عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-20, 09:49 PM   #66

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

شعور غريب هذا الذى يتملكها و هى تقف خلفه عند باب هذا المنزل ...... هذا المنزل الذى ظنت بحماقتها انه سوف يكون أمانها الذى فقدته منذ زمن بعيد .... هذا المنزل الذى كانت ترى به عشها معه .... لكن أين هو ..... اين هو حبيبها هذا الذى تركت كل شئ من أجله لتصطدم بواقع انه قد خدعها و أغرقها ببحور عشقه الكاذبة دون ان يعود و ينتشلها بل اطاح بها نحو تلك الدوامة العميقة بعمق جراحها منه والتى لا تعلم لها مخرج

عادت من تفكيرها لتجد نظرات أردال الغريبة تتابعها و كأنه يريد ان يستكشف ما بداخلها ....... تقدمت لتدلف الى الداخل بعد ان تنحى هو جانباً ينتظر مرورها يتبعها من بعد ذلك ... توقفت تشعر بعد عدة خطوات نحو الداخل باشياء تتهشم أسفل قدميها لتنظر الى الأسفل عاقدة الحاجبين و هى تتساءل ما هذه الأشياء التى خطت عليها اقدامها حيث و جدت العديد من الشظايا المتناثرة و بقايا تلك المزهرية الزجاجية تقبع بجانبها بالقرب من الباب ..... وهى تعى جيداً سبب تحطمها بهذا الشكل !!

تابع أردال انكماش كفها و رأسها الذى تخازل نحو الأسفل جاعلاً خصلات شعرها تنسدل لتغطى تلك الحمرة التى انتشرت به خجلاً من فعلتها فى ذلك الْيَوْمَ حينما حطمت المزهرية فوق رأسه ... حمرة جديدة عليه ليست من بكائها أو غضبها بل من خجلها !! ...... لم يستطيع هو ان يمنع فمه الذى مال بشبة ابتسامة لا توجد بقاموسنا لكنه يعتبرها تحت بند الابتسام ...... ليصدمه بعدها صوتها الذى أتاه ... حقاً لم يكن يتوقع تلك الكلمة التى خرجت من بين شفتيها بتلعثم خافت و هى تردف

( أعتذر !! )

صمت و هو يفكر بما يقول لها أو يجيبها لكنها عادت لتبعثر أفكاره من جديد حينما قالت

( أعتذر عن ذلك الْيَوْمَ ...... و يوم أمس ايضاً ..... فلم يكن عليا ان أتدخل بخصوصياتك .... لكننى لست اسفة على ردى عليك و على اتهاماتك مطلقاً ...... و الأن سوف اذهب لكى احضر الأشياء التى تلزمنى )

غادرت ...... أجل غادرت دون ان تنتظر حتى لترى هل سوف يقبل هذا الاعتذار أم لا ..... هل سوف يُجيب عليها أم لا !! ....... جال بانظاره نحو هذا المنزل الصغير و هو يعود ليتذكر تفاصيل هذا الْيَوْمَ من جديد و سؤال واحد فقط يداعب عقله بشراسة ما الذى سوف يفعله الأن ..... فالخانة اصبحت تضيق عليه بشكل مزعج ...... و تلك الفتاة التى جائت لتقلب حياته الهادئة رأساً على عقب .... هز راسه بعنف و هو يقارن بين حياته قبل دخولها و بعد ان دخلتها

زفر بعنف من تلك الحرقة التى شعر بها تشتعل داخله حين عاد بذاكرته الى حديثه مع آسر .. فهو لم يستوعب بعد فعلته ...... تعثرت قدمه بتلك الحافظة الزهرية الملقاة عند قدم الأريكة الموضوعة بالمنتصف و الذى أرجع سقوطها بهذا الشكل لذلك الْيَوْمَ ايضاً !!

انحنى بفضول غريب تملكه لربما تلك المحفظة تحمل اجابات عن تسائلاته .... التقطها بهدوء و هيبة لا تدل على انه قد انحنى من اجل شئ من الاساس ..... ليقلبها بين كفه قبل ان يقوم بفتحها !

رمش عده مرات و هو يتحقق من هذه الصورة التى ظهرت قبالته حيث كانت موضوعه خلف جيب الحافظة الشفاف .... مال فمه بصدمة و تشكيك و هو يستوعب أن هذا الشاب هو آسر دون غيره و تلك الفتاة الذى يحملها فوق ظهره بخفه بينما هى تطوق عنقه بذراعيها .... هى نارفين !! .... هدوء تملكه و هو يتابع تفاصيل الصورة ..... هذه السعادة المشعة من نظراتهم معاً .... حرك أبهمه بدقة على جميع زوايا الصورة ... ليختفى وجه آسر قليلاً من ضخامة أبهمه ... ليتوقف نظره على وجهها .... هل حقاً هى الفتاة التى توجد الأن بالداخل فشتان بين هذه الفتاة و تلك .... تلك التى أمامه بالصورة تنبض بالحياة و الحياوية .... نظراتها تشع فرح و سعادة ........ تنهد و هو يدرك انهم حقاً كالظلام الذى يستطيع ان يبتلع اى شئ الى داخله بهدوء مقيت

اهتزت كفه التى تمسك بالمحفظة و عقله لا يستوعب هذا الصوت الذى صدح بإرجاء المكان ... هل هذه حقاً صرخة أم هكذا تخيل هو !! ..... و بحركة غير إرادية وضع تلك المحفظة بجيب بنطاله ليقترب بعدها بحذر و هدوء لم ينبع من داخله لتعود أذنيه و تلتقط بعض الهمهمات المخنوقة و الذى ادرك ان نارفين هى صاحبتها ..... لتتحرك قبضته نحو سلاحه الذى لا يفارق خاصرته بحركة سريعة و قدمه تتحرك معه نحو الغرفة التى توجهت لها نارفين قبل قليل و عقله يتشوش بشكل غريب أربكه للمرة الاولى !

قبض على سلاحه بكلتا كفيه بأحكام جعله يتالم من صدى تلك الإصابة و التى لا تزال حديثة لكنه تحامل على الالم غير ابياً له و هو يسير ملتصقاً بالحائط من خلفه و رأسه تتحرك بحذر أكبر نحو فتحه الباب ... ليرى جسدها المكبل بين يدين ذلك الرجل الملثم بالسواد من رأسه لاخمص قدميه مستمعاً الى صرخاتها المكتومة بين قبضته و هى تتململ بين ذراعيه ..... شعر بكفه تهتز قليلاً و هو لا يريد ان يرتكب اى حركة حمقاء تنبه هذا الرجل على وجوده الذى و على ما يبدو لم يدركه بعد

أغمض عينيه و بحركة سريعة محكمة مدروسة و جه قبضة سلاحه نحو رأس الرجل بعنف جعله يفقد الوعى بذات اللحظة ..... مدركاً بعدها جسد نارفين الذى ترنح قليلاً ليتلقفها بين ذراعيه قبل ان تفقد سيطرتها الكاملة على توازنها ليهمس بجانب إذنيها و هو يشعر بنوبة الارتجاف التى تلبستها

( نارفين .... نارفين حسناً اهدئي أنا هنا )

شعر بارتجافها يقل لكنه لم يتوقف بعد .... لترتفع يده بتردد نحو خصلات شعرها لكنها عادت و سقطت الى كتفيها ليهزها بخفه و هو يقول بنبرات خافته

( حسناً نارفين تمالكِ نفسك عليا ان اقيده قبل ان يعود لوعيه .... هيا يجب تساعديني )

رَآه نظراتها التى تعلقت نحو عينيه كالطفل الغريق و عبراتها تهتز داخلها بعنف تحارب الهطول قبل ان تحرك رأسها له بضعف ليرفع جسدها قليلاً محملاً ثقله على الحائط و هو يتمتم بخفه الى عينيها

( نارفين انظرى الى لقد مر هذا .... أنا هنا معك لن يحدث لك شئ فقط أريد مساعدتك .... أريد حبل أو اى شئ كى أقيده أين اجد ذلك )

أخذ يهز رأسه مع حركة شفتيها ليحثها على الحديث ... ليرى كفها الصغير و المرتجف يرتفع و هى تشير لشئ ما خلف ظهره و هى تتمتم بنبرات التقطتها أذنيه بصعوبة

( هن ... هناك .... بذ .... بذلك الصندوق )

بعد عدة دقائق شعر بها انه كان يصارع شخصاً ما .... جالت نظراته من ذلك المقيد على أحد المقاعد الخشبية فى وسط غرفة المعيشة و نارفين التى تقبع على الأريكة بارتجاف جانبه .... همس باسمها بهدوء ينافى كل ما يشعر به بتلك اللحظه ليرى نظراتها الضائعه و التى كانت تتمركز نحو هذا الرجل و يدها تحاصر بطنها بعنف غريب رغم ارتجافها .... حيث تساءل بعدها بتوجس من هدوئها العجيب

( نارفين أنتِ بخير أليس كذلك ؟! .... هل تشعرين بشئً ما .... هل )

قاطعته قبل ان يكمل بهدوء ايضاً

( بخير )

أخذ يتفحص ملامحها و التى لا تدل على تلك الكلمة التى تفوهت بها مطلقاً و تشوش غريب يجتاحه و هو لا يعلم ما الذى عليه ان يفعله بهذا الوضع تحديداً .... عاد بانظاره نحو ذلك الرجل و الذى فقط رحمه منه وجودها و حالتها تلك لتتشرس ملامحه الحادة و هو ينهض متجه نحو المطبخ ليعود بعدها يحمل معه دلو ماء بارد ملقياً ايها فوق رأس ذلك المقيد مما جعله يشهق بعنف و هو يحاول استيعاب ما الذى يحدث من حوله بعد ان استعاد وعيه

اتجهت أنظار أردال بفزع نحو نارفين التى شهقت هى الآخرى على اثر صوت الرجل .... شعر بتسرعه حينما رأى حدقتيها تهتز بعنف دون ان تفارق جسد ذلك الرجل ..... ليتجه نحوها و هو يلعن كل شئ

يرى انتفاض جسدها يشتد أكثر فاكثر .... جثا على ركبتيه أمامها و يده تمتد لتصفعها بخفه و حرس و هو يتمتم اما عينيها

( نارفين ... نارفين ما الذى يحدث معك ؟؟)

تعلقت نظراتها نحو محيطه بحدث خفى قبل ان يشعر بجسدها يتشنج دون حراك مما جعله يصيح و هو يشعر بنبضات قديمه عليه تعود له من جديد و هو يهز جسدها و شعوره انها لم تعد معه بذات المكان تربكه

( نارفين ....... نارفين ما الذى يحدث معك ؟! .... يااالهى نارفين تحدثي هل تسمعينني !! )

لم ينتظر أمام منظرها هذا أكثر من ثوان معدودة لينهض بعدها بعجلة يرفعها بين ذراعه و باليد الاخرى يخرج هاتفه و أنامله تخط بارتباك عليه حتى اصاب المتصل اخيراً ليهتف بعدها بلحظات بنبرات امتزجت بين الحدة و الصياح

( طاااارق استمع الى جيداً سوف تفعل كل ما سوف اقوله لك دون ان تسال عن شئ الأن )

***

كان يقف صامتاً كالتمثال و هو يراها ممددة أمامه و دموعها تخط على وجنتها و هى لا تصدق انها لاتزال تحتفظ بالجنين بين أحشائها متمتمه بنبرات متلعثة و خافته مبحوحة لتلك الطبيبة التى تحرك هذا الجهاز الذى يكشف عن حالة الجنين و وجوده أو عدمه على بطنها المسطح بخفه

( هل حقاً لايزال موجود ... هل هو بخير ؟! )

اومات لها الطبيبة مما جعلها تجهش بالبكاء من جديد و هى تسمعها تقول

( انه قوى للغاية ... يبدو انه يتمسك بالحياة بشكل لم ارى قبله ... فحقاً حالتك كانت مزرية انها معجزة ! )

لم يستطيع دون ان يخرج تلك الكلمات من بين شفتيه لكنه لم يكن يعلم انها خرجت قوية بهذا الشكل لتلتقطها مسامعهم

( لأن أمه تتمسك به بهذا الشكل )

ارتفعت نظرات نارفين نحوه و عبراتها تسقط بصمت .... شعرت انها المرة الاولى التى ترى بها مشاعره و قد احتلت ملامحه بقوة ايضاً ... لكنها انتفضت من داخلها و هى تستمع الى الطبيبة التى قالت بنبرات سعيدة

( هل تريدون ان تستمعوا الى نبضات قلبه )

تسارعت انفاس نارفين و هى تتساءل بعدم تصديق و اندهاش تحجرشت له نبراتها

( هل يمكن هذا ؟!!!!! )

( اجل يمكن ... فأنتِ الأن قد اصبحتِ بالشهر الثالث من الحمل و تحديداً بالأسبوع العاشر )

لحظة واحدة فقط و صدح الصوت .... صوت نبضات قوية يثبت بها ذلك الراقد باحشائها وجودة و بقوة .... لتشهق نارفين بعنف واضعة كفها المرتجف فوق شفتيها لتكتم صوت بكائها العالى و هى لا تصدق ان تلك هى نبضات جنينها ... نبضات ارتجف لها جسد أردال بعنف فاجئه ..... نبضات كانت اثرها تسارع خاصته ...... لكن طرقات خفيفة على الباب .... جعلته يجفل و هو يستمع الى أحد الأطباء الذى استدعى الطبيبة التى كانت ترافقهم بحديث ما ...... لتخلو الغرفة من سواهم و تلك النبضات القارعة بعنف !

انكمشت قبضتها المرتجفة على ملاءة الفراش الأبيض كشحوب وجهها الذى لم يفارقها منذ ان وطأت اقدامها هذه البلد .... ثم ارتفعت أناملها تخط على بطنها بالم و قهر يقتلان داخلها قبل ان ترفع أنظارها لتجول أنحاء الغرفة و هذا الجهاز الذى مازال يعلن عن نبضات قلب جنينها لتنزلق دمعتها العالقة عند زاوية جفنها المتعب من كثرة البكاء ..... لتتجه عينها الى هذا الجسد الضخم الذى كان يشرف عليها من علوه و عينيه تهيج باعصارها المعتاد و مشاعر شتى تتصارع داخل جسده القابع أمامها دون ان تدرى عنها شئ من هذا الغلاف الثلجي الذى يحيط نفسه به !

ارتفعت قبضتها عن ملاءة لتخط بارتجاف على قبضته المشدودة جانبه بقوة بحركة اجفلته و تشنج لها جسده لتنتقل نظارته التى لم تفارق الجهاز الى أناملها المرتجفة قبل ان يستمع الى روحها المعذبة عبر نبراتها المتوسلة و التى اخذت تتسلل الى حنايا جسده لتشتته مع عينيها و التى تشبه السماء الممطرة الملبدة بالغيوم قبل ان تردف بحشرجة مبحوحة

( أرجوك اتوسل إليك ان ترحمنا من هذا الظلام .... انه يتماسك داخلي الى الأن و أنا لا أريد ان اخسره .... أرجوك ان تساعدنا لنترك هذا المكان .. هم لن يتركونا نحيا هنا بسلام ... أنا اعلم أنك تستطيع ان تخرجني من هنا ان أردت أنت ذلك .. أرجوك سيد أردال افعل لى أنا و طفلي هذا المعروف و دعنى اعود من حيث اتيت ... أو حتى الى حيثما تشاء لا يفرق معى لكن أتوسل إليك ان تحررني من هذا القيد الذى سقطت به بحماقتى )

تشنجت عضلاته بالكامل لكنه تماسك بعنف و هو يسحب قبضته من بين خاصتها يردف بهدوء اسعجبه هو شخصياً

( لكنه ليس طفلك وحدك ! )

تسارعت انفاسها بعنف و هى تحاول استجماع كلماتها تقول

( أعلم لذلك اتيت .... أقسم لك أنا سوف أفعل اى شئ تريده .... لن اختفى ... لن أستطيع من الاساس ... سوف اجعله يراه متى يشاء ... لكن ارجوك دعنى اذهب )

أغمض عينيه و هو يشعر بإعصار يضربه ..... ليتحامل على كل شئ هارباً من هذا الجنون الذى سوف يصيبه ان بقى أكثر بجانبها !!

أغلق الباب خلفه ليتكئ عليه بثقل جسده و روحه تاركاً ايها تبكى كما لم تفعل من قبل .... ليأتيه صوت طارق الذى يحاول التقاط انفاسه و هو يقول و خطواته تتقدم منه

( أردال ماذا هناك ... هل حدث لها شئ ؟! )

( من الذى أرسل ذلك الحقير طارق هل هو عمى قادير ؟ )

( أردال ماذا حدث هل .... )

صاح أردال مقاطعاً إياه بعنف اجفله

( من طااااااارق )

( لا أردال ليس عمك ... انه عزام ...... أردال أنت ما الذى سوف تفعله علينا ان )

قاطعة أردال مجدداً لكن تلك المرة بنبرات خرجت خافتة لكنها تمتلك من الحزم و القوة ما يكفى ليصدم طارق

( سوف نحررها من هنا طارق هذا ما يجب علينا فعله !!!!! )

نهاية الفصل الخامس ❤

قراءة ممتعة يا حلوين هستنى رايكم فى الفصل 😍🙈


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء