عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-20, 06:09 PM   #209

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير والسعادة متابعين رواية حبيبتي الحلوين
مختفين بقالكم كام فصل
لعل المانع خير
عامة موعدنا اليوم مع الفصل ال20
اتمنى يحوز على اعجابكم
وده يعتبر اول فصول الساحل
اذا منتظرة ارائكم تعليقاتكم وردوكم
كونوا بالقرب دوما 😉


الفصل العشرون

رفت بعينيها تستيقظ من غفوتها على أزيز هاتفها المتكرر ، عدلت من وضع جلوسها لتجيب دون النظر بصوتأبح : مرحبا .
ومضت عيناه ليخفي ابتسامته قبل أن يهتف بلهجة عملية تعمدها : المعذرة هل ايقظتك ؟
اعتدلت بسرعة لتهمس بخفة : لا لا أنا مستيقظة ، كيف حالك ؟
تمتم : بخير الحمد لله ، كيف حالك متى وصلتم البارحة ؟
أجابته وهي تعدل من وضع خصلات شعرها : لم أسافر البارحة فأنا لم ألحق بأحمد وأميرة ولكن سافرت اليومبرفقة عمار وعاصم .
صمت قليلا ليسأل بخفوت : واستغرقت في النوم بالطريق ، اتبع متهكما - ظننت أنك لا تخلدي إلى النوم فيالسفر .
توردا وجنتيها لتهمهم وهي تقترب من النافذة قاصدة ألا يستمع إليها ابني عمها : نمت رغم عني فأنا لم أنمطوال الليل ، رفع حاجبه بتعجب فأكملت - تحدثت إلى بابا الليلة الماضية .
تحشرج صوتها لتتابع : واعتذرت منه وسامحني وأنا وعدته أن أحاول تقبل الفكرة و..
سحبت نفسا عميقا لتكمل بصوت مختنق : وأتعرف على زوجته الجديدة .
ابتسم بتفهم : هذا جيد ، صمت ليتابع باستهزاء - إذًا ينقصك الموافقة على باهر وتكونين عملت بنصائحيكاملة .
اختنق حلقها وعم الصمت عليهما قليلا قبل أن تغمغم بجدية : ولكن إذا عملت بنصائحك كلها وفعلت ما تريد ،لن يكون هناك باهر من الأساس .
عبس قليلا ولكن سرعان ما لمعت عيناه بوميض فهم كتمه بداخله : لماذا أين سيذهب ؟
ردت بطبيعية : لن يذهب لأي مكان ولكنه لن يجرؤ على الاقتراب مني ، فحينها سأكون فتاة مرتبطة بأخر .
تشكل ثغره بابتسامة ماكرة : حقا ؟!هز رأسه ليتبع - هذا أمر جيد ، اتمنى أن تعرفينني عليه .
زمجرت اسمه بغضب فابتسم بخبث قبل أن يهتف : حسنا جيد أنك سافرت مع أبناء عمومتك ، تصلونبالسلامة إن شاء الله ، وأراك على خير .
تمتمت بلهفة لم تقو على السيطرة عليها : ستأتي في الغد ؟
أجاب : بل بعد غد إن شاء الله .
تمتمت : تأتي سالما بإذن الله .
__ سلمك الله ، الى اللقاء يا جانو .
أجابت : إلى اللقاء .
أغلقت هاتفها لتشيح بنظرها إلى خارج النافذة لا تأبه لنظرات وتساؤلات ابني عمها ،فعمار ينظر إليها من خلال المرآة وعاصم استدار إليها نصف استمارة ليتفحصها من فوق كتفه فلم تنظر إليه بل تنهدت بقوة وعادت برأسها للخلف تستند للمقعد من خلفها وتغمض عينيها من جديد تبحث عن غفوة تبتلع ادراكها حتى تصل إلىوجهتهم الذاهبون لها
***
تحرك في المطبخ بأريحية يعد فطور صباحي خاص جدا لأجل عيناها وسط نظرات العاملات اللائي يتطلعنإليه بدهشة ويتبادلن النظرات والهمسات عن البك الصغير الذي اقتحم مطبخهم ويعد الإفطار أيضا ، تنحنحتأكبرهن في حرج لتهمس : أتريد مساعدة يا أحمد بك .
أشار لها برأسه نافيا : لا شكرا ولكن أخبريني أليس لدينا زبدة الفول السوداني؟
تحركت السيدة على الفور : بل لدينا ،
تناول منها الوعاء الزجاجي ليبدأ بفرد ما به على شرائح الخبز قبل أن يسخنه سريعا ليضعه على الصينيةالتي يعدها ويحملها متحركا للخارج
توقف وهو يلتقي بعم زوجته الذي نظر إليه بدهشة هاتفا بتساؤل : أحمد ما الذي ايقظك باكرا هكذا ؟!
ابتسم بلطف : إنه الاعتياد يا عماه .
عبس وليد : ولكنكما سهرتما أنت وأميرة البارحة مع تيم وهنا في الخارج ولم تعودا إلا فجرا ، اتبع وليد وهويتفحصه - ألم تنم يا ولد ؟
تمتم أحمد : بلى فعلت ولكني استيقظت في موعدي كالعادة ففكرت أن أعد الفطور لي ولأميرة .
رمقه وليد بتساؤلات كثيرة ليبتسم أخيرا : حسنا أصعد إلى زوجتك لتتناول الفطور معها ، أسعدكما الله .
ابتسم أحمد بتوتر ليهمهم قبل أن يغادر : أتمنى أن لا تكون غاضبا .
رقت ملامح وليد لتومض عيناه بابتسامة متفهمة : لا لست غاضبا ، وخاصة إن شعرت بأنك ستأخذ حذركوتنتبه المرات القادمة
هتف أحمد بشقاوة : سأفعل يا عماه ، لا تقلق .
أشار وليد برأسه في تفهم ليرمقه بنظرات متعجبة قبل أن يلتفت للخادمات وراءه : احداكن تعد لي القهوةوالأخرى توقظ لي الهانم الصغيرة ، أخبروها أني أريدها .
تحركت احداهن تعد قهوته لتتوقف الأخرى قبل أن تخرج من المطبخ على نوران الواقفة أمامه : ولماذا يوقظنيأحدهم وأنا مستيقظة بالفعل .
ضحك بخفة لتقترب منه بسرعة تلف ساعديها حول عنقه تحتضنه بمرح : إشتقت إليك يا ديدو
ضمها وليد إلى صدره بحنان :و ديدو اشتاق إليك يا نور عيونه .
تحركت من حوله لتصب إليها كوب من الحليب تتجرعه بدفعات سريعة متتالية ليرمقها قليلا قبل أن يسأل : منالواضح أنك استيقظت في الصباح الباكر فأنت كنت تتريضي كعادتك .
اومأت برأسها ايجابا لتهتف بعفوية : نعم استيقظت باكرا لأوقظ عاصم حتى لا يتأخر في المجيء .
ومضت عيناه ببريق متساءل لاح على ملامحه فهمت بالحديث قبل أن يرن هاتفها فتطلع إليه قليلا قبل أن تجيببجدية : مرحبا يا بك .
عبس بتعجب ليهمهم بشقاوة : هل عمي حولك ، أم أنه أدهم من جديد من يجبرك على التحدث بهذه الرسمية ؟
رجفا جفنيها لتجيب برسمية اتبعتها: نعم أنهيت تريضي ، سأرى الآن ما أرسلته على البريد الإلكتروني ، ازدادعبوسه فاتبعت بفطنة- عمو وليد يرسل إليك تحياته ويسألك متى ستصل بإذن الله؟
قهقه ضاحكا ليهتف من بين ضحكاته : عمك وليد أتى ليستخلص منك المدى الذى وصلت إليه علاقتنا ، صمتليهمهم - أنا أخبرت أبي يا ابنة عمي عن رغبتي في الزواج منك ، أنا لا اخفي عن أبي شيء أنوي فعله .
تضرج وجهها بحمرة قانية وخاصة حينما أكمل : وأنا نويت الزواج منك يا نوران ، سحب نفسا عميقا ليهمهم : أبلغي سلامي لبابا وأخبريه أني بمنتصف الطريق الآن ، اومأت براسها وكأنه سيراها ليتبع - وحينما تكونينبمفردك حدثيني فأنا اشتقت إلى حديثنا سويا دون المتطفلين .
ابتسمت لتغمغم بعفوية : لا تتأخر فأنا انتظرك .
تنهد بقوة ليهمهم : وأنا إشتقت لوجودك .
أنهى الإتصال ليرتجف جفنها بشوق أخفته خلف جفنيها المسبلين لتتنهد بقوة قبل أن ترفع رأسها لعمها هاتفهبمرح : ماذا تريد أن تعرف يا عماه ؟
قهقه وليد ضاحكا ليهز رأسه بعبث : ما أريد معرفته رأيته بأم عيني يا حبيبة عماه ، أشار إليها بأن تقترب منهفيسيرا سويا لجلسة جانبية بالشرفة ،
احتسى قهوته بهدوء حينما جلست بجواره ليسألها بجدية خافتة: تحبيه ؟
توردت لتخفض عينيها وتجيب بسلاسة : لا أعرف ولكني ..
صمتت لتبلل شفتيها برقة : أحب قربه .. وجوده ، أعشق دلاله .. تملكه و أفرح بغيرته وغضبه .
رفعت عيناها لعمها لتقول بصدق : أنا أعلم أنه يحبني حتى لو أنكر أو كابر في الاعتراف بمشاعره نحوي ،أعرف وانتظر وأسير معه في طريقه لأرى هل سأنتصر باخر المطاف واحظى بقلبه كاملا ، أم سيبعدني عنهفي منتصف الطريق ؟!!
تأملها وليد قليلا قبل أن يسال بجدية : ولماذا تمنحيه القيادة كاملة ؟
ابتسمت بمكر لتقترب من عمها بخفة تهمس بإغواء فطري : أنا امنحه شعور القيادة المطلقة ، ولكن فيالأساس الأمر مشاركة بيننا
جلجلت ضحكة وليد من حولها لتبتسم بثقة حينما هتف : هذه هي ابنتي ، غمز لها بعينه - إذًا أنت تعلمين أنهلن يبعدك إلا إذا فعلت شيء أجبره على ذلك ؟
سحبت نفسا عميقا لتهمس : نعم أعلم ، وأدرك أني أحارب معه الكثير من الأشياء تفرض سيطرتها عليه بعضالأحيان .
نظر وليد إلى عمق عينيها ليسأل : لازلت محتارة في تسمية شعورك نحوه .
حركت رأسها بلا فائدة : الاسماء لا تفيد يا ديدو ، ما يهم هو النتائج
أومأ برأسه بالإيجاب : نعم هذا صحيح يا ابنة أبيك ، ما يهم هو النتائج .
نهضت واقفة لتنحني وتقبل وجنته قبل أن تهتف: سأذهب لأبدل ملابسي واحصل على بعض من الدلال .
***
تطبق كفيها على مقود السيارة و هي تنطلق في الطريق السريع أمامها، يغط أخيها في نوم عميق استغرق فيهمنذ بدأ طريقهم ، فتغرق السيارة في صمت رهيب بدأ يؤثر على عقلها ، و خاصة حينما تخلفت أمها عنالحضور معهم بناء على أوامر أبيهم الصارمة بأن تنتظر حتى لا تتركه بمفرده، رغم وجود أسعد و لكنه لميعترف بغيرها بديلا.
داعبت شفتيها ابتسامة عشق جارف لأبيها الذي لا يقوى على ابتعاد والدتها عنه ،و رغبته المستمرة في وجودهامن حوله، أبيها العاشق بجنون لكل تفاصيل أمها فلا يغفل أبدا عن شيء تحبه أو شيء تفضله ، و يهتم كثيراأن لا يفعل ما يثير ضيقها ..أو غضبها ،فهي لم تتذكر أبدا أنه أغضبها طوال مدة وعيها بعلاقتهما سويا.
داعب ثغرها ابتسامة هازئة و عيناها تغيم بشجن شكل ملامحها و عقلها يستعيد ذكرى قديمة نقشت على عمقروحها فبثت حيه أمامها من جديد .
حينما كان يسمح لها بقيادة سيارته الرياضية الخفيفة في حين كان اخويها يرفضا، كان هو يساندها و يتركلها الحرية كاملة في أن تسرع بالقيادة كما تحب بل كان يشجعها أيضا ، حتى تلك المرة التي كادت فيها أنتصطدم بجذع شجرة كبير حينما انحرفت السيارة منها فلم تستطع التحكم بمقودها فاستدارت دورة كاملةحول نفسها ليشد هو مكابح اليد فيوقفها في اللحظة المناسبة وعلى بعد طفيف من الاصطدام.
تشنجت أعصابها و هي تستعيد الصدمة التي خرجت في لهاث مرتعب و عينان جاحظتانارتعشت شفتاها وانتفض جسدها بخوف و تبعثر ألم بها، ليلملم هو بعثرتها .. خوفها .. صدمتها بترتيبه هادئة و صوت حانداخل أذنيها حينما همس لها : اهدئي مونتي ،أنت بخير .
حينها نظرت إليه بقلق تملك حواسها: لست غاضبا .
فابتسم أجمل ابتسامة رأتها في الوجود ، ابتسامة هادئة.. متفهمه .. مطمئنة. .محتوية.. محبة ، عيناه ومضتببريق عسلي غني باخضرار حدقتيه و عشق تدفق نحوها دون حواجز .
ليهمس بصدق : بالطبع لا، أنت بخير و أنت ما يهمني ،فداك الكون بأكمله يا يمنى.
همهمت حينها برقة : أنت تشبه أبي في حنانه وتفهمه .
ومضت عيناه بحب ليبتسم بمكر : لذا وقعت في غرامي ، فالفتاة تحب من يشبه أبيها
ابتسمت و اخفضت رأسها بخجل داهمها ليربت على رأسها قبل أن يقربها منهليهديها قبلة فوق جبينها في غفلة منها قبلة جبين ثقيلة لم تتوقعها ولم تقو على رده عنها بل استسلمت لها فطبعت على روحها و تركت علىقلبها تأثير قوي لم تستطع التخلص منه حتى الآن!!
فكلما حدث شيء لها أثار توترها .. قلقها.. خوفها تذكرت تهدئته لها و شعرت بقبلته تعاد فتطبع على روحهالتهدئها ..لتطمئنها..لتبدد خوفها..و تتحكم في مشاعرها .
ارتجفت و عيناها تدمع تلقائيا و هي تُذكر عقلها أن كل هذا ما هو إلا وهم فهي نعم أحبته ولكنه ليس كأبيها ولم يكن أبدا مثله !!
اجفلت على صوت عادل الهادئ الذي صدح فجأة : هاي يا أختاه على رسلك لقد تعدت السرعة المائة وعشرون، هل تنوين قتلنا اليوم؟
رفعت قدمها من على دواسة البنزين و هي تعود إلى وعيها .. وكامل ادراكها استيقظ حينما اعتدل عادل فيجلسته ليسألها باهتمام : أنت بخير؟
همت بالرد ليقاطعها صوت رنين هاتف شقيقها الذي أجاب بصوت خشن مرح: ماذا تريد يا طبيب المجانين؟
هتف عمار بضيق : أنت يا أحمق نائما و تارك شقيقتك وحيدة، ألا تخاف أن تغفو عينيها أو تسقط في النومبسبب الصمت.
ارتفع حاجبي عادل بدهشة ليغمغم بتفكه: يمنى لا تنام أبدا و هي تقود السيارة.
هتف عمار : إذًا لماذا أسرعت بتلك الطريقة ، هل هي بخير؟!
رمقها عادل بطرف عينيه: نعم بخير، فقط اشتاقت لجنون القيادة على ما يبدو.
صمت عمار قليلا قبل أن يهمهم إليه : امنحها بعض الراحة يا عادل فهي تقود السيارة منذ أن تركت المنزل.
ابتسم عادل : سأفعل ،قف بالاستراحة لنتناول فطور متأخر و نحصل على قسط من الراحة.
تمتم عمار بسخرية : و أنت تعبت كثيرا و أنت نائم.
تجاهل سخرية عمار و هو يشير إليها بأن تتخذ الطريق الجانبي هاتفا : قفي بالاستراحة يا موني.
استجابت لأمر شقيقها ليتبع عادل: حسنا ننتظركم في ساحة الانتظار يا عمار.
أغلق الهاتف بعد أن استمع إلى رد عمار بالإيجاب ليلتفت إلى شقيقته التي توقفت بالسيارة ليسألها بجدية: ما بالك يا يمنى؟
رمشت بعينيها لتهمهم : لا شيء ، أنا بخير ، هم بالحديث لتتجاهله و هي تتبع - سأذهب إلى استراحة السيدات.
رمقها و هي تغادر السيارة ليعبس بتفكير اخفاه داخل عقله حينما لمح وقوف سيارة عاصم بجانبهم فتترجل منها جنى و يتبعها عاصم ثم عمار الذي اقترب متفقدا سيارته بتساؤل لمع بحدقتيه و لكن لم ينطق به، فيبتسم عادل بمكر و هو يترجل بدوره ليقابل أبني خالته هاتفا بتسلية: يمنى ذهبت إلى استراحة السيدات يا جانو.
اومأت جنى في تفهم لتتبع خطوات شقيقته قبل أن يهتف هو : سيكون مصيف ممتع بإذن الله.
***
يرمق الشاشة التي تعرض الفيديو الذي أشارت إليه من قبل باهتمام ،لتومض عيناه بزرقة غنية فتكتم أنفاسهاو هي تراقب أدق سكناته، تلتزم الصمت الذي خيم عليهما سويا و تمنحه فرصة كاملة أن يرى ما رأته هي منقبل.
_ أعيديه ثانية يا رقية لو سمحت . صدح صوته اجش خشن فارتجفا جفنيها برهبه ألمت بحواسها لوهلة قبلأن تستجيب إلى أمره فتنفذه على الفور ، وهي صامتة لتراقب ملامح وجهه الجامدة .. عيناه ثابتة.. تنفسههادئ.. و شفتيه مزمومه بتفكير ينبض بعمق حدقتيه كفيه قابضتان على ذراعي الكرسي و كأنه يمنع نفسه منارتكاب خطأ ما أو يوقف نفسه عن السرعة في التصرف او الانفعال.
عضت شدقها و هي تغرق في تأملها الملي له تتحشرج أنفاسها و عيناها تومض بإعجاب فعلي له.. لشخصه.. لسيطرته الجلية على نفسه .. هدوءه الظاهري رغم غضبه الساكن بنظراته و يخفيه خلف وجهته اللامبالية وملامحه التي تشي ببرودة أصوله.
ابتسمت رغما عنها و همست بعفوية : أبي.
استدار إليها على الفور ليسأل بعدم فهم : ما باله أبيك؟
رجف جفنيها لتهمهم بثبات : أنت تشبهه .
رفع حاجبيه بتعجب قبل أن يسألها باهتمام : حقا؟!
اومأت بالإيجاب لتغمغم : ليس شكلا طبعا و لكن طباعك تشبهه للغاية.
ابتسم بخفة ليهمس بجدية : كنت أتمنى أن اشبهه شكلا إلى جانب الطباع أيضا .
رفعت حاجبيها بتعجب فأكمل بتفكه : فالدكتور محمود وسيم جدا و حلم الفتيات العاملات و الطبيبات فيالمشفى و خارجها أيضا
ضحكت برقة لتهتف: اه لو استمعت إليك ماما ستكون ليلة ليلاء على رأس أبي.
ضحك بخفة ليمازحها : والدتك غيورة.
أصدرت صوتا ينم عن الكثرة: جدا يا عبد الرحمن و لكن أبي يقوى على التحكم فيها و تهدئتها.
ضحك: أبيك بطل.
رمقته بطرف عينها: و أنت؟
نظر إليها باهتمام : أنا، ماذا بي؟!
تحشرج صوتها لتسأله و هي تتحاشى النظر إليه : غيور أم بطل؟
ابتسم بمكر ليسبل اهدابه قبل أن يجيب بصوت أبح: الأثنين .
رفعت نظرها إليه على الفور لتجده ينظر إليها و كأنه ينتظر ردها فتمتمت : أعتقد أن من مثلك ليس من المنطقييكون غيورا؟!
عبس بدهشة ليسأل بمنطقية: لماذا؟!
توردت رغم عنها لتعيد خصلات شعرها خلف اذنيها مغمغمه : من يمتلك ملامحك لماذا يشعر بالغيرة من آخرغيره؟!
ومضت عيناه و التسلية تداعب ملامحه ليجيب بعد أن سحب نفسا عميقا : لا أغير من الآخرين يا رقية ، بلأغار علام أملكه فلا يحق للآخرين الاقتراب منه.. النظر إليه.. أو حتى التفكير في الاستحواذ عليه.
اتسعت عيناها برهبة لتغمغم : هذا امتلاك و ليس شعور طفيف بالغيرة.
أقترب منها قليلا ليهمس بنبرة خاصة: أنا أعترف ، أنا متملك للغاية.
جف حلقها و هي تسقط في عمق عينيه اللتين تحولتا لبحر عميق لا أخر له، ليرتجف جسدها بنفضة بسيطةأجبرتها على أن تطفو بدلا من الاستسلام للغرق معه لتسأل بصوت ابح و هي تحاول السيطرة على قلبها الذييخفق بجنون: ماذا وجدت في الفيديو؟
اسبل جفنيه ليخفي سعادته خلفيهما ليرد بصوت هادئ :عندي ظن لو تأكدت منه لن أرحم هذا الحيوان أبدا.
رمقته بتساؤل وحركت كرسيها قريبا من الشاشة كما فعل :انظري هناك يوجد كاميرا أخرى لو أتينا بمحتواهاأعتقد سنتأكد من ظننا.
رمقته باهتمام : و ما هو ظنك يا عبد الرحمن ؟
رفع عينيه إليها ليهتف بجدية: سأخبرك حتى نفكر سويا ، اتبع أمرا انصتي إلي.
اولته اهتمامها كاملا لتتسع عيناها بصدمه ترسخت في نفسها مع كل كلمه كان ينطقها.
***
قرب منها شطيرة أخرى لتهمهم برفض و هي تبتلع ما في فمها بصعوبة : كفى يا أحمد شبعت .
هتف برفض: فقط تناولي هذه أيضا.
ضحكت برقة : لا أستطيع ، لقد شبعت سلمت يداك.
ومضت عيناه بتأثر حينما احنت رأسها لتقبل راحته التي تقرب منها الشطيرة بعد أن أخذتها منه لتتبع: لا حرمني الله منك.
همس بيأس : حقا؟
نظرت إليه بصدمه، فاكمل بتفكه : كنت غاضبة مني.
زفرت بقوة و اقتربت منه : هل كوني أغضب منك معناه أني لا أحبك يا أحمد؟! ابتسم فاتبعت بتساؤل - هل حينما تغضب مني تقل محبتك لي؟!
زفر بقوة وهو يقترب منها: أنا أغضب من نفسي و لا أغضب منك . انفر مني و لا يتأثر إحساسي بك .
احتضن وجهها براحتيه : أنت حياتي كلها يا أميرة .. عالمي و دنيتي لا أقو على الحياة دونك.
وضعت راحتيها فوق كفيه لتحني رأسها و تقبل راحتيه لتهمس : و أنا لا اقو على الحياة دونك ، أنت حياتي كلها .. أنت روحي .. عشقي منذ الصغر. . أنت ذكرياتي و مستقبلي .. أنت من تمتلك روحي.. من تسكن قلبي .
تعالت أنفاسه ليطبع قبلة عميقة هادئة فوق جبينها و هو يضم رأسها لصدره لتستكين أنفاسه فوق مقدمة شعرها و هو يضمها بحنو متملك.
ضحكت بعد قليل من الصمت عم عليهما ليبعد رأسها ينظر إليها بتعجب فهمست بمرح: كنت أنتظر موجة المد العاطفي الكاسح الذي ستبلعني فيها و لكنك لم تفعل، هل غفوت؟
ابتسم ليرمقها بطرف عينيه : آثرت أن لا أفعل ، فأنا ارهقتك البارحة.
بللت شفتيها برقة لتغمغم بعبث: ارهقتني للغاية.
تحركت فانحسر الغطاء كاشفا عن جسدها الفاتن يتوهج بأنوثة مهلكة في غلالة حريرية بلون اللؤلؤ يلمع بتضاد مع سمار بشرتها بلون القهوة الساخنة . تعلقت عيناه بها رغم عنه و رجولته تستجيب إليها بقوة و اشتياق داهمه و خاصة حينما جلست فوقه ، تلف ساقيها حول خصره لتهمهم بغنج :لدرجة أني أفكر بأخذ حمام ساخن ، ما رأيك؟
رجف جفنيه ليهمس بعدم فهم : فيم؟
جلجلت ضحكتها المائعة من حولهما ليلهث بقوة قبل أن يغمغم بشغف : أيا ما تريدينه سأنفذه على الفور.
ضحكة أخرى سيطرت على حواسه لتحتضن وجهه بين كفيها هامسة أمام شفتيه بلهاث ضاحك : أريد أن أخذ حمام ساخن، هل تشاركني ؟
ومضت عيناه باستجابة فورية لينهض و هو يحملها من الفراش فتتعلق برقبته و تتمسك بخصره بساقيها جيدا ليضمها إليه و يبدأ بتقبيلها و هو يتجه إلى دورة المياه التي أغلقها خلفه بكعب قدمه في ركلة واحدة.
***
رمش بعينيه ليرفع ذراعه أمام عينيه فيحجب عنها ضوء الشمس الساقط فوق صفحة وجهه قبل أن يغمغمبضيق : أغلق الستائر يا أدهم ضوء الشمس اقلق نومي.
أجابه أدهم و هو يصفف خصلاته بعناية : أستيقظ هل أتيت إلى الساحل لتنام؟ اتبع و هو يرميه بوسادةخفيفة - هيا استيقظ لنذهب لتناول الفطور .
زفر مازن و هو يعتدل بنومه يركن مؤخرة رأسه على حافة الفراش الخشبية: نذهب إلى أين ؟! ألن نتناولفطورنا مع عمي؟ !
ابتسم أدهم بسخرية : عمك ؟ ! اتبع ضاحكا بشقاوة-عمك حينما يستيقظ سيطلب الفطور في الغرفة ، عمك لن تراه إلا ليلا و هو يتناول فطور متأخر مكون من مأكولات بحرية فاخرة ، تعوضه عن مجهود ليلة البارحة و اليوم.
تورد مازن ليغمغم بحرج : احترم نفسك يا أدهم.
رفع أدهم حاجبيه ليستدير ناظرا إليه: هل قلت شيئا؟!
ضحك مازن و هو يقذفه بالوسادة ثانية : أبدا ، اتبع مستمتعا بتفكه :هل هناك حديث لم تقله بعد؟
ضحك أدهم بمرح ليثرثر بعفوية : اتعلم يا مازن؟ أنا أعذر أبي في احتياجه الشديد لمامي، فمسئولياته الكثيرةتشغله معظم الأوقات لذا حينما تحين له الفرصة يستغلها إلى الرمق الأخير ، اتبع بتفكه – وفي هذا الأمر أنا ابنه حقا واشبهه للغاية
ضحك مازن و هو ينهض من الفراش ليتحدث بهد وء: ابن أبيك في كل شيء يا أدهم ، سيأتي عليك وقت تدركهذا جيدا.
لوى أدهم شفتيه: أنا أدرك هذه الحقيقة جيدا ، لعله يدركها هو.
زفر مازن بقوة ليهتف و هو يعدل وضع فراشه: حسنا ، أين سنذهب؟ !
رش أدهم عطره النفاذ : عند هنا.
توقف مازن عم يفعله لينظر إلى أدهم من بين رموشه : لماذا؟! توقعت أن نذهب إلى عمتو إيمان .
لوى أدهم شفتيه بعبث : كلنا مدعوون على الإفطار عند هنا، اتبع بنبرة مميزة - فطور سوري يفرح قلبك ويستحقه فمك.
ابتسم مازن ليغمغم : و أنت سعيد بالدعوة؟
اومأ برأسه ايجابا ليهتف بمرح : أنها فرصة ، و أنا ابن أبي يا مزون .
تنفس مازن بقوة : إنها من العائلة يا أدهم.
أجابه بضحكة شقية : و أنا غرضي شريف.
ضحكة افلتت من مازن رغم عنه و هو يلكز ابن عمه من كتفه : شريف بسببك انتحر.
تعالت ضحكات أدهم المرحة ليهتف : و الله لا أكذب ، أنا أتحدث بجدية.
سحب نفسا عميقا ليهمهم : معها أنا غرضي شريف ، فقط تتعلق بي و أنا سأرتبط بها رسميا ، نظر إلى أبنعمه واتبع سائلا بجدية - ألست تنوي عن هذا الأمر مع ديجا؟!
اومأ مازن برأسه: بالطبع أنوي الارتباط فقط نستقر في الجامعة و أتأكد من شعورها نحوي و سأفعل.
ربت على كتف مازن : إذًا انه نفس التفكير يا أبن العم.
صمت مازن قليلا ليهمس : و لكن مريم صغيرة يا أدهم ، إنها في الصف الأول الثانوي.
عبس بتفكير : إلى الآن أتعجب من انجذابك لها . اتبع بجدية - فهي مجرد طفلة .
نظر إليه أدهم مستنكرا- طفلة؟هم بالحديث قبل أن يغمغم نعم هي طفلة .
لكز ابن عمه بقوة : ثم لا تنظر إليها ، و لا شأن لك بها فهي طفلة ، أكمل بعبث -طفلتي أنا ، طفلتي التيستكبر بين يدي فتعشق طباعي و تتفهم احتياجاتي و تنظر لي وحدي ، فلا تأبه برجال الكون ، فيكفيهاوجودي معها.
هتف مازن : أنت معقد يا أدهم .
اغتمت عيناه و لكنه أجاب بمشاغبة : في أمور النساء أنا بقمة التعقيد.
هز مازن رأسه بيأس ليدفعه أدهم بلطف: هيا ارتدي ملابسك لنذهب سويا ، فأنا لا أريد التأخير.
ضحك مازن بخفة ليهتف به قبل أن يدلف إلى دورة المياه :بل أذهب أنت و أنا سأتبعك فلدي بعض الأشياءعلى فعلها أولا.
اومأ أدهم برأسه متفهما : حسنا ،فقط لا تتأخر حتى لا تثير قلق عمتو.
هتف مازن قبل أن يغلق الباب : لن اتأخر.
ارتدى أدهم نظارته الشمسية و هو يغادر الغرفة من الشرفة الزجاجية التي تطل على الحديقة ، ليتجه نحوالشاليه الخاص بمسكن ابنة خالته و عائلتها.
***
تجلس بوسط فراشها رغم انتصاف الظهيرة تشعر بالغضب.. الضيق. . الحزن.. الألم الإحباط يخيم عليها بسحابة كثيفة أوشكت أمطارها على الهطول مسحت وجهها بكفيها لعلها تتخلص من ضيقها ولكن الضيق ابى أن يرحل بل يتكاثف على روحها و هي تستعيد ذكريات الليلة الماضية ، غضب أبيها الشديد، حدته الجلية مع عمر الذي حاول احتواء الموقف على قدر ما استطاع لدرجه أنه أعتذر لأبيها مرتين و استسمحه لتأخيرها معه و لكن أبيها لم يلين ، بل كاد أن يطرده من البيت و يفشل الزيجة لأن عمر لم يحترمه و لم يحترم بيته – حسب وجهة نظره - لولا تدخل والدتها المباشر و نظرتها الصارمة التي تألقت بعينيها ، فتراجع أبيها و التزم صمت غاضب حانق، لتهتف أمها بأن العشاء جاهزا ، فيعتذر عمر و هو يخبرها بأنهما تناولا الطعام في الخارج ، ثم يستأذن مغادرا لينصرف دون أن يلتفت لها !!
شعرت بقلبها يئن و هي تتذكر أنها جلست كتمثال رخامي تراقب انصرافه ، تنظر بذهول نحو الباب الذي أغلق خلفه و هي تشعر أنه لن يعود ثانية، لتنتفض حينما حطت كف والدتها على كتفها مرتبة فتقفز واقفة و تركض نحو غرفتها غاضبة ، تغلق الباب ورائها و تعتكف في غرفتها لا تأبه بطرقات والدتها ولا ندائها المتكرر إليها ، لتجلس بملابسها تنتظر منه أن يتحدث إليها .. يهاتفها ..يتصل بها و لكنه لم يفعل !!
اغرورقت عيناها بدموع كثيرة و هي تتذكر وعده لها وعقلها يردد عليها بأنه أخبرها بأنه سيصبر على أبيها. .سيفهم غضبه ..سيرتضي قوانينه ، بل هو وعدها بأنه سيفعل كل شيء و أي شيء لأجلها . انغلق حلقها بمرارة خدشت إيمانها به و عقلها يصفعها بحقيقة كونه لم يحتمل بل تركها و ذهب مع أول صدام حقيقي حدث بينه و بين أبيها.
رجف قلبها و هو يخبرها بأن غضب أبيها كان جما و حدته معه لم تكن لائقة ليصيح عقلها بأن من الواجب عليه تحمل أبيها فهو يماثل أبيه سنا و مقاما.
هدر قلبها : لقد تحمل و صبر و أعتذر و لكن أبيك لم يقبل أيا من اعتذاراته بل عامله بشكل مهين ، لتهمهم بمرارة رغم عنها : و لكنه وعدني .. وعدني .
تساقطت دموعها رغم عنها لتبلل وجنتيها فتمسحهما بحدة هادرة : غضب و ذهب ،لم يهاتفني من حينها و لم يسأل عني.
غمغمت وعيناها تلمع بحدة : تركني!!
اجهشت في بكاء مرير غمرها ، فركنت رأسها لركبتيها و احاطتهما بذراعيها .. تتقوقع على نفسها و هي تجلس بمنتصف فراشها لتستفيق من رثائها لنفسها على نقرات هادئة فوق زجاج شرفتها لتعبس بعدم فهم بعدما رفعت رأسها لتنظر إلى الشرفة المغطاة بستائر ثقيلة تخفي ما خلفها لتعاد النقرات ثانية فتنظر بتعجب قبل أن تنهض من فراشها و النقرات تطرق على باب شرفتها.
أزاحت الستائر بحذر ليرتفع حاجباها بدهشة ، فتحت زجاج شرفتها بتلقائية وهتفت بصدمة: ماذا تفعل هنا؟!
لم يأبه لسؤالها بينما تفقدها بعينيه في لهفة ليجيبها بتساؤل مهتم : لماذا تبكين ؟ ماذا حدث ؟ هل ضايقك أبيك بعدما انصرفت؟
تراجعت للخلف لتهمس بحدة : ابكي؟ أنا لا ابكي .
نظر إليها بدهشة ليرفع سبابته يلتقط دمعه معلقة بجفنها: إذا ما هذا ؟! اتبع ساخرا – ماء ؟!
زمت شفتيها بطفولية لتعقد ساعديها أمام صدرها : ماذا تفعل هنا؟
زفر بقوة و هو يدلف إلى الغرفة بهدوء : لقد امتني قلقا عليك يا حبيبة ، فأتيت لأراك و اطمئن عليك.
رمقته باستهانة ليكمل بشرح : لم أنم دقيقة واحدة طوال الليلة الماضية ، فمنذ البارحة و أنا اهاتفك و لكن تليفونك مغلق.
اتسعت عيناها بذهول ليغمغم متبعا: و لم أستطع محادثة امك أو هاتف البيت حتى لا يقتلني أبيك، حتى سليم حينما هاتفته فجرا كاد أن يسبني ليغمغم ساخرا عم سيحدث لك و أنت في غرفتك تغطين بسابع نومة ، لم أشأ أن اخبره عم حدث الليلة الماضية فتنشأ مشاجرة بينه وبين أبيك لأجلك
تحركت تبحث عن هاتفها بحقيبتها ليرتعش قلبها وهي تنظر إلى الهاتف المنطفئ ليقفز قلبها بدقات متتالية لتعود إليه ثانية تقف أمامه تلهث بقوة وهي تشعر بالذنب الكبير نحوه تنهد بقوة وهو يدير عينيه عليها : ولكن ما أراه الآن أنك لم تغفلي لدقيقة واحدة الليلة الماضية مثلي
احتضن كتفيها براحته : انتظرت إلى أن غادر أبيك منذ قليل و أتيت لأطمئن عليك و خاصة حينما أخبرتني والدتك أنك معتكفة بغرفتك منذ الليلة الماضية وأنك لم تجبين طرقاتهم حتى لم تجيب نداء أبيك صباحا .
رفعت عيناها تنظر له بتعلق لتغمغم بعفوية و براءة : ظننتك رحلت.
ارتفع حاجبيه بصدمه ليسألها بجدية : رحلت إلى أين؟ !
ازدردت لعابها ببطء لتجيب ببوح : رحلت عني ، توقعت أن تفعل بعد ما فعل أبي ، صمتت قليلا قبل أن تكملبصوت أبح - ظننت أنك تركتني .
لانت ملامحه بحنان تدفق إليها ، ليتنهد بقوة مقتربا منها يحتضن كفيها براحتيه ليهمهم بصدق : و هل أقوىعلى الإبتعاد عنك يا حبيبة ؟ أنت لازلت لا تفهمين و لا تدركين أهميتك عندي ، أنا لن اتركك و أرحل أبدا.
جذبها إليه ليحتضنها بحنان : أنت زوجتي يا حبيبة .. زوجتي.
استكانت في صدره باحتياج شعره جيدا ليقبل قمة رأسها و يضمها بتملك محتفظا بها داخل محيط صدره فلايقدم على أي شيء آخر فيكفيه أنها معه و رأسها بجوار قلبه.
دقات هادئة على باب غرفتها نفضتها من موضعها ، فتركها بسلاسة لتهمس بتعثر حينما نادتها أمها منالخارج: أنها أمي ، ماذا سأفعل الآن؟
ابتسم رغم عنه ليجيب برزانه : افتحي الباب يا حبيبة.
هتفت بتوتر : حسنا ارحل حتى لا تراك ماما هنا .
ضحك بخفة ليتحرك من مكانه في رزانة نحو باب الغرفة ليفتحه بهدوء و ابتسامه تزين ثغره هاتفا بمرح : شكرايا انطي في موعدك تماما.
حركت حبيبة نظراتها بينهما دون فهم فضحك عمر بخفة : بدلي ملابسك يا بطتي و تعالي لنتناول الفطورسويا ، هيا .
تمتمت و هي تنظر لأمها : لا أفهم .
ضحكت سوزان برقة لتهتف: عمر استأذن مني ، أن يتحدث إليك وخاصة حينما طرقت عليك الباب أكثر من مرة فلم تتكرمين علينا بالرد أو تفتحين الباب ، فمنحته الفرصة أن يفعل لعله يستطيع أن يؤثر بك ويحتوي ضيقك ، ابتسمت سوزان بامتنان – وبالفعل كان عند حسن ظني بل وأكثر
ابتسم عمر بسعادة : هذه شهادة أعتز بيها يا انطي ، اتبع بهدوء – سأنتظر خارجا بعد اذنكم .
وقفت تنظر لوالدتها بذهول التي اقتربت منها تحتضنها بأمومة لتقبل رأسها : أسعدك الله يا حبيبة وأتم عليك نعمته بشاب رائع ليهتم بكو بمشاعرك و يداوي حزنك و ألمك.
تمتمت و هي تربت على خصلات شعر ابنتها تعدل من وضعها : لقد أتى بعدما انصرف أبيك و قص لي أنهحاول الإتصال بك كثيرا منذ الليلة الماضية و لكن هاتفك مغلق و حينما أخبرته أنك معتكفة بغرفتك منذ انصرافه، اعتلى القلق ملامحه و طلب مني أن اترك له الفرصة أن يتحدث معك ويفهم ما الذي يغضبك ، لذا سمحت له وخاصة حينما لمع الاهتمام الصادق بعينيه شعرت بالاطمئنان عليك معه ووثقت من كونه يعتمد عليك و أنه لنيخون امانتنا فيك أبدا ، نظرت إلى ابنتها وسألتها مباشرة : وأعتقد أنك الأخرى تثقين به يا حبيبة ؟
ابتسمت حبيبة براحة وأومأت برأسها ايجابا فتتسع ابتسامة سوزان وتدفعها بلطف حان: حسنا هيا بدليملابس التي لم تبدليها من الليلة الماضية و تعالى لنتناول الفطور جميعنا فشقيقك على وصول وأنا سأعتذر من عمر عم فعله والدك به البارحة .

***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس