عرض مشاركة واحدة
قديم 19-09-20, 09:49 PM   #145

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مشاهد كان يتابعها الكثير كل منهم من منظوره الخاص فغضب كاد ان ينفجر بأبشع صوره من مقلتي عزام و الذى ادرك ان جسده اصبح يهتز و سعادته تتلاشى حتى كادت تنفجر خلايا عقله ... لا يستوعب ما الذى يحدث بينما فى اللحظة ذاتها كانت تتطاير فيها قلوب من السعادة ... قلوب تدعو بقلب مفتوح مع دموع تنزلق امتناناً و كفان يتعانقان و لم يكونا سوى لبهار و بشرى بينما اخرى تتضارب بالم مكبوت و عبرات متحجرة داخل سجون القلب ترفض حتى الانحدار خوفاً من ان يلاحظها أحد لتهرب صاحبتها بها بعيداً عن الأنظار الى حيث تستطيع إطلاق سراحهما لربما تخفف من هذا الثقل الذى يشتد على جانبات صدرها !!!

هربت ميرال و هى تكتم شهقة خائنة كادت ان تتحرر .... هربت بعيداً الى حيث لا تعلم لكنها ايضاً كانت غافلة عن تلك العيون التى تراقبها بجزع و الم امتزج مع خفقات مبعثرة ..... تبعها طارق بقدمه قبل عينيه و هى تهرب الى الخارج بثوبها الداكن الذى التف حول جسدها الممشوق بشكل مستفز لحواسه .... لحظات و رآها تتوقف بأحد الأركان المظلمة و شهقاتها تتصاعد من بين شفتيها

توقف على بعد خطوات منها هو الاخر ليتمتم بخفوت حاول التحكم بنبراته المتحجرشة و هو يردد اسمها ..... و حينها التفتت هى لتقابله بعيون دامعة أخذت تتكاثف حتى انزلقت كالأنهار على وجنتيها مما جعله يقترب و منظرها هذا يعذبه و يدمى قلبه الجريح منذ ان عرفها حتى وجدها دون اى مقدمات تهفو نحوه حتى ارتمت بكامل جسدها فى محيط ذراعيه و دموعها تنزلق بالم أكثر صاحب شهقاتها المخنوقة بصدره

حاول السيطرة على جسده حتى لا يتجاوب معها لكنه فشل ... لم يكن يستطيع ان يتخيل ان هذا يحدث بالفعل فهو لم يتمكن من الشعور بها بهذا القرب منه من قبل حتى فى هذا الوقت الذى كان يدعى به تلك المسرحية المبتذلة .... مسرحية الصداقة الحمقاء و التى انتهت بدمار قلبه و انشطاره الى اجزاء مبعثرة ليخونه جسده و يده ترتفع لتخط على ظهرها يربط عليه بنعومة

أراد بكل قوته الا يتاثر بلمسها لكنه فشل فلم يعد قادر على الثبات أو المواساة كما كان يفعل من قبل حتى يأس من كل شئ لا بل اصطدم بواقع ارادتها المباغته بالزواج من آسر !! .... همس بجمود و قلبه يأن داخله بعنف

( هل لازلتِ ميرال ..... الم تنتهى من ذلك بعد ؟!! )

استمع الى شهقاتها التي ارتفعت و نبراتها التى امتزجت مع ارتجاف جسدها الصغير داخل ذراعيه مما كاد ان يفقده صوابه و هو يشعر بهذا التقارب بينهم لكنه استمع لها و هى تتمتم بقهر مكبوت و ابتعادها الطفيف عنه جعل لها المساحة للنظر داخل عينيه بعمق كما كان يفعل هو الاخر و كلماتها تصيبه بمقتل

( أجل طارق .... لم ينتهى ... لم أستطيع .... حتى أننى اشعر بالغرق أكثر ... انا لازلت احبه أجل .. ولا أستطيع ان افعل سوى هذا ... أجل أنا خائنة و حقيرة اعلم ... لكننى لا أستطيع ... لقد اقترفت أكبر خطأ حينما تزوجت لأكون بجانبه و قريبه منه ... لكننى لم أكن أستطيع سوى ان افعل .... طارق .... أنا ... أنا احتاج الى مساعدتك ... لماذا تخليت عنى أنت ايضاً ... الم تكن صديقي المقرب .... لماذا الجميع يهرب منى .... لماذا لا أحد يريدنى .. هل أنا قبيحة هذه الدرجة .... لماذا طارق اجبنى )

أغمض عينيه يسيطر على هذا الانفجار الذى حل بجميع خلاياه الممزقة و قلبه يأن الى شهقاتها التى تفرغها على صدره !!

شهقاتها التى تبكى بها حب رجل اخر !!... لكن ماذا يفعل بقلبه الخائن الذى يفرض عليه احتوائها أكثر و أكثر بتلك اللحظة التى لن تتكرر مجدداً .... أخذ طارق يضم جسدها المرتجف و داخله صراع عجيب بين عقله الذى يحذره بعنف من هذا التقارب يعلم جيداً انه سوف يحرقه و بين قلبه الجريح الذى كان يبحث عن مثل هذا التقارب منذ زمن بعيد لذلك ترك الضعف يتملك منه .... لم يقاوم كما كان يفعل دائماً ... يضرب بكل شئ عرض الحائط ... خرجت حروفه اخيراً باختناق فى محاولة بائسة لتخفيف عنها

( توقفي ميرال ... أنتِ تهزين الأن أنا هنا بجانبك ... جميعنا جانبك فقط حينما تريدين أنتِ)

شعر بروحها الثائرة تستكين و يدها تشتد على خصره بتشبث طفولي افقده عقله أكثر و كانه يحتاج للمزيد من التوهان ... فقط لمستها تلك جعلته يفقد تحكمه بكل شئ من حوله حتى غفل عن هذه العيون التى أخذت تلتقط و تسجل بعدستها الفضولية كل شئ و التى دائماً ما تبحث عن الفضائح لتقدمها للناس على طبق من ذهب ... غافل عن تلك النيران التى سوف تتسلل من قلبه لتشعل كل ما هو حوله !!

***

حينما تشعر ان كل شئ انقلب عليك .... كل شئ أخذت تخطط له و تسعى نحوه ينقلب بدون اى مقدمات لتحتل حينها الصدمة ملامحك للحظات فقط !!!

لحظات و أنت ترى ان هناك يقف اخر شخص تتوقع ان تراه بعد ان أخذت تزرع كل هذه للاراضى بحثاً عنه !

تشنجت جميع حواس هذا الرجل الخمسيني الذى أتى دخل الحفل بكامل أناقته و عيناه تتجة نحو طاولة عقد القران يطالع هذه الملامح بعدم استيعاب حتى اجفل و هو يستمع الى ذلك الصوت من خلفه و نبراته المغطاظة ... النبرات الذى يسعى ان يمحو اسم صاحبها من على وجه الارض

( برهان الفقي أنت ماذا تفعل هنا .... من الذى سمح لك بالقدوم )

التفت برهان بشرود الى عزام الذى كان كالثور الهائج لكنه حافظ على هيبته و ثباته الانفعالي و هو يقول بعد ان ألقى بنظره نحو قادير الذى كان يقف بالقرب منه هو الاخر يعى ان تلك الضربة الذى اقدم عليها لم تؤثر باتحادهم بشئ !!

هل قادير لا يهتم بحياه أردال الى هذا الحد ؟! .... كيف له ان يقف بجانب الشخص الذى حاول التخلص من ابن اخيه بهذه الطريقة ..... شعر بغليان يحرق داخله لكنه اقسم انه سوف ينهى امرهم معاً !

( لقد اتيت حتى اقدم التهاني لشريكي عزام ... فكما تعلم أنا و أردال سوف نعمل على ذات المشروع مع نفس الشركة ... بتلك المناقصة التى ربحتها عليك )

ترك برهان غضب عارم خلفه ليتقدم بعدها بثبات زائف و عينيه تخط على ملامح نارفين فهذه الملامح لم تتغير ابداً انه يتذكرها بنفس الشكل من تلك الصور جيداً انها لاتزال طفولية و جميلة ... ناعمة بانوثة !!

أخذ يتقدم و عقله يشرد بذكرى صديق عمره حتى تمتم و هو لايزال على بعد خطوات

" يااالهى يا ظافر ان ابنتك التى كنت تبحث عنها بالمكان الوحيد الذى لم يخطر لنا "

تقدم برهان و هو يحاول جهده السيطرة على صدمته يصافح أردال قائلاً

( مبارك لك أردال بالرغم من أننى لم أتلقى دعوة لكننى حرصت ان اهنئك بنفسى )

ابتسم أردال بتفهم واضح قائلاً

( أنا اعى جيداً سبب حضورك سيد برهان شكراً لك !)

تضاحك برهان قبل ان ينقل أنظاره الى نارفين التى تقف بجانب أردال بملامحها الجميلة يردد

( ياالهى زوجك هذا لا أحد يستطيع خداعه أحذري يا فتاة )

ابتسمت نارفين بهدوء بالرغم من من هذه الجملة و خاصتاً كلمة زوجك التى اخترقتها بغرابة لتقول بهدوء

( و لما سوف احتاج لخداعه ؟! )

اتسعت حدقتى برهان من سلاسة إجابتها و براءة ملامحها و هى تجيب فى حين كانت كلماتها تتسلل الى قلب أردال الذى نظر لها بدوره و هو يستمع الى مدح برهان الذى كان يحاول استكشاف اى شئ من ما يحدث امامه !!

( يااالهى يبدو أننى بالمكان الخطئ هنا ... فماذا سوف تكون الفتاة التى تسرق قلب رجل مثلك أردال .... حقاً مبارك لك )

ثم ألتفت نحو نارفين بعد ان ألقى جملته التى ضاق لها صدر أردال دون ان يعلم سبب لهذا

( مبارك لك أنتِ ايضاً يا ابنتى فأنا اهنئك لقد احسنت اختيار الرجل المناسب ... فأردال الشاذلي هو الرجل الوحيد بعد أباه رحمه الله فى تلك العائلة ! )

لم تشعر باندفاعها فى تلك اللحظة و هى تردد بدون اى تفكير بما خطر لها

( لقد ادركت هذا حقاً !! )

التفت أردال ليطالعها بمفاجأة بعض الشئ و تلك الكلمة تأخذ صدى غريب داخله صدره جعله يتاهب لكل شئ و يخشى تلك التى تقف بجانبه ! ... لكنه حاول السيطرة على ذاته حينما نظر الى يد برهان التى تتجة نحو حافظة سجائره المعدنية ليشعل احد السجائر ليقاطعه و هو بنبرات تسللت هى الاخرى الى روحها بعمق

( أعتذر منك سيد برهان فنارفين تتحسس من رائحة السجائر ! )

خفق قلبها ام ارتعش و هى ترى حرصه على حملها بهذا الشكل لا تعلم لكنها تاكدت من شئ واحد فقط انها كانت سوف تندم باقى عمرها ان كانت غادرت هذه الليلة ولَم تعود

نظر برهان بتشتت اليهم معاً و كان كل شئ داخله يهاب هذا المشهد و عقله الذى سرح منذ الوهلة الاولى ان تلك الفتاة قد تكون سبقته للوصول الى قلب العائلة و سعت للانتقام بنفسها !! ... لكن ما يراه الأن بعث القلق و الخوف الى قلبه حتى الترقب لكى يفهم ان كانت حقاً تفكر بهذا ام انها فقط صدفة كونية لتساعده لما يسعى له منذ سنوات !! .... ظل ينظر نحوهم حتى قرر ان يقطع هذا التواصل الذى نشب بينهم و هو يقول

( هل أستطيع ان أرقص مع عروسك الجميلة ... ام ... أنك تغار )

شعر أردال بانكماش قبضة نارفين التى كانت تتعلق بذراعه و كأنها تعلن له عن رفضها الواضح لهذا العرض مما جعله يردد بينما يطالعها دون النظر الى برهان الذى راهن داخله ان عرضه سوف يلاقى الرفض و قد صدق حدسه عندما استمع لكلمات أردال

( أعتذر من جديد سيد برهان فأنا الاحق بتلك الرقصة اليس كذلك ؟! )

شعرت للمرة الاولى بشئ غريب بعينيه شئ لم تلمسه من قبل و كأنها ... كأنها تلتمع بشئ خفى لا تجد له تفسيراً !!

ازدردت ريقها من حركة كفه الذى خط على خصرها و خاصتاً مع هذا التيار الغريب الذى زلزل جسدها ولا تعرف ما الذى يخفيه ورائه ... لكنها أدرجته لهذا التوتر الذى يسرى بكامل جسدها من الأجواء المحيطة ... رفعت عينيها مجدداً نحو مقلتيه العميقين حينما استمعت لنبراته التى لفحت وجهها بأنفاسه و هى تنبهها لاى تقارب هم عليه بينما كانت تحمل رائحته التى تحاصرها كل ليله بمنامها !

( لا تتوترى نارفين ... ولا تخافي من اى شئ أو اى شخص هنا )

صمت للحظة بغموض كحال ملامحه ان ما يحدث الأن لا يصدق .... كل هذا لا يجوز ... لا حق له بتلك الرقصة ... لا حق له ان يكسر ابن عمه الذى اختفى من الوسط ... اى امر اصبح به الأن

شعر بارتجاف كفها و برودته بين يده قبل ان يستمع الى صوت انفاسها الذى صاحب خروج نبراتها الخافتة و كلماتها

( لست خائفة ... أنت هنا ! )

لأول مرة تشعر هى بتشنج طفيف بعضلة كفه على خصرها لكنها لم تفلت عينيها من محور عينيه ... عينيه الذى لم يكن يدرك انها اخذت تستكشف تفاصيل ملامحها مع هذا القرب ..... تفاصيل يتوه بها المرء من شدة نعومتها الممزوجة بأنوثة عجيبة تجمع هى بينهم بجدارة .... تفاصيل أخذ يتلكأ عليها واحدة تلو الآخرى بداية من العينين الصافيتين بشكل عجيب بهذه اللحظة و التى بدت أكثر اتساعاً عن اتساعهما مع زينتها الملفتة وصولاً الى تلك الأنف المرسومة بنعومة لكن عُقدت لسانه التى حلت عليه لعدة دقائق قد أفلتت منه حينما و صل الى هذه الشفاه المكتنزة اللامعة أمامه ليتساءل بنبرات بدت عميقة بحده غير مبررة مستنكر من نفسه و من ما يحدث و عينيه تعود لتحتوى عينيها البراقتين

( لماذا لم ترحلى نارفين ؟!! )

رفرفت بعينيها و هى لا تعلم بماذا تجيبه لكنها لا تعلم سبب هروبها من إجابته لتجد نفسها تقول بتحدي غريب

( لاننى امتلك الاختيار .. ليس كما كنت تقول لى )

شعر بان حلقه جف و خفقة اخرى تتسلل الى قلبه و كأنها تقول له انها سوف تكون رفيقته من بعد الأن ليجد نفسه يقول بنبرات هادئة

( هل عدتِ لهذا الظلام كما كنت تقولى ... لتثبتِ لى أنكِ تمتلكين الاختيار ؟!! )

اخفضت عينيها و هى تشعر بانفاسه تشتت تركيزها بغرابة لتجد نفسها تقول دون اى مقدمات أو مراوغة بنبرات جعلت جسده يتشنج للحظات

( لا بل عدت لأجلك ... أقصد حتى لا تواجه مشاكل أكثر بسببى .... لن اكون جبانة مثله لاهرب و احمل شخص اخر اخطائي .... لقد اخطات و يجب ان افعل ثمن أفعالي و أنا اثق أنك سوف تجد حل اخر يساعدنى لكن هذه المرة سوف أكون قوية لاحتمل ... لن أكون بذلك الضعف المخزى بعد الأن )

نظر لعمق عينيها و كلماتها تجعل ذلك الخوف يعود له من جديد خوف و ترقب لم يعش أو يشعر بهم منذ الكثييييير و الكثييير من الوقت هو حقاً لا يعلم ان كان سوف يكون جدير بتلك الثقة ام لا !!

تابع برهان هذا المشهد من بعيد و عينيه ترصد كل تصرف يصدر منهم و عقله يشعره بوجود شئ غريب حتماً لكنه تمتم بثقة يُؤْمِن ان ما يحدث أمامه ليس سوى معجزة حدثت له و عليه استغلالها

( كنت احاول ان اخترق هذه العائلة منذ سنوات ظافر لكن يشاء القدر ان تكون ابنتك هى من تنتقم لك يا صديقي ... ربما لم تكن تعلم هى حقاً ان تلك العائلة سبب دمارك و خسارتك لكل شئ لكننى اثق انها سوف تسعى لرد ديونهم واحد تلو اخر حينما تعلم ما حدث و أنا سوف اعمل على هذا بنفسي !! )

نهاية الفصل الثامن

اتمنى يكون الفصل كان عند حسن ظنكم ❤


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء