عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-20, 05:06 PM   #5

الانسان الفيلسوف

? العضوٌ??? » 476984
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » الانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond reputeالانسان الفيلسوف has a reputation beyond repute
افتراضي

كنت ذات يوم مع صديقي أحمد نتمشى على " الكورنيش " وهذا كان اقتراحه ,فكلما أراد أنت نتحدث في أمرٍ مهم أو نفضفض لبعضنا البعض اقترح أن نذهب إلى الكورنيش أو أن نتمشى بعيداً عن زحام الأحياء المكتظة في القرية التي تسكن فيها .
قال لي بعد فترة قصيرة من السير والأحاديث الجانبية : جامعتنا يا صديقي تحاول دائماً أن تصعّب الأمور على طلابها ; اختبارات صعبة غير متوقعة في وقت ضيق ومزدحم ويريدوننا أن نتعلم ! إنهم بذلك يدفعون الطلاب إلى الانتحار. قلت له : اسمح يا أحمد أن أقول أن الصعوبة أمر طبيعي بل ضروري لكيلا يتخرج طلاب كسالى مهملون , وأن الطلاب هم أصحاب التأثير الأكبر على أدائهم ومستواهم , وما يدل على ذلك هو أن هناك الكثير من الطلاب الذين نجحوا وحازوا على مراتب الشرف الأولى .
حاول صديقي الذي بدت علائم الغضب تتصاعد من أنفه وعينيه أن يقاطعني ولكني صعَّدت نبرة صوتي و انهيت كلامي بسرعة .قال لي: أنت مجنون. جميع الطلاب يقولون مثل ما أقول وهذا دليل على خلل ما في النظام التعليمي في الجامعة .قلت : طبيعي أن هؤلاء الطلاب يقولون ذلك , لأنهم ببساطة طلاب وينحازون لمصالحهم .فأنا بدوري أستطيع أن أرد عليك بالمثل وأقول أن جميع المدراء و الأساتذة في الجامعة يقولون بإنصاف ونجاح النظام التعليمي , ونتيجة واحد ناقص واحد تساوي صفر . يعني يا صديقي أننا –إن اردنا توخي الحقيقة- سنضطر للجوء إلى التحليل العلمي للأسباب . وأنا بدوري أعتقد –وفقا لتحليلاتي المنطقية – أن الطلاب غالبا ما يكونون هم المقصرون , نعم أنا أعذر من منعته ظروفه أن يحقق هدفه في النجاح و التميز . فالإنسان قادر على تجاوز الصعوبات مهما كانت ان بذل مافي وسعه.
بهذا الكلام وبغضب صديقي الذي حلف ألا يفضفض لي أغلقنا باب هذا الحديث .
وهكذا لو فُتح حديث شبيه بهذا مع أي أحد سوف يحصل نفس ما حصل مع صديقي أحمد.
هل لسبب صراحتي الجارحة والمخيبة للآمال أم لسبب عقدة نفسية أعاني منها ؟
في الحقيقة أنا أعتقد أن الناس تحب المجاملة كثيراً عندما يكونون محط الانتقاد والتقييم , وهذا هو سبب نفورهم مني في كثير من الحالات .
الصراحة مهمة جداً في وقت يكون فيه أكثر الناس غارقون في المجاملات والمبالغات المدمرة. أُفضّل أن ينعتوني بالمعقّد والمجنون على أن أجامل . فلو كنت مجنوناً حقّا فلن تغير مجاملتي شيئاً !

أفكر دائماً كيف أن القوة في الأفعال والأقوال والصفات والاعمال مرتبطة بشكل وثيق جداً بالصلاح . لا أقصد بالصلاح , الصلاح الأخلاقي , بل أقصد به أن يكون الشخص صالحاً للبقاء إن كان حياً وأن يُخلّد ذكره إن كان ميتاً : ( البقاء للأصلح) . باختصار كل ما يدفع بك إلى الاندثار والموت والنسيان يساهم في جعلك فاسداً .

هذه الأفكار سببت ولا زالت تسبب لي الكثير من المشاكل مع ذاتي ومع الاخرين. بطبيعة الحال أنا أول شخص عانى وسوف يعاني أكثر بهذا الفكر , كوني انا هو المفكِّر والمفكَّر فيه . فالإنسان يعي نفسه أكثر من وعيه بالآخرين !


الانسان الفيلسوف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس