عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-20, 12:09 PM   #1

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي رواية باب الجنة * مكتملة *


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




المقدمة و الجزء الأول (الفصل الاول -الثاني -الثالث)

أتمني ان يكون لي بينكم فسحة

و تيمة روايتي ....... أتمني أن لا يأخذكم الشك حيث لا أريد


((باب الجنة))


عندما ينقذنا الحلم بعدما يخذلنا الواقع

..........

أصعب ما في الحكايا بدايتها

كيف تصوغها ترتب الحروف تقيم الجُملة

تحيك النص ليُكَوِّن سرد قصة

تصل بها الى الغاية

و الغاية ليست نهاية الطريق هي فقط بداية

لحكاية أخري ربما تصل بك حتى باب الجنة

.....................

أتمني أن لا يأخذكم الشك حيث لا أريد

الفصل الأول

..........

هي

...............

تلك الكلمة التي تستهل بها حديثك مع غريب يريد بك الموت

قد تنجيك إن ما استجمعتها جيداً

أو بكل بساطة تكون لك المقصلة

...........

لهاث و ضيق شديد بدأ يصيب صدرها

تركض

أنفاسها المتعثرة و تشوش بصرها لم يعيقها عن ملاحظة اللوحة المعدنية لشاحنة نقل

كانت متوقفة علي جانب الطريق

ثوان و كانت تحت كومة من الخيش و القماش تجاور بعض جوالات الملح الخشن

لم يمر وقت حتي بدأت السيارة في التحرك

................

مكان مظلم بعيد عن العيون في زقاق ضيق

صمت ثقيل

ونداء الطبيعة

لم يلعن اللحظة و العمل و العادات المقيتة التي اكتسبها مع مرور الوقت حتى أصبحت جزء لا يتجزأ من تكوينه

تلك الرفاهية حرمها علي نفسه

فهو يستحق المقت عن جدارة

عيونه على شاحنته لن يتركها تُسرق مرة أخري

حركة أقدام سريعة وصوت جهوري

من بعيد, اعتدل يرتب ملابسه بسرعة

و خيال راكض أسود بحجاب أحمر يتسلق حافة الشاحنة العالية ويختبئ أسفل كومة خيش يغطى بها البضائع التي يقوم بنقلها

إنها فتاة

هاربة

و هو شيطان مطرود من الفردوس

و خمسة وستون ثانية توقفهم علي حافة الشاحنة يناظر الخيش و الخيال المختبئ أسفله

...............

كانت حماقة و ستدفع ثمنها الكثير

و تلك خاطرة بدأت تتكثف قطراتها داخل اروقة عقلها الشفاف ما إن بدأت دقات قلبها المؤلمة تهدأ

وقت كثير جداً قضته داخل تلك العربة التي إلى الأن لم يتوقف سائقها حتى هاتفها البسيط توقف عن العمل بعد أن فرغت بطاريته منذ وقت طويل و ذلك كان بعد مرور خمس ساعات من ركوبها السيارة

إنه الليل من جديد و هي تئن

كل ما بها يئن

جائعة وعطشة تريد دخول المرحاض و للمرة الألف تتفقد مالها التي خبئتة بين طيات ثيابها الداخلية

المال

الذي كشف خطتها مبكراً مما اضطرها للهرب سريعاً

والارتجال

...................

ماذا سيفعل بها؟

سؤال

لماذا تحرك بالعربة من الأساس و هو يعلم أنها بداخلها

وتلك الخاطرة التي مرت في عقله و أشعلت جسده كجمرة

و بحسبة سريعة كان المفتاح يدور

و السيارة تتحرك و الوجهة التي لم يخطوها منذ زمن بعيد

بلدته الحدودية

..................


نفضة سريعة للغطاء الخشن أرجفت بدنها و عيونه واجهتها بأسوأ تعبير ممكن على الاطلاق

عيون قط كمش فأر في المصيدة

- اتركني .... أرجوك

و بين الكلمتين جرها لتقف على الأرض الترابية بغبار يلوح في الجو حولها

يبدو أن النوم غافلها فجأة و لم تلحظ أن السيارة توقفت

أرجوك لا تفعل بي سيء

و السيء كان باب حديدي صدئ يصدر صوتاً كأنين المتألمين

سأعطيك مالاً مقابل توصلي إلى هنا

أرجوك سامحني علي التسلل

و خطواته تجرها في الظلام

إلي ممر بدا من الدجى أنه لن ينتهي

حتي صَكت أسماعها طقطقة مفاتيح

و باب خشبي ثقيل يُدفع

هاجمتها رائحة عفونه

كما ضوء أصفر شاحب

زاد من رعبها وضوح ملامحة الشرسة

لحية سوداء كثة بشارب يغطي شفته العلوية شعر أشعث أسفل قبعة رياضية

رفعها للتو

و حواجب ملتحمه

و عيون شرسة غاضبة و في الخلفية شررٌ مخيف

حاولت التغافل عنه

و بدا كحد ذابح

تحاول أن تستجمع حروف كلماتها

مع هذا الغريب

تخشي الموت

و عليها الأن أن تنجو من المقصلة

......................









الفصل الثاني

.......................

أنت السائر مغصوب في ذلك الدرب

أنت من بعيد ذلك الذنب

ارتويت فاكتفيت و نضح الإناء بالمقت

تزوده فيلفُظك , تركض عنه فيسحبك , فتعود طائعاً مهما هربت

................

بيت والديه

.....

كانت ترتعد بين يديه و ذلك ما أراده تماماً

بلا قصد

و الأفضل أن تخشاه كما تخشي الموت

حاولت إخراج شيء ما من صدرها

لفافه أموال تقدمها له بشفاه مرتعشة

- إنهم خمسمائة جنية مقابل ركوبي لسيارتك

أخذ المال من بين يديها بخطف

و تراجع خطوة و هو يدسه في جيبة

يرسم القسوة علي ملامحة بلا حاجة

و بلهجة آمرة

- نظفي المكان

تجمدت فاغرة فاهها لا تصدق ما قال

-سيدي لقد أخذت أجرة الطريق

هل لي أن أغادر أرجوك

عيونه لا زالت علي استعارها و صوته خشن به بحة شراهة مدخن

- هل أنتِ صماء

قلت لك نظفي المكان و لا تزعجيني

لا تحاولي الهروب

و قاربها حد الالتصاق

يرفع بأطراف أنامله المحمومة ذقنها التي لم تصل لكتفه هامساً من بين أسنانه مؤكداً

- لا تحاولي الهروب و إلا قتلتك

سقطت أرضاً تولول

لم تعد قدماها قادرتان ,جسدها أعلن التخاذل

روحها رفعت راية اليأس

و عيناها فاضتا بالدموع

................

لم يستهجن حاله هو بالأساس مجرم قاتل

فلتتلبسه روح الشيطان إذاً

و لابأس من الاستمتاع بتلك الرعشات التي تنفضها بين يديه

فليضحك و ليهنأ قد أتته الفرصة تركض حتي قدميه

فتاه صغيرة هاربه عودْ نَعنع بض وهش

و منذ متي لم يمس امرأة

تبسم ساخراً من نفسه

بينما هي تجول في البيت أمامه تتلمس الحيطان و الأرضية المتربة كالطير الذبيح

هو لم يمس امرأة طوال حياته لقد صام عن النساء صام عن كل ملامح الحياة


لم يتقبل روحه بين الموتى حينما حاول قتل نفسه

هو خلاصة الخطيئة و ملامح المعاصي

هو المُعبد بالشوك

بئر المر

هو المحترق بالجمر ليلاً

شبح النهار

كيان رجل علي الهامش منذ أن خاض اللعنة

وخطي إلي الجحيم

......................


مجوفه

فارغه

تشعر أن الريح تمر من خلالها

رُغم أن لا تيار في المكان

إلا أن هناك عواصف تدور

و أحزان تُجتر و رثاء هادر يحرق صدرها

لعنات تصبها علي نفسها

علي تسرعها , تهور اللحظة الأخيرة لينقلب كل تخطيطها في لمح البصر

إلي ذلك العبث

جلس يراقبها من الزاوية

جلسة أرضية, فراش لا يبدو لونه واضح من كثرة الغبار وسائد قطنية ثقيلة كانت تحركها لتنظف أسفلها و هي تنهت من وزنها

تتعثر في حزنها و دموعها تغشي عيناها

لا تفكر بالطعام و لا بدخول المرحاض

هي فقط

تخشي القادم

تخاف الأسوأ

تلك الشذرات التي لمحتها وتجاهلت

دعت الله أن يرزقها الرحمة

أن تَسلم من الأذى

تتمتم يا رب

يا رب

يا رب

لم تلحظ أن رجفتها زادت و المكان تغشاه الظُلمة

حتي خرت أرضاً فاقدة للوعي

..........

يا رب

لوهلة مُفاجِئة كانت قدماه استقامتا يحاول متعثراً

التقاطها بين يديه

لكنه تجمد تلك الثانية التي سمع فيها

يا رب

وازت سقوطها أرضاً

- تناجي الاله

فلينقذها الله إذاً

فليقيها السقوط , يحميها من الألم , يرحمها من ذلك العذاب

أما هو فلن يهدئ له بالاً حتي يستخدمها

يمتص منها ليملئ ماعونه

الناضب

حملها بين يديه و كانت لا تزن شيئاً

مدد ذلك الجسد الذي يعده بالكثير بلا حروف

و خطي نحو الغرفة ثم

لا

لن يخطو غرفة والديه الأن

لذلك لحظة موعودة لم يتمناها يوم ما في أحد أجمح خيالاته

لكنها الحياة فرصة تلو فرصة و يكفي ما أهدر منها إلى الأن

مع استقامته يتراجع عنها

لمحه معلق

رغم سواد لونه كان ينير يُشرق كعادته وسط غياهب قلبه

قلبه المر

حمله من علي الحائط و حمل صورة الأم المضيئة

حمل صورة أبيه المغدور به

ود لو ضمهم إلى قلبه , لو التحم بهم

لكنه بائس يائس شوه المسير

مزق الخريطة عامداً ليضل طريقه

فلا عودة لمن مثلة

من أناملهم خُضبت بالدم

..................




الفصل الثالث

.....................

دعونا نتحدث عن المنطق

.........

نور الشمس و رغيف خبز جاف , قطعة جبنُ صفراء , حبة بندورة و دورق مياه

و لا أثر له

استقامت فزعة و عقلها يستجمع ما كان بالأمس

تبحث عن مرحاض

باب صغير ميزته علي الفور ما إن دارت عيناها في المكان

وقفت علي بابه و الماء يقطر من وجهها و يديها

وبهدوء توجهت للطعام

هدوء استقر بقلبها فور اداركها أنها لم تُنتَهك و هي فاقدة للوعي

تلوك طعامها وهي تتفحص المكان

لم تدرك كم كانت جائعة ,عَطشة

إلا عندما أجهزت علي المتروك لها و لم يكن بالكثير

كومة التراب التي تركتها بالأمس بُعثرت و يبدو أنه غير موجود

مطبخ صغيرـــ مغسلة و مسطح خشبي ,موقد له عين واحدة و بعض الأواني

غرفة بابها مغلق لم تستطيع فتحه

و الأخرى بها فراش يبدو أنها استُخدم حديثا ً

رغم كثافة الغبار

خزانة و مكتب خشبي

لتقول مستغربة

- هل نام عليه من دون أن ينفضه حتى

فاجأها صوته

هزها قربه , أعاد عليها تيه الأمس و الذعر بدد الهدوء

رغم خفوت حروفه بجوار أذنيها

- ذلك عملُكِ الغير مكتمل

عيناه شديدتا البياض تُناقض سواد حدقتيه

و لوهلة سُحق المنطق بينهما

هتفت تستجديه و العزم باد

- سيدي لقد أخذت كل ما لدي من أموال بالأمس

لو على تلك الحظيرة سأنظفها لك

علي أن تتركني أذهب إلي حال سبيلي

ضحك و معها تراجع خطوة للخلف

ضحكة ممزقة

ساخرة بالية كثوب مهلل أكلته العثة منذ زمن

لكنها ضحكة

زادت توسع شدقيها مع نظرتها البلهاء

كرد فعل لذلك الصوت الذي خدش طلبة أذنيها بحدة

ليكسر الضحكة بزمجرة

- أحفظي لسانك كي لا أستمتع بقطعُه لكِ

المال نظير إنقاذك ممن كانوا يركضون خلفك و أنتِ كُلك مقابل التسلل


خطوة للخلف

نظرة إلي السماء ,رجفة بالبدن ,حدقة تدور

أقدامها تتراجع برتم منتظم تدهس الأرضية و حفيف عباءتها السوداء صرير وسط السكون

و أين المنطق

.....





بتعريف أنيق ويكيبيديا تقول أن

المنطق بشكل تقليدي يشتمل على تصنيف الحُجج والكشف المنهجي المشترك بين جميع تلك الحُجج الصحيحة

ودراسة البرهان والاستدلال به بما في ذلك المفارقات والمغالطات، ودراسة بناء الجملة والدلالات،

كما يُعرَّف المنطق أيضاً بأنه آلةُ قانونيةُ تَعصم مراعاتُها الذهنَ عن الخطأِ في التفكير

........


و هنا سُحق المنطق

قُتل قتلاً و مُزقت جثته علي مذبح يديه

التي امتدتا لها تجرها جراً حتي مدخل المطبخ و أكياس بها على ما يبدو خُضار و قطعة لحم


و المطلوب

تنظيف المنزل

تجهيز الطعام

و ربما مشاركته الفراش بعد ذلك

و الجريرة التسلل

إذن فقد مات المنطق و الأن تقام جنازته و لا عزاء لها

................

الغريب صاحب المقصلة

................

قَبل ساعتين

خطت قدماه الأرض الإسفلتية, ألف متر بين بيته و أول بيوت القرية

كان ذلك منذ زمن بعيد

موضع احتجاج رفع لها رايات العصيان

أما الأن فهو يستحق البعد

لن يقود الشاحنة رغم حاجته للإسراع كي لا تهرب

فلتهرب

و لينجدها الرب و يحميها مِن من هم علي شاكلته

ربما سمع دعواتها بالأمس, فليستجيب كي تنجو

و لتفشل خُطته و تذوي خاطرته كالسراب

اللعنة عليه و علي تلك الخطة و ليظل يلعن و يلعن

لم يعد يربطه بالسماء سوي اللعنات

- كيف حالك يا بني

جال بفكره أنه دخل السوق و اشتري الطعام , طاف علي معظم المحال لم يخاطبه أحد بكلمة زائده عن الحاجة

رغم الهمسات التي ناوشت أذنيه

صاحب اللقب

قاتل أبيه

قاهر أمه

ليأتي الحاج جلال ... الشيخ بلا عمة

و الإمام دون امامة

...

و ربما إجابة دعوتها أن يتعطل معه فتهرب

- كيف حالك يا ابن صديقي

علي مصطبة اسمنتية جوار جدار

جلسا متجاورين فلا صمت دام و لا كلام

حتى استهل الحاج

- كيف الحال

و الرد مقتضب – بخير

و الخير مجازاً أن هناك أخيراً دماء تنبض في عروقه

تسعى

ولو لشر

- أما أن الأوان يا بني

نهض بغتة رافض نكء الجرح , رافض الخوض في النور

شكر سؤاله و في داخله ظل يردد

لتستجيب لكِ السماء

لتكوني هربتِ

يلعن اللحظة باستمرار

فلم يعد يربطه بالسماء سوى اللعنات و صوت الشيخ جلال يدعو له يا رب اصلح حال ابن رزق

....................

لم تهرب و ألف علامة تعجب!

سَحقت المنطق

لو فقط وضعت يديها علي المقبض لفُتح الباب

لنجت منه و من تدبيره

صغيرة بلهاء

تستحق المقصلة

تعيثُ في البيت, تهمهم بكلام خافت بل و تزيد الأتون حطب

جائع و حالم , مشتهي و رافض , يقاوم الغيث ,يجلده الذنب

......

على نار الموقد تُحمص البصل و رائحة مع السمن أغرته بالعودة الي الوراء

- لا تمد يدك في الإناء يا صغيري

- ستحترق

يضحك بجزل طفل , يحاول الوصول لقطع البصل المكرملة

بحلاوة

يا أمي الرب

يحرسني


فتضحك أمه منه و من شقاوته المغنّجة

تناغشه بيديها و بالأخرى تمد له ملعقة معدنية كبيرة

و هي تدعو الله بمناجاتها المحببة لأذنيه

ليحرسك الله

يا ابن القس

........................ فاطمة طلحة ........





***************



روابط الفصول

الفصول 1، 2، 3.... اعلاه
الفصول 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13 ، 14 بالأسفل

الفصل 15، 16
الفصل 17



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 07-12-20 الساعة 11:28 PM
فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس