عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-20, 09:28 PM   #116

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

كانت تقف ببهو القصر التى تخطه للمرة الاولى بعد محاولات السيدة بهار المستميتة و التى أخذت تحثها على الخروح من تلك الغرفة و كأنها سجينه هذا القصر تقف أمام هذا الزجاج العملاق و الذى يفصلها عن تلك الحدائق الواسعة تطالع جمالها الذى لم ترى مثله من قبل و هى تحاوط نفسها بذراعياً مرتعشة تحمى نفسها من برودة وهمية تستشعرها هى !!

لقد مضى ثلاثة ايّام منذ هذا المشهد ..... ذلك المشهد الذى يأبى ان يفارق كيانها و كأنه تغلغل به ..... لا تعلم لماذا تكرره بمخيلتها ثانية تلو الاخرى .... هل لتتمسك بوعده بتحريرها ؟! ..... ام لتستمد من تلك النظرات الداعمة الذى أخذ يحاوط عينيها بها القوة و الثبات لتكمل ...... انها تثق انه سوف يفعل سوف يفى بوعده لها ..... كم عجيب ان تثق به و وهو أحد أفراد تلك العائلة ؟!!

بل هذا هو السؤال الذى اخذ يفتك بعقلها فى كل يوم مع ذلك المشهد كيف يوجد شخص مثله بعائلة كتلك ! ..... زفرت بخفه و عقلها يتشتت كل يوم أكثر ..... لم يحدثها أو يحتك بها مطلقاً لن تنكر ان ذلك الشعور يقتلها و هى تستشعر شفقته عليها ..... فحقاً كان منظرها مخزى وهى تفترش الارض بملامبسها الملطخة ... هل قبل ان يحررها لذلك ؟! ..... نفضت رأسها التى تتسارع بداخلها الأفكار يكفيها انه سوف يفعل سوف يحررها .... فقد كانت نظارته تبثها الثقة و الأمان بكلماته بكل مرة كانت تلتقى مع نظراتها بهذه الأيام المنصرمة

ثلاثة ايّام شعرت ان الارض تسير من أسفلها و الكل بدأ يعاملها كعروس مستقبليه لابن العائلة الأكبر و الوريث الاول ...... غامت عينها قليلاً و هى تتذكر تلك العناوين التى انتشرت بجميع الصحف فى الْيَوْمَ التالى لهذا الْيَوْمَ المخزى لها و سؤال اخر اخذ يتردد داخل عقلها و تلك الجملة تتكرر به

" هل وجد أردال الشاذلي الحب مجدداً بعد انفصله عن زوجته السابقة قبل اربعة اعوام بعد ضجيج قصة حبهم و التى انتهت بشكل مفاجئ اثار دهشة الجميع "

لم تصدق نفسها و هى تستفسر عن أمر زواجه من السيدة بشرى أمس و هذا الفضول العجيب يتزايد نحوه داخلها يوماً بعد يوم انه يثير العديد من التسائلات لديها ... ترى ما سبب انفصالهم هذا فكما قد فهمت من حديث ميرال معها من قبل انه كان يعشقها ! .... نطقت تلك الكلمة و هى تعقد حاجبيها بتفكير غريب و هى تردد داخل نفسها .... ترى كيف يبدو و هو عاشق ! .... هل هو من انفصل عنها .. ام هى ؟! ..... هل من أمرأة تنفصل عن رجل يشع أمان الى تلك الدرجة خاصاً ان كان يعشقها ؟!!

اجفلت على ذلك التفكير و هى تستمع الى نبرات مخنوقه لا تعلم ان كانت ما استشعرته بها من حزن صحيح ام لا لكنها كالعادة نبرات ميرال التى تفاجاها بكل مرة

( العروس الهاربة ! )

ازدردت نارفين ريقها و هى تشعر برعب دب داخل أوصلها هل انكشف أمر هروبها لكن كيف تمتمت بهدوء تمثيلي

( كيف ؟! )

شاهدت خطوات ميرال التى اقتربت لتقف بجانبها لتتابع ذات المنظر بعيون يصرخ منها التشتت

( أنتِ تهربين بالغرفة معظم الوقت لذلك أطلقت عليك لقب العروس الهاربة )

تنهدت نارفين بارتياح قبل ان تتمعن بجانب وجه ميرال الجذاب و الذى لا يحمل الكثير من الزينه كالمعتاد لتقول بعدم ادراك و كأنها تعاتب نفسها

( أنتِ امرأة جميلة ميرال !! )

اتسعت حدقتى ميرال قليلاً و هى تلتفت نحو نارفين و التى هربت بنظراتها نحو الامام بعد ان ادركت انها نطقت بتلك الحماقة بالفعل لكنها عادت لتلتفت بصدمة أكبر على كلمات ميرال بنبراتها العجيبة الغامضة !!

( ربما صعب ان اقول أنكِ امرأة .... لكنك ايضاً فتاة جميلة نارفين .... فان اختارك أردال لتكوني زوجته هذا يعنى أنك مميزة بلا شك !! )

شعرت نارفين بضيق كاسح يسيطر على صدرها و هى تشعر بالقهر نحو تلك المرأة التى تنظر نحوها بنظرات لا تستطيع ان تستوعب مكنوناتها لكنها تنبهت لتلك الجملة التى اطلقتها ميرال بهدوء اثلج روحها

( لم يكن أحد منا يتصور ان أردال سوف يُقبل على الزواج مجدداً ..... لذلك اهنئك حقاً لقد كسرتِ هذا الزجاج الهش الذى كان يحتمى خلفة بضراوة بالرغم من صغر سنك ! )

لا تعلم لماذا تنحدر كل مرة نحو تلك الألغام المتمثّلة بحديثها مع ميرال ربما لانها الوحيدة المخدوعة بحقيقة زواجهم ..... لكنها للمرة الاولى التى شعرت بها انها تريد ان تكسر ذلك الخوف ام ربما ان تنهى هذا الفضول لذلك خرجت كلماتها بعفوية مقصودة و هى تقول

( هل تقولين ذلك من أجل موضوع زواجه السابق )

ابتسمت ميرال بالم زواجه السابق و زواجه الأن و هى بالتأكيد ليست احدهم لا تعلم ما هذا الخواء الغريب الذى اخذ يسيطر على روحها منذ ذلك العشاء لقد شعرت انها حقاً لا تريد شئ اى شئ سوى روحها الضائعه بحب أردال لذلك قررت ان تعيش الواقع واقع زواجه من جديد ..... لتومأ برأسها بخفة و هى تقول

( لقد تحول أردال الى شخص مختلف كلياً بعد انفصاله بتلك الصورة التى هزت سمعته بفضل كلام الصحافة الحقيرة فكما رايتِ انهم ينتهزون الفرص للحديث عن اى فضيحة )

تشنج جسد نارفين للحظة تلك اللحظة التى شعرت بضيق غريب اقرب للألم بصدرها لكنها اجفلت على صوت ذلك النباح العالى لتأتيها نبرات ميرال المستنكرة و هى تقول

( يااااالهى لقد عاد ذلك الكلب الشرس لا اعلم حقاً ما سبب حب و تمسك أردال له )

كانت تتحدث و هى تبتعد عن الزجاج العملاق نحو تلك الطاوله التى تتوسط البهو لتحمل هاتفها الذى تزامن رنينه مع صوت النباح المزعج ........ شعرت نارفين بروحها تعود و هى تطالع هذا الكلب الذى يتحرك بغير رضا مع قيده المثبت بأحد الأشجار ..... ابتسمت بخفة و هى ترى حركة ذيله العنيفة الحانقة و لمعان جلده الداكن بشدة تحت أشعة الشمس ....... شعرت بروحها تتحرك بلا إرادة منها نحو ذلك الكائن لتغادر البهو الخانق متجهة نحو الحديقة بسعادة شخص وجد ضالته !!

أنهت ميرال حديثها عبر الهاتف بعد القليل من الوقت لتلتفت نحو نارفين لتعقد حاجبيها و هى ترى الفراق الذى يشغره مكانها عادت لتتقدم من الزجاج بملل لتصطدم بذلك المشهد الذى اتسعت حدقتيها عليه رعباً .... و هى ترى نارفين تحاول فك هذا السلسال الحديدي الغليظ عن ذلك الباب الخشبي الذى يفصلها عن " ريتشارد " و هى تمتمت بذعر متجهة نحو الأسفل

( ماذا تفعل تلك المجنونة يااااالهى الا تعلم عن شراسة ريتشارد سوف يؤذيها !! )

أخذت خطوات ميرال تتسارع فوق كعبها و هى تتمتم بهلع و يداها تسارع لتخلعه بعد ان كاد ان يعرقلها

( يااالهى تباً ! )

ترجل أردال من سيارته ليتبعه طارق و هو يقول بنفاز صبر

( أردال الا تستمع الي !! لما لا نفعل ذلك قبل ليلة العرس لماذا ننتظر يومها )

حرك أردال رأسه بنفاز صبر لتتسع حدقتيه و هو يستمع الى النباح ليمط شفتيه و هو يقول

( هل عاد ريتشارد ؟!! )

التفت نحو هذا الحاجز البعيد عنه بعدة أمتار و الذى يتواجد به بيت ريتشارد بحركة عفوية منه ليرى نارفين تحل ذلك السلسال لتلقيه على الارض و يدها تزيح الباب لتتقدم الى الداخل بكل سهولة !!

صرخة صدحت باسمها من نبراته المذعورة و جسده يركض بسرعة لم يسيطر عليها أو يستخدمها من قبل


لحظات فقط ليشعر بصدمة شلت جسده ليتشنج و هو يطالع مشهد عده من اعجب ما رأى بحياته ..... أخذ يحاول استيعاب ما يحدث للحظات تبعها قدوم كل من ميرال اللاهثة بعنف و طارق المصعوق !!

تنفس أردال اخيراً بعد ان كان يحبس انفاسه و هو يرى ريتشارد يستكين بشكل عجيب لكف نارفين التى كانت تلاعب رأسه تارة و تحتوى وجهه بين كفيها تارة اخرى ..... ازدردت ميرال ريقها بجمود و هى تتمتم بزهول جذب أنظار طارق دون أردال الذى كان يتابع المشهد بعدم تصديق

( كيف ؟!! ... انه .... انه ! )

صمتت غير قادرة على الكلام ليكمل طارق بخفوت

( انه شئ غريب ! )

تقدم أردال خطوات قليلة بعدم اتزان ملحوظ ليهمس باسمها بنبرات مشوشة

" نارفين "

رفعت رأسها و كفها لا تزال تتلاعب رأس الكلب الذى حين رَآه أردال بدأ يهز ذيله فى تعبير واضح عن سعادته ليقفز بعدها نحو أردال الذى اخذ لحظات قليلة يتطلع نحو نارفين ليلتفت عنها نحو ريتشار الذى كان يتقافز حوله يداعب وجه بعد ان جثا على ركبتيه كما كانت تفعل نارفين ليسارع ريتشارد بلعق وجهه بسعادة ليبتسم أردال و هو يبعده بمرح عنه قائلاً

( توقف ريتشارد كيف اتيت الى هنا هل اثرت الشغب مجدداً ..... هاااا حسناً حسناً توقف )

أخذت نارفين تتطلع نحو أردال و عينيها تتركز على تلك الابتسامة ...... انها المرة الاولى التى ترى بها ابتسامته الحقيقية و ليست الهازئة تمتمت و يدها تمتد لتداعب رأس ريتشارد المستكين بهدوء بين احضان أردال

( اسمه ريتشارد اذاً ........ حسناً ريتشارد و أنا نارفين تشرفت بلقائك )

ارتد أردال قليلاً للخلف مع حركة ريتشارد المفاجئة و هو يقفز نحو نارفين ليتقافز نحوها .... عاقد الحاجبين لا يستوعب تحديداً ما يحدث أمامه .... تقدم طارق بهدوء و هو يتمتم باسم أردال مما جعل ريتشارد ينبح بعنف و شراسة نحوه و هو يحاول ان يحل قيده ليتجه نحو طارق ...... مد أردال كفه ليربت على رأس ريتشارد و هو يقول له بنبرات حادة بعض الشئ

( ريتشارد توقف )

استكان ريتشارد بمكانه ....... استقام أردال و هو يسحب نارفين لتستقيم معه يقول بنبرات لم تستطيع تفسيرها

( نارفين لا تقتربى من ريتشارد مجدداً ... انه شرس ولا أحد يستطيع ان يسيطر عليه لا تقتربي منه حتى لا يؤذيكِ )

نظرات نارفين بعدم تصديق نحو ريتشارد الذى استكان تماماً و هى تقول

( انه ليس شرس ابداً )

ازدرد أردال ريقه و هو يرى ريتشارد الذى يتقبل لمسات نارفين بشكل عجيب ليعود و هو يكرر كلماته بحده لا يعلم ما سببها تحديداً

( قلت لكِ لا تقتربى منه )

اقترب عدة خطوات حتى بات يقف أمامها على بعد خطوة واحدة ليقول بجانبها حتى لا تستمع ميرال المتشنجة مكانها بعدم تصديق حديثه

( فانتِ من الاساس سوف تغادرين بعد ثلاثة ايّام فلا داعاً لكى تتقربى منه !! )

نظرت نارفين لنظراته الغامضة بعدم فهم وهى لا تعى ما سبب ذلك الغضب الذى حل به لكنها شعرت ان عليها ان تغادر ذلك المكان و هى ترى نظرات كل من طارق و ميرال التى تتمعن بها بشكل اثار تعجبها من ملامحهم تلك و قد فعلت و غادرت

اخذ أردال يتابع خطواتها و أذنه تستقبل اعتراض ريتشارد على ابتعادها هذا لتتنبه حواسه على نبرات طارق و هو يتساءل

( كيف استطاعت ان تتقرب من ريتشارد بذلك الشكل ؟!! )

نظر أردال نحو طارق دون رد و عقله يكرر ذلك السؤال داخله دون ان يستطيع معرفة إجابته ليردف و هو يتحرك نحو الخارج بهدوء دون ان يبالى لسؤال طارق

( سوف اعود للشركة لقد تذكرت شئً ما )

ابتسم طارق بداخله ربما كل شئ اصبح درب من الجنون لكنه يعلم جيداً ان كل شئ يحدث معنا يكون علامة ...... فقط علامة من أجل ان نخطوا أو نتراجع !! ..... انحرفت نظراته نحو ميرال التى لا تزال تقف مكانها وكأنها تحاول استيعاب اى شئ

تنهد و عينيه تنغلق ليمنع نظراته ان تجول على ملامحها المزهوله ... لكنه لم يمنع قدماه ان تتقدم نحوها بهدوء .... شملها بنظرة سريعة هكذا أراد هو ! .... كما اصبح يفعل دائماً حين يراها و كأنهم ليسوا سوى غريبين لكنه لم يستطيع ان يمنع نبراته الخائفة و هى تنطق بما تراه عينيه التى انزلقت نحو قدمها

( ميرال ان قدمك تنزف !! )

نظرت ميرال نحو قدمها بلا مبالاة لتجد ان بعض قطرات من الدماء تتجمع بجانب قدمها اليسرى لكنها لا تشعر باى الم بها ...... فذلك الالم الذى كان يعتصر قلبها كان كفيل بمحو اى الم مقابلاً له لتقول و هى تغادر أمام أنظار طارق التى هاجت بمشاعر كافة !!

( لم يعد يهم طارق !! )

تابع طارق ميرال التى تغادر مطأطأة الرأس للمرة الاولى بعد مدة طويله من الزمن ... للمرة الاولى يراها بهذا الشكل حتى انه نسى هذه الميرال الضعيفة !! ..... تابعها و هو يبتسم بهدوء متألم يحاول ان يستمد منه اى شئ لتلك النيران التى تهيج داخله بعنف و هو يردد بخفوت ألمه

( بل لايزال ميرال رغم كل شئ !!! )

دلفت نارفين الى الغرفة .... غرفته بخطوات شاردة بتلك الجملة التى قالها

" أنتِ من الاساس سوف تغادرين بعد ثلاثة ايّام فلا داعاً لكي تتقربين منه "

لا تجد ما يعبر عن ما بداخلها فهل هذا تصريح منه حقاً انه سوف يفى بوعده لها ام ماذا ؟! .... دب سؤال اخر بعقلها بذات الوقت بدل ان يريحها هذا الكلام لقد ارعبها

“ هل سوف يفى بوعده على حساب كلام الصحافة عنه !!! ام انه يمتلك حل اخر ؟! “

زفرت باضطراب هذه المشاعر التى لا تجيد وصفها .... مشاعر أصدرت صدى لوخزة غريبة بقلبها .. رفعت كفها تمسح على ملامحها لتلاحظ هذا الاتساخ الذى حل بكفها اثر صدى ذلك السلسال مما جعل عقلها يتشتت أكثر !

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء