عرض مشاركة واحدة
قديم 27-09-20, 08:13 PM   #1

شيماءالسيد

? العضوٌ??? » 478553
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » شيماءالسيد is on a distinguished road
Rewitysmile8 قطعة مفقودة * مميزة ومكتملة *










السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أول تجربة ليا في الروايات الطويلة، روايتي الأولى معاكم بعنوان " قطعة مفقودة "





رواية رومانسية، اجتماعية
اتمنى تكون الرواية خفيفة على قلوبكم وتعجبكم
واكيد منتظرة رأيكم وتعليقاتكم ⁦❤️⁩

الرواية غير حصرية ولكني لا احلل تداولها

النهاردة هنزل الفصل الأول و موعد النشر بإذن الله يوم الثلاثاء الساعة السابعة من كل اسبوع

" بداخل كل منا قطعة مفقودة يسعى طوال عمره للإكتمال بها
ربما يجدها بداخله فيكتمل
وربما يحتاج لنصفه الاخر.. ليكتمل به "




" الفصل الأول "


نصل سكين
قطعه حديد بلا قيمة يمكنها ان تنهي الامر.. كل ما تعيشه عبث
ماذا سيحدث ان وضعتها على رسغها بإتجاه عمودي و من ثم قطعته
قطعت اتصالها بالحياة
نحرت خطوط تواصلها بالبشر
انهت حياتها كما يجب
من مثلها لا تستحق الحياة
هي لعنة.. آفه
هي جماد صدئ بلا قيمة

- هل انهيت السلطة يا هموس

استفاقت من افكارها على صوت عمتها
تلك المرأه الحنون التي تكفلت بها منذ موت والديها
و راقبتها عمتها بدورها بتعبير هادئ كعادتها و غصه تحتكم حلقها عندما تطفو الذكرى الموجعة حيث كانت همسة بالنسبة لها تعويض القدر عن ابنتها الراحلة ذات الثلاثة اعوام
تركتها مع احدى الجارات لجلب بعض حاجيات المنزل.. اهمال الجاره لها.. موقد مشتعل.. و عبث طفله تحاول الاستكشاف.. سقوط السائل المغلي عليها وصرخة لم تسمعها اذناها ثانيةً.. تركت ما بيدها من امتعة على السلم فى طريق عودتها عندما سمعت صرخة طفلتها.. هرعت الى داخل الشقة لترى فلذة كبدها بلا حراك.. بلا نفس.. كان بداخلها بادرة امل حملتها الى المشفى القريب و بعد نظرة سريعة من الطبيب عليها سمعته يقول
- البقاء لله، اسف الطفلة كانت ضعيفة و بنيتها لم تحتمل الحرق و ..
لم تستمع لباقي جملته
- لقد اضعت طفلتك يا طاهر التي حصلنا عليها بعد عناء سنين بإهمالي، سامحني يا طاهر ارجوك .. لقد سبقتها يا حبيبي و هي قادمة إليك
قالت تلك الكلمات قبل ان تفقد وعيها في ذاك المشفى منذ ست سنوات

- نعم عمتي.. انهيتها، إسبقيني انت فقط على الطاولة ريثما احضر الطعام

طعام هادئ لا يقطعه سوى مواء قطتين خارج المنزل احداهما تموء و ترد الاخرى عليها
سخرت بداخلها.. انها تحسد القطط
بالرغم من ان عمتها تعاملها كإبنتها و اكثر الا انها حزينة و شاردة على الدوام.. اقترحت عليها ان تذهب لطبيب نفسي
سخرت بداخلها ثانيةً
-اقسم انني من احتاج لطبيب
صدرت همهمات منها و ضحكة ساخرة على شفتيها مما جلب انتباه الساكنه امامها

- أتكلمين نفسك هموس
- لا عمتي، لم اصل لهذه الدرجة بعد الا انني اشك انها المرحلة القادمة
تهكمت بسخرية لواقعها المرير حتى سمعت صوت عمتها الهادئ وهي تقول
- لقد رأيت عرض عمل في الجريدة و هو جيد للغاية يمكنه ان يسلي وقتك انتِ تعرفين بعدما انهينا ميراث زوجي اصبحنا بحاجه للمال ولكن ان لم ترغبي بالعمل لن اضغط عليكِ فمازال معاشه قائما، ولكن ميزة هذا العمل انه قريب من هنا على بُعد شارعين اي انني لن اقلق عليكِ حبيبتى ما رأيك
- حسنا سأذهب غدا
- وفقك الله يا حبيبتى و سدد خطاكِ

بعدما انتهى الطعام الممل.. اعدت لهما كوبين من الشاي المقدس بعد الغداء او ربما العشاء ف الساعه الان تدق السابعة مساءً.. موعد برنامج عمتها المفضل الذي تتلهف لرؤيته كل يوم كأنه جزء لا يتجزأ من يومها..

راقبتها في جلستها و من ثم ابتسمت بحب، تلك المرأه تحبها بصدق فهي اخت والدها التي لم تتركها و الا كانت قضت الباقي من عمرها في قرية والدتها و لم تتلقى تعليمها الجامعي لان الفتيات هناك لا يدرسون بعد الثانوية.. هي تحمد الله على عمتها بعكس عمها الذي لم تره سوى مره واحده عرت امامها الحقائق التي تعلم انها كاذبة
قذف قنبلته بوجهها و رحل
رحل بعد ان اعلمها انها مجرد..

- همسة اذهبى لغرفتك لتنامي حبيبتي ف غدا موعد المقابلة

دائما ما تنقذها عمتها من بواطن عقلها
تحركت بآلية الى الفراش ترتل سورة الملك و بعض اذكار النوم و من ثم راحت تتقلب و تفكر في ماذا يحمل لها الغد

- همسة استيقظي لقد اذن الفجر.. هيا حبيبتى

انها تحمد الله على عادات عمتها المقدسة
صلاة الفجر.. نسيم الشرفة و رائحة ندى الصباح.. كوبين من الشاي بالحليب و بعض الفطائر المحلاه على المنضدة في الشرفة الواسعة.. مراقبة شروق الشمس مع زقزقة العصافير
طقوس فريدة هانم المقدسة و كم هي طقوس جميلة
قاربت الساعة على السابعة و يجب عليها الاستعداد للمعركة
نعم حياتها هى مجرد معركة يجب عليها الخروج منتصرة
انتقت بذلة عملية باللون الكريمى و تحتها قميص باللون الفيروزي
ربطت شعرها فوق رأسها بإحكام وتركت خصلتين تتدليان حول وجهها، بالرغم من مناوشاتها مع عمتها و تحفظها الداخلي الا انها ترهب الحجاب ولا تجد نفسها مؤهله به
يوما ما سترتديه و لكن ليس الان..
اختارت حذاء مناسب لبذلتها ذو كعب قصير و وضعت بعض رتوش من مستحضرات التجميل لتخفى ارقها طوال الليل وكحلت عيناها لتبرز جمالهما
و خرجت من غرفتها امام عمتها التى ابتسمت لها بفخر تحثها على التقدم اكثر و اكثر ..

ذهبت الى مقر الشركة بسيارة اجرة.. تكره الكعب مهما كان قصيرا يظل فى النهاية كعب و يقيدها و هي تكره التقيد
ترجلت من سيارة الاجرة وسخرت بداخلها من كلمة شارعين التي قالتها عمتها، لم تشهد عمتها تطور العمران تقريبا
وقفت امام مبنى الشركة الفخمة تتطلع لواجهتها الزجاجية وهي تزفر نفسا متوترا
لتخطو اولى درجات السلم صعودا

و بعد عده مقابلات مع السكرتارية و التصاريح الروتينية تفاجئ بأنها عُينت بسلاسة حتى دون مقابلة عمل.. مضت العقد.. و من ثم اخبرتها سكرتيرة المدير انه بإنتظارها
ترجلت من المصعد بقلب وجل
ماذا يريد هذا الرجل على الارجح ستيني غزاه الشعر الابيض و ملأت التجاعيد وجهه
طرقت الباب و من ثم سمعت امر الدخول
فتحت الباب و دلفت بهدوء لترمق رجل يوليها ظهره يتطلع عبر نافذة زجاجية للشارع الهادئ فى ذاك الحي الراقي
شاب هو حسب ما رأت و يود ان يتحلى بالغموض.. حسنا لا بأس فلقد إلتقت بمن هم اسخف منه فتسلحت بوجهها الجامد لتتنحنح بهدوء فإستدار لها يطالعها بنظرة غريبة.. اشبه بالحنين.. نفضت نظرته عن رأسها و تطلعت لذاك الرجل امامها.. صغير السن تجزم انه في الثلاثين، جذاب ذو عينان بنيتان و شعر بني يشبه درجة شعرها ، يبدو انه شخص رياضي فيظهر ذلك من تحت بذلته العملية بوضوح
مدلل حصل على ثروة و رئاسة شركة
وازت سخريتها خطواته اتجاهها، ومن ثم نطق اسمها بهدوء
- آنسة همس
- لا همسة
قاطعته بقوة غير مبرره لينظر لها مندهشا قائلا بترحاب
- حسنا آنسه همسة لا تنفعلي، مرحبا بكِ بيننا
- شكرا لك سيدي
- تفضلي بالجلوس

جلست بدورها على احدى المقاعد امام مكتبه بينما هو خلفه يمسك بإحدى الاوراق التي تخصها

- مؤهلاتك جيده
- اعلم، شكرا لك
قالتها بثقة وهي تتطلع حولها بعدم راحه ليتهكم بسخرية دون ان ينظر إليها
- تبدين واثقة من نفسك
- لانني اعلم مقدار نفسى جيدا
- حسنا سنرى هذا يا همسة، ستعملين في قسم الحسابات على حسب تخصصك
قالها ومازال يتطلع لملفها في يده لتسأل بنبره عملية
- متى ابدأ
فتطلع لعينيها بغته بطريقة اربكتها ومن ثم قال
- اليوم يا ابنه عمي..

_________

- طلقنيييي
يا وجع رأسك يا سراب
تسمعها بصوت زوجة والدها كل يوم
فتقول نفس الكلمة في موعد عودتها من العمل ليأخذها والدها لغرفتهم وبعد قليل تستمع لضحكاتهم العالية
دخلت غرفتها الصغيرة المكونه من سرير حديدي يصدر صوتا كلما تحركت عليه وكأنه سيمفونيه جديدة اعتادت اذنها على سماعها فلم يعد صوته يزعجها

مكتب صغير بجوار السرير و مرآه مكسورة معلقه على الحائط، وخزنة ملابس بلا باب
اتكأت بظهرها على السرير بعدما خلعت حجابها لتستمع لصوت ضحكة زوجة ابيها
فتحت هاتفها الحديث الذي ابتاعته حديثا من مدخرات شهور عملها، لتفتح صفحتها الالكترونية بصورتها الغامضة لإمرأه تمسك بقضبان حديدية بلا معالم وجه لها وبإسمها المزيف " خلف القضبان "
لتفتح مكان النشر وتكتب في احدى المجموعات الكتابية

" بالأمس كان في مخيلتي رجل ترك الدنيا من اجل حبيبته
فتركته حبيبته
كان يمشي هائما في الطرقات و في يده ورقة رسم عليها وجهها من واقع قلبه، لا تشبهها
يطرق الابواب و يسأل عنها فتقابله نظرات الشفقة
و لفظ مجنون
اليوم
بقيت بإنتظارك
و لم تأتِ، و انتظرت
معضلتي انني انتظر و انت
لن تأتي
بالأمس امسكت القلم لأرسم صورتك
فخرجت لي ملامح شخص لا يشبهك
رسمها قلبي قبل يدي
و انا اؤمن دائما بخطوط قلبي
لذلك لم انتظر
لأنني اعلم انك لن تأتي"

انهالت بعض الاعجابات بخاطرتها سريعا، لتترك الهاتف على سريرها ومن ثم ذهبت لتتوضأ لصلاة العصر
كانت تجلس على سجادة صلاتها بعدما انهتها، تنظر للاشئ حتى سمعت رنه وصول رسالة لتتلقف هاتفها بسرعة وهي تفتحه
لترى اسم رجل امامها اسمه هلال
هلال فقط وصورته الشخصية كانت قلبا مكسورا
لتقرأ رسالته بقلب مرتجف لتجده يسألها
- لماذا لن يأتي حبيبك "وجه يفكر"
كان من الاشخاص الذين اضافتهم لحسابها الشخصي لانه ايضا يكتب الخواطر مثلها و غامض ايضا كغموضها فلا يوجد اي معلومة خاصه عنه

لتنظر لسجادة الصلاة وهي تقول لنفسها، هو رجل لا اعرفه يارب فلا حرج ان اجبت على رسالته هذه فقط
- ليس لدي حبيب ولكنها مجرد خاطرة
انتظرت لبضع ثواني وهي تقضم اظافرها بقوة حتى كادت ان تدميهم من فرط توترها لترى اجابته
- لقد سألتك نفس السؤال الذي يسألونه لي عندما اكتب خاطرة رومانسية "وجه تدمع عيناه من الضحك" اكره مثل هذه الاسئلة
- ‏انها ثقافة شعب دائم التفكير بغيره فيشغلون انفسهم بأخبار غيرهم دون الالتفات لتصحيح وجهات نظرهم
كتبتها سريعا ليرسل لها بعد عده دقائق وكأنه يشاور نفسه في الرد
- ‏معك حق يا ...، ما اسمك؟
اخذت ترمش عيناها امام السؤال وهي تفكر، هل تخبره بإسمها حقا ام ماذا تفعل، لتجد نفسها كتبت
- اسمي هبه
وكان هذا اسم زوجة ابيها لتجد رده السريع
- تشرفت بكِ يا هبه، سلام
- ‏سلام

كتبتها بإحباط، لماذا لم يتحدث قليلا بعد، لقد اشتاقت لمناقشة احدهم لها، حقا اشتاقت
لتسمع اذان المغرب وصوت معدتها التي تطالبها بالطعام
لتنهض واقفه على سجادة صلاتها، وبعد ذلك ستجد ما يسكت صوت معدتها

________

- امي ألم اقل لكِ لن تعملين على هذه الماكينة مره اخرى
قالتها تميمة بغضب حالما فتحت باب شقتهم لتجد والدتها تجلس امام ماكينة الخياطة لتفزع والدتها دون ارادتها وهي تخلع نظارتها الطبيه حالما سمعت صوتها، فهي تستغل وجودها في العمل كي تنجز بعض طلبات الزبائن التي تأخذهم سرا
- لقد مللت من الجلوس دون فائدة وكأنني قطعة اثاث، فأنا اسلي نفسي قليلا يا ابنتي

لترد تميمة بعدما وضعت بعض حاجيات المنزل جانبا لتقول بهدوء وهي تقترب من والدتها لتمسك بيدها قائله برجاء
- ‏ونظرك هذا الذي يذهب، حافظي على المتبقي منه ارجوكِ يا امي، فأنا لا اشقى طوال الشهر عبثا
- حسنا يا ابنتي، اعدك، سأنهي القطع المتبقيه ولن اعمل عليها مره اخرى
- ‏اين مصطفى والبقية
قالتها تميمة وهي تخلع حجابها لتجلس على الاريكة القريبه لتقول والدتها بعدما عادت للعمل وهي ترتدي نظارتها الطبيه
- مصطفى يلعب مع اصدقائه وسلسبيل عند ضي، وفريال لم تعد بعد من الجامعة
- ‏ماذا، لم تعد
قالتها تميمة بإستنكار وهي تفتح حقيبتها لتتصل بأختها لتجد باب المنزل يفتح لتظهر منه فريال التي قالت حالما نظرت لتميمة الغاضبة
- ماذا هناك
- كم الساعة
واشارت تميمة برأسها على ساعة الحائط لتجيب فريال بلامبالاه
- الخامسة
- ‏وكل هذا في الجامعة
- ‏كان لدي تسليم مشروع، هل احضر لكِ جدول مشاريعي
لتجيبها تميمة بسخرية حانقه
- حقا! منذ متى لدى طلاب التربية الرياضية مشاريع في الاجازة
- ‏منذ الان، وباقي اسبوع واحد على العام الدراسي الجديد يا معلمة الاجيال
قالتها فريال بسخرية وهي تدخل لاحدى الغرف و تخلع عنها حجابها الذي بالكاد يغطى منتصف شعرها لتجد تميمة وراءها قائله
- لا يعجبني حالك هذا ابدا
- ‏ها انتِ ذا قد دخلت المنزل للتو ومازلتِ بملابسك
- ‏انا اعمل، اقفز من هنا لهناك كي نحصل على المال الذي تضيعيه في الهواء
لتجابهها فريال قائله بصوت عالي
- هل تعايريني

لتدخل والدتها على صوتها العالي قائله
- ماذا هناك يا فتيات، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- ‏انظري لابنتك وافعالها، اريد طاقم رياضي لان خاصه العام السابق قطع كتفه.. خذي، اريد فستانا لحفل لم اسمع حتى اسمه مسبقا..خذي، اريد الذهاب لنشاط ولرحلة ولغيره الكثير، وكل هذا اقول خذي، فتوأمتها الطبيبة لا تأخذ نصف حصتها من الشهر، هل اجلس على بنك، فمعاش والدك لم يعد يكفي شيء، ارحميني
قالتها تميمة بحرقه وصوت مختنق وقد اوشكت الدموع ان تتطاير من عينيها لتخرج من الغرفة لتدخل الغرفة الاخرى المجاوره ومن ثم صفقت الباب خلفها بقوة

لتقول فريال الواقفه بجوار والدتها بصوت عالي كي تسمعه تميمة
- تعايرني لانني لم احصل على مجموع عالي في الثانوية، لن اطلب منك شيء، سأعمل واكسب من عرق جبيني
لتنظر لها والدتها بصمت وهي تخرج من الغرفة لتغلق الباب خلفها
لترتمي فريال على السرير وهي تمسك بإحدى خصلاتها بحالمية وهي تتهند لتفتح هاتفها لترى صورته..

وفي الغرفة المجاوره كانت تميمة تجلس على سرير امها الكبير بعدما هدأت و ادت فرضها، اخذت النقود المتبقيه لتحسب فاتورة الماء والكهرباء والغاز وتحمد الله ان والدها اشترى هذه الشقة والا كانت تحسب معهم الايجار، وثمن ملابس المدرسة لمصطفى وادوات سلسبيل للعام الجديد وكشف والدتها وفريال ستعاقبها ولن تعطيها مصروفها الاسبوعي لتشعر بها قليلا
واثناء انغماسها بطلباتهم تذكرت ذاك الفستان الذي شاهدته منذ قليل، وقفت امام ڤاترينه العرض كالتمثال تتطلع له بإنبهار زال حالما تطلعت لثمنه
فسارت في طريقها دون إلتفات

_________

- كيف حالك يا عمر
- ‏بخير يا سلسبيل
قالها بحياء رجولي رغم سنواته العشر لتقرص خده بخفه وهي تسأله
- اين ضي
- ‏بالداخل
قالها لتتنهد بضيق بعدما رأت معالم وجهه الحزينة لتتجاوزه وهي تطرق على باب غرفة اخته بعدما حيت والدتها في المطبخ لتسمع صوتها المتحشرج من الداخل قائلا
- ادخل

لتدخل سلسبيل وتغلق الباب خلفها فتجدها جالسه على سريرها بأعين متورمه لتجلس قبالتها قائله بمواساه
- نرضى بما قسمه الله لنا يا ضي
- ‏الحمد لله
وانفجرت بالبكاء الحار لتسحبها سلسبيل لاحضانها والاخرى تهذي
- ما ذنبي ان كنت سمينة بعض الشيء، هل هذا ينتقص مني، كلما ذهبت لعمل يقيموني على حسب شكل جسدي، ملامحي جميلة، انا جميلة واحب نفسي لماذا يصر الجميع على انتقاصي
- ‏النقص في عقولهم، وستجدين عملا افضل، لم يكتب الله لكِ الخير بعد
- ‏ربما، احمد الله دائما انه هو من سيحاسبنا بعدله ورحمته لا البشر بقساوة قلوبهم
قالتها ضي وهي تمسح دموعها بظاهر كفيها بتلك الحركة الطفولية الجذابه لتهتز وجنتاها الممتلئتين
ليسمعا معا صوت فريال المرتفع من شقتهم المجاوره
لتنكس سلسبيل رأسها بأسى لتربت ضي على كتفها قائله
- هداها الله، لا تحزني
- ‏انا احزن من اجل تميمة فقط، فهي تتعب في جني المال وفريال شديدة الاسراف وتعيش في مستوى اعلى منا، اشفق على تميمة وادعوا لها بالزوج الصالح لعله يسعدها قليلا
- ‏امين
قالتها ضىّ من اعماق قلبها الطيب
لتكمل بنبره راضية
- هذه الحياة هكذا، لابد ان يظهر لكل منا "قطعة مفقودة" فيحاول العثور عليها او تجاوزها ليتأقلم على عدم تواجدها
- ‏معك حق، فليكتب الله لنا الخير
قالتها سلسبيل لتستمع بعد ذلك لصوت والده ضي من خارج الغرفة
- الطعام يا فتيات
- ‏سأذهب لمنزلنا الان، لا تعارضيني فإن لم اذهب لفاتتني قطعة من البط الذي احبه
قالتها سلسبيل وهي تنزل من على السرير لتعدل جلبابها البيتي وحجابها لتسير خلفها ضىّ قائله بمرح
- لن استطيع المجادله مع البط، فيفوز البط دائما وابدا
لتتشاركا الضحك وهما تخرجان من الغرفة


ذهبت سلسبيل بعد ذلك لشقتهم المقابله
فتحت الباب بمفتاحها ودخلت لتجد امها الجالسة خلف ماكينة الخياطة تدقق النظر للخيط الرفيع لتدخله في سن الماكينة، ليوجعها قلبها وهي تقترب منها قائله
- سأفعلها انا يا امي
- ‏حضرة الطبيبة بنفسها
قالتها امها بطيبتها المعهودة وابتسامتها الحنونة لتجلس سلسبيل على عقبيها امام الماكينة قائله
- لله الفضل ثم لدعواتك يا بركة بيتنا
- ‏فليبارك الله في عمرك يا ابنتي
لتخرج فريال من غرفتهما لتشاهد ذاك المشهد بعينان ساخرتان ومصمصه شفاه لتقول
- الطبيبة الطيبة المتفانيه والابنه الحنون حضرت
لتتجاهلها سلسبيل كعادتها رغم ان كلمات سخريتها كانت تنغرس بقلبها كالاسهم السامه لتشتعل عينيّ فريال بحقد خاص على اختها وهي تتجاوز جلستهم ذهابا للمطبخ قائله
- هل ابتلعت القطة لسانك يا طبيبة

ارتعشت يد سلسبيل الممسكه بالخيط وترقرقت الدموع في عينيها بهوان، لتجد كف امها الذي يربت على وجنتها بحنان قائله
- لا تأخذي كلامها على محمل الجد، انتِ طبيبة وعاقلة
لتومئ برأسها ايجابا وهي تود الصراخ بأنها باتت تكره ذاك اللقب وتتمنى ان لم تحصل عليه في يوم من الايام..

________

- حبيبة خالها، كيف حالك اليوم
- ‏بخير
قالتها ريما بخفوت وهي تبتعد عن مرمى ذراعيه التي تحتضنها ليتنهد بسخط وهو يرى اخته التي تنزل درجات السلم بتبختر
ترتدي حله رياضية شديدة الضيق وتربط شعرها القصير في عقدة فوق رأسها وتحمل حقيبتها الرياضية، لتمر بهم اثناء سيرها قائله لاخيها
- اهلا جسار، لم ارك منذ شهر تقريبا
- ‏وكيف سنتقابل وانتِ خارج البيت طوال الوقت
قالها ساخرا وموبخا لها، فيظل هو الاكبر حتى وان كان فارق السن بينهما سنة

تطلعت لابنتها الجالسه على كرسيها المتحرك، منكسه الرأس على الدوام لتبتسم قليلا قائله
- ما رأيك ان تأتي معي للنادي يا ريما
- ‏لا اريد
قالتها مسرعه وهي تحرك كرسيها ذو العجلات بواسطة جهاز تحكم مرفق به لتدخل لداخل الفيلا عبر الطرقة الملساء خاصتها، لترتدي جلنار نظارتها الشمسية قائله بلامبالاه
- لقد سألتها امامك حتى لا توبخني على تقصيري
اصدر صوتا ساخرا من بين شفتيه ليقول بإستهزاء
- حقا، وهل هذا سؤال، انتِ أم لماذا لا تفهمين
- أم، أم، أم، لقد اضعت سنوات شبابي في الزواج، اريد ان احيا تلك الحياة التي تركتها بسبب وهم يسمى الحب، لارتبط بعد ذلك بفتاة تقيدني طوال الوقت وبالاخير انها فتاة عاجزة، عاااجزة
قالت كلمتها الاخيره بصرخه ووجه محمر غضبا وسخطا ليزداد غضبها حينما شعرت بملمس كفه الخشن على وجنتها في صفعة
صفعة يتمنى ان تفيق بها من اوهامها
لتسمع جملته الدائمه
- ومن السبب في عجزها هذا
ومن ثم ذهب من امامها تاركا اياها ليركب سيارته منطلقا بها من حديقة الفيلا خاصتهم

فتح سقف سيارته ليضرب وجهه الهواء لعله يهدئ بعض انفعالاته من تلك المستهترة التي ستضيع ابنتها من يدها وستبكي بعد خسارتها الا انه يشك في هذا، ولكن الاهم الان ان يجد حلا لصغيرته، فهي ابنته قبل ان تكون ابنه اخته

_________

- مرحبا ببطلنا الهمام
قالها أيهم حينما رأى جسار قادما من باب مطعمه ليقابله جسار بذاك الوجه الخشن الذي لا تنفك عقدته
- مرحبا
قالها وهو يجلس على احد المقاعد بإسترخاء مغمض العينين يبدو عليه الانهاك الشديد ليجلس الاخر قبالته قائلا بنبره ماكرة
- كوب ليمون مثلج يا اسعد
قالها للنادل القريب ليوقفه جسار ومازال مغمض العينين
- بل اريد قهوة
- ‏الليمون يهدئ الاعصاب افضل من القهوة
سمعها بصوت انثوي رفيع ليعرف صاحبته قبل ان يفتح عيناه، ليجدها تستند على مقعد أيهم المقابل له، ترتدي تنورة شديدة الضيق حتى الركبتين وقميص حريري طويل الاكمام باللون الاحمر وشعرها القصير تتلاعب به بين اصابعها
ليجلس معتدلا وهو يقول بصوته الخشن
- مرحبا لينا
- ‏مرحبا يا قل... اقصد يا جسار
قالتها بخداع انثوي كي تلفت انتباهه ولكنه لم يلتفت لها وهو يقول للنادل
- قهوة يا اسعد
- ‏حسنا سيدي
فنظر لها النادل لتقول بميوعة وهي تنظر لجسار
- وانا اريد كوب ماء مثلج، فقط
ليذهب النادل من امامهم، بينما انشغل جسار بهاتفه، وأيهم يراقب الوضع بإبتسامة جانبيه حتى مرت بعض دقائق وجسار لا يبادلها الحديث عن ثرثرتها الفارغة
- سأرحل الان فيبدو انك مشغول
قالتها بغضب مصطنع لتقف مكانها متململة لعله يطلب منها الجلوس
- نعم مشغول
قالها بإقتضاب وهو ينظر لهاتفه
لتمشي بحنق وهي تدق الارض بحذائها عالي الكعبين
ليترك هاتفه متطلعا لظهرها المنصرف حتى سمع أيهم القائل
- وانا الذي تعجبت من ذاك الاحتشام على غير العاده، فظهر ذاك القميص غير متواجد
ليضحك جسار عاليا دون ارادته، ضحكة اخرج معها انفعالاته وثقل قلبه
حتى جاء النادل بطلبه ليوقفه قائلا
- كيف حال والدتك
- ‏بأفضل حال يا سيد جسار، تدعوا لك اكثر مني
قالها أسعد بإبتسامة متسعه وبنبره سعيدة ليبادله جسار الابتسام قائلا
- ابلغها سلامي الدائم
- ‏وصل سلامك
قالها النادل بذات الابتسامة ليستأذن للانصراف

- جاء البائس الثالث
قالها أيهم حالما رأى إياس قادما بإتجاههم وعلى وجهه علامات البؤس عكس طبيعه وجهه البشوشة، ليصل عندهم محركا الكرسي الثالث المتواجد ومن ثم جلس عليه بصمت دون ان يبادرهم بالتحية ليقول جسار مربتا على كتفه
- ماذا بك
- ‏لا شيء
- ‏نعم، يظهر ذلك على معالم وجهك
قالها أيهم بسخرية ليضع امامه كوب الماء المثلج الذي كان يخص لينا، ليشربه إياس دفعه واحده وحالما وضع الكوب على المنضدة قال بصوت مهزوز وعينان شاردتان في الفراغ
- لقد أخبرت همسة انها ابنه عمي..

" نهاية الفصل الاول "





روابط الفصول

الفصل 1.... اعلاه
الفصل 2
الفصول 3, 4, 5 نفس الصفحة
الفصل 6
الفصل 7
الفصل 8
الفصل 9
الفصل 10
الفصل 11
الفصل 12
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17, 18 نفس الصفحة
الفصل 19
الفصل 20, 21 نفس الصفحة
الفصول 22, 23 نفس الصفحة
الفصل 24
الفصل 25
الفصل 26
الفصل 27
الفصل 28

الفصل 29
الفصل 30
الفصل 31, 32 نفس الصفحة
الفصل 33
الفصل 34, 35 نفس الصفحة
الفصول 36, 37, 38 نفس الصفحة
الفصل 39
الفصل 40 الأخير




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 21-12-21 الساعة 09:09 PM
شيماءالسيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس