عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 09:42 PM   #173

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مسح على ملامح ‏وجهه بهدوء وهو يسير بالممر ورأسه تعصف بالكثير من الأفكار داخلها حتى توقفت قدميه أمام هذه الغرفة التي ‏لا يتردد عليها دون أن تمسه شياطين الماضي عقد حاجبيه وهو يتذكر ذلك اليوم ... اليوم الذي وجدها بالغرفة حينما حماها من صفعة مؤكدة لتحاول هي صفعه ! ... ارتفعت كفه لتقبض على مقبض الباب ليتوقف للحظات ... لماذا أتى الى الغرفة الأن تحديداً .... و لماذا يعود الى ذلك الماضى ‏الذي لفظه من حياته منذ زمن ؟! ... تجمد بمكانه وأصوات تتقافز داخله و جملة واحدة فقط تدق ناقوس الخطر لديه جملة قالتها له بتلك الرقصة ايضاً

( ‏أنا اثق إنك سوف تجد حل آخر يساعدني لكنني هذه المرة سوف اكون قوية لاتحمل ) ‏

ليشعر بعدها بتشتت غريب كاد أن يفتك بعقله وصوت انثوي بعيد بٌعد أكثر من اربعة سنوات يعاوده مع هذه الغرفة التي يقف أمامها و هو يطل عليه من ماضي بعيد

( ‏لم أعد أستطيع أن أتحمل أكثر أردال لم أعد اثق أنك تستطيع أن تقف أمامهم من أجلى لقد مللت ) ‏

لم يكن يدرك أن انفاسه التي حبسها داخله كادت ان تخنقه الا حينما استمع الى هذا الصوت الهازء المخنوق الذى تسلل من خلفه فى حين بدى له ثمل كحال صاحبه تماماً

( اووووه ... ‏ما الذي يفعله العريس هنا بهذا الوقت ؟! .... ألم تعجبك عروستك ام أنك اشتقت الى مضيك الأليم !!! )

التفت أردال نحو آسر الذى بدى كما تصوره تماماً مخمور بشكل سئ مع ثياب مبعثرة يُلقى بسترته خلف ظهره باهمال يتماشى مع أزرار قميصه المحلولة و شعره المبعثر بهمجيه و ملامحه الغاضبة .... تنهد بهدوء ينافى هذا الغضب الذى نشبته تلك الكلمات الحمقاء الذى تفوه بها له منذ قليل و هو يقول

( أنت لا تعى ما تتفوه به آسر لهذا لن احاسبك عليه ..... لكن هل سوف تقوم بحل امورك بهذا الشكل المغزى .... هل سوف تعيد كل شئ كما كان هكذا ؟!!! )

انهى كلماته و هو يحرك سبابته بشكل هازء أمام حدقتى آسر الذى كان يحاول التحامل على جسده حتى لا يسقط !

استمع أردال بعدها الى ضحكته التى دوت بارجاء المكان ليقول و هو يقترب منه

( لازلت اتذكر حالك يا ابن عمى حينما تركتك تاليا ... لازلت اتذكر عدد الليالى التى اتيت بها مخموراً تبكى مثل الأطفال ! )

شهقة مكبوتة صدحت من آسر و جسده يرتد الى الخلف اثر تلك اللكمة التى تلقها على فكه ليجد نفسه ينسحب بعدها الى الأمام و قبضتي أردال تحكمان على ياقة قميصه بينما كانت ملامح وجهه كالجحيم قريبة من مقلتيه ليسمعه يردد بنبرات أشبه بالزئير

( لذلك لا أريد رؤيتك هكذا ايها الاحمق ... لذلك أحميها من أجلك .... الم تعد تتذكر الأن أنك أنت من طلبت هذا .... الم تاتى لي باكياً من أجل حمايتها .... الأن تاتى لى لتعايرنى أنا .... تعايرنى أنا يا آسر ؟!!! )

وجد آسر جسده يرتطم بالأرض بعد ان قام أردال بافلاته بعنف ليتركه و يغادر ..... لكن هذه العيون الدامعة التى على ما يبدو كانت تتابع ما كان يحدث جعلته يتجمد دون حراك لتعبر عنه فقط انفاسه المتسارعة من شدة غضبه

شعر بشئ يتجمد داخله و هو يرى نظراتها التى كانت مزينة قبل ان تنحدر منها تلك الدمعة التى اصطحبت معها ظلام هذا المكان من حوله .... أغمض عينه و هو يعى جيداً انها استمعت لكل حرف دار بينهم ... لا يعلم كيف اصبح الأن غاضب من نفسه أكثر من غضبه على آسر و كلماته التى لابد انها قد سمعتها ايضاً !!

ازداد سكون جسده الغريب و هو يسمع آسر الذى عاد لينهض و شفتيه تردد اسمها بالم .... تراجعت نارفين خطوة للخلف بعد ان لاحظت جسد آسر الذى كان يقترب منها بتململ اثر اهتزازه من هذا المشروب بعد ان جاهدت لتنقل نظراتها عن أردال الذى لازال ساكن بمكانه وكأن وجودها لا يعنى له شئ ..... و هل تريد ان تعنى له شئ ؟!!!

نفضت رأسها بعنف تريد ان تهرب مع عقلها بعيداً خاصتاً حينما شعرت بكف آسر تخط على ذراعها فى رجاء و يردد

( نارفين أنا ... ياااالهى كم اشتقت لكِ )

ابتعدت عنه بنفور تريد الهرب من كل شئ لتقول و هى تتراجع للخلف بقوة

( ابتعد آسر هل فقدت عقلك ... أنا لم أعد اخصك من الاساس ... لم اعد أريد منك شئ ... استمر بجبنك و ابتعد عنى )

لتهرب بجسدها مع عقلها كما تمنت من تلك اللحظة

***

ظلام يحاوط النفوس ليجعل الغضب يتملكها ... غضب يشتعل حتى يفقدك الرؤية .... رؤية اى شئ من حولك .... حتى لا ترى سوى هذا الكره الذى تسلم نفسك له ليدمرك مع كل شئ من حولك و بانفاس متسارعة من الحماس تخط خطواتك دون ان تعلم انك على وشك احراق نفسك قبل اى شئ اخر !!

هكذا كان الحال مع برهان الذى يمسك بين كفيه تلك الصور التى جعلت الحماس يغزو أوصاله و عقله يصور له ماذا سوف يحدث لعزام و قادير حينما تنتشر هذه الصور بارجاء الصحف ... هذا الدمار الذى سوف يحدث لينتعش وجهه بابتسامة لو رآها لكره نفسه من كثره الحقد الذى يملؤها و هو يردد بهمس لنفسه

( كيف لم اتبع خيوطك يا ميرال منذ زمن ..... ياللهى ان هذه الصور أكثر بكثير من ما كنت أريد أو ابحث .... هل أقوم باستخدمها الأن ام انتظر )

شهق ليلتقط الهواء الذى نفذ من رئتيه اثر ضحكاته التى ملئت المكان من حوله ليقول الى ذلك الفتى العشريني الذى غطاه الحماس هو الاخر على هذا السبق الصحفي الذى سوف يجعله يقفز نحو الأعلى

( حسناً لنجعل هذه الصور حديث البلد باكملها ايها الفتى ... فانت حقاً تستحق المال الذى سوف أضعه بحسابك .... هيا اذهب ... أريد لتلك الصور ان تنتشر بشكل لا يمكنهم السيطرة عليه !! )

***

جسدها ساكن بإرهاق روحها التى ملت البكاء على نزيف قلبها البائس لتضم جسدها بكفيها و شعور البرد يتزايد بداخلها و عقلها يردد عليها ذلك السؤال التى حاولت ان تتناساه مهما حدث لكنه عاد ليداهمها بقوه و إلحاح غريب بعد حديثها الْيَوْمَ مع طارق بعد ان هدهدها كطفله ضغيرة بين ذراعيه ليخترق بعدها روحها بكلماته كما كان يفعل معها دائماً حينما تُخطئ !

هطلت دمعه لم تشعر بها و هى تتذكر انها كشفت كل اوراقها أمامه من جديد .... ايتساءل لماذا ابتعدت عنه هو تحديداً ... كيف كانت لتواجهه و هو يشعرها بانه مرآتها التى تسبر أغوارها دائماً ... يعلم ما يكمن داخلها دون ان تبوح هى بشئ .... لم تستطيع ان تواجه عينيه التى كانت ترى بهم كم هى ثمينة و عالية ... لم تستطيع ان ترى صورتها تتحطم أمامه هو الاخر !!

يكفى انها تحطمت أمام نفسها .... رفعت عينيها نحو ثوبها التى ألقت به باهمال على تلك الأريكة التى تقبع بجانب الفراش بزاوية الغرفة و كلمات طارق تجلب الطنين الى اذنيها بشكل لم تعد تحتمله خاصة هذه الكلمات

( ماذا حدث معك ميرال .... لقد كنت اتساءل اين ذهبت هذه الميرال التى يقف كبريائها أمام كل شئ !!! ..... ميرال التى كانت تنعتها فتيات الجامعة بالغرور و عزة النفس المبالغ بها ..... ماذا حدث لك ميرال لتصبحين أحد ألعاب آسر هذا المدلل ... كيف تصمتى عن خيانته لك و كانك لا تعلمي .... لقد كدت ان افقد عقلى ميرال و أنا لا استوعب كيف لامرأة مثلك ان تُخان و تصمت بهذا الشكل المخزى )

وضعت كفيها على اذنيها بعنف ليتوقف هذا الطنين المرعب الذى اخذ يقتل ما تبقى من روحها و كرمتها المهدورة لم يكن عليها ان تتحدث معه هو تحديداً .... لقد رأت بعينيه ذلك الخزى التى هربت منه حتى لا تلمحه بعينيه .... انتفضت بعنف من مكانها لتقف حينما شعرت بأنامل تستكشف ذراعها بجرائها و انفاس ساخنة تحاوطها ..... ارتد جسدها قليلاً و هى ترى ملامح آسر العجيبة ... لقد كانت تشكر الله انه لم يعد يقترب منها بهذا الشكل الذى تتقزز منه منذ خيانته الاخيرة !! ... بعد ان حلفت له انه لن يلمسها مرة اخرى لتتمتم بنفور و هى تراه يقف هو الاخر على قرب من وقفتها ينظر لها بشكل غريب

( آسر ماذا دهاك هل فقدت عقلك الم اقل لك لا تقترب منى مجدداً )

شعرت نفسها تتحدث مع الهواء وهى ترى ترنحه الواضح و خطواته التى بدأت بالاقتراب أكثر .... انه ثمل أجل .... شهقت و هى ترى جسدها يُحتجز داخل ذراعيه و عينيه ترمقها بنظرات جعلت جسدها يتشنج و نبراته تهمس بجانب اذنيها

( ماذا .... هل أصبح جسدك الأن يتقزز من اقترابى بذلك الشكل ... الم تعترفى لى من قبل انى أٌرضى أنوثتك الناقصة هذه )

جحظت عينيها و جسدها يرتد لتصطدم بالحائط من خلفها اثر دفعته المباغته مع هذه الكلمات التى أزلتها كما لم تٌزل من قبل

( لا تخافى فأنا لن اقترب منك ... فلم يعد لى حاجة لك .... فأنا كنت افعل فقط بأمر من ابى لأجلب له هذا الطفل و أنتِ ..... )

صمت و هو يرى ذلك الارتجاف الذى تلبس جسدها بعنف لكنه لم يهتم فمن يهتم له ليفعل هو معها ... و هى تحديداً سبب معاناته

( و أنتِ حتى لا تستطيعين ..... فانت هنا فقط حتى يقرر السيد عزام والدك العظيم ان يريحنا منك و يستردك أو ان اجد أنا ما يجعلنى ألقى بك نحو الخارج )

اتكأت على الحائط للحظات قبل ان يخونها جسدها لتسقط على ارضية الغرفة الباردة و جسدها يتجمد كما تحجرت مقلتيها و شحوب يغزو وجهها كيف لم ترد على هذه الاهانة منذ متى و كلماته تجمدها بذلك العنف ..... كيف لم تصفعه بعنف اين قوتها .... لكنه باغتها أجل فقد اجاد اختيار الْيَوْمَ التى استنزفت به جميع قواها ليمزقها

"كيف وصل بها الحال الى هنا "

بدأت عبراتها الحبيسة بالانهيار عند هذا الحد بصمت كاد ان يخنقها و هى ترى جسده الذى رماه باهمال على الفراش المواجه لها

***


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء