عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 09:41 PM   #172

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الورد يا حلوين ❤


الفصل التاسع


وقفت تطالع هذا البريق المطل من ثوب زفافها برهبة غريبة كيف اصبحت بهذا المكان الأن .... هل فعلت ؟! ... أجل لقد فعلتها حقاً .... لقد تزوجت منه بكامل ارادتها .. ماذا بعد ؟؟!!! ... رددت تلك الجملة بنبراتها علها تجد لها اجابة كما أخذت تطالع الخاتم الماسى التى ارتدته فقط قبل لحظات و عقلها يستحضر كل نظرة و ردت فعل منه منذ ان كانت تسير معه نحو هذه الغرفة التى أصبحت الأن رسمياً عرفتها ... لا بل غرفتهما أمام الجميع بشكل باطل ايضاً !!! ...... عادت لتتذكر تلك اللحظات التى سبقت دخولها الي هذه الغرفة !

كانت تقف و عيناها تتطلع نحو باب الغرفة أمامها ‏تشعر بالخوف بل كانت تشعر بالرهبة ‏رهبة لا تعلم ما سببها حقاً كانت تشتتها أكثر ‏خاصتاً مع هذا الشعور الذي كان يطفوا عليها الشعور بالامان ... أجل انها لا تخافه .... كيف ‏من الممكن ان يمتزج شعور الرهبة مع الأمان وكلاهما يخصان شخص واحد فقط ذلك الشخص الذي من المفترض انه قد أصبح زوجها الأن أمام البلد باكملها !! ..... زوج لا تحل له !! ... أغمضت جفونها بتعب و قلبها يكاد ان ينفجر من فرط الالم هل سوف تستمر باقتراف الاخطاء هكذا كثيراً ؟! ‏

كانت غائبة تماما غير مدركة إلى النظرات المستكشفة التي كان أردال ‏يخصها بها بهدوءه الظاهر .... هادئ تماما مع سكون جسده وردت فعله كالعادة متحاملاً على التشوش الذي يقتحم عقله دون أن يستطيع الفرار منه

(( ‏ما الذي سوف يحدث الأن ؟! ))

جملة ترددت بكثافة داخل كل هذا التشوش المنتشر داخل عقله ‏جملة كان يخشاها كما لم يفعل من قبل بحياته ودون أن يدرك أنه لايزال يتابع ملامحها ‏يريد أن يستشف أي ردت فعل منها خاصة مع الهدوء الغريب الذي غلف ملامحها ‏لكن سكونها و الهدوء المبالغ به هذا أخافه ... ‏هل شعرت أنها تسرعت لتُلقي بنفسها أكثر نحو هذا الظلام .... هل تشعر بالندم ؟! .... ‏شعر بشئ يتحرك داخل صدره عند تلك الكلمة ومن دون أن يدرك وجد نفسه يتساءل بنبرات خافته ‏و خطواته تتقدم منها بثبات

( هل تشعرين بالندم ؟ ) ‏

اجفلت أجل وقد شعر بهذا الاهتزاز السريع الذي مر عبر جسدها وقبل أن يكون ‏قد تفاجئت منه كان قد صدمها بهذه الكلمة فتلك الكلمة الوحيدة التي لم تفكر بها مطلقاً " الندم" لا لم تشعر للحظة واحدة أنها نادمة ابداً

ازدردت ريقها ‏قبل أن تلتفت له بهدوء لتصبح أمام انفاسه الهادئة بشكل مباشر والتي شعرت بها تحتك بمقدمة رأسها حينما انحنى قليلا مستجيباً لالتفاتها له مما أربكها و هى ترى هذه الاستجابة الهادئة من جسده مع جسدها باختلاف احجامهم !!

رفعت نظراتها نحو عينيه و التى لم تستطيع حتى ان تستشف اى شئ منهما لكنها اصبحت أكثر دفئاً ... لم تعد تلك النظرات التى تعصف بها و تمزقها الى أشلاء .... ‏انتقلت نظراته نحو شفتيها التي تحركت لتتحدث لكن اذنيه التقطت نبرات مختلفة كليا وصوت يأتي من خلفهم والذي لم يحتاج لوقت ليدرك ان صاحبة هذا الصوت ليست سوى السيدة بهار والدته ‏ابتسم داخله لقد كان ينتظر قدومها لكن شروده بهذه الواقفة أمامه بتعبيرها المرتبكة الأن شتت تفكيره

( ‏من الجيد إنني أتيت قبل أن تدخلا إلى غرفتكم ) ‏

لاحظت بهار انعقاد حاجبي أردال حينما التفت لكى يواجها فهي تعى جيدا انه يعلم نوايها بخصوص هذا الزواج و انزعاجه من كلمة " غرفتكم " ‏و سرعان ما تأكد تفكيرها حينما وجدته يردد بهدوءه المعهود

( هنا او بالداخل فلن يختلف حالنا أمي يمكنك زيارتنا في أي وقت تشائين ودون أن تقومى بطرق باب الغرفة حتى !! )

شعرت بجسدها يرتجف ارتجاف غريب وهي تعى مقصد كلماته تحنى راسها نحو الاسفل بعد أن رأت نظرات السيدة بهار التي انتقلت نحوها وكأنها تنتظر ردت فعلها .... ‏ازداد انعقاد حاجبيه يعرف جيداً ان كلماته أحرجت نارفين لكنه تابع حديثه وعينيه تخترق مقلتى والدته

( ‏حسنا ما الذي تريدينه منا .... فأنا أعتقد أن الأمر يخص كلينا بما إنك أتيت الى غرفتنا الأن !!) ‏

ابتسمت بهار رغم الصدمة التي شعرت بها وهي تلتقط كلمة "غرفتنا" من فمه ولكنها ابت أن تشعره بذلك هل أردال ‏الأن يفعل هذا حقاً ....... هل حاول أن يرضى نارفين بعد احرجها بجملته منذ لحظات و الذى ‏ادركت انه نجح بالفعل من لمعت عينين نارفين التى عادت لترفع راسها مجددا

‏أرادت بهار أن تثير ابنها الذي عاد ليبدى ‏ردود الفعل التي نسيتها منه حتى كادت تظن أنه أصبح مصنوع من الواح الحديد الصلب الذي لا ينصهر حيث أردفت

( ‏هل سوف نتحدث هنا ؟!! ) ‏

لكنه أحبطها بردات فعله التالية فوجدته يتنحى جانبا بهدوء بارع هو في رسمه مشيرا لها بكفه لتتقدمه نحو الداخل بعد أن قام بفتح الباب لها قائلا

( تفضلي سيدة بهار ) ‏

ابتسمت وهي تخطو نحو نارفين ... تسحبها معها وقد شعرت بتشنج جسدها الطفيف وهي تتقدم معها .... ‏وقفت بهار بمنتصف الغرفة تنظر إلى داخل مقلتي نارفين بتدقيق تريد أن تستشف أي شيء حتى شعرت بأن اهتزاز حدقتيها وهي تتابع أردال الذي كان لايزال يقف أمام الباب ...... ليتقدم منهم ‏حينما اشارت له بهار

لحظات مرت في انتظار وترقب قبل أن تقطعها بهار وهي تخرج هذه العلبة المخملية الحمراء و التي استقطبت أنظار كل من أردال و نارفين نحوها وهي تقوم بفتحها ... أتسعت عيون نارفين ‏بأنبهار مما تراه حيث وجدت بها حلقتين من الذهب أحدهما مميزة بتصميم بسيط يخص الرجال و قد ادركت هذا من كبر حجمها مما يدل على انها له !! .... و الاخرى تحبس الانفاس بتصميمها الخلاب فقد كان يتوسطها زهرة تحمل بقلبها ذلك الفص الماسى الذى يخلب الأنظار .... ‏لا تعلم لماذا عادت نظرتها نحو ملامح أردال ليتسرب منها هذا الانبهار حينما وجدت جمود ملامح وجهه ..... لم تشعر وقتها بهذا الارتجاف الذي كان مصاحب لتطاير شيء بداخلها بل ما شعرت به هو ذلك الضيق الذي اطبق على صدرها لكنها سرعان ما نقلت أنظارها نحو سيدة بهار ‏حينما وجدت أنظاره تتجه نحوها

لا تعلم لماذا المتها تلك الملامح التي تشربتها على وجهه لكنها سرعان ما أدركت مدى حماقتها حتى إنها أخذت تتساءل بداخلها ما الذي دهاها هل تناست أي وضع واي زواج هم به لكنها اجفلت على نبرات بهار و هى تقول بعد ان سحبت كف أردال الواقف بجانبها لتضع به تلك العلبة و التى بدت صغيرة الحجم داخل راحته

( ‏كان من المفترض أن اعطيها لكم قبل العُرس أعتقد أن الجميع قد لاحظ خلو أناملكم منهم ... لكن هروب العروس اجفلنا جميعاً !! ) ‏

ظهرت علامات الصدمة بشكل طفيف على محيا أردال لكنه لم يعلق لتكمل بعدها بهار قائلة

( هيا لأضعها بنفسى في يدك و يد عروسك ) ‏

شعر بضيق غريب يتحكم به ما الذي يحدث الأن أنها ليست سوى لعبة قام هو بالموافقة أن يخطوا قدماً بها .. ‏لقد تطورت الأمور كثيرا ... ‏وكأنها كانت تعلم ما يجول بخاطره ‏لكنه لم يستطيع أن يمنع هذا الضيق المضاعف الذي تسلل إليه من كلماتها ..... ضيق غريب جعله يتجمد للحظة فارقة من الزمن حينما راى عينيها المزينة بعناية تتجة نحوه و هى تقول

( ‏انه مذهل حقاً .... لكن سيدة بهار أنا لا أعتقد إنني استحقه فبالنهاية ان هذا الزواج ليس ..... )

قاطعتها بهار و هى تحتوى وجنتيها برقة قائلة

( ‏ما هذه سيدة بهار نارفين ؟!! .... أنتِ
اصبحتِ بمثابة ابنة لي حقاً يجب عليك ان تناديني أمى ... ‏فأنا اليوم تأكدت إنك تستحقي أفضل من هذا الزواج المزعوم بكثير و هذا الخاتم من حقك لن أقول من أجل الناس لكن هذا لأنك أصبحتِ كنتي المفضلة الأن كما يقولون حتى و ان كان هذا الزواج غير صحيح ولا يجوز لكن أنا اعدك ان هذا لن يدوم ثقى بى و بأردال !!! )

جنون ...... تلك الكلمة التى رددها أردال بداخله ‏و هو لا يصدق ما يحدث أمامه ... أراد أن يُلقى بتلك العلبة أرضاً ليحطمها هي وما تحمله بداخلها من حلقات من المفترض أنها تخص هذا الزواج لكن تلك اللمعة التى تفاجئ بها داخل مقلتيها جعلت الغضب الذى نشب داخله يتراجع حتى انه يجزم انه قد تلاشى كلياً هل يهذي الأن !!

( ‏هيا أردال اعطيني الخاتم ) ‏

هل يفعل هذا حقا ؟!! ....... هل قام بسحب الخاتم من تلك العلبة ليقدموا لامه حقاً !!! ...... تابع ما حدث بعد ذلك بهدوء و هو يرى الابتسامة الذى زينت وجهها بعد ان زين الخاتم بنصرها الأيسر ‏لتهرب أحد دقات قلبه جالبة معها عناد طفولي لم يستحضره منذ سنوات وهو يرى أمه كادت أن تسحب الحلقة التي تخصه من العلبة ليباغتها هو قائلاً

( ‏أنا لن ارتدي هذا الخاتم ... لست بحاجة له !! ) ‏

توجهت عينيه سريعا نحو نارفين ليكمل كلماته دفعة واحدة كمن يخاف الترجع

( سوف اتركك الأن لتقومي بتبديل ملابسك ) ‏

وكأنه يؤكد لهم مراراً وتكراراً عن تلك اللعبة التي يعلموا جميعا كيف اصبح هو داخلها ... لكن كانت نارفين لا تعلم أن هذا الذي حدث الأن كان هروب منه فبهار علمت بذلك !!

حتى ان فعلته هذه صدمتها .... ربطت على كتف نارفين بلطف و هى تعى محاولاتها للسيطرة على هذا الشحوب الذى بدأ ينتشر بملامحها لكنها تفاجئت حينما سمعتها تقول

( ‏انه تصميم مميز لم أرى مثله من قبل )

ابتسمت بهار فتلك الفتاه لاتزال قوية رغم كل شئ و الأهم انها واقعية لكن الى متى سوف تظل كذلك و كيف سوف تصمد أمام هذا العنيد ابنها .... عادت لتبتسم لها باشرق و هى تقول

( الزهور للزهور ياجميلة )

نكست نارفين راسها بالم و شعور بالنقص أخذ يقتحم داخلها لتجد نفسها تردد بتعجب

( كيف تتعاملي معى هكذا ؟! ... انا حقاً لا استحق معاملتك هذه أنتِ و السيدة بشرى فانا ... )

قطعت بهار كلمات نارفين و هى تردد بحنان و صدق نابع حقاً من مشاعرها نحوها

( لاننى أستطيع ان ارى يا ابنتى .. أستطيع ان اشعر الجميع يخطئ .. أجل جميعنا نرتكب الاخطاء بحق نفسنا و بحق من هم حولنا لهذا الجميع يستحق فرصة ثانية لن اجبرك ان تشاركيني تفاصيل حياتك لكنني لن احكم عليك سوى من تلك اللحظة التي رايتك بها )

عادت نارفين من ذاكرتها لترفع عينيها نحو المرآه لتنتقل بعدها نحو طفلها الذي يسكن داخل أحشائها لتناجيه بالم لم تتعرف على أسبابه !

( سوف ‏تصبح على ما يرام سوف تكون بخير ..... عندما تخرج من أحشائى سوف نكون خارج هذا القصر أعدك سوف نكون بخير معاً !! ) ‏

حرقة غريبة سيطرت على حلقها حاولت ان تتحامل عليها ‏وهي تستدير لترفع كفيها الذي أصبح أحدهم مزين بخاتم الزواج هذا لتحل سحاب ذلك الثوب الذي على ما يبدو جلب التشوش إليها !

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء