عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-20, 09:45 PM   #63

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الورد عليكم يا حلوين 😍😍

الفصل الخامس


ركضت الى الخارج الغرفة حتى شعرت بالهواء يعود الى رئتيها من جديد ليقلل من شعورها بالغثيان الذى داهمها من رائحة عطره النفاذة و القوية مثله !!

أغمضت عينيها محاولة السيطرة على انفاسها المتلاحقة و صورة نظراته الشرسة تعود لتداهم مخيلتها من جديد ....... انها تفقد القدرة على النطق بقربه تشعر انها حقاً فتاة صغيرة معاقبة أمام والدها ... هيبته التى تسبقه حيث يكون .... نظراته التى تجعلها ترتجف و تقيدها حتى بات الهرب منها مستحيل ... كيف ! ... كيف يستطيع ان يفعل ذلك ... انه كان محق حينما قال لها انها لم تتعرف على أحد مثله من قبل !!

انتفضت من تفكيرها الذى كان يتمثل بصاحب هذا المحيط الذى يسحبها داخله دون ان تعى كيف سوف تقاومه و هى تستمع الى ذلك الصوت التى حفظت معالمه جيداً و ذكرى برودة تلك الغرفة التى كادت ان تُقتل بها على يده تعود اليها من جديد

( أنتِ ماذا تفعلين هنا ايتها الفتاة ؟!!! )

التفتت نارفين بجسدها لتواجه نظرات قادير الغاضبة و الذى تبعها حديثه و اقترابه منها و هو يقول

( هل تظني انكِ قد ربحتِ ايتها الصغيرة ؟! )

اقترب منها أكثر و هو يمسك ذراعها بعنف اقشعر له جسدها بينما كان يكمل

( لا أريد ان ارى ظلك بهذا القصر فى وجودي هل تفهمين ... فأنا سوف ألقى بك خارجاً قريباً جداً فأنا اعلم امثالك لماذا يسعون )

نظرت اليه بقهر و الم لم يعد يتحمله قلبها ترفض ان تكون حقيرة بتلك الصورة أمام نفسها أكثر من ذلك لماذا الكل يعاقبها وكأنها هى التى اخطات وحدها لما لا أحد يريد ان يستمع اليها ... لما الجميع يحكمون عليها بالإعدام دون ان يعو شئ من الحقيقة .... و من منهم يريد ان يستمع لها من هى من الاساس ... عادت تلك الجملة لتداهم عقلها كالناقوس فى هذه اللحظة

( انظري الى ... هنا لا مكان للضعيف ... فان كنتِ تريدين حماية نفسك و حماية طفلك يجب ان تكوني قوية ... هل تفهمين )

لتتحدث بنبرات لا تعلم كيف تمكنت من استجماعها قائلة بتحدى و قوة نابعة من قهرها

( لن تستطيع ان تفعل !! )

جحظت عينين قادير بصدمة قبل ان تشتعل بشرار و غضب أخذ يتملكه لترتفع قبضته بعنف و حركة سريعة جعلت نارفين تغمض عينيها منتظرة تلك الصفعة لتسقط على وجهها ...... لكنها انتظرت دون ان تشعر بشئ لتعود و تفتح عينيها ببطء ليصدمها هذا المشهد حيث كف قادير محتجزة فى الهواء بفعل يد أردال التى منعت عنها الصفعة و صوته الذى أخذ يزلزل روحها و هو يقول

( لن تقترب منها عمى ... فهى اصبحتِ تخصني أنا من بعد الان!! )

لم تكن عينيها تلتقط ملامح الصدمة التى تمثلت بوضوح على وجه قادير و تلك النظرات الشرسة التى قابلتها مراراً لكنها تتجه الأن نحو أردال بشكل أعظم فكانت حدقتيها متسعتان دون ان تهتز للحظة من على وجهه و رجفة خفيفة تداعب داخلها فى حين مشهد أخر اعتصر له قلبها و ذاكرتها تعود اليه و تقارن بين المشهدين بالم و غصة عنيفة تجتاح كيانها


( توقف مكانك ولا تتحرك )

تجمدت قدم آسر مع صوت قادير الذى زلزل المكان و تجمدت معه دماء نارفين التى شعرت بخنجر مسموم ينغرس داخل أعماقها و خيبة أمل تحتل داخلها و هى ترى آسر يخضع لاوامر ابيه وهو يراها مكبلة ملقاة بزاوية الغرفة دون ان ينطق باسمها من بين شفتيه التى كان يتغنى بعشقه لها بها دائماً

شعر آسر بانكسارها لكنه عاد ليطالع ابيه الذى اخذ يقترب منه ببطء حتى وقف على بعد خطوة واحدة فقط منه ..... لا يعلم من اين أتته تلك الشجاعة اللحظية ليردف برجاء

( أبى ارجوك دعها تذهب )

( وهل سوف تنسى امرها ان تركتها ترحل من هنا حية )

خرج صوته ضعيف متوسلا و هو يقول ونظرات الانكسار تطل من داخل عينيه

( لا استطيع )

هوت كف قادير بعنف اهتز له المكان و جميع العيون التى أخذت تتابع هذا المشهد فى صمت عدى تلك العيون التى اخذت تذرف عبارات القهر و الزل ...... و صقيع تملك جسده بالرغم من هذه السخونة التى أخذت تتسرب تحت كفه اثر هذه الصفعه المدوية التى تلقها للتو .... مع تلك الكلمات الذى اخذ صداها يتردد بإرجاء المكان و هذا الصوت يمثل اسوء كوابيسه

( الخيار لك آسر اما تلك الساقطة اما .... لن تكون بنى بعد اليوم .... أنا لن اخسر ما خطط له لسنوات عدة من أجل احدى نزواتك ..)

صمت عم ارجاء المكان للحظات ليعود قادير و يقطعها بشراسة اكبر و هو يقول

( أمامك دقيقة واحدة لتقرر !! )




عادت من تلك الذكريات التى ألمت روحها حتى كادت ان تخنقها على ذات النبرات التى يرتعض لها جسدها و صراخ قادير المغلول و هو يسحب يده بعنف من قبضة أردال يهدر به قائلاً بشراسة و شرار يتطاير من عينيه

( اتبعني الى المكتب حالاً )

ليغادر بعدها قبل ان يشملها بنظرات انقبض لها قلبها الذى مازال يخفق بعنف لا تعلم سببه !

عادت نظراتها نحو أردال و الذى و جدته هو الاخر ينظر لها بنظرات غامضة لا تفسر لكنها استشعرت كم الغضب الكامن داخلها لتشيح بنظراتها نحو الارض و عقلها يحثها على الهرب من أمامه قبل ان يقتلها بكلماته المعتادة ..... لكن كان هناك شئ غريب داخلها يخبرها انها يجب ان تشكره على انقاذه المتكرر لها .... حاولت ان تبحث عن كلمات لتتفوهها و قبل ان تتحرك شفتيها اتها صوته العميق بنبراته و هو يردف

( كنت اتساءل متى سوف يظهر وجهك الحقيقى ؟! )

ارتفعت عينيها نحوه بصدمه و هى تحرك شفتيها دون ان تتحدث و نبراتها عاجزة عن التعبير عما بداخلها لتراه و هو يقترب خطوه منها جعلتها تتبين نظراته التى يملؤها الكثير من الاستحقار والتى لا تعلم لماذا يستفزها بهذا الشكل المضاعف منه و هى تعلم بقراره نفسها انها لا تستحق تلك النظرات التى تخنق روحها و تقتل داخلها و قبل ان يستدير مغادراً همت لتتحدث هى هذه المرة لتكون الصدمة من حصته هو بنبرات أخذت تعلو مع كل كلمة

( لماذا على ان ان اصمت عن تلك الإهانة .... هاااا لماذا ...... لماذا يجب ان اقبل تلك النظرات ... هل تقبل أنت ان يمر احد بجانبك لا تريد له ان يفعل !! ... إذن لماذا تريد منى ان اقبل اهاناتكم ... لماذا تتعاملون معى بهذا الشكل الظالم لماذا تُحملونني أنا كل شئ و كانى أنا المخطئة الوحيدة بهذا الامر ! )

اختنقت رئتيها تطالب بالهواء مما جعلها تصمت للقليل من الوقت و هى تلهث مستنشقة بعض من الهواء الذى غادر رئتيها لتراه و هو يلتفت ليواجهها من جديد ببردوه و كأنها لم تكن تتحدث معه من الاساس !!

عادت لتتحدث أمام ظله الذى غطاها مع اقترابه منها بنبرات خافتة متألمة و متسائلة لكنها تحمل قوة لم تكون تحملها داخلها بالفعل

( لماذا اصمت و أنا استمع الى تلك الاتهامات ؟!! )

لحظات فقط تواجهت تلك الامواج المتلاطمة بمحيط عينيه مع سمائها الملبدة بالغيوم قبل ان تغمض هى عينيها بقهر بعد ان رأت ابتسامته الهازئة تعود لتزين ثغره من جديد

تستمع بعدها الى كلماته الثلجية و التى للعجب اثارت داخلها نيران لم تعلم عنها شئ قبل ان تتعرف عليه و لم تكن تعلم انها من الممكن ان تثور فقط من كلماته فهى دائماً لم تكن تهتم الى نظرة الناس لها لكن تلك الكلمات التى خرجت مسممة من بين شفتيه اصابت أعماقها

( حقاً اتهامات !! .... غريب الا تقفين الأن امامي و أنتِ تحملين طفلاً ناتج من علاقة غير شرعية مع رجل متزوج )

حقاً ان شعور ان ينغرس داخلك سكين حاد اقل الماً من هذا .... لم يعد يهمها اى شئ سوى كرامتها التى يدهسها هو بحذائه ........ تلك النيران التى أخذت تتزايد داخلها بشكل بات لا يحتمله عقلها حتى لم يعد شعورها بردات فعل جسدها موجود من الاساس فهى حقاً لم تكن تعى يدها التى ارتفعت من أجل صفعه سوى و هى تُحتجز بين كف يده السليمة بعنف جعلها تنتفض بعنف مضاعف له و هى تحاول الافلات من براثينه لكن قبضته التى كادت ان تهشم عظامها لم تسمح لها بالهروب كما ارادت خاصتاً و هى تواجه تلك العاصفة بنظراته قبل ان يهدر بفحيح ارعبها بجانب وجهها قائلاً

( قلت لكِ من قبل أننى سوف أكون أكثر من قادر على التعامل مع وجهك هذا ايتها الفتاة .... فأنا أعلم كيف اتعامل مع مثيلاتك .... فجميعكم ناكرات للمعروف )

هل جنت حقاً لا تعلم ... فهذا الشعور الاحمق الذى أخذ يتعاظم داخلها لتثبت له انها ليس كما يراها اصابها بالجنون و هى تعى فداحة ما قامت به منذ قليل فى حقه ... هو الذى منع عنها تلك الصفعة التى كادت ان تهوى على وجنتها لتقوم هى بفعلتها تلك !!

شعرت و كان روح اخرى تلبستها خاصتاً مع هذه الكلمات التى خرجت بحماقة من بين شفتيها و هى تردف بنبرات مضطربة و شئً واحد فقط تريد اثباته

( حقاً !!!! .... حقاً تعلم كيف تتعامل مع مثيلاتي .... و من هم مثيلاتي؟!! ... هل تقصد تلك المرأة التى كانت زوجتك ... و الذى على ما يبدو قد تركتك لقسوتك و برودتك !! )

انتفضت بعنف و هى تشعر بأنامله تكاد ان تخترق لحمها و نبراته التى هدرت بعنف و هو يشد من قبضته على كفها قائلاً بفحيح كاد ان يحرق وجهها

( أنتِ .... أنتِ كيف تجروئين ... من أنتِ .... و ماذا تعلمين عنى لتتحدثي هكذا ؟!! )

شعرت كأنها ورقة بين يديه و هو يقوم بهزها لتتحرك معه بكل سهولة بينما بدأت تردف بنبرات مرتجفة و عيون مغمضة أمام بركانه المتفجر لتزداد صدمته و جنونه منها

( أعلم ... لذلك اعتذر ... فأنا حقاً لا اعرف شئ لكن لماذا أنت تحكم على اخلاقي بهذا الشكل و أنت لا تعلم عنى اَي شئ من الاساس .... هل ترى ما التى تفعله بِنَا الأحكام المسبقة .... كما أنا لا اعلم شئ عنك فأنت ايضاً لا تعلم .... فالمظاهر أحياناً تكون خاطئة أيها السيد !! )

شعرت بقبضته تتراخى من على رسغها لتفتح عينيها ببطء و انفاسه الثائرة لا تزال تضرب بوجهها بعنف ... ترى نظراته الغامضة و ملامحه التى لا تفسر تواجهها لتحاول ان تتحدث و كلمة الاعتذار هى فقط التى تداعب عقلها لكنها شعرت بحركته المفاجئة و هو ينفضها بعيداً عنه و يختفى من أمامها تاركاً جسدها يترنح قليلاً مواجهاً برودة الجو بعد ان كان يحتمى منه خلف ضخامه جسده

ارتفعت كفها لتقبض على قلبها المرتجف داخلها خوفاً كما تظن هى و هى لاتزال لا تصدق هذه الشجاعة التى تلبستها أمامه ... كيف استطاعت ان تواجهه بتلك القوة كيف ! ..... لكنها فقط تعلم شئ واحد انها لن تستطيع ان تحتمل تلك النظرات التى تحترق لها روحها .... لحظات مرت كالعاصفة التى اكتسحت روحها و الكثير من التسائلات التى أخذت تدور بعقلها قبل ان ترى قامة السيدة بشرى تظهر من خلف هذا الظلام المنتشر بإرجاء المكان و علامات الصدمة على وجهها تؤكد لها شئ واحد انها تابعة ما دار بهذا المكان منذ قليل

اخفضت نارفين رأسها نحو الارض لكنها عادت لترفعها بصدمة و هى تستمع لجملة بشرى التى هزت كيانها بعنف

( لقد هزمته !! )

تلعثمت بحروفها و هى تتساءل بوجهها الثائر الذى تنتشر به الحمرة من شدة توترها

( كيف ؟!!! )

لتعود بشرى لتردف و هى تقترب منها تمسح على شعرها البنى الذى يتخطى كتفها بالقليل من السنتيمترات

( انها المرة الاولى التى أراه بها عاجز عن عن الرد يا ابنتى و كنتِ أنتِ من عجز أمامها ..... لقد رأى أنك محقة لهذا التزم الصمت و غادر ! )

رمشت نارفين بجفنيها و هى لا تصدق تلك الكلمات التى تتحدث بها بشرى لتقول و الندم يتشرب نبراتها

( حقاً لم أكن اقصد ان أقول ذلك له ... لكننى حقاً أردت فقط ..... فقط ان يتوقف عن النظر لى بتلك الطريقة و كاننى .... كاننى ساقطة ... فأنا لست كذلك ! ) ....

عادت بشرى لتمسح على شعر نارفين بحنان مقاطعة ارتجافها و توترها الملحوظ و هى تقول

( أعلم .... أعلم يا ابنتى فهذا واضح .... لكنه لا يريد ان يرى أو يعاند حتى لا يرى ذلك .... فهو ايضاً ليس كما يبدو )

عادت نارفين لتتلعثم و هى تردف مجدداً

( كيف يعنى ؟!! )

( انه ليس بهذه القسوة الذى يظهرها ..... فتلك هى القشرة التى يظن هو انها سوف تحميه من الوقوع مجدداً ؟! )

لا تعلم لماذا انفعلت و هى تتحدث قائلة

( لماذا يتعامل معى بذلك الشكل ؟! .... أنا حقاً لم افعل له شئ ... هو الذى يتهمنى دون ان يعلم شئ )

( اهدئي يا ابنتى .. هيا تعالى معى الأن لتستريحي قليلاً فقد زاد شحوب وجهك بشكل ملحوظ .. تعالى كى تتناولي طَعَامِك فأنتِ لم تتناولى شئ منذ ان اتيت و هذا ليس جيد لك )

صمتت ... اجل ... صمتت لانها تشعر كأن تلك المواجهه قد استنفزت كيانها بأكمله لكنها ارادت ان تتساءل ... أجل ارادت ان تتساءل .... عنه!! ...و بشدة فحتى اسمه لا تعلم معناه اسم غريب لا تعتقد انها قد سمعته بحياتها من قبل !! ..... اخذ عقلها يتساءل دون ارادتها من جديد .. لماذا كل هذه القسوة و هل هو هذا الرجل القاسى أم .... أم ذلك الرجل العاشق التى رأته بتلك الصورة ؟!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء