عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-20, 12:06 AM   #1201

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


مشهد من الفصل الثالث والعشرين




تأمل شهاب وجهها القريب من القلوب حتى وصل لشفتيها ولمسها بإبهامه قائلا بموسيقى أخرى

" قولي شيئا .. أريد أن اسمع الحروف العربية وهى تتكسر بين شفتيكِ "

راغباً بطعم الذهب ولمس السمرة ..
افترقت تلك الشفاه لحظة .. واقترب وجهه أكثر من لحظة !..

نظرت إيزارا أرضاً ونشوة الإحساس تدب بجسدها فتهرب منها بالقول

" أنا آسفة حقاً إني أتيت دون استئذانك على الأقل "

رفع وجهها بين يديه ينجذب لملامحها بجنون قائلا

" أنا الآسف لإني كنت أعمى ! "

أبعدت إيزارا يديه عن وجهها وهى تسحب نفسا مرتجفا لتهمس

" لا افهم "

قالتها مصرية عامية كأنها فقدت التحكم بلسانها فخرجت الحروف كموتور سيارة دار لحظة ثم تحشرج !.. فمال شهاب برأسه مبتسماً قائلا بعجب

" نعم ! "

تداركت نفسها لتكرر بلغة فصحى

" لا افهم سيد شهاب "

ضحك ضحكة غريبة كأنما كانت مكتومة داخله ووجدت مَن يدفعها لتكسر باب الكآبة وتخرج ، وبلا إرادته يدفعه جسده للمسها مجددا فيحيط خصرها يضمها لصدره قائلا

" وأنا أيضاً لا افهم "

تحاول إبعاده بحذر وهى تائهة في مدار رجل شرقي لا تترجم مشاعره إلا بعد تحاليل ثلاثية مستعصية !.. وشهاب برغم طرافته ولطفه إلا إنه غامض المشاعر بلا شك .. حين تنظر لرمزي تعلم أنه لا مكان للنساء بحياته .. حين تنظر لفؤاد تعلم أن صولاته لا تُحصَى .. أما شهاب فهو القطب النافر من كل شيء .. مسافر في الدنيا .. حر كطير يهاجر بإرادته

لا يستجيب لابتعادها وهو يلامس نعومة شعرها بوجهه لتسمع صوته الغريب

" لأول مرة اكتشف إني ... "

صمت .. لأنه كان سيقول كلاماً عجيباً لمشاعر أغرب .. لأول مرة يكتشف أنه يحب هذا اللون الأسمر !.. لم يدرك أنه قد يكون لسمراء لامعة هذا التأثير المثير عليه !.. مثير لدرجة الرغبة لتذوقه بكل شكل !

والأغرب أن قلبه ينتفض ويضخ الدماء لكن .. لا يدق !

ابتعدت إيزارا بجسدها لتقول بنبرة جادة

" أنا .. ساجلس قليلا ثم اغادر .. آسفة إني استخدمت تذكرتك مرة أخرى "

تجاوزته وهى تلقي على وجهه الذي يتأملها نظرة أخيرة وتفرض لنفسها إنه ثمل أو ليس بوعيه بطريقة ما !

وقفت مع صديقتها تختلس النظر إليه وهو لا يبعد عينيه عنها مع اصدقائه بالجهة الأخرى .. تعابير وجهه جادة وغريبة كسهام متشابكة الأسفار

وبتلك الجهة كان يراها وسط الحاضرين وحدها .. الوحيدة المميزة بلونها الإفريقي وسط فتيات مصر بين اللون الأبيض والقمحي

مميزة بجمال من الشيكولاتة مع جرعة من هرمونات السعادة الحصرية فيها .. دوبامين يسري بالجسد لتحفيز كل شيء به دفعة واحدة !..

وهذا ما جعل أحد أعضاء الفرقة ينزل إليها من المنصة ليعزف بالجيتار جوارها نغمة بدت من إحدى دول إفريقيا متغزلا بجمالها وهى تضحك راقصة مع صديقتها .. ربما ظنها سائحة جاءت خصيصاً لفرقتهم !

انتصف الليل .. ومرت ساعة الحفل سريعة للغاية لتنهض إيزارا مودعة صديقتها دون أن تنسى إلقاء نظرة حيث كان يقف شهاب فلم تجده

خرجت بفستانها الذهبي باحثة عن سيارة أجرة لتسمع صوته الآمر وهو يقف أمامها

" ستغادرين معي .. ليس كالمرة السابقة "

لم تعجبها نبرته التملكية .. أن تعمل عندهم ويأمرها بعملها شيء ، وأن يأمرها خارج عملها شيء آخر غير مسموح به لديها

تجلد وجهها بحزم قائلة

" شكرا لك سيد شهاب .. أنا ساعود وحدي "

بينما كان يتذكر يوم الندوة حين رآها كطالبة وشعرها كذيل فرس هائج ، فعادت عيناه ترى تفاصيل الذهب البراق على جسدها .. كيف تتبدل هكذا من عاملة إلي طالبة إلي فاتنة سمراء ؟!

شعر بالعناد يضرب رأسه ليمسك بيدها يسحبها ورائه بأمر آخر

" هيا إيزارا "

اندفعت خلفه حتى كادت التعثر بكعبي حذائها ليفتح لها باب السيارة فركبت بالأمر الواقع وهى تنظر له بغضب

اتخذ شهاب مكانه ليقود بصمت ناظرا أمامه وبين كل دقيقة وأخرى .. يلتفت للبريق الذهبي شاعراً برغبة عنيفة إليه .. رغبة لم يجربها كرجل من قبل .. وكل لحظة يتأكد أنه بالفعل يميل للونها الأسمر بشكل غريب .. مبهم كالـ .. كالوهم !

التفت وجهها إليه لتنطق باستغراب

" سيد شهاب !.. هل أنت بخير ؟! "

حدق بعينيها الواسعتين المضيئتين حول لونهما الأسود ليتوقف بالسيارة جانبا ويسأل

" مَن أنتِ إيزارا ؟! "

اتسعت عيناها أكثر وافترقت شفتاها البرونزية .. وهبة نسيم منتصف الليل داعبت غرتها الطويلة على جانب وجهها فحركتها بلطف جعله يشعر بالغيرة وهى تهمس بتوتر

" ماذا ؟! "

كحالة طقس غير مستقرة .. مكان جديد لم يرشد إليه من قبل .. كمدينة لم تطأ قدماه شوارعها .. أثر سياحي لم يقرأ حكايا جدرانه بعد ..

تنتابه حالة الاستكشاف التي تحفزه كل مرة يسافر فيها لكن الليلة .. يشعر بغربة غير طبيعية !

نزل من السيارة متجهاً إلي سور حديدي للكوبري الذي يسير عليه فوق البحر وتوقف ناظرا للأمواج المظلمة يحاول فهم نفسه .. فلم يستنتج إلا أن هناك موجات مماثلة داخله .. تقاومه ولا يقاومها
شعر بخطوات إيزارا خلفه ورائحة العطر الشجري المثير فعاد يسأل

" مَن أنتِ ؟! "

وقفت جواره ودهشتها تتصاعد لكنها أجابت برسمية

" أنا إيزارا كوامي .. قدمت إلي مصر للعمل .. من جمهورية زنجبار .. وتحديدا من قبيلة في جزيرة فيها تسمى تومباتو "

رفع شهاب رأسه للسماء التي لاحت فيها نقاط الضوء من بعيد .. نجوم تشع حرارة ونورا أقرب للحمرة كأن النجم المسمى بـ ' قلب العقرب ' قرر أن يناور الليل .. الليلة ..

صوت الأمواج يعلو ويصفو بهدوء الوقت .. لا بشر بالشارع .. مجرد سيارات تمضي لتعود ديارها

استدار شهاب نصف استدارة قائلا

" لم اقصد هذا إيزارا .. وبصراحة ليس لدي مخ الآن لمناقشة أي شيء ... "

غمر يديه بشعرها مجددا مقتربا كالخطر يهمس

" إلا جمالكِ هذا "

واتتها الشجاعة لتبعده بلا ذرة صبر زائدة هاتفة بحدة

" سيد شهاب ماذا تفعل ؟!.. لقد قلت لك إنني فتاة مسلمة ولنا عادات وقيم ونفهم الحلال والحرام .. ماذا يحدث لك اليوم ؟ "

ابتعد عنها وصدره ينتفض بين خواء بلا وجهة ورغبة تنهش به قائلا بتشوش

" أنا آسف إيزارا ... حقاً آسف .. لا ادري ما بي .. تعالي لنعد للبيت وأرجوكِ تقبلي اعتذاري "

أشار لها بكفه لتتقدمه قائلا بنبرة مهذبة

" تفضلي "

لكنها لم تتحرك معه بل راقبت الطريق السريع لحظات بغضب حتى لمحت سيارة أجرة فخطت على الرصيف مسرعة وأشارت إليها ثم ركبتها وذهبت أمام عينيه ..

فنفخ شهاب ممررا كفه بشعره وهو يتلقى رسالة على هاتفه قرأها ليجدها إعلاماً بموعد رحلته القادمة .. ولأول مرة يرد بهذه السرعة معتذرا انه لن يذهب ..

اعتذاران في دقيقة واحدة !.. ولا يفكر إلا في إنه ليس بخير مطلقاً .. والفستان الذهبي !.





انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس