عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-20, 09:26 PM   #113

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

احلى مساء الخير على عيونكم ❤❤

الفصل السابع


اجفل و تلك الخطوات السريعة الأقرب للركض تمر من جانبه ليتبعها صوت إغلاق باب الحمام المصاحب للغرفة .... ليستمع بعدها الى نحيبها الذى ارتفع و هو يصاحب أصوات عنيفة و كانها تتقيأ !! .... انكمشت كفه بعنف قبل ان يمسح بها محيا وجهه و ملامحه و هو يصارع ذلك الشعور بالغضب الذى انصب جميعه حول عمه و ...... و آسر انها المرة الاولى الذى يشعر بكل ذلك الغضب يعتل داخله نحو آسر ..... زفر بقوة و هو يعتدل جالساً على حافة الأريكة و هو يستمع الى شهقات معذبه تتسلل لتاخذ صداها بصدره .... هب واقفاً و هو يصارع ذلك الشعور الذى يحثه ان يتدخل ليساعدها.

نهض ليتقدم نحو باب الحمام لكنه تسمر للحظات و عقله يناجيه الا يفعل !!

انتظر للحظات قليلة مرت عليه بالكثير و هو ينتظر ان يخف صوت نحيبها الخافت لكنه لم يحدث .... فقد توقفت أصوات تقيؤها لكن نحيبها لا ........ أطرق برأسه قليلاً و هو يشعر بهدوء نحيبها بعد عدة لحظات قليلاً .... لكنه تفاجأ بصوته يعود مجدداً و بشكل اعنف .... تحركت قدماه و كفه يقبض على الباب ليفتحه حينها اصطدم ببشاعة المشهد من أمامه و الذى شعر بان نبضة خائنة من قلبه تخفق له و هو يرها تفترش الارض بجانب المرحاض و وجهها ملطخ بدموعها الممزوجة ببقايا ما كانت تفرغه من أحشائها و الذى طال خصلات شعرها الأمامية ايضاً

أزدرد ريقه بقوة و هو يرى ارتجاف كفها المتشبثة على بطنها و ثوبها الذى اتسخ موضع صدرها هو الاخر ... لا يعلم هل حقاً همس باسمها ام نظراتها ارتفعت لتقابل وجهه وحدها ... تقدمت قدميه خطوة الى الداخل ليأتيه صوتها بصعوبة و هى تهمس بخجل من حالتها

( لا تقترب المكان متسخ )

تقدم ليجثو على ركبتيه أمامها بهدوء يتنافى معى عنف نبضاته التى شعر بها تثور على كل ذلك الوضع و مع ذلك المشهد

تنحنح ليسترجع نبراته التى غادرت احباله الصوتية قبل ان يقول بهدوء لا يمت لشعوره الحقيقى بصلة

( هل أنتِ بخير ؟!! ... اعتقد اننا يجب ان نذهب للمشفى )

شاهد عبراتها التى هطلت بصمت قبل ان ترتفع كفها مجدداً نحو فمها لتحبس تقيؤها للحظات قبل ان تسمح له بالتحرر و هى تضع وجهها داخل المرحاض ...... مسح على وجهه بعنف و هو يرى ذلك الارتجاف الطفيف الذى تسلل الى أنامله و الذى اندهشت له جميع أوصاله !

تنفس بعمق قبل ان تمتد كفه نحو خصلات شعرها لتحبسها للخلف بعيداً عن ملامح وجهها و كفه الاخرى تسارع عقله و هى تمتد نحو ظهرها المتشنج ... لحظات من الصراع الذى انتصرت به كفه اخيراً لتمسد ظهرها بهدوء

لحظات شعر بها ببركان يثور داخله و جملة واحده فقط تتكرر بشكل أقوى و اعنف فى كل مرة حتى نطق بها و اخرجها من سجن أفكاره بنبرات تنبهت لها جميع حواس نارفين

( سوف احررك نارفين ... يوم العرس هو يوم حريتك أعدك بذلك !! )


شعر بتشنج ظهرها مجدداً أسفل كفه و توقف نحيبها قبل ان يرتفع وجهها قليلاً لتواجه بنظراتها المدهوشة عينيه التى بثتها صدق كلماته لحظات مرت و عبراتها تلتمع داخل مقلتيها بعدم تصديق لتقطع هذا الاتصال العجيب الذى ينشب دائماً حين تتواجه نظراتهم معاً و هى تهمس بضعف واضح من ارتجاف شفتيها و نبراتها المتشنجة

( م ..... ماذا ؟!! )

ابتلع أردال تلك الغصة التى شعر بغرابتها كا كل شئ اصبح يحدث من حوله الأن ....... ليقول بذات النبرات الحازمة

( سوف أساعدك نارفين كما طلبتِ .... سوف أجعلك تغادرين هذا الظلام كما قلت .... لكن فقط امهلينني أسبوع واحد فقط .... فذلك الْيَوْمَ لن يكون زفافك بل سوف يكون يوم حريتك أنا أعدك بذلك سوف احررك بيدي الى حيث لا أحد يستطيع العثور عَلَيْكِ )

لم يمهلها الوقت ان تقول شئ ... من الاساس كانت مشاعرها تهيج داخل صدرها بعنف منعها من التعبير و عن ماذا سوف تعبر تحديداً ..... فقط نظراتها تابعت اعتدال جسده المهيب و هو يقف على قدميه لكنها لم تتزعزع عن التشبث بعينيه التى كانت تطالع عينيها .... لحظات و هى تحاول استيعاب اَي شئ هل حقاً هذا الإصرار الذى يشع من عينيه يعنى انه سوف يساعدها حقاً ..... شعرت بهدوء غريب من حولها و كل شئ يتغبش سوى عينيه !

تحركت نظراتها مع نظراته التى كانت تشير الى كفه المعلقة بالهواء و همسته التى شعرت وكأنها تخترق صدرها بهدوء لتتنبة جميع حواسها على ذلك الماثل أمامها

( هيا نارفين انهضي )

طالت النظر نحو كفه .... ذلك الكف الوحيد الذى امتد ليساعدها منذ زمن .... هذا الكف الذى شعرت للحظات بالرعب و هى تفكر بمصيرها بعد ان اتكأت و لجات اليه مراراً ..... ظلت تطالعه بغرابة قبل ان ترتفع نظراتها مجدداً نحو محيطه الذى شعرت به يسحبها بهدوء ارعبها لتمد كفها المرتجف و كأنها مسحورة بتعويذةً لتجد جسدها يرتفع بهدوء و كأنها كالريشة تحملها الرياح و صوته يعود ليخترق عقلها المشلول بنبراته الرجولية حتى النخاع

( سوف استدعى بشرى لتساعدك .... هل يخجلك ان افعل )

شعرت بضيق انفاسها للحظة واحدة و هى تستوعب تلك الجملة الاخيرة التى ظل صداها يتردد بصدرها حركت رأسها بالنفي لتشعر بجسدها يسير بقوة ذراعه نحو تلك الأريكة لتستمع بعد لحظات لصوت انغلاق الباب و هدوء غريب أخذ يتسلل الى كيانها.

***

يوم جديد يحمل لنا بداية جديدة أو نهاية قريبة .... حينما تشرق شمس جديدة نتأملها بشوق و أمل .... نتأمل شعاعها الساطع الذى يغلبنا ان عاندنا بالنظر اليه كثيراً .... ليحذرنا من ذلك العناد الذى يتسلل إلينا للحظات فارقة بحياتنا ... لكننا لا نرى أو بالأحرى لا نريد ان نرى تلك العبر الكونية التى يرسلها لنا الله تعالى بأبسط صوره لنتمسك بتلك الاعتقادات التى نريد ان نصدقها كى نحمى أنفسنا أو هكذا نظن حتى يأتي ذلك الْيَوْمَ التى تتبدل به تلك الاعتقادات


اخذت نظرات قادير تُحذر ذلك القابع أمامه من هذا الصمت الذى يتملكه مما سوف يجعله يخسر حياته ان استمر على ذلك الوضع ..... ليصيح بعد القليل من اللحظات و هو يهب واقفاً بعنف

( هياااااا تحدث ..... من الفاعل ...... من الذى اطلق النار على أردال .. قل و الا قتلتك الأن لا تختبر صبري )

أرتعب ذلك الرجل الذى يتوسط مكتب قادير ليتمتم بعدها بتلعثم و هو يدعو بسره ان ينجو بحياته بعد ان يفصح عن هذا الاسم الذى أتى الى ذلك المكتب ليبوح به كما هو متفق ، انه فقط مجرد اسم و سيحصل على تلك النقود !

أخذ يردد فى سره انه اسم فقط ليتحدث اخيراً بنبرات تحمل القليل من اضطرابه

( سيدي ... انه ... انه ... أحد رجال السيد عزام )

جحظت مقلتى قادير بعدم تصديق ،كيف من الممكن ان يجرء عزام على فعل شئ كهذا !! ... هل كان على وشك ان ينهى حياة أردال حقاً ؟!! ، فقط لحظات مرت عليه و تلك الذكريات تمر من أمام مخيلته ذكرات عديدة له مع أردال .... أردال الذى دائماً شعر انه حتى اقرب له من آسر نفسه !!

مسح على ملامحه بغضب أخذ يتزايد مع كل صورة نقفز أمام مخيلته ليغادر بعدها كالإعصار الهائج نحو هدف محدد هدف للمرة الاولى يشعر انه يريد ان يكسر عنقه قبل ان يفقده شئ من روحه

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء