايحب تواجد الأطفال الذي يتلقطون الحديث لينقلونه لأخر بصورة مشوهة :ايه الله يستر عليه ... بنشدتس ياأم سلطااان وش رايتس ببنت وضحى بن محماس اللي ينقالها جوزاء ...
فاطمة :ومن هذي ...
شعاع بحدة :حرمة ماتعرفينهااا ... وتنشد عنها ليه ...وصلك خبر العطية ..بس لاتنشدني أنا عن رايي أنشد فهدة ...
بن نايف بنبرة حازمة :أنا مأنشد عن رايتس بالعطية أنا انشد عن البنت سمعتي فيهااا ...
شعاع تحاول تذكر ملامح الفتاة التي أجتمعت فيها قبل سنوات بعرس وسلمت عليها برفقة أمها ولكن لاشيء سوى وجه وضحى لاتتذكر شيء أخر ..هزت كتوفهااا بنفي :مالك علي حلفاان قابلت البنت من قبل بس ماأتذكر زولهاا ...
بن نايف الذي يعرف زوجته الأولى وسذاجة تفكيرها:أنا ولد أبوي وش أبي بزولها وشكلها أنا أنشدتس عن أخلاقها وأطباعهااا ...
شعاع بدهشة:بتأخذهااا وفهدة ...
بن نايف :فهدة راضية بتودي مهرها بعد لايكون عندتس أعتراض ...
صمت قليلاً ليردف :بس أنا مالي نفس بالحريم وبيأخذها بتاال ...
شعاع بعيون مفتوحة بصدمة ...قبل أن تسأل فاطمة وهي قد فهمت بعض الموضوع :لحضة أنت وش تكلمون عنه من اليوم من هي اللي بيأخذها بتال وش يعني بيتزوج مرة ثانية !!!
بن نايف بنظرة عدم أستحسان :يابنتي والله أنتس كنتي جيدة بس من يوم رحتى للدمام وأنتي ماعينتي خير مع هالخبل أجل من الصباح وش نهرج فيه...
فاطمة ببساطة :تهرجون بألغاز ...
شعاع بأختصار :أبوتس جته بنت عطية واللي بيأخذها ولده تعرفين فهدة ماتقدر على حرة الشريكة وبتضحي بولدهااا وبتهدم بيته ...
بن نايف بحدة :أقطعي وخلي عنتس حركات النساووين ...الولد مهتوي العرس ماهو فهدة اللي حطتها براسه ...وأنا رجال عود مالي بالحريم ...
شعاع حتى تداري الموضوع :والله أنتم أبخص بولدكم مير الله يكتب لكم الخير باللي تختارونه ...
يهز رأسه بأقتناع فهذة شعاع العاقلة التي تعود عليهااا ويقف ملبياً نداء الصلااة ...
قبل أن تسأل فاطمة والدتهااا :يمة والله السالفة شدتني بس مافهمتهااا وليه بتال بيتزوج كيف وهو ماشي مع مرته بالسليم أعوذ بالله وش هالقلبة الجامدة وأنا أحسب أني المقرودة أجل عبير وش نقول عنهااا ....
شعاع بحنكة من تجارب الزمااان ودروسة :وأنتي مصدقة أن بتال هو اللي يبي العرس هذي فهدة وسواياااها من سمعت بسالفة العطية وأنا أحتري وش بتسوي ...
بس الذهينة ماتوقعت تطلع نفسها منهااا وترميها على ولدهااا ياويلك اللي جاك يابتااال ...
فاطمة بأستفهام :يمة والله ماني فاهمة شي ممكن تشرحين الموضوع مرة ثانية ...
شعاع بملل :والله أنا أبوتس صادق أنتي وش فيتس صرتي أردى من ليلى وبناااتس وش اللي مافهمتيه أبوتس جته بنت عطية ...وفهدة تبي ولدها يأخذها عشان ماتجي على راسها طبينة (شريكة , ضرة)
تسأل ياسمين التي أنضمت للتو :مين اللي بعد بيتزوج !!!
فاطمة المذهولة :جدتس ..أقصد جدك أبوي يعني ...بس للحسن الحظ عمتي فهدة أنقذتنا وبتزوجها بتااال ولايافشيلتنا بين الناس ....
ياسمين بفم مفتوح وفك ساقط :أووووبس ...عبير وحسناء جلطة ثلاثية البيت بيصير حريقة ...طيب وين بتسكن...يمه شفتي أبوي يقول بيتزوج عشان العيال ..خالي وش عذره عنده ولد وخالتي عبير كشخة ...
فاطمة ترمى خدادية الأريكة على أبنتهااا :يعني أنا كخة وأستاهل أبوك يأخذ علي ...
ياسمين التي ألتقطت الخدادية وأحتضنتها :لاحشاك ياأحلى أم بالدنيا أصلاً كل الرجال يععع وقليلين خاتمة إلا جدي عقاب الله يطول بعمره ...قالت جملتهااا الأخيرة بسبب نظرة الجدة شعاع الحارقة ...
التي تركتهم أخيراً وهي تأمرهم بعدم تأخير الصلاة ...
فاطمة بلهجة تحذيرية :ياويللك ياسمين لو سمعت أنه هالخبر طلع عند أحد كله ولا التفتين وتخريب البيوت ... مانبي مشاكل ..
وأكملت بفرحة وراحة :وأبشرك جدك عطانا الجناح اللي تحت ...
ياسمين ببهجة :من جدك أمي طيب كم فيه غرفة ....
فاطمة بحيرة :والله ماأدري بس هو كبر حجم اللي فوقه على طول ...
ياسمين بتفكير :اللي فوقة ,,اللي فيه خالي سلطاان وأهله ولاا..ّ
فاطمة تهز راسها بنفي :خالك سلطان فوق أمي هو اللي حنا في وليلى يعني غرفتين ...
ياسمين :طيب يعني كلنا بننزل تحت ...
فاطمة :لا أنتي ويارا بالغرفة اللي فوق وأنا والصغيرات تحت ...
ياسمين براحة :الحمدلله الله يفرج على جدي مثل مافرجها علينا ..لتردف بقلق :بس أمي أخاف خالي فياض يطردنا منه مو هو له لتزوج ...
فاطمة وهي تفكر بالأمر قليلاً ستخبر والدها أن يبني لهم شقة صغيرة من خمس غرف إذا تم بناء الفلل التي ينوي بنائها لأخوتها الذكور :يابنتي يمدينا ضبطنا أمورنا قبل مايتزوج خالك خلينا اللحين نمشي نفسنااا لين الله يفرجهااا ...المهم الموضوع اللي تو ماأبيه يطلع عند أحد حتى لو أختك خلاص مالنا شغل...
***
كان يتكأ على ظهره ويديه خلف رأسه ليقول بتنهيدة وهو ينظر للبعيد حيث أبل والده تتهادى بخطواتها الثقيلة :الضيقة اللي دايمن تالي عصير ..وش حيلتي وأردها لاتجينـــــــي ...
سلطان الذي كان يتكأ على جنبة ويده تحت خده ضحك بسخرية :الضيقة والله من اللي أنت داسه عن أم حاكم ...ياهجادك يابتال كانهااا مثل أختهااا والله مايردني عن طق الثانية إلا هالعيال لايدجون بينااا ولااا هن ماعليهن حسوفة ...
بتال الذي يعلم جيداً أن سلطان ساخر كاذب مايجري على لسانة ليس مافي قلبه :أجل خذها وأنا أخوك وأذا دجوا عيالكم لك علي وأنا عمهم أعتني فيهم ...
سلطان بقهقهة عالية :ياااوك ياهالعطية اللي عجزتوا فيها كل يرميها على الثاني والله لو عمتي مشاورتني فيها كان ماجوزتها إلا فيــــاض ...
بتال يهز راسه بضيق :تكفى ياسلطان أنا طالبك ... فكنا من بعض شورك ...وخلنا باللي حنا فيه ...طلعنا منهااا ..
سلطان يعتدل بجلسته :والله ياأبو حاكم قلبتها براسي يومين مالقيت طريقة بتهونهااا ..
بس أحرص الخبر لايطلع لين تملك ووقتها هي بتطخ من نفسهااا بتلقاء نفس قدام الأمر الواقع وأذا شافتك ماتغيرت عليها بتنسى ....
بتال الذي أعتدل بجلسته :وش تنسى أبوي اليوم مكلم أخوهاا يقول بنجي نملك ونبي العرس هالشهر ..وين تنسى ...
سلطان بحماس:افااا وتوك تهرج متى كلمهم أبوي ...ماني قايلك لاتسوون شي من وراي ...
بتال بتعب :انا دخلت عليه وقت الغداء ناداني جنبة تعال بنكلم رجال جلست ماعرفت من يقصد لين سمعته ينشده أنت خالد بن لافي .....
سلطان يهز راسه بأندماج :أيه ووش قال ...
بتال بملل من محبتة لتفاصيل :مأدري ماركزت بس ذاك واضح فرح بأتصال أبوي وماهو مصدق لأن أبوي ضحك وأستبشر وجهه من الكلام اللي جاااه وأنا سجيت أفكر كيف بصارح أم حاكم ومأنتبهت إلا على أخر الأتصال وهو يأكد له الزواج نبغاه خلال شهر ....
سلطان بشك:اييه وذاك درى أن أمها معطيتها ولايحسب نخطب عادي ...
بتال بقلب مثقل وهو يدعي على وضحى التي تسلطت على حياتهم :يعني ماتعرف أبوي خطب عادي ولافتح فمة بشي عن وضحى وحركتهااا مايرضى على بنت عمه ....
سلطان يمسج مؤخرة عنقة :وهو مايفكرون ماعندهم عقول ولاوش بيردنا عليهم ...مصدقين بنأخذ من بناااتهم ...
بتال بهم ووجه متكدر:والله هذا عاد اللي صار ...الله يعين بس ...
ينقطع حديثهم بالسيارة الهايلكس التي توقفت قرب منهم قبل أن ينزل شاب مستعجل وقد لف شماغه على وجهه بأحكام :يالله مسهم بالخـــير ...حيا الله شيبانا كيف أمسيتوا ...
قالها وهو ينحني ليواجهم.. ليرد سلطان بتجهم :شابت ظلوعك يالهيس أنت ماعندك دراسة ماعندك بيت يقضبك وش لاحقنا هنا ...
الحسن وهو يفك شماغه وينسف أطرافه على رأسه :جيت أبي غبووووق ...ياآدم أحلب البكرة ....
بتال بضحكة أستهجان :ياورع تلايط وخذلك كابتشينو من المقهى .. مقطعك الغبوق بتمسي بالحمام من وراه ...
ليكمل عليه سلطان :أبوي ماهو قايلك لاتأخذ وانيت السواق هذا جايبينة للمقاضي ماهو للتفحيط ...
الحسن بنبرة جادة :أفا ياأبو هجرس أنا أفحط أعوذ بالله من هاللي مايخاف الله ويحط فيني هالهروج ...
سلطان يتجاهل اللقب الذي ناداه فيه ...أشار بأصبعه على صدره ثم على بتال :أنا وياه شايفينك بعيونا ...
الحسن وهو يتهرب :أيه كلها مرة خدعني الشيطان وقلت بجرب هاللي يقولون له تفحيط ..
وقال ليغير الموضوع بسذاجة تناسب عمره الذي لم يتجاوز السادسة عشر :بروح أزور أسماء وش أخذ هدية ...
أنتهى
عاشقة ديرتهااا
الحسن 16
أسماء 20
أبناء فهـــدة
شعاع الزوجة الأولى لعقاب بن نايف 64 سنة