عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-20, 06:15 PM   #203

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والسعادة
يارب تكونوا بخير وصحة وسلامة
بعتذر عن تاخيري عليكم في الردودالايام اللي فاتت
بس كنت مسافرة ويادوب كنت بدخل انزل الفصل
ولسه راجعة امبارح مناخير جدا
حتى تعبت روني امبارح ونزلت الفصل بدالي
بشكرك من قلبي يا رونتي
ارجو تقبل اعتذاري
والان موعدنا مع الفصل ال18 من رواية حبيبتي
اتمنى يحوز على اعجابكم
ومستنية ارائكم وتعليقاتكم


الفصل الثامن عشر

__ هل فاتني اطفاء الشمع ؟
هتف بها بمرح وهو يقبل على الجمع أمامه تعالت صيحات الترحيب به ، استقبله آدم بترحاب ليصافح اخوة زوجته و زوجاتهم .. أمير و ليلى رحبا به بحفاوة كعادتهما ، أومأ ت سوزان إليه برقة ليصافحه بلال بتحفظ كالعادة ليقف أمامها أخيرا فتهتف به : مواعيدك ليست مضبوطة يا حضرة الفنان .
ضحك ليصافحها بمودة : المعذرة كان لدي تصوير بالكاد انهيته وأتيت على جناح السرعة .
أشارت برأسها وهي تهمهم من بين أسنانها : العتاب ليس من اختصاصاتي تلقى عتاب دلوعتك .
استدار على عقبيه لينظر الى آسيا بقامتها القصيرة تضع كفيها في خصرها وتهتف بعتاب : أنا غاضبة منك .
ضحك بخفة : وهل أقوى على اغضابك يا آسيا ؟
هتف حسام بنزق : دعك منها يا عماه ، فلتغضب كما تشاء ليس لدينا وقت لمراضاتها .
رفعت حاجبيها بدهشة فيجيب بجدية : أبدا ، لدي كل الوقت لمراضاة الدلوعة ، عام سعيد عليك يا آسيا .
ابتسمت برقة : شكرا جزيلا لك يا موكا .
تعالت ضحكاته ليهتف حسام بنزق : أنا ابن أخيه ولا أناديه بموكا .
أخرجت لسانها إليه بغيظ لتهتف قبل أن تستجيب لإحدى صديقاتها تناديها بإلحاح : لأنك غليظ .
ضحك مالك ليحتضن حسام بمودة هاتفا : معها حق ، أنت غليظ يا ولد ، صافحه حسام بتقدير ليتابع مالك - كيف حالك يا ولد ، الجامعة خطفتك مني .
ابتسم حسام برزانة : أنا بخير والحمد لله اشتقت إليك .
لكزه مالك بخفة : الاشتياق ظاهر عليك ، لذا تأتي لي كل يومين .
هم حسام بالرد ليصدح صوت نادر : عماه ، أخيرا أتيت .
رفع حسام حاجبيه بتعجب ليهمهم بضيق : ألم تقابله صباحا ؟!
تعالت ضحكات مالك وهو يصافح نادر ثم يضع ذراعه فوق كتفيه : إنه مرح ويحب أن يرحب بي دوما ، ليس مثلك .
لوى حسام شفتيه ليهمهم بنزق حينما رأى سليم مقبلا عليهم : وها أتى الصاخب الآخر ، سأصاب بالصداع .
تعالت ضحكات مالك ليدفع حسام بخفة : أنت غليظ على رأي آسيا .
اقترب سليم وهو فاتح ذراعيه على وسعهما هاتفا بصوت جهوري : فنان مصر والبلاد المجاورة ، أحلى سلام للفنان .
هتف نادر مكملا بصوت موسيقي شجي لحن الترحيب ليهتف مالك : توقف حتى لا يستمع إليك زوج عمتك فيغضب علينا .
صافح سليم الذي انضم إليهم بترحاب ليسأل بجدية : أين اباكما يا فتيان ؟!
أدار حسام نظره باحثا ليهتف نادر : كان هنا منذ قليل ولكنه كان يبحث عن ماما، اتبع بعفوية – سيظهران الآن .
عبس مالك بتعجب وهو يبحث بعينيه في الموجودين : وأين زوجتي وابنائي ؟
أشار حسام بجدية : علي الدين كان هنا مع ابناء عمه منذ قليل
ليتبع نادر : وملك منشغلة مع الدكتورة جنى بأمر هام يناقشانه بالمطبخ .
ضحك مالك : إذًا يؤكلان بالمطبخ ؟!
هز نادر رأسه ليكمل : ومعهم امرأة عمي زوجة حضرتك تعمل على تغذيتهما وكأنهما ستهاجران غدا .
تعالت ضحكاتهم لينتبهوا على صوت إيمان الذي صدح فجأة : لم أصدق حينما استمعت إلى صوت ضحكاتك .
تركهم ليقترب منها فتصافحه بتصلب وهي تشير إليه بعينيها في تحذير ليضحك بخفة متجاهلا تحذيرها وهو ينحني ليقبل وجنتها بخفة : مرحبا يا حبيبتي ، لكزته في صدره بخفة ليتابع وهو يضمها من خصرها إلى حضنه – هؤلاء الشباب يضحكونني .
ابتسمت ايمي وهمهمت : بارك الله فيهم ، تنحنحت بخفة واتبعت - سأذهب لات لك ببعض الطعام .
همت بالحركة لتوقفها آسيا بهتاف مرح : لقد اعددت له طبقا يا خالتي لا تتعبين نفسك ، لقد تعبت كثيرا منذ قدومك .
لوت ايمي شفتيها لتهتف بخفوت إلى آسيا التي توقفت إلى جوارها : أمك لا تستطيع فعل أي شيء .
كتمت آسيا ضحكتها وهي تتحرك مبتعدة عائدة لصديقاتها لتهتف إيناس من خلفها : سمعتك على فكرة .
استدارت إليها إيمان لتهمهم بمشاكسة : لا أتحدث من وراءك على فكرة ، وأنت تعلمين أني لا أقول إلا الحقيقية .
هتفت إيناس بأريحية : أعلم طبعا ، واقر واعترف ، لتشمخ برأسها متابعة – أنا فنانة لا أشغل رأسي بشيء سوى فني .
حركت إيمان رأسها ساخرة بمرح لتضيق ايني عينيها ليهتف مالك بجدية : بمناسبة فنك يا فنانة ، لم تنهي تسجيل أغانيك للآن .
تصلبت ملامحها لتهمهم : لم استقر بعد على بعض الأغاني ، اتبعت بسرعة – لست مرتاحة للبقية ، وسأبحث ثانية .
رمقها مالك من بين رموشه ليلتفت إلى سليم : وأنت يا ولد هل توصلت إلى قرار فيم أخبرتك به ؟
توقف سليم عن مضغ الطعام ونظر إليه بعتب فابتسم مالك بمكر لتسأل ايني بانتباه : وما هو الذي أخبرته به ؟
رد سليم بسرعة : لا شيء يا ايني الفنان يعرض علي وظيفة لا أحبها ولن أقبل بها .
تمتم حسام : لأنك غبي .
هدر نادر : توقف عن فرض وجهات نظرك على الجميع .
عبس حسام ليهتف : لا أفرض وجهات نظري بالعكس أنا أخبره برأيي ، رفضه للعمل غباء منه .
هم سليم بالرد ليهتف مالك وهو يشير إليهم بحزم : توقفوا عن النقار كصغار الدجاج ، تعالوا نجلس ونتحدث بدلا من هذه الوقفة .
__ تحدثوا كما تريدون ، هتفت بها إيناس لتتبع بجدية وهي تشير لسليم – وأنت لنا حديث في وقت لاحق لافهم ما يدور معك .
تنهد سليم بقوة ليهز رأسه بتفهم ليستجيبوا جميعا إلى مالك الذي تحرك نحو جلسة موضوعه جانبا ، فيتحركوا ناحيتها بينما ابتعدتا إيمان وإيناس وهما تثرثران سويا .
***
تمتم أمير بجدية : توقف عن العبوس يا بلال .
زفر بلال بقوة ليهمهم : هل يعجبك حاله هكذا وهو متعلق بأذيال مالك ومن قبله حاتم ؟
رد أمير بجدية : إبنك ليس متعلقا بأذيال أحد ، ابنك يشق طريقه بنفسه وهاك سمعت أنه رفض الوظيفة التي عرضها عليه مالك ، اتبع بصرامة – لو كان متعلقا بذيله لكان تمسك بالوظيفة يا بلال .
زم بلال شفتيه ليهتف بضيق : يا ليته استجاب لمالك وقبل الوظيفة ، أي وظيفة ستكون أفضل من وظيفته الحالية .
سحب أمير نفس عميق ليضغط بلطف على كتف بلال : اتركه يسير بالطريق الذي يريد يا بلال ، توقف عن دفعه للعناد معك ، هادنه فالمهادنة أفضل لك وله .
رمش بلال بعينيه وهو ينظر إلى جلوس ابنه برفقة مالك وبجوار ابني عمته ليزفر بقوة قبل أن يهمهم : ليفعل الله ما يريد .
صمت قليلا ليهمهم إلى أمير : أريد أن أسألك عن أمرا ما يا أمير .
عبس أمير لينتبه إليه ، يحثه بعينيه أن يسأل ليهمهم بلال بصوت ابح : هل إذا أراد سليم الزواج من يمنى سترفضه ؟
جمدت ملامح أمير ليسأل بتروي : لماذا افترضت أني سأرفضه يا بلال ؟
غمغم بلال من بين أسنانه : بسبب وضعه .. وظيفته .. وحياته المنقلبة رأسا على عقب .
ارتفع حاجبي أمير بدهشة : ما باله ابنك ؟ لماذا تشعر بهذا الشعور نحوه يا بلال ، الولد ما شاء الله عليه ، ضحك أمير بخفة ليتابع – قيمة وسيما كما تخبره ليلى دوما .
ضحك بلال بخفة ليهمهم ساخرا : هي ليلى من تجعله ينتفخ كطاووس مزهوا بريشه .
ضحك أمير ليهتف : إذًا ليلى تأثيرها بارع على الأولاد .
عبس بلال بتساؤل فيهتف أمير ضاحكا : أنت ترى أنها تجعل ابنك مغرورا كالطاووس ووائل يرى اغنها السبب في غرور عاصم .
رجفا جفنيه ليهمهم بصوت مختنق : عاصم ، هل هناك أحدا مثل عاصم يا امير ، تنهد بقوة متابعا – إنه فخر لعائلته ولكل من يقترن اسمه به ، يا ليت كل الأولاد مثل عاصم .
اتسعت عينا أمير بصدمة ليزجره بحدة : يا الله منك يا بلال ، لا تضع ابنك في محل مقارنة مع أي ولد آخر ، ابنك لا ينقصه شيء ، ليس معنى أنه اختار طريقا مختلفا فهو ناقص أو معيوب ، سليم رجل ..شجاع شهم .. صادق وذو أخلاق عالية ، وبالإضافة لكل هذا فهو وسيم ونجم الفتيات تتهافت عليه كما رأيت بعينيك اليوم ، لا ينقص عن أي ولد في العائلة فتوقف أنت عن اشعاره بالنقص أو الدونية .
اشاح بعينيه بعيدا ليهمهم بصوت مختنق : كنت أريده بجواري يا أمير ، يجلس مكاني في مقعد مجلس الإدارة ، يكن امتداد لي كالبقية ، فعاصم امتداد لعائلته .. عمر امتداد لخالد ، حتى ولدي حاتم امتداد له ، أنا الوحيد من يشعر بأن لا امتداد له ، أليس من حقي أن اجبره على أن يكون مكاني يكون امتداد لي أنه ولدي الوحيد ؟
تنهد أمير بقوة ليربت على كتفه : لا ونعم .
عبس بلال بعدم فهم ليهمهم إليه أمير : نعم أنا أتفهم مشاعرك ولكن لا ليس من حقك أن تجبره على أن يكون مكانك أو مثلك ، أتبع أمير بتشجيع – وها هي حبيبة أبيها تجلس مكانك وتدير الأمور برزانة وحكمة .
ومضت عيناه بسعادة ليهمهم بفخر : إنها ممتازة ، حاتم ومالك يقصان عنها الكثير ، ليزفر بقوة متبعا – ولكنها فتاة في أخر الأمر ستكون ملكا لبيتها وزوجها .
ارتفع حاجبي أمير بتعجب مفتعل ليلتفت من حوله ببحث مضحك افتعله هاتفا : توقف يا بلال حتى لا تسمعك يمنى فنقضي الليل في محاضرة عن أهمية المرأة وعملها وأنها لا تفرق عن الولد شيئا وتنضم لها إيناس وينقلب حفل عيد مولد الفتاة لمناظرة وندوة نسائية وخاصة بوجود فاطمة وياسمين وبالطبع ابنتك التي ستُخرج كل دفاعتها وفي الأخر ستغضب منك وتخاصمك .
ضحك بلال رغم عنه ليهتف وهو يرفع كفيه باستسلام : لا سأصمت نهائيا لنرضي الأستاذة يمنى صحفيتنا اللامعة .
ضحك أمير ليكح بلال بخفة : لم تجيب يا أمير .
ابتسم أمير واسبل اهدابه : هل تتقدم ليمنى رسميا يا بلال ؟!
زفر بلال بقوة : لا ولكني اجس نبضك فقط .
همهم أمير بخفوت : من توافق عليه يمنى سأزوجه لها يا بلال .
رفع بلال عينيه لينظر إلى أمير مليا قبل أن يهتف بتساؤل : هل هناك آخرا تقدم لها رسميا ؟
هز أمير رأسه ليجيب بكياسة : خطاب يمنى كُثر ، فهناك من يريد مصاهرتي من أصدقائي فيخطبون ودها لأبنائهم ، وهناك أصدقاء اشقائها وهناك أولاد العائلة كسليم ، اتبع بجدية – الفيصل في هذا الأمر موافقتها ومن ستختاره هي سأزوجه لها .
هز بلال رأسه بتفهم ليتبع أمير : ولكنك تسأل لأجل أن تعلم مقدار سليم عندي وهل أرضاه زوجا لابنتي ، أليس كذلك ؟!هز بلال رأسه بالإيجاب ليتابع أمير - سليم كولدي ، أنا أحبه وافتخر بكونه ابن خال أولادي ، فلا تنتقص مقدار إبنك لأنك من تمنحه مقامه ومقداره وليس الآخرين يا بلال .
اغتص حلقه وهو يرفع نظره إلى ولده الذي نهض مجبرا تاركا جلسته لأن الفتيات تريد التقاط بعضا من الصور معه ليبتلع غصته الخانقة وهو يرى مدى تهافتهم عليه وانسجامه معهن فيشعر بأنه يضوي كنجم في السماء بالفعل ، ليزفر بقوة مشيحا بعينيه نفورا من الصورة الكاملة التي لا يستطع تقبلها مهما حاول أن يفعل !!
***
تمتمت إحداهن تقف بجوار آسيا تلتهم قطعه من حلوى كعك الحفل الشهية: من هذا يا آسيا ؟!
عبست آسيا و هي تنظر إلى من تشير إليه صديقتها لتجيبها: هذا الفارس "أسعد باشا الخيال" ابن خالتي ، اتبعت بفخر- ضابط جيش من القوات الخاصة.
تنهدت الفتاة بإعجاب اعتلى ملامحها : كنت أشك ، الآن تأكدت ، نظرت لها آسيا بعدم فهم فاتبعت الفتاه بمرح مشاكس : ملامحه الصارمة و جسده الرشيق بعضلات مثالية تشي بشخص رياضي يحافظ على وزنه بالمسطرة ، ابتسمت آسيا وعيناها تومض بفخر موجه له فاتبعت الأخرى بمكر أخبريني ، هل هو مرتبط ؟!
ارتفع حاجبي آسيا باستنكار لتسأل بغيظ: لماذا تسألين؟
ابتسمت الفتاة بشقاوة لتهمس بأريحية : إنه شاب وسيم من أصل طيب، ذو مركز مرموق ، في اعتقادك لماذا اسأل؟
عبست آسيا بغضب اعتلى ملامحها فاتبعت الفتاة برقة وتنهدت حالمة : لديه كل مواصفات فارس الأحلام التي تنشدها أي فتاه.
قضمت آسيا عصا البقسماط الذي تتناوله لتهتف بجدية و عيناها تشع صرامة: لا شأن لك بأسعد ،عبست الفتاة بدهشة لتتبع آسيا بجدية - ثم نعم هو مرتبط فلا أمل لك معه.
زفرت الفتاه بإحباط افتعلته : خسارة .
ابتسمت آسيا بسماجة لتتحرك مبتعدة عنها لتومض عينا الفتاة بفضول و هي تتحرك نحوه بخطوات واثقة.
***
تمتم عادل بجدية : ما بالك يا أسعودي ؟! هل هذا يوم تعبس به بهذه الطريقة ؟
زفر أسعد بضيق لينظر إلى تؤامه بطرف عينه قبل أن يزمجر بغلظة : اهتم بطعامك واتركني بحالي .
التهم عادل قطعة من كعك الشوكولا بتلذذ ليهتف بأخيه : الطعام وما أجمل الطعام ، إنه رائع ، ماما تفوقت على نفسها هذه المرة .
قرب الشوكة من فم أخيه : تذوق الكعك إنه رائع .
زم شفتيه : لا أريد .
لوى عادل شفتيه ليضع الشوكة بفمه من جديد : أفضل ، وفرت .
تنهد أسعد بقوة ليشيح إليه بذراعه : إذهب يا عادل والتهم بالطعام واتركني بمفردي .
زم عادل شفتيه وهم بالابتعاد فعليا لتومض عيناه بمكر وهو يرى الفتاة القادمة نحوهما تخطو بدلال وعيناها تومض بإعجاب فهمس لأخيه : بل سأظل بجوارك فالمكان هنا جميل .
عبس أسعد بنزق وهم بالصياح فيه ليصدح صوت انثوي رقيق قريبا منهما بتحية المساء، اتسعت ابتسامة عادل ليرمقها أسعد بتساؤل قبل أن يجيبا سويا تحية المساء لتقترب الفتاة اكثر منهما هاتفة برقة : هلا ساعدتني من فضلك ؟
نظر أسعد لأخيه ليهم عادل بالتحرك فأشارت متابعة : لا لم أقصدك بل قصدت مساعدته هو ، اقتربت من أسعد قليلا وهي تتابع – هلا ساعدتني وأتيت لي بالبالون الأحمر المعلق بجذع الشجرة هذا ؟
نظر إليها أسعد بجمود قبل أن يتحرك بجدية جاذبا عصا معدنية ليجبر بالون الهيليوم المرتفع دون رباط إليه ليستدير بآلية ويمنحه لها مغمغما بصرامة : كان باستطاعتك الاتيان به .
توردت الفتاة بحرج لتهمهم : لم أرى أن العصا بجانب الشجرة .
أومأ براسه متفهما وهم بالابتعاد عنها لتتبع بسرعة وهي تقف أمامه من جديد : المعذرة ولكن هلا التقطت لي صورة وأنا أحمله ؟
زم شفتيه برفض فتطلعت إليه برهبة ، قبض فكيه ليمأ برأسه موافقا قبل أن يهمهم بجدية : هات هاتفك .
بللت شفتيها برقة لتهمهم بحرج : تقنية التقاط الصورة على هاتفي ليست جيدة إلى حد ما ، هلا التقطت لي الصورة بهاتفك ثم أرسلتها لي سأمنحك رقم هاتفي وبريدي الإلكتروني أيضا ، اتسعت عينا أسعد بصدمة ليرمقها بغضب لاح على ملامحه فاتبعت بحرج – إذا أردت .
قبض كفيه قبل أن يتمتم : تستطيعي أن تطلبي من مصور الحفل الخاص بأن يلتقط لك صورة وآسيا ترسلها لك فيم بعد ، شد جسده بصلابة ليهمهم بتحفظ قبل أن يغادر مبتعدا – بعد إذنك .
احتقن وجه الفتاة حرجا لتنتبه على ابتسامة عادل الماكرة وعيناه اللتان تغيمان بعبث وتسلية قبل أن ينطق : أنا أستطيع أن التقط لك الصور ولكن بهاتفك .
اشاحت بغضب فأكمل ضاحكا وهو يقترب منها : عادل الخيال ، شقيق الغاضب الذي رحل ، طبيب جراح .
اتسعت عيناها بتعجب لتنظر إلى يده الممدودة لها قبل أن تقرر مصافحته : مي زيدان ، طالبة بكلية الإعلام وصديقة لآسيا .
ضحك عادل مغمغما بخفوت قاصدا ألا تستمتع إليه : سأحرص على أن تقطع علاقتها بك .
نظرت إليه بتساؤل ليشير إليها وابتسامته تتسع : قفي كما تريدين وأنا سأصورك ، هات هاتفك .
***
غمغمت ايني التي تتوسط جلسة فاطمة وياسمين بمرح : الفتاة لم تقبل بقول لا يا تامي .
ابتسمت فاطمة لتهمس : لم تقتنع بأداء آسيا الغاضب ، لتتبع ياسمين وهي تنظر أمامها بترقب – أسعد لن يقبل بمحاولتها .
همت ايني بالرد لتهتف إيمان التي اقتربت منهن بتعجب : عم تثرثرن يا سيدات ؟
ردت فاطمة بأريحية : عن الفتاة التي على ما يبدو أعجبت بأسعد فذهبت لتحدثه .
ارتفعا حاجبي إيمان بصدمة وهي تلتفت بحدة للفتاة التي وقفت أمام الولدين لتهمهم بحدة : قلة حياء .
ردت مديحة الجالسة تنظر بترقب لما يحدث أمامها : الدنيا تبدلت يا ايمي ، الفتيات الان هن من يركضن وراء الشباب ليس العكس
ازداد عبوس إيمان والاستنكار يعتلي ملامحها فرددت ياسمين بمرح : اهدئي يا ايمي فأسعد لن يقبل بها
تمتمت إيمان : أعلم ، ما شاء الله عليه بارك الله فيه وفي أخلاقه وتهذيبه .
سألت منال التي انتبهت اليهن : ماذا حدث ؟
أجابت إيناس : هناك هجوم انثوي على حضرة الضابط .
انتبه الجميع لما يحدث أمامهم لتهتف ليلى التي أتت من الداخل : ما به ولدي ؟
هتفت سوزان بمرح : الفتيات تعجب به يا لولا وتتقرب منه لتنال رضاه .
همت ليلى بالرد ليقاطعها صوت زجاج هُشم فيلتفتن جميعهن إلى الصوت، ينظرن خلفهن ليجدن طبق زجاجي كبير واقع أرضا مهشما أسفل قدمي جنى التي تنتفض بفزع ، لتغمغم بتلعثم وهي تخفض رأسها سريعا تخفي دموعها التي بدأت بالتساقط لتنحني تلملم الزجاج المكسور: المعذرة يا خالتي لقد وقع من بين يدي دون قصد مني.
هتفت ليلى سريعا : فداك يا حبيبة خالتك ولا يهمك خذ الشر وذهب
رمقتها ايني وفاطمة بانتباه قبل أن تتبادلان النظرات لتتفحصها ياسمين مليا انتفضت إيمان بسرعة واتجهت نحو ابنة أخيها سريعا لتهتف ليلى التي سارعت إليها بعد أن وضعت الطبق الأخر الذي كانت تحمله على الطاولة التي تقع امامهن ، لتربت على كتفها تراضيها بحنو : اتركيه يا ابنتي سيأتي أحد العاملين ويجمعه ، اتركيه حتى لا تجرحي يدك .
انتفضت جنى ببرودة سرت بجسدها لتهتف بها ليلى في رجاء : اتركيه يا فتاة فأنا لا أستطيع أن انحني إليك ، هيا انهضي واتركي كل شيء .
استجابت جنى وهي تترك الزجاج لتمسح وجنتيها بظهر كفيها لتهتف بها عمتها : اذهبي واغسلي يديك يا جنى ، لتتبع بخفوت حتى لا تستمع إليها ليلى – ووجهك أيضا .
كتمت جنى تنفسها لتتحاشى النظر إلى عمتها وهمت بالابتعاد ليعلو صوت ضحكات فاطمة وياسمين حينما هتفت ايني بحنق : ما الذي يفعله ولدك يا ليلى ؟ لقد أحرج الفتاة وتركها وحيدة وابتعد عنها .
زفرت براحة وهي تتطلع إلى خطواته الحازمة المبتعدة نحو جلسة الرجال التي تقع بالقرب من جلسة السيدات لتتسع ابتسامة ليلى وتهتف بفخر : حبيب قلب أمه الخلوق ، لم يخذلني يوما ، ولن يفعلها بإذن الله .
ضحكت منال لتهتف بها : إذًا لن تزوجيه يا لولا .
هتفت ليلى بفخر : بل سيفعل ممن انتقيها له بإذن الله ، فقط هو يؤشر وأنا سأنتقي له زينة البنات .
انتفضت جنى دون وعي ووجهها يشحب بقوة لتتمتم ياسمين بهدوء : إنهم ينتقون زوجاتهم يا ليلى فلا تتعبين نفسك ، مهما فعلت وبحث وانتقيت ، سيأتي بمن يريدها قلبه في الأخير . نصيحتي لك لا تبحثي ، اتركيه ينتقي على راحته .
عبست ليلى لتجيبها بجدية : لا امانع أن ينتقي من يريد ، بل إنه يوم المني حينما يأتي ويخبرني بأنه يحب احداهن ويريد الزواج منها ، سأذهب الى عائلتها في نفس الليلة واطلبها له ، ولكن أين سيرى وينتقي ويحب ، إنه من العمل للبيت ومن البيت للعمل ، وكلما تحدثت إليه اجابني أنه لا وقت لديه للبحث ، فقط يوجع قلبي هو وأخيه .
اغتص حلقها لتشد خطواتها تركض مبتعدة عن الجميع في حين ضحكت ايني بشقاوة : بمناسبة أخيه ، دكتور عادل لا يخاف عليه ،
التفتن جميعا لعادل الواقف يسامر الفتاة قليلا قبل أن يشير إليها فتتحرك معه باتجاه بعيد فينتحي بها جانبا ليثرثر معها بأريحية ومرح خيم عليهما سويا .
***
هتف وليد حينما أقبل عليهم أسعد ليشير إلى جلسة جانبية تبتعد عن الجلسة التي يحتلها الرجال : تعال يا حضرة الضابط ، تعالى يا حبيبي ، فلتجلس بجوار ولدي خالتك ، اللذان يؤنسان جلستنا بوجودهما
تعالت ضحكات الرجال من حوله ليهتف أمير بفخر : لا تضايق أسعد يا وليد .
لوى وليد شفتيه دون رضا : اضايق أسعد ، ألم ترى ماذا فعل بالفتاة التي حاولت التقرب منه ؟
زمجر أسعد بحنق : إنها قليلة الحياء ، تريد أن تمنحني رقم هاتفها .
عم الصمت على الجميع ليهتف مالك بصدمة : وأنت رفضت .
هتف حاتم باستهزاء : طبعا ، ألم ترى وجهها ؟ ليتبع ساخرا – نحن نختلف عن الآخرون يا ابن خالتي ، إنه داء متفشي بالعائلة على ما يبدو فلدي نسخة منه ، حسام بك يزمجر بوجه أي فتاة تقترب منه
ضحكوا ثانية ليهتف وليد ساخرا : يا عيني على الرجال .
زفر عاصم بقوة ليغمغم : توقف يا بابا بالله عليك .
أشاح وليد بيده : اتلهي يا عيون بابا واكرمني بصمتك ، فرؤيتكم وأنتم جالسين بجوارنا هكذا يغم النفس ، أشار إلى عمار وهو يتبع – حتى من كان يعيد أمجاد آل الجمال جالس دون سبب مفهوم .
اثر أسعد الصمت وجلس بجوار عاصم الذي لكز أخيه : انهض وعيد امجاد العائلة يا كازانوفا ، حتى يستريح أبيك ويهدأ
غمغم عمار بحنق : فلتحترق العائلة بأمجادها فأنا لن أخسر فرصتي التي اهداني إياها عمو أمير .
أعاد أسعد جسد عاصم للخلف ليهتف بجدية : ماذا فعل لك بابا ؟
رفع عمار رأسه إلى أسعد بتحدي : اهداني فرصة لنيل حلمي يا حضرة الضابط ، لم يزمجر في وجهي ويطردني دون أن يستمع لي .
غمغم أسعد بضيق : هل أخبرته بم فعلت يا ابن الخالة أم أخفيت عنه سر هروبك المرة الماضية .
أطبق عمار فكيه ليهدر بخفوت حاد : لم أخبره وإذا أردت فلتفعل يا أسعد ، ولكن لتعلم أني لن ابتعد هذه المرة وسأحارب بكل قوتي لأصل إلى مبتغاي.
رد أسعد من بين أسنانه : إذا أردت أن تنل مبتغاك يا عمار فلتصلح ما هشمته فلا يهم من يهديك فرصة ثانية الهام في الأمر ماذا ستمنحك هي ؟
رد عمار سريعا : لا تستطيع أن تمنح أحدهم شيئا سبق وامتلكه .
اتسعت عينا أسعد وانتفض جسده بغضب لاح على ملامحه ليخترق عاصم حيزهما هاتفا بجدية : ماذا تقول يا أحمق ؟ اتبع وهو يلتفت لأسعد - إنه يتحدث عن المشاعر ولكن خانه التعبير .
لكز شقيقه بمرفقه ليهتف : أليس كذلك يا عمار افندي ؟
أعاد عمار عاصم إلى الخلف ليهتف بجدية إلى أسعد : هل تظن بي السوء يا أسعد ؟ هل تريد تأكيد وتبرير لمقصدي بالحديث ؟
زفر أسعد بقوة ليشيح برأسه بعيدا ليعود عاصم بجسده ثانية بينهما : لا تتشاجرا اليوم من فضلكما ، وكما قال أسعد يمنى من تحدد كل شيء ، اتبع سائلا بأريحية - بمناسبة يمنى ، من هذا يا أسعد ؟
اطبق عمار فكيه وهو يزفر بغضب يتملكه ليهمهم أسعد بهدوء : انه زياد .
هدر عمار وهو يدفع اخيه للخلف ثانية : لا والله ، تشرفنا ، سعدنا وفرحنا بلقياه ، هل هو مشهور لتلك الدرجة لنعرفه حينما نعرف اسمه ؟
كتم عاصم ضحكته ليسبل أسعد جفنيه وهو يجيب باسترخاء : إنه صديق عز الدين ابن آدم ، وصديق عمل ليمنى ، تعرفت عليه عن طريق برنامج التبادل الثقافي بين الدول .
شحب وجه عمار ليهتف بصدمة : هل سافرت يمنى للخارج ؟
ابتسم أسعد بمكر ليهمهم ساخرا : فاتك الكثير يا ابن الخالة .
هم عمار بالرد عليه ليحشر عاصم نفسه بينهما ثانية هادرا بجدية : أقسم بالله من سيعيدني فيكما للوراء ثانية لألقيه أرضا ، احترما نفسيكما وتوقفا عن شجار الأطفال هذا .
هم عمار بالحديث ليصمت حينما أقبل عليهم أحمد ليجلس بكرسي منفرد هتف عاصم بتفكه : هل أفرجت عن أميرة أخيرا يا سي أحمد ؟
أجاب أحمد بأريحية وهو يمد يده ليتناول بعض المقرمشات الموضوعة أمامهم على الطاولة : بل هي من تركتني لتذهب لجنى ، لا أعلم ماذا الم بجنى ولكنها هرعت إليها واتبعتها ملك .
انتفض أسعد واقفا لينظر إليه أحمد بذهول بينما رفعا الاخوان وجههما له ابتسم عاصم بمكر وهدر عمار بخفوت ساخر : اجلس يا حضرة الضابط، اجلس على صفيح ساخن لتعلم كيف أن الإنتظار صعب والجلوس هكذا وأنت لا تعلم ماذا يحدث حتى وأنت تنظر إليه مميت .
جلس أسعد ثانية ليزفر بقوة مهمها بحدة وهو يمد جسده للأمام حتى يحدث عمار: أخبرتك مليون مرة ، لا تقارني بك .
هدر عمار وهو يتمدد بدوره للأمام فكاد أن يضع رأسه برأس أسعد : ما الاختلاف أن شاء الله ، ها هو مصيرنا واحد ، جالسان بجوار الأحمق الكبير الذي يمتنع عن نيل فرصته بترفع وغباء جمّالي أصيل .
انتفض على كف أخيه التي جذبته من قفاه للخلف : لماذا تحشرني بمنتصف حديثكما الآن يا أحمق ؟
اشاح أسعد بيده : إنه محق يا عاصم ، أنت تعقد الأمور دون داع ، هدر متابعا – أنت وابنة عمك تريدان عقل جديد بدلا من عقلكما الصدأ الذي يحتل رأسيكما .
هم عاصم بالصياح حانقا لينتبهوا جميعهم على صوت عمر الواقف أمامهم يضع كفيه في جيبي بنطلونه : هل تتشاجرون ؟
رفعوا رؤوسهم له فجلجلت ضحكة أحمد الذي رمي بحبات الفشار بفمه ليهتف من بين ضحكاته : لماذا قاطعتهم ؟! إنهم مسليون جدا . أشار لأخيه بأن يجلس إلى جواره ليهتف متابعا – استمروا يا أولاد
زفروا بحنق ليهتف عاصم باستخفاف : أضحك ثانية وعمي سيطردك بإذن الله ، فرؤياك سعيدا تثير ضيق سيادته .
رد أحمد بمشاكسة : لن يستطيع يا شبيه عمك ، فأنا هنا بوسط عزوتي ، ليس وحيدا وسط آل الجمال .
جلس عمر مجاورا لأخيه ليهتف بمرح : لا تهدد أخي يا عاصم ، اتبع وهو يربت على ركبة أخيه - نحن معك يا أخي لا تخف .
انتفخ أحمد بزهو ليضحك عمر قبل أن يساله عمار : هل تركت خطيبتك أخيرا يا عمر بك ، فمنذ أتيت لم أراك لأنك منشغل معها ؟
زفر عمر بقوة : بل هي من تركتني لقد ذهبت لتطمئن على جنى ، اتبع بثرثرة عفوية – ما فهمته أن كفها جرح شيء من هذا القبيل .
عبس أحمد بتفكير : لذا الجلسة النسائية ارتبكت منذ قليل
هم أسعد بالنهوض ليقبض على معصمه عاصم مهمها إليه : انتظر يا أسعد ولا تثر الأقاويل الآن ، ليس من أجل جنى بل من أجل والدتك .
هدر أسعد بغضب : لا يهمني أحد ، أريد الإطمئنان عليها .
تمتم بجدية : حسنا اهدا سأذهب وارى ما الأمر لأطمئنك عليها .
اجابه بغضب : بالطبع لا ، ليس من حقك أن تفعل .
غمغم عمار بجدية قبل أن يجيبه عاصم : وأنت الآخر ليس من حقك أن تفعل .
اقترب أسعد نحوه بجسده ليهمس بفحيح غاضب واوداجه تنتفخ غضبا : بل أنا الوحيد من يملك كل الحق .
القاها بغضب وهو يخلص معصمه من قبضة عاصم بحركة سريعة لينهض مبتعدا عن الجميع ، زفر عاصم بقوة وهو يدلك معصمه الذي التوي قبل أن يغمغم بنزق : حقا يا عمار ، تركت الجميع لتتشاجر مع أسعد اليوم.
اطبق عمار فكيه ليهتف بحدة : لقد خذلني ، عبس عاصم بتساؤل ليتبع عمار هادرا بخفوت حاد – كنت أعتمد عليه أن يتخذ جانبي في الحرب التي تقيمها ضدي ، ولكنه وقف محايدا بيننا فلم يعترض وهو يراها تثير غيرتي وغضبي ، بل يتركها تفعل ما يحلو لها ، فلم يوقف مزاح ابن خالها المبالغ فيه ، أو يمنعها من الحديث مع هذا الزياد ، بل ينظر إليها وهي تحدث هذا وذاك بأريحية دون أن يعترض حتى بعبوس كما كان يفعل قديما .
رمقه عاصم مطولا قبل أن يهدر بخفوت : كنت تريد مساعدة أسعد يا عمار ، ترى أنه خذلك وكنت تريد تأييده ودعمه ، ضحك عاصم ساخرا - فما جزاء الخذلان سوى الخذلان يا أخي ؟
صر عمار على أسنانه ليكمل عاصم ساخرا : الغريب أنك معترض تلومه على موقفه السلبي معك والذي أرى أنه يمنحك شيئا لا تستحقه ، بل إن موقف أسعد الحيادي يعتبر دعما لسيادتك فهو لم يتدخل سلبا أو أي إيجابا بل ترك ساحة الحرب خالية سوى منك لتحاول أن تصلح الوضع الذي افسدته من قبل ، من وجهة نظري لقد أكرمك أسعد كرم عارم يا أخي .
رجف جفني عمار ليتابع عاصم بجدية : أنت طعنت أسعد بظهره – وفقا لقوله ، لكنه لم يفعل مثلك بل تنحى جانبا رغم أنه لو تدخل بالأمر سيقلب ساحة حربك هذه إلى ساحة إعدام يراق فيها دمك وتوضع رقبتك تحت مقصلة أبيك .
أغمض عمار جفنيه ليكمل عاصم بفحيح : فمن سيقطع رقبتك حينها أبيك الضاحك هذا ، من يريدك أن تعيد أمجاد العائلة ، ليس عمو أمير وليس أسعد نفسه ، بل وليد بك الجمال من سيحكم عليك وينفذ على الفور دون أن يرف جفنيه .
اتبع عاصم بألم نضح بصوته : سيحكم على حبك بالموت ، فتحيا ميت ، وتمض بقية عمرك دون روح .. دون قلب .
تنهد عمار بقوة ليهمهم : أبيك لم يكن يقصد أن يفعل بك هذا يا عاصم ،
ضحك عاصم متهكما : أعلم ، ولا الومه ، فلم شمل العائلة أهم بكثير من مشاعر فرد فيها .
أغمض عمار عينيه ليزفر بقوة : فلتحترق العائلة ولا يحترق قلبك يا عاصم ، أتوسل اليك توقف عن التفكير في العائلة وما تريده للعائلة ، أنت تحتاج لبعضا من الأنانية يا أخي ، فكر في نفسك فقط وفيما تريد وما تبتغي وحارب لتصل إليه ، لا تقف تنظر إلى ما يحدث أمامك دون أن تحرك ساكنا ، بل اظفر بم تريد دون تهتم بالعائلة .
اتبع عمار وهو يشير برأسه إلى أدهم الذي يجلس أرضا على مقاعد عربية التصميم والطراز بين آسيا ومازن يمزح مع بقية الفتيات الجالسات مجاورات لهم : هاك ابن عمك الوزير يفعل ما يحلو له دون اعتبار لأي شيء سوى نفسه ، يطوع كل ما يحيطه لأجل مصلحته الشخصية ،
هم عاصم بالحديث ليشير إليه عمار أن ينتظر : لا أقول أن ما يفعله صحيحا ولكنه لا يهتم حتى بكون أفعاله صحيحة أم خاطئة ، كل ما يهمه ما يريده هو ، وهو فقط يا عاصم ، زفر عمار بقوة وهو ينهض واقفا - كن انانيا يا عاصم ستكون بألف خير .
زم عاصم شفتيه بضيق والتفكير يومض بعينيه الغائمة بغموض قبل أن ينتبه لضحكات نوران التي تعالت بشكل ملحوظ وهي تشاكس يمنى التي تنظر إليها بضيق واضح على محياها .
***
تعالت ضحكاتها على ملامح يمنى الحانقة لتشاكسها بمكر وهي تسير بظهرها في لامبالاة افتعلتها تلتهم جزء من قطعة الكعك بتلذذ قصدته فتزم يمنى شفتيها بضيق ، فتخرج إليها لسانها بعبث وطفولية لتزمجر يمنى بضيق فتتعالى ضحكتها من جديد لتنتفض بشهقة خوف واضحة حينما هتف من خلفها : ماذا يحدث هنا ؟
استدارت على عقبيها برهبة للصوت الرخيم الذي صدح من خلفها ليرتطم طبق الحلوى الذي تحمله وتشاكس به يمنى بصدره فتلطخ قميصه الأبيض قبل أن يقع أرضا اتسعت عيناها بصدمة وعيناها تثبت على البقعة التي توسدت صدره فاخفض رأسه لينظر إليها قبل أن يرفع رأسه نحوها ثانية فتهمهم بحرج اعتلى هامتها : اوه المعذرة لم أقصد .. صمتت لتلتقط أنفاسها المرتجفة لتكمل - لقد افزعتني.
ارتفع حاجبيه بدهشة حينما التقط حنق نبراتها ليهتف بتفكه : إذًا وجب علي أنا الاعتذار ، أكمل برقة مقصودة - اعتذر يا هانم .
ابتسمت برقة ووجنتيها تزدان باحمرار الحرج لتهتف : بل أنا من عليه الاعتذار ، اعتذر منك يا دكتور ، اكملت وهي تشير إلى قميصه - لقد توسخ بسببي .
ابتسم باتساع حتى بانت غمازتيه ليهتف بمرح : فداك القميص وصاحبه يا ابنة الوزير ، ضحكت ليكمل بعبث تقصده - لقد ازداد قميصي فخرا وشرفا لأنك لطخته بالكعك الذي انتقيته بذوقك الراقي لتؤكليه
احتقنت وجنتيها خجلا هذه المرة لتتلعثم وهي تشيح بعينيها بعيدا : لا أعلم كيف اعتذر منك .
ضحك بخفة ليهمس بمكر : تقبلين دعوتي على قطعة كعك ثانية ات بها إليك بدلا من تلك التي وقعت أرضا .
بللت شفتيها لتهمس بإحباط : إنها الأخيرة من هذا النوع لذا كنت اشاكس يمنى لأني سرقتها منها .
مط شفتيه ليصدر صوتا رافض ساخر قبل أن يهمهم بشقاوة : المال الحرام لا يدوم يا نور .. صمت قليلا ليكمل - أم تفضلين أن أدعوك بهانم ؟
رفعت نظرها إليه لتبتسم ببطء فتضيء عينيها قبل أن تجيب برقة : بل نوران تكفي .
ومضت عيناه قبل أن يهمهم : ليس نور واحدا بل اثنان ، اتبع بصوت اجش - اسمك يليق بك يا نوران .
رجف جفنيها وتراجعت للخلف خطوة وهي تنظر إليه من جديد ، تعيد تقيمه بوقفته المسترخية .. ابتسامته المتلاعبة .. ملامحه الوسيمة رغم حدتها لتهتف بمكر : وهل اسمك يليق بك ؟
حرك رأسه دون اهتمام : لا أعلم ، أكمل بلا مبالاة - ولا أهتم أن أعلم .
رفعت حاجبيها بدهشة والاهتمام يستحوذ على تفكيرها : إذا أنت لا تهتم بآراء الآخرين
زفر بقوة : لا ، الناس بحكايتهم .. آرائهم .. وتوقعاتهم في شخصيتي ، حقا لا يهمونني لهذه الدرجة . ومضت عيناها لتسأل - إذًا بم تهتم ؟
احنى رأسه لها بغتة فلم تهتز بل عيناها ومضت بترقب فابتسم بمكر ليهمس إليها بخفوت : هل تسألين فضولا أم اهتمام ؟
اجابت بعفوية بطريقة مماثلة له : بل هي ثرثرة فارغة .
جلجلت ضحكاته لتشاركه الضحك ليهتف من بين ضحكاته : تروقني صراحتك يا ابنة الوزير .
ضحكت برقة لتهمس : دراستك للعقول أثرت على عقلك كما يبدو يا عادل.
ضحك بخفة واشار إليها بكفه في لامبالاة : لا يوجد أحدا عاقلا يا نوران . ابتسمت برقة وهمت بالحديث ليصدح صوت أخيه مناديا عليه فيلتفت إليه ليدعوه أسعد فيعبس بغرابة ليشير إليه إشارة ما فيلتقط عادل إشارة اخيه بإيماءة فيلتفت إليها من جديد : المعذرة سأذهب لأرى أسعد ، تنفس بقوة ليكمل - سعيد بالثرثرة معك .
تمتمت برقة وهي تبتسم بمرح : وأنا سعيدة لأني تعرفت عليك ، اسبل اهدابه ليبتسم ابتسامة جانبية خطفت نظرها لوهلة قبل أن يهمهم بنبرة صوته الرخيمة - سعيد بالمعرفة .
اتسعت ابتسامتها ليبتسم بدوره باتساع ليصدح صوت أسعد من جديد فيزم شفتيه بضيق : غليظ ، تعالت ضحكاتها ليهمهم بنزق - هذه مساوئ أن يكون لك تؤاما .
صدح صوت أسعد بحدة هذه المرة ليجيبه بنزق : أنا قادم .
رفع حاجبه وهو يشد جسده باعتدال يضع ساعديه خلف ظهره ليقف على أطراف أصابعه وينزل في حركة خاطفة قبل أن يمأ برأسه في تحية أميرية : أنرت الحفل يا هانم .
ابتسمت بسعادة خيمت عليها لتنحني ركبتيها وتخفض جسدها لأسفل وهي تمسك بطرف فستانها : أشكرك يا بك .
ضحكا سويا ليستدير على عقبيه منصرفا وهي تراقبه بابتسامة واسعة انحسرت تدريجيا حينما شعرت بحثيث أنفاسه فالتفتت لتجده خلفها فترفع عينيها بتحدي هاتفه ببرود : نعم
همس بفحيح غاضب : ماذا تفعلين؟
زفرت ببطء: لا شيء ، كنت أريد تناول الحلوى و لكن ، اتبعت بإحباط - قطعة الحلوى وقعت أرضا.
سأل بسخرية عيناه تومض بغضب :-و هل كنت تطلبين من عادل قطعة أخرى ، أم كان يواسيك في مأساة فقدانك لحلواك؟
مطت شفتيها و هي تهدأ من غضبها لتهمس أخيرا: بل كان يتحدث معي و كنت اعتذر منه لأني لطخت قميصه بحلواي.
رجب جفنه بتتابع غاضب ليهمس بصوت خشن: لطخت قميصه ؟! اتبع هادرا بخفوت - كيف؟
زفرت بقوة لتجيب بحنق: استدرت و لم أكن أعلم أنه خلفي فوسخت قميصه دون قصد.
هم بالحديث و لكنها لم تمنحه الفرصة لتتابع بنزق: توقف عن استجوابي يا عاصم، فأموري ليست من شأنك.
بهتت ملامحه و أجفل ليردد: ليست من شأني.
أجابت بخفوت جاد: نعم ليس من شأنك، أموري كلها ليست من شأنك ، لا يحق لك أن تصرخ بي أمام الناس ، لا يحق لك أن تخرج غضبك علي أمامهم، لا يحق لك أن تجبرني على إبدال فستاني ، لا يحق لك أن تحدد اقامتي .. أن تمنعني من الرفض.. أو أن تستجوبني عن حديث عفوي نشأ بيني و بين آخر يعد من العائلة.
سحبت نفسا عميقا لتتبع بجدية : كل هذا ليس من شأنك ، فأموري خاصة بي و بي فقط.
أطبق فكيه و نظر لها مليا يراقب انفعالها.. غضبها.. ألمها الصادح بعينيها، ليهمس بخفوت : انتهيت؟ شمخت برأسها و لم تجبه فاتبع بجدية غاضبة - بل كل ما رددته الأن من شأني، كل أمورك الخاصة و العامة من شأني ، أنت و كل شيء فيك من شأني.
اقترب خطوة واحدة منها ليهمس بتملك: أنت و أمورك و حياتك شأني .. خاصتي ..ملكي.
اجفلت لتتراجع برهبة من نظرته المتسلطة التي لمعت بعينيه ..جبروت ملامحه.. وغضبه الذي يعتلي رأسه ، لتهمس بعد قليل بجدية تمسكت بها: لماذا؟
عبس بعدم إدراك لتتابع سائلة و هي تقترب منه بدورها : ما صفتك يا عاصم؟ زوجي .. خطيبي.. أخي ، لا و بالطبع لست أبي.
اردفت قبل أن يجيب : و إياك أن تهمس إن كونك ابن عمي يجعلني ملك لك.
رمقها من بين رموشه لتطلع إليه بتحدي فيبتسم ببطء ويتشكل ثغره بابتسامه كسول نبضت بمكر عينيه فشعرت بالخوف يدب بأوصالها حينما يهمس ببرود: لا يا نوران ، ليس لكوني ابن عمك ، رفع عينيه ليمتلك مقلتيها بنظرة خاصة و هو يردف - بل لأني قريبا جدا سأكون كل شيء.. سأمتلكك كاملة لتتعلمي على يدي معنى الامتلاك الحقيقي يا ابنة عمي.
ألقاها ودار على عقبيه مبتعدا وكأنه يقر أمرا واقعا فيتركها تنتفض بخوف غريزي ألمّ بها !!
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس