عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-20, 05:59 PM   #435

سلافه الشرقاوي

كاتبة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سلافه الشرقاوي

? العضوٌ??? » 296621
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 970
?  نُقآطِيْ » سلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond reputeسلافه الشرقاوي has a reputation beyond repute
افتراضي

زفاف عاصم
يقف بمفرده في آخر السلم من فوق يشعر برهبة جلية تتملكه وهو ينتظرها ، لا يصدق للآن أنأخيرًا الليلة ستكون له .. مليكته وامرأته وحبيبته التي ستجاوره بقية عمره، شد طرفي سترته وهو يستقيم بجسده في اعتداد وموسيقى القيثارات الراقية تدوي من حوله بأغنية قديمة اقترحها عليه سليم و أسمعهإياها وهما يضعان فقرات الزفاف وأخبرهأنها تناسب الأغانيالأخرى التي اختارها عاصم بذوق قديم قليلًا وفخم كثيرًا فيوافق عليها فورًا وهو يشعر بأنهاستناسب اطلالتها التي خطفت قلبه بالفعل و أجبرتهأن يدق ثلاث دقات مختلفة حينما وقع بصره عليها تتأبط ذراع عمه و تخطو صاعدة السلم وهي تخفض وجهها فلا يظهر من رأسهاسوى تاجها البلوري وطرحتها اللامعة تضوي بكرات لؤلؤية فخمة ، سحب نفسًاعميقًا وهو ينظر لحذائها الكريستالي الذي يظهر من حافة تنورة فستانها الواسعة والتي تضوي بلمعة لؤلؤية تناسب طرحتها والتي تحملها بكفها الأخرى لتقوى على الصعود ليزفر أنفاسه ببطء شديد عندما توقف عمه أمامه فتتعلق نظراته بها فيحاول أن يلتقط ملامحها المختفية خلف طرحتها المضوية ليبتسم بإتساع وهو يلتقط فستانها المغلق الفخم والذي لا يشبه ذاك الذي اشتراه ولكنه أعجبه بياقته العالية رغم صدره التل المفتوح ولكنه بحدود رقيقة فتخفي مفاتنها بشكل راق له ، انتبه من تأمله على صوت عمه الذي هدر فيه بخفوت : اعتدل يا ولد .
ليكتم ضحكته ويلتفت نحوه بصعوبة ليصافحه فيضمه وائل إلى صدره يربت على كتفه ويقبله يبارك له بسعادة حقيقية ليهمس إليه : إياك ان تضايقها يومًا .
تمتم وعيناه تعود إليها : على رقبتي يا عماه .
فيضحك وائل مرغمًا : سأكسرها لك ذات يوم بإذن الله .
ضحك عاصم بخفة ليستدير إليها فيتفحصها بعينيه انتفض بفزع على صوت وائل الذي صدح من خلفه : تأدب ، أسمعت ؟!
تعالت ضحكاته ليهمهم بخفوت : افزعتني يا عماه ، ربت وائل على كتفه وهو يضحك بخفة ليتابع بخفوت عندما وقف أمامها – لا أعدك أني سأفعل ولكني سأحاول .
لامس طرف طرحتها من الأسفل ليعيدها للخلف وهو يكتم انفاسه يتطلع بانبهار إلى ملامحها المزينة باتقان ليزفرها باكملها فوق جبينها الذي طبع فوقه قبلة عميقة هامسًا : نوراني الغالية مبارك علينا يا حبيبتي .
توردت مرغمة لتنظر إليه بعينيها هامسة : أنت هنا حقًا ؟!
فيجيب مشاكسًا وهو يتحكم في اختناق حلقه : و ارتدي التوكسيدو أيضًا .
ضحكت برقة لترفع ذراعيها حول عنقه هامسة : احضني يا عاصم .
استجاب بعفوية وهو يضمها إلى صدره بقوة لتتعالى الصافرات و اضواء الكاميرات الكثيرة التي تلتقط صورهم ليفلتها أخيرًا مرغمًا فتتأبط ذراعه ليقفا متجاوران يمنحا الجمع من الصحفين صور خاصة بحفل الزفاف الاسطوري المنتظر إلى أن تعالى صوت الدفوف التقليدي معلنًا عن الزفة المصرية فيتحركان سويًا نحو القاعة المخملية الذي يقام بها العرس .
***
يخطو بأناقة إلى قاعة الفندق الضخمة ينظر من حوله لأناقتها ورقيها المفرط وكأنها تعلن بفخامتها عن مكانة من يقام زفافهما فيها الليلة .
ابتسم بلباقة وهو يستمع إلى همس امرأته المعبر عن رقي المكان وفخامة الديكورات ليهمس بجدية مجيبها : تشبه صاحبي الزفاف ، أنت بالطبع تدركين مكانة آل الجمال ومن يتزوج كبيرها القادم من ابنة عمه .
تمتمت بخفوت وهي تضغط على ساعده المعلقة به : بالطبع أدرك أنسيت أني عضوة في الجمعية الخيرية التي تديرها فاطمة هانم .
أومأرأسه بتفهم لينتبه على صوت وائل الذي صدح مرحبًا وهو يقترب منه فيتقدم هو نحوه بخطوات واسعة قاطعًا الطريق نحو هاتفًا بود : وائل باشا ، مبارك زواج ابنتك .
تمتم وائل وهو يصافحه بترحاب : هادي باشا انرتنا بحضورك ، اتبع وهو يومئ برأسه للمرأة بجواره - شرفتنا يا هانم .
أومأت السيدة برقة وهي تبارك له قبل أن تقترب فاطمة بأناقة ترحب بهم وتحتفي بزوجته لترشدها إلى مكان جلوسهما ليشير إليه وائل بهدوء : تفضل يا باشا .
ضحك هادي بخفة ومشاكسة : بل أنت الباشا يا باشا .
ضحك وائل بأريحية ليسأله : بمفردك كالعادة لماذا لم تأت بالأولاد ؟!
أجابههادي بجدية : أكبرهم متمردًا لا يحضر الأعراس والفتاة صغيرة وأنا تعلم قاعدة النوم مبكرًا سارية كحد السيف في البيت فجولي لا تتراجع عن قواعدها .
أومأ وائل متفهمًا : نعم لدي واحدة مثلها .
تمتم هادي بمشاكسة : كلهن متماثلات .
ابتسم وائل واثر الصمت ليسأله عادي بجدية : لم يحضر بعد ؟! هز وائل رأسهنافيًا ليتبع هادي سائلًا - هل تتوقع حضوره ؟!
التفت وائل اليه : من المفترض أن يفعل ولكن من الممكن أن يتجنب الظهور بعد الفضيحة الأخيرة ، الموجة كانت عالية وقاسية عليه .
ابتسم هادي بمكر ليسبل جفنيه ليتمتم وائل بحبور تملكه : أنت جيد يا هادي نظرتي بك لم تخيب أبدًا .
اتسعت ابتسامته الماكرة ليهمهم : تربيتك وتحت نظرك يا باشا .
ضحك وائل : لا تتواضع لقد تفوقت على جميع الأساتذة .
أومأ هادي بعينيه : بتوجيهات سيادتك .
ابتسم وائل ليسأله بجدية : كيف أوقفت قرار منع النشر لثلاث مرات يا هادي ؟!
مط هادي شفتيه ليجيب ببراءة : لم أفعل فالقرار لم يصدر من الأصل لأوقفه ، قهقه وائل ضاحكًافيكمل هادي- من الصعب أن تثق كثيرًا بقدراتك وأنت تعلم أن هناك من أكبروأقوى يا وائل باشا ، وهذا الزيد لم يتعلم جيدًا .
زفر وائل بقوة ليهمهم : إنه دون تربية ولا أخلاق يا هادي ، وكتلة من الغرور سائرة على قدمين .
تمتم هادي بضيق : إنه مريض أنت لم ترى الفتاة ، أليس كذلك ؟! هز وائل رأسهنافيًا ليتبع هادي باختناق - أنارأيتها من قبل في إحدى حفلات عبد المعز كانت زهرة ربيعية جميلة ولكنه قضى عليها .
استدار إليه وائل يرمقه بصمت قبل أن يهتف بصوت خشن : هادي أنت ؟!!
قاطعه سريعًا : لا أبدًاإنها شابة صغيرة وأنا بضعف عمرها ثم لازالت زوجته وتحمل طفله ، اتبع هامسًا بعدما التفت من حوله - ثم لا تفكر في مثل هذه الأمور فمجرد التفكير يثير حاسة جولي السادسة وأحيا في جحيم غير معلن .
ضحك وائل بخفة ليهتف : إذًا تساعدها كناية به ؟!
سحب هادي نفسًا عميقًا ليهتف بهدوء : ورد جميل لعائلة درية هانم .
ربت وائل على كتفه بفخر : أنت جيد مهما تحدث الناس عنك يا هادي أنا فخور بك وبمنطقك في العمل .
تمتم هادي بفخر : هذا شرف لي يا وائل باشا ، أتبع سائلًا - بالمناسبة أين ولدك أريدأن أتعرف به عن قرب فأنا قابلته مرة واحدة في الحزب ولفت نظري وهو يتحدث في اجتماع الشباب ، كان رائع ويمتلك الكثير من المقومات .
أشار وائل لأدهم الواقف قريبًا منهما عند طاولة عائلته فيهرع أدهم نحوه ليهتف وائل - هاك هو ، أدهم، تابع وائل وهو يشير لهادي - هادي باشا الغمري
تمتم أدهمسريعًا وهو يصافح هادي بترحاب : بالطبع أعرفه شرفتنا يا باشا .
صافحه هادي بحفاوة ليتمتم بجدية : هذا الشبل من ذاك الأسد يا وائل باشا ، اتسعت ابتسامة أدهم لتومض عينا وائل بفخر حينما هتف هادي بجدية - أتمنىأن يكبر رامي و أراه مثلك .
هتف أدهم سريعًا : شرف لي يا باشا .
تمتم هادي بجدية : إذا سمحت لي يا وائل باشا ، سأصحبأدهم معي للشرفة أريد التدخين والحديث معه قليلًا.
أومأ وائل برأسه ليشير إليهأدهم له أن يتقدمه ويسير معه ليلتفت إلى ابيه فيمنحه وائل هزة رأسه راضية فيمتلئ صدره بالثقة وهو يخطو مجاورًا لهادي الذي بدأ في الثرثرة معه بالفعل.
***
بعد مضي ساعة ونصف ..
تأفف بضجر ليهمهم باختناق : ألن تنتهي هذه الموسيقى المثيرة للنوم يا أدهم ؟!
ضحك أدهم بخفة ليجيبه : ستنتهي الآن ، فقط إنها اجواء مخصصة لوجود الصحفيين ، والذين سيتم طردهم الآن .
صدح صوت منسق الزفاف بكلمات هادئة لبقة تدعو الصحفيين والمصورين لمغادرة القاعة بهدوء ولطف وتتمنى لهم ليلة سعيدة هانئة ، ليشير إليهأدهم : أرأيت ، مثلما أخبرتك .
غمغم زين بعدم فهم : لا أفهم لماذا سينصرفون ؟!
تمتم أدهم بخفة : هذه فكرتي بالمناسبة ، فأنا شعرت بأننا سنكون مقيدين إذا ظلوا في الزفاف ، بكاميراتهم واضوائهم وعقولهم الواعية ، ونحن نريد أن نفرح دون أن نكون على مرأى ومسمع العالم ، لذا أخبرت عاصم أن يمنحهم ما يريدونه في سبيل أن يغادروا بعد بداية الزفاف ليصبح بعد مغادرتهم الزفاف ملكنا .
ضحك زين بخفة ليغمغم بمكر : لماذا أشعرأنكأعددت لكارثة لذا فكرت كيف تتخلص من الصحفيين والمصورين حتى لا ينقلب الزفاف لفضيحة سائرة على قدمين ؟! قهقه أدهمضاحكًاليشير برأسه في حركة غير مفهومة فيتبع زين – ولكن جميعنا نحمل هواتف وأجهزة نستطيع التقاط الصور .
اقترب أدهم منه ليهمس بفحيح هادئ : من سيفعل سنقاضيه ؟! ارتفعا حاجبي زين بتعجب ليكمل أدهم بفخر وغطرسة – مرحبًا بك ، ابتسم فأنت في عالم الجمال يا رجل .
ابتسم زين بخفة ليهتف : إذًا سنرقص ، أومأأدهم ليجيبه – أناأحضرتشيئًا سيروقك للغاية ولكنه سيصل في النصف الثاني من الفرح .
عبس زين وهو يرمقه بريبة فيضحك أدهم بمكر ليهز رأسهبيأس قبل أنيعبس بتعجب وصوت الموسيقى يصدح من حوله ليهمهم بتساؤل لأدهم المجاور له : هل هذا فرانك سيناترا ؟!
ابتسم ادهم ليجيب متهكمًا وهو ينظر لشقيقته التي تجاهد للرقص بهذا الفستان الضخم الفخم المغلق بشكل مبالغ فيه بجوار عاصم الذي يراقصها بخطوات هادئة : ماذا تنتظر من صاحب الأقداح الخزفية ؟! بالطبع إنه سيناترا .
***
تحرك بخطوات هادئة بجوارها يمنحها مساحة كافية لتنورة الفستان المنتفخ بشكل كبير ليراقصها بخطوات كلاسيكية عادية وهو يردد بمشاكسة مع سيناترا
You're just too good to be true
I can't take my eyes off of you
You'd be like heaven to touch
I wanna hold you so much

لتبتسم بإتساع وهو يديرها من حول نفسها فيميلها لينهض بها قبل أن يدور بها من حوله ليتلقاها ثانية فيضمها إلى صدره قبل أن يبعدها فتضحك بمكر وهي تبتعد عنه بخطوات واسعة والمكان يظلم تقريبًا سوى من اضاءة خفيفة لا تبيح الرؤية قبل أن تعاود في مناطق مختلفة مع الموسيقى التي اختلفت بصوت صادح صاخب وهو يقف مترقبًا ظهورها من جديد ليكتم أنفاسه وهي تقترب تدور من حول نفسها بخطوات راقصة بمظهر جديد والفستان المغلق المنتفخ تبدد من فوقها وما تبقى منه تنورة قصيرة مترامية الأطراف تصل لمنتصف ساقيها و صدر حريري دون اكتاف رغم الأكمام الحريرية الواسعة التي تظهر ذراعيها والمزخرفان بلآلئ ماسية لامعة ليزفر أنفاسه كلها حينما دارت من حول نفسها كحورية مبهرة فيتطلع إلى ظهر الفستان الذي عبارة عن خطين عريضين من الألئ اللامعة أولهما عند كتفيها والآخر بعد منتصف ظهرها لتقترب وتتعلق برقبته كما متفق عليه فيه الرقصة التي انقلبت لصخب تزامن مع الصيحات العالية والشهقات التي صحبت ظهورها الجديد فيتوعدها بعينيه ويراقبها بخطوات متماثلة وهما يسيران سويا بحركات راقصة تناسبصوت سيناترا الذي يدوي بقوى
I love you baby and if it's quite all right,
I need you baby to warm the lonely nights
I love you baby trust in me when I say
Oh pretty baby don't bring me down I pray
Oh pretty baby now that I found you, stay
ليديرها ويميل بها وهو يسند جسدها إلى ساقه ويميل بجسده معها ليلتقط شفتيها في قبلة هادئة فدوت الصافرات من حوله وهو يعاود الوقوف بها ثانية ليتابعا رقصتهما وسناترا يشدو
And let me love you baby, let me love you
***
__اووه ، ألقاهاأحمد بتهكم مرح وهو يقف بجوار الكبار والذي ران عليهم الصمت فجاة حينما صدموا بتبدل فستان نوران ليكمل هاتفًا بخفة حينما قبل عاصم نوران - من رأييأن ننهي الزفاف على هذه الأغنية يا عماه فلا أحد يدري ماذا سيحدث بعد قليل
تعالت ضحكات وليد ليهمهم خالد باسمه في عتاب ووائل يلتفت إليه يرمقه بفكين مطبقين فيتابع باستفزاز : إذا كانت هذه الرقصة الافتتاحية لا نضمن بقية برنامج الزفاف .
زم وائل شفتيه وهم بالرد عليه ليصمت والصيحات تتعالى من جديد عند الجزء الصاخب من الأغنية فيعاود النظر إلى ابنته التي ترقص بأريحية ملتصقة بجسد عاصم الذي يدور بها في رقص منسجم دون أن يبعدها عن ذراعيه ليلفها من حوله وهو يقربها منه مرتين متتاليتين فيرقصا متواجهين إلىأن أدراها ليحملها بين ذراعيه جالسة فتضع ساقا فوق أخرى وهو يدور بها في دورات متتالية وسيناترا ينهي الاغنية
And let me love you baby, let me love you
فتتعالى الصافرات من جديد وعاصم ينزلها محتضنًا ليقبلها بقبلة تائقة أجبرته أن ينتفض من مكانه ليتحرك نحوهما فيتبعه وليد هاتفًا بضجر : انتظر يا وائل لا تكن نكد يا رجل.
توقف وفاطمة تقترب منه تقف أمامه تنظر إليه بطرف عينها لتسأل وليد بهدوء وهي تمنعه من المرور : ماذا يحدث يا وليد ؟! أين تذهبان ؟!
كتم وليد ضحكته التي تراقصت في عينيه ليهز كتفيه ويهمهم بصوت مختنق بالمرح : اسألي زوجك ؟!
ابتسمت باتساع وهي تلامس عضد وائل بترتيبه حانية وتسأله بمكر ومض بعينيها : أين تذهب يا معالي الوزير ؟!
أشاح بوجهه بعيدًا لتشير لوليد برأسها فيومئ متفهمًا قبل أن يبتعد عنهما وهو يراقب أخيهحتى ينقض عليه في الوقت المناسب يمنعه عن البطش بولده الذي تخلى عن الحياء على ما يبدو !!
لوت شفتيها لتنظر إليه تغمغم باسمه قبل أنتسأله بوضوح : هل كنت ذاهب لعاصم حتى توبخه على تقبيله لزوجته ؟! رف جفنه بعصبية فاتبعت بتشدق ساخر - أعلمأحدهم قبل زوجته إلى أنّتْ مطالبة للهواء وهو يستلمها من زوج شقيقتها .
ارتدت رأسهإليها في حده فابتسمت عاتبة : هل تدرك من هو ؟!
أطبق فكيه لينطق من بينهما : هذا شيء آخر !!
ارتفعا حاجبيها بدهشة لتهمهم ساخرة : حقًا ؟! وكيف ذلك ؟!
زفر بقوة ليغمغم بضجر : فاطمة ، رفعت رأسها بشموخ وجابهته بتحدي فأكمل بجدية - حسنًا ماذا تريدين ؟!
ابتسمت بلطف لتهادنه وتلف كفها حول ساعده تحتضنه برقه : تعال لنجلس واترك وليد يتحدث إلى عاصم عم يضايقك ، فقط لا تذهب أنت وتقم بإرهابه الآن ، اتبعت بمشاكسة متعمدة - لا نريد أي تاثير سيء على الولد الليلة .
اغمض عينيه ليتشنج جسده أسفل راحتها هاتفًا بغضب : فاطمة .
ضحكت برقة وهي تدفعه ليسير إلى جوارها بعدما أشارتإلى وليد برأسها : حسنا أعتذر كنت أمزح معك ، فقط تعال وتذكر و أنت تنظر إليهأنه عاصم ، تمتمت وعيناها تغيم بحنان - البكري يا وائل .
شرد نظره نحو عاصم الذي يحتضن ابنته داخل صدره بحنان ومن الواضح أنه يعاتبها على شيء ما فيتشكل ثغره بابتسامة سعيدة فخورة بولده الذي يقترن بابنته محققًا إليه حلم ظن في وقت ما أنه لن يتحقق.
***
بعد ثلث الزفاف الأول ...
توقفت الموسيقى الصاخبة وفقرة أحد الفنانين تنتهي والعروس تغادر القاعة في فاصل بسيط وبعض الاطعمة تقدم والعصائر التي يدور بها السقاه من حولهم ليعبس بتعجب وهو يسألعادل الواقف بجواره : ماذا يحدث ؟! أين اختفت العروس ؟!
هز عادل راسه بعدم معرفة ليهتف بجدية : ولكن أفضلأنها اختفت حتى استطيع المباركة لعاصم .
هتف عز الدين : خذني معك .
أشارإليه عادل بجدية : تعال .
تحركا سويًا ليقتربا من عاصم فيبارك إليه بخفة بينما احتضنه عادل بقوة وهو يمازحه بخفة ووقاحة فتتناثر الضحكات فيما بينهما ليضحك مرغما وهو يلكز عادل بعتاب قبل أن تتعلق عيناه بها رغم عنه فيتوقف عن الضحك قبل أن يستأذنهما وهو يقرر العودة لطاولة تاركًا المجال لعادل وعاصم يتحدثا على راحتهما ، وعيناه رغمًا عنه تتعلق بها فيشعر بحلقه يجف وهو مبهورًا بها .. ماخوذًا بجمالها فيدور ليتناول كأس من العصير الطازج يحتسيه ببطء وهو يراقبها من بعيد تبتسم برقة وملامحها الجميلة تجذبه رغم أنها ليست منمقة ولا ملونة بل هي سمراء نيلية جميلة تشبه تماثيل الأجداد .. الملكات .. بجمالهن الفرعوني المشبع بحضارة وأناقة تعلو هامتها المرتفعة بشموخ مصري يعلن عن وجودها بوضوح ، رغم أنشقيقاتها كما عرف يفوقونها جمالًا بملامح وجهيهما المنمقة الصغيرة وبشرتهما الفاتحة وأعينهم الملونة إلاأنها مختلفة ببهاء يجذب نظره رغمًا عنه ، فهي ليست المرة الأولى التي يلتقيها وليست المرة الأولى التي يلاقي صعوبة في ابعاد نظره عنها .
تنهد بقوة وهو يترقب لحركتها لينتهز الفرصة ويتبعها إذا ابتعدت عن اخواها وعائلتها فتأتيه سريعًا وهي تنهض واقفة وتخطو بعيدًا عن الطاولة التي تجمعها بعائلتها الكبيرة الصاخبة فيهم باتباعها قبل أن يتوقف عن كف زوجة ابيه الصغير التي تمسكت بساعده وهي تهمس بخفة : أين تذهب يا عز ؟!
التفت إليها مدهوشًا ليهمهم بسرعة وبصره يتحرك سريعًا ليدرك مكانها الذي ذهبت إليه : سأتي بالطعام .
ابتسمت إيناس بمكر لتهمس : حقًا ؟! همهمت بمكر – ليس عليك الذهاب اشر لأي من النُدل هنا وهم سيأتونك بم تريد .
رف بجفنه ليصمت بحرج فاتبعت وهي ترمقه بنظرة ثاقبة : ظننتك ستتبع تالية فأحببت أنأوفرعليك الطريق وأخبرك انها ستأتي بعد قليل فأنا طلبت منها الانضمام إلينا قليلًا.
اتسعت عيناه بدهشة ليهمس بمفاجأة : حقًا ؟! لماذا ؟!
ضحكت برقة لتجيبه بوضح : لأني لاحظت نظراتك المنجذبة إليها وليست المرة الأولى بل لقد كانت رقبتك تدور على ملف زنبرك ونحن بالمزرعة وتنظر إليها كلما تحركت .
اخفض رأسه بحرج داهمه ليتمتم بخجل : حقًا ، أنا لا أعلم ماذا أصابني ولكني منجذب إليها .
تنهدت بقوة : أناأرى هذا ولكن أريدأن استوضح منك شيئا ، هل هذا الانجذاب عاديًا أم ؟!
هز رأسه بحيرة : لا اعرف فأنا لم امر بهذا الأمر من قبل ، نظرت إليه بمفاجأة فأتبع - بالطبع أعجبت ببعض من الفتيات من قبل وحاولت مصادقتهن ولكن ما أشعره هذه المرة مختلف .
تمتمت بعفوية : أناأيضًاأشعربأن نظرتك مختلفة ولكن وجب علي تنبيهك الفتاة من عائلة تعد من معارفنا المقربون وذات أصل طيب و أخلاق عالية لا اعتقد أنها تعترف بالمصادقة كنوع من التسلية .
هتف بسرعة : بالطبع لا إذا حدث وفاق فأناأنوي الارتباط بها .
اتسعت ابتسامه بسعادة حقيقية لتجذبه إليها فتشنج غير متوقعًا ليتخلص من تصلبه وهو يشعر بضمتها الحانية التي أدهشته وهي تهمس بحماس : وفقك الله يا عز .
ضحك بخفة لتغمز إليه بعينها وهي تبعده عنها مهمهمة : هاك عروستنا قادمة انضم إلىالطاولة حتى تستطيع التعرف عليها وهي أيضًا تلاحظ وجودك .
أومأبرأسهموافقًا قبل أن تهتف إيناس : تالية ، تعالي يا عزيزتي .
اقتربت بخطوات مترددة تبتسم بخجل وتخفض نظرها أرضًا في حياء أحكم قيده على روحه لينتبه إلى ايناس التي اتبعت بصوت هادئ : هذا هو عز الدين ابني عبست تالية بعدم فهم وهي تنقل نظرها بينهما فتضحك إيناس وتكمل - ابن آدم ولكنه كميرو لا فارق بينهما ،
أشارتإليه : عز الدين هذه هي تالية الألفي الابنة الكبرى للباشمهندس يحيى الألفيأخو عمك حاتم .
مد كفه ليصافحها فاستجابت برقة فيهمس وعيناه تتعلق بها : تشرفنا ، سعيد بمعرفتك .
ابتسمت فومضت وجنتها المتوردة بغمازتها وهي تجيبه بصوت حيي : أنا الأسعد .
لتهتف إيناس بجدية : لنجلس ونتحدث قليلًا .
***
صوت الموسيقى يدوي من جديد والقاعة تظلم لتضيء بإحدى جوانبها بقعة ضوء كبيرة مسلطة على نوران التي طلت عليهم من فوق باطلالة جديدة وفستان مختلف بلون سكري لامع وتنورة منفوشة مزخرفة بشكل مبهر وصدر مغلق بالتل بعد أن حدد القماش الثقيل نهديها بشكل ملفت وكمان يرسمان انسياب ذراعيها بشكل جميل والتي تقف فوق قاعدة خشبية عريضة بقائمتين عريضين في شيء يشبه الأرجوحة مزينة بالكثير من الشرائط اللامعة والورود وهي تتمايل على الموسيقى السريعة والارجوحة تتحرك بها في خفة فتنزلق ببطء نحو منتصف ساحة الرقص الذي توقف عاصم الذي تخلص من سترته ليظهر بالسترة الداخلية وقميصه الذي أعاد كميه للخلف وصوت نادر يشدو بفرحة لمعت بصوته
إنت اللي بين إيديك بدأت أعيش .. حبيت سنيني بيك علشان بحبك
خليت حياتي جنة من مافيش .. خليتني انام وأقوم أقول بحبك
لتتوقف الارجوحة على ارتفاع بسيط عن الأرض فيقترب عاصم منها يتلقفها بين ذراعيه يدور بها وهي تحتضنه ليدور بها دورتين كاملتين قبل أن ينزلها ليراقصها بتناغم على صوت نادر الذي دوى على ايقاع سريع
قدام الناس
أنا وإنت بقينا لبعض الليلة خلاص .. اصل انت يا قلبي في قلبي غير الناس
و يا واخد روحي وعيني الليلة أنا جيت
وبقول حبيت
أشار نادر للجميع ليشاركوهم الرقص الذي كان أكثر مرحًا .. صخبا .. وحركة ، ليديرها عاصم يحتفظ بها بين ذراعيه يلصق ظهرها بصدره وهو يهمس إليها وهما يتحركان سويًا : هذا أجملمن الآخر .
ضحكت بخفة : حقًا ؟!
أدارهاإليه ليتمايل معها : مغلق وجميل لو استثنيت منطقة الصدر .
تعالت ضحكتها وهي تقترب منه تهز كتفيها في دلال وتشاكسه بملامحها فيجذبها من ساعديها يضمها إلى صدره هامسًا بصوت أجش : ماذا أفعلالآن بعد تحذيرات عمك العزيز والذي سببها عمي العزيز ؟
ضحكت بخفة لتهمس باغواء : لا تهتم بأي تحذيرات أنا اليوم ملك لك أنت وفقط ، لفت ذراعيها على عنقه لتهمس متابعة مع صوت نادر الذي شدى باحساس رائع
وياك نسيت حبيبي عمري كام .. ونسيت حاجات كتير عشان بحبك
بقى شيء طبيعي بينا في الكلام .. بين كل كلمتين بقول بحبك
همست بخفوت وهي ترمقه بعينيها : أحبك يا عاصم .
لم يقوى على منع نفسه من التقاط شفتيها في قبلة طويلة وهو يحملها من الخلف كما اعتاد فتتمسك به وهما يدوران من حول نفسيهما فتنطلق الصافرات والصيحات الشبابية الصاخبة ونادر ينهي اغنيته بضحكة متسعة وخاصة مع ثرثرة الشباب الصاخبة
قدام الناس
أنا وإنت بقينا لبعض الليلة خلاص .. اصل انت يا قلبي في قلبي غير الناس
و يا واخد روحي وعيني الليلة أنا جيت
وبقول حبيت
قدام الناس – حماقي
انتهت الاغنية وهو ينزلها أرضًا ليظل محتفظا بها داخل صدره وساحة الرقص تعج بالشباب من الجنسين حولهما وخاصة شقيقه الذي جذب يمنى لتجاوره بعدما كانت تجلس بعيدًا رافضة للرقص ولكن وجود نادر دفعها للمجيء و أولاد عمومته جميعهم حتى جنى التي تركها أسعدعلى غير العادة لتجذب نوران بعيدًا عنه عندما صدحت موسيقى أغنيةأخرى تخص نادر ولكن بلحن شرقي هذه المرة لتتعال ضحكاته هذه المرة حينما استمع إلى صوت أحمد الذي هتف بنزق : أميرة من فضلك .
فتهز أميرة كتفيها بلا مبالاة وهي تقترب من نوران ببطنها المنتفخ تحتضنها وهي تهتف بتحدي : لن أترك شقيقتي ، ولا تخف لن ألد .
ليجيبها عاصم بخفة : أنا خائف ، أرجوك لا تلدي الليلة .
تعالت الضحكات من حولهم ليهتف أحمد : سأنادي عمك ليستمع إليك .
همهم عاصم مجيبًا : عمي فقد الأمل .
جذبه أحمد ليرقص بدائرة شبابية خاصة بهم : أنتأيها الوقح الصغير ، هو راض عنك رغم غيرته .
ضحك عاصم ليشير إلىأسعد الذي اقترب بخطوات رزينة ليحتضنه بأخوة يبارك له ليشير برأسهنافيًا رافضًا بلطف الرقص معهم وصوت نادر الذي يشاكس الفتيات بأغنيته بعدما جذب عاصم نحوه قليلًا يريده أن يشدو معه
ده بكلمة منه بنسى الدنيا كلها .. وعشان عيونه مستعد اهدها
اول ما شفته وابتسم قلبي انتهى .. ده عيونه تسحر والبلاد تتفات لها
دورت ملقتش في جماله تصدقوا .. طب هاتوا من الحلوين مثل ونطبقه
دي مش مجاملة مش كلام بذوقه .. لو عدى جنب الوردة اتحدى تفرقوا
***
تنحى جانبًا بعيدًا بعدما جذب عاصم بعيدًا عنهم وهو الذي كان يراقصهم ليشاكس نادر الفتيات بأغنيته وخاصة حينما طلب من عاصم أن يشدو مرددًا لنوران فيستجيب عاصم دون معرفة حقيقية فيبتسم بخفة قبل أن تضيق عيناه بمكر وهو يتطلع إليها تتمايل بخفة أمام نادر الذي استجاب إليها بعفوية وهو يكمل شدو اغنيته التي تليق بها كما انبهه عقله إلى كلماتها :
بوصف بس عيونه على يومين .. يبقى الباقي عايزله ولا سنين
ليه بيلوموني ليه .. اه لو ييجوا يشوفوه
لون السما في عينيه .. اما القمر دة اخوه
دة ملاك وماكنش بينا .. بالصدفة نزلوه
واعمل هه اعمل ايه
اعمل ايه – حماقي
فيشاكسها نادر بملامحه فتتعالى ضحكاتها لترمقه بطرف عينها تتأكد من كونه يراقبها فيبتسم بغموض سكن عيناه قبل أن يشير إليهابرأسه في ايماءة خفيفة وكأنه يحيها فترفع رأسهابشموخ أثار ضحكاته التي دوت بعمق روحه فتحكم بها حتى لا تصدر بصخب عالي فتلفت إليهالأنظار وخاصة والده الذي أصبح يجلس على صفيح ساخن وخاصة مع تهربه الدائم منه !!
تنفس بقوة وهو يتحرك مبتعدًا عن حلقة الرقص يراهن نفسه أنها ستتبعه .. بل يدرك جيدًا أنهاستفعل وخاصة وهو الذي ابتعد عنها منذ بداية الزفاف بل لم يمنحها التحية حتى قاصدًاومتعمدًا اثارة تفكيرها ليأتي بها إليه متأكدًا من حدسه الذي يراوده منذ يوم العيد في المزرعة وطريقتها المختلفة معه كليًا .
التقط كأس من العصير في طريقة ليخطو نحو ركن متخفي بإحدىأعمدة القاعة الضخمة متحريًا عدم الرؤية لتومض عيناه بظفر ملأأوردته حينما اقتربت منه بخفة تفتعل مرورًا ليس عفويًا من جانبه لتتوقف عن السير وتنظر إليه بافتعال جلي : اوه دكتور عادل ، أنت هنا يا ابية ؟!
لامس طرف الكاس بشفتيه ليضحك بخفة مجيبًا باستفزاز تعمده : بل هناك .
عبست حنق طفولي : تسخر مني
أجابها بوضوح دون مواربة : بل أنت من تفعلين من كلينا .
اضطربت ملامحها لتهمس بعدم فهم مفتعل : ماذا تقصد ؟!
تنفس بعمق و أشاحبرأسهبعيدًا ليسألها بجدية : لا شيء ، لا تهتمي بحديثي يا ملك .
شدت جسدها بكبرياء : كيف لا اهتم و أنا اشعر بك تتهمني بشيء لا أفهمه .
استدار برأسه ينظر إليها قبل أن يتحرك مقتربًا منها يشرف عليها من علٍ فيظهر فارق الطول بينهما واضحًا رغم ارتدائها لحذاء ذو كعب عال يصل للأثنى عشر سنتيمترًا : بل تفهمين ما اقصده جيدًا ، فلا تستخف بي ولا بعقلي أبدًا يا صغيرة .
هتفت بضجر : أنا لست صغيرة فتوقف عن ترديدها على مسامعي .
رمقها من بين رموشه ليهمس : تصرفاتك هي التي تجبرني على منادتك بها ، عبست بغضب ومض بعينيها فأكمل - هل ظننت حقًاأني سأبتلع الطعم وانشغل بك يا ملك ؟! حقا ظننت أنيلن أدرك مقصدك .. ومعنى تصرفاتك .. وما ترمين إليه ؟! شحب وجهها على الفور ليكمل وهو ينظر إلى داخل عينيها – حقا ظننت أني لن ألاحظ تغييرك معي ؟!
شد جسده ليقف باعتدال هامسًا بزفرة قوية : لقد التقطت الأمر منذ بدايته ولكني لم اشأأنأفسد عليك مخططك !!
اختنق حلقها لتسأله برعونة : لماذا ؟!
ابتسم بلطف ليجيب بوضوح : لعدة أسباب ، أولهمأني انتشيت غرورًا كون فتاة جميلة مثلك تريد لفت نظري حتى و أناأدركأنك تريدين الانتقام مني لأني اخفتك أكثر من مرة ، امتقع وجهها ليتبع سائلًا ببسمة مرحة – أليس هذا سببك ؟!
رفت بجفنها لتشيح بعينيها بعيدًا بعدما هزت رأسها ايجابا فيكمل ببسمة هادئة : ثانيًا أنيآثرت الصمت وأناأشعربأن انشغالك في مخططك هذا يمنحك الهاء تحتاجينه للتخلص من بقية حيرتك في مشاعرك المضطربة .
التفت إليه سريعا تنظر إليه بذهول فيتبع بهدوء – شعرت بأن من واجبي أنأساعدك يا ملك .
كتمت أنفاسهارغمًا عنها وهي تطلع إليه ليصمتا قليلًا لتهمس أخيرًا بصوت أبح خجول : هل هناك ثالثًا ؟!
ضحك بخفة ليومئ برأسه : نعم ، ولكنه سببًا يخصني أنا لا دخل لك فيه ، وهو السبب أننيواجهتك اليوم ؟!
تنفست بعمق وسألته بعينيها : لقد شعرت بخوف طفيف أن تنقلب اللعبة الى حقيقة فلم أشأأننتعلق سويًا بشيء لن يحدث .
تمتمت ببرود : لم يكن ليحدث .
هز رأسه دون جواب شافي ليتمتم أخيرًا : ممكن ، أتبع بعملية - ولكن نسبة الحدوث من عدمه متساوية فأثرتأن نفترق ونحن أصدقاء .
نظرت له بانبهار طفيف ومض بعينيها فأكمل بخفة : هل تقبلين بصداقتي يا ملك ؟!
ابتسمت برقة لتساله بمشاكسة شقية : على شرط ، نظر إليها باستفهام فأكملت – تتوقف عن اخافتي أو مناداتي بالصغيرة .
ضحك بخفة : موافق على الاثنين ولكن على شرط ، رفعت رأسها بشموخ فأكمل بجدية – أنتلجئي لي عندما تشعرين بأنك محتاجة للمساعدة ، في أي وقت ستجديني بجوارك ومعك .
ابتسمت برقة لتهمس بخفوت : اشكرك يا عادل .
اتسعت ابتسامته ليسألها بخفة : أين ذهبت ابيه ؟!
تعالت ضحكاتها لتجيبه بخفة : ذهبت مع يا صغيرة في مركب واحد .
فيجيبها بمرح : لن يعودا بإذن الله .
خطت بعيدًا عنه لتنظر إليه باستفهام وهي تسأله : لن تأتي ؟!
تمتم بخفوت وعيناه تومض بسعادة : اذهبي وأنا سأتبعك بعد قليل .
ابتسمت برقة وأومأتإليهبرأسها وهي تعود إلى الصخب من جديد وحلقة الرقص التي اشتعلت برقص الشباب الصغار مع فرقة راقصات اجنبيات ذائعين الصيت مع فرقة نسائية من ثلاث فتيات معروفات ومن الواضح أنهن صديقات لأدهم فهو وزين توسطا الفقرة التي قدمت بغرور طاووسي ذكوري مهيب .
***
يحتسي بعض من العصير ليهدأ من أنفاسه المتسارعة نتيجة رقصه الصاخب مع مجموعة الفتيات اللائي أتى بهن ليقدمن فقرة صاخبة في عرس شقيقته ، يكتم ضحكته وهو يقف بعيدًايراقب ابن عمه الذي يحاول أن يتحاشى تلك الفتاة المعجبة به والتي تكاد تلتصق به فيتجنب التقاط إشارات مازن الذي يطلب مساعدته وهو لا يدرك أنه السبب الرئيسي في ملاحقة الفتاة له .
أولاه ظهره وهو يتلذذ بعصير الكرز المركز الذي يحتسيه ليتوقف عن البلع وعيناه تتوقف عليها وهي تجاور الآخر الذي يثرثر إليها بابتسامة هادئة وابتسامتها ترتسم على شفتيها وجنتاها متوردة وعيناها لا تقع على الآخر بل شاردة بعيدًاو كأنها تتجنب الوقوع في أسر نظراته ذات الوهج الأخضر .
ابتلع ما تبقى من العصير في حلقه وهم بأن يستدير لكن جسده تصلب وهي تلوح له فيستجيب بإيماءة خفيفة غير مشجعة ، هم بالابتعاد لكن ندائها العالي وتحركها نحوه وهي تجذب الآخرمعها أجبراه على الوقوف ساكنًا ينتظر اقترابهما.
لتتوقف أخيرًاأمامه وهي تهتف : أدهم هذا زياد ، التفتت نحو من تتأبط ذراعه - زياد هذا أدهم.
ابتسم بلباقة وصافحه بجدية : سعيد بمقابلتك .
أجابه زياد بهدوء : أنا الأسعد ، آسيا أخبرتني عن كونك صديقها المقرب .
رف جفنه بخفة ليجيب بهدوء : آسياأقرب من أن تكون صديقتي ، أتبع وهو يرمق آسيا - آسياتعد إحدى أخواتي ، ابتسامتها التي اتسعت أجبرته على الابتسام ليهمس بجدية وهو يدير عينيه إلىالآخر متبعًا - أناالآخر أخبرتني عنك ، اتمنى لكما التوفيق .
لوهله شردت عينا زياد نحوها وهي تبتسم برقة وعيناها تومض برمادية مشرقة ليجيبه دون وعي بصوت مليء بتوقه الشديد لمن تجاوره هامسًا بعربية مطعمة بلكنة امريكية صريحة : إنشاء الله قريبًا .
فيبتسم أدهم وهو يشد جسده بشموخ : سعيد لأجلكما .
ابتسمت آسيا لتجيب برقة : العقبى لك .
أومأبرأسه قبل أن يستأذنه زياد برأسه ويدفعها للابتعاد عنه وهو يهمس بخفة بجوار أذنها : لنرقص يا آسيا .
أومأت برأسها وهي تستمع إلى الموسيقى الهادئة المسيطرة التي عادت لتسيطر على الزفاف من جديد لتهتف لأدهم : بعد إذنك يا دومي ، ضيق عينيه فكحت بخفة و أتبعت بمشاكسة - يا أدهمبك .
أومأبرأسه متفهمًا ليراقبهما بعينيه التي تلونت بقساوة مزجت بألم لا يريد الشعور به فيطبق على فكيه بقوة قبل أن يلقي ما تبقى في الكاس بحلقه ، يبلعه جبرًا وهو يرغم حنقه المختنق على الشعور بطبيعية افتقدها وهو يتأملها تراقص الآخر الذي احتضنها بين ذراعيه برسمية من الواضح أنهاأقرتها بينهما .
__ هل أنت بخير ؟!
صوت عمه الذي صدح بجواره انبهه لوجوده فالتفت ينظر إليه ليجيب بمرح مفتعل : بألف خير، أتبع بتعجب اتقنه - ما الذي سيجعلني ليس بخير ؟!
رمقه وليد بطرف عينه ليحرك رأسه بحركة متسائلة : خطوبة آسيا مثلًا .
عبوس طفيف اعتلى جبين أدهم ليهمس ساخرًا : وما علاقتي بهذا الأمر ؟!
رمقه وليد مليًا ليهمهم : لا أعلمأنا من يسأل .
تنفس أدهم بعمق قبل أن يثرثر بمرح اسبغه على صوته : أنا بخير يا عماه بالعكس أنا سعيد لأجلهاو لأجل عرس الليلة فأخيرًا تتزوج شقيقتي المدللة على كبير عائلتنا ، بغض النظر أنهقام بطردنا جميعًا من القصر إلاأني سعيد لأجلهما، صمت قليلًا قبل أن يتابع وعيناه تقع على نوران وعاصم اللذان يرقصا سويًا - بل يكفيني أنأنظر نحوهما لأشعر بموجة سعادة تغمرني بقوة وتغرقني داخلها .
ران الصمت عليهما قليلًا قبل أن يهمس وليد أخيرًا : لعلمك لقد تحدثت مع أمير عنك ، ارتدت رأسأدهم بحده نحوه وجحظت عيناه بتساؤل أغلق حلقه فلم يقوى على النطق به ليغمغم وليد بضيق لاح بعينيه - آسيا من تقبل به ، آسيا من تريده .
لكمة ساحقة ضربت مجرى تنفسه فشعر باختناق ثقيل زعزع تماسكه ولكنه تصلب بشموخ جلب عليه ليهمهم بصوت وشى بألمه رغمًا عنه : أعلم ، لقد أخبرتني عنه .
غامت عينا وليد بحنان فهم بالحديث ليشير أدهم يوقفه قبل أنيسأل : لماذا فعلت يا عمي ؟!
أجاب وليد وهو يقترب منه يضغط على كتفه بلطف : اعتذر ما كان علي ذلك ولكني .. صمت ليتابع بحنق - ظننت أني أوفر عليك مشقة وألم عانيت منه قديمًا .
ابتسم ادهم ساخرًا ليهمهم : وهل ظننت ابتعادي هو غباء مني مثلًا ، رمقه وليد بتساؤل فأكملبمنطقية - إنه هروب يا عماه ، فما أشعره لا يقابله أي شيء منها ، لو فقط ألمحت لي لكنت ملكت قلبها ودنياها وأناأكثر من قادر على ذلك ولكن هي لا تقبل بي وأنا مستعد أن ازهق روحي ولا أتخلى عن كرامتي لأجلأي شيء ،
تنفس بعمق ليزفر بقوة : ليس أنا من يضحي بنفسه وكرامته ، ليس أنا هذا الرجل ومن لا تقدر أني بشخصي نظرت إليها لا تستحق أن أعيد النظر في أمرها ، فأناأدهم الجمال يا عماه ومن لا يدرك قيمتي لا يستحق مشاعري أو قلبي .
اتسعت عينا وليد بصدمة ليردف أدهم بجدية : فأرجوك يا عماه لا تفعل هكذا ثانية ، أناأقدرمشاعرك نحوي .. وطيبتك التي دفعتك للتوسط لي لدى سيادة المستشار ولكن كل هذا دون فائدة ، فابنتهم لا تقبل بي وأنا لن اخطو نحوها ولن انتظر كطفل صغير ينظر أمير باشا الخيّال وولديه وبقية العائلة في أمري من عدمه ، فأنا لن أصغر نفسي هكذا أبدًا وعليه الأمر مرفوض جملة وتفصيلًا من الجانبين .
عبس وليد ليغمغم : ولكنك ..
هز ادهم رأسهنافيًا : لا يا عماه ، أنا لم .. ولن .. ، آسياأختي وستظل هكذا .
اهتزت حدقتي وليد بحيرة قبل أن يهمس بيأس : انت تفوق وائل غرورًا وتنافس عاصم كبرياء وتضع لنفسك مكانة تليق بحفيد عاصم الكبير يا ولد ، ورغم أني اشعر بكونك مجنونًا إلاإنيفخور بك .
اتسعت ابتسامة أدهم ليهمس بجدية : و أناأشكرك يا عماه ، عبس وليد فأكملمجيبًا - لكونك اهتممت بأمري .
رمقه وليد معاتبًا ليدفعه بلطف في كتفه : اغرب عن وجهي يا ولد .
ضحك أدهم بخفة ليهتف بمرح : سأفعل ، سأذهب لمراقصة شقيقتي الذي سيختطفها ولدك بعد الزفاف وسيمنعها عنها.
عبس وليد دون رضا : بالطبع لن يفعل .
أجابهأدهم بتهكم مرح : بالطبع سيفعل يا عمي وإلا سيهدم بابا الزيجة أو يحول بينهما وبين الإنجاب.
قهقه وليد ضاحكًا رغمًا عنه ليهتف به وهو يدفعه بجدية : أنت وقح يا ولد .
هز أدهم كتفيه بخفة : من شابه أباه يا عماه .
هز وليد رأسه بيأس وهو يراقبه يبتعد نحو عاصم ونوران التي اتسعت ابتسامتها وهي تراه يخطو نحوها والموسيقى تعزف لحن غربي قديم قليلًا فيتأمله وهو يجذب نوران نحوه بعدما استأذن عاصم وصوت مايكل ببلو يشدو بذاك اللحن المحبب على مر العصور وهو يغني sway.
***


سلافه الشرقاوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس