عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-20, 09:39 PM   #93

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

اصطدام عاصف لباب المكتب مع دخوله الذى حطم هيبة هذا الجالس خلف مكتبه بعد ان تملك الخوف منه و هو يستقبل نظرات أردال التى تدل انه على وشك ان يرتكب جريمة !!

أزدرد عزام ريقه قبل ان يحاول تمالك أعصابه و هو يردف بعنجهية كاذبة

( أنت ماذا تفعل هنا ؟! )

لحظات قليلة قبل ان يجد أردال الغرفة تعج بأفراد الأمن الذين يحاوطوه من جميع الاتجاهات ينتظرون إشارة من سيدهم بعد اقتحامه للمكان بهذه الطريقة ليردف بفحيح ارعب عزام رغم كل هؤلاء الرجال التى تحاوطه

( قل لهم ان يغدرون فى الحال )

ارتفعت ذقن عزام بشموخ أستمده من هؤلاء الذى يحتمى بهم و هو يقول

( قل ما عندك أردال أو غادر ! )

لحظات لترتفع ضحكة أردال بأنحاء المكان قبل حركته السريعة و التى كانت بسرعة تلك الطلقة التى اخترقت الجدار على بعد إنش واحد فقط من إذن عزام دون ان يستطيع أحد توقع أو فعل شئ من سرعة حركته ليقول و هو يقترب نحو مكتبه بنبرات مغلولة و خافته كى لا يسمعها سواهم

( ان كنت أريد قتلك لفعلتها الأن و بنفسى عزام .... لن أرسل أحد رجالي لأفعل ..... فان كان يحاوطك مئة رجل لن يحموك من عقابي ان أردت أنا هذا .... اعتبر هذا هو التحذير الأخير لتبتعد عن محيطي فإن أردت قتلى تعال لتواجهنى كارجل ... و انتظر ردي على هذا الغدر قريباً ... قريباً جداً من حيث لا تتوقع)

خرج أردال للحظات سريعة ايضاً ليدخل بعدها و هو يلقى بشئ على ارضية المكتب الفارهة و لم يكن هذا الشئ سوى ذلك الرجل الذى أمسك به بشقة نارفين ليردف بعدها

( و عليك ان تبتعد عن جميع من يخصني ايضاً .... فسوف احاسبك على هذا الأمر ايضاً لكن ليس الأن )

غادر بعدها بعنفوان تاركاً عزام يجز بقهر مغلول على اسنانه يتوعد بسره الكثير و الكثير بالرغم من هذا الذعر الذى تملك منه !

***

أخذ أردال يمرر كفه على محيا وجهه بعنف عله يهدأ من تلك العاصفة التى تندلع داخله و ذاكرته تعود الى منظرها البائس و هى تستعطفه ليحررها لكن رنين هاتفه اخرجه من حالة الهياج تلك ليُلقى به بحالة عجيبة من القلق و هو يرى رقم طارق يضيئ على شاشة هاتفه ليجيب بنبرات سريعه و هو يتساءل

( ماذا هناك طارق هل حدث شئ لها ؟!! )

انعقد حاجبي طارق و هو يستقبل نبرات أردال الجديدة عليه هو شخصياً ليقول بعد ان ألقى نظرة سريعة نحو نارفين الجالسة على أحد المقاعد القابعة بممر المشفى فى محاولة منها للتماسك ليردف بعدها بهدوء

( انها بخير أردال لا تقلق كل شئ بخير لكن ... )

( لكن ماذا طارق لم يعد لدى صبر لكل ما يحدث )

باغته أردال بنفاز صبر بعد ان أزدرد ريقه بالم ..... عاد طارق ليلقى بنظره على تلك الجالسة بقهر امتزج مع شحوب هيئتها ليقول بخوف قلق من ردت فعل عاصفة يتوقع حدوثها من هذا الذى يحدثه

( انها ترفض ان تغادر معى ! )

صمت للحظات قبل ان يكمل بحذر

( تقول انها سوف تنتظرك حتى تنهى عملك مهما طال لكى تذهب معك ... لقد حاولت إقناعها بشتى الطرق لكنها على ما يبدو تشعر بالخوف أو لا تثق بى كفاية لا اعلم )

صمت طارق للحظات و هو ينتظر ذلك الرد العاصف لكنه تفاجأ بصمت أردال للحظات قبل ان تصدمه الإجابة أكثر مما جعله يرمش بجفنيه عدة مرات و هو يحاول استيعاب كلمات أردال و نبراته الخافتة عكس المتوقع تماماً و هو يقول

( لم يكن من المفترض ان اتركها هكذا ! ... حسناً طارق سوف اتحرك نحوكم فى الحال )

ابعد طارق الهاتف عن أذنه و كأنه يتأكد من هوية المتحدث ثم عاد بهدوء ليجلس بجانبها على أحد المقاعد ليطالعها بنظرات غريبة جعلتها ترتجف و هى تقول بخجل و خفوت

( أعتذر منك سيد طارق لابد انه غضب .. أنا احقاً اعتذر )

ابتسم طارق برقة و هو يرى رأسها المطأطأة ليقول بعدها بنبرات لم تخلوا من المفاجأة بعد

( هل سوف تصدقيني ان قلت لك انه لم يغضب ... ام أنكِ لن تصدقي مثلي )

رفعت أنظارها نحوه وكأنها لا تصدقه لتجده يكمل و ابتسامته لا تزال تعتلى وجهه

( ثم لما تلك الألقاب .... أنا لا أفضل كلمه سيد تلك مطلقاً )

رأها و هى تعض على شفتيها بالام ليقول مشجعاً

( و ايضاً أنتِ معك كل الحق ان لا تثقى بأى أحد هنا .... و أنا يجب ان اقولها لكِ ..... يجب ان تستمرى بعدم ثقتك تلك .... لا تثقي سوى بنفسك نارفين فأنتِ لا تعلمي اى عالم تواجهين )

استمع لتلك التنهيدة التى خرجت بقوة من بين شفتيها ليستمع الى صوتها الخافت وكأنه ياتيه من بعيد

( أنا لم اثق بأحد يوماً .... و حين وثقت كانت تلك النتيجة ! )

لا يعلم لماذا شعر انه عليه ان يساندها فهو رأى انها تلوم نفسها بشكل بائس ليردف بإصرار

( لما أنتِ بائسة بهذا الشكل .... و لاى شئ تحديداً هل من أجل نظرة الناس نحوك ؟! .... اجل اخطات نارفين و كثيراً ايضاً ... لكن لما تحملي نفسك أكثر من ما تستحق أنتِ لستِ المخطأ الوحيد هنا .... فلست أنتِ التى عليها ان تنكس رأسها بذلك الشكل فانا اعلم من هو آسر جيداً )

ارتفعت نظراتها التى ترقرقت بالدموع و هى تقول بإمتنان و بعض الدهشة من موقفه

( أشكرك سي .... أشكرك طارق لكن بالرغم من كل هذا لقد استحقيت ما يحدث لي )

تنهد ببعض الراحة قبل ان يختصب ابتسامة مشعة و داخله يزداد حقداً يوماً بعد يوم على هذا المدعو آسر !!

( أنا لا أقول سوى ما أراه صحيحاً فلا داعى للشكر )

ارتعشت شفتيها بشبة ابتسامة و هى تقول

( أنا لا أشكرك على هذا ... بل ... بل لم تسنح لى الفرصة لأشكرك على ذلك الْيَوْمَ )

انزلقت عبراتها الحبيسة و ذاكرتها تعود ليوم ازلالها و خذلانها من شخص كانت تظنه يوماً حبيباً لها لتكمل بقهر مكبوت

( أشكرك لأنك ساعدتني .... حللت قيدي فى يحين )

صمتت تبتلع تلك الغصة الحارقة بحلقها ليحاول طارق مساعدتها و هو يقول

( انها كانت مخاطرة كبيرة اعترف ... استحق الشكر عليها بالفعل )

رأى ابتسامة طفيفة تظهر على وجهها ليكمل

( لكننى اعترف انني لم افعل ذلك من اجلك شخصياً أو حتى آسر بل على العكس ... أنا فقط فعلت من أجل أردال فان يكون أحد منا بجانب تلك الفتاه المهددة بالقتل حينها كانت فكرته المجنونة لكنني اعترف لكِ دون ان أقول له هذا من قبل انه يخطط بشكل رائع بالرغم من كل طابعه السيئة )

اعتقد طارق ان حديثه الطريف سوف يساعدها فى الابتهاج ولو قليلاً لكنه تفاجأ و هو يراها تشرد بعيداً حتى انه تصور انها سوف تظل صامتة لكن عاد صوتها الخافت يتسلل بهدوء اللى جانب أذنيه بعد القليل من الوقت

( أنا ادين له بحياتي .... لم أستطيع ان اشكره حتى على انقاذه لحياتي باستمرار بل على العكس )

ارتفع حاجبى طارق و هو يقول بذهول مصتنع

( وماذا عنى أنا ... فأنا شاركت بانقاذك ايضاً )

شعر بالندم حقاً على مشاكسته لها و هو يراها تحمر بذلك الشكل و تعض على شفتيها بقوة حتى كادت ان تدميهم ليبتسم و هو يقول

( يااااااالهى لقد كنت امزح معك فقط ..... انظرى نارفين أردال لا ينتظر اى شكر منكِ كونى واثقة من هذا )

ابتسمت له نارفين بامتنان واضح ليعم الصمت بعدها حتى مضى الكثير من الوقت لتقطعه نارفين هذه المرة بتساءل تفاجأ له طارق لان محور تسائلها لم يكن سوى عن أردال نفسه تلك المرة

( هل تعرفه منذ زمن ... اقصد أرد .. سيد أردال ... يعنى يبدو أنك مقرب منه دون عن الآخرين )

( ما حكاية سيد معك يا فتاة ... هل ترينا عواجيز لتلك الدرجة ؟! )

عادت لتبتسم بهدوء و هى تعتذر ليقول طارق بعد ان استشعر فضولها نحو اجابة سؤالها

( أنتِ محقة من يرانا يظن اننا نعرف بعض منذ زمن ... لكن بالحقيقة أنا اعرف أردال منذ اربعة سنوات تقريباً )

عقدت نارفين حاجبيها و هى تتمتم بهمس مسموع بعض الشئ

( لكنه لا يبدو شخص يستطيع ان يثق بهذه السرعة )

اتسعت ابتسامة طارق و هو يقول

( أنتِ محقة بالفعل .... ان أردال شخص صعب بالفعل مثل أسمه لقد تعرفت عليه حين كان اسوء من الأن بالاف المرات ... انه يختلف عن الجميع حتى انه يختلف كثيراً عني )

التقط طارق همست نارفين بالرغم من خفوتها فهى كانت تناجى نفسها قائلة

“ انه لا يشبه أحد ... انا لم ارى شخصاً مثله من قبل ! “

ليكمل بعدها دون ان يعلق و داخله يستشعر ذبذبات غريبة لم يكن يتخيلها على الإطلاق

( ان الجميع يقول انه تغير كثيراً عن ما كان عليه من قبل لكنني لم أتعرف على جانب أخر منه مع الأسف )

قالها بطريقة درامية جعلتها تعود لتبتسم مجدداً قبل تتساءل بفضول لم تستطيع منعه

( حسناً بخصوص أسمه ؟!!! )

ابتسم طارق على ملامحها الطفوليه تلك و هى تتساءل ليجيب تسائلها مردداً

( اتعرفين لقد سالته عن معناه فى اول لقاء بيننا ... لقد شعرت انه أجنبى بعض الشئ و كنت محق .... ان والده هو من اعطاه هذا الاسم ربما افضل ان تسمعى حكايته منه هو شخصياً .... لكن ربما هو يمتلك حقاً معنى اسمه فأردال تعنى القوة و الوحدة !! )

شردت نارفين فى معنى الأسم قليلاً قبل ان تتجه نظراتها نحو تلك الهيئة القادمة من بعيد و هى تفرض حضورها المهيب كالمعتاد ..... ليقول بصوته الرخم الهادء بعد ان وصل اليهم ينظر نحو طارق

( شكراً طارق لقد تاخرت عن عملك )

نهض طارق و هو يقول

( بما أنك صاحب العمل لا يوجد مشاكل )

ربت أردال على ذراع طارق بامتنان قبل ان تتجة ملامحه نحو نارفين ليقول بهدوء ثلجي

( هل نذهب ؟! )

اومات نارفين برأسها و هى تشعر بأنها ليست سوى حملاً ثقيل ألقى على عاتقه ... لماذا لا يحررها من تلك الدوامة بما انه لا يتحمل وجودها بهذا الشكل .... تحاملت على جسدها الذى لم تدرك انه لايزال يرتجف بينما و هى تحاول النهوض شعرت ببعض الدوار يصيب رأسها لتعود لتجلس مجدداً بهدوء على المقعد

تنفست بعمق عدة مرات و هى تحاول التغلب على هذا الدوار الذى داهمها قبل ان ترى كف امتدت لمساعدتها و لم يكن من الصعب عليها ان تميز ان تلك الكف له هو !!

ارتفعت بنظراتها نحو محيط عينيه لتجده مثل المعتاد ثلجي بارد ، ارتجف جسدها بقوة لكن ارادتها كانت أقوى منها لتنهض وحدها متجاهلة كفه التى تعلقت بالهواء و هى تقول بنبرات حازمة بالرغم من ارتعاشات احبالها الصوتية

( شكراً لك لا احتاج لمساعدة ! )

صدمة اعتلت ملامح طارق الذى أخذ يتابع ملامح أردال بفضول دون ان يرى اى ردت فعل ظاهرة عليها قبل ان يرى انكماش كفه لتعود الى جانبه بذات الهدوء التى ارتفعت به !!

أرتفعت نظرات أردال الى طارق بعد ان كانت مثبتة نحو المقعد التى نهضت نارفين من عليه للتو يردد

( إلى اللقاء طارق )

ليتبعها بهدوءه و هيبته بينما أخذ يتمتم بثلجية و ابتسامة هازئة تزين ثغره

( لا تحتاجين لمساعدة اذاً !! )

تاركاً خلفه طارق مشدوه بشكل عجيب !

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء