عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 09:43 PM   #175

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

أخذت تطالع ملامحها الجامدة دون تعبير مع وقفتها الثابتة كالتمثال و شعور الالم يعتصر قلبها أكثر فاكثر و هى تشعر انها شاركت بقتل كبرياء هذه القابعة أمامها بلا روح ..... شعرت بالحقد يتعاظم داخلها عليه كيف لم تشعر بتلك الانانية الآتى تسكن داخله .. كيف يستطيع ان يكون بذلك الشكل .... كيف وقعت فى هذا الفخ ... فخ العشق المزيف الذى رسمه لها منذ اللقاء الاول !!

ازدردت ريقها المتحجر بصعوبة تلك الغصة التى اصبحت تكمن داخل روحها و هى تعود بعينيها الى ملامح ميرال التى لم تحرك ساكن لتقول بخفوت

( لماذا كذبت ميرال ؟!!!! )

شعرت ان هذا الجمود الذى كان يطفو على ملامح ميرال قد تحول لاشتعال ملتهب من نظراتها التى تحمل استنكار و جموح امرأة ..... تلك المرأة التى شعرت بضئل حجمها أمامها منذ الْيَوْمَ الاول و هى تقول

( و من قال أننى أكذب ..... أنا بالفعل أحب طارق .... ماذا تعرفين عنى أنتِ كى تكونى واثقة بهذا الشكل و أنتِ لا تعرفيننى سوى منذ أسابيع قليلة !! )

اقتربت نارفين تلك الخطوات القليلة التى كانت تفصلها عن ميرال و عينيها تلمح هذا الاهتزاز الطفيف التى تحاول ميرال محوه من مقلتيها لتقول بثقة أخذت تتعاظم مع كل كلمة

( لأنك امرأة حرة ميرال !! )

جحظت مقلتى ميرال من تلك الجملة لكن نارفين تابعت و هى تؤكد

( أجل ميرال حرة ..... منذ ان رأيتك و أنا اتمنى ان امتلك هذا الكبرياء العجيب الذى يكمن داخلك و هذه الثقة .. ان كنتِ تصمتين فهذا لا يقلل من ذلك الكبرياء الذى تملكينه .... بل لأنك قوية كفاية تخافي )

شعرت نارفين برتجافة سريعة مرت عبر جسد ميرال مما زاد من ثقتها لتكمل

( تخافين من انطلاق هذا العنفوان الكامن بداخلك لأنك تعلمين جيداً ان حينها لن تستطيعين العودة الى هذا الهدوء التى تفرضيه على الجموح الساكن بمكنوناتك ... فهذه المرأة التى تمتلك كل ما تمتلكين أنتِ بداخلك .... لا تخون ميرال )

صمتت و هى ترى عبرة غادرة تنحدر من عين ميرال لتنهى كلامها قائلة

( كما ان طارق لا يفعل ذلك ..... فهذا الحرص التى رأيته أنا و هذا الإخلاص الذى يكنه لأردال يمنعه حتى لو أراد هو ان يفعل .....)

كادت ان تغادر لكنها عادت لتلتفت نحو ميرال المذهولة و هى تضيف

( ثم أنك لا تمتلكين لمعة الحب التى تنير ارواحنا قبل عيوننا ميرال !! )

شعرت ميرال انها تختنق أجل تختنق كما لم تشعر من قبل و إدراكها يعود اليها مجدداً و علقها يسترسل و يذكرها بما فعلته و عبارة اخرى تتبع سابقتها

" طارق "

ماذا فعلت له الأن .... لا ليس طارق فهو الشخص الوحيد التى استطاعت ان تكسبه بحياتها تلك ..... شخص يحرص عليها و يتقبلها كما هى .... شهقت بعد ان كادت ان تختنق من عبراتها ليتحرك جسدها بارتعاب نحو غرفتها !!

***

جنون ... جنون شل كل تعقله و أنامله لا تكف عن خط أرقام هاتفها الذى يحفظه عن ظهر قلب و أقدامه تدور به بين حوائط غرفة مكتبه و عينيه تفلت نحو تلك الجريدة الملقى على سطح مكتبه بين الفنية و الاخرى .... زفر انفاسه برعب و داخله يردد اسمها بقلق " ميرال " كيف لم يلمح هذا الحقير الذى كان يلاحقهم كيف سمح له ان يلتقط هذه الصور لهم !!!

ابتسامة ساخرة شقت شفتيه قبل ان تتبخر الى أخرى تحمل مرار العالم و هو يعى انه كاد ان يفقد الإدراك باى شئ سوى وجودها بين ذراعيه ! ..... لحظة واحدة هى التى شعر بعدها بجسده يرتد للخلف بعنف و هاتفه يسقط من بين يديه اثر تلك اللكمة العنيفة التى ترنح قليلاً من أثرها لترتفع يديه نحو زاوية فمه و أنامله تلتقط السائل الأحمر

ارتفعت نظراته المستنكرة ليرى ملاح أكثر شخص يبغضه على الإطلاق و هى تتوحش أكثر فاكثر .... و الارتطام الذى حل بباب مكتبه هذه المرة تشربته أذنيه كما لم تفعل منذ لحظات و آسر يقتحم الغرفة عليه ..... مسح طارق الدماء النازف من زاوية فمه بعنف و هو يرى آسر يقبض على تلابيب قميصه بعد ان أرتفعت انظاره عن هاتف طارق الملقى أرضاً و هو يصيح بعنف لم يبالى به طارق

( ايها الحقير و تحاول الوصول اليها بعد ان انفضحت أفعالكم القذرة )

اتسعت شفتى طارق بابتسامة ساخرة جعلت الدماء تتقافز بعروق آسر ليباغته بلكمه اعنف و قبضته تشتد من حول ياقة قميصه .. ارتد راس طارق و شعوره بالدماء تسيل بشكل اعنف داخل فمه و محاولته الواهية بالسيطرة على أعصابه تتلاشة و كلمات آسر تستفز جميع خلاياه

( سوف اعلمك أنت و تلك السافلة كيف تتعدوا .... )

انقطعت كلماته و هو يشعر بجسده بالكامل يطيح الى الخلف و كفه ترتفع لتقبض على راسه التى التحمت مع رأس طارق بشكل كارثيى ليعود و يشعر بقبضت طارق تمسك مقدمة قميصه و جبينه تلتحم مع جبين طارق بعنف أكبر هذه المرة مما جعل الدوار يسيطر عليه حتى كاد ان يسقط لولا كفى طارق التى قبضت على قميصه بعنف يثبت وقفته ليقول بشراسة و غل طفح بهم الكيل بعد ان بثق تلك الدماء من فمه

( لا تتجرأ أفهمت ... لا تنطق بحرف واحد يمسها فهى اشرف من ان يستحقها حقير مثلك )

ارتطم ظهر آسر بالجدار خلفه بقوة جعلته يتوجع و لكمة كادت ان تحطم فكه تحط عليه و قبضتى طارق لا تفلته و هو يردد كلماته على مسامعه

( ليس الجميع بمثل حقارتك ايها النذل .... ام نسيت من تكون أنت ... فهذا الدور لا يحق لك .... أفهمت لا يحق لك ... بل كيف تستطيع ان تنظر بوجوه الجميع بكل هذا التبجح خاصتاً هى ..... فان كنت تحمل أو تمتلك و لو قليل من الرجولة لكنت ادركت أنك تمتلك كنز دون ان تعى ايها المغفل )

دفع طارق بجسد آسر المترنح نحو إطار مكتبه ليسقط أرضاً و هو يشمله بنظرات تحمل كره العالم ليقول

( لولا هذا الاحترام الذى أكنه لأردال لكنت قتلتك دون ان يرف لى جفن فامثالك من أشباه الرجال لا يستحقون الحياه )

التفت طارق ليغادر تاركاً جسد آسر مسجى أمامه على الارض متجه نحو الباب ليجد قامة أردال تواجهه و على وجهه نظرات عتاب محملة بالالم و التفهم ليصيح به طارق قبل ان يغادر

( لا تنظر لى هكذا أردال ... لقت أردت ان افعل هذا منذ سنين و لم يمنعنى عنه سوك ... فأنا لم اتمادى معه كما كنت أريد فقط من اجلك )

كاد طارق ان يتخطى قامة أردال قبل ان يوقفه هو و كفه تخط على كتف طارق بتفهم

( و انا لن أعتابك طارق )

ابعد طارق كف أردال بالم و هو يقول

( لقد قلتها بنظراتك يا صديقي )

خطى طارق عدة خطوات ليوقفه صوت أردال و هو يقول

( لقد أكدت ميرال لنا جميعاً صحة تلك الصور ..... لذلك توقف و لا تتحرك خارج المؤسسة حتى نجد حل فانت تعلم جيداً ماذا سوف يفعله عزام بك ان خطت قدمك من هنا !! )

صدمة جعلت جسد طارق يتجمد للحظات و جملة و احدة تجعل الطنين يخترق اذنه

" أكدت ميرال لنا جميعاً صحة تلك الصور "

لماذا تفعل ميرال امر كهذا ... التفت مجدداً نحو أردال و هو يردد ذات التساءل باندهاش احمق ليجيبه أردال و هو يحرك رأسه هو الاخر بعدم فهم قائلاً

( حقاً لا اعلم لماذا فعلت هذا طارق ... لذلك هل هدأت قليلاً و انتظرتنى بالمكتب الخاص بى )

اقترب طارق من أردال و هو يقول باندفاع

( هل تصدق أنت ان يكون ... )

قاطعه أردال سريعاً قبل ان يكمل كلامه

( لم احتاج ان أفكر مرتين حتى .... انا اعرف من تكون أنت .... كما اعرف من تكون تلك الحمقاء )

( حسناً أردال سوف أنظرك لكن يجب ان تعلم أننى لا اخف من أحد اياً كان ...... فأنا اعلم كيف على ان أتصرف معهم جيداً )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء