عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-20, 05:52 PM   #432

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 966
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد الغذاء
ابتسمت في وجه دعاء لتهمس بصدق : سعيدة أنكم عدتم يا دعاء ، مصر نورت بكم .
ضحكت دعاء لتهمس بامتنان : منورة بوجود أهلها يا جاسي ، أنا الأخرى سعيدة لعودتنا ، اشتقت إلى كل ركن بها ، قررنا كثيرًا العودة في الماضي ولكن الحياة وارتباطات الأولاد وحياتهم التي اعتادوا عليها كانت تجعلنا نستمر ، ولكن بعد وعكة يحيى الأخيرة لم استطع التحمل ولا هو ، أراد أن يعود وأنا الأخرى واجبرناهم على الرضوخ لنا .
ابتسمت ياسمين لتهتف ليلى بعدم تصديق : اجبرتموهم !! كيف ؟!
نقلت نظرها إلى الولدين الجالسين على طرفي جلسة الشباب : لا تؤاخذني ولكنهم كثر يا باشمهندسة ونضجوا على الإجبار .
ضحكت دعاء لتهمس بخفة : ليس إجبارًا بالمعنى المتعارف عليه ولكننا وضعناهم أمام أمراً واقعًا أننا سنعود وهم لهم حرية الاختيار .
اتسعت عينا ليلى لتهتف ياسمين باستنكار : وإذا كانوا اختاروا الإستمرار هناك يا دعاء ؟!!
هزت كتفيها لتجيب : ومن أخبركأن بعضهم لم يفعل ؟!
اتسعت عينا ياسمين بصدمة لتتبع بهدوء - غالية و زين رفضا رفض تام العودة ، غالية تحججت بعملها وزين بأصدقائه وعالمه ،
هتفت إيمان بعفوية : وستتركيهما هناك ؟! ارتفعا حاجبي دعاء فاتبعت إيمان بعدم تصديق - المعذرة لم أشأ التطفل .
هتفت دعاء سريعًا : ليس هناك تطفلًا ولكن ماذا علي أنأفعل ؟!
همهمت ايمان بصدمة : ولكنهما في سن لا يتركا بمفردهما .
عبست فاطمة لتجيب ببرود : إنهما ناضجان ماذا سيحدث لهما ؟!
نظرت إليها ليلى باستهجان : كيف يا فاطمة ، إنه شاب في مقتبل عمره وفتاة في أوج جمالها .
هزت فاطمة رأسها باستهجان وآثرت الصمت لتسأل ياسمين باهتمام : حقًا ستتركيهما هناك ؟!
تنهدت دعاء بقوة : امم زين يحيى أجبره أن يعود هذه السنة لأنه لم يتم الواحد والعشرون بعد فأخبره أنه لازال تحت وصايته القانونية .
هتفت ايمان سريعًا بصدمة : غالية ستبقى بمفردها ؟!
هزت دعاء رأسها نافية : لا رغم أن يحيى منحها كامل الحرية ولكن نبيل من استطاع استمالتها وأقنعها أن تجرب العمل هنا في فرع شركتها الدولي وإذ لم يعجبها الوضع لتعد ثانية.
تنهدت إيمان براحة لتهتف بدعاء صادق : صدقًا يا دعاء كان الله في عونك أنا للآن لا اتخيل كم مجهودك معهم وخاصة مع متطلباتهم التي من المؤكد مختلفة
تمتمن بالدعاء جميعهن لتسألها ياسمين باهتمام : ماذا تعمل الآنسة غالية المتمردة ؟!
ضحكت دعاء بخفة : تعمل بمجال تكنولوجيا الاتصالات ، وهي بالفعل أكثرهم تمردًا وذات شخصية جبارة يا ياسمين .
ضحكت ياسمين لتنظر ليلى نحو الفتاة وتهتف باهتمام : بارك الله فيها ولكن بالفعل واضح عليها .
همست دعاء بثرثرة : نبيل شبيه يحيى بالكامل هادئ ورزين وعقلاني ونادرًا ما يخطأ
شاكستها ايناس بتعمد : ووسيم مثله إنه نسخته المصغرة يا باشمهندسة .
ضحكت دعاء : اينعم لا أقوى على الإنكار .
أكملت بهدوء : تالية تشبهني تبعًا لأقوال والدها ، هادئة ليست متطلبة وقرب سنها من نبيل جعلها تشبهه إلى حد ما ، لم اتعب معهما كثيرًا كانا دومًا طائعين وهادئين يثيرا الصخب كالأطفال ولكنهم لم يكونوا يومًا مرهقين .
تنفست بعمق : لتأتي غالية وتقلب جميع الموازين بشكلها المميز وشخصيتها التي على الجانب الآخر من أخويها ، أتذكر وهي صغيرة لم تكن تنام لا ليل ولا نهار وكانت دومًا باكية متعلقة بي بشكل يثير جنوني وزاد الأمر حينما حملت خطأ في عالية ، انتقل التعلق بسبب تعب الحمل مني بيحيى الذي كان ينام جالسًا لأجل إرضائها ،اتبعت بيأس - دللها كثيرًا وللآن يفعل .
صمت قليلا لتهمس بخفوت : ثم رزقنا بعالية ، ورغم أنها ليست متطلبة أو نزقة وعصبية كغالية إلاأنها مشاكسة مرحة ومثيرة للصخب لا تقوى على الصمت أو الجلوس هادئة ، هتفت بتنهيدة قوية - يا الله جسدي يرتعد كلما تذكرت وهما صغيرتان فيثيرا الشغب ونبيل وتالية يحاولا رغم صغر سنهما أن يحتويا صخبهما .
ضجت الضحكات من حولها : ليتمم الله عقده بزين ،
هتفت سارة بمرح : لا يا دعاء من فضلك إنه زين باشا وهذا يا هوانم مستوى الوحش ، اسألوني أنا يكفي أنه يشبه حاتم .
ضحكت دعاء مرغمه وضحكات سارة تتعالى وهي تهتف من بينهم : يا الله إلىالآن اضحك كلما تذكرتك وانت تدورين من حوله حتى لا يقبل الفتاة على الشاطئ ، أو يتوقف عن مصادقة فتيات صفه .. أو مغازلة الآنسات الكبار ،
ضحكت سارة بقوة لتهتف إيناس : أناأذكرأنه غازل سيدة كبيرة ذات مرة وهو في الخامسة عشر .
ضحكت سارة : بل تقدم لها ليتزوجها وكانت هي بالثالثة والثلاثون السيدة لم ترفضه بل هتفت به أنهاللأسف متزوجة وإلا كانت فكرت في عرضه .
تعالت ضحكاتهن لتسأل ليلى بجدية : هل توقف عن مصادقتهن حينما كبر ؟!
أشارت سارة بكفها نافية : لا يا ليلى إنه لا يغازلهن لأنه يريد مصادقتهن ، إنه يحبهم بالفعل ويريد الزواج منهم . إنه مرهف المشاعر إذا تطلع لإحداهن خمس دقائق يقع بهواها.
اتسعت عينا ليلى بذهول لتضحك دعاء بخفة مثرثرة : أتذكرأنه حينما سجل دخوله للجامعة حدثه يحيى كثيرًا في هذا الامر وأعاد نبيل الحديث ليأتي ثاني أسبوع ويخبر يحيى أنه يحب معيدته في الجامعة .
ران الصمت على الجميع والصدمة تتألق بنظراتهم لتتبع هي بصوت متعب - يا الله يومها انخفض ضغط دمي وكدت أن اقع أرضًا حينما سمعته يخبر يحيى أنه يريد منه أنيأتي معه ليراها وبعدها يتناقش معه في أمر الزواج من عدمه.
هتفت ياسمين بصدمة : ويحيى ماذا فعل ؟!
لم يفعل التهى بي حينما كدت أن اقع وبعدها أصدر فرمانًا خاصًا أن يكبت زين مشاعره إلىأن يتخرج وأن لا يقدم على أي خطوة مع أي فتاة أيا كانت إلا بعد حصوله على شهادته والعمل أيضًا ، ومنذ هذا اليوم لم يخبرنا عن قصصه الكثيرة ، ولكنه يخبر نبيل الذي يحتوي الأمربرزانته المعهودة ويستطيع إيقاف جنونه ، رغم أنيأشعر به حينما يتعلق بإحداهن ولكني لا أتحدث معه مطبقة نصيحة يحيى والتي مفادهاأن صمته يعني تحكمه في الأمر الذي لا يعد جادًا
ضحكن من جديد لتتحدث ياسمين بهدوء : معه حق
بينما هتفت ليلى بحنان : بارك الله فيهم يا دعاء وحفظهم لك .
تمتمت دعاء بامتنان : اللهم أمين وإيانا جميعًا .
انتبهت هي إلى عودة بناتها لتسأل بتعجب وهي تلاحظ عبوس الوسطى : ما بالك يا غالية ؟! اشاحت غالية برأسها في حنق فتربت عالية على كتفها بمواساة لتتبع دعاء سائلة - ماذا حدث يا تالية ؟!
ابتسمت تالية برقة : لا شيء يا ماما .
انتفضت غالية بحنق : بل حدث ، رمقتها تالية بلوم فهتفت بضيق - لا تنظري لي .
هتفت دعاء بصرامة : اخفضي صوتك ولا تصرخي واخبريني ماذا حدث ؟!
كتفت ساعديها وعاودت الجلوس ثانية دون رد فابتسمت عالية بتوتر : تشاجرت مع حسام يا ماما كالعادة .
زمت دعاء شفتيها بضيق لتهتف سارة بارتياع : لماذا ماذا حدث ؟! هل ضايقك حسام يا لولو؟!
هتفت بصراحة : نعم .
— غالية ، هدرت دعاء لتستوقف حديثها فهتفت سارة - اتركيها تخبرني ماذا فعل يا دعاء من فضلك ليغضبها هكذا .
همت بالحديث لتزجرها دعاء بعينيها فأجابت تالية برقة : لا شيء يا انطي ، فقط حذرنا من صوت الضحكات العالي فتضايقت غالية .
لوت سارة شفتيها باستياء ليصدح صوت حاتم الذي اقترب منهم هاتفًا : من هذا الذي ضايق الغالية ؟! أخبروني لاشد أذنيه .
تمتمت غالية بحقد : حسام يا عمو .
تمتم حاتم : ماذا فعل الكئيب عدو المرح ؟
هتفت دعاء باستنكار : توقف يا حاتم .
هتف حاتم بمرح : عما ؟! هل تتوقعين أنه يغضب من صفاته ؟! إنه يفتخر بها يظن أنها مميزات .
ضج الضحك من جديد لتتعالى ضحكات الفتيات وخاصة حينما جلس حاتم في المنتصف بين الصغيرتين ليضمها إلى صدره ويقبل رأس غالية : لا تغضبي يا ابنتي حقك علي ، اضحكي كما يحلو لك ولا تهتمي به ، إنه نكد بالفطرة فلا تشغلي رأسك به .
ضحكت برقة ليشاكسها حاتم : عسل وسكر يا لؤلؤ .
تعالت ضحكاتها ليستدير إليهم حسام بعبوس شكل جبينه ليقبل عليهم بخطوات رزينة ينظر إلىأبيه بضيق قبل أن يهتف بحزم : ألمأتحدث معك بشأن ضحكاتك ؟!
رفعت رأسها بغرور حينما أجابه حاتم : لا شأن لك بها أنا من أخبرتها أن تضحك كما يحلو لها.
رد سريعًا : حينما تكون في البيت لتفعل كما يحلو لها ولكن حينما يكون تجمع كبير كهذا واستمع إلى ضحكاتها التي جذبت أنظار الشباب نحوها يكون ليس كما يحلو لها ، ليس كل شيء في العالم هذا كما يحلو لها ولأجل رغباتها ، عليها أن تتعلم أن هناك ما هو مقبول ولائق وهناك أشياء كثيرة ليست لائقة عليها أن تتوقف عن فعلها .
انتفضت واقفة وصاحت في وجهه بعصبية ورمت كلماتها في وجهه كمدفع سريع الطلقات : أنت لا شأن لك بتصرفاتي ولست أنت من يقرر ماهو اللائق بتصرفاتي أو غير اللائق بها ، أناوما افعله وما يخصني لا شأن لك به ، أفهمت ؟!
جمدت ملامحه والغضب يسكن عينيه لتهدر دعاء بحزم : غالية ، هل جننت ؟! كيف جرؤت على الحديث مع ابن عمك الكبير بهذه الطريقة بل كيف جرؤت أن تفعلي هذا وأنا وعمك حاضران وزوجة عمك أيضًا ؟!!
رفت غالية بعينيها كثيرًا لتهتف دعاء بحزم - اعتذري حالًا عم فعلت.
أدارت غالية رأسها تنظر نحو والدتها بقهر فتهتف دعاء بتصميم : حالًا اعتذري عم بدر منك من إساءة لهم فأنت لم تحترمي أيا منا .
رفعت رأسها بشموخ : من الأولى أن يعتذر من أتى ليصحح لي تصرفاتي أمامأبيهوأمامحضرتك والجميع وكأنه فوق الجميع وأنا الصغيرة الذي سيعيد تربيتها .
اتبعت وهي تجابه والدتها بتحدي حازم : حينما يعتذر عن إساءته أولًا في حقكم يا ماما وهو يتعدي على وجودكم ، سأعتذر أنا الأخرى أني دافعت عن نفسي ولم انتظر دفاعكم عني .
استدارت إليه تنظر نحوه بكبرياء فيشد حسام جسده بصلابة هاتفًا : لن أفعلفأنا لم أخطئ
ابتسمت ساخرة لتهمس بتهكم وهي تتخطاه مبتعده في خيلاء تعمدته في خطواتها : كما توقعت.
أطبق فكيه وهو يرغم نفسه ألا يستدير لينظر نحوها ليزم شفتيه بضيق وهو يستعيد حديث عادل المرح عن الكروان الذي يضحك مشيرًا لكون الكروان شقيق البلبل بعدما شاكس نبيل باسم تدليله المتعارف عليه وهو " بلبل " ، قبض كفيه يحاول السيطرة على ضيقه فيسب عادل بسره بسبة خافتة ثم يخطو برزانه عائدًا نحو مكان جلوسه مجاورًا لسليم لتهتف إيناس بانبهار حقيقي : وااااو يا دعاء إنها رائعة ، لا أصدق أنها أسكتت حسام وجعلته يبرطم وهو يعود افلًا لمكانه من جديد.
نظرت إليها دعاء بعتاب : أين هذه الروعة يا ايناس بالله عليك ، تمتمت دعاء بضيق - أنا اعتذر يا سارة .
رفعت سارة حاجبيها في حين هتف حاتم مستنكرًا : علام تعتذري يا سارة ، من حقك علينا أننعتذر عن تصرفات القفل الذي انجبناه والذي بدلًا من أن يراضي ابنه عمه جابهها بغطرسة وغباء .
تمتمت دعاء سريعًا : ليس عليه مراضاتها
فهتفت سارة بجدية : وليس عليه أيضًا محاسبتها ، غالية لم تخطأ يا دعاء وولدي أنا لي حديث آخر معه.
***
يجلس أرضًا يفرد جسده فوق المقاعد العربية في الحديقة الخلفية التي جهزوها البارحة ليجتمعوا بها ، بجوار مازن الذي يسند ظهره لظهر المقعد ويرتكن برأسه لوسادة طرية وضعها خلفه ، وبعيد عنهم قليل علي الذي ينظر لهاتفه بعبوس طفيف ومن الواضح أنه لا يعجبه ما يراه فيهمس أدهم بخفة مازحًا بخفوت : تبسم للنبي يا علي ، إنها في سويسرا يا رجل لا تكن نكدًا .
عبس زين الجالس بجوار علي بعدم فهم فهمهم مازن بخفوت عاتب : توقف يا أدهم ودعه وشأنه .
بينما علي لم يلق بالًا لهم وهو يتابع حديثه على الهاتف قبل أن يغلقه ويضعه جانبًا بجمود على ملامحه ليلوى أدهم شفتيه ويغمغم ساخرًا : كملت.
اتبع وهو ينظر إلى علي بينما زين يراقبهم بتسلية : ما بالك يا ابن عمتي ؟! ماذا حدث يا لولو ؟! ألا يكفي هذا الأحمق الذي بحثنا عنه ساعة في الحقول وهو نائم هنا دون أن يخبرنا ولولا أنملك وجدته مصادفة وأخبرتنا لكنا ظللنا إلىالآن ندور حول نفسنا باحثين عنه واطلقنا كلاب الصيد وخيول أسعد باشا العربية في دورات تفقدية.
أشاح علي برأسهبعيدًا يلتزم الصمت بينما قهقه زين ضاحكًا حينما زمجر مازن بضيق : توقف يا غليظ ، شعرت بالتعب قليلًا وأتيت للنوم .
تنهد أدهم بقوة ليهمهم باقتناع مفتعل : طبعًا أناأعلم ،
رمقته مازن بطرف عينه فيتوعده أدهم بعينيه ليتجاهله حتى يهتم بعلي الذي تعالى رنين هاتفه بضجيج عالي أثار نظراتهم لينظر علي إلى هاتفه كثيرًا قبل أن يغلقه تمامًا بملامح جامدة فيهتف أدهم باستياء : اجب الفتاة يا علي حتى لا تجدها فوق رأسك في الغد ، أنت تعلم أنهامجنونة قليلًا ولن تتورع على العودة خصيصًالأجل سيادتك
تبادل هو وعلي النظرات ليؤكد مازن بالقول الحزين : لا تتعامل معها هكذا يا علي ترفق بها يا أخي اجبها وتشاجر معها ولكن لا تتجاهلها .
هتف أدهم بمرح وهو يدفع مازن بود اخوي : وهاك أخبرك مرهف الحس خاصتنا .
كح زين بخفة ليهتف بعدم فهم : هل مسموح لي بمعرفة من هي ؟! اتبع بلغة انجليزية سريعة - هل هي صديقتك يا علي ؟!
اكفهر وجه علي بينما انتفض مازن جالسًا ليهتف أدهم بصوت عالي : هاي يا صديق أنت ، اخفض صوتك .
رمقهم زين بعدم فهم ليتطلع مازن نحو تجمع الكبار : صوتنا لم يصل لهن.
سأل زين بصوت هادئ هذه المرة : أنا لا أفهم .
هم علي بالحديث ليصمت والشباب الكبار يقتربون منهم فهتف أدهم بغمزة شقية : فيما بعد سنتحدث كثيرًا سويًا .
استلقى عمار بجوار أدهم ليجلس الكبار بالتتابع فيهتف عاصم سائلًا وهو ينظر لابن عمه قليلًا: ما بالكم يا أولاد ؟!
فيجيب أدهمضاحكًا : ارحمنا يا باشمهندس من نظرتك التأملية هذه واجلس من فضلك .
لكزه عمار بضحكة مرحة بينما تحرك علي إلى جوار مازن ليفسح مكان لعاصم الذي جلس بالفعل : الكبير يا ولد .
أومأأدهمبرأسه متفهمًا : اعلم تكفي نظرته التي تجبر المرء على الإدلاء بأقواله كاملة .
ضحك مازن ليهتف بخفة : تدلي بأقوالك وتجده يقف بجوارك ، أم تخفي عنه فيحاسبك قبل الجميع أو معهم .
هتف علي بمرح وهو ينظر لعاصم بتقدير : بل أدلي بأقوالي وأناأعلم جيدًا أن عاصم سيؤازرني ويقف معي ويحميني أيضًا .
نظر لهما أدهمليسأل بملامح ساخرة : هل أت بالليمون ؟!
قهقه عمار بقوة وهو يهتف : والقيثارة أيضًا يا ولد .
هدر أدهم بترفع : لا أستطيع العزف .
ليهتف زين بخفة : أنا أستطيع .
أتبع بصوت منغم في نغمة معروفة ليسألأدهم - أليس هذه المقطوعة المقصودة ؟!
نظر إليهأدهم مليًا ليهتف : نعم هي .
بينما تمتم عمار : صوتك جميل ، لا تخبرني أنك تحمل موهبة عمك ؟!!
هتف نبيل الذي جلس بجوار اخيه الصغير يحتضنه من عنقه ليجذبه نحوه : اينعم يا عمار ، زين صوته ينافس صوت عمو حاتم جمالًا .
التفت إليه الجميع بانبهار وهتف عمار : موهوب بالفطرة إذًا ؟!
أومأ زين برأسهفسأله عاصم باهتمام : هل اصقلت موهبتك بالدراسة إذًا مثل حسام ونادر
هز رأسهنافيًا ليغمغم زين بضيق : لا فماما رافضة الفكرة شكلًا وموضوعًا ، لذا أنا درست تجارة الأعمال لمعاونة نبيل في الإدارة وموهبتي معلقة على الرف إلىأن أتم الواحد والعشرون ؟!
عبس عمار بعدم فهم لينظر إليه عاصم متسائلا فيجيب بتهكم : حتى أكون مسؤولًا عن نفسي وحينها ، سأهدم عالمي وأنشأه من جديد دون وصاية من أحد .
رمقه أدهم بإعجاب : واو ، راق لي تعبيرك .
هتف زين بمرح : انتظروني ساسحب البساط من تحت قدمي الفنان معشوق الفتيات .
هتف بها بصوت عالي ليهتف نادر الذي يتحدث مع مالك في شيء ما لينتبه إليه فيهتف بصوت عال : لا معشوق الفتيات ولا شيء لا تأتي لي بكارثة وأنا لا ناقة لي ولا جمل ، أتبع وهو يقترب منه في ظل ضحكات مالك المرحة - ثم خذ البساط يا ابن العم لا أريده بدلًا من أن توقعني فتكسر رأسي .
هتف مالك باهتمام : هل تستطيع الغناء يا زين ؟!
شد زين جسده لينظر نحو والدته قبل أن يجيب بخفة : نعم ولكن لا تخبر ماما أني أبلغتك .
غمغم نبيل باسمه في لوم فعبس مالك ليهتف بجدية : لا شأن لك به يا نبيل ، أتبع وهو يسألبجدية - حقًا تستطيع الغناء يا زين ؟!
هتف بفخر : أفضل من نادر .
رفع مالك حاجبه بإعجاب ليهتف نادر ضاحكًا : نعم صوته أفضل مني كثيرًا وأناأشهد .
التفت مالك إلى نادر بدهشة ليسأله بجدية : معك قيثارتك ؟!
أومأنادربرأسهموافقًا فاتبع مالك - هاتها .
غمغم نبيل بخفوت : عمو من فضلك لا تكبر الأمربرأسه .
هتف مالك بجدية : اصمت يا باشمهندس من فضلك قليلًا ودعني اسمع عندليب زمانه هذا .
لوى نبيل شفتيه بضيق ليرمق اخاه هاتفًا : ماما ستحيل حياتنا جحيمًا يا زين بك بسببك .
ضم زين شفتيه لتومض عيناه ببريق ظافر ليهمس بخفوت : هي أخبرتني أن لا اغني متعمدًاوأنا لا أفعل ، رمقه نبيل بحنق فأكمل ببساطة - فعمك من طلب ليس أنا من فعلت من نفسي .
صفق أدهم بمرح واعجابه يتزايد ليمد كفه يصافحه : أعجبتني ، وهذا لو تعلم ليس هينًا .
صافحه زين بمرح : تعال دائمًا .
تعالت ضحكاتهما ليعود نادر بقيثارته فيقبل بقية الشباب حينما هتف سليم الذي كان يجلس بعيدًا : هاك الجلسة بدأت تحلو ، الفنان سيغني .
ناول نادر زين قيثارته وهو يهتف بجدية : احذر .
قبلها زين بمرح : في عيني وبين ذراعي لا تقلق يا نودي
نظر إلى هاتفه وداعبه قليلًا وكأنه يضبطه على شيء ما قبل أن ينهض واقفًا يضبط قيثارة نادر باحترافيه أثارت تعجب مالك الذي يراقبه بترقب قبل أن يهمهم لنادر بخفوت : غني معي حتى لا تحرقني زوجة عمك حيًا .
كتم نادر ضحكته ليشير برأسهإيجابًا قبل أن يهمس إليه باسم الأغنية التي بدأ بالشدو بها وهو يعزفها بعدما ضغط على هاتفه مثيرًا إيقاع هادئ رتيب
على فكرة .. امبارح جات سيرتك مع قلبي وبان عليه
ان انت .. اهم حد عنده حس بيه
محتار .. قولي اعمل ايه

شدى نادر بشجن وهو يدرك الأغنية التي رشحها حسام لزين فيما قبل حينما أخبرهأن صوته يليق بها وإحساسه العالي يجسدها بصوته الحاني
خبيت في قلبي ياما .. وداريت ياما ياما

ليعلو صوت زين الشجي وهو ينفصل مع عزفه وصوته وعالمه فيغرد بأداء جذب حاتم بخطوات سريعة ينظر نحوه بعينين متسعتين بانبهار لم يقل انبهارًا عن مالك الذي كتم انفاسه بصدمة وصوت الصغير يعلو بقوة :
خبيت في قلبي ياما .. وداريت ياما ياما
جيت احكي لك .. سهري في ليلك طول ليه

غنى نادر بصوته الأبح وهما يتبادلان الغناء كل منهما مقطع بتناغم رغم فارق صوتيهما
توحشني .. وأتكلم مع صورتك وأقولك انت فين
توحشني .. لو حتى غبت عني ثانيتين
ما تقول .. بتحب مين .

ليصدح صوت زين بقوة يؤدي الطبقة العالية بالأغنية بينما اختار نادر بعفوية أن يغني بصوته الابح الهادئ فيتناغما صوتيهما سويًا
خبيت في قلبي ياما .. وداريت ياما ياما
خبيت في قلبي ياما .. وداريت ياما ياما
جيت احكي لك سهري في ليلك طول ليه
...
انتبهن الفتيات لما يحدث ليقتربن جميعهن ينظرن نحو الشدو الثنائي المتناغم فتهتف عالية بصخب غير مهتم بعبوس والدتها : يا ملك زين سيغني ،
اقتربت ملك بجوارها آسيا اللتان وقفتا تطلع إليه بإعجاب بينما نظرت مريم نحوه بانبهار لحظي بينما اهتزت حدقتي سهيلة بحيرة وهي تراقب ما يحدث أمامها دون ادراك حقيقي و كأنالصورة الحسية المجسدة أمامها منقوصة بأهم شيء يمنحها رونقها كاملًا .
ابتسامة حزينة لمعت على ثغرها لتنتبه على إشارة أمير الذي أشار لها بحركات سريعة يخبرها عم يحدث ليسرد عليها كلمات الأغنية وهو يصف لها الفارق بين الصوتين بسلاسة وابتسامته الدافئة تزين ثغره والتي تجبرها دومًا على الابتسام.
***
أنهى زين أغنيته بابتسامة عذبة كست ملامحه ليثير الشباب صخب بينما هتف حاتم بعدم تصديق : أنت أيها الحمار كيف لم تخبرني من قبل أنك تستطيع الغناء ؟!
التفت مالك نحوه بصدمة ليهتف : أنت لم تكن تعرف ، ظننت لوهله أني المغفل الوحيد هنا وأنكمتخبئونه عني .
أشاح إليه حاتم بضيق : لماذا إن شاء الله سنخبئه ؟! هل خبأت عنك حسام أو نادر حتى سليم رميته في حضنك حينما أخبرنيأنه يهوى الإخراج والإنتاج وكل الأشياء التي تشبهك ، بل أننيحينما استمعت إلى موني أخبرتك عنها رغم رفض أمير الجاد وعدم رضاه .
تنهد مالك بقوة ليجيب بضيق : لا تذكرني من فضلك .
قهقه حاتم ضاحكًا ليهتف بمزاح : لا تخبرني أنك ستبكي .
ليتمتم مالك بشقاوة : لازال قلبي يجعني كلما تذكرت أننا لم نفز بها ولم استطع إقناع أميربأنيدعها تغني كما أردت .
زفر حاتم بقوة : لقد حاربت إيناس بضراوة ولكن يمنى نفسها رفضت يا مالك .
أومأ مالك برأسه ليلتفت إلى زين : هل أنتالآخر رافض للأمر يا ابن الالفي أم ما موقفك بالضبط ؟!
اقترب زين ببسمة مشاكسة ليقف قريبًا منهم يهمس بصوت منخفض : لست أنا بالطبع إنه حكم القوي .
تطلع إليه مالك بعدم فهم ليهتف زين : أنت لا تدرك من القوي ، أليس كذلك ؟!
تمتم مالك : أبوك من يمنعك ؟!
لوى زين شفتيه ليقهقه حاتم ضاحكًا وهو يهمس : بل الباشمهندسة .
اعتلى الإدراك ملامح مالك ليهمهم دون رضا : اها ، فهمت .
ليهتف حاتم بجدية : لا تشغل رأسك يا ولد ، اترك لي الأمر .
قفز زين هاتفًا بمرح : حبيبي يا عمو .
ليهتف مالك بخفة : دعه ينفعك .
لتتعالى ضحكات زين الصاخبة وهو يطوق مالك بمزاح : أنتالأمر حبيبي يا لوكا .
شاكسه مالك بملامحه قبل أن يهتف بحزم : نادر أريد الاستماع للأغنية الجديدة التي تعملعليها أنت وحسام بك الذي يتكبر علينا بألحانه .
ارتفعا حاجبي حسام ليهتف سريعًا : أنا ؟!
رمقه مالك بحنق مفتعل : لا أنا .
صدح صوت حبيبة التي تناول سليم قدح قهوة كبير هاتفة برقة : أنت من لحن الاغنية الجديدة يا حسام ؟!
ابتسم حسام وأومأ برأسه لتتابع هاتفة - إنها رائعة يا حسام لقد استمعت إليها عنوة أنا وموني
ضحك حسام ليتمتم بمشاكسة حينما التقط اقتراب يمنى : عنوة وموني مفهومة لكن أنتتكونين بالشركة ولا تستطيعين الاقتحام لا عنوة ولا برقة .
ضحكت برقة لتهتف موني بنزق : نعم يا حسام أفندي ؟!
هز كتفيه ببرود : لا شيء .
قهقه سليم بخفوت ليهمس : الجُبن سيد الأخلاق يا حسام .
أجابه بابتسامة مستفزة : إنها ابنة الأمير يا سليم بك .
اقترب أسعد بعدما حمل فنجان قهوته ليسألها بهدوء عابس : ما بالكما يا سادة بابنة الامير ؟!
رفع حسام كفيه ليهتف بمرح : لا أعلماسأل العريس .
ليهتف نادر بضجر : فقط لا تقل عريس ، إنه هنا معنا ولا يظهر بمظهر العريس على الإطلاق .
التفت إليه سليم بلا مبالاة : وكيف يكون مظهر العريس يا سي نادر ؟!
شاكسه نادر بخفة : يكون مثل أسعدأو عمر يا سي سليم ، التفت سليم ينظر لزوج شقيقته الذي يرافقها وأسعد الذي يجلس بجوار عادل بعدما ترك جنى التي تتحدث مع نوران فيتبع نادر بتعجب - أنا لا أفهمإلىالآن كيف سمحت لك جيجي بالمجيء معنا ؟!
ارتفعا حاجبي سليم بدهشة ليردد باستنكار : سمحت لي ، وما لها هي بالأمر ؟!
عم الصمت قليلًا ليهتف نادر باستياء : ما معنى ما لها بالأمر ؟! أنت من ستصبح زوجها إذًاأنت وكل ما يخصك أصبح ملكها يا سليم أفندي .
رمقه سليم مليًا ليهتف بتفهم : اها ، لا هذه القاعدة ليست مفعلة عندنا .
ضحكة ساخرة صدرت من عادل قبل أن يهتف بتهكم : ستفعل بإذن الله لا تقلق ،
رمقه سليم بنزق فاتبع حسام متعمدًا اغاظته : اتركه يا دكتور فهو لا يعلم بعد الزفاف شيء وقبله شيء آخر .
ليهتف نادر بمزحة قديمة : ما فات حمادة يا سليم باشا وما سيأتي حمادة آخر .
ليجيبه سليم ساخرًا : ومن حمادة هذا إن شاء الله ؟!
هتف عادل بضحكة ساخرة عالية : من ستنجبه بإذن الله يا عريس .
ضجت ضحكاتهم بصخب لتنتقل العدوى للجميع قبل أن ينطلق صوت ياسمين الهادئ هاتفة : لا تضايقوا العريس يا أولاد وأنت بالأخص يا طبيب العقول اتركه في حاله فأنت من ستتزوج بعده وحينها سيضايقك الجميع .
أجاب عادل بمرح : أمرك يا خالتو ، رفع كفيه بخفة - الياسمينة أمرت يا سليم .
هتف سليم وهو يضحك بخفة : الياسمينة وأوامرها فوق رأسي من فوق ، اتبع وهو يستجيب لاشارتها إليه بالاقتراب فيتقرب منها يشاكسها بملامحه الوسيمة - فقط هي تؤشر .
تمتمت ياسمين : أنت بائع كلام يا ولد ، اتبعت بنغزة قوية وهي تهتف بصوت عالي - تذكرني بأبيك في شبابه.
اجابها بدهشة مازحًا : أنت رأيت بلال بك حينما كان يضحك كبقية خلق الله ؟!
تمتم بلال بسبه خفيضة لتتعالى ضحكات ياسمين مجلجلة لتهتف به : تأدب يا ولد واجلس فأناأريد الحديث معك .
استجاب على الفور ليجلس إلى جوارها هاتفًا : أمرك يا عمتو .
اتسعت ابتسامتها لتهمس بعتاب صريح : لم تنطقها منذ زمن بعيد يا سليم .
تورد وجهه حرجًا ليقترب منها يضمها بخفه يقبل رأسها : نعتذر لعيون الياسمينة لتقصيرنا غير المقصود .
ضحكت لتهز رأسها بيأس قبل أن تهتف به : أخبرني ، نظر إليها باهتمام فسألته بجدية : ما الذي ينقصك أخبرنيلأنأمك وعمتك لا تخبراني بشيء .
ضحك ليجيبها : لأن ليس هناك ما ينقص يا عمتو ، وخاصة حينما عاصم بك بنفسه أرسل لي مهندس ديكور توصى بي وانجز أمور التجهيزات في مدة قصيرة ، فالحمد لله الأمور مستقرة وأنا انتظر الزفاف .
عبست بتعجب : لا ينقصك شيء ، ملابسك .. اشياءك .. قاعة الزفاف ، كل شيء أعددته وتنتظر الزفاف .
ضحك و أخفضرأسه لتهتف موني التي تحمل صينية أكواب الشاي الزجاجية : ألا تري أنه هنا يا خالتو ، العريس أتى يستجم قبيل زفافه بأيام .
أجاب متهكمًا : إنهأول يوم العيد وأناأحبأن أقضيه مع عائلتي .
أومأت يمنى برأسها لتسأله ياسمين : وزوجتك لماذا لم تأتي ؟!
أجابها بخفة : تعلمين أمور الفتيات يا جاسي وهي وحيدة ليس لها أحد وكل شيء تحب أنتفعله بنفسها رفضت وأنا تركتها على راحتها .
نظرت إليهمليًا لتهمس : الزفاف آخرأيام العيد أليس كذلك ؟!
هز رأسهنافيًا ليجيب : لا كنت أتوقع أنه سيكون آخر يوم ولكن
قاطعته بتفهم : رمضان لم يأتي متممًا .
ابتسم برزانة : نعم ، إذًا لا أملأن أساعدك .
غمزها بمزاح : ادعي لي .
ضربته على كفه بعتاب أمومي : أبوك طوال عمره مؤدب .
همس بخفوت مازحًا : هذا ما يُشيعه بين الناس يا جاسي وإلا لما أنجبنا .
تورد وجه ياسمين رغمًا عنها لتدفعه بجدية : انهض يا ولد من هنا .
تعالت ضحكاته ليتمسك ببقائه إلى جوارها ليضمها إلى صدره يقبل رأسها وهو يهمهم : حسنا اعتذر ، كنت امزح والله .
رتبت على وجهه ليهتف عمار بمزاح ساخر الذي وقف أمامهما يتناول كوب الشاي من فوق الصينية التي تمر بها موني : أرىأنك مستقر يا سليم بك عندك .
رمقه سليم من بين رموشه : نعم اجلس بجوار عمتي .
نظر إليه عمار ليهتف ممازحًا : اوه اكتشفت أنها عمتك يا ما شاء الله .
تعالت ضحكات سليم ليضحك عمار بدوره قبل أن يجيبه سليم الذي نهض واقفًا يقترب منه فيقف أمامه : تخيل واكتشفت أيضًاأنك ابن عمتي .
هتف عمار بصوت تمثيلي مفتعل : يا للهول ، ليتبع بمكر - إذًاأناأقربإليك من موني في القرابة .
جمدت ملامح سليم ليظهر التركيز بعينيه قبل أن يهتف بصراحة : لا ، موني أختيأماأنت ابن العمة ياسمين .
أومأ عمار بعينيه متفهمًا ليهمس إليه : مبارك الزفاف لم أبارك لك من قبل .
عبس سليم بتعجب : ألن تحضر ؟!
أجاب عمار سريعًا : لا طبعا سنأتي كلنا ليتبع بمزاح - لا نقوى على اغضاب الياسمينة .
ضحك سليم ليهتف عمار بجدية : هذا الشاي لا أفهم فائدته ، أريد قهوة تعدل رأسي الذي خرب بسبب تناول الفسيخ .
اجابه سليم متهكمًا : أرىأنهأصبح معتدلًا الآن ، رمقه عمار بطرف عينه ليقهقه ضاحكًا قبل أنيهتف به - تعال لأعد لك قهوة لم تشربها من قبل على الرمال الساخنة .
اتسعتا عينا عمار بدهشة : حقًا تستطيع تحضيرها هكذا ؟!
أومأ سليم برأسه ليعودا للشباب فيطلب عمار من ملك أن تأتي بالأقداح ليعدوا القهوة .
أومأت ملك لتبتسم إلى سليم بطبيعية وتهتف إليه : مبارك الزفاف يا سليم .
ابتسم سليم بمودة : بارك الله فيك والعقبى اليك يا ملك .
ابتسمت برقة لتجيب بهدوء : بإذن الله .
هتف عمار وهو يعد بعض الأشياء بعدما شمر ذراعي قميصه : انظري يا ملك من يريد القهوة ؟!
**
هتف أسعد وعاصم بالإيجاب لتبتسم وهي تمر بجوار عادل تسأله بخفة متهكمة : هل تريد القهوة يا أبيه ؟!
كتم عادل ضحكته ليجيب وعيناه تومض بتسلية : هل ستعدينها يا صغيرة ؟!
رفعت رأسها بتحدي : بل سيعدها عمار ، أنا مسئولة الأقداح فقط .
ليجيبها بمرح وابتسامته تتسع : أنا أريدها قهوة من يد الارنبة .
ابتسامة ماكرة زينت ثغرها لتجيبه بخفة : كان بودي والله ولكن لم يعد هناك أرانب في الجوار .
قهقه ضاحكًا بخفوت لتبتعد عنه هي الأخرى ضاحكة قبل أن ينتبه على نظرات أمير المتسعة غضبًا لينتبه على صوت أسعد الخفيض : ماذا حدث الآن ؟!
تمتم سريعًا : لا شيء .
زمجر أسعد باسمه في خفوت حاد فيكح عادل ويؤثر الصمت ليكمل أسعد : بل هناك شيء فبابا يكاد أنيأتي ليدق عنقك يا عادل .
تمتم عادل سريعًا : بابا غاضب مني وأنا لا أنكر ،
سألأسعد بجدية : لماذا ؟! زم عادل شفتيه و آثر صمتًاآخر ليجيب أسعدبإقرار - لأجل ملك أليس كذلك ؟!
تنفس عادل بعمق ليجيبه : لم أفعل شيئًا .
رمقه أسعد بطرف عينه قبل أن يهمس إليه بنبرة مميزة : يا عادل ، حقًا لم تفعل شيئًا ، والفتاة التي توردت وهي تتحدث معك وأنت وضحكتك التي ملأت ملامحك لم تفعل شيئًا .
هز كتفيه : إنه مزاح عادي يا أسعد .
هز أسعدرأسه بيأس ليهمس إليه : لن اعلق لأنك تستخف بعقلي في هذه النقطة .
تمتم عادل بضجر : ليس هناك أكثر من بعض المزاح والحديث أنت وبابا تكبران الأمور دون داعي .
ران الصمت عليهما ليهمس أسعد بعد قليل : بل الأمر كبير يا عادل أنت تغازل الفتاة علنيًا في وجود عائلتها التي نحن في ضيافتها ، وهذا لا يصح ، اعتدل عادل بجلسته ليجابه أسعدبتحدي فيكمل أسعد - أستطيع قراءة حديث عيناك وأنت تريد اخباري عن أمر جنى ولكن هناك فارق يا عادل ،
تمتم عادل سريعًا بعبوس طفيف : ما هو ؟!
أجابأسعد ببساطة : جنى ليست الصغيرة ملك ، وأنا لم أكنأقدم على ارتباط بفتاة أخرى وأناأعلن حبي لجنى .
صمت بطريقة مدروسة قبل أن يتبع : إلا لو أنت ألغيت أمر ارتباطك بلارا هانم حينها يكون الحديث مختلف وحينها سأدعم ارتباطك بملك إذاأردت .
انتفض عادل بحزم : ارتباطي بملك ، بالطبع لا يا أسعدإنها صغيرة -علي-للغاية .
رمقه أسعد قليلًا ليحدثه بجدية : فارق السن بينكما ليس كبيرًا للغاية ،
تنفس أسعد بعمق قبل أن يهمهم إليه برزانة : أنا لا اعترف بأمر فارق السن هذا ، تكبرها .. تكبرك ، هذه أمور شكلية إذا توافقت الأرواح يا عادل ، أنا أمامك مثال من يراني وجنى لا يستطيع استنتاج أنها تكبرني ، وهناك مثال آخر ، أشار برأسه لمكان ما فالتفت عادل بترقب ليكمل أسعد بهدوء - هاك سيادة الوزير إلىالآن مفتون بامرأته الصغيرة ولعلمك عمو وائل يكبر تامي بثلاثة عشر سنة كاملة ، ولا زالت هي تعشقه ، بل إن قصتهما يتغنيان بها كقصة الأميروليلاه .
ابتسم عادل بخفة ليهمس ببساطة : أنت وبابا وعمو وليد وعمو وائل وخالو بلال أيضًا ، جميعكم عاشقين يا أسعدأماأنا فلا ، عبس أسعد بعدم فهم فأكمل عادل بهدوء - أنا رجل علم لا أفقه في أمور القلب والعشق ، ولا أقع في فخها أبدًا .
ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتي أسعد ليهمس بخفة : حتمًا ذات يوم ستقع في الفخ يا شقيق فلا تتباهى ، نهض أسعد واقفًا متبعًا - ولكن للمرة الأولى أخبركأعد النظر في أمرارتباطك من السيدة لارا .
***
اقترب خالد منه ليجلس مجاورًا هاتفًا بجدية : ما بالك يا أمير ؟! أشعربأنأمرًا جللًا يشغلك .
رف امير بعينيه ليبتسم في وجهه رزانة : دومًا فراستك تدلك يا خالد .
رمقه خالد مطولًا ليغمغم بصوت مختنق : هل هرب ؟!
تمتم أمير باقتضاب : للأسف ، هناك من يساعده ، تنفس خالد بعمق ليتبع أمير بجدية – سأخبروائل لأجل الحراسات على القصر فهو هذه المرة سينتقم بجنون وتهور .
انتفض جفن خالد ليهمس بجدية : هل هناك أوامر جديدة ؟!
هز أميررأسهنافيًا : أنا اباشر الأمر شخصيًا يا خالد ولكن إذا استطعت أن تقنع الاولاد أنيبقون إلى جوارك حتى نكثف الحراسات عليكم .
أومأ خالد برأسهموافقًا فيستوقفه أمير بجدية : فقط ليس الآن ، انتظر إلىأن نعود لا تفسد عليهم أولأيام العيد .
ابتسم خالد وربت على ركبة صديقه لينتبه أميرإلى اقتراب وائل الذي جلس إليهمجاورًا هاتفًا بجدية : أخبرتنيأنك تريدني يا أمير .
أومأأميربرأسه لينظر نحوه : اطلب دورية خاصة من الوزارة يا وائل وأنا سأوافق عليها وابقي أميرة لديك ، فاقنع أحمد بوجوده معكم .
جمدت ملامح وائل لينظر له برهبة فيخفض أمير نظراته متحاشيًا الحديث فيهمهم وائل بجدية : حسنا سأفعل ، ولا تعتل هم أحمد سيبقى رغمًا عنه .
ابتسم امير ليهتف خالد باستياء : ولدي لا يبقى رغمًا عنه ، كل ما يفعله برغبته الخالصة .
رمقه وائل باستخفاف مرح : لا يا رجل ، والله ، هل عدت للدفاع عنه من جديد ؟!
أومأ خالد برأسهإيجابًا : طوال عمري ادافع عنه ، ولكن قسوتي عليه لأجل صالحه يا معالي الوزير ، فبعض الناس لا تفقه قيمة ما لديها إلا حينما تخسره .
زفر وائل بقوة وهو يغمض عينيه حانقا : يا الله يا رحيم ، ألن تتوقف عن ترديد هذا الحديث ؟!
أجاب خالد ببرود : فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين .
تمتم وائل بجدية : ونعم بالله يا خواجة ، شكرًا جزيلًا على مجهوداتك العظيمة في تذكيرنا بما فاتنا دومًا .
ضحك أميرمرغمًا ليهتف وليد بضجر بعدما استلقى على كرسي منفرد : لا تخبراني أنكماعدتما للمشاكسة من جديد ، ارحما هذا الرجل الذي أتى من عمله رأسًا ظهرًا وتوقفا قليلًا ، ابتسم أمير بينما زمجر وائل بضيق وابتسم خالد بلا مبالاة ليتبع وليد بجدية واهتمام – أخبرني يا أمير ما أمر عريس آسيا هذا هل تتحدثون بجدية أمأنكم تمزحون ؟!
اعتدل وائل بجلسته ليتبادل مع أخيه النظرات قبل أن يهتف بدهشة : عريس لآسيا ، التفت لأمير– حقًا ؟! لا زالت صغيرة للغاية .
أجابأمير : إنه شاب صديق لعز الدين قابلته من قبل وحدثني آدم عنه ومن الواضح أنه جاد بالأمر فيريد تعارف العائلتين مستغلًا وجوده بمصر فترة العيد .
هدر وليد بصدمة : أليس مصري ؟!
أجابأمير : لا مصري ولكنه يعيش بأمريكا ، ولد وترعرع هناك .
تمتم وائل بعدم رضا : ما لنا بالاجانب نحن وما الذي يجبرنا على منح بناتنا لأشخاصيبعدونهم عنا ؟! هذا غير مقبول .
ابتسم أمير بخفة وهو يرمق وائل بطرف عينه : الفتاة تريده .
جمدت ملامح وائل ليسأل وليد باختناق : تحبه ؟!
هز امير كتفيه بعدم معرفة : لم أتحدث معها يا وليد للآن ، خالتها فعلت فأجابتها بطريقة غير مفهومة فحنقت ليلى منها لأنها لا تريدها أن تبتعد فهي تتبنى نظرية وائل ،
سأل وليد باهتمام : و إيناس ؟!
زم أمير شفتيه ليجيب ببطء وهو يراقب ملامح وليد بدقة : رافضة للأمر .
زفرة راحة ندت عن وليد فابتسم أمير بمكر ليكمل بهدوء – ولكن والدها لا مانع لديه ، من رأيي كل هذا لا يهم ما يهم هي الفتاة الموافقة على الشاب وهي من أتت به أيضًا .
تحركت نظرات وليد الشاخصة لوائل الذي شكلت ملامحه بحنق ورفض اعتلى جبينه ليسألأمير بجدية : لماذا تسأل يا وليد ؟! رف وليد بعينيه وهو يواجه نظرات أمير المتفحصة والذي اتبع ببساطة وبسمته تكسو ملامحه – هل لديك عريس لآسيا ؟!
أجاب وليد ببساطة حانقا : نعم لدي ولكنه غبي و أحمق وعنيد كالثور مثل والده .
سبه خافتة انفلتت من بين شفتي وائل بينما تعالت ضحكات امير وخالد ليكمل وليد وهو يشيح بكفه لوائل – وأنت تدرك الأمر يا أمير فلا تتذاكى علي .
سيطر أمير على ضحكاته ليهمهم مشاكسًا : صدقًا يا وليد ، إذا كان غبي و أحمق وينكر مشاعره خوفًا من الرفض فهو يشبه عمه ليس أباه ، فوائل لا يفعل ذلك ،
هتف وائل بتهكم : أرأيتإنه يشبهك ؟!!
ليهتف خالد ساخرًا : نعم فوائل لا يخاف هو ينكر مشاعره ولكن بتملك عنيد وغطرسة تدع المرء يحتج ويهج من المكان بأكمله .
هتف وائل بغرور : شكرًا جزيلًا يا خواجة اخجلتم تواضعنا والله ، ولكنك محق ما هو ملكي يظل ملكي لا اتركه يتسرب من بين يدي .
هز وليد راسه بيأس ليهتف امير بجدية : ولكن في الحالتين هو رافض الاعتراف والفتاة لا تفكر في أمره وهذا ما يجعل ولدكم الذي لدي عليه الكثير من التحفظات – بالمناسبة- يعاند ويرفض .
هتف وليد بهدوء : فقط تحدث مع آسيا يا أميروإذا كانت رافضة فهذا الأمر يعود لها فقط ولكن إذا كان هناك أمل للقبول أخبرنيوأناسآتي بالاحمق زاحفًا على بطنه لأجل عيون آسياولأجلك .
تنهد أمير بقوة : يفعل الله ما يريد يا وليد .
التفت ينظر لوائل ليسأله ممازحًا – معالي الوزير لا تعليق لديه .
زم وائل شفتيه بتفكير ليجيب أخيرًا : لا ، وليد من يتعهد فرغم مميزات أدهم الكثيرة والتي اعيها جيدًاإلاأن في هذا الأمرأناأفضلألا اخسرك من تحت رأس ولدي العنيد .
ضحك أمير بخفة ليربت على ركبته : لن يحدث لا تقلق فقط سننتظر إلىأنأتحدث مع آسيالأفهم ما مدى قبولها فبالأخير القرار عائد لها هي وفقط .
هم وائل بالحديث ليرمقه وليد مستوقفًا ليبتسم بهدوء : سننتظر نتيجة الحديث يا أمير .
***
تطبع بسرعة فوق شاشة هاتفها وهي تتجه نحو سيارة والدها سعيدة لمغادرة المزرعة رغم أناليوم كان جميلًا وقضت به أوقات مرحة كثيرا مع الفتيات ولكنها لم تكن مرتاحة ، مرآه أمامهابنظراته العاتبة .. ألمه المرتسم على ملامحه .. وعيناه الحزينة كانتا تؤرقاها ، وهي التي بعد المرة الأخيرة قصدت أن تحدد علاقتها به فهو لم يقبل بكلمة لا وهي لن تمنحه سواها ، لقد حاولت مرارًا أن تفهمه .. تخبره .. تشرح له بذوق أنهما لن يكونا سويًا فهي ليست له .. ولن تكون يومًا !!
فمازن بشخصيته اللينة .. الراقية .. والرقيقة لا تتعدى مكانته عن الأخ .. الصديق .. زميل الدراسة كما كانا من الصغر ، ورغم أنها لم تكن تريد خسارته فهو على المستوى الشخصي ولد جيد بطباع هادئة محترم وتربيته اكثر من جيدة إلاأنها لم تطيق اعتراضه على محمود ، ابن عمتها وخالها والاقرب إليها من نفسها والذي بدأ في التسلل إليها بتؤدة ، ورغم أنها تدرك خطواته جيدًا من بعد ذاك اليوم الذي بارك لها قدوم الشهر الفضيل ومنحها اعتذاره وتعي اقترابه الهادئ منها وتتوقع غرضه من تصرفاته إلاأنها لا تجد نفسها إلا منساقة له بلهفة .. تتتبع حركاته .. تتأمل سكناته .. وتنتظر حديثه الذي ياتي دومًا خاطفًا لفكرها .. مشتت لنبضاتها .. وممتلكًا لروحها ، حديثه الذي لا تعلم كيف بدأ .. ولا كيف سينتهي كل ما تعلمه أنها مسيرة في طريقه دون هوادة أو رجعة !!
انتبهت على صوت الرسائل المتتالية التي تصلها بالتتابع .. بلهفة .. بتوق لحديث لا ينتهي لدرجة أنهاأصبحت تحمل هاتفها ملتصقًا بكف يدها كما تصارخ والدتها بها هذه الايام شاكية من عدم تركيزها في أي شيء سواه ، لتنظر نحو الشاشة لتبتسم وهي تكز على طرف شفتها السفلية برقة وتتورد وهي تنظر نحو حديثه الذي يحوى مفهوم الاشتياق دون التصريح به ، رن الهاتف للمرة الأولى منذ بدأ حديثهما معلنا عن اتصال قادم منه لتتوتر وتنظر من حولها لتجيب سريعًا بصوت خفيض : ماذا حدث ؟!
أتاها صوته الرخيم ببحته الهادئة : لا شيء ، فكرت أن اتحدث معك بدلًا من الرسائل فأناأردتأن اعايدك ، هل اتصالي ضايقك ؟!
تمتمت سريعًا : أبدًا ، فقط إنها المرة الأولى التي تتصل بها .
سحب نفسًاعميقًا لتستمع إلى زفرته التي جعلت وجهها يحتقن خجلًا : فقط أردت سماع صوتك وردك و أنا اعايدك يا خديجة ، فأنا لم أفعل صباحًا ، وانتظرت طوال اليوم على أملأن تأتوا باكرًا ولكن من الواضح أنكم ستتأخرون .
ردت سريعًا وهي تلتفت من حولها : أبدًا ، نحن نغادر الآن ، بابا يقول سنصل في حدود النصف ساعة على الأكثر .
ابتسامة رزينة رسمت فوق شفتيه ليهتف بجدية : حسنًا سأنتظر وصولكم لاعايدك مباشرًا ، اتسعت ابتسامتها ليكمل بهدوء – اعتذر إن كنت ازعجتك باتصالي ، فقط شعرت أني في حاجة للحديث معك .
احتقنتا وجنتاها بحمرة خجل سيطرت على خافقها الذي نبض بجنون لتهمس بصوت أبحاوشى بخجلها : لا عليك .
تمتم وهو ينهي الاتصال : أراكقريبًا يا ابنة عمتي .
همست بخفوت : بإذن الله يا محمود .
...
يسير بجوارها يشبك كفه بكفها ويؤرجحها بخفة قاصدًا اغاظتها فتهمس بخفوت ضائقة وهي تسيطر على ارجحة كفيهما المتشابكان : عبد الرحمن .
كتم ضحكته ليهمس مشاكسًا : ظلي ردديها هكذا وأناسأظل اؤرجح ايدينا وأناأعلمأن هذه الحركة تضايقك .
ضحكت رغم عنها لتهمس بخفوت : ولماذا تضايقني ؟!
جذبها قريبًا منه فينظر إليها من علٍ طفيف مع جسدها الاهيف فهي تقاربه طولًا رغم ارتدائها لحذاء أرضي مريح إلاأنرأسها تصل لكتفيه : تروق لي ملامحك وأنت مغتاظة ، نظرت إليهبدهشة فأكمل وعيناه ترسمان ملامحها – وميض عينيك القوى .. حدة نظراتك .. زمة شفتيك .. وصوتك الحازم الذي يثير الرهبة مع الجميع سواي .
توردت وهي تخفض بصرها ليكمل بخفوت وهو يلامس طرف ذقنها من الأسفل يمرر ظهر سبابته بطابع حسنها المبهج : لأنيأعلمأن هذا الصوت ينافس صوت البلبل رقة حينما يدعوني بلفظ التحبب خاصتي ويشعرني بأني ملكت العالم بأسرهوأنت معي .
تناثرت أنفاسها لتهمس بخفوت : عبده .
تحكم في لهفته إليها بضراوة ليهمس ممازحًا : اخبريني كيف سيكون الوضع إذا ضبطني أبوكوأنا اقبلك بجوار سيارته الضخمة .
ابتعدت بردة فعل عفوية لتهمس ضاحكة ووجهها يحتقن بالأحمر القاني : لا أعرف ، ولكنك لن تفعل .
أجاب بوضوح : بالطبع لن أفعل رغم أنيأموت شوقًا لأفعلوأفعلوأفعل .
كتمت ضحكتها بكفها الحر لتهتف بعدما سيطرت على وجهها المتورد تهتف بحنق مفتعل : عبد الرحمن من فضلك .
قهقه ضاحكًا ليهتف بها في عتاب : بالله عليك ماذا علي أنأفعل حينما تناديني عبده بأنفاس مرتجفة ووجه مورد ، لقد منعت نفسي بالكاد من تقبيلك يا رقية .
اشاحت بنظرها بعيدًا : آسفة .
تنهد بقوة ليجذبها نحوه ثانية ليهمس بلباقة : هل أستطيعأنأضمكإلى صدري ونحن نتخفي بالسيارة ؟!
أجابته وهي تنظر نحوه بتسلية : لو قلت لا ستستمع .
__ لا ، ضحكت ليتبع – ولكني آثرت سؤالك أيضًا .
أجابته بمكر انثوي لا يظهر كثيرًا : ولكن لن أقول لا .
اتسعتا عيناه بمفاجأة سرعان ما تدراكها وهو يضمها إلى صدره يقبل جبينها هامسًا بخفوت : سأشتاقإليك ، ستتغيبين كثيرًا هذه المرة .
تمتمت وابتعدت عنه قليلًا : إنهمأيام العيد فقط .
هز رأسه بضيق تملكه فأكملت بهدوء – تعال معنا إذاأردت و أقمأيام العيد عندنا .
عبس برفض ظهر بوميض زرقاويتيه ليجيب برزانة : لا يا رقية ، عائلتك لا ترحب بي بهذا الشكل المرجو أن أت وامكث معكم ، ثم أعتقدأن دكتور محمود لن يكون مرتاحًا لوجودي بغرفة ضمن غرف البيت الذي تباتين به ، اعتقد أنالأمر مريب قليلًا لديكم وأنا لا أريدإثارة الريبة أو حديث لا أساس له .
نظرت إليهمليًا لتهتف به : من اخبرك أنك ستبيت في نفس البيت الذي سأكون فيه ، عبس بعدم فهم لتتبع بهدوء – لدينا مضيفة بعيدًا عن الدوار الكبير نستقبل بها الغرباء .
__ واو وأنا من الغرباء إذًا ؟! سألها متهكمًا فأجابتهإلى الزفاف أنت تعد غريبًا .
هم بالحديث ولكنه صمت واذنه تلتقط صوت خطوات يقترب فيشير إليهاأن تنتظر وهو يترقب القادم فيهمس بعفوية : إنها خديجة كما اعتقد .
عبست بعدم فهم لتهمس بطريقة مماثلة : كيف عرفت ؟!
أشارإليها على شقيقتها الصغيرة التي تقترب ولكن من الواضح أنها منشغلة بهاتفها فلم تلتقط وجودهما في الاتجاه الاخر من السيارة : من صوت خطواتها ، ارتفعا حاجبيها بدهشة فأكملبعفوية – أناأقوى على تحديد الجميع من صوت خطواتهم .
سألت بفضول : إذًا تستطيع معرفتي من صوت خطواتي .
أجاب بمشاكسة : بالطبع فخطواتك تدق فوق قلبي يا قلبي .
كتمت ضحكتها مرة أخرى بكفها لتهمس بمزاح :انفرط عقدك يا باشمهندس .
أجابها برزانة وهو يحتضن كفها يقربها منه : بل كاد ، حينما ينفرط سأفاجئك ، صدقيني
القاها بغمزة شقية ادهشتها لتندثر الابتسامة من فوق وجهها الذي جمدت ملامحه وصوت شقيقتها التي أجابت هاتفها منذ أن تعالى رنينه بسرعة فيصلها صوتها بوضوح فتستنتج الحديث هي وعبد الرحمن الذي اعتمت ملامحه فأصبحت غير مقروءه لتهم بالحركة فيضغط على كفها بلطف ويهز رأسه لها رافضًا ليهمس بخفوت شديد : لا تتحدثي معها وأنت غاضبة يا رقية .
نظرت إليه بنظرة ألمته وهو يشعر بالخذلان يومض بهما لتهمس إليه : لابد أن اعلمها بمعرفتي يا عبد الرحمن .
فهمس ناصحًا : لا تلوميها ، اشعريها أنك معها حتى لا تنفر بعيدًا .
أومأتبرأسها لتتحرك فتكشف مكانها لشقيقتها التي التفتت إليها برهبة حينما صدح صوتها بصرامة : مع من كنت تتحدثين يا خديجة ؟!
شحب وجهها لتفتح فمها تريد الإجابة ولكنها لا تقوى عليها ليظهر عبد الرحمن نفسه هاتفًا بجدية : مساء الخير يا ديجا .
تمتمت بتحية سريعة وهي تخفض رأسها تتحاشى النظر إليهما لتهم رقية بالحديث ثانية ولكنها صمتت حينما أقبل عليهم محمد ليهتف بترحاب ودود : ألم تبدل رأيك يا باشمهندس وتوافق على مرافقتنا ؟!
ابتسم عبد الرحمن ليجيب نافيًا : لا سأعود مع نولا ولأكون بجوار أحمدإذا احتاجني ، فأميرة اعتقد ستضع حملها قريبًا ، و أيضًالأجل عاصم فزفافه القريب سيجعله يدور من حول نفسه لعلني استطيع مساعدته .
هتف محمد : العقبى لك ، ألم تحدد الموعد بعد ؟!
ابتسم عبد الرحمن بخفة ليجيب : قبيل سفرك سأتي لنتفق فلابد أن ننظم الموعد وأنت حاضرًا .
أومأ محمد برأسه في رزانة : على خيرة الله .
التفت محمد لخديجة ليسألها باهتمام – ما بالك يا ديجا ؟! لماذا شاحبة هكذا ؟! هل أنت متعبة؟!
تمتمت بصوت أبح : بل بخير ، فقط أريد النوم .
هتف محمد بهدوء : حسنا هيا ادخلا إلى السيارة حتى نتحرك فها هما والداي قادمان .
تحرك عبد الرحمن بعدما أشار بكفه مودعًا لرقية التي دلفت خلف شقيقتها إلى داخل السيارة مهمهة بحزم : حديثنا لم ينتهي يا خديجة .
اقترب من محمد ليصافحه ويحتضنه مودعا قبل أن يحتضن مديحة التي كررت له الدعوة فيهتف بالشكر ليصافحه محمود أخيرًا ويربت على كتفه : حسنا تعال بعد غد على الغذاء العائلة كلها ستكون مجتمعة وأنا سأفتخر بوجود زوج ابنتي البكرية يا عبد الرحمن .
ابتسم عبد الرحمن بود ليجيب : سأفعل يا عماه ، فأنا لا أقوى على رد طلبك أبدًا .
ربت محمود على كتفه بفخر ليهتف به وهو يدلف إلى السيارة : سننتظرك يا باشمهندس .
أومأبرأسه وهو يشير للسيارة التي غادرت يقودها محمد ليهمس بخفة وهو يطبعها لها كعادته : لا اله الا الله .
فتجيبه بشق الشهادة الثاني وهي تبتسم ووجنتاها متوردتان كما يتوقع : محمد رسول الله .
***
يسير بخطوات متسارعة نحو الغرفة التي استطاع أخيرًاأن يعرف أنها بها بعدما تعذر عليه أنيدرك ماذا حل بها بعدما تركها وخرج صباحًا فيفاجئ حين عودته بحديث رجاله عن سيارة الإسعاف التي أتت وصحبتها بها والدتها التي من الواضح أنها اتصلت بها لتنقذ ابنتها من الانتحار !!
انتفض قلبه بخوف ثانية أن يكون فقدها رغم جنونه الذي يسيطر عليه منذ أن حاول معرفة مكان تواجدها منذ عودته بحلول الظهيرة لقصره ولكنه لم يستطع أن يدرك مكانها الآن والوقت يقارب على منتصف الليل ويقارب هو الآخر على فقدان عقله حينما شعر بأنها تبخرت من بين كفيه ، وكأنها فص ملح وذاب و كأن اختفائها مقصود و كأن عمه قصد ابعادها عنه ، ضرم الشر بعينيه وحدسه يتأكد حينما لمح الأربع رجال مفتولي العضلات الواقفون أمام باب غرفتها ليصطدموا برجاله في تعمد حينما اقتربوا معه ليهدر هو بجنون : ابتعدوا .
وجم الجميع وران الصمت عليهم ليهدر ثانية : أمركم بالابتعاد .
القاها بغطرسة وتحرك نحو الباب فيتحرك الرجال الآخرون بتهديد قابله رجاله لينطق أحدالأربعة غير المنتمين إليه والذي من الواضح أنه قائدهم : زيد باشا نحن مأمورين بحماية الهانم لا نعارضك لأجلأي شيء سوى التزامنا بالأوامر.
هدر بعصبية : ومن الذي منحك الأمر بحماية زوجتي مني ؟!
احنى الرجل عنقه ليهمس بصوت خافت باسم لم يتوقعه أبدًا قبل أن ينتبه لفتح باب الجناح الذي تمكث به زوجته فيتطلع باهتمام لزوجة عمه التي ظهرت من خلفه تخطو بأناقة وتواجهه برأس مرفوع لتهمس ببسمة متصلبة فوق وجهها : مُرْ رجالك بالانسحاب يا زيد .
واجهها بتحدي لمع بعينيه لتقابله بتحدي وصلابة أثارا ترقبه قبل أن يهتف : من الواضح أن على الجميع الابتعاد يا زوجة عمي .
ابتسامة ساخرة لمعت فوق ثغرها لتشير للرجال بالابتعاد في نفس الوقت الذي أومأ به لتابعيه فينسحب الجميع مبتعدين عنهما ولكنهم واقفين من حولهما يمنعون عنهم أي شخص يريد المرور لهما فتقترب منه بخطوات هادئة لترفع كفها وتلطمه دون أن ترف بجفنيها لطمة قوية دوى صوتها من حولهما .. لطمة قوية اجفلته .. فاجأته .. و أثارت جنونه ، ارتد بوجهه إليها لتتسع عيناه بغضب فتجابهه بشراسة أم تحمي ابنتها أو ما تبقى منها فتهمس بصوت خفيض وعيناها تومض بغضب : نعم زوجة عمك فماما دُرية لن تعد أم لك ولا تريد أن تكون ، فأنتوصلت لدرجة من الحقارة أن تغتصب زوجتك .. ابنة عمك .. وابنة من ربتك وكبرتك لتصبح رجلًا تستقوى به على فتاة ضعيفة كانت من المفترض أنها امانتك .
تجمعت الدموع بعينيها فأتبعت بصوت محشرج : ألم تكتفي يا زيد ؟! ألم ينتهي جنونك ؟! أخبرني سببًا واحدًا لما تفعله !!
رفت عينه اليسرى برفات متتابعة لتهدر فيه باختناق : توقعت أنك تتبدل حينما تصبح أسيلزوجتك ، صدقت أنك لن تؤذيها ، أنك سترعاها كما أخبرتني مرارًا ، ما هذا الجنون الذي يتملكك ويدفعك لهذه التصرفات ، اتبعت صارخة - بحق الله إنها زوجتك ما الذي تريده أكثر من ذلك .
همس دون تفكير : قلبها الذي فقدته ولم يعد لي مكانًا فيه .
تشنجت ملامح درية لتهتف بعدم اتزان : وهل بهذه الطريقة ستكسبه .. ستسترده .. ستمتلكه ، أنت تفقد أسيل يا زيد ، أسيل قطعت معصمها اليوم ولولا أني ذهبت لأتفقدها لكانت ماتت ، أمسكت بتلابيبه تهزه بعنف رغم عدم اهتزازه - أتدرك الام أوصلتها .. لقد فضلت الموت على وجودها معك .
انتفض وروحه تختنق ، تتصلب ملامحه وعينه ترف بسرعة أكبر فأكملت وهي تتحكم في أعصابها التي اوشكت على الانهيار بسبب ما عانته منذ الصباح : لذا أنت ستبتعد عن أسيلمنذ هذه اللحظة ، لا أريد رؤيتك بجوارها أو قريبًا منها ، أسيل ستخرج من هنا إلى منزل عائلتي وستكون تحت حمايتي أماأنت وعمك فلن اشغل نفسي بكما فأنا سأحمي ابنتي منك حتى لو هذا لا يرضي عمك .
استدار برأسه في بطء ينظر إليها بثبات : لن تقوي على إبعادي .
ومضت عيناها بشرار غاضب لتهمس بثبات : نعم معك حق ، أنا بمفردي لا أقدر .. حتى اسم عائلتي الذي كان سببًا رئيسيًا في تسلق عمك سلم السلطة ومنحه المال والنفوذ الذي مررهما إليك لن يحميني ، ولكني لست بهذا الغباء الذي تتوقعه ، فأنالجأتإلى الكبير الذي سيقوى على حمايتي وحماية ابنتي منك ،
اتسعت عيناه بعدم تصديق فابتسمت ساخرة وأومأتبرأسهاإيجابًا لتتبع بتهكم ونظراتها الشامتة تحرقه وهي تكمل - لم الجئ لسيادة الرئيس هذه المرة ، اكتفيت بالرجل الثاني والذي انزعج كثيرًا مما قصصته له وخاصة حينما أرسلت إليه تقارير المشفى ونسخة من المحضر الذي حررته إليك .
ومض الجنون بعينيه لينتفض بغضب وهو يرفع كفه فيقبض على عنقها هادرًا بعدم اتزان وهو يرفعها من الأرض : حررت لي محضر واتفقت مع آخر علي يا درية .
انتفضت وهي تشعر بالاختناق فحاولت التملص منه وهي تدفع برجليها .. الصراخ أوالاستنجاد بالرجال اللذين يوليهم ظهرهم فتتحشرج بصوت ابح : اتركني يا زيد .. اتركني .
ضغط بكفه وهو يدفعها للحائط من خلفها فتتحشرج أنفاسها وعيناها تغرب للخلف وهي تشعر بأنفاسها تتوقف .. حلقها يؤلمها .. وأعصابها تنهار تحت وطأة ضغطه على حلقها فتطفر الدموع من عينيها لتسقط أرضًافجأة حينما اندفع أحد الرجال الذي انتبه إليهما مصادفة فهرع إليها ليدفع زيد بعيدًا فتقع أرضًا وهي تستعيد أنفاسها التي خنقها ووعيها الذي كادت أنتفقده وخاصة حينما بدأ الرجال في التقاتل فدفعها أحدهم لداخل الجناح الذي ترقد به ابنتها وهو يهتف : لا تغادرا يا هانم نحن سنتكفل بهذا الوضع .
أغلق الباب بعدما أصبحت بالداخل فتلهث برعب وعيناها متسعة بصدمة دموعها تنهار بجزع لتستل هاتفها تتصل بهاتف الآخر الذي أجابها على الفور كما وعدها وتصرخ برعب تملك منها : انجدنا يا باشا زيد كاد أن يقتلني و رجاله في الخارج يقاتلون رجالك .
***



سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس