عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 10:08 AM   #5

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن و التاسع من
باب الجنة اتمني لكم الكثير من الاستمتاع
الفصل الثامن
.........................
هل لي من غفران
.................................
أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ،ليأت ملكوتك،
لتكن مشيئتك ،كما في السماء كذلك على الأرض،
اعطنا خبزنا كفاف يومنا، واغفر لنا ذنوبنا و خطايانا ،كما نحن نغفر أيضآ لمن اخطأ واساء الينا،
ولا تدخلنا في التجربة، ولكن نجنا من الشرير
لأن لك المُلك والقدرة والمجد إلى أبد الدهور.
آمين.
المصدر : /ar.wikipedia.org/wiki/الصلاة_الربية


علي مقعد في أخر باحة الكنسية كفاه مضمومتان بأصابع متشابكة مرتكن برأسه إليها و بكاء , دموع تنهال بصمتٍ مذنب
ثلاثة أعوام و هو معقود في تلك اللقطة
أبيه يسقط علي الأرض و بريق عينيه يزوي بسرعة فائقة لا يستوعبها من وراء القضبان المعدنية يصرخ
أبي ي
و لا مجيب ... قبل أن تحجزه عنه الجدران المدفوع إليها
كان عَلِم أنه مات
........................
ربتةٌ خفيفة ورجل دين جاوره علي ذات المقعد في أخر الصف
- لما لا تجلس في الأمام و تكون في المقدمة
مسح دمعاته ونظر له بحدة مشروخة ليكمل القس بتساؤل - مُذنب
اطلب الصفح من الله إذاً
افحص ضميرك - أقرر بخطاياك ، و أسمع الإرشاد، وأخيرًا التكفير أو التعويض بأي من الصلوات أو الأعمال المحبة تعويضًا عن الأضرار الناجمة عن خطيئتك.
المصدر:
ar.wikipedia.org/wiki/
سر التوبة



كان يستمع للكلمات بصوت أخر و ملامح قس يحفظها عن ظهر قلب
يداه ترتعشان و أسنانه تصتك و صوت صريخ أمه في ذات اللقطة يَقطُر قهر
انتفض واقف و بشدة تراجع للخلف
- أنت لا تدرك أي ذنب اقترفت و في حق من أذنبت
خُطوة وكلمة
وخطوة و قاع لا قرار له
و خطوة و دموع تتحجر ,قلب يتفتت
باب الكنيسة الكبير يقترب
و نور الشمس في الخارج لم يكن ضي
الضي كان بالداخل عند المذبح
هو هجره منذ زمن بعيد ,لا يستحق غُفران لا يستحق حياة , فقط حفرة يدُفن بها ليتلقى عقابه
المسمى بين أروقة الكتب (جلد الذات)
و الواقع هو أسوء بكثير من أن تصفه حروف علي ورق
......................
غفراني من الله
..............
لقد استدعت المارد أتت به وبكل سهولة بين الجدران الضيقة
فأختنق
هو بالأساس مارد ضعيف روحه نزقه قصير الأنفاس غير مثابر ,مدلل
خرج من بين الجدران الضيقة إلي الرحب الواسع يتنفس بعُسر و الهواء البارد يشق صدره يوجعه
دار حول البيت و الأفق ممتد ظِل خفيف و الوقت ظهيرة
و أشعة الشمس تكسرها بعض الغيمات
و حقل صغير جداً ممتد لزهور الأقحوان
نبضات الحياة
طالما استكثرها علي نفسه لكنه لم يستطيع أبداً الاقتراب منها أو مسها بسوء
عكس من بالداخل
التي دمر حياتها في لحظة حالكة بقرار أرعن و فورة هرمونات حقيرة مكبوتة منذ زمن
و قرار تتضح معالمه بقسوة أمامه
سيخبرها بحقيقته و لتنتهي المهزلة
سيرد لها أموالها و ما معه من أموال
يهيئ لها مأوي و إن استطاع عمل و بذلك يكون قد ساعدها في تحقيق شيء ما حسناً لها
سيكفر عن ذلك الذنب ,يكفيه ما يقيد عنقه
والمارد يتنفس جيداً الأن
أكسجين نقي و أشعة الشمس ترتطم بالبتلات البيضاء لتزهو أكثر و أعمق تنير جزء شديد الظلمة في روحه بأشعة خفيفة من الضياء
لم ينكره و لن يفعلها أبداً
..............................
و من منا يستطيع الإنكار
أن تلك اللحظة قد مرت ها هنا وأنها
حرقت روحنا و تركتنا مدفونون في الرماد
تركها خلفه و ركض إلي خارج
و هي
أسفل الماء المنهمر
لحظة !!
هل تكرر ذلك المشهد من قبل
أجل ربما مرتان, إذاً فلنجعلها ثلاثة لأنها يجب أن تغتسل و مع الغُسل
محتم عليها اجترار ذكراه علي جسدها و هي تفرك أثاره بشده أحدثت شقوق و احمرار شديد
لو قارنا كفتا الميزان بعضهما ببعض لرجحت كفة فداحة ذنبها علي كفه مقتها له
و النتيجة صفر إلا إذا ....
وافقها المبتدئ علي الاقتراح وليد المقاومة
مبتدئ!! ... كان ذلك واضح جداً
و ابتسمت بسمه حنظل انفرجت من مرّها الشفاه
(هو لم يشعر به)
وتشابكت أصابع يداها بين جبهتها والجدار تبكي
........
هزة قوية لأصابع صلدة أفاقتها من نومها المضطرب
- أفيقي يا تعيسة
أجل هي تعيسة حاضت بعد زفافها بيومان ,كاد يفتك بها الكهل عندما أخبرته بذلك
و رغم حداثة سنها ما غاب عنها فرح عجوزه العارم و الأن هي في عيادة الطبيبة النسائية معها
و وسيلة تمنع الحَمل بالسنين و أبو عبده لم يتذمر من الفكرة هي هنا جاريته لمتعته فقط لكنه كان يبغض تلك الوسيلة و ما تُخلفه من ضيق أثناء العلاقة
كانت الحبوب أفضل يا أم عبده
و أم عبده ترد بقوة ملكة القهر التي لا تلتفت لفتات أشباه البشر
- و حينما تنسي واحدة ماذا سنفعل يا أبو عبده
وسيلة كانت تُصر الطبيبة علي زيارتها كل سته أشهر تراجعها للاطمئنان
لم تخبر أمها لم تكن لتهتم من الأساس
و الأساس عطِب
الأساس كان بالفطرة يقول يا رب و لم يسجد للرب يوماً
أم عبده كانت تسجد بالليل و تتجبر عليها بالنهار
و أبو عبده كان يسجد بالنهار و يتسَّيد علي روحها وجسدها في الليل
و الرحمة خارج الحِسبة و الإنسانية
ليست طرفاً في تلك المعادلة
فلتحضُر المأساة و لتبدأ المهزلة (سأغوى المبتدئ)
تفكير منحط
أجل و أنا كذلك منحطة مثل تفكيري
امرأة خَرِبة تركت رجل يجردها من ملابسها
يركض كفرس أهوج فوق جسدها في لحظة يأس
...........
لا زال خارج المنزل, تبحث بين ملابسه المبعثرة في خزانته علي ما يليق بها لاستكمال خطة إغوائه
لن تفعلها بعباءة سوداء مرة أخري

فتعثرت بسجادة صلاة
ومن نحن لنلغي المقاومة
فافي معادلة السقوط لها نصيب الأسد

أسفل الماء المنهمر
( لآ هذا كثير)
حقاً أنا أسفة - فلنجعلها مرة رابعة و لا أعدكم أنها ستكون الأخيرة

تغسل كفيك ثلاثة
تستنشق
تتمضمض ثلاثة
تغسل وجهك
يداك حتي المرفقين ثلاثة
تمسح علي رأسك و أذنيك
خلل الماء أصابع رجليك
و التَحِفْ بالستر
قف علي السجادة و استقبل القبلة
قل بقلبك قبل لسانك الله أكبر
اخفض عيناك أسفل بخشوع
استهِل بالفاتحة
و اقرأ الإخلاص
إركع و سبح الله العظيم
و اسجد
وسبح الله الأعلى
و أبكي و ادعى
واترك الهم يتساقط من بين خلاياك تمتصه الأرض
يا الله لقد عصيتك يا الله لقد أذنبت
يا الله انا ما لي سواك يا الله أعلم أني أخطأت
ارفع مقتك عني ارفع غضبك عني
لا تتخلى عن عبد ضعيف مثلي و لا تجعله يتخلى عني

حتي وإن قاطعت شهقاتك الدعاء
حتي وإن أعمت عيناك الدموع عن ظِله الممدود علي الأرض
حتي و إن زادت ضربات قلبك تلهث كالراكض في العدم
حتي و إن حاوطتك ظلمة بها أصبحت كغيمة ثقيلة
لم تعد تحتمل ثقل المطر فأنهرت
ثم
غابت عن الحياة
فقدت الوعي















الفصل التاسع
.......................
مينا رزق متّى
................
بطل الحكاية بلا منازع سيظل يخطو و يخطو فوق السطور دون كلل
و لن يلتفت لكم
بطل الحكاية انتهج الذنب و سطر القصة و طاف بالسرد أمام العيون
شحذ السكين و سن القوانين و أطل بعباءة راوي لا تليق به
نفي عن نفسة الحبكة و ظل يسرد التفاصيل
خارقاً مجمل المواثيق و عهود من قبل قد تُليت في
أروقة الكنائس و ساحات المساجد

الإيمان خلل الثقة وجع الأمل قاتل و حارق و سارق و مبكي
و الحب اسود
هو و ظله سيان تمتلكه كأنك امتلكت الوهم
و منذ متي و الوهم يصنع فارق
فيا بطل الحكاية
رفقا بقلب انتهج الوهم مِلة
و الوجع مبدأ
و الخلل ميثاق
لازلت تمتلك الدفة
لا ترفع الراية
لا تعلن الاستسلام
...........................
أخذتها الجاذبية بلا هوادة في احتضان صلد مع الأرض
أمام ناظريه
تحرك سريعاً يحاول إفاقتها من دورق المياه يسقيها جرعات ماء يبلل شفتيها , وجنتيها بالقطرات
يتذكر ... كانت هناك زجاجة عطر علي السراحة في غرفة والديه يركض حتي الباب الذي لا يُفتح
و الهلع يقوض قفصه الصدري
و المارد عاد يتخبط بين القضبان بذات الضيق المفجع
لما لا ينفتح لما لا يطاوعه المِقْبض
لماذا دائماً هناك عقبات
حتي أتاه الهمس من خلفه بحشرجة
كانت تترنح لا يعينها شيء علي الوقوف إلا مقاومة الوهن
فعاد لها مسرعاً
يحتويها بين ذراعيه
رفعت حدقتيها الزجاجيتين من بين تقويضه لها و قالت
- لا أعلم لك اسم حتي الأن
بنبرة خالط فيها الوهن الخوف والخوف خالط الوجع و الوجع خالط اليأس و اليأس خالط الأمل و الأمل خالط الإيمان و الإيمان خالط الثقة
و الثقة خالطت الفطرة
أن الله مجيب الداعي إذا دعاه
رفع عيونه عنها إلي ظل الصليب الخال ِ مكانه علي الحائط
وهمس
- محمد
أسمي هو محمد
............................
هل يجوز هنا سرد
لا أعتقد أنا نفسي توقفت بعد أن ظننت من قبل أن بي تلك المقدرة
إذاً
فلتأخذنا الأحداث حيث ما كانت و لنستمر حتي ننتهي
......................
هي الأن لا تحتاج للعطر
شربت القليل من الماء و طافت عيناها بالمكان
و لازالت نبرتها متوجة بالفطرة
- هل فكرت بكلامي محمد
و عيونه علي شفتيها تنطق حروف الاسم بتمهل
تظنه لهفة لها و بداخله هو جزع
- محمد لنكتب عقد
استقام من جلستهم المتجاورة منتفضا بحدة
- لا
و قبل أن تسترسل في وصلة تمني و ترجي و تذلل
هو في غني عنها الأن يكفيه كوارث... يكفيه
- أنا زوجك أمام الله
و زلزال تخلل خلاياه, قشعريرة باردة أرجفت أوصاله مما نطق به لسانه
و أنتِ زوجتي أمام الله
و عيونها تحتضن البلاطات أسفل منها بانقباض

- وكفي
استقامت تتشبث بذراعه بقوة ناقضت وهنها السابق أجفلته
- ولما لا نكتب عقد ليكون كل ما بيننا من الأن و صاعداً شرعي
حرر ذراعه و ابتعد خطوات مستنكرة يداه تحيط رأسه و عقله يصرخ فلتَكُفْ و لتكتفي
لتنتهي تلك المهزلة الأن
فيصرخ بها من علي حافة الخلل
- منذ قليل كانت دعواتك فقط أن لا أتخلي عنك
و الأن تريدين المزيد
لن يصنع العقد فارق أنتِ لا أهل لكِ من الأن إلا أنا
وأنا لا أهل لي إلاكى
ولسان حاله التناقض رغم صراخه يرفعها بكلماته إلي السماء
و يخسف بحالة أسفل سافلين

يسقط و سقوطه ليس حراً هو علي حافه البركان والقاع مسطح بالحمم
حمم تُشظى روحه تذيب خلاياه تحرق أعصابه
تُسعّر عيناه تزيده مقت
تعود به للمربع صفر

...................
- كم تريد؟
بنبره كلها لهفة أن الخلاص قد حان
- إيجار الغرفة خمسون جنيها في الليلة ستتشاركينها مع تسع أخريات
لترد متذمرة بخيبة
- تسعة
ناوش بمبسم نارجيلته الفضي الهواء حولها متجبراً
- هذا ما لدي ستدفعين إيجار الغرفة لمدة أسبوع ومن أول راتب بعد استلام العمل في المشغل بأسبوع ستدفعين الإيجار و هكذا
و أهم شيء بطاقتك الشخصية لن تسكني أو تعملي بدون بطاقتك الشخصية

رجل عثرت عليه بعد الكثير و الكثير من الكذب حتي تستطع الخروج من المنزل بدون إثارة شكوكهم نحوها
و كان حلم قصير المد و المدي
من أين لها بالمال أمها لا تملك إلا الفتات و نائبة الدهر زوجها يحتفظ بالمال في درج يغلقه بمفتاح
الحل سرقة إذاً
و بطريقة لا تستدعي شك
ورقة بمائة و سبع بخمسين و خمس وريقات من فئة العشرة جنيه إحداهما مقطوعة
و بعض الجنيهات المعدنية
حسناً كانت تتوقع ان يكونوا أكثر من ذلك لكن لا بأس حمداً لله أنهم ليسوا أقل
حينما يطلع النهار ستأخذ شنطة ملابسها من أسفل الدَرج و تهرب
لن تتركهم يبيعوها مرة أخري هم يقبضون الثمن وهي تتذوق الذل والهوان بكل أشكاله
ستعمل و تكد تستجمع مال لتؤجر منزل لها وحدها
و ربما تكمل تعليمها يكون لها صديقات يكون لها حياة تتنفس أخيراً
و ربما ,ربما تصادف رجل يجذبها و تجذبه
يهادنها و تهادنه يحمل لها من المشاعر أحلاها
و هي تبادله
رجل تبني معه الحلم تتسربل بالسعادة
تخطو معه ما تبقي من العمر في أمان ذراعيه
وجنة وجوده
........................
- مريم ... مريم
كانت خشنة زاعقة نفضت عنها الذكري وأحضرتها هنا للفردوس
- هيا... اخلعي ملابسك







فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس