عرض مشاركة واحدة
قديم 26-09-20, 09:44 PM   #176

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

شعرت ميرال بالم يعتصر قلبها بعنف و تفكيرها لا يصور لها سوى ابشع الصور ... شعرت بغصة تؤلمها بعنف داخل صدرها .... ماذا لو مَس طارق سوء لا لن تستطيع ان تتحمل كونها هى السبب !!

عادت الاتصال به للمرة التى لا تعلم عددها ..... و هى تشتم نفسها لا بد ان يكون قد حدث له شئ ... لقد اتصل بها مراراً و ترك لها رسالة صوتيه يحثها ان تعاود الاتصال به مجدداً .... شعرت انها تتواجد بالمكان الخطأ يجب ان تصلح ما فعلته لا يجب ان تظل هكذا حتى يتأذى هو بسبب حماقتها و تسرعها ..... و بكل اصرار كانت تردد فقط شخص واحد فقط هو من يستطيع ان يمنع اى شئ سوف يحدث

" أبى "

***

دلف أردال مكتبه ليجد طارق يجلس حاملاً رأسه بين كفيه بالم ليزفر انفاسه بعمق قبل أن يقول و هو يمد له هاتفه ليضعه على الطاوله أمامه

( لقد وجدت هاتفك ملقى على أرض ..... لقد اتصلت بك ميرال مرات عدة ..... هل تريد ان تتصل بها )

( لماذا فعلت ذلك ..... سوف اجن لأجد تبرير لما فعلت ؟!! )

رفع طارق انظاره نحو أردال الذى جلس قبالته و هو يهز رأسه بعجز ...... صمت للحظة قبل ان يقول بالم

( ربما ارادت ان تؤلمه ..... ان تذيقه من نفس الكأس .... ان تنتقم لكرامتها المجروحة منه و من........ )

صمت طارق ليبتلع حرقة قلبه و هو يمنع نفسه من البوح بمرار يسكنها و هذا الحرف الذى سوف يحمل كناية عن القابع أمامه ..... لكن الم اخر انغرس داخله بعنف كاسح كالزجاج المتهشم ليلفظه بالم أكبر عله يخفف من وجعه المتعاظم

( لكنها لم تبالي بما سوف يحدث لى .... كما تفعل دائماً !! )

ضحك بمرار تجرعه لسنوات عديدة منها و عينيه كادت ان تفيض بألمه ليصمت و هو يغمضهما يمنع سيل اخر من خزلانه و شفتيه تبوح بما لم يعد يحتمل كتمانه

( لم تبالى بقلبى التى دعسته مراراً )

صمت و خواء رهيب اخذ يتسلل الى روحه و فهمه لحقيقة لم يريد ان يعترف بها لنفسه منذ زمن بعيد تهاجمه بشراسة الأن حقيقة انه لا يعنى لها أى شئ من الاساس و قد كانت كلمات أردال هى من انتشلته من خواء روحه لتشعل فتيل جنونه

( لأنك احمق ..... لم تقاتل من أجل من احببت و تركتها تخطئ و أنت تشاهدها طارق )

نهض بشراسة و كان صاعقة كهربائية مسته و هو يتمتم بعدم استيعاب و غباء تلبسه

( أنت ماذا تقصد ؟!! )

نهض أردال هو الاخر يواجه وقفت طارق المصعوقة ليكمل

( أجل طارق أنت جبان خشيت ان ترفضك ليتحطم قلبك .... لكن انظر الى حالك الأن لقد اصبحت حالتك اسوء مما ظننت أنت )

اقترب أردال أكثر حتى اصبح أمام وجه طارق صاحب الملامح الجامدة مباشرتاً ليقول

( لذلك لا تلوم سو نفسك طارق فانت من كنت تتخازل أمام حبك لها و تدعها تلعب بك كما شاءت هى )

شعر أردال بلكمة قوية تخط على فكه و طارق يتمسك بتلابيب قميصه و عينيه تعصف بغضب وحشى لم يكن موجه له يوماً من قبل و صوت تسارع انفاسه التى تشبه الجحيم يخرج مع فحيح نبراته و هو يصيح أمام وجه أردال بعنف قائلاً

( كنت تدرك ذلك .... لقد كنت اعانى و أنا اشعر انى أخونك بتلك العواطف .... كنت ... كنت اشعر بالحقارة لاننى أكن لها هذا الحب و هى متزوجة من ذلك الذى تدعوه أنت باخى ... لاننى أتيت هنا فقط لأكون بالقرب منها )

ارتد رأس طارق بصدمة الى الخلف و فكره ياخذه لجرح عميق أعمق بكثير من خاصته و صعوبه ان يصيغ تلك الأفكار كادت ان تشل شفتيه .... لكن هدوء أردال القابع أمامه دون ان يدافع حتى عن نفسه زاد من هذا الجنون الذى تلبسه ليردّد بتساءل متلعثم يكمن داخله

( اذاً ... أنت .... لا ... لا يمكن .... أنت تعى انها ..... انها تحبك منذ زمن ..... لا لا يمكن اكنت تعلم بحبها المرضى لك أردال ؟!! )

ذلك الصمت الذى تلقاة طارق كإجابة على تسائله فتك به و بكل تعقله ليجد نفسه يوجه لكمه اخرى الى أردال قبل ان يغادر و هو يقول بعنف و كبت

( تباً لى كم كنت احمق بنظرك !! )

ليغادر بعدها دون ان يعطى اى اعتبار الى نداء أردال الذى كان يحمل اسمه ..... اخرج أردال هاتفه و كفه يتحسس زاوية فمه حتى سارع بالقول حينما اجاب الطرف الاخر

( ضع رجال خلف طارق كى يحموه انه سوف يغادر الشركة الأن .... نفذ دون ان تسال عن السبب )

مسح أردال على وجهه و عقله يشرد بهذا المشهد الصباحي ليجفل على صوت تلك الرسالة النصية و التى وجد ان صاحبها ليس سوى برهان يذكره برحلة غد من أجل الاحتفال بوضع أولى حجر الاساس للمشروع الخاص بهم يذكره ان لا ينسى احضار زوجته معه !! ... زفر و هو يدرك ان الوقت ليس مناسب ابداً و ان ذهابه يحتم عليه ان يصطحب معه نارفين فهو لم يكن يتركها وحدها بجميع الاحوال !!

***

كادت ان تصفع تلك الفتاة التى تمنعها من الدخول مباشراً الى مكتب والدها قائلة لها ان تنتظر حتى ينهى هذا الاجتماع اللعين لكنها قامت بدفعها بدلاً عن ذلك لتدلف باندفاع نحوه و هى تقول بانفاس متسارعة

( أبى يجب ان نتحدث بأمر هام !! )

توجهت نحوها عيون جميع من بالغرفة لكن مقلتيها كانت تحدد هدفها نحو مقلتي والدها دون ان تهتم بنظرات احد و بايماءة رأس خفيفة من عزام كان يغادر الجميع لتسارع هى بالقول

( أبى أرجوك لا تؤذى طارق .... امنع قادير عنه أرجوك لقد كذبت لم يحدث أى شئ بيننا .... أبى ارجوك لا تدعه يؤذيه ليس له اى ذنب )

عقد عزام حاجبيه بعدم فهم و حالة ابنته تلك تخبره بالكثير ليتساءل بهدوء

( ما الذى حدث تحديداً ؟!! )

صعقت ميرال من السؤال فهى لم تتوقع ان والدها لم يكن على علم حتى الأن بالأمر لترد عليه بتلعثم تستشعره للمرة الاولى أمامه

( لقد .... لقد نشرت أحد الصحف صور تخصني أنا و طارق و نحن نتعانق .... و قد رأها آسر و عمى صباحاً )

صمتت لتكمل بعدها برجاء بعد ان لمحت اشتعال ملامح والدها

( لكننى كنت حمقاء حينما قلت لهم ان كلام الجريدة صحيح و .... أنا فقط أردت ان ... ان انتقم ربما لا اعلم ابى ارجوك .... هى فقط جريدة واحدة التى نشرت الخبر نستطيع ان نجعلهم ....)

صمتت لتلتقط انفاسها فى حين قلبها كاد ان يتوقف من الخوف ..... خوف لعنت غبائها عليه مئة مرة .... و صورته لا تفارق خيالها طارق .... لا لن يحدث له شئ بالتأكيد !! ..... رأت عزام يقف و هو يحمل هاتفه ببرود غريب و يتجه الى الطرف الاخر من الغرفة و الذى يحمل مكتبه

كانت تتابع ملامحه و هو يتحدث دون ان تفهم شئ و إذنيها لم تكن تلتقط اى شئ فقط كل ما استطاعت ان تعرفه هو هوية المتحدث الاخر و كان كما توقعت ليس سوى قادير ... خفق قلبها بذعر و هى ترى ابيها يتجه نحو مكتبه ليجلس عليه دون ان تتبدل ملامحه لتخط قدميها نحوه و هى تتساءل بخفوت

( ماذا تحدث مع عمى قادير ..... ان تلك الصورة ليست كما تبدو حقاً .... ماذا قال لك هل .... )

بتر عزام كلامها بنبراته التى تحمل ذات الهدوء المستفز لأعصابها و هو يقول

( لم تمر على قادير كذبتك الحمقاء تلك ..... فقد شاهد تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالحديقة و قال انه سوف يجعل آسر يشاهدها هو الاخر فكل الأمر أنك كنت تبكى بجنون و قام طارق بالتخفيف عنك هذا ما قاله هو .... و انه سوف يجعل تلك الجريدة تدفع الثمن و سوف يجبرها ان تقوم بتنزيل اعتذار عن هذا الخبر )

زفرت ميرال انفاسها بارتياح و عبرات ناتجة عن توترها تهطل لكن كلمات ابيها جعلت دمائها تتجمد من جديد حينما قال

( لكن ان كان قادير لن يعاقب طارق خوفاً من أردال فأنا سوف اعمل على هذا فقد تجاوز حده )

شعرت بارتجاف قوى يغزو جسدها و هى تعى معنى تلك الكلمات لتجد نفسها تتوسل كما لم تفعل من أجل اى شخص من قبل قائلة

( لا أبى ارجوك لا تفعل انه صديقي منذ زمن و أنت تعلم هذا .... ارجوك لا تفعل انه فقط حاول ان يقف بجانبي ... بل انه الشخص الوحيد الذى وقف بجانبي طوال حياتي )

قاطعها عزام هذه المرة بعنف و هو يضرب على سطح المكتب بقبضته

( و انه الشخص الوحيد الذى يعلم بحقيقة مشاعرك نحو أردال على ما يبدو أليس كذلك ؟! ..... لذلك علي ان أتخلص منه )

شعرت بروحها تنسل من بين صدرها و رعب عجيب تلبسها لقد قطعت علاقتها بطارق من قبل كى تحميه حينما شك أبيها بمشاعرها نحوه من قبل لكن الأن ..... لا لن تستطيع حقاً .... لا يمكن ان تكون السبب باذيته مهما حدث كيف فعلت به هذا كيف ؟!!! ..... وجدت نفسها تهدر بفحيح خطير لم تكن تعلم انها قد ورثته من أبيها سوى فى هذه الحظة لكنها لم يكن بيدها شئ اخر لتفعله !

( لن تفعل يا أبى .... لن تفعل .... فان فعلت هذا .... سوف اخبر أردال أنك أنت من ساعد تاليا على الهرب منه !!!! )

صدمه شلت ملامح عزام و هو يرى هذا التحدى يصدر عن ابنته للمرة الاولى ليصيح بها و هو يقول

( هل جننت ميرال ... هل تهدديننى ... ام نسيت أننى فعلت هذا من اجلك )

ضحكة حملت سخرية العالم صدرت منها قبل ان تقول بقهر سكن داخلها لسنوات

( ليتك حقاً فعلت من أجلى يا أبى .... ليتك حقاً فعلت ... هل تظن أننى حمقاء ... هل تظننى لا اعلم أنك كنت تحاول إغوائها منذ الْيَوْمَ الاول ... منذ ان رايتها معى .... منذ ان كانت صديقتي ! ... هل تظن أننى لم أكن اعى نظراتك القذرة نحوها و هدياك الثمينة التى كنت تحاول شرائها بها !! .... هل تظن أننى لا اعلم سبب كرهك المتعاظم نحو أردال لأنها فضلته عليك و تزوجته !! ...... لانه استطاع ان يمتلك روحها قبل جسدها الذى كنت تريده أنت ؟؟!! ...... أنك سعيت نحوها حتى بعد زواجهم .... لكنها ضحكت عليك و استغلتك لتغادر البلاد و مازلت لا تستطيع ان تحصل على ما اردت منها !! )

تجمد كامل ساد على ملامح عزام و هو يستمع الى كلمات ابنته بزهول لكنها لم تصمت بل اكملت كالمارد الذى قد اطلق صراحة اخيراً و كلمات نارفين ترن داخل إذنها كالناقوس

" أنت حرة ... قوية " ... لتكمل بذات النبرة

( لن تمس طارق بسوء يا أبى انه رجاء من ابنتك و أنت لن تكسرها أنا اعلم أليس كذلك ؟! )

رسمت ميرال بعدها ابتسامة مسمومة على شفتيها و هى تغادر .... ابتسامه تعلمتها من هذا القابع على مقعده لتتركه يسقط على كرسيه مزهول بتلك الشيطانة التى ساهم هو بصنعها !!

نهاية الفصل التاسع
اتمنى اعرف رايكم فى الاحداث لحد الان ❤🙈


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء