عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-20, 01:34 AM   #4

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي





وقفت تنظر بوجه بائس منهك من العمل الشاق طوال اليوم؛ لذلك المبنى القديم, بطوابقه الخمس,
تتمنى لو استطاعت الهرب من العودة, والذهاب إلى أي مكان؛ لكنها لسوء الحظ لا تستطيع,
بل هي بحاجة للإسراع للصعود الآن؛ حتى لا تنال ما هي بغنى عنه الليلة,

زفرت بتعب مُحركة ساقيها المتألمين, تدلف إلى المبنى بأضوائه الخافتة بمدخله, تصعد بتلكؤ, شاردة, حتى وصلت للطابق الثاني, تنظر إليه بعينين غائمتين,

لتجفل حين فُتح باب أحد الشقق المتراصة بجوار بعضها البعض, مكونة أربع متقابلين,

يخرج منه شاب بمقتبل العُمر مبتسم المحيا دومًا, ما إن رآها حتى أهداها ابتسامة حلوة؛

أضاعت كل ذلك التعب الذي تشعر به,
يقترب منها مُرحبًا:" مرحبًا أوليفيا.."

بوجه متورد أخفضت نظراتها, تهمس إليه بصوت شبه مسموع:" مرحبًا.."

اقترب بخطواته أكثر منها, حتى وقف مُقابلاً لها, يرمقها بنظرة خاطفة, فتتجهم ملامحه بشفقة,
قائلاً:" يبدو أن عملك كان شاقًا اليوم.. عليكِ أن تخففي منه قليلاً.."

رفعت نظراتها إليه بتردد, ترمش بعينيها باضطراب, تهز رأسها موافقة دون حديث,

عاد يبتسم مُجددًا, يفغر فاهه كي يتحدث؛ لكن رنين هاتفه أوقفه, ليُخرجه من جيب بنطاله؛

ناظرًا لشاشته, فيُشرق وجهه, مع لمعة عينيه, ضاغطًا زر الايجاب,

هاتفًا بلهفة:" مرحبًا ليليان.."

يصمت قليلاً, يستمع للطرف الآخر, والذي وصل صوته المتذمر بدلال واضح لمسامع أوليفيا

يقول:" أين أنت صُهيب؟.. لقد تأخرت.."

رد عليها صُهيب سريعًا مُسترضيًا:" ها أنا بالطريق حبيبتي.. أعتذر.."
كلمة حبيبتي تلك ارتدت بصدر تلك الواقفة, كسهم مدبب أدماه, جعلها تكتم شهقة ألم, تُحاول الخروج,

ترى حديثه, نبرة صوته مع حبيبته, فيزداد وجعها, حتى أنهى حديثه, ولا تزال ابتسامته على ثغره,
يعود إليها,

قائلاً بود:" ليلة سعيدة أولي.. عليَّ الرحيل الآن.."

هزت رأسها مُجددًا بلا معنى, وهو يمر بجوارها, يرفع يده مُشعثًا خصلات شعرها الشقراء بمرح,

مرددًا:" اهتمي بنفسك يا صغيرة.."

ثم تحرك تاركًا إياها, وقد ازداد بؤسها أضعاف,
متمتمة بملامح باهتة:" لا تزال تراني تلك الصغيرة صُهيب.."

تنهدت بصوت مسموع, تعود لتتابع صعودها للدرج, حتى وصلت للطابق الذي به شقتها,

ووقفت أمام الباب, لا تريد فتحه؛

لكن وكأن من بالداخل قد شعر بها؛ ففُتح الباب بعنف, ليظهر خلفه رجلاً نحيل الجسد, عابس الملامح, يرتدي سروالاً, وقميصًا داخليًا متسخًا,
يرمقها بغضب,

مع صوته الجهوري الساخط:" عدتِ أخيرًا أيتها الحقيرة.. لقد تأخرتِ.."

انكمشت على نفسها بخوف منه, تبتلع ريقها بصعوبة, مع قولها الخافت بارتباك:" كنت.. كنت.........."

لم تستطع إكمال حديثها, والرجل يجذبها بعنف من شعرها, يسحبها لداخل الشقة,
هادرًا:" تتسكعين مُجددًا أيتها الجرذ عديمة النفع.."

دافعًا إياها بكل قوته, فيرتطم جسدها بالجدار, كاتمة تأوه متوجع, والرجل يعود مقتربًا منها,

صادحًا بحنق:" عديمة النفع.. أنا من يؤويكِ بمنزله؛ بدلاً من تشردكِ بالشوارع, وأنتِ تتسكعين بها!.."

احتقنت عيناها بالدموع, تهز رأسها نفيًا,
هامسة باختناق:" لم أكن أتسكع أبي.. كنت بالعمل.. أنا......"

صفعة قوية حطت على وجنتها, فتحررت شهقتها, تطرق برأسها,

وهو يقول بقرف:" أي عمل ذلك؟.. هذا الذي تعودين به ببضع قروش!.."

اهتز جسدها ببكائها المكتوم, دموعها تنهمر بسخاء,
هامسة بأسى:" هذا ما استطعت إيجاده وقبل بأن أعمل, وأنا بسن السادسة عشر.."

انقلبت ملامحه بتقزز ساخط, قبل أن يمد كفه مفرودًا إليها,
آمرًا:" اعطني.."

بخنوع شديد, أخرجت النقود من جيبها, تُعطيها إليه, فيأخذها ناظرًا إليها بعدم رضا,

قبل أن يقترب منها يميل بوجهه إليها, فكتمت أنفاسها حين وصلها رائحة أنفاسه الكريهة المُشبعة بالمشروب الكحولي الرديء,

هاسًا:" من الأفضل أن تبحثي عن عمل بمال أفضل؛ حتى لا ألقيكِ بالشارع أيتها اللقيطة.."

هزت رأسها مُجددًا, فابتعد عنها, يبحث عن شيء ما,

قائلاً:" الآن نظفي المنزل؛ فهو قذر مثلكِ.."

تحركت بتخاذل, شاعرة بأن روحها تذوي يومًا بعد يوم, مع رجل يُسمى أب, تلملم تلك الزجاجات الفارغة, والملابس القذرة المتناثرة,

دالفة إلى المطبخ الصغير, فترى جميع الأواني والأطباق, ملقاة بالحوض تنتظرها لتغسلها,
فتقف أمامهم وقد تهدل كتفاها ببؤس, تنتحب بصمت..

************
يتبع



pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس