عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-20, 09:47 PM   #143

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير على احلى متابعين ❤


الفصل الثامن


تحرك عزام بهدوء يلتقط أحد أقداح المشروبات الباردة من على هذه الطاولة التى تحمل ما لذ و طاب من جميع أنواع الطعام و الشراب يحتسيه دفعة واحدة و هو يحاول اخماد تلك النيران التى تشتعل داخله بينما كان يتابع أردال يتلقى التهاني من الجميع و نظراته تشتعل بكره لا يستطيع ان يسيطر عليه و الذى يزداد كل يوم عن سابقه !! ..... اشتعلت عيناه و هو يرى ضحكته التى صدحت ليتمتم بغل داخله

( سوف أتخلص منك ... عاجلاً ام اجلاً هذا وعد )

التفت عزام الى أحد رجاله الذى مال فوق كتفه يستمع الى كلماته التى أعلنت عن طبول فرحته المكبوتة

( سيدى ... لقد سمعت بعض الاقاويل بالأعلى حينما كنت أراقب الوضع كما أمرت .... لقد سمعت ان العروس قد هربت او شئ هكذا ...)

انطلقت ضحكته عالياً مما لفت بعض الأنظار نحوه و هو يقول بنبرات شامته منخفضة

( كم سوف يكون هذا مسلياً أردال .... كم سوف استمتع وانا ألقى بسمعتك نحو القاع )

لتلتمع بعدها عيناه بنوع أبشع بكثير من الكرة و هى تشمل أردال الذى توجهت أنظاره هو الاخر نحوه اثر ضحكته تلك و للمرة الاولى لم يبالى له و عقله الذى يحاول ان يشتته ينزلق منه نحوها و قلق غريب ينتشر داخله جعله يلتقط هاتفه لتخط أنامله أرقام هاتف شخص واحد

" طارق "

***

سكون غريب حل بتلك السيارة التى كان يقلها كل من نارفين و طارق ... سكون خارجي تنافى عن هذا الصراع الذى ينشب داخل عقلها .... عقلها الذى كان يلتحم مع تلك الاحداث التى أخذت تتقافز لتتسارع لها وتيرة نبضاتها ..... أغمضت نارفين عينيها و زفرة مكبوتة لم تتخطى رئتيها تخنق مُقاومتها أكثر و ذكرى كلمات جعلتها ترتعش للمرة الاولى بعنفوان ... كلمات كانت اول ما سمعتها منه حينما لم تكن تدرك ان هذا الشخص هو حاميها .. لم تكن تعلم ان ذلك الذى شعرت بخفقات قلبها تتسارع من نظراته الشرسة نحوها بتلك اللحظة هو ذاته الذى سوف يسعى ليحررها و تشعر بالامان بوجوده .... عادت كلماته فى هذه اللحظة لتحتل مخيلتها المتعبة من كثرة تشوشها و كأنها انتقلت عبر الزمن اليها من جديد !

( شاحبة كالأموات ..... و ترتجفين ايضاً ....... لن ينطلي هذا على )

خرج صوته الغليظ بحشرجة مخيفة اجفلتها خاصة و هى تراه ينهض مغلقاً زر سترته بهدوء مربك يتقدم منها بخطى ثابته جعلتها تدرك اقتراب نهايتها لا محاله

هل هذا الوحش الذى حجب طوله الفارع و ضخامة جسده الهواء عنها هو من سوف ينهى حياتها كما اخبرها آسر لكنه لا يشبه المجرمين التى تراهم بالافلام او التى تسمع عنهم .... اغمضت عيناها هاربه من نظراته المتدنية لها محاولة السيطرة على انتفاضة جسدها أسفل ظله المرعب

( أنتِ نارفين اذاً ؟!! )

صمت لم يدم كثيراً ليقطعه صوته القاسى مجدداً بنبرات متقززة

( أردال الشاذلي .... أبن عم آسر )

لا تعلم هل حقاً شعرت انها تريد ان تبتسم لحماقتها بهذا الوقت ام هل كانت كالأطفال المذعورين من الاشباح بالرغم من انه لايشبههم مطلقاً !

ذهبت هذه الذكرى لتجعلها تنهدت بخفة و هى تدرك عبارة أملاها عليها والدها من قبل ولَم تتعمق بها كثيراً بذلك الوقت لكنها كانت كحصن لها بأحد المواقف التى جمعتهم

" المظاهر أحياناً تكون خادعة يا ابنتى "

مواجهات كانت دائماً تترك اثر بقلبها دون ان تُدرك لتتذكرها واحدة تلو الاخرى الأن و تلك الجملة تعود معها ذكراها أمامها من جديد ....

( كنت اتساءل متى سوف تظهرين وجهك الحقيقى ؟! )

ارتفعت عينيها نحوه بصدمه و هى تُحرك شفتيها دون ان تتحدث و نبراتها عاجزة عن التعبير عما بداخلها لتراه و هو يقترب خطوه منها لتتبين نظراته التى يملئها الكثير من الاستحقار والتى لا تعلم لماذا تستفزها بهذا الشكل المضاعف منه هو

هى تعلم بقراره نفسها انها لا تستحق تلك النظرات التى تخنق روحها و تقتل داخلها و قبل ان يستدير مغادراً همت لتتحدث هى هذه المرة لتكون الصدمة من حصته هو بنبرات أخذت تعلو مع كل كلمة

( لماذا على ان ان اصمت عن هذه الإهانة .... هاااا لماذا ...... لماذا على ان اقبل تلك النظرات ... هل تقبل أنت ان يمر أحد بجانبك لا تريده له ان يفعل ... إذن لماذا تريد منى ان اقبل اهاناتكم ؟! ... لماذا تتعاملون معى بهذا الشكل الظالم ... لماذا تُحملونني أنا كل شئ و كانني أنا المخطئة الوحيدة بهذا الأمر ؟! )

اختنقت رئتيها تطالب بالهواء مما جعلها تصمت للقليل من الوقت و هى تلهث مستنشقة بعض من الهواء الذى غادر رئتيها لتراه و هو يلتفت ليواجهها من جديد ببردوه و كأنها لم تكن تتحدث معه من الاساس

عادت لتتحدث أمام ظله الذى غطاها مع اقترابه منها بنبرات خافتة متألمة و متسائلة لكنها تحمل قوة لم تكون تحملها داخلها بالفعل

( لماذا اصمت وانا استمع الى هذه الاتهامات ؟!! )

لحظات فقط لتتواجة تلك الامواج المتلاطمة بمحيط عينيه مع سمائها الملبدة بالغيوم قبل ان تغمض هى عينيها بقهر بعد ان رأت ابتسامته الهازئة تعود لتزين ثغره من جديد لتستمع بعدها الى كلماته الثلجية و التى للعجب اثارت داخلها نيران لم تعلم عنها شئ قبل ان تتعرف عليه و لم تكن تعلم انها من الممكن ان تثور فقط من كلماته فهى دائماً لم تكن تهتم الى نظرة الناس لها لكن هذه الكلمات التى خرجت مُسممة من بين شفتيه اصابت أعماقها

( حقاً اتهامات !! ....... غريب الا تقفين الأن امامي و أنتِ تحملين طفلاً ناتج من علاقة غير شرعية مع رجل متزوج )

حقاً ان شعور ان ينغرس داخلك سكين حاد اقل الماً من هذا .... لم يعد يهمها اى شئ سوى كرامتها تلك التى يدهسها هو بحذائه ..... هذه النيران التى أخذت تتزايد داخلها بشكل بات لا يحتمله عقلها حتى لم يعد شعورها بردات فعل جسدها موجود من الاساس فهى حقاً لم تكن تعى يدها تلك التى ارتفعت من اجل صفعه سوى و هى تُحتجز بين كف يده السليمة بعنف جعلها تنتفض بعنف مضاعف له و هى تحاول الافلات من براثينه لكن قبضته التى كادت ان تهشم عظامها لم تسمح لها بالهروب كما ارادت خاصتاً و هى تواجه تلك العاصفة بنظراته قبل ان يهدر بفحيح ارعبها بجانب إذنها قائلاً

( قلت لكِ من قبل أننى سوف أكون أكثر من قادر على التعامل مع وجهك هذا ايتها الفتاه ... فأنا اعلم كيف اتعامل مع مثيلاتك .... فجميعكم ناكرات للمعروف )

هل جنت حقاً لا تعلم ... فهذا الشعور الاحمق الذى أخذ يتعاظم داخلها لتثبت له انها ليس كما يراها اصابها بالجنون و هى تعى فداحة ما قامت به منذ قليل فى حقه ... هو الذى منع عنها تلك الصفعة التى كادت ان تهوى على وجنتها لتقوم هى بفعلتها تلك .... شعرت و كان روح اخرى تلبستها خاصتاً مع هذه الكلمات التى خرجت بحماقة من بين شفتيها و هى تردف بنبرات مضطربة و شئً واحد فقط تريد اثباته

( احقاً !!!! .... احقاً تعلم كيف تتعامل مع مثيلاتي .... و من هم مثيلاتي؟!! ... هل تقصد تلك المرأة التى كانت زوجتك ... و الذى على ما يبدو قد تركتك لقسوتك و برودتك !! )

انتفضت بعنف و هى تشعر بأنامله تكاد ان تخترق لحمها و نبراته التى هدرت بعنف و هو يشد من قبضته على كفها قائلاً بفحيح كاد ان يحرق وجهها

( أنت .... أنت كيف تجروئين ... من أنت .... و ماذا تعرفي عنى لتتحدثي هكذا ؟!! )

شعرت كأنها ورقة بين يديه و هو يقوم بهزها لتتحرك معه بكل سهولة تردف بنبرات مرتجفة و عيون مغمضة أمام بركانه المتفجر لتزداد صدمته و جنونه منها

( اعلم ... لذلك اعتذر ... فأنا حقاً لا اعلم شئ لكن لماذا أنت تحكم على بهذا الشكل و أنت لا تعلم عنى اَي شئ من الاساس .... هل ترى ما التى تفعله بِنَا الأحكام المسبقة .... كما أنا لا اعلم شئ عنك فأنت ايضاً لا تعلم .... فالمظاهر أحياناً تكون خاطئة أيها السيد )

شعرت انها لن تتحمل أكثر من ذلك فهى ليست بحاجة لذكريات أكثر لتذكرها بما سوف تقترف من خطأ الأن لتقطع هذا السكون الزائف و هى تتجة بنظراتها نحو طارق الذى كان يَصْب كل تركيزه على هذا الطريق المظلم الذى لم تلحظه سوى الأن و هى تتساءل بهدوء استمدته من سكينه روحها التى اتخذت قرارها النهائي

( ماذا تحدثت الصحافة عن انفصالهم ؟!! )

ألقى طارق نظرة جانبية نحوها دون ان يترك التحكم بمقود السيارة حتى هذه الجملة التى انطلقت من شفتيها و هى تعود بانظراتها نحو الطريق الى الجهه الاخرى

( لكنى اعتقد اننا لا نمتلك الكثير من الوقت فطريق العودة لن يستغرق سوى عدة دقائق أليس كذلك ؟!! )

شعرت بتوقف السيارة بعد انحدارها الى جانب الطريق و نظرات طارق التى شملتها و التساءل كان عنواناً لها قبل ان تنطقها شفتيه

( ماذا تقصدين ؟!! )

ابتسمت نارفين و عينيها تحاكى اصرار جعل ملامح طارق تشرق من جديد و كلماتها تؤكد له ما استشعره

( لقد تراجعت طارق .... انا لن ارحل )

ظهرت ابتسامة طارق و هو يردف بتساءل احمق

( لما ؟! )

التمعت عينيها و هى تردد بينما كانت ذاكرتها تعود الى تلك المشاهد و المواقف المنصرمة التى جمعتها معه لتقول

( من أجل الشخص الوحيد الذى ساعدني من دون مقابل .... الشخص الوحيد الذى أنقذني عدة مرات من الموت و الذى مازال نبض طفلى ينبض داخلي بسببه ...... لن أكون ناكرة للجميل بذلك الشكل طارق .... لقد سمعت حديثكم و ادركت أننى كنت محقة حينما شعرت ان رحيلى بهذا الشكل سوف يضره ..... لكن عقلى تاه بتلك السعادة التى اختفت بعد ان غادرت هذا القصر بلحظات فقط .... لحظات أخذت تنير إشارات لم أكن اتنبه لها أو كنت اهرب منها لا اعلم ..... لهذا هيا لا يجب ان نضيع أكثر من ذلك فلم يعد أمامنا الكثير من الوقت )

ابتسم طارق بعدم تصديق و هو يتمتم بتشتت

( نارفين ياااااالهى أنتِ.. )

( أنا لن أستطيع ان اعود بذلك الصمت ... لهذا عليك ان تجيب عن سؤالى سيد طارق )

اتسعت ضحكته و هو يعود لشغل محرك السيارة قائلاً

( سوف اختصر لك لا تقلقى ... لكنني لم اقل لك شئ )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء