كانت بلقيس تنتحب بحضن خزام التي تواسيها بعد العاصفة
التي مر فيها منزلهم الصغير قبل قليل ...
وهي لاتصدق بعد أن أخيها وسام المسالم قد طعن شخص مااا ..
وأحد أبناء الشيخ تكفل بالقضية ...حتى لايسجن وسام ...
ياءالله كم سيحملهم الشيخ من فضل بعد ..
تعتقد لو عملوا خدم عنده لن يوفوا مواقفه معهم ...
وسام قد أختفى .. ووالدتها غاضبة لحد الجنون من وسام وبلقيس وتبكي طوال الليل من الموقف الذي وضعوهااا فيه ... فهي مصدومة من أبنها كيف أستطاع أرتكاب هذه الجريمة ومن جهة أخرى حين علمت أن أحد أبناء العم فهدة من حمل القضية جنت من جديد ...ففهدة لن تمرر له الموضوع بسهولة فهي تعرفها جيداً هذا ماكانت تردده ...
لحسن الحظ أن أبيها المريض قد أخذ دوائه الذي يجعله ينام لفترة طويلة دون أن يشعر بشيء ...وإلا ستتأثر نفسيته فهو مازال تحت تأثير خبر أصابة فياض الذي أرهقه ..فكيف بهذة المصيبة التي بطلها أثنين من أبنائه ...
خزام لبلقيس المنتحبة :اللحين مو تقولين مالك ذنب وهم الغلطانين تبكين ليه ...
بلقيس التي أنتفخت عينيها الأسيوية من شدة البكاء وأحمرت أرنبة أنفها وشفتهااا : مقهورة ياخزام من كل شيء ليه يصير فينا كذا ... كان وسام بيتدمر مستقبله بسببي ...خزام أنا مو مثلكم أنتي و أمي أنا ماأقدر أتلون حسب الظروف ... قلبي يعورني على نفسي وأنا أبكي عند أقدام الشيخ عشان ينقذ وسااام ...أحس بالأنكسار والضعف أني مضطرة لأنسان ...
خزام تهدأها :طيب خلاص والله فاهمتك وعارفة وجعك بس وش بيدنا نسوية حنا الله خلقنا كذا ..والحمدلله أن الله سخر لنا الشيخ وعياله ولا ماهو ملزومين فينا بالحقيقة ...
بتلك الليلة لم ينام أحد في الملحق الصغير ..فقط أمين النائم تحت تأثير الأدوية والطفلين خطاب وأمير ...
***
كان يصعد السلالم بثقل .. فهو متعب ومجهد حد الوقوع على الأرض .. وقلبه مثقل بالذنب فهو لم يرى خالته شعاع بعد ولايستطيع رفع عينيه بأبيه ...يشعر أن كل ماحدث الذنب فيه يقع عليه ...فهو بسبب ضيقة من ظروف حياته الأخيرة قرر المجازفة بنفسه ولم يكن عليه أخذ فياض ...ومايؤلم قلبه أنه كان رافض ومنزعج ولم يريد الذهاب وهو من أقنعه ..
دخل لغرفة حاكم ووجده ينام بعمق في سريره ..أزاح الصبي قليلاً ونام جواره ... فهو يجد السلوى بقربه من أبنه ..فقلبه يشتعل ألمً على مأرتكبته يديه ... ويكره أن يعود لغرفته الخالية من بعدها ..
كان مابين النوم والصحوة ...فجسده متعب ..وعقله غير قادر على أيقاف أفكاره ...حين دخلت وأشتم رائحة عطرها قبل وصولها إليه ... وكان مابين سكرة النوم وصحوة الواقع ... حين هزته تسأله :بتال نايم !!!
عندها أيقن أنها حقيقة أدار ظهره لها وبصوت منزعج موبخ :وأنتي جايتني هنا بجناح الشباب وريحة العطر تسبقك ..
عبير تهمس حتى لاتيقظ أبنها :بتال ماهي زينه هالحركة منك أن من متى أحتريك بالغرفة وأنت جاي تندس عند حاكم وش موقفي قدام أهلك لو شافك أحد هنااا ...
بتال ببحة النعاس:مايهمني أحد أطلعي ماني فايق لحركاتس أنا لو بغيت أجي جيت من نفسي ...صكي الباب وراك ..
خرجت عبير غاضبه فلم تستطيع جداله أكثر فهي قد تهورت كفاية بحضورها لقسم الشباب حيث غرفة حاكم خصوصاً أن الحكم أيضاً موجود ربما هي لاتعبأ بالحسن فهو صغير ولكن حماها الأخر كبير كفاية لتخجل منه ...
عادت لقسمها ونزعت ثياب الصلاة التي تدثرت فيهاا بعد أن تأخر بتال وشكت بذهابة لغرفة حاكم ...لقد أرسلت له تخبرها بعودتها ولكن لم يفتح الرسالة وهاتفه خارج الخدمة ...
توجهت للفراشها وأندست فيه ماذا ستفعل أكثر إلا يكفي أنها ضغطت على نفسها وجاءت من أجله وحتى تواسيه في مصاب إخيه رغم أنها مازالت غاضبة منه ومن زواجه ...
شعرت بدخوله قبل أن يتوجه للحمام ليستحم إلم يكن سينام قبل قليل بثيابه الذي كانت عليه طوال النهار ...تعلم جيداً هو يفعل كل هذا ليزعجهااا ...ولم تفكرأنه ربما فعل هذا حتى لايضايقها برائحته حين ينام جوارها ...أنقلبت على ظهرها وهي تعبث بشعرها المنتشر حولهاا ... كيف ستبدأ خطتهااا ..لقد فكرت طوال الأيام الماضية وشاركتها أخواتها الخطة ... ولكن بالبداية كان عليها معرفة صفات الأخرى ...وبعد بحث توصلت لصفاتها التي لحسن الحظ ليس كما توقعت ...فهي قد رأت بنات أخيها من قبل مصادفة وخشت أن تكون بجمالهن وشقارهن ...وكم سعدت حين علمت أنها سمراء متواضعة الجمال فليس هناك شيئ مميز فيهااا وقامتها ليست بطويلة ولاالقصيرة ولكنها تميل للنحل .. حسناً هذه ميزه لها فأن كان يزعجها شيء بجسدها فهو عرض قامتها وطولهااا وهي التي تقارب طول زوجها وهذا كان أكثر مايزعجها بنفسهااا ...فبتال لم يكن شاهق القامة كفياض على سبيل المثال أو الحكم ولكنه على الأقل أطول من متوسطي الطول سلطان وفزاع ... حين ترتدي الكعب تنزعج لتماثل طولهم فهي لاتستطيع التمتع بهذة الرفاهية ... المشكلة فيها هي وليس هو فهي التي أطول من بنات جنسهااا ... على الأقل بتال يبقى أطول منها فللأسف هي تماثل أخوتها الطول وتفوق بعضهم... وهذا دائماً ماكان مثار سخريتهم ...
ولأنها خشيت أن تنقل لها قريبتها معلومات خاطئة فقط حتى لاتجرحهااا حلفتها بالله أن تقول الحقيقة لاغيرها فأكد لها ذالك بالأضافة لأنها غير معروفة كثير بمحيطها فهي بيتوتية ...قالت عبير ساخرة :قصدها نفسية ... واللحين كيف نكرهك فيها يابتال قبل تشوفها ...
كان تستمع لصوت تنقله مابين الحمام وغرفة الملابس قبل أن يدخل عليها أخيراً ...لقد أدار لها ظهره كما فعل في غرفة حاكم ليوصل لها رسالة أنا منزعج ولاأريد الحديث ...
عبير تداعب كتفه وتقبله :بتال لاتنام وأنت زعلان مني ...
بتال بهمس مبحوح :ماني زعلان من أحد ..خليني ياعبير اللي فيني كافيني وزياده ...
عبيرومازالت مستمرة بتمسيد كتفه :ياحبيبي أذكر الله وفياض الله يقومه بالسلامة لكم ...كلنا قلوبنا تحترق عليه ...
لم تكن تريد القدوم ولكن والدتها أخبرتها أذهبي وقفي مع زوجك ولن ينساها لك .. بل ربما هذا طريقك للخلاص من أخرى ...اما هي حين وصلهااا الخبر وبعز غضبها قالت :ليته هو اللي أكله الذيب ماهو أخوه ....
فقد كانت حاقدة عليه لحضتها حتى الجنون ...ولكن بعد توبيخ والدتهااا وحسناء وغيرها من أخواتها أقتنتعت بفكرة المجيء لمواساته ...
حسناً في هذه اللحضة نادمة على تلك الدعوة ... ولكن كل الذنب ذنب أمه التي غارت من حياتهم وأرادت تدميرها ...
ألتصقت فيه بحثاً عن المواساة لأفكارها تريد أن تلتصق فيه للأبد ولاتدخل بينهما أخرى ...
هل بهذة السهولة ستدخل أخرى وتدمر حياتهم ... هل سينسى ماكان بينهما وستكون تلك حبيبته بعد ماكانت هي لعشر سنوات تزوجا بعمر صغير هي بالتاسعة عشر وهو بالثانية والعشرون بعد تخرجه من الكلية العسكرية مباشرة .. لم يكن شعره ذقنه قد نما حتى ... وعاشت معه كل هذه السنوات بحلوها ومرها تعلما العشق والمحبة معاً ...ورزقا بأبنائهم الثلاثة ...حياتهم تسير لأستقرار والتفاهم مع مضي الأعوام .... فكيف لأخرى أن تدخل لتثير العواصف والكوارث على حياتهم ....
سمعته يسألها بتوجس :عبير فيك شي ...
عبير وقد أنتبهت أنه فعلت شيء يثير أنتباهه :لا ليش ...
بتال وهو ينقلب ليواجهها ويمسك كفها ويقبلها :أجل ليه تغرسين مخالبك بجسمي ... ورفع يدها ليشير لأظافرها الحادة ...
عبير تقبل كتفه بمحبة :آسفة حبيبي بس سرحت شوي ولاماكنت متعمدة ...
بتال يغمض عينيه فهو غير قادر على فتحها حتى :طيب نامي ...
عبير بتلكأ بما أنه مازال غير نائم لتبدأ من اليوم ..ونست أو تناست أرهاقة ومصاب أخيه وكأنها لاترى إلا نفسها بهذة اللحضة :حبيبي تدري ليه في بعض البنات سمر ...
بتال همهم فهو لم يسمع حتى ماذا قالت ... وقد تعود على ثرثراتها الغير مهمة ..
عبير وهي تعتقد أنها ذكية جداً وهي تخبره :لأنهم مايتروشون ولايفركون جسمهم زين ... ولايعرفون المغربي ولا الليفة ... أستغفر الله ...الله يعين اللي بيأخذهم ...
وأنقلبت على جانبها الأخر لتنااام ...
وبتال الذي سمع بعض عباراتها لم يفهم المغزى منها .. وأرتاح لصمتها لينام هو أيضاً ...
***
كان قريب الفجر حين أثقلتا عليها ليلى ويارا بالطلب ان تنزل لتصنع لهن الأندومي ...
ليلى التي قد دهنت عضلات ساقها بكريم للعضلات ذو رائحة نفاذه :لو طبخت لكم بتستفرغون من الريحة ..
يارا التي تنام على بطنها وعلى ظهرها كمادة دافئة :على أساس ماأنصرعنا اللحين من الريحة ...
ياسمين التي كانت تطلي أظافرها ..بشماته :اللحين أنتم كيف بتزوجن وتفتحن البيوت وأنتن عشان قطعتن سلطة ووقفتن مع فهدة بالمطبخ طحتن ...
يارا بصرخة تألم :تكفين لاتجيبي أسمها أتذكر صياحها علينا آآه ياطبلة أذني كم عانيتي ...
ليلى بصوت باكي :آآخ اللحمدلله يارب أن أمي شعاع ماهي فهدة وأنا أقول وخيتي ليه كئيبة أثرها من الأجرام اللي تسويه فيها ....
يارا :أي والله يارب لك الحمد أني ماني حفيدتهااا آآآخ راسي للحين يدور من قبصتها لأذني يوم أحرقت بصل الكشنة ....
6 شغالات معها وماكفن لازم تكرفناااا ...
ياسمين :والله عاد حدكم ترى جدتي فهدة مظلومة طبخت أربع ذبايح لحالهااا .. وحريم خوالي بغرفهن البرنسااات ...
ليلى تهز رأسها بتهفم :حسنتها الوحيدة الحش اللي جاء عليهن ...وتهزيء وأحلى شي فقرة التزويج توقعون تسويها وتخطب لهم من بنت خالتها اللي بالديرة صدق ...
ياسمين بضحكة سافرة :أحلى شي يجن البنات القرمااات اللي يطبخن ذبايح عقاب بن نايف ....
ليلى وهي من تعرف فهدة جيداً :ايوة أخواني بتزوجهم القرويات ..وهي عيالها ماتختار لهم إلا أجمل الجميلات ..وهمست لتكمل :ترى من جد عمتي فهدة تحب الحلوات أهم شي عندها الشكل تحب تكشخ فيهم ...
يارا حاولت الضحك ولكن ظهرها كهربهااا :ليه تكشخ فيهم ملابس ولامجوهرات ...
ياسمين التي تذكرت بضحكة :وتخيلوا مريم تنزل تساعدنا على قولة جدتي فهدة نحط صلصة البيتزاء هههههههههه ...
ليلى برجاء فهي جائعة ولم تستغ تناول الطعام الذي طهوه فبعد رائحة اللحم لاتفكر تناوله لسنوات :يالله سوسو تكفين سوي لنا أندومي ...
يارا بأصرار:ترى أمس خلص اللي بالمطبخ اللي فوق أنزلي تحت ...
ياسمين تحذف المبرد :لا وبعد مافيه خلاص ماني نازله الصراحة تحت كله ظلام والوضع يخوف ..إلا إذا وحدة منكم تنزل معي ...
يارا بسخرية :اللحين بتفهميني أنك تخافين من الظلام ... أصلاً أنا ماخفت من الظلام إلا لأنك تخبين فيه وتفجعيني ...
تأففت ياسمين ولأنها جائعة قررت النزول وأحضار الأندومي وستطهيه في الأعلى ...فهي حقاً خائفة من المطبخ لوجود غرف الخادمات قربه ...وهي تخشاهن فقط رأت مناظر سيئة دائماً من الخدم ...مابين سحر وأعمال لاأخلاقية ..
نزلت وهي متوجسة ...تشعر بقشعريرة بجسدهااا لاتعلم مصدرهااا .. فتحت المطبخ الذي أغلقت أضائته ...إلى أضائة الدواليب نفسها بقت مفتوحة لتضيف منظر مخيف للمطبخ الذي تركت مراوحة شغاله لأزالة الرطوبة بعد تنظيفة ...وكانت أصواتها مثيرة للرعب ...
لقد طبخت أربع ذبائح لما لم تأكلن منهاااا ... وتوعدتهن بداخلهااا ... كانت هناك رائحة مقززة جداً لم تستطع تجاهلها فتحت درام النفايات وكان خالي ونظيف ووضع بها كيس جديد ... كان المكان أنظف مايكون أذا من أين أتت الرائحة ...تركت ماتبحث عنه وذهبت خلف الرائحة المزعجة فهي ستجعل المنزل كله كرائحة مكب نفايات أن لم تجدهااا وتتخلص منهااا ... فتحت الباب الفاصل بين المطبخ الداخلي والخارجي ووجدته نظيف أيضاً أبوابة مفتوحة والرائحة مازالت تزداد ...هل الرائحة من المصلخ ..هل ترك العاملين الذكور شيء خلفهم جلب الرائحة ..ولأنها واثقة جداً أنهم في سكنهم الواقع بالطرف الآخر من الساحة الكبيرة وأغلق الباب بينهم بأشرف الحارس ..خرجت للسيب الفاصل بين المصلخ ومطبخ قسمهم الخارجي ... والرائحة تزداد وقشعريرتهااا تتضاعف ...يامعتوهه ماذا تفعلين عودي أدراجك حاستك السادسة أخبرتك ستجدين شيء كارثي أمامك ولكن قدميها أبتا التراجع ..
دفعت الباب المفتوح نصفه وشعرت بالحركة داخله ... ولكن هذا لم يعيقهااا ... فقد أرادت رؤية ماهية الأمر ...
كانت عشرة ثواني كافية لتفهم الوضع وتطلق صرختها ..
لينتبه صالب السباع ويتوقف عن فعلته ويلتفت لها بحدة قبل أن يصيح بها أن تخرج فهذا المكان ليس للنساء ...
تراجعت للخلف وهي مستمرة بالصياح غير قادرة على كبح نفسها المجنون المعتوة لقد عرفته من عينية أبن خالها المختـــــــــل فأذا كان أخوالها يصطادون السباع للمتعة فهو يفعلهااا كأجرام ...
الحكم أبن عقــاب من فهدة 23 عام
هجرس أبن سلطان من زوجة سابقة24 عام
أنتهى