عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-20, 06:28 PM   #205

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

تعالت ضحكات آسيا لتجذب انتباهه فيرمقها بتفحص واهتمام قليلا قبل أن يقترب من زوجة أبيه التي تقف على مشارف مائدة ضخمة تعد بشرفة البيت الكبير المجاورة لحوض السباحة فيبتسم إليها لتبادله الابتسام هتف بجدية : هل تحتاجين إلى المساعدة ؟
ضحكت برقة : شكرا لك يا دكتور ،
هذر بمرح : أنا أستطيع المساعدة ، فأنا أساعد دوما في الولائم التي تعد ببيت جدي في تركيا ،ابتسمت واثرت الصمت ليتابع بعفوية – فبيت جدي بريف تركيا كبير وعائلة والدتي تشبه عائلتك هذه ، أولاد اخوالي وبناتهم كثيرون ويجتمعون كثيرا وجدتي لا تفضل أن يعاونها أحدا غريب عن البيت ،
ضحك بخفة وعيناه تغيم بحنان وهو ينظر إلى ليلى ليهمهم بعاطفة : إنها تشبه خالتي ليلى ، حتى تملك نفس الحسنة التي تقع قرب أنف خالتي ليلى.
رفعت وجهها تطلع إليه بدهشة فتصدم من عيناه الغائمتين بعاطفة قوية نحو أختها القريبة منهما همت بالحديث ليصدح صوت عادل من خلفها : هل تغازل والدتي يا عزوز ؟!
ضحك عز الدين بمرح ليرفع يديه باستسلام : أبدا ، وهل اجرؤ ؟ هل تريد أن يقتلني ابيك أو يغتالني اسعد ؟!
هز عادل رأسه بتفهم ليعبس حينما صمت عز فيساله بجدية : هل أنا غير مرئي بالنسبة لك ؟! أم لا استدعي خوفك مثلهما ؟
ضحك عز الدين بمرح ليقترب من عادل يلكزه بخفة قبل أن يهتف به في صوت خافت متآمر : بل إنك مخيفا أكثر منهما سويا .
ومضت عينا عادل ليسبل جفنيه فيبتسم عز الدين بمكر وهو يسبل اهدابه بدوره قبل أن يهتف بجدية : كنت اصف جدتي لايني ، اتبع وهو يلكز عادل – ألم أريك صورتها ؟ أخبرها عن مدى الشبه بينها وبين والدتك ؟
ابتسم عادل باتساع : إنها تشبهها لدرجة كبيرة ، حتى انني ظننت أننا نملك أصولا تركية ولكن ماما نفت هذا الظن من أساسه واصبتني بخيبة أمل .
ضحك عز الدين لتبتسم ايني وتهتف : امك محقة فهي مصرية خالصة وصواني المكرونة وقدور المحشي أكبر شهادة على مصريتها .
ضجا بالضحك ليصدح صوت ليلى تنادي عادل فيصيح بمرح وهو يخطو نحوها : ات يا أماه .
تابعه عز الدين إلى أن ابتعد ليقترب من ايني قليلا قبل أن يهمس بجدية : هلا لي الحق أن أسأل عن شيء ما يؤرقني ؟!
ارتعدت رغم عنها لتهمهم بصوت ابح : بالطبع ، تفضل .
سحب نفسا عميقا ليسال بهدوء : هل هذا صديق آسيا ؟!
عبست لتنظر الآم يشير فتبتسم وتجيب : نعم إنه أدهم أبن فاطمة ، عبس قليلا لتتابع – ابن سيادة الوزير .
هز رأسه بتفهم ليهمهم بتعجب : الغريب أن آسيا لم تخبرني عن كون لديها صديق .
نظرت إليه بدهشة لتهمهم بعفوية : إنه صديقها منذ الطفولة ، كيف لا تعرفه ؟!
تمتم سريعا : بل أعرفه ولكن هي لم تخبرني أنه صديقها .
ازداد عبوس إيناس لتهتف بتساؤل لاح بعينيها : ماذا تقصد بصديقها ، لأن من الواضح أني لم أدرك مقصدك .
نظر إليها مليا ليهمهم بجدية : صديقها ، اتبع بإنجليزية – her boy friend .
اتسعت عينا إيناس بصدمة لتعيد عينيها إلى آسيا من جديد بسرعة قبل ان تهتف بقوة : بل صديقها فقط ، اتبعت شارحة – her friend
اكملت بمرح حاولت افتعاله : أو كما تقولون her best فنحن لم نصل لهذه المرحلة بعد .
تطلع إليها قليلا قبل أن يلتفت الى أخته يتفحصها بعينين واسعتين مهمهما : حسنا .
• تطلعت إيناس إلى ابنتها قليلا قبل أن تساله : لماذا تسأل يا عز ؟! هل رأيت ما اساءك في جلستها أو حديثها معه ؟! هل تجاوز أدهم حدوده معها؟!
ابتسم بعملية : لا ولكني شعرت بان هناك شيئا مختلفا بينهما ، صمت قليلا ليتابع – وأنا لا أسأل لأني مستاء أو غاضب من شيء ، بل أنا أسأل لأعرف فقط ليس أكثر .
ارتفع حاجبي إيناس بدهشة فضحك بخفة ليما لها برأسه في مرح : نعم ، نحن وصلنا إلى هذا الحد .
تعالت ضحكات إيناس ليشاركها الضحك قبل أن يتحدث إليها بهدوء : أنا أمزح بالطبع ، فعائلة والدتي لا تسمح بمثل هذه الأشياء ولكن بم أني رجل متفتح واحمل الجنسية الامريكية وترعرعت في لندن فتناولي لهذه الأمور مختلفا قليلا ، فأنا أحاول أن اتفهم مشاعر أختي وأكون سندا لها حتى لا يخدعها أحد الشباب .
صمت قليلا وايناس تطلع إليه بانبهار بدا في عينيها وفضولها إليه يستولى على حواسها ليستطرد بجدية : وخاصة هذا الشاب فهو عابث من الدرجة الأولى .
افتر ثغرها عن ابتسامه اتسعت تدريجيا إلى أن شملت وجهها بأكمله قبل أن تهمهم إليه بسعادة : نعم في هذا معك حق ، فأدهم رائحته فائحه ، ارتفع حاجبيه بصدمة فتابعت بفخر – ولكن آسيا اجبرته على احترام الحدود بينهما فلم يتعد حدود صداقتهما أبدا .
اكملت وضحكة خافتة تداعب نبرات صوتها : وخاصة بعد أن لطمت وجهه حينما حاول أن يمزح معها بطريقة لم تعجبها .
قهقه عز الدين ضاحكا ليهتف بمرح : ابنة امها على حق .
انحسرت ضحكتها و تطلعت إليه إيناس بصدمة ليتابع بمكر فتشكلت ملامحه وأصبح اكثر شبها بابيه : فأنت لست بهينة يا فنانة .
شحب وجهها وارتعدت رغم عنها ببروده زحفت إلى اطرافها ليلتقط تبدلها فيهمهم بجدية : هل ازعجتك بحديثي ؟! أنا أمزح معك يا ايني .
ابتسمت بتوتر : أعلم .
اقترب منها بعفوية وهتف بها : أقسم بالله لم أقصد ان اضايقك .
همت بالحديث ليصدح صوت أمير الصغير بنبرة حادة رفيعة : هل اغضبتها ؟
التفت إلى أخيه بصدمة ليهمهم مدافعا عن نفسه : لم أفعل كنا نمزح سويا .
صرخ أمير بحدة : بل أنا سمعتك وأنت تسالها إن كنت اغضبتها .
رمش بعينيه وهو ينظر إلى غضب أخيه الناضح من ملامحه لتجيب إيناس سريعا : لا يا ميرو لم يفعل ، كنا نضحك ألم تستمع إلى ضحكي منذ قليل .
انتفض جسد الصغير بغضب فاقتربت من طفلها لتضم كتفيه بكفيها وتضمه إلى صدرها بحنو : لم أغضب يا أمير بالعكس أنا سعيدة لأن العائلة كلها مجتمعة عندنا واليوم عيد مولد آسيا .
التفت إليها ينظر الى عمق عينيها ليهمهم بصوت أجش يتخلله نبرات البكاء : ولكن .. صمت لتربت على وجهه فاكمل بصوت أبح وهو يحني عنقه – شعرت بأنك لست سعيدة .
دمعت عيناها رغم عنها لتضمه إلى صدرها وتهمهم : بل أنا في غاية السعادة يا أمير ، يكفي انك معي وتهتم بي يا حبيبي .
احتضنها بطفولية رغم جسده الكبير والذي يشي بشاب قوي في صباه لتبتسم وترتفع عيناها تلقائيا تنظر إلى عز الدين المتصلب جسدا وملامحا ، عيناه تشع بخوف لم تدركه لوهلة قبل أن تشعر بروحها تتمزع وهي تدرك بأنه مرتبك من ردة فعل أمير فابتسمت بتوتر لتربت على وجه طفلها لتهمس إليه بجدية : هل من الجيد أن تصرخ في وجه أخيك الأكبر بهذه الطريقة يا أمير ؟!
هز رأسه نافيا لتعاتبه بنظراتها فيهز رأسه بتفهم قبل أن يلتفت إلى عز الدين المراقب عن كثب لما يحدث أمامها فيرفع رأسه بعزة نفس هامسا : أنا اعتذر منك يا ابيه ، لم اقصد أن اصرخ ، أنا اسف المعذرة .
ارتبكت عينا عز ليبتسم بسماحة نفس وهو يفتح ذراعيه لأمير الذى دفعته إيناس نحوه بخفة فيضمه عزالدين إلى صدره مربتا على ظهر أخيه هاتفا : لا اعتذار بين الأخوة يا ميرو ، ثم أنا فخور بك فأنت رجلا يعتمد عليك يكفي أنك تحميها وتساندها .
ابتسم أمير باعتزاز واذنيه تحتقن بخجل فتابع عز الدين – هل رأيت ما جلبته لك ؟!
هز أمير رأسه نافيا ليهتف عز الدين بمرح : حسنا تعال معي ، رفع عز رأسه الى إيناس متبعا - بعد إذنك يا ايني سأصحب اخي قليلا .
ابتسمت وهي تحثه بعينيها على أن يبتعدا : بالطبع تفضلا .
راقبتهما يبتعدان وهي تزفر أنفاسها ببطء لتشعر باضطراب يتملكها لترتعد بخوف وهي تنظر إلى كفيها المرتعشتين دون إرادتها فتضمهما إليها وترفع رأسها بثقة افتعلتها لتداري ضعف يغمرها ، ضعف تبغضه .. تنفر منه .. تريد هزيمته ولكنه اقوى من التخلص منه !!
***
جذبته من كفه كالطفل الصغير لتجبره على ان يتبعها وهو يتساءل بعدم فهم : ماذا يحدث يا أماه ؟! اوقفته امامها – بعيدا عن التجمعات - لتنظر إليه بعبوس يعرفه جيدا قبل أن تهتف بهدوء آمر : أخبرني ما بال أخيك ؟
رفع حاجبيه بتعجب نجح في رسمه على ملامحه : ما باله أخي ؟
رمقته بنظرة من تؤنب طفلا صغيرا لتهمهم : عادل توقف عن المراوغة .
ضحك رغم عنه ليقترب منها فاتحا ذراعيه ليغمرها في حضنه يضمها إليه بقوة فتأوهت لتضربه على كتفه : يا غبي .
تعالت ضحكاته أكثر وهو يشدد من ضمته لها فتحاول أن تدفعه بعيدا فلا تقو على زحزحته وهو يضحك بمرح ويقبل رأسها ووجنتيها بتتابع لتصرخ فيه بغضب ضاحك : ابتعد يا ولد ، اتركني يا عادل .
ليجيبها وهو يمعن في احتضانه لها : لن أفعل ، سألتهمك اليوم يا ليلتي الحلوة .
تقطعت ضحكاته بطريقة شريرة افتعلها : لن تستطيعي الهرب مني ، فأنا الذئب الذي ينتظرك في الغابة .
تعالت ضحكاتها ليقبل وجنتها بقبلات قوية متتابعة فتدفعه بضيق هذه المرة : توقف يا ولد .
أجابها بمرح : اتركيني اقبلك فأنا ليس لدي من اقبله غيرك .
عبست بعدم رضا لتضربه بقوة هذه المرة على كتفه : اعتدل يا ولد .
تأوه بافتعال ليهتف وهو يضمها من كتفيها إلى عمق صدره العريض : أنت لا تمزحين في قلة الحياء يا أماه .
قرصته بقوة في ذراعه : بل سأشد أذنيك أيضا على قلة ادبك هذه .
تأوه هذه المرة بجدية ليضمها بقوة وهو يهتف بتهديد مرح : لن تستطيعي أن تفعلي فأنا لن افلتك أبدا .
زفرت بيأس : اتركني وإلا والله سأنادي ابيك .
هم بالحديث ليصدح صوت سليم الذي هتف بلهجة تمثيلية : ولماذا ننتظر عمو أمير ، سأدافع أنا عنك يا عمتي ،
لوى عادل شفتيه ليهمهم بعبث : ها قد أتى الكونت سليم ابن سليم .
رفع سليم رأسه بشموخ : ابتعد من الأفضل لك .
هتف عادل بجدية وهو يتمسك بوالدته أكثر : وإلا ماذا ستفعل ؟
عبس سليم ليهتف بجدية وهو يقترب منهما : سأحتضنها معك طبعا .
القى جملته وهو يضم ليلى من الجانب الآخر لتتعالى ضحكاتها هاتفه بمرح من بينها : ابتعدا وإلا اقسم بالله سأنادي لكما أسعد أو أمير.
ضحك سليم وهو يقبل رأسها : تهديدينا ونحن نحبك يا لولا .
ضحكت رغم عنها ليبتعد بخفة وهو يغمز لعادل بطرف عينه متبعا : مدد الأسلحة الثقيلة وصل يا دوله ، وأنا لن اغامر بعمري معك فأنا لدي مستقبل مبهر .. مشرق بشمس النجومية .
افلتها عادل بخفة وهو يلتفت ليقابل عيني والده العابس بصرامة يهتف به حانقا: أنت أيها الغبي ألم أخبرك من قبل أن تتوقف عن هذا المزاح ؟
تحرك سليم بخفة ليبتعد فقبض عليه عادل من ذراعه ، هتف بجدية وهو يدفعه نحو أبيه : لم أكن بمفردي .
التفت إليه أمير ليهتف سليم بجدية : والله يا عماه لم أفعل شيئا لقد ضممت عمتي ضمة واحدة وقبلتها قبلة على جبينها حتى اسألها ، اتبع وهو يلكز عادل قوة - بل كنت أحاول أن أدفع عادل بعيدا عنها ولكنه لم يستجب .
تعالت ضحكات ليلى من خلفه ليلتفت إليها أمير بغضب فتكتم ضحكتها مرغمة ليسيطرا الإثنين على ضحكاتهما بصلابة وهما ينظران إلى أمير بجدية وهدوء ليهمس أخيرا وهو يرمقهما بنظرات غير راضية : اذهب يا سليم .
زفر براحة وهو يشد خطواته مبتعدا ليقف خلف أمير يرقص حاجبيه إلى عادل الذي توعده بعينيه قبل أن يلتفت إلى أبيه الغاضب فيتحدث بجدية : كنت امزح مع ماما فقط ليس أكثر ، رمقه أمير بنظرة صارمة فهمهم متبعا – اعتذر لن اكرر هذا المزاح ثانية.
أشار إليه أمير بعينيه أن ينصرف فتحرك بخطوات متلاحقة مبتعدا عن والده الذي التفت إلى ليلى يعاتبها بعينيه فابتسمت باتساع : لم يحدث شيئا يا أمير .
عبس بغضب ليهتف بحدة : أن استمع إلى ضحكاتك العالية وأنا أجلس بأخر الحديقة ليس شيئا يا ليلى .
ابتسمت برقة وهي تقترب منه لتربت على ساعده : المعذرة لقد استجبت إلى مزاح عادل الفطري ، لا تغضب حقك علي .
زفر بقوة وهو يتمتم بغضب : سأكسر رأسه حتى لا يضحكك هكذا ثانية .
ضحكت برقة لتهمس بجدية وهي تلامس اعلى ذراعه : لازالت تغار يا أمير .
رد بعتب : ولن اتوقف يوما وأنت تعلمين هذا جيدا .
ابتسمت وهي تتنهد بقوة لتهمهم : كم أود أن اضم نفسي لك الآن .
لانت عينيه بحنان خاص بها ليحيطها بذراعيه فعليا لتنكمش داخل صدره ليهمس وهو يقبل أعلى رأسها : ما بالك ؟!
زفرت بقوة وهي تبتعد عنه قليلا : لا أعلم قلقة على أسعد فهو ليس على طبيعته ، وابنك الذي تلقبه بالغبي حينما سألته راوغني بمزاحه قاصدا أن يشتت تفكيري فلا يجيب .
ضحك أمير لتنظر إليه بعتب فيهمهم وهو يحتضن وجهها براحتيه : اصبحت ذو تفكير استخباراتي ملتوي يا ليلى وهذا أمر خطير .
تنهدت بقوة لتحدثه بجدية وهي تناظره بعتب : لا تشتت تفكيري أنت الاخر، ابتسم واسبل اهدابه بمكر فأكملت - الولدين يقتسمانك بالمناصفة يا أمير .
عبس بتساؤل : هل هذا أمر جيد أم سيء ؟!
ابتسمت برقة : بل رائع .
أجاب بسلاسة : تركت لك الفتاة ، عبست لتغمغم بسخط – هذه نسختك كاملا دون أن تترك شيئا أو تغفل عنه
ضحك ليحدثها : إنها دعوتك يا ليلتي ، اتنكرين ؟!
هزت رأسها نافية : أبدا ، أنا سعيدة لأنهم اتوا يشبهونك كما تمنيت ودعوت أيضا .
زفر بقوة ليضمها إلى صدره بسرعة خاطفة ليقبل اعلى رأسها مهمها : سأحدث أسعد ، لا تقلقي .
تهللت ملامحها بسعادة لتهمس بصدق : لا حرمني الله منك يا حبيبي .
نظر إليها بعتب : لنا بيت يجمعنا يا ليلى حينها سأعاتبك بقوة على ما تفعليه اليوم .
ضحكت برقة قبل أن تنتفض هاتفه : نسيت الفرن .
هرولت بخطواتها ليتبعها عينيه هاتفا بجدية : لا تهرولي حتى لا تتعبين يا ليلى .
راقبها إلى أن غابت عن عينيه ليتحرك باحثا عن ولده الذي يحتاج إلى ضربه فوق رأسه لعله يفيق من تلك الدوامة التي تكاد تبتلعه .
***
اقتربت منه تتأمل جلسته المنفردة تهمس باسمه تنبهه لوجودها ، التفت إليها مبتسما فاتحا ذراعيه على وسعهما لتضرج وجنتيها بحمرة قانية قبل أن تنظر من حولها تبحث عن أبيها فلا تجده من حولهما فتقترب طواعية لتندس بحضنه كما يريد ضمها من خصرها إليه ليقبل جانب رأسها فتهمس بخفوت : تركتني وحدي
عاوز تقبيل رأسها ليهمس معاتبا : بل أنت من فعلت وانشغلت بابنة عمك ، تنهدت بقوة ليتبع متسائلا باهتمام - كيف حالها ؟
تمتمت وهي تعتدل بجلستها .. تبتعد قليلا عنه لتستطيع النظر إليه : بخير والحمد لله .
ردد : الحمد لله
عبست بتساؤل : ما بالك يا أحمد ؟! هل حدث شيء ضايقك ، أم تريد الانصراف ؟
هز رأسه نافيا : اطلاقا ،ولكني بالفعل متعب وأريد الانصراف ولكن ايني أصرت على بقاءنا لتناول العشاء ، اتبع مغمغما - لا أعلم كيف سنقوى على ذلك ولكني حينما حاولت الاعتذار والانصراف ماما رمقتني كطفل صغير وهمهمت عن أنها لثاني مرة اعتذر عن دعوة تخص أهل خطيبة عمر بك فبقيت مضطرا
ابتسمت لتثرثر إليه :نعم خالتي اخبرتني عن أمر الدعوة واكدت علي البقاء لأجل أن تنتهي الأمسية .
زفر بقوة ليهمس : أشعر بالإرهاق وأخشى أن اغفو على عجلة القيادة في طريق العودة .
نظرت إليه بتساؤل : هل تريدني أن اقود السيارة ونحن عائدان .
عبس برفض اعتلى ملامحه ليهتف بجدية : لا .
رمقته بطرف عينها لتهمس بخذلان تحكمت فيه فظهر ببحة صوتها رغم عنها : تعلم أني أستطيع قيادة السيارة .
ابتسم بحنان ليجذبها إليه ثانية : أعلم يا حبيبتي ولكني افكر أن نقضي الليلة ببيت عائلتي ، اشتقت لهم كثيرا .
تأملته قليلا قبل أن تهمس بهدوء : اذا تفضل أن أمنحك بعض الوقت بمفردك ، يمكنني أن اذهب مع عائلتي
جمدت ملامحه فأكملت بسرعة : لو أحببت ، فأنا شعرت أنك تريد البقاء مع اخوتك قليلا ، فلا أريد أن اثقل كاهلك بوجودي .
اطبق فكيه ليتمتم بحدة : هل هي عائلتي بمفردي يا أميرة ؟! اليست عائلة زوجك تعد عائلتك أيضا ؟!
زفرت لتهمهم : بالطبع عائلتي هل نسيت أنه بيت خالتي .
تمتم بزفرة حارقة : بل أنت من نسيت يا أميرة.
أجابته بسرعة : لا لم انس يا أحمد فقد شعرت أنك تريد قضاء بعض من الوقت مع اخوتك ففكرت أن اتركك لهم ولا اشغلك بوجودي من حولك .
هدر بحدة تملكت منه : بل أريدك معي في مكانك الطبيعي يا أميرة بجواري ومع عائلتي ،اليس من حقي ؟!
نظرت إليه بدهشة تبحث عن سبب حدته وغضبه الغير مفهوم بالنسبة لها لتجيبه بخفوت : بالطبع من حقك ، وبالطبع سآتي معك طالما تريدني إلى جوارك .
جذبها ليضمها إليه بتملك : بل ستأتي معي لأن هذا مكانك الطبيعي ، لأن هذا الواقع ، أنك زوجتي .. امرأتي .. خاصتي ، ومكانك سيكون دائما معي .
تأملته مليا لتهمس بجدية : بالطبع أنا معك دوما يا أحمد .
تطلع إليها بعدم تصديق فابتسمت له برقة فلانت ملامحه بالتدريج ليبتسم بحنو يجذبها إليه يحتضنها بتملك هامسا بخفوت : أشعر بالظمأ فهلا رويتني ؟!
احتقن وجهها بقوة وهمهمت بالاعتراض قبل أن يصدح صوتا مرحا من خلفها : بل مُتْ من العطش يا ولد .
ضحك بمرح لتنكمش بخجل في حضنه هامسة : عماه .
أبعدها أحمد عن صدره لينهض واقفا مبتسما بسعادة في وجه وليد الذي اقترب منه يلكزه في صدره بعتب : كيف حالك يا فياض المشاعر ؟
ضحك أحمد : بخير الحمد لله ،
هتف وليد بمرح : نعم احمد الله لأن أنا من رأيتك وليس حميك العزيز ، تعالت ضحكات أحمد ليتابع وليد -
اتريد تقبيل زوجتك في منتصف الحديقة يا أحمق ؟
عبس أحمد بتساؤل ليتابع وليد بمرح : ابتكر يا ولد ، هناك السيارة مثلا .. دورة المياه ستكون تجربة مميزة لكليكما .. وإذا ضاقت الدنيا بك خلف أي شجرة وليس في نصف مجال الرؤية للجميع .
تعالت ضحكات أحمد لتهمهم هي بعتب وهي تنهض ناوية الإبتعاد : عماه .
أشار إليها وليد بالاقتراب ليضمها إليه هاتفا بمرح : الآن تخجلين و عماه ومنذ ثواني كنت ستقبلينه يا قليلة الحياء .
اخفضت أميرة رأسها في حرج وهي تشعر بالخجل يغمرها لينظر إليها أحمد قليلا قبل أن ينطق بصوت مكتوم : ليس عليها الحرج أو الخجل يا عماه فأنا زوجها إذا أرادت تقبيلي فلتفعل دون الاهتمام بأحد .
رمقها وليد قليلا ليهمس بثبات : نعم أنا أتفق معك ، لابد أن لا تهتم بأحد إذا أرادت شيئا ، ليتبع وهو ينظر إلى عمق عيني أحمد - حتى أنت لا تهتم بك .
ومضت عينا أحمد بتفكير في حين رجفا جفنيها لترفع رأسها تنظر لعمق عيني عمها الذي ابتسم لها مطمئنا داعما فتبتسم برقة تتعلق برقبته : اشتقت إليك يا عماه.
ضمها وليد إلى صدره : وأنا الآخر اشتقت إليك يا اميرتنا الغالية ، اتبع وهو ينظر إلى أحمد بلوم - ولكن هذا الشاب يخفيك عنا .
تمتم أحمد بنبرة مرحة ساخرة : نحن تحت النظر يا عماه .
اجابه وليد بمزاح ساخر : إذًا استطل قليلا لتصبح فوقه يا روح عماه .
سحب أحمد نفسا عميقا ليبتسم و يشيح بعيدا بعينيه ليكمل وليد وهو يقرب أميرة منه - ما رايكما أريد أن نذهب بضعة أيام إلى الساحل الشمالي قبل أن يقترب موعد الامتحانات الأخيرة للشباب ، أريدكما أن تسانداني في الفكرة فأنا سأدعو الجميع ولا أريد اي حجج أو أعذار بالعمل أو بأية اشغال في العاصمة .
تهلل وجهها بالفرح لتهتف بسعادة : أنها لفكرة رائعة ، التفتت إلى زوجها - ما رايك يا أحمد ؟!
رمقه أحمد قليلا : بالطبع نحن معك يا عمي ولكن لدي شرط ، اتبع وهو يقترب من وليد - امنع أخيك عن إفساد أيامي .
تعالت ضحكات وليد ليلكزه : تأدب يا ولد ، اتبع بغمزة عين مشاكسة - لك وعدي .
هتف أحمد بمرح : هذا هو عمي الحبيب ، متى تريد السفر ؟
ضحك وليد : اخر الأسبوع بعد القادم بإذن الله ،هز أحمد رأسه موافقا ليتبع وليد - سأبعد عنك اخي ولكن اقنع عاصم أن يتواجد يا أحمد .
اسبل أحمد اهدابه ليهمهم بمكر : هذه المرة سيأتي يا عمي وسيتواجد بكثرة أيضا .
عبس وليد بتساؤل ليشير أحمد برأسه إلى نوران الواقفة بجوار جنى وامامهما عادل الذي يثرثر بمرح فيدفعها للضحك في حين تبتسم جنى بتوتر ملامحها شاحبة ونظرتها متسائلة رغم اشاحتها بوجهها بعيدا ، أسعد يبتسم بغموض شكل ملامحه
لينهي تطلعه على نظرات ابنه الحادة والموجهة لابنة أخيه التي لا تبالي به كما يبدو !!
***
أنهى عادل ثرثرته بطريقة مرحة لتتعالى ضحكاتها من جديد ورغم غيظه بسبب ضحكاتها إلا أن ثرثرة عادل أجبرته على الابتسام وأجبرت جنى على الضحك بخفوت شديد رغم عن شحوب وجهها ، اقترب من جنى يبثها دعم شعر بأنها تحتاجه اكثر من أي وقت مضى وخاصة مع غموض أسعد وابتسامته المخيفة رغم هدوئه الظاهري .
اقترب أبيه منهم فيزم شفتيه بضيق تملكه وخاصة حينما هتف أبيه بمرح بعدما ألقى عليهم التحية واطمئن على جنى : ما الذي لطخ قميصك هكذا يا دكتور ؟!
ابتسم عادل بمكر : إنها الحادثة الأحب الى قلبي يا عماه .
شد أسعد جسده ناظرا بتحذير لأخيه الذي تجاهل تحذيره بلا مبالاة وهو يكمل بمشاكسة تعمدها : إنها بقعة سيادية يا عمي .
عبس وليد بتعجب ليسأل : لا أفهم كيف تكون سيادية ؟!
رفع عادل عينيه الوامضة بمشاغبة : سيادية برونقها .. سيادية بمركزها .. سيادية بتأثيرها .. سيادية بنفوذها ،
أنها حظي الجيد هذه الليلة حينما عطفت علينا ابنة الوزير وارتطمت بطبق حلوها في صدري .
كتم وليد ضحكته ، بينما شد عاصم جسده بتحفز بينما توترت نوران بوقفتها رفعت جنى عينيها له بعتاب ليزجره أخيه بنظرات حازمة لم يهتم لها وخاصة حينما أجابته هي بلهجة جادة : لم أكن اقصد .
تحرك عادل ليقترب من وقفتها هامسا بمشاغبة : وهذا أفضل شيء أنه دون قصد .
انتفض عاصم وملامحه تتشكل بغضب عارم تحكم فيه لتبتعد عن عادل بتلقائية وتجيب : لو كنت أقصد لكنت رميتك به في وجهك يا طبيب العقول .
تعالت ضحكاته رغم عنه ليهتف بمرح : حينها سأتناوله راضيا .
هم عاصم بالصراخ ليرتفع صوت منال سائلة باهتمام : من الذي لطخ قميصه بالحلوى يا شباب ؟!
التفتوا جميعا لها لترفع حاجبيها بتعجب : حقا أنت يا عادل ، اتبعت - ومن التي فعلت ؟
ردت نوران بضيق : أنا يا خالتي ولكن دون قصد مني .
اتسعت ابتسامة منال لتهتف بمرح : انظري يا فاطمة ابنتك تشبهك حتى في أحداثها العمرية .
اقتربت منال منهم تتبع بأناقة حينما نظرت إليها نوران بعدم فهم : ألا تعرفين أن سبب تعارف ابيك وأمك بقعة حلوى مثل هذه ؟
عم الذهول على ملامحهم لتلمع عينا عادل بمكر ليهتف بمرح : كيف يا هانم ؟
هتفت فاطمة التي اقتربت منهم على إثر حديث منال : لقد ارتطمت بوائل دون قصد مني مرة ، أكملت وهي تنظر لملامح عاصم الجامدة -والمرة الثانية رميته بالطبق قاصدة وعن عمد .
ابتسمت برقة : الغريب أن المرتين كانتا بمناسبات خاصة بزواج وليد وياسمين .
ارتفع حاجبي وليد بتعجب فأكملت بثرثرة ضاحكة - مرة بحفل عقد القرآن والثانية بحفل الزفاف .
اكمل وليد ضاحكا : لذا تقدم إليك بعدها على الفور وسحبني من شهر عسلي لأكون برفقته في الخطبة .
اومأت برأسها إيجابا ليهتف وليد بتعجب : انها لأول مرة اعرف هذا الأمر .
هتفت منال ضاحكة : لو ترى فاطمة وهي ساخطة وتسب أخيك بكل المسبات التي تعرفها كنت ستعرف
صح وليد بالضحك لتهمهم فاطمة برقة : أنه القدر .
اكفهر وجه عاصم ، شحب وجه نوران بينما لمعت عينا عادل بتسلية هاتفا بمرح : اذًا يتبق لي مرة يا ابنة الوزير .
انتفضت نوران بغضب لتهتف من بين أسنانها : للأسف لن يحدث يا دكتور ، أكملت بعملية - هذه الصدقة تخص أبي بمفرده ، وليس كل الرجال كسيادة الوزير وائل الجمال ، أكملت حديثها لعادل وهي تنظر لعاصم - ولكني أعدك حينما أجد من يشبهه سأرميه بطبق الحلوى في وجهه .
لانت ملامح عاصم بالتدريج والتساؤل يلوح بعينيه في حين ابتسم عادل بمكر لتشيح بعينيها بعيدا عنه بغضب تملكها : بعد اذنكم .
راقب ابتعادها ليلتفت فينظر إلى عادل المبتسم بمكر ليهتف هو الآخر بجدية : بعد اذنكم .
ابتسم وليد وأومأ لفاطمة التي دفعت أختها للسير معها : تعالي لنرى ليلى التي ستميتنا من كثرة الطعام .
ضحكت منال وهي تجاورها بالفعل ليتبعهم وليد الذي هتف بعادل : تعال يا ابن الأمير فانا أريدك .
هتف عادل باستجابة : على الفور يا عماه
رمق أخيه قبل أن يبتعد ليما إليه أسعد بعينيه متفهما لتبتسم جنى بتوتر فيقترب منها أسعد بعفوية : كيف حالك الآن ؟!
تمتمت بخفوت : بخير حال .
همس بصوته الاجش : كيف جرحت يدك ؟
تمتمت بثرثرة : وقع الطبق من بين يدي فكُسر وحينما حاولت لملمته جرحت يدي دون قصد مني .
همس بخفوت : ألف سلامة عليك ، احذري فيم بعد يا جنى .
رفعت عينيها إليه بعتاب ألمّ بها لتساله بجدية : ألا تريد أن تعرف لماذا وقع الطبق من يدي ؟
رمقها بتفحص ليهتف بلا مبالاة : على راحتك ، إذا أردت الثرثرة سأستمع وإذا لا تريدين فأنت حرة .
ارتجفا جفنيها : حُرة .
أومأ أسعد رأسه بجدية : نعم ، فانت تملكين حرية الإختيار .. الموافقة .. الرفض . اتبع بهدوء - وليس من حقي أن أتدخل في حياتك بشكل لا تقبليه وافرض آرائي عليك .
تمتمت بذهول : اذًا أنت لا تريد أن تعرف السبب .
صمت قليلا ليجيب بهدوء شديد : حقيقة لا أريد ، بهت وجهها لتنظر إليه بصدمة تملكتها ليتابع بابتسامة عملية - عمت مساء يا دكتورة .
راقبت انصرافه بعيون مصدومة وقلب ينتفض هلعا لتغرورق عيناها بدموع كثيرة لم تستطع التحكم بها لتهرع بخطوات متلاحقة هاربة من المكان بأكمله حتى لا يلتقط أحدهم بكاءها لتختفي بدور المياه وتبكي بنشيج مزق نياط قلبها .
***
__ هل هي بخير ؟!
تمتمت : نعم لا تقلق ، تحرك بعصبية ليهتف بها – لماذا تمكث بدورة المياه أريد الاطمئنان عليها .
تنفست بقوة لتجيبه برقة : ألم تراها ؟! إنها بخير .
تطلع إليها برهبة ليغمغم بخوف طل من عينيه : هل النزيف كان حادا ؟!
هزت نوران رأسها لتقترب منه ترتب على كتفه : لا يا مازن ، لم يكن حادا ، تحرك بعصبية لتهتف به - اهدأ اقسم لك بالله أنها بخير أباك حينما رأى الجرح قال أنه لا يحتاج لتقطيب بل عالجه كيفما قالت جنى ، أنها ذهبت إلى دروة المياه شيء طبيعي وليس مخيف .
لف حول نفسه بجزع ليهتف : حسنا سات لها بعصير .
ابتسمت نوران بحنان لتتمسك به بقوة وتهزه بلطف : اهدأ يا مازن ، نظر اليها لتمأ له براسها قبل أن تتابع – جنى شربت كوبين من العصير واكلت قطعة كعك كبيرة بالأمر من الخالة ليلى وهي بخير ، لا تقلق .
تلاحقت انفاسه وجسده يرتعد تحت وطأة خوفه لتحتضن كفيه براحتيه تضغط عليها بلطف وهي تردد له : أنها بخير فلتهدأ يا صغير .
زفر بقوة وهم بأن يلقي نفسه في حضنها ليجذبه علي من الخلف وهو يصيح بمرح : هاي ماذا تفعل أنت ، أم تتخذها ذريعة لتحتضن المدللة .
ضحكت نوران برقة لتهتف بمشاغبة : هو لا يحتاج إلى ذريعة فقط يطلب وأنا سأفعل ، إنه الصغير الذي كانت انيمه بحضني .
رمقها علي بعتاب : حينما كان صغيرا يا ابنة خالي أنه الآن شاب كبير مثل الحائط.
زفر مازن بقوة وهو يدفع علي الدين ليتركه : ابتعد يا علي لست في مزاج جيد يا رجل لمزاحك ، اتبع وهو يبتعد عنهما – سأذهب لأرى شقيقتي .
ابتسمت نوران وهي تراقب ابتعاده ليقترب منها علي هاتفا : كيف حالك يا جميلة الجميلات ؟!
ابتسمت لتلتفت إليه : بخير والحمد لله ، أنت أخبرني عن احوالك .
__ انا بخير حال نحمد الله ولكني أسأل عنك يا ابنة خالي العزيزة ، اتبع بجدية – فأنا أشعر بأنك حزينة .
رفت بجفنيها قبل أن تطلع إليه قليلا هامسة : كيف تعلم بكل مرة ؟
ابتسم بحنان طغى على بنيتيه : أشعر بك يا نور ، عيناك لا تلمع بضوء قوي حينما تكونين ضائقة .. حزينة .. فاقدة الأمل ، كالان .
شحب وجهها وهي تطلع إليه بصدمة فابتسم واخفض عينيه ليسأل بجدية : هل تجاوزت حدودي ؟
تمتمت سريعا : ابدا ، فقط صدمت من تفسيرك الصائب .
أشار إليها بان تسير إلى جواره ليجلسا بكرسيين قريبين قبل أن يسألها باهتمام : من احزنك يا أختاه ؟
__ لا يهم يا علي ، فأنا لست حزينة كما قلت ، أنا فاقدة للأمل ، فما افكر فيه لا أرى له حلا .
اتبعت ببوح : اشعر بأني ادور في حلقة مفرغة فلا أستطع الخروج منها ولا اقو على الوصول إلى نهايتها .
شردت بعينيها لتتبع بهمس : فقط اخاف أن يتملكني اليأس فارتكب حماقة اخرى تنهي كل شيء .
سال بهدوء : وهل ارتكاب الحماقات هي الحل يا نوران ؟
هزت رأسها نافية لتجيب : بالعكس انه هوة كبيرة تبلعك فلا تستطع أن تنجد نفسك أو تجد من ينجدك .
لتتبع بعفوية : ولكنها تبدو كحل في بعض أوقات يأسك المميتة فتصرخ بها هاتفا بالأخرين حتى ينتبهون .. يلتفتون .. ينظرون إليك .
ابتسم وحنانه نحوها يغمره : ولكن هذا الانتباه .. الالتفاف وهذه النظرة لا يكن لهم قيمة ، أليس كذلك يا نوران ؟!
غمغمت بصوت محشرج : للأسف لا يكن لهم قيمة أو معنى بل حينما يحدث ويلتفتون اليك أخيرا ينتبهون ويسألون عم تريد تكره نفسك وتشعر بالنفور من ضعفك .. يأسك .. حزنك الذي اوصلك لان تكون احمقا فيشفق الآخرين عليك .
انتفض بحمية نحوها ليقترب منها يضم كفيها في مواساة احتاجتها لتهمهم بصوت مرح وعيناها تدمع بقوة : اتذكر أني بكيت فوق كتفك المرة الماضية يا علي .
ضحك رغم عنه ليهمس بأسى مفتعل : للأسف لا أقوى على أن اضمك إلى صدري هذه المرة ، المرة الماضية كنت صغيرا ولكن الآن ،
اتبع بمشاكسة وعيناه تلمع بمشاغبة : أنا رجل كبير وأنت حسناء أخاف أن اقع صريع عينيك يا جميلتي .
ضحكت رغم عنها لتدفعه بلطف في كتفه : يا سلام .
ضحك بدوره ليغمغم بمشاكسة : أنا إنسان ، والإنسان ضعيييييف .
تعالت ضحكاتها وهي تلتقط مشاكسته ليشاركها الضحك قبل أن ينتفض واقفا : سات لك ببعض الحلوى لتبدل مزاجك وتساعد في تحسين حالته .
لوت شفتيها بملل : الحلوى التي أحبها انتهت ، أخر قطعة وقعت مني أرضا ، اتبعت بصوت أبح – كنت اشتهيها جدا ولكن .
هزت كتفها بلا أمل ليلوي شفتيه بحزن لأجلها قبل أن يهتف بجدية : انتظري سأسال ماما لعلها تجد لنا شيئا يناسب ذوقك الفاتن يا نور .
ابتسمت وهزت رأسها إليه بتفهم ليتركها مبتعدا فتنهض واقفة تتحرك باتجاه ساحة انتظار السيارات متجه نحو سيارتها لتأتي بحقيبة ملابسها فهي ضاقت ذراعا بفستانها وبم أن ايني صممت على البقاء لتناول العشاء وقضاء السهرة معهم فستبدل ملابسها إلى شيء أخر تشعر فيه بالراحة .
تصلب جسدها وهي تشعر بأن هناك من يتبعها لتتوقف تلتفت من حولها والرهبة تتملكها حينما وجدت المكان فارغ من حولها ، ازدردت لعابها ببطء وهي تتحرك من جديد لتشعر بالخطوات تتحرك خلفها بحثيث خافت ، سارعت خطواتها وهي تبحث عن هاتفها بحقيبتها لتأتي باسمه وتضغط على الإتصال دون أن ترفع الهاتف إلى اذنها وهي تكاد أن تركض إلى سيارتها كادت أن تفتح باب السيارة لتنتفض بقوة حينما شعرت بالكف القوي الذي قبض على ساعدها ولفها فالصق ظهرها بباب سيارتها فاغلقه من جديد ، همت بالصراخ حينما وقع هاتفها من يدها لينغلق حلقها بكفه الآخر الذي وضع فوق فمها ، اتسعت عيناها وهي تنظر إلى وجهه القريب جدا منها ورنين هاتف خافت يداعب سمعها !!
***
انتهى الفصل ال18
قراءة ممتعة


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس