عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-20, 09:44 PM   #202

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

هذا الخواء الغريب الذى أخذ يتشرب روحه ... هذا الفراغ الذى يستشعره للمرة الاولى بذلك الشكل المؤلم .... و اخيراً هذا الاستسلام الذى يقتل روحه ببطء !!

زفر طارق انفاسه المتهتكة ببطء و ذلك الصداع الذى كاد ان يفجر راسه يتعاظم أكثر ... لكن عقله يابى ان يتوقف و كيف يتوقف و هذا الوخز الذى يدمى قلبه يزداد .... احتوى راسه بين كفيه بيأس مغمضاً عينيه و ذكرى تلك الأيام تتقافز داخل عقله

اه حارقة خرجت من حلقه لقد كان كالأحمق بشكل لا يصدق منذ الْيَوْمَ الأول الذى رآها به ... كل شئ بها سلب عقله مما جعله يترك كل شئ خلفه و يأتي ليستقر بمحيطها ... هذا المحيط الذى أغرقه حتى وصل للقاع و لم يعد بقادر على الخروج منه !

طرقات ضعيفة على باب غرفة مكتبه انتشلته من ذلك الصراع الذى كاد ان يخنق انفاسه ..... لكنها كادت ان تتوقف بحق حينما استمع الى تلك النبرات .... نبرات حلم كثيراً ان تداعب مسامعه بكلمات العشق و الهيام ليزدرد ريقه الجاف ورأسه ترتفع ببطء نحوها !

يرى قامَتَها التى دون اراده منه خفق لها قلبه بعنف بعد ان كان على وشك التوقف .... لكن نبراتها جائته برقة لم يستشعرها منها منذ زمن .... زمن بعيد بعد صداقتهم و هى تهمس

( لقد بحثت عنك كثيراً ... لماذا لا تُجيب على هاتفك ... لقد قلقت عليك ! ... هل أنت بخير طارق )

أغمض عينيه بعنف ... للمرة الاولى يشعر بكل هذا الغضب و الحقد نحوها .... هل يعقل انه يشعر بغضب اعظم من ذلك الغضب الذى ضرب بكيانه حينما رآها تزف لرجل اخر .... لهذا أراد ان يصمت حتى لا يفجر تلك العواصف داخله لكن اسمه الذى خرج من بين شفتيها استفزه ليجد نفسه يجيبها بسخط قائلاً

( لماذاً ... لماذا كنتِ تبحثي عنى ميرال .... هل لتطمئني ان كانوا استطاعوا التخلص منى ام لا ؟!! )

شعرت بالم غريب يغزو جانبات صدرها و هى تستمع الى نبرات صوته ... لقد علم انها أكدت صحة تلك الصور ... و هااا هى الأن تشعر بنقمة الشخص الوحيد الذى كان يُشعرها انها حقاً انسانه جيدة لكنها تستحق هذا ... لا تعلم اين ذهبت نبراتها لكنها بحثت عنها حتى وجددت بعضها لتقول

( طارق توقف .... دعنى أوضح لك ... أنت لا تفهم الوضع بشكل صحيح )

مالت زاوية فمه بسخرية مريرة قبل ان يقول و عينيه ترتفع نحو مقلتيها الذى بدت مهزوزة بشكل لم يراه من قبل

( لا افهم الوضع بشكل صحيح أليس كذلك ؟؟!! ... معك حق ميرال ... أنا لم أكن افهم الوضع حقاً .... لم أصدق منذ البداية أنكِ ميرال الصايغ .... ابنه السيد عزام الذى يمكن ان يبيع ابيه من اجل مصلحته الشخصية .... فكيف سوف تكون ابنته !! )

شعرت بخنجر ينغرس بعمق داخل روحها المكلومة و هى تستمع الى تلك الكلمات ... و صدمة تشل اطرافها بشكل اعظم حينما اكمل

( أجل ميرال .... معك كل الحق أنا لم افهم هذا منذ البداية .... كنت احمق حينما ظننت اننا أصدقاء ... أننى امتلك مكانة و لو قليلة لديك .... لكننى فهمت الأن ..... استطعت ان افهم اخيراً مكانتي الحقيقية لديك ! )

صمت ليبتلع تلك الغصة التى تقتله و تجلب الضيق لأنفاسه يعود ليكمل بعد ان وقف على أقدامه متوجهاً نحوها بخطوات كان يدرك انها سوف تبعده أكثر و أكثر عنها خاصتاً مع كلماته تلك

( أنا لديك بذلك القدر الذى يجعلك تضحى بى من أجل ان تنتقمي لكرامتك المهدورة ... وكان لا قيمة لدى )

شعر بوخز عنيف يخترق صدره و هو يرى هذه الدمعة التى انحدرت بصمت من مقلتيها الامعة بينما كان جسدها جامد أمامه بلا حراك لكنه شعر بان تمزق قلبه أشد و اعنف ليردف بحده جعلتها ترتجف بلحظة واحدة

( كرامتك التى دعس عليها جميع من بذلك القصر ... و أولهم أردال أليس كذلك ؟؟!! ... فان كان يظن الجميع أنكِ تفعلي هذا فقط من أجل ان تقومى باذلال آسر ... فأنا اعى جيداً انه لم يكن غرضك الوحيد ميرال ! )

كادت ميرال ان تختنق و هى تعى انه يعريها و يكشف داخلها بدون رحمة ... لكنه مخطأ ... أجل مخطأ فان كان أردال سبب من أسباب تأكيدها لصحة تلك الصور ... ماذا عنه هو .... فهو كان ....كان سبب رعبها قبل القليل من الوقت ... فرعبها عليه جعلها تواجة ابيها للمرة الاولى دون ان تفكر بالعواقب ... هى لن تستطيع ان تضحى به ... مستحيل !! .... شعرت ان الحروف تجرح حلقها حين تحدثت بتقطع

( طارق توقف .... أنا لم اضحى بك كما تظن ... لقد )

بترت حروفها و هى تشعر بذراعها تعتصر داخل قبضته بقسوة و نظرات توحش تراها داخل مقلتيه البنيتين التى اتسعت امامها بهذه الطريقة الشرسة للمرة الاولى بينما كان اهتزاز جسدها النابع من حركته العنيفة لم يجعلها تُدرك انها اصبحت تحتجز بين الحائط و بين جسده المتشنج و هو يكمل بقسوة

( يكفى ميرال ... كفى ... ان تضحى بى ليس بشئ جديد عليك فقد فعلتها من قبل ... لذلك لا داعى للتمثيل الأن !! .... فانت فعلتيها عندما تخليتى عن علاقتك بى من أجل آسر .... ام أقول من أجل أردال .... من أجل ان تكونى جانبه و أنتِ تقبلين احكام زوجك المزعوم و هو يمنعك من الاختلاط بى .... و أنتِ قبلت ! ... قبلت فقط من أجل ان تصلين لغرضك .... لأردال ميرال ... و لم تبالى انه تزوج من اخرى ام نسيت تلك الحقيقة أنكِ كنتِ تسعين خلف رجل متزوج .... كما أنكِ متزوجة ايضاً !! ... )

ازداد اهتزاز جسدها لكن تلك المرة كان نابع من المها و صدمتها هى و ليس من قبضتيه التى لم تتوقف عن هزها و كأنها ورقة تصارع الرياح .... لكنه تركها لتتجمد و صقيع ينتشر باطرافها المرتجفة مع كلماته التى خرجت كالثلج المتهشم لتخترق روحها من عمق جروح قلبه

( لكن المرة العنف هى حينما ضحيتِ بقلبى ميرال ... فأنا ادركت الْيَوْمَ أننى كنت كالأحمق و لم أستطيع ان اخفى ذلك الالم بشكل جيد كما كنت اظن )

كان ينطق كلماته الاخيرة و هو يشير نحو قلبه المتقافز داخل صدره ..... صدمة رجت كل خلاياها المرتجفة و هى تعى معنى تلك الكلمات لتجد عقلها يرفضها بعنف و هى تقول باستنكار متلعثم

( طارق .... أنت ... أنت ماذا تقول ... لا يمكن أنت ... ذلك ليس صحيح ... أنا )

كانت شفتيها تهزى أمام أعصابه التالفة بشكل جعل كل شياطين العالم تتجمع داخل عقله ... لقد استبد به الجنون الى أقصى المراحل ... جنون لم يعد يعلم كيف استطاع ان يسيطر عليه كل تلك السنين من قبل !! ... سنوات اخذ يلجم هذا الجنون حتى لا يتخلى عن مبادئه و احترامه لنفسه قبل اى شئ اخر ! .... لكن ارتجاف جسدها و شفتيها يفتك به الأن بشكل كارثي و كأنها ترفض ان تدرك ... ان تصدق كلماته ..... لا بل انها ترفضها بكل قوتها ... هل لهذه الدرجة هو غير مرئي بالنسبة لها ؟! ... وكان جنون من نوع اخر استحكم بعقله .... جنون رغبه الجمها طويلاً !!

فاليذهب كل شئ للجحيم .... وجد نفسه يدفعها بحده حتى حشر جسدها الذى يستبيحه بذلك الشكل للمرة الاولى و شفتيه تنتهك حرمة شفتيها المحرمة عليه بينما جنونه اخذ يزداد و هو يتذوق رحيقهم هذا لأول مرة

تلك الصدمة التى تلبستها فى هذه اللحظة جعلتها تتجمد تماماً و كانها لا تعى ما يحدث من حولها صدمة جعلت جسدها لا يقاوم هجومه عليها و كان كل شئ توقف من حولها !

***

دقات غريبة أخذت تتقافز داخل جانبات صدره و هو يستمع الى كلماتها و جسده الذى شعر به ينتشى من صوت قفل الباب و هو يتحرك قبل ان تصلهم نبراتها !!

عدم شعوره بشئ حتى لم يفكر ان يلقى بانظاره نحو آسر الذى استشعر حركة جسده المتخاذلة و هو يغادر مطأطأ الرأس ... وكان هناك شئ داخله منعه من ان يلحق به او ان يمتثل الى رغبتها و يغادر هو الاخر ... لا بل يمتثل الى رغبة عقله و منطقه !!

لماذا لا يمقط شعوره الأن فى تلك اللحظة التى يريد ان يراها بها انه يشعر للمرة الاولى انه اخطأ و لم يحترم رغبتها ..... وجد يده ترتفع ليطرق الباب بخفه كما يفعل عادة ..... مما جعل تسارع عجيب يسكن انفاسها و هى تستمع الى اسمها يأتيها بنبراته العميقة لكن ذلك التسارع تحول الى خفقان حينما استمعت الى كلماته و التى كادت ان لا تصدق انه يمازحها بها

( اهذا يعنى أننى مطرود الْيَوْمَ من الغرفة ؟!! )

تسائلت داخلها كيف لهذا ان يحدث كيف كانت قبل لحظة واحدة تشعر بالحنق اتجاهه و الأن .... نفضت رأسها و إدراكها انها يجب ان تجيبه يحركها ...... و صوته يعود ليحرك داخلها من جديد

( لقد ذهب نارفين ! )

استمع الى حركة القفل ليراها بعدها تطل برأسها من خلف الباب .... مما جعله يرفع حاجبيه بشكل تلقائي و هو يتساءل بتعجب

( الا تصدقيني الأن ؟!!!! )

شعرت بتوتر غريب يكتسح جسدها لماذا تشعر هكذا أمامه و كأنها طفلة صغيرة حقاً كما يلقبها لتجد نفسها تسارع بالقول

( لا بالطبع ..... أصدقك .... اعتذر أننى أقفلت باب غرفتك و تركتك بهذا الشكل خارجاً )

استدارت بعد ان قامت بفتح الباب بشكل كامل له لكن قدمها تجمدت دون مقدمات و هى تستمع الى تلك الكلمات التى لم تصدق انها تخرج بنبراته هو دون عن أحد

( أنا الذى اعتذر نارفين ... لاننى لم امتثل لرغبتك ... لم أعد أفهم اى وضع اصبحنا بداخله حقاً او ماذا و كيف على ان اتعامل معه !!! )

و كأنه لم يعتذر لها الأن ...كان يتحرك بحريه دون ان يعى اثر كلماته عليها و هو يلقى بسترته كاول شئ يفعله كالعاده .... لكنه لم يتركها لتتحامل على تلك الصدمه ليلقى بصدمة اخرى اعنف نحوها قائلاً

( نحن سوف نسافر فى الغد .... هناك حفل لافتتاح أكبر مشروع قامت شركتنا بالتعاقد عليه فى الغد .... سوف نقوم بوضع حجر الاساس له و بالطبع علينا الذهاب معاً )

التفت ليجدها تقف دون حراك و الاندهاش يكسو ملامحها لهذا أضاف

( اعلم كان يجب ان اخبرك من قبل ... لكن نسيت مع كل تلك الأحداث ... لولا رسالة السيد برهان الْيَوْمَ لكنت نسيت الأمر بالكامل هل تصدقي هذا !! )

شعر بتردد يستبد بملامحها مما جعله يشعر بضيق و عقله يذهب الى عدم ارادتها بالذهاب معه لذلك قال بهدوء لم ينبع من أعماقه و هو يوليها ظهره

( ان كنتِ لا تريدي الذهاب فلا باس )

ليجدها تسارع بالقول و هى تقترب منه قائلة بلهفة

( لا بالطبع أريد .... فأنا لا أستطيع ان ابقى هنا بدونك )

تطلع نحو مقلتيها و ليته لم يفعل فتلك النظرات الطفولية المتشبثة به كادت ان تفقده عقله بينما لمعان مقلتيها و اتساعهم و كأنها تستعطفه يجعلوه يُطيل النظر نحوهم !

التفت و حنقه يتزايد لردات فعله نحوها و تاثيرها عليه ..... تنبهت كل خلاياه لتلك الكلمة

" تاثيرها "

لا لقد اخطأ بالتعبير ربما استجابة بسيطة لا أكثر .... زفر بهدوء قبل ان يقول بهدوء مماثل و تحكمه هو المسيطر

( سوف نغادر فى تمام الساعة السابعة ... لأننا سوف نذهب بالسيارة و يجب ان نصل قبل مغيب الشمس )

عقدت حاجبيها بتساءل تزامن مع قولها

( لماذا لا نستقل الطائرة اذاً )

عاد ليواجه مقلتيها بهدوء و هو يردد

( الا تدركين انه لا يجب عليك ان تستقلى الطائرة .... فهذا خطر من أجل الحمل )

ازدرد ريقه و هو يرى نظراتها له لقد اصبح يلتقط كل حركتها بل و يتشربهم بشكل غريب لم يعتاد عليه ليتها تعود الى ذلك السكون و الرفض .... لقد كان اسهل بكثير .... انسحب بهدوء من أمامها ليتوجه نحو الحمام تاركاً ايها تشعر برهبة نحو القادم تختلف بشكل كلى عن رهبتها السابقة !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء