عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-20, 09:27 PM   #114

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

زفر بعنف ينفث ذلك الغضب الذى نشب داخله و تلك الذكريات تداهمه بشكل اصبح يستفز كيانه باكمله و عقله يعطيه الكثير من التحذيرات تعذبه و ترميه فريسة لتخبط عجيب بمشاعره لم يستشعره من قبل بحياته !

أخذ يضرب راسه للخلف بخفه على رأس مقعد مكتبه الدوار .... و عقله يعود الى تلك المحادثة الصباحية التى دارت بينه هو و أمه .... عاد ليضرب رأسه بشكل اعنف و هو يتمتم بحنق

( لقد جن الجميع حتماً !! )

قبض كفه فوق جيب بنطاله ليستشعر هذا السلسال أسفل القماش و تلك المحادثة تعود لتقفز أمامه من جديد

( أردال بنى أريد ان اتحدث معك فى شئً ما قبل ان تغادر )

استوقفت نبرات بهار أردال قبل ان يسلك الدرج نحو الخارج ليعود بجسده و هو يلتفت نحوها لتكمل هى قائلة

( هل اتيت الى غرفتِ قليلاً أريد ان اعطيك شئ )

عقد أردال حاجبيه قليلاً قبل ان يومأ براسه بهزة خفيفة بالإيجاب و هو يقول

( بالطبع )

تبعها أردال نحو الغرفة ليستمع مجدداً الى صوتها و هى تقول

( أغلق الباب و تعال بنى )

أغلق اردال الباب و تقدم منها بالرغم من هذا الشعور بالتوجس من تلك المحادثة قبل ان يراها و هى تتوقف عند طاولة الزينة الخاصة بها لتفتح أحد ادراجها بتمهل

لحظات و رآها و هى تستدير نحوه مجدداً ليلمح ذلك السلسال الذى تدلى من كفها ببريقه المميز و أفكار عجيبة تتضارب براسه و عقله لا يريد ان يستوعب فهو يعلم قيمه هذا السلسال جيداً لامه !! .... نظرت بهار الى انعقاد حاجبيه أردال و نظارته المتشبثة نحو السلسال .... لتقطع هى هذا الصمت الناجم من تشوش افكارهم معاً و هى تقول

( هل تتذكر ذلك السلسال ؟! )

تقدم بعدم تصديق و هو يبعد عن أفكاره هذا الهاجس فمستحيل ان تفعل كما يفكر هو فذلك سوف يكون عبارة عن ضرب من الجنون ..... حاول السيطرة على نبراته لتخرج بوتيرتها الطبيعية و هو يردف

( أجل انه سلسال العائلة المتوارث ... و الذى يعنى لك الكثيير على ما اتذكر ! )

أردف جملته الاخيرة و أحد حاجبيه يرتفع باشارة واضحة منه انه يستشعر غرضها بالفعل لكن بهار تابعت و هى تقترب منه بهدوء

( هل تعلم لماذا توقفت عن ارتدائه بالرغم من حبى له ؟!! )

ضاقت عينين أردال و قد استطاعت بهار الاستحواذ على كل تفكيره و هو يحاول استيعاب ذلك الحديث الغريب ليردف و هو يضع يديه فى جيب بنطاله

( لا .. لا اعلم .... و لا أعلم ايضاً ما سبب ذلك الحديث الأن تحديداً !! )

أكملت بهار و هى تقلب ذلك السلسال الفيروزي بين يديها تتحسسه بحنين

( لم أكن أرتديه من أجل سوزان زوجة عمك قادير لاننى كنت استشعر حنقها الدائم حين أرتديه لاننى أنا من حصلت عليه كا كنة مفضلة للعائلة ! فقد فضلتنى جدتك رحمها الله و اعتطنى أنا هذا السلسال )

تجهم وجه أردال قليلاً لكنه حاول ان يبدو بطبيعته و هو يقول

( لماذا هذا الحديث الأن سيدة بهار !! )

ابتسمت بهار على هذا اللقب الذى دائماً ينجم منه حين يكون غاضب منها دون ان يدرك هو ذلك ... لكنها علمت بقرارة نفسها ان ابنها يحمل من الذكاء ما يكفيه ليعلم ما غرضها من ذلك الحديث لذلك لم تطل الامر أكثر و هى تمد كفها الذى يحمل السلسال له و هى تقول

( يجب ان يُعطي العريس هذا السلسال لعروسه بنفسه لذلك أعطيه لك الأن ! )

لم تتحرك عضلة واحدة بوجه أردال ليقول بعدها بجمود

( عن اى عريس و عروس تتحدثي ! )

تقدمت بهار منه بخفه لتسحب كفه من جيب بنطاله و تفرد راحته لتضع بها السلسال و هى تقول

( عروسك بنى نارفين !! )

تجمد جسد أردال للحظات قبل ان تتسع حدقتيه بعدم تصديق و اخذ يحملق بتعابير وجهها وكأنه ينتظر ان تضحك له و تقول انها خدعة لكنه رأى بملامحها مدى صدق كلمها ليردف و عينيه تثور أمام حدقتيها بنبرات ثلجية

( هل تعطيه لى الأن لاقدمه لعروس مزيفة لا تمت لي بصله من الاساس .. بالرغم من أنك لم تفرطي به من قبل مدعية انك لن تستمرى بتلك العادة لحبك الشديد لذلك السلسال ام كان هذا قفط من أجل ان لا تعطيه لتاليا كما كانت تقول هى ... تلك التى كانت فى وقت ما عروس حقيقية )

ابتسمت بهار بهدوء و هى تغلق كف أردال المشدوه على ذلك السلسال قائلة

( لقد قلت لك بنى ان العادات هى ان نعطيه للكنة المفضلة ! )

صمت أردال للحظات و عينيه تعصف بقوة حاول كبحها على قدر الإمكان قبل ان يقول

( كنة مزيفة لا يمكن ان تكون كنة مفضلة سيدة بهار كما انها ليست فتاة تخصني من الاساس ... أم نسيتي انها تحمل طفل آسر !! .... حتى ان حدث هذا الزواج فسوف يكون باطل ... لا تعنيني بشئ ولا يحق لي ان اقترب منها .... ماذا يحدث لك أمى أنتِ تفقديني عقلي ... ما سر تعاطفك الغير مبرر مع هذه الفتاة ! .... الا يكفيك هذا الوضع الذى اصبحت به امام البلد باكملها بسبب لعبتك .... لقد فقدتم عقولكم جميعاً ..... اعتذر منك أمى فانا سوف أعطى ذلك السلسال لمن سوف يقع اختياري أنا عليها بما أنك تنازلتِ عنه الأن أو ربما سوف يظل معى للأبد فانتِ تعلمين جيداً ان هذا الزواج ان تم من الاساس لن يكون سوى زواج زائف .... فنارفين لن تكون زوجة لى كما لن تكون كنة لك فتلك المهزلة لن تستمر أكثر من ذلك حقاً لا اصدق فتاه بوضعها المخزي هذا كيف اصبحت كنتك المفضلة !! )

ألقى كلماته الهادئة التى تحمل بين طياتها الكثير من الحدة ليتركها خلفه و تلك الابتسامة الغريبه غامضة تزين ثغرها !!

اجفل أردال ليتوقف عن التعمق بذكرياته و صوت طارق يقطع عليه الطريق و هو يقول

( لقد اصبحت تشرد كثيراً أردال ما الذى يحدث معك ! )

أخذ اردال يطالع طارق الذى يبدو انه كان يجلس أمامه على سطح المكتب دون ان ينتبه له ..... ليتنحنح بعدها و هو يعتدل بجلسته على مقعده مردفاً

( صحف الْيَوْمَ جميعها يتحدث عن ذلك العرس ! )

تساءل طارق و هو يقول

( هل تقصد عرسك ! )

شاهد طارق محاولات أردال ليتمالك نفسه قبل ان يسمع كلماته التى خرجت لتسقط كدلو ماء على راس طارق

( سوف نحرر نارفين يوم العرس طارق سوف نجعلها تهرب .... لذلك استمع الى جيداً )

تمتم طارق بعدم ادراك

( م ... ماذا ؟!!! ...... هل تمزح ؟! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء