البارت السادس والعشرون.
'
'
'
«تدلّلي يا أزهى،مِن الورد وأجمله.» '
'
خزته وقالت ؛ ماش ماعندك سبات جديده تقلد سباتي ، ترا ما احلل يعني ! ضحك ناصر وهمس لإيمان ؛ راح نستمتع من مناقراتهم اللي ماتخلص ، ضحكت إيمان وسكتت وهي تراقب الوضع بينهم !
'
طلعت من غرفتها واتجهت لهم ، جلست وعينها تدوره ، رفعت نظرها للمُلحق و قامت من عندهم وراحت له ، فتحت باب المُلحق ودخلت وسكرته ، دخلت للصاله وابتسمت مِن شافته ، فصخت جِلالها واتجهت له ، جلست بجمبه وقالت ؛ ليش دخلت ؟ فتح عينها وناظرها وقال بهدوء ؛ الشمس صدعت فِيني ! هزت رأسها وقالت ؛ تبي حُبوب ؟ هز رأسه بـ لا وقال لها ؛ ليش ماجيتي البارح ؟ هزت رأسها وعينها على الـTv البنات متجمعات وبينامون مع بعض وما احبيت افوت هالفرصه ونمت معهم ! ناظرها وقال ؛ طيب ليش ماقلتي لي واعطيتيني خَبر !! لفت عليه وقالت ؛ ما ادري نسيت او التهيت مع البنات ، المره الجايه بـ اقول لك !
هز رأسه وقال ؛ بعد فيه مره ثانيه ! لفت عليه وقالت ؛ قول اللي تبي بدون ما تلمح ! رفع حاجبه ولف عليها وقال ؛ وش تقصدين ؟ طيرت عُيونها وقالت ؛ قول اللي تبي تقوله من البدايه ! هز رأسه وقال بعدوء ؛ جايه تدورين مشاكِل أنتِ ! وقف ودخل غرفته وقفل الباب وراه ! تأفأفت وسندت ظهرها على الكنبه ؛ اوفف يقهر !
فتحت الدرج اللي أسفل الطاوله وسحبت كِتاب لأسير ودفترها ولبست جلالها وطلعت من الباب الخلفي للمُلحق وتسلقت بحذر الجدار ونطت بسرعه وعدلت جِلالها ومشت لين نهاية القريه ، اتجهت للشجرة وهي مبتسمه ؛ اشتقت لها ! مشت للمكان الصغير المُحاوط بـ عشرين حجره ، ابتسمت وهي تشوف حجراتها الاربع مو موجوده وفيه حجره وحده زايده ! ابتسمت بحُب وقالت ؛ ناصر ! حتى يوم ميلادي ما نساه و زاد حجره على المُربع ، صارت وحده وعشرين حجره وصرت انا واحد وعشرين سنه ! ابتسمت وجلست عِند الشجرة وعِينها تدور حولينها ، تعودت كِل ما تجلس هِنا تلقى رِسالة مِنه الحين ما صارت تلقى الرسائل قِدامها الحين صارت تلقى عُيونه قِدامها ! ابتسمت و فتحت الكِتاب قرأت أول صفحة لين وصلت للصفحة الثامِنه ، وقفت عِند قصيده تحتها خطين وبجمبها حرفها "s”
«مابالُ عقلي لايفارق غائبًا؟
أضحى فؤادي من رحيله خائبًا
ذكراهُ ملح والجروح مرارةً
ياليتَ قلبي عن ودادِه تائبًا» "s”
ابتسمت من تذكرت قبل زواجهم لما راحت وكتبت له انها تزوجت ولد خالها بعد حُب ، كملت قِرأه بعد ما طوت الصفحة ، كملت قِراءه والابتسامه على شفتها ، لفت على الشخص اللي جلس بجّمبها ! عقدت حواجبها وعدلت جّلستها ؛ وش جابك ؟ لف عليها بهدوء وناظرها لمُده وبعدها قال ؛ اللي جابك هو اللي جابني ! غمضت عُيونها ولفت للجهه الثانيه ، ابتسم وقال ؛ وش فيك ؟ وجودي مزعجك يعني ؟ لفت عليه وناظرته وبعدها قالت ؛ لا مو مزعجني بس ماتعودت احد يجي معي هِنا غير ناصر ! ابتسم بهدوء وقال ؛ اجل تعودي على وجودي معك لاني ما بترك تجين هِنا حتى لوحدك !
تأفأفت وقالت ؛ أسير وش ذا التعقيد ! أنا احب أجي لـ هنا لوحدي ، صدق انك حفيد جَدك شّاهر ! عقد حاجبه وقال ؛ الحمدلله مو مِثله! ابتسمت وقالت ؛ اجل مثل ماقدرت اتغلب عليه وأجي لـ هنا بقدر اتغلب عليك واجي لـ هنا ! ابتسم وقال وعينه بـ عينها ؛ ماتقدرين لان ماني شّاهر أنا أسير ! ابتسمت وعينها بـ عينه ؛ أنت أسير وأنا سيلا وغمزت له !هز رأسه بـ أي وقال ؛ دام أنا أسير اجل ماتقدرتي تتغلبين علي ! ابتسمت وقالت ؛ بنشوف يا أسير ! هز رأسه و وقف وقال ؛ يلا قومي نرجع الشمس بدت تقوى ! هزت رأسها وقفلت كِتابها ودفترها ومدت يدها له ! سحبها له بقوه ! ضرب رأسها بصدره ! رفعت رأسها له بخوف ؛ ألمتك ؟ هز رأسه بـ لا ومسك يدها واتجهوا للقريه ! وصلوا و وقفوا عند الجدار ، شالها أسير وجلسها على الجِدار وتسلق ونط قدامها ومد يده لها وقال ؛ نطي يلا ! ناظرته بخوف وقالت ؛ اذا مت يا ويلك ياسواد ليلك ! لف رأسه وابتسم وقال ؛ مو انتي ميته مايمديك تسوين لي شي ! ناظرته وقالت ؛ بطلع من قبري واسود عيشتك ؟ ابتسم وقال ؛ اساسا لو قتلتك ودفنتك عند الشجرة ما احد درا عنك ، وبتكونين ميته ما بتسوين لي شي ! ابتسمت وقالت ؛ ناصر موجود بيأخذ حقي مِنك ! ابتسم وقال ؛ ما أحد يقدر ياخذ حقك لانهم مابيعرفون اني انا اللي قتلتك ! ابتسمت وقالت ؛ بس انا اعرف ومابسامحك ابداً ! ابتسم وقال ؛ ترا شكلك غلط وانتي فوق ! انزلي يلا !
ناظرته بخوف وقالت ؛ بتمسكني ولا انزل انا بنفسي بدون ما انط هالمسافه كلها ، اخاف انط عليك واقتلك !
ضحك أسير بصدمه ؛ مابتقتليني بس انزلي بسرعه لا أحد يجي ! هزت رأسها و رمت كِتابها و دفترها بجمب أسير ، وناظرت أسير وقالت ؛ بنط ! هز رأسه وهو ماد يده ، ناظرته بحذر وخوف من انها تنط كِل هالمسافه ، مع انها دائماً تطلع من هِنا بس كِل مره تطلع بحذر بدون ماتنط ، غمضت عِينها ونطت بخوف ! كانت بتصرخ بس غطى أسير فمها وهو يضحك ؛ ليش الصراخ ؟؟ سندت رأسها على صدره براحه ؛ هوي على بالي مِت ! ضحك وقال ؛ بعيد الشر عنك ان شاء الله ! ابتسم وحضنها بِما أنها قريبه منه و رأسها على صدره ! ابتسمت وقالت وهي تسمع صوت ناصر ؛ ناصر هِنا ! بعدت عنه وقالت بحماس ؛ بسرعه افتح هالباب بسرعه ! ناظرها بأستغراب وفتح الباب الخلفي للملحق ودخلوا وقفلوا الباب ! دخلت وبسرعه غيرت ولبست عبايتها ، وقد هي بتطلع بس مسكها أسير وقال ؛ انتظريني لا تطلعين لين ما أغير ملابسي ، لعب فيها التراب ! هزت رأسها ودخلت وجلست في الصاله وقالت ؛ بسرعه لا تطول ! ابتسم ودخل غير ملابسه وطلع لها بأبتسامه ؛ طولت ؟ ناظرته بعدم تصديق وقالت ؛ انت صادق ! تبي تطلع لجدي بـ هالبس ! بايع عُمرك انت ! ناظر لبسه اللي عِباره عن شورت لفوق الرُكبه بيج وتيشيرت أسود ضيق عليه ! صح ان اللبس جّميل عليه بس مُستحيل يسلم اذا طلع لـ شّاهر كِذا !
عقد حواجبه وقال ؛ وش فيه بعد ! ناظرته وقالت ؛ مُستحيل تكون في عقلك وتبي تطلع لـ جّدي كِذا ! ناظرها وقال ؛ ما البس عشانه وعشان ارضيه أنا ، وبطلع بـ هالبس ! هزت رأسها وقالت ؛ اذا قال شي اعتبرني بنت عمك ولستُ زوجتك لاني اعرفه لازم يلف علي وبعدها يسوي تحديد للكُل ويبدا يهاوشنا كِلنا ! ابتسم على كلامها وقال ؛ يلا بنطلع ! هزت رأسها و ربطت نقابها و وقفت ومشت له ، مسك يدها وقال ؛ غطي عُيونك زين ! نزلت النقاب شوي و سحبت يدها من بين يده وقالت ؛ ماله داعي قِدامهم ! فتح الباب وطلع وهي وراه !
مشى أسير لـ ناصر وثامر اللي للحين واقفين سلم على ناصر بهدوء وسلم على ثامر و جلس معهم ، تقدمت لـ ناصر بأبتسامه وحضنته ؛ اوفف اشتقت لك كِثير كِثير !!
ضحك ناصر وشد عليها ؛ وأنا اشتقت لك كِثير كِثير ! بعدت عنه وسلمت عليه و راحت لثامر وكانت بتسلم عليه عادي بس حضنها وقال ؛ ليه هو تحضنينه وأنا لا ، ولد البطه السوداء أنا ! ضحكت وشدت عليه ؛ لا لا أجل صارت الجازي بطه سوداء ! ضربها ثامر على رأسها بخفيف وقال ؛ شيطان انتي شيطان ! ضحكت وبعدت عنه وسلمت عليه وجلست مع البنات بعد ماسلمت على ريهام وإيمان ! أخذت ناصر الصغير من إيمان وباسته بقوه و جلسته بحضنها وهي تبوس فيه ! ضحكة نيجان وقالت ؛ الله لا يجعني بزر بيد سيلا ! ما فكته بس تبوس فيه ! خزتها سيلا وقالت ؛ وانتي وش عليك ؟ اساسا لو كنتي بزر اكثر من كِذا مابستك ! ضحكت شاديه وقالت ؛ احح تستاهلين ! قال ناصر وهو يمد يده لـ ناصر الصغير ؛هاتيه مِنك غرت ترا ! ضحكت سيلا واعطته الصغير ؛ خذ سميك اساسا ماحبيته ! ابتسمت إيمان لها وقالت بـ مزح ؛ كِل ذا وما حبيتيه أجل لو حبيتيه وش بتسوين فيه ؟ رفعت سيلا كتوفها بـ ما ادري وضحكت ! لفت سيلا على شاديه ونيجان وقالت ؛ وين جنان ما أشوفها ؟ شاديه بابتسامه ؛ اخذها عمي و دخل لداخل ومن اخذها عمي واخوك المجنون بس يتبوسم ! ضحكت سيلا و ناظرت ياسر المبتسم وسامر اللي جالس بجمبه وماسك فمه ويهتز على خفيف و واضح انه يضحك ! ناظرها ياسر وكشر من عرف انها تضحك ! ماقدرت تمسك نفسها أكثر من شكله الخجلان و انفجرت ضحك هي وسامر ! ضحك ياسر من ضحكهم وهو منحرج من نظرات الكِل لهم ! ضحكت شيخة وقالت ؛ يمه وش فيكم تضحكون ؟ اشرت سيلا على سامر يعني اشرح بس ولا واحد قدر يسكت ويشرح لهم ! ضحك ناصر من فهم وسكت من شاف نظرات ياسر المنحرجة و اللي واضح ان توأمه بيفضحونه ! وقف ياسر بأحراج ودخل لغرفته بدون ما يلفت الانظار له ! وقفت سيلا و وراها سامر ودخلوا وراء ياسر !
'
مكان اول مره نتكلم عنه
"
ضحكت بأستخفاف لحديث اختها وقالت ؛ اجل تقولين ابوي طيب و حنون ؟ قالت بحده ؛ لو طيب و حنون ما خافت امي علينا منه وهربتنا مع خالتي ؟ لو حنون وطيب مافكر يدفن بناته بالحياه ! لو حنون وطيب ما دفن بنت ولده حيه ! تقولين طيب وحنون صح ؟ بس ما راح اسكت راح أبلغ عنه راح اخذ حق بنت اخوي وحقنا اللي ضاع ! ماراح أسكت ! الهنوف بصدمه ؛ مُستحيل صح دفن وقتل بس مُستحيل تقدرين تبلغين عنه ؟ ابوك ذا حتى لو ما يعرفك لازم تبرين فيه ! ضحكت تغاريد وقالت بسخريه ؛ احنا بنات عائلة مُجرمه ، الجد يوأد البنات ، والحفيد يتبرى من ولده ويرميه بدار الايتام ! وش عائلتنا ذي ! بس للاسف الابرياء اللي معهم اغبياء وبقوه ما يعرفون وش يصير وراهم بس راح اقولهم كِلهم راح اطلع له ، لو بكابوسه والله ما اخليه ، دمعة امي اللي تنزل كل مادخلت مع هالباب ، انهيارها عند هالكنبه كل ما سألناها عن ابونا ! والله ما أطوفها له احنا مو حيوانات احنا اوادم ، حتى الحيوانات لها حقوق و يحطون لها محميات تحميها واللي يأذيها عواقب ! الهنوف ودموعها تنزل ؛ بس هذا ابونا كيف نسوي فيه كِذا مو ذنبه مو ذنبه انه تربى على غلط وكبر على تفكير وعقل حجري وجاهلي ! صرخت تغاريد بـ أعلى صوتها ودموعها تنزل بقوه ؛ الـتـربـيـه الـغـلـط تـتـغـيـر ، الـعـقـل والـتـفـكـيـر يـتـغـيـر ويـتـعـلـم ، يـا أخـتـي الأنـسـان يـنـدم بـس أبـوك مو أنـسـان !! صرخت الهنوف بقهر ؛ ربي اللي هو ربي يسامح انتي من حتى ما تسامحين ! جلست تغاريد على الكنبة وناظرتها بـ حقد ؛ أنا بنت شّاهر القاسي اللي ما يرضى الغلط ، أنا تغاريد بنت شّاهر مِن صلب شّاهر هو مايرضى غلط الغير وانا ما ارضى غلطه ولا بسامح ! جلست الهنوف بجمبها بتعب من هالنقاش اللي دايم يتكرر ، لفت تغاريد عليها وقالت ؛ الهنوف ضاعت اعمارنا وما عشنا نفس الخلق ، شوفي نفسك وشوفيني ! عمرك 25و عمري 24 وهذي اشكالنا وهذي عيشتنا ، شوفينا وشوفي بنات خالتك ! يختي احنا ما اندفنا بالتراب حيّاه احنا اندفنا بهالبيت حيّاه !عـشـنـا أمـوات !
وقفت تغاريد وشافت الساعه وكانت الـ8:25ص
مشت لغرفتها وسحبت عبايتها وجوالها الصغير ومفتاح البيت ، وطلعت لـ الهنوف وقالت ؛ والله ما انتظر دقيقه ، بتجين معي تعالي حياك مابتجين خليك ميته بهالبيت ، انا أنسانه حيه انا مو ميته وراح اثبت له هالشي ! لبست عبايتها بسرعه وعينها على الهنوف المُندهشه ! وقفت الهنوف وراحت ولبست عبايتها وطلعت وراء اختها ، ما بتقدر تمسكها وتوفقها وقفتها اربعه وعشرين سنه خلاص ما بتقدر توقفها اكثر من كِذا ! ابتسمت تغاريد وطلعت برا البيت و وراها الهنوف !
مشت لـ بيت شّاهر اللي يبعد عن بيتهم كم خطوه ، والكِل يناظرونهم بصدمه ، البيت هذا من خمسه وعشرين سنه وهم يعرفون فيه ناس عايشين بس من هم ما يعرفون ولا قّد شافوهم ابداً ! الحين يطلعون منه بنتين !! تجاهلتهم تغاريد وهي تضحك بسخريه ! وقفت قدام الباب وهي تحس بتوتر لثانيه بعدها اختفى من تغير تفكيرها ! ضربت الباب بقوه ورجعت لوراء !. ' '
دخلوا وراه الغرفه وهم يضحكون ! لف عليهم وقال بأحراج ؛ مو من جدكم احرجتوني قِدامهم ! ابتسمت سيلا وقالت ؛ ما عليك ما احد لاحظ ، غمزت له وقالت ؛ شكلك وانت خجلان تحفه ! ضحك سامر وقال ؛ شكلك اول ما ناداها عمي يموت ، مسكت نفسي بصعوبه ما قدرت اسكت والله ! خزهم ياسر ولف للجهه الثانيه بزعل ! ضحكت سيلا وقالت ؛ يعني تخيل توافق ويجي عمي ويقولك الخبر ، مُستحيل نفرح ترا ! لف وقال ؛ وليش ان شاء الله ما تفرحون ماني اخوكم ! ناظرها سامر وفهم عليها وكمل ؛ مُستحيل والله شلون نفرح وانت زعلان علينا ابداً ما نرضاها ! هزت سيلا رأسها بتأييد ! خزهم ياسر من عرف انهم يستعطفونه ! ناظرته سيلا ببراءه ومسكت سامر مع كتفه وحطت رأسها على كتفه بعفويه ، وناظرت ياسر بنظرات بريئه ! ناظرها سامر بأستغراب بعدها لف رأسه وسنده على رأسها وناظره بنظرات بريئه نفسها ! ابتسم ياسر بداخله وقال لهم بحده مُصطنعه ؛ مُستحيل ارضى عليكم بدون ما تتراضون وتصلحون علاقتكم ! انا مُستحيل افرح وانتوا كِذا بتكونون سبب في تعاستي ترا ! سيلا بهدوء ؛ وش جاب لجاب ؟ ياسر بحده ؛ الا سعادتي مرتبطه بهالشي انتوا اخواني توأمي سعادتي انتوا لو بتضلون كِذا ، بضل انا كِذا تعيس وانتوا بتاخذون ذنبي !
ناظره سامر بهدوء وقال ؛ وش المطلوب مِنا الحين ! ياسر بهدوء ؛ تتصالحون مع بعض ! قال سامر بابتسامه ؛ خلاص دام تبي كِذا تمام بنتصالح ؟ ناظرته سيلا و لوت شفتها بهدوء وقالت ؛ تمام ، بس طول عمرنا كِذا ما تضايقة الا الحين ؟ ناظرها ياسر وقال ؛ انتِ الحين متزوجة وانا بتزوج قريب ان شاء الله وسامر بيتزوج قريب ، مو زين علاقتكم ذي تطلع قِدام زوجك و زوجته ! كِذا بيستغل زوجك وضعكم و راح يسوي اللي يبي وبيفكر ان ما وراك احد ! قالت سيلا وسامر بنفس الوقت ؛ يخسي ! رفع ياسر حاجبه وقال ؛ ما تدرون عنه ! واكيد مابيهتم لكم وانتوا علاقتهم كِذا هوشات وما تكلمون بعض وما كانكم اخوان ! مين بيهتم هاه بيشوف سيلا تكرهك وماهي تكلمك بيستخف فيك وما بيحترمك و زوجتك كذلك بتشوفك ماتهتم في سيلا وما تكلمها بتستخف في سيلا ومابتحترمها ! وبعدين حرام اللي تسوونه حرام مُقاطعة بعض لمدة ثلاث ايام اجل لسنوات وش يصير ؟ فكروا زين انتوا اخوان وش بيصير فيكم بعدين لو احتجتوا بعض راح تخجلون من بعض وراح تعيشيون على زعل و كبرياء وسخافه نفس كِذا !
ناظروه بهدوء وبعدها ناظروا في بعض ! قالت سيلا وهي تناظر سامر ؛ تمام ، أعتذر منك مع اني ما سويت شي ! وقربت باسته بـ رأسه و رجعت مكانها ! ابتسم سامر وقال ؛ وانا بعد اعتذر منك وباس رأسها ! ابتسم ياسر وقال ؛ اي خلوكم كِذا حسسوني انكم اخوان ! ابتسمت سيلا وقالت ؛ خلونا نطلع ماجلسنا مع ناصر وثامر ! طلعوا كِلهم وجلسوا معهم ! '
بعد دقائق معدوده
كِلهم لفوا على الباب من صوت الضرب القوي ! وقف أصيل وفتح الباب وقال بأستغراب من البنتين اللي واقفين على الباب ؛ من تبون ؟ ناظرته تغاريد وبعدها دفته عن الباب ودخلت و وراها الهنوف ! وقفت قدامهم وهم جالسين ! قالت الجازي "ام سعود" ؛ من انتِ يابنتي ؟ من بغيتي ؟ابتسمت تغاريد من شافت امها بعدها اختفت ابتسامتها من طاحت عينها على رجُل كبير بالسن جالس بـ شموخ وهبيه واضحه عليه ويناظرها بنظرات حاده بعض الشي ! عورها قلبها من شافت الرجُل اللي بسببه أنحرمت مِن الطفوله اللي تستحقها ومِن المُراهقه ومِن كِل شي مِن الحياه اللي تستحقها هي واختها ، اطلقت ضحكة ساخره من شافت علامة الاستغراب على وجههم قالت بثقه وغصه بنفس الوقت ؛ نظرة الاستغراب اللي على وجهكم الحق تكون نظرة فرح لانكم تشوفون قِدامكم أخواتكم وبنفس الوقت عمات لعيالكم ! .
كملت وهي تشوف الانذهال وعدم التصديق على ملامحهم ، وتشوف نظرة امها الحزينة ورأسها المُنحني ؛ أي اختكم ! أنا اختكم ، ولفت على الهنوف ؛ وهذي أختكم الكبيره ، أنا الصغيره ، تغاريد بنت شاهر الغير مُعرف فيها واللي ماعندها هويه ولا عندها أسم وأب حقيقي ! بنت الجازي اللي حاربت شاهر وهوبت بناتها عشان مايكون مصيرهم نفس مصير بنت سعود الجّبان اللي ضحى بـ بنته ودفنها حيه عشان مايقدر يوقف بوجه أبوه ، واللي سكت وأخذ بنت لقيطه لقاها أبوه عند الباب عشان يسكت زوجته ويقنع نفسه ! ولا الاب الـلي يـؤمـن بـأن الـبـنـت عّـار وحَـقـهـا الـتـراب ! ما ادري اذا باقي في عقول كِذا غير عقل شّاهر ! بس اذا باقي في كِذا فـ حـقـهـم المـوت ! أنا وأختي لو ما بفضل ربي ثم بفضل أمي وخالتي كان احنا بالتراب أموات مِثل بنت سعود اللي ماتت على يد جدها وأبوها الجّبان ، ما اعرف كِيف قوة قلبكم وقساوتكم خلتكم تنامون الليل بدون تأنيب ضمير ، كيف ربيتوا طفلة صغيره ماتعرفون من هي بنته عشان تسكتون امها وتلعبون على انفسكم ! حطت عينها بعين شّاهر وقالت ؛ تصدق اني أنام الليل وانا ادعي عليك ولك كل مادعيت عليك احس بذنب وخوف عليك وبعدها ادعي لك ، لمدة 24 سنه وانا عايشه بالدعاء عليك ولك ، كنت اتمنى ماكنت بـ هالعقليه كنت انسان مُختلف انسان مُثقف انسان واعي ، أب حنون وطيب بس تمنياتي ماراح تحصل ، وانتِ يا الجازي رأسك هذا لا ينحني أبداً يمه انتِ رأسك مرفوع انتِ شيخة انتِ سبب كبير في حياتي انتِ أبوي وأمي أنتِ غير عنه غير عن كِل أم ! قالت الهنوف بـ بكاء لـ شّاهر؛ أنا طول عمري احبك ماكرهتك ابداً بس عيشتي وحياتي انا واختي ؟ همي ودموعي اللي تنزل كِل ما جعت و جاعت اختي ومالقيت شي اعطيها تاكله ؟ وكِل ماسمعت عنك وعن عيشتك احقد عليك بس مع ذلك ضليت احبك و ضليت اسكت اختي كل ماتكلمت عليك مع ان كلامها صح بس ما ابي اكرهك ما ابي الصوره الي راسمتها ببالي لك تتغير ، ابيك تضل الاب الطيب الحنون اللي يحبني ! .
نزل شّاهر رأسه بصدمه بعد ما عرف كِل شي ، كان يحمد ربه أن الله أخذهم قبل يدفنهم وياخذ ذنبهم ؟ بس ربي حماهم مِنه ربي أخذهم بعيد عنه ربي كَتب لهم الحياه ، ربي تقاهم مِن شره ! ناظر سيلا اللي تناظر اهلها بضياع تناظرهم بصدمه وعدم تصديق ! طاحت عينها على ابوها او الرجُل اللي رباها وناظرته بخيبة وبصدمه وضياع ، بـ قهر و بـ عدم ثقه ! انعكست صورته صار شخص حقير وجّبان بالنسبه لها بعد ما كان حبيبها أبوها كِل شي بالنسبه لها ! ناظرت أمها او المرأه اللي ربتها وأرضعتها ناظرتها بـ انكسار مِن نظرتها الحزينه والمكسوره ! مِن رأسها المنحني ! ناظرت ياسر وناصر توأمِها ! اخوانها حياتها كِلها ، بالأصل مو أخوانها مو توأمِها ؟ ناصر عمها ، توأمِها الثالث ، حبيبها ، اخوها ، صديقها ، كِل شي لها ! بالنهايه يكون مو عمها مو اي شي لها ؟ طيب أسير اللي كرهته لانه ولد عمها وحبته لانه حبيبها و زوجها ؟ ليش يصير معها ذا ليش مو هي بنتهم ليش هي بنت غيرهم ليش يسوون كِذا ليش القساوه ليش كِل ذا ؟ وقفت وطلعت مِن عندهم وهي للحين مو مصدقه للحين هي داخل صدمه ؟ دخلت غرفتها و قفلت الباب ! جلست على السرير وهي تقلب كلام تغاريد بـ رأسها للحين مو بمستوعبه ! فجاءه ماقدرت تتحمل الضيقه اللي بصدرها والغصه اللي خنقتها و أنفجرت بُكاء وأنهيار داخلي وخارجي !
'
ناظروا بعض يحاولون يستوعبون اللي قالته ؟ ناصر ناظر شيخه وهز رأسه بـ يعني أقول ؟ هزت رأسها بـ لا وناظرته بـ رجاء ! زفر بهدوء وهز رأسه بـ طيب ! ناظر ياسر مكان سيلا يدورها ما لقاها وقف بسرعه وقال ؛ سيلا ؟ ركض يدورها بخوف عليها رُغم كِل شي الا انه خايف عليها ! ركض لغرفتها بخوف ودق الباب بخوف من سمع صوت بُكاءها العالي والقوي ! صرخ بقوه وهو يتراجاها تفتح الباب ! بس ما ردت عليه او سمعته لان صوت بُكاها وضجيجها الداخلي غطى على صوته وضرباته ! ضرب أسير الباب بقوه وهي يحاول يكلمها بهدوء وترجي لكن ماسمعته ! ناظر ياسر وقال ؛ اكسر الباب البنت تبكي مِنهاره ؟
كسر ياسر الباب ودخل هو وأسير وناصر عليها ، مشى لها ناصر بسرعه وحضنها وهو يهديها بس مافيه فايده كل ما قال شي زاد بُكاءها ! بعده أسير عنها وقال وهو حاضنها بيد ؛ باخذها المُلحق لا أحد يلحقني ! اذا هدت ناديتكم ! ناظره ناصر بحقد وسكت ماقال شي ! خزه أسير وغطاها بشرشفها وطلع هو وهي واتجه للمُلحق بدون مايرد على احد ! دخل المُلحق وقفل الباب بسرعه قبل يدخلون وراه ! بعد عنها الشرشف وقال لها وهو يمسكها مع ذراعها ؛ سيلا ! سيلا ناظريني !! اهدي مو زين تبكين كِذا ؟ شاف عدم الاستجابه منها ، حضنها وهو يحاول يهديها ! همس في أذنها ؛ سيلا عُيوني أنتِ اهدي لا تبكين كِذا مو زين لك والله ! بعدت عن حضنه وقالت بـ بكاء وصوت حاد وعالي ؛ وش تبي انت ؟ انا لقيطه تعرف وش يعني لقيطه ؟ مالي أهل انتوا مو اهلي ! انت مو ولد عمي ! انا بنت ناس ثانيه ! أمي مو أمي وأبوي مو أبوي أخواني مو أخواني ! وناصر مو عمي وتبيني اهدا ! قال بهدوء ؛ واذا صار كِل ذا ليش البكاء كذا والانهيار ؟ ليش تسوين بنفسك كِذا لو بكيتي وانهرتي بيصيرون اهلك وبيرجع كِل شي نفس ما كان ؟ هاه قولي لي ! ناظرته بـ بُكاء وقالت ؛ ما اقدر ما اقدر امسك نفسي في هِنا غصه عيت تروح ماقدرت ابعدها ؟ مسك يدها وجلسها قِدامه وقال ؛ انا مقدر شعورك ومقدر صدمتك بس مو كِل شي كان كبير او صغير نبكي وننهار عليه ؟ اعرف ان ذا شي مو معقول وصادم وبقوه بس مو تبكين كِذا لان ذا مُضر لصحتك ونفسيتك وكثير بعد ! تعبرت أكثر من من مره وبعدها بكت بقوه وحضنته وهي تبكي ؛ أسير مو معقول ما اقدر اصدق انهم مو اهلي ما اقدر احط عائله ثانيه مكانهم ما اقدر اعيش مع ناس ثانيه واهل ثانيه ! عقد حواجبه وشد عليها بقوه وقال ؛ من قال ان بخليك تروحين لأحد حتى لو أهلك مُستحيل اترك ! هزت رأسها بـ لا وقالت ؛ شلون يدفنها شلون يقتل طفله بالحياه شلون ! كِيف يقدر ياخي كيف قلبه كِذا قاسي ! '
قال أسير وهو يبعدها عنه ويبوس يدها ؛ سيلا فكري زين جدي شّاهر عيشته قبل وتفكيره جّاهلي ، جدي ما يعرف قَبل ان اللي يسوونه حرام كَان يشوف البنات عّار وأن البنات ما يستحقون العَيش لانهم ناقصين عقل ودين وانهم راح يجيبون العّار و انهم بـ بيخدشون شرفه ! جَدي حياته وعيشته قبل اجبرته يفكر كِذا و يسوي كِذا ! وبعدين يمكن انتِ بنتهم ما تدرين ! ناظرته سيلا بدموع وقالت ؛ انت تعرف اني لقيطه صح ؟ قبل لما كِنا بالطياره سألتني بعدها غيرت سوالك بسرعه ! ليش ماقلت لي ؟ ليش يا أسير خليتني غبيه كِذا ليش ما قلت لي ! قال أسير بهدوء ؛ لو قلت لك بـ تتقبلين ؟ هزت رأسها بـ لا ! قال ؛ شفتي عشان كِذا ما قلت لك ، انا ما اقدر اقولك شي كِذا مُستحيل اقول لك ابداً ! ابتسمت ومسحت دموعها وقالت ؛ يعني لو ما جو البنات وقالوا كِنت بعيش مُغفله صح ؟ كنت بتخليني على عماي ؟
وقفت وسحبت الشرشف من جنبه ولبسته وكانت بتطلع بس مسكها وقال ؛ على وين ؟ قالت بهدوء وهي مو قادره تمسك نفسها من البكاء ؛ بروح أخذ ماء من المطبخ ؟ قال ؛ طيب هِنا ماء ؟ هزت رأسها بـ لا ؛ ابي مِن هناك ! فكها أسير وهو عارف انها بتبكي ! طلعت مِن المُلحق ! '
وقفت الجازي ومشت لهم بسرعه وحضنتهم وبكت بقوه وهم يبكون معها ! وقف ثامر ومسك أمه وحضنها وهو يهديها ودموعه على وشك النزول مِن بكاء امه وخواته ! حضن تغاريد و الهنوف وهو يهمس لهم ويهديهم ويحس دموعه بتخونه بـ اي لحضه !
رجع ناصر وأشر لـ شيخة على المطبخ و وقف و مشى للمطبخ وقلبه بيتقطع مِن بكاء امه و خواته ، ونظرات ابوه المكسوره ودموعه اللي تنزل على خده .
دخلت شيخة المطبخ وقالت ؛ ايوه ؟ ناظرها ناصر وقال ؛ شيخة خليني اقول تكفين سيلا منكسره كثير ما اقدر اجلس معها واناظر لعينها بدون ما اقولها ! قالت شيخة ودموعها تنزل ؛ وش بتقول لها يا ناصر بتقول انتِ البنت اللي دفنها ابوها وجدها وانا انقذتها بتقول لها ان ابوها ضحى فيها كِذا ؟ بتقول لها انك انقذتها ورجعتها لي لقيطه عشان تعيش؟ بتقولها؟ ابوها ضحى فيها كيف عشانها عّار بتقول لها كِذا ؟
شهقت سيلا بقوه مِن اللي سمعته !. |