عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-20, 06:11 PM   #210

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

ابتسمت وهي تراقب ملامحه المستغرقة في النوم لتعض شفتها بغنج توهج بعينيها فتحركت ببطء نحوه لتقبلأرنبة أنفه وتهمس باسمه في رقة قبل أن تهزه برفق : انهض يا حبيبي .
رف بعينيه الناعستين لتقبله مرة أخرى على وجنته قبل أن ترفع صوتها قليلا : هيا استيقظ .
سحب نفسا عميقا ليطلقه ببطء قبل أن يفتح عينيه بنصف انفراجه : كم الساعة الآن ؟
ابتسمت برقة : تعدت الثانية عشر ، هيا استيقظ .
استلقى على ظهره في كسل : أشعر بالنعاس .
ضحكت لتجيبه بمشاغبة : كبرت يا سيادة الوزير وأصبح اقل مجهود يؤثر عليك .
عبس بضيق ليغمغم بحنق : من هذا الذي كبر ؟!
تعالت ضحكتها وخاصة حينما قبض على ساعدها القريب ليجذبها إليه عنوة هاتفا بزمجرة : أنت كالقطة تأكلينوتنكرين ، أنا كبرت والبارحة ما قولك فيها ؟
قهقهت ضاحكة حينما وقعت فوقه بعشوائية لتعتدل فتتوسد صدره بدلال قبل أن تغمغم : رائعة ، هتف بحنقوهو يفك قبضته عنها : اعتذري حالا عن مقولتك هذه .
تحركت برشاقة لتغمغم وهي تلتصق به : من عيوني ، كيف تريدني اعتذر و أنا سأفعل؟
أشاح بوجهه في غضب : لا أعرف .
قبلت طرف وجنته وهي تمسح كتفها بصدره العار : لا تغضب .
لانت شفتيه بابتسامة ماكرة تحكم فيها : بل غاضب .
ضحكت بميوعة لتقبل طرف كتفه : لا تغضب كنت اشاكسك لتستيقظ .
زم شفتيه بضيق افتعله : لا زلت غاضبا
كتمت ضحكة كادت أن تخرج مجلجلة من بين شفتيها لتهمهم وهي تجلس على ركبتيها أمامه هاتفة بشقاوة : أمم أيرضيك أن ادللك بحمام ساخن أخر ولكن دون رداء السباحة هذه المرة ؟
ضحك رغم عنه : هكذا تدللينني أم تدللين نفسك يا فاطمة ؟
ومضت عيناها ببريق مغوي جذب نظراته إليها فتعلق بها لتهمهم إليه بجانب أذنه التي قبلتها : إذًا نجربطريقة أخرى .
نفخت في وجهه أنفاسها الساخنة : دعني ادللك أنا بكامل ارادتي ووعيي .
ومضت عيناه ليجذبها من خصرها إليه يجلسها عنوة بحضنه مغمغما بصوت أجش : وهل أنا سأنتظرك إلى أن تدلليني بكامل إرادتك ووعيك ؟
جلجلت ضحكتها ثانية قبل أن تختفي تحت وطأة قبلاته التي وشمت ملامحها .. اعتقلت شفتيها ودمغتشامتها بتوق لتهمهم باسمه في شغف الم بها وهي تتمسك بكتفيه ليصدح رنين هاتفه مقلقا تناغمها الوشيك
زفر بقوة ليهتف بضيق : من الذي يهاتفني الآن ؟!
ضحكت بخفوت : من المؤكد العمل يا سيادة الوزير.
نفخ بقوة : أنا بإجازة لمدة ثمان وأربعين ساعة ، ألا يستطيعوا تأجيل المصائب لحين عودتي ؟!
ضحكت برقة ونهضت من فوق ساقيه لتأتي بهاتفه وهي تعدل من قميص نومها الذي كاد أن ينزلق من فوقجسدها لتضحك بخفة وهي تهتف إنه وليد .
اغمض عينيه بنزق ليسحب الهاتف مجيبا أخيه بحدة : نعم ، اؤمر ، أليس لديك ما يشغلك عني ؟! أليس لديكزوجة تريد الاستفراد بها في ظل غياب البغلين اللذين انجبتهما ويقفان لك كعملك الردي؟
اتتها ضحكة وليد القوية ليهتف من بينها : اووه هل قاطعتك يا سيادة الوزير؟ أعتذر بشدة ولكني محملا برسالهمن خالد ، فابنته الحبيبة هنا الغالية دعت الجميع لفطور شامي، وتوقعت أن لا ترفض دعوة هنا .
سحب نفسا عميقا ليغمغم : بالطبع لا أقوى على رفض دعوة هنا ولكن توقيت المكالمة سيء للغاية يا وليد .
لكزته في كتفه وهي تغمغم اسمه بحنق لتستمع إلى ضحكة وليد التي صدحت بقوة وبال رائق ليغمغم من بينضحكاته : أعتذر لك بشدة يا أخي ولكن تستطع أن تعاود ما تفعل وكأنك لم تجيبني .
زفر وائل بقوة ليغمغم بحنق ساخر : أعاود لماذا هل أنا شاب بالعشرين ، إذهب يا وليد سامحك الله .
جلجلت ضحكة وليد بقوة ليهتف من بينها بمرح : هل تدعو علي يا وائل ؟!
أجابه وائل بمشاكسة : وهل تنقصك دعواتي يكفيك ولديك الملتصقان بك وكأنهما لم يكبرا قط ؟!
ومض المكر بعيني وليد ليهمهم إلى أخيه : سأزوج الكبير قريبا ليجد ما يشغله عني .
هدر وائل : اغلق الهاتف واذهب يا وليد من الأفضل لك ولبكريك .
قهقه وليد ثانية ليهتف من بين ضحكاته : بالمناسبة اخبر أحمد بأمر الدعوة فزوج ابنتك امكر من حميه ، فاغلق هاتفه وهاتف زوجته أيضا حتى لا يزعجه أحدا ، لذا ات به معك .
زمجر وائل بحدة ليغلق الخط في وجه ضحكات أخيه المستمتعة قبل أن ينهض واقفا يزفر بقوة : حضريملابسي وملابسك يا فاطمة سنذهب للإفطار عند هنا.
اتبع وهو يدلف إلى دورة المياه : واخبري أبن اختك عن دعوة شقيقته .
ابتسمت فاطمة وأومأت بعينيها في تفهم قبل أن تنهض بدورها لتفعل ما أمر به.
***
أقبلت عليه تنظر له بتساؤل ترجم سريعا بصوتها : وائل ؟
سيطر على ضحكاته بصعوبة وأومأ برأسه موافقا لتعبس بعدم فهم : ما الذي يضحكك؟!
هز رأسه بلا شيء وهو يشير إليها بأن تجلس إلى جواره على الأرجوحة الخشبية الموضوعة بمنتصف الحديقة الصغيرة الخاصة بالشاليه القاطنين فيه لتستجيب إليه بعفوية فيقبل رأسها بحنو وهو يضمها من كتفيها إلى صدره بقوة لتهمس إليه بخفوت : سمعت سيرة عاصم على ما أعتقد .
ابتسم بمكر ليكز على شفته بتسلية: لذا أتيت لي تركضين ؟
عبست لتدفعه بخفة في كتفه هاتفه بضجر : لا تكن غليظا .
رفع حاجبيه بمشاكسة : أنا غليظ .
نظرت إليه من بين رموشها ليشاغبها بملامح وجهه : أنا أمتلك خفة دم لا يمتلكها أحدا، اتبع وهو يرفع رأسه بغرور - وبشهادة الجميع وخاصة النساء .
ومضت عيناها بحنق لتسأل من بين أسنانها : حقا ؟!
اقترب برأسه منها يغمغم بعبث: نعم حتى أنت كنت شاهدة .
انتفضت واقفة لتجلجل ضحكته وهو يقبض على معصمها فيجذبها إلى جانبه ثانية يضمها إلى صدره مرغمة فتدفعه وهي تضحك بسبب أنامله التي تدغدغ جانبيها : توقف يا وليد ،توقف يا رجل ، ألا تكبر أبدا ؟
رقص حاجبيه : أبدا .. أبدا .
ضحكت برقة لتتأمل ملامحه قبل أن تقترب منه تقبل وجنته : أحبك يا وليد .
ابتسم بعشق تغلغل بأوردته وسكنها على مر سنواتهما معا ليضمها إليه يقبل رأسها : وأنا أعشقك يا روح قلب وليد وحياته كلها .
احنى رأسه ليلتقط شفتيها في قبلة هادئة ليبتسما سويا قبل أن تهمهم إليه بتساؤل : ما باله عاصم ؟
ضحك رغم عنه ليجيبها بمراوغة : ات بالطريق يصل سالما بأذن الله
رمقته من بين رموشها لتهمهم : بأذن الله .
ابتسم بمكر لتتابع وهي تنهض واقفة : هيا بنا أنا مستعدة .
نظر إليها ليسألها : مستعدة لماذا ؟
نظرت إليه بتعجب : ألم تخبرني أننا سنتناول الإفطار عند هنا ؟
رفع حاجبيه بتعجب ليسألها : هل ستذهبين هكذا ؟
نظرت إلى نفسها لتسأله : ما بالي ؟!
تنهد بقوة : الفستان مكشوف للغاية يا ياسمين .
ابتسمت رغم عنها : إننا بالساحل يا وليد .
تأفف ليهدر : أعلم أننا بالساحل وأنا لا أعلق على ملابسك أبدا ولكن أنت تعلمين سبب اعتراضي جيدا .
ابتسمت رغم عنها لتهتف بمرح : لا افهمك حقا ، النمش يملأ جسدي بأكمله لماذا تعترض؟
رمقها بطرف عينه ليغمغم بضيق : أنا أعترض على أن يظهر نمشك المخفي عن العيون يكفي ذراعيك و وجهك وبعض من كتفيك يظهرانه بقوة ، لترتدي أنت فستان مكشوف من الصدر فيعلم الجميع أنه مغطى بالنمش.
ضحكت بميوعة ليجذبها إليه ثانية يحتضنها بتملك : هذا الجزء بنمشه يخصني أنا بمفردي ، حتى ولديك لا تدعيهما يراه .
غردت ضحكتها لتهمهم إليه : لقد شاهدوه في الماضي حينما كانا يرضعان.
أطبق فكيه ليهتف : لا تستفزينني وتذكرينني بتلك الأيام ، لقد كبرا ونسيا الأمر .
ضحكت برقة لتحدثه بجدية : حسنا لا تغضب .اتبعت - كنت أرتدي هكذا لأني كنت أنوي الذهاب للمسبح .
لمعت عيناه ببريق مشاكس : لنسبح سويا .
ضحكت بخفة : ستدعني أنزل إلى البحر ؟
عبس بضيق : لا طبعا ، الرجال بالجوار ، ليتبع - ولكن أستطيع أنا الانضمام لك في حوض السباحة الخاص بكن .
تعالت ضحكاتها أكثر لتدفع ذراعيه اللذين حاوطاها : نوران هناك ، فهي من حمستني للسباحة .
غمغم بضيق : أخبريها أن تخرج من هناك .
هزت كتفها بدلال فيهمهم : أنا سأفعل ، دفعها بلطف - هيا بنا
قهقهت ضاحكة لتدفعه : والفطور .
عبس بتفكير : حسنا بعد الفطور ، سنذهب سويا .
ردت بدلال : إذا استطعت أن تطرد ابنة أخيك أو تمنع الفتيات من الذهاب للسباحة فلتفعل ما تريد .
هتف بجدية : سأفعل ، فقط أنت ابدلي ملابسك لبنطال وتي شيرت مناسب فوق رداء السباحة الخاص بك لأننا سنذهب إلى حمام السباحة بعد الفطور مباشرة .
غمغمت : ولكن البنطال يثير ضيقي لأنه يلتصق بجسدي المبتل بالمياه يا وليد .
لعق شفتيه ليحتضنها بعد أن وقفا سويا : سأنشفه لك يا روح وليد .
قهقهت ضاحكة ليتابع أمرا : فقط خبئي هذا الفستان ولا ترتديه أمام أحدا ، ليتبع وهو يرقص حاجبيه بمشاكسة - سواي .
غردت ضحكتها من جديد ليدفعها بلطف :هيا بدلي ملابسك حينما أتصل بالولدين أتأكد من تأخرهما فلا يقطعان خلوتنا بوصولهما .
***
تألقتا عيناه بسعادة وهو يراقب حديث علي مع سهلية التي تبتسم برقة وتشير بكفيها في حماس مبهج أثار بعض الأحيان ضحكات علي وعيناه تشرقان بمرح أبهج قلبه وخاصة مع اقتراب من يبحث عنها منذ وصوله ، تنفس بعمق ليصدح صوت زوجة عمه تسأل خالته بجدية : لا أفهم لماذا لم تأتي بها معكم يا منال الجمعة تنقصها وجودها .
ابتسمت خالته برقة وهي تعدل من وضع الأطباق على الطاولة الكبيرة : هي من رفضت رغم الحاحي عليها ، بل إنها بالكاد استجابت لمرافقة مريم لنا وهي التي لم تفعلها من قبل لولا أني هددتها بأني سأغضب منها واخاصمها ما كانت أرسلت الفتاة مع هنا ، زفرت بقوة واتبعت – أنت تعرفين منذ وفاة زوجها وهي تتقوقع حول نفسها وترفض التواصل مع أي فرد ، ثم تتحجج بمراعاة والدتها وتبق معها .
هزت ياسمين رأسها بضيق : أعلم حالها صبرها الله ، وفاة زوجها أثرت عليها كثيرا .
تمتمت هنا التي أتت من الداخل : إنها لا تنسى بل وتتجدد أحزانها كل فترة حينما يأت لها عريس أو خاطب ، وخاصة مع الحاح حماتي عليها بالزواج ، وهي تردد عليها بأنها صغيرة وأن مريم تحتاج لأخ أو أخت حتى لا تكون وحيدة ، فتغضب أكثر وتخبرها بأن الله لم يشأ برزقها بطفل اخر من زوجها الراحل وعليه فهي لا تريد أطفال وابنتها لا تريد اخوة ، يكفيها سهيلة وخالد إخوة لها بجانب أولاد اخوتها الآخرين .
هتفت عمته بجدية : يا ليتها تستمع إلى حماتك يا هنا ، فالفتاة تحتاج إلى سند .
أجابت هنا بجدية : أنا أعلم وتيم لا يمانع ولكن هي من ترفض فالأمر صعب عليها للغاية ولا تقبل التفكير فيه ، وتيم لا يقو على حزنها فيهدئها ويمنع أمه أن تتحدث معها ، ولكن حماتي لا تنفك أن تتحدث إليها .
هتفت عمته : أصلح الله حالها وصبر قلبها ورزقها بزوج يكن حام لها وسندا لابنتها .
عبس بضيق وهو يرمق عمته بطرف عينه ليغمغم : لا تريد سندا من أحد .
انتبه على صوت جود القريبة منه والتي من الواضح تشارك في إعداد الإفطار تسأله بتعجب : أتريد شيئا يا أدهم بك ؟
ابتسم ليهز رأسه نافيا : لا شكرا يا جود .
أومأت برأسها لتهمهم : ظننتك تتحدث إلي .
هز رأسه نافيا ليغمغم بعبث خافت قاصدا حتى لا يستمع إليه اجتماع النسوة خلفه : لا أقوى على الاستغناء عنك ولكني كنت اتحدث إلى نفسي .
نظرت إليه بعدم فهم ليقترب منها قليلا مغمغما بخفوت وهو يسحب قطعة من الخبز المحمص يقضمها بتلذذ : كنت أتحدث مع نفسي عن هذه الفتاة ، أشار إليها بعينيه فحركت رأسها لتنظر نحو ما أراد ليتابع بجدية – أنظري إليها أليست جميلة للغاية ؟
عبست بدم فهم لتسأله بخفوت مماثل له : حضرتك تتحدث عن سهيلة هانم ؟
هز رأسه نافيا : لا سهيلة أنا أُعد خالها ، عبست ليتبع بسرعة – فهنا ابنة خالتي ولكني أتحدث عمن تقف بجوار سهيلة هانم .
اتسعت عيناها بصدمة التقطها بسهولة لتغمغم إليه بصوت مختنق : الشامية ؟
ضحك بخفة وهو يتجاهل ملامحها الشاحبة : انها مصرية أبيها رحمة الله عليه كان مصريا ولكن جانبها الشامي يطغى عليها بقوة ، اتبع بصوت بُح من توقه فلم يحاول التحكم فيه – أنا الآخر ادعوها بالشامية .
رجفا عيناها وأثرت الصمت ليسالها بهدوء : ما رأيك بها ؟
ابتسمت بتوتر لتهمهم بحشرجة : قمر منير يا بك .
ومضت عيناه بلهفة ليغمغم وكأنه يعد نفسه : سيكون هذا القمر ملكي يوما ما .
انتفض جسدها لتهمهم : وفقك الله يا بك ، غمغمت وهي تتبع سريعا – بعد اذنك .
راقب هرولتها بعيدا عنه ليخفض بصره قبل أن يرفعه إلى أبن عمته الذي ينظر إليه فيبتسم باتساع وهو يخطو نحوهم مغمغما لنفسه : علي عليوة كان معه حق !!
اتسعت ابتسامة سهيلة بترحاب لانضمامه لهم ليقف بجوار علي الدين الذي ربت على كتفه بترحيب لتمأ مريم بعينيها إليه في خجل ورد وجنتيها فيكتم أنفاسه بداخله ويبتلع كل ما جاش بصدره نحوها فلا ينطقه ولكن عيناه فضحته فانكمشت بجوار ابنة خالها التي اسبلت جفنيها مدعية عدم الفهم لتثرثر بكفيها عن أمر ما شاركها علي في الحديث عنه بينما هو التزم الصمت ولكن عيناه لم تستجب لصمته بل أفضت بكثير للأخرى التي تعلقت عيناها به رغم عنها فابتسم بحبور اومض حدقتيه ، ليقاطعه صوت هنا الصادح بأسمائهم تدعوهم إلى الفطور .
***
__ السلام عليكم .
هتف بها عادل في صوت جهوري مرح لتتوالى الترحيبات بهم وحينما هم الصغار بالوقوف اتبع هاتفا - لاسلام على طعام ، لا تنهضوا من فضلكم .
تحرك عاصم الذي أتى من خلفه نحو والدته فيقبل رأسها ويحتضن تامي من كتفيها لتقبل وجنته ، يمأ لمنالبتحية ممتنة ثم يتحرك ليقبل وجنتي عمته ويحتضنها ليصافح هنا التي اقسمت عليه أن يتذوق ما بيدهافاستجاب بضحكة مرحة وهو يعتذر لتيم بعينيه فيضحك الأخير من بين أسنانه هاتفا : أخيها الصغير.
ضحك عاصم بمرح وعيناه تمشط الجميع باحثا عنها لتتلاقى نظراته بنظرات عمه الذي ابتسم إليه بتوعدفضحك واخفض عينيه ليتحرك نحو الجلسة الجانبية التي استلقى على أحد كراسيها عادل فتهتف به هنا : تعال وتناول الطعام يا دكتور .
هتف عادل بمرح : يا ليتني استطيع لو كنت أعلم أنك ستعدين الفطور لما كنت أكلت من البارحة ولكن لميخبرني أحدا .
هتفت ياسمين بتساؤل : أين الفتيات وأخيك يا عاصم ؟
أجاب عاصم : عمار ينزل الحقائب وجنى تثرثر إلى يمنى التي تبحث عن شيء خاص بالسيارة .
أومأت ياسمين بتفهم لتشرق عيناها بضحكة رائقة حينما اقبل عليهم عمار هاتفا بمرح : اوه ، فطور شامي ولميخبرني أحد ، هكذا يا هنون
ضحكت هنا وهي تنهض تشير إليه : تعال وسأطعمك بنفسي .
ضحك بمرح ليهتف بأريحية : ويقتلني تيم بعد الفطور مباشرة .
ضجت الجلسة بالضحكات وخاصة حينما أجابه تيم : ولماذا أنتظر إلى بعد الفطور سأقتلك الآن وارتاح منك ؟
هتف عادل من بين ضحكاته : يا ليتك تفعلها ، فطبيب المجانين يستحق .
ليهتف عاصم : افعلها يا تيم وأنا سأدفع أجر المحامي الذي سيدافع عنك
التفت إليهما عمار ليشكل ملامحه بسخرية : ظريف أنت وهو .
ضحك عادل ليهتف : طبعا ، هل عندك شك ؟
أشاح عمار له برأسه : موتا بغيظكما .
هتفت ياسمين : ماذا حدث لهذا كله ؟!
ليتبع وليد : ماذا فعلت يا دنجوان عصرك واوانك ؟!
أشار إليه عاصم لينطق من بين أسنانه : أخبر أبيك يا نور عيون أمك وأبيك .
زم عمار شفتيه ليضحك عادل بخفة : هل أخبرهم أنا ؟
عبس وائل بتساؤل : ماذا حدث ؟
زفر عاصم بقوة : البك كاد أن يتشاجر مع ضابط الشرطة المسئول عن الكمين .
توترت وقفة عمار وخاصة حينما خيم الصمت على الجميع ليتبع عادل بتفكه : الغريب أن الضابط لم يحتك بهنهائيا ولكن عمار تحرش به وكان يدفعه دفعا للاشتباك
اتبع عاصم مغمغما : ولو أن الرجل كان هادئا ومتفهما لما كان تركه ، فالرجل فطن حينما نظر إلى هويته الىاسم العائلة وفطن لقرابة عادل من عمو أمير وألا لم يكن يتركنا نذهب لحال سبيلنا
غمغم عمار بحنق : لم يكن متفهما ، كان وقحا وقليل الأدب والتربية .
انفجر عادل ضاحكا فصاح عمار : أنت بالذات توقف عن الضحك يا عادل .
تعالت ضحكات عادل أكثر ليغمغم بتفكه : لم أكتشف أنك غبيا سوى الآن ، زمجر عمار ليتابع عادل بعقلانية - لو تضاربت مع كل من هب ودب لأنه نظر إلى شقيقتي سأسير أضرب بخلق الناس كلهم .
هتف أدهم بعفوية : معه حق .
كتم مازن ضحكته ليهمهم علي : اخرس أيها الغبي .
في حين التفت عمار إلى أدهم يرميه بنظرة خانقة ليستطيل عادل بعنقه قليلا قبل أن يهتف : منور يا ابن الوزير.
أومأ ادهم برأسه في تحية صامتة لعادل قبل أن يعاود النظر إلى طعامه ليكمل عادل بجدية : ثم هو كان يشبهعليها وبالفعل اكتشفنا أنه يعرفها ، بل يمنى تعرفه أيضا.
أطبق عمار فكيه ليزمجر : انتهينا يا عادل ، شكرا لسعة صدر سيادتك .
سأل وليد باهتمام : من أين تعرفه يا عادل ؟
ابتسم عادل بمكر : شقيقته صديقة موني من الجامعة وهو من كان يذهب ويأتي بأخته حينما كان متفرغا وكانيلتقي يمنى دوما
ارتفع حاجبي وليد بدهشة ليغمغم وائل بتفكه : يا ما شاء الله ، هل تجاذبتما أطراف الحديث ؟!
سيطر عاصم على ضحكته ليهتف بمرح : وأرقام الهاتف أيضا ،اتبع ساخرا - أعتقد أنه كان يتفق معك علىزيارتكم في البيت يا عادل .
أومأ عادل برأسه : اينعم كان يثرثر عن شيء من هذا القبيل أنه سيأتي بشقيقته لزيارة يمنى .
انفجر وليد ضاحكا ليهتف عمار بجدية : عن اذنكم .
__ انتظر ، هتف بها وائل ليتوقف عمار هاتفا باختناق - أمرك يا عماه
رمقه وائل قليلا : هل أنزلت الحقائب من السيارة؟ أومأ عمار برأسه فاتبع إذًا إذهب إلى العم جميل وأخبره أنيمنحك مفاتيح الشاليه الذي أُعد اليوم لآل الخيال وأشرف على تجهيزه بنفسك .
أومأ إلى عمار بجدية : هيا اذهب .
هز عمار رأسه لينصرف دون أن يدعو عادل معه ليبتسم عادل باتزان وهو ينظر إلى وائل الذي غمغم بتفكه : منور يا ابن الأمير
أجاب عادل وهو يتكأ بجلسته : هذا نوركم يا عماه .
***
__مساء الخير.
ألقتها بنبرة راقية و هي تقبل على تجمعهم لتتعلق الأنظار بها فينهض الشباب مرحبين بها ، يتحرك مازن نحوشقيقته التي دلفت من ورائها و ألقت التحية برقة لتتحرك ياسمين و منال ترحبان بوصولها تباعا لتهتف هنابترحيب محتفى و تدعوهم لتناول الفطور ، فتجيب جنى التي تعلقت برقبة عمها وليد تقبله قبل أن تتجه لوائلتضمه برقة: أكلنا بالطريق يا هنا.
اومأت يمنى برأسها لوائل قبل أن تتجه فتقبل وجنتي وليد الذي هتف بمرح : حمدا لله على وصولك يا مهرتناالغالية.
ضحكت برقة : سلمك الله يا عماه .
أومأ ت برأسها في تحية هادئة لخالد و تيم، لتسأل بجدية : أين ميرا؟!
قبلتها فاطمة لتجيبها: ذهبت هي و أحمد لنزهة خارجية ، فهما كانا تناولا الفطور، كيف كانت رحلتكما؟
هزت جنى رأسها : كانت لطيفة و الحمد لله بعيدا عم فعله عمار.
القتها و هي تجلس بجوار عاصم ، فيهتف لها وائل :غرفتك معده بجوار غرفة نوران يا جنى حتى يصل أبيكبالسلامة إذا أردتم شاليه منفردا نعد واحدا يخصكم.
أجابت بأريحية و هي تخلع وشاحها من حول رقبتها: أبي سيمكث لديكم كالعادة يا عمي و أنا أعلمبالترتيبات، هكذا أفضل.
__ بعدما تحصلين على قسط من الراحة ، لنا حديث مطول سويا يا جنى . اجاب وائل لتبلل جنى شفتيهاهاتفة بتلعثم - لقد تحدثت البارحة مع أبي يا عماه
رماها وائل بنظرة خاصة : استريحي و نتحدث .
التفت وائل بنظرة خاصة ليمنى و عيناه تومض بمكر : و الأستاذة الصحفية ،ألا تريد أن تحصل على قسط منالراحة؟
ابتسمت يمنى بلباقة : سأجلس قليلا قبل أن أذهب إلى الشاليه سيادتك.
أجاب وائل بلباقة : و الشاليه معد و باستقبالك يا هانم.
لمع ثغرها بابتسامة ماكرة لتمأ بعينيها في شكر منحته له لتتسع ابتسامته بحبور ليهتف بمرح حينما بزغ ابناخيه أمامه : هل انهيت كل شيء يا عمار؟
أومأ عمار برأسه ايجابا ليراقبها وائل فتلمع عينيه بإعجاب لأنها لم تتأثر .. لم تتوتر. .لم يظهر فوق ملامحها أيشيء خاص لوجود عمار الذي وقف أمام كرسيها لتحرك عنقها بتعب قبل أن تفتح رباط شعرها فينهمر منحول وجهها لتداعب منابته بأناملها و هي تسأل بصوت أبح : أين عادل يا عاصم ؟
حرك عاصم رأسه بعدم معرفية : أتى له اتصال من المشفى فنهض ليجيبه.
راقب وائل تعلق عيني ابن اخيه بالفاتنة التي لا تكترث بأحد من حولها ليلكز أخيه بلطف و يشير برأسه لعمار الذي تحرك يجلس مجاورا لها سائلا :هل تشعرين بالنعاس ؟
نظرت له من بين رموشها لتجيبه بإيماءة من رأسها و صوت ابح يشي نعاس قوي يداعبها : نعم ، عبست بعدمفهم - كيف عرفت ؟
ابتسم بخفة و عيناه تتوهج بحنان: من مداعبتك لشعرك .
توقفت لوهلة قبل أن تعاود تمسيد خصلاتها برفق، تغمغم برقة : أشعر بالتعب و أريد النوم .
همس بحنو: حسنا ، انهضي لتذهبي إلى الشاليه ، سأوصلك.
رفت بعينها لتهمهم : سأنتظر عادلأطبق فكيه بحدة لتبتسم رقة و تسأله - لازلت غاضبا.
تمتم بحنق: أنا غاضب من أخيك البارد .
عبست بضيق لتهتف بصرامة : لا تسبه من فضلك .
زم بشفتيه ليهمهم : هل ترين ما فعله طبيعي؟!
زفرت بقوة : بل هل ترى أنت ما فعلته طبيعي ؟!
نظر لعمق عينيها ليهمس بجدية : لو كنت بمفردي لضربته لأجل تلك النظرة التي تألقت بعينيه حينما رآك.
لاح شبه ابتسامة على ثغرها لتهمس ببساطة : نظر لي ليتأكد من كوني صديقة شقيقته أم أخرى غيرها .
أطبق فكيه ليجيب بألم : بل كان ينظر إليك و كأنه اشتاق لرؤيتك.
تطلعت لعينيه : الله أعلم بنواياه ، هزت كتفيها بلا مبالاة- لا يهمني نيته أيا كانت فقط تصرفك لم يكن لائقا ياعمار
رجف فكه ليهمس : تصرفت كأبن خالة يغار على نساء عائلته .
ردت ببساطة : شقيقي كان متواجد ، هو الأولى ليغار و يغضب.
تمتم بحنق: أعلم و لكنه بارد
ضحكت برقة فانفرجت ملامحه بابتسامه عفوية لتجيبه و هي تنهض واقفة : بل عاقل ، لا تسبه أخبرتك.
تنهد بقوة ليشير إليها برأسه : حسنا تعالى لأوصلك.
تحركت لتسحب حقيبتها فيهتف بحدة : لماذا لم تتركيها مع باقي الحقائب ، كنت أدخلتها لك ؟
تمتمت بنزق : لا تحتد على ، نسيت أن اتركها عند السيارة .
عبس :ما الذي كنت تبحثين عنه في السيارة ؟
تمتمت و هي تسير أمامه بينما حمل هو الحقيبة ليجاور خطواتها الواسعة :سماعة حاسوبي الخاصة ، فهناكعمل على تسليمه.
ابتسم و هتف ببساطة : اخلدي إلي النوم قليلا حتى تستفيقين و اتركي العمل حتى تستيقظين .
تثاءبت بطفوليه و هي تؤرجح شعرها بخفة : سأفعل، فأنا بالكاد افتح عيني.
همهم بمشاغبة: أسندك حتى لا تقعين
قلبت عيناها بضجر لتقف فتتوقف خطواته متمهلا لتواجهه بشموخ: احترم نفسك.
ضحك بخفة ليجيب بمشاكسة : أنا أعرض على ابنه خالتي المساعدة.
مطت شفتيها بمكر لمع بعينيها: ابنة خالتك تقوى على ايقاعك أرضا إذا حاولت الاقتراب منها يا دكتور.
ابتسم بتلاعب ليكمل إليها : رغما عنها .
عبست بتساؤل فأتبع : لو حاولت الاقتراب رغما عنها ، وأنا لن أفعل هذا أبدا.
تابع و هو يرفع رأسه بغرور فيطل عليها من علٍ:حينما أقترب منك ،سيكون بكامل رضاك يا موني ، احنىعنقه لينظر إلى عمق عينيها -لأنك حينها ستكونين زوجتي .
ومضت عيناها ببريق ماكر أثار خوفه و لكنه كتم ريبته بداخله ليتحداها بعينيه لتبتسم بتلاعب : سنرى يا طبيبالمجانين.
قهقه ضاحكا لترتد رأسه للوراء وتتزين ملامحه بشقاوة فيرتجف جفناها بتأثر اضوى حدقتيها لثواني قليلة قبلأن تتحرك دون اهتمام فيتبعها بخطوات متتالية هامسا لها : احذري من طبيب المجانين فهو يدرك دواخلك جيدايا أستاذة.
ابتسمت بمكر و لم تعره اهتماما لتتابع خطواتها فيسير بجوارها ملتزما الصمت الذي كان مؤشرا بجولة جديدةستقام بينهما.
***
جلست بجوار عاصم الذي ابتسم لها بترحاب فتحتضن كفه القريبة منها بين راحتيها تهمس له : حمد لله على سلامتك .
ابتسم بمودة ليحرر كفه منها رافعا ذراعه يضمها من كتفيها إليه يقبل رأسها : سلمك الله يا تامي .
ربتت على صدره بلطف ليسالها بجدية : أين ذهبا أحمد وأميرة ؟
ضحكت برقة : لم يخبرانا لقد منحانا السلام واختفيا قبل أن يرهقهما عمك بأسئلته أو يوقفهما عن الخروج
ضحك بخفة لترمقه بطرف عينها : فقط أحمد وأميرة من تسأل عنهما !!
عض شدقه بقوة قبل أن يهمهم بصوت أبح : أين هي ؟
ضحكت برقة لتهمهم : لن أخبرك إلا حينما تجيبني يا عاصم ، ماذا تريد منها ؟
نظر إليها بعتاب نضح بألم نظراته : حقا تسالينني يا فاطمة ؟
تأملته قليلا : نعم أسألك لأني خائفة على ابنتي .
نظر إليها بعدم فهم فاتبعت بجدية : هل نسيت ؟
غامت عيناه بغيمة ثقيلة من الماضي ليبتسم بتوتر : لا ، ولكني سأفعل .
نظرت إليه باهتمام : كيف ؟!
ابتسم بأمل ومض بعمق عينيه : بذكريات جديدة نعيشها سويا يا فاطمة .
أكمل بصوت ابح تائق : ذكريات جديده تغطي على إثر القديمة وتمحيها من وجودنا .
تمتمت بصدق : أنا خائفة .
تنفس بعمق : طوال عمرك تثقين بي.
ابتسمت برقة : ولا زلت ، لا تجرح نوران يا عاصم لأجلي .
ابتسم : لن اجرح نوران لأجلها يا فاطمة ، لأجل أن أحصل على مستقبلي معها .
اتبع بجدية : فقط اقنعي عمي بأن يتوقف عن تعذيبي .
ضحكت برقة : سيتوقف لا تقلق .
تنهد بقوة : إذا أين هي ؟
اهتزت حدقتيها بتوتر شابها لتهمس : ستحافظ على الأمانة يا عاصم .
اخفض بصره: على رقبتي يا تامي
ابتسمت وهمهمت بشقاوة : إنها بالمسبح المغطى .
صوت وائل صدح من خلفها لتهز رأسها بالإيجاب لتغمز بعينيها لعاصم متمتمة : لا تنس أنك وعدتني يا عاصم .
***
التفت لأخيه ينظر إليه بتساؤل فهمهم وليد بتفكير : هناك شيء مريب في هذا الأمر
همهم وائل إليه: ألم تسأله ؟
هز وليد رأسه نافيا :تركته ليخبرني بمفرده ، و لكنه لم يأت.
صوت ياسمين القادم من داخل الشاليه قاطع حديثهما ليتمتم وليد و هو ينهض واقفا : لن أتحرك إلا حينمايصارحني، سأذهب أنا.
نهض وائل بدوره و هو يهز رأسه متفهما: خذني معك ، أريد العودة للشاليه .
التفت إلى فاطمه الجالسة بجوار عاصم : ألن تأتي ؟
أومأ ت برأسها و تحركت لتذهب معه بعد أن نظرت لعاصم مليا فيبتسم بمرح و يمأ برأسه متفهما.
رن هاتف جنى لتنظر إليه قبل أن تنهض واقفة فرفع رأسه لها سائلا ، ابتسمت بتوتر وأثرت الصمت فأومأ لها في تفهم ورضا لتهمهم بالتحية وهي تغادر تتبع عمها وزوجته المغادران
انتبهت إليها فاطمة فدعتها بلطف أن تسير إلى جوارهم ليقف وائل منتظرا لتستجيب إليهما والتوتر يداهمها مع خجل دب بأوردتها ، ضمها وائل من كتفيها إليه فتبتسم بتوتر وخاصة مع هاتفها الذي عاود الرنين من جديدلينظر سائلا قبل أن يهتف : أجيبِ هاتفك
فتغلق صوت الهاتف : ليس هاما للدرجة.
رمقها وائل بطرف عينه متفحصا بسبب تورد وجنتيها الذي انبه فاطمه لخجلها فسحبت وائل نحوها هاتفه برقة : سنسير على الشاطئ قليلا يا جنى ، هلا شاركت سيرنا ؟
هزت جنى رأسها نافية و وجهها يضئ :لا شكرا يا تامي، سأذهب للحصول على قسط من الراحة .
جذبت فاطمة كف وائل لتبتسم لها متفهمة : على راحتك يا جانو .
هرولت بخطوات متلاحقة في اتجاه الشاليه البعيد نسبيا عن البحر لتجيب الهاتف قبل ان ينقطع رنينه ثانية : مرحبا.
***
عبس بتفكير وهو يستمع إلى حديث عبد الرحمن فتومض عيناه ببريق مخيف ليهمهم بجدية : لا يا عبد الرحمناهدأ لابد أن نمسك به متلبسا ، أنتظر لنخبر الرؤساء من الممكن أن يكون تابع للآخرين ، لابد أن نحصل منهعلى كل المعلومات المفيدة لنا.
سحب نفسا عميقا ليتابع بجدية : لن أرحمه صدقني ولكن الصبر جميل يا صديقي .
ومضت عيناه باهتمام حينما استدار بمكانه ليرى شقيقته سائرة بجوار عمار هناك هالة مميزة تحيطهما رغمالصمت الذي يعم عليهما ليبتسم بمكر هاتفا : فقط أبلغ سلامي وشكري لروكا إلى أن ات ، أراك قريبا ياصديق
اغلق الهاتف وراقب خطوات شقيقته التي توقفت عند باب الشاليه ليتوقف عمار بدوره قبل أن يتقدمها ليفتحباب الشاليه يحمل الحقيبة إلى الداخل وشقيقته تقف بالخارج ليشير إليها عمار العائد من الداخل بالدخولوهو يمنحها مفتاح الشاليه مشيرا إليها بالتحية قبل أن يتحرك مبتعدا
فيبتسم بتسلية ومضت بعينيه قبل أن يستدير موليا البحر اهتمامه يبدأ بتنقية الأحجار الصغيرة من الشاطئويرميها بقوة في البحر .
يتنفس بعمق وينظر إلى المياه الصافية أمامه ، يفكر بجدية فيم أخبره عبد الرحمن لينتفض من عمق أفكارهعلى صوت هادئ مخملي يهتف برقة : هل تمانع اذ شاركتك وحدتك ؟
التفت إلى مصدر الصوت من فوق كتفه ليستدير إليها بجسده كاملا يتأملها بنظرات مندهشة من أخمصقدميها الصغيرتين في حذاء بناتي مغلق .. فستانها الطويل الذي يغطي جسدها بالكامل .. واسع .. بألوانصيفيه صاخبة تليق ببشرتها العاجية .. بكمين يصلان لمرفقيها وفتحه دائرية ضيقه تحدد عظمتي ترقوتها .. شعرها بلونه البني المحمر يستريح فوق كتفيها بنعومة حريرية فتعيد خصلاتها إلى الخلف بطوق ذهبي يشعمن رأسها لتترك ملامحها وجهها الملائكية تشع ببراءة خاطفة .
همس أخيرا بصوت أبح : عفوا
ضحكت فتلألأت عيناها ببريق أزرق غني لتتسع عيناه انبهارا ليهتف بعفوية : بسم الله تبارك الله فيم خلق .
توردت رغم عنها لتهمهم : عفوا إن كنت ازعجتك .
ابتسم رغم عنه وعيناها متعلقة بها ليهتف بمرحة المعتاد : ازعجيني وقتما أردت لو الإزعاج كله سيكون هكذافيا مرحبا بالإزعاج.
ضحكت رغم عنها لتخفي فمها خلف كفها قبل أن تهتف باتزان استعادته : هل تعرفني ؟!
اسبل اهدابه ليتشكل ثغره بابتسامة جانبية خاطفة فومضت عيناها وهي تنظر إليه ليهتف بجدية : وهل يخفىالقمر ؟!كحت بحرج فأكمل - أنت ملك ألست كذلك؟
أكمل بجدية : ابنة الفنان .
اتسعت ابتسامتها لتهتف بمرح : لازلت تتذكرني .
عبس بتعجب : ألم تكوني بعيد مولد آسيا ؟
ابتسمت بحرج : بالطبع كنت متواجدة ، عبس بتساؤل - لم تتحدث معي يومها فظننتك لا تعرفني .
ارتفع حاجبه بتعجب ليهمس بتفكه : أعتذر أن كان تصرفي ازعجك ولكني أؤكد لك أنه لم يكن مقصود.
تمتمت وهي تنظر إليه بعينيها الواسعتين : إذًا كنت تعرفني بعيد مولد آسيا .
صمت قليلا ليتحدث بجدية : حقيقة لم ارك هناك ، المكان كان مكتظ بالفتيات .
عبست بعدم فهم : إذًا كيف عرفتني الان ؟!
أجاب بعفوية : نحن بشاليهات آل الجمال وأنت الوحيدة من فتياتهم من تمتلك عيون زرقاء
نظرت إليه بصدمة لتهتف : من الممكن أن أكون ضيفة عندهم .
ضحك بخفة : استعدت ملامحك منذ كنت صغيرة ومع النضج ومرور السنوات قاربت الواقع الذي أراه الآن .
ابتسمت لتمد كفها إليه : مرحبا بك في شاليهات أخوالي يا دكتور .
صافحها بلطف : مرحبا بك بعد هذا العمر يا صغيرة .
سحبت نفسا عميقا حينما ترك كفها لتسأله برقة : هلا سمحت لي بالمشاركة ؟
نظر إليها بتعجب : فيم ؟!
انحنت لتلتقط بعضا من الحصى لتعتدل ثانية قبل أن تبدأ برميها في البحر فتذهب إلى بعيد قبل أن تسقطليهتف عادل بمرح : اووه .
احنت رأسها بدلال : لا داعي للتصفيق
تعالت ضحكاته ليهتف : بل تستحقين ولكن انظري .
بدأ برمي بعض الحصي لتتسع عيناها بانبهار : واو ولكنك تستغل فرق الطول بيننا .
ضحك بخفة ليهتف إليها : دون مسابقة ، أنت مرحب بك للمشاركة يا ابنة الفنان .
ابتسمت برقة : شكرا جزيلا لك يا دكتور ، اتبعت وهي تتابع رمي الحصي - تستطيع أن تتابع التفكير وكأنيلست هنا .
ومضت عيناه باهتمام : من أخبرك أنني كنت أفكر .
عبست بمرح : إنها الوقفة المثالية يا دكتور ، ثم إن ملامحك كانت تشي بأنك تخطط لجريمة ليس مجرد تفكيرعادي .
التفت إليها لتومض عيناه ببريق مشاكس : أنت محقة ، أنا أخطط لجريمة ما .
اتسعت عيناها بصدمة تتأمله بجدية قبل أن تنفجر ضاحكة فيعبس بتعجب لتهتف من بين ضحكاتها : لستمقنعا ،المعذرة .
ضحك بخفة ليسبل جفنيه مؤثرا الصمت فتهمهم بخفة بعد أن ألقت كل الحصوات من كفها : حسنا يا دكتورسعيدة بمقابلتك.
رفع عينيه ليسألها : هل ستذهبين ؟
أومأ ت برأسها إيجابا لتهتف بعفوية : لقد حصلت على الهدوء الذي أريده بعد أن كدت أفقد عقلي .
ردد بتعجب : تفقدين عقلك ؟!
ضحكت بخفة : مرة أخرى سأقص لك ، اتبعت وهي تغمز بعينها في شقاوة - ولكن بشرط أن تقص لي أنتالاخر أحد الأسرار المخبئة داخل روحك العميقة
ارتفعحاجبيهبتعجبوعيناهتلمعباهتماملتبتسمبرقةوتشيربكفهاالصغيرفيتحيةرمتهابهلتعودبخطواتمتمهلةرقيقةراقيةبعدأنسرقتنظرهوتعلق بها .
***
تستلقي باسترخاء تحت أشعة شمس الصيف الوليدة، تركن رأسها للخلف و هي تتلقى الضوء القوي فوقجسدها العار سوى من رداء السباحة و اللامع بفعل زيت الشمس الخاص الذي يكسب بشرتها لمعه تحبها وتفضل أن تحصل عليها كل صيف.
رن جرس خفيف إلى جوارها لتنقلب على بطنها فتمنح ظهرها مقداره من الضوء لتحصل على اللمعة البرونزيةالتي تريدها بكامل جسدها.
ركنت جانب رأسها على ظهر كفيها الموضوعان فوق بعضهما لتغفو عينيها رغم عنها فتسقط في النوم دون أنتدري.
تحرك يبحث عنها ، فزوجة عمه أخبرته أنها بحوض السباحة الخاص بهن، حوض السباحة المغطى و المصممللفتيات خلف الشاليهات و الذي أصر عمه على تغطيته بزجاج عاكس حينما كبرت فتيات العائلة ليحصلن علىخصوصيتهن و حينما أعترض عمار على استيلائهم على حوض السباحة الخاص بمنطقة الشاليهات التي تمتلكها العائلة، رد عليه عمه ببرود أنه يستطيع ان يذهب إلى أحواض السباحة المنتشرة ببقية القرية السياحيةأو يذهب إلى البحر إذا أراد ، أما حوض السباحة فهو أصبح خاص بالنساء فقط.
توقف أمام الباب ليطرقه بخفة منتظرا أن تأذن له بالدخول ليقابله صمت أثار ريبته.
طرق الباب مرة ثانية ليفتحه بعد قليل حينما لم يأته ردا ينتظره ، طل برأسه للداخل ببطء ليعبس و هو لا يراها،تحرك إلى الداخل بحذر مغلقا الباب خلفه بعفوية و يبحث عنها ليقف متحفزا و هو ينظر إليها نائمه علىوجهها بركن غرفة السباحة و كأنها انتقت المكان متخفيا حتى لا يراها أحدهم إذا قدم.
ترتدي ثوب سباحة بلون وردي باهت يلتصق بجسدها بظهر عار لأخره و شورت قصير يحدد أعلى فخذيها ،ارتعش و عقله يفكر في مظهره من الأمام و كيف سيظهر تفاصيل جسدها الذي يتوق إليه أكثر من أي وقتمضى، يتوق إليه لدرجة أن جسده أبدى ردة فعل قوية ازعجته فهتف باسمها في خشونة حادة ايقظتها ،فانتفضت من نومتها لتجلس متكورة على نفسها تهتف بهلع: ماذا حدث؟!
تخشب جسده ، فتراجع للخلف خطوتين و عيناه تومض ببريق رغبة عارمه تحكمت به و هو يتطلع إلى مقدمةصدرها الظاهرة من فتحة رداء السباحة الواسعة و المنتهية بحمالتين رفيعتين معلقتين بأول كتفيها ، قبض كفه وفكهما سريعا ليهتف بها حينما همت بالنهوض واقفة: لا تتحركي يا نور، اتبع سريعا و وجهه يحتقن بقوة - لاتقتربي.
رمشت بعينيها في عدم استفهام لتهمس باسمه في نبرة أبحه ليتراجع بخطواته للخلف إلى أن وصل إلى حافةحوض المسبح ليهمس بها في صوت اجش : عودي إلى غرفتك يا نور .
تمتمت بعدم فهم : ماذا ؟
كرر بجدية : أطيعي من فضلك .
ألقاها بإصرار قبل أن يلقي بجسده للخلف فيسقط في المياه بكامل رغبته لترفع حاجبيها بدهشة قبل أن تنهضواقفة فترتعش حدقتيها بإدراك حينما تنبهت لما ترتدي تحركت بسرعة تضع عليها مئزرها الحريري قبل أن تتجهنحو الباب الخلفي وتغادر المكان بأكمله .
***
هتفت بجدية : توقف يا وليد اتفقنا أن نسبح سويا قبل أن يصلا الولدين
فتح باب غرفة المسبح ليطل برأسه للداخل هامسا إليها : الولدان منشغلان ، فقط تعالي من الواضح أن المكان فارغا .
ابتسمت وهزت راسها بيأس فيجذبها خلفه وهو يتابع : تعالي وانسي الجميع يا جاسي .
تمتمت وهل تحاول أن تتملص من سحبه لها : فقط توقف حتى لا تكن ابنة أخيك هنا وتمسك بنا.
عبس بضيق : تمسك بنا ، هل نسرق هنا ؟!
اتبع وهو يجذبها فيوقفها أمامه ليلامس خصرها بكفيه يقربها منه : رجل و زوجته يريدان السباحة ، شيء طبيعي وليس مضرقارن قوله وهو يفتح سحاب بنطالونها ليتابع - فقط اخلعي ملابسك فأنا اشتقت للسباحة كثيرا معك .
ضحكت برقة وهي تحاول التحكم في كفيه اللذين يحاولان تخليصها من بنطالونها ، فيستجيب متأففا ليباشر فك أزرار قميصه الكتاني مهمهما إليها وهو يجذبها إليه ثانية يضمها الى صدره العار : هيا يا جاسي .
تمتمت وهي تلف ذراعيها حول رقبته : حسنا انزل إلى الماء وأنا سأتبعك ، اتبعت بدلال - أريدك أن تنظر الى رداء السباحة الجديد جيدا
احتضنها بتوق : ما لونه ؟
ابتسمت بإغواء : ستحبه أنا متأكدة .
لعق شفتيه ليقربها منه ثانية ناويا تقبيلها وهو يهمهم : أنا واثق يا حبيبتي سيعجبني جدا
استسلمت إلى قبلته لتنتفض بخوف حينما استمعت إلى صوت أقدام فهتفت إليه وهي تدفعه بكتفيه ليبتعد عنها : يوجد أحد هنا يا وليد .
رمش بعينيه ليلتفت حينما شعر بقدوم أحدهم لتنفرج ملامحه بذهول بينما شهقت بصدمة وهما ينظران إليه بأعين متسعة فيبتسم بتوتر هاتفا : مرحبا
غمغمت باسمه في دهشة بينما هتف وليد بعدم فهم : ماذا تفعل هنا ؟!
لتتبع هي : و لماذا مبتل هكذا؟!
غمغم بتوتر : قدمي انزلقت فسقطت بحوض السباحة
رفعت حاجبيها بدهشة ليسأله أبيه بمرح ساخر : وما الذي أتى بك إلى هنا يا بك ؟!
كح بحرج ليجيب بمراوغة : أنت هنا أيضا يا أبي .
احتقن وجه ياسمين بقوة ليجيب وليد ببساطة : أتيت لأسبح مع والدتك وتوقعت أن المكان فارغا.
زفر عاصم بقوة : أنا أيضا أتيت ووجدت المكان فارغ ، اتبع سريعا ليجبرهما على الصمت فلا يطرحان المزيد من الاسئلة - أعتذر عن المقاطعة ، اكملا ما كنتما تفعلان وكأنني لم أظهر امامكما قط .
أكمل بمرح : وأنا سأقنع نفسي بأن ما رأيته وسمعته كان حلما .
توترت وقفة ياسمين ليضحك وليد بخفة وهو يرمق ولده المبتل من قدميه ذو الحذاء الفخم إلى قمة رأسه ليهز رأسه بتفهم وهو يتبادل معه النظرات : حسنا يا عاصم ، اذهب
شد خطواته ليغادر المكان بأكمله فيتابعه وليد بعينيه إلى أن تلاقت نظراته مع نظرات زوجته التي رمقته بتساؤل قبل أن تهمس: هل هناك شيء تعرفه يا وليد لا أعرفه أنا؟!
أجاب وليد بمرح : غير أنه يحب ابنة عمه ويريد الزواج منها لا أعتقد أني أعرف شيئا لا تعرفيه
رفعت حاجبيها بدهشة ليبتسم وليد بمكر ويتبع بتهكم : أم أنك لا تعرفين بعشق عاصم لنوران يا ياسمين ؟!

انتهى الفصل ال20
قراءة ممتعة



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 01-09-20 الساعة 07:46 PM
سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس