عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-20, 09:31 PM   #117

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مقلتيه مثبته على ملامحه عبر مرآه السيارة الداخلية و عقله مُغيب بمكان و زمان اخر و لا للعجب انها المرة الاولى الذى يشعر انها ذكرى تعود اليه و ليس تلك الدوامة التى كانت تسحبه داخلها ليعيش بها مشاعر شتى من الالم ..... لكن هذه المرة اصابه تشوش عجيب تلك المرة و ذلك الصراخ يعود ليتقافز داخل مخيلته

( ااااه أردال توقف أبعده عنى ... أردال لا تمزح تمسك به جيداً )

صدحت ضحكة أردال عالياً بينما كان يركض خلف تاليا ممسكاً بمقبض الحبل الذى يلجم ريتشارد به قائلاً بمرح

( تاليا يجب ان تعتادى عليه و تجعليه يعتاد عَلَيْكِ انه جزء منى )

عادت للصراخ مجدداً و هى تقول بانفاس لاهثة من الركض

( توقف أردال لقد حاولت و أنت تعلم .... انه شرس و لا يرضخ لأحد سواك حتى أمك و آسر انه لا يقبل بأحد على الإطلاق )

تنهدت و هى تقف لاهثة بعد ان توقف أردال لتكمل هى من جديد

( لا اعلم لماذا تتمسك به و هو شرس بذلك الشكل )

عقد أردال حاجبيه بخفة يردد و يده تعود لربط حبل ريتشارد بأحد الأشجار

( انه ابن روكى كلب أبى ... فأنا أعده الذكرى الوحيدة منه و أنا حقاً احبه تاليا )

زفرت بتذمر و هى تعود لتتحدث بدلالها المعتاد

( انه يثور كلما رأني ... لا اعلم السبب لذلك حقاً ! )

جذبها أردال بخفة يعتقلها بين ذراعيه القويتين بعدما خطى نحوها خطوات واسعة و يردف بهيام

( لأن صاحبه يثور هو الاخر حينما يراكِ )

طبع قبلة خفيفة على محيط رقبتها يهمس بنبرات مكتومة بين تجويف بشرتها

( هل سوف ترضين عنه الأن ؟! )



( هل سوف تذهب لشركة بقميصك هذا ؟!! )

اجفل أردال على نبرات طارق الذى أشار له بعينيه نحو تلك البقعة السوداء التى تتوسط صدره على شكل قدم ريتشارد .... ليصله بعدها صوت أردال ببضع كلمات فقط و هو يترجل من السيارة نحو مدخل القصر

( سوف استبدله و اعود انتظرني لن اتاخر)

***

أخذت تمسح على جرح قدمها بتلك القطعة القطنية التى تمتلئ بمعقم الجروح دون ان تشعر بالمها و كأن الخواء أصبح يسكن روحها ، ابتسمت بحماقة بدأت تزداد داخلها .... حماقة لم تعترف لنفسها بها يوماً سوى الأن و كأنها أدركتها للتو رغم انها تلبستها و علمت هى عنها منذ زمن بعيد .... لكنها أبت ان تعترف انها هى سبب خسارته هى من ادخلت تاليا بيدها لحياته من قبل ..... لكن ما هو الذنب التى اقترفته لتدخل نارفين بحياته الأن و ان تكون مميزة بهذا الشكل حتى لريتشارد !!

عاد ذلك الالم الذى أصبح يحاصرها .... تعالت ضحكاتها و تلك الصور التى مر عليها أكثر من ستة أعوام حينما كانت بمثل عمر نارفين الأن تعود لتتدفق أمام مخيلتها مع تدفق دموعها

( توقفى تاليا سوف يكتشف امرى الأن .... لم يكن على ان اقول لكِ شئ .... يااااالهى انه يتجه نحونا )

نظرت كليهما بإعجاب واضح لذلك الذى تمثل نظراته و خطواته جاذبية مبالغ بها بالنسبة لهم دون عن الجميع لينتهى بهم الحال و هم يستمعون الى نبراته العميقة كانت و لاتزال

( ميرال ماذا تفعلين هنا لماذا لست بجامعتك ؟! )

ابتسمت ميرال لتخفى هذا التأثر الذى أقسمت انه ظاهر له دون أدنى شك لتقول بعدها بخفة

( لقد اتيت حتى ارى أبي ..... أنت كيف حالك أردال )

استجاب أردال لابتسامتها بالمثل قبل ان يقول

( يؤسفني ان اقول لكِ انه غادر مع عمى للتو ..... و أنا بخير كما ترين و أنتِ ماذا عنكِ )

اعادت ميرال خصلة هاربة مش شعرها الأسود للخلف بتوتر قبل تردد ببعض التوتر

( أنا بخير شكراً لك )

رفعت أنظارها لترى نظرات أردال قبل تتجه نحو تاليا قبل ان يقول

( لم تعرفيننا )

ارتبكت أكثر من ذلك الموقف لتزفر و يدها تمتد فى الهواء بإشارات عكسية نحو كل من أردال و تاليا و هى تقول بتلعثم

( اعتذر .... انها تاليا صديقتي المقربة من الجامعة و هذا أردال الشاذلي بالطبع غنى عن التعريف فالصحف تتحدث عنه و عن مغامراته بشكل يومى !! )

رفعت تاليا أنظارها تواجه عيون أردال الذى أومأ برأسه بخفة و ابتسامته تزين ثغره قائلاً بهدوء

( انها تبالغ قليلاً تشرفنا آنسة تاليا )

ثم اكمل بعدها و هو ينظر الى ساعة معصمه

( حسناً ميرال من الأفضل ان لا تنتظري فهم لن يعودوا الأن )

عاد لينظر الى ساعته من جديد و هو يقول

( اعتذر على الذهاب الأن من أجل اجتماع مهم ...... هل تريدين شئ )

ابتسمت ميرال و عينيها تلتمع بسعادة لهذا السؤال الغير مقصود

( لا شكراً لك )

تابع كل منهم مغادرته لتردف تاليا بانبهار بعد لحظات من متابعة اثره

( انه أطول من الصور بكثير و أوسم ايضاً ..... ميرال لكِ كل الحق ان تقعدي بحبه )

عادت ميرال من ذكرياتها و هى تُلقى بجسدها نحو الخلف لتتلقفها نعومة فراشها التى كانت ولا تزال تشعر به كدرب من الأشواك تترك العنان لدموعها لتنحدر بصمت لعذاب روحها بينما كان كفها يعتصر صدرها موضع قلبها المكلوم بعنف

***

أخذت تطالع صورتها بمرآه الحمام المزخرشة برقى تمسح على ملامح وجهها بقطرات الماء البارد التى تتضفق بهدوء لتُهدأ تشوش رأسها الذى عاد مع هذا الصوت الذى يتردد داخلها ان عليها الهرب من هذا المكان رغم اى شئ فيجب عليها ان تفكر بمصلحتها هى بالمقام الاول ... لكن هناك شعور اخر ينقبض له قلبها و هى تحاول ان تسكته ولا تعلم ما سبب ذلك الشعور الغريب الذى يحثها الا تفعل !!

أغلقت صنبور الماء و هى تتمنى ان تنغلق معه افكارها المشوشة لتسير نحو الباب مغادرة ارجاء الحمام تزفر انفاسها المتقطعة لتصدم بتلك الرياح الذى خلقها دخوله بحركة سريعة جعلتها تفقد اتزان جسدها للحظات بينما ترتد للخلف حيث أوشك رأسها بالارتطام مع اطار الالباب لكنها وجدت كفه القوية تتلقى رأسها بحركة أسرع و ذراعيه تمنعها من السقوط تمنعها من الهلاك للمرة التى لا تعلم عددها !!

لم تكن أنامله البارده على فروة رأسها ولا نبراته المتسائلة هى من ايقظتها بل انفاسها التى انحبست داخل صدرها حتى صرخ بحاجته للهواء هى من نبهتها الى سؤاله الذى اعاده مُرفقاً اسمها بجانبه

( هل أنتِ بخير نارفين ؟!)

أومات برأسها ببلاهة تحاول ان تلتقط انفاسها بشكل منتظم لتعود لها نبراته التى تدب مشاعر مختلطة داخلها

( عَلَيْكِ ان تنتبهي أكثر كى لا تؤذى نفسك .... يجب ان تكُفي عن شرودك هذا !!)

رفعت عيناها نحوه لتجد ملامحه قريبة منها كما لم تكن من قبل ترسم جميع معاني الغضب الممزوج ببعض الحنان و الحرص !!

مزيج عجيب جعلها تجول بين خطوط وجهه الظاهرة من الغضب لتتأكد انها لم تفقد عقلها بعد .... شعرت بعضلة فكه تتشنج قبل ان يحاول إفلاتها و الابتعاد عنها لكن صرختها المعارضه و هى تمسك بمعصم يده التى تسند رأسها مرددة كلمة واحدة فقط

( شعري )

توقف عن الحركه قبل ان يقترب بجسده بحذر ليرى خصلات شعرها التى تشابكت مع أزرار ساعته البارزة ليردف بعدها و هو يقترب أكثر منها

( حسناً توقفى لقد علق شعرك بالساعة )

حاولت منع انفاسها التى أخذت تزداد وتيرتها لكنها كانت تعود لها محمله بهذه الرائحة التى لاتزال عالقة بوسائده حتى بعد تغير تلك الوسائد بشكل يومى لم تفارقها رائحته !!!

لم تشعر بكلماتها التى خرجت بهدوء اعتقاداً منها ان حديثها هو الحل الأمثل بذلك الوقت ... كلمات بدت لها مبعثرة لكنها جعلت حواسه تتنبه لها بشكل عجيب

( لم أكن اعلم ان ريتشارد يخصك ..... اعتذر )

شعرت براسه تتحرك قليلاً نحوها ليلقى عليها نظره جانبيه دون ان يردف بحرف ت مما جعلها تصمت و هى تسب حماقتها داخلها لكنها توقفت عن هذا حينما تسللت نبراته بجانب إذنيها و ذراعيه تحاوطها و تركيزه ينصب على تلك العقدة

( ريتشارد شرس يؤذى كل من يقترب منه ربما عاملك بهذا الهدوء لانه شعر أنكِ تحملين روح داخلك أو ربما لانه عاد من مركز التاهيل الخاص به ... لكن هذه ليست طبيعته لذلك لا تقتربى منه مجدداً )

كانت نارفين من زاويتها الصغيرة المحشورة تلك تتابع حركة هذا الجزء الامامي البارز من رقبته المسمى بتفاحة آدم و الذى أخذ يرتفع و ينخفض مع حديثه و نبراته العميقة بشكل زاد من ارتباكها لتقول اول شئ خطر بعقلها لتشتته دون ان تبحث بمعانيه المبطنة و التى لم تكن تدركها هى من الاساس

( هل تعنى انه يتعامل معى بذلك الشكل دون عن الجميع فقط لاننى حامل ! .... أنا لا ارى انه شرس على الإطلاق بل أننى شعرت بروحى تعود بجانبه ....... انه )

تألمت من حركه كفه التى تحركت بشكل غير مدروس مما جعل أحد خصلات شعرها تتشابك أكثر ليباغتها أردال بقوله

( اعتذر ..... فحديثك لا يساعدنى على التركيز بما افعل هل توقفتِ عن الحديث حتى انتهى )

زفرت نارفين باضطراب واضح جعل انفاسها تداعب فكه !! .... تنهد هو الاخر ليزيح تشوش غريب حل به ليعود و يَصْب تركيزه على حل تلك العقدة اللعينة و التى تتشابك أكثر كلما حاول فكها .... لحظه من الصمت جعلتها تعيد أخر الاحداث داخل عقلها .... عقلها العالق بهذا الشخص الذى يحيط بها الأن لتتخذ ذلك القرار ... قرار ندمت عليه بعد لحظات قليله من اتخاذه .... حينما خرجت نبراتها خافته مرتجفة رغم ارادتها و هى تتساءل

( ما الذى سوف يحدث مع الصحافه بعد ان اذهب ؟! )

شعرت بتشنج جسده القريب منها و توقف حركه يده للحظه قبل ان تسمعه يقول بنبرات قوية بينما لم تتوقف يده يكمل عمله لكن بعنف بعض الشئ

( رحلتك سوف تنتهى معنها حينما تغادرين فلن يعود اَي شئ هنا يخصك ..... لذلك )

صمت ليبتعد قليلاً يواجه باعصاره عينيها التى اهتزت حدقتيها بالفعل و هو يضيف

( اهتمي بما يخصك فقط !! )

نظرت لعمق عينيه تقول بارتجاف طال جسدها

( لا أريد ان تتحدث الصحافة عنك ... أنا )

فزعت و هى تشعر بمعصمه الذى سُحب من جانب رأسها و بعض خصلاتها لازالت عالقة بساعته !!

لم تشعر بالالم بتلك اللحظة بل الصدمه التى شلت اطرافها و نبراته تخترق روحها قبل إذنيها و هو تقول بحده الإعصار

( أنتِ لا تمتلكي فرصة الاختيار ايتها الصغيرة ... فتوسلك لايزال يرن هنا بعقلي لذلك لا تتدخلى بشئ لا يخصك ! )

غادر .... أجل غادر أمام نظراتها المصعوقة و التى جعلتها تقف لعدة دقائق تتابع الباب الذى صدح صوت انغلاقه بعنف و داخلها يتالم بشكل مضاعف استعجبته كما كل شئ يحدث معها الأن

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء