عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-20, 09:47 PM   #205

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

التفتت اليه و ابتسامة رقيقة تزين ثغرها .... لكنه علم جيداً انها تخفى خلفها الكثير حتى جاء صوتها المرتجف ببحة تسللت الى جانبات صدره لتاخذ صداها به و هى تقول

( لا اعلم لقد شعرت بالملل فأنا لا اعلم أحد بالداخل سواك )

تقدم أكثر ليجلس جانبها بحذر مما جعل الأرجوحة تتوقف اثر حمل جسده عليها و هو ينظر بعمق لداخل عينيها يريد ان يرى ما تخفى خلفهم

لحظات ورأى اهتزاز حدقتيها قبل ان تشيح بنظراتها بعيداً ..... مما جعله يصمت للحظات قبل ان يتساءل

( هل ضايقك أحد بالداخل ؟!!! )

اخفضت رأسها و جميع الأفكار تتضارب بداخلها تلك الكلمات التى شعرت بها كالخنجر ينغرس بعنف داخل أحشائها ... كم بدت حقاً غير مناسبة لذلك المكان و هذه الحفل .... كم شعرت بحماقة تواجدها هنا و شعورها بالالم و هى تقلل من هيبته و مركزه الذى ادركت جيداً كم هو رفيع و حساس و هى حتى لا تعلم اجابة سؤال واحد فقط من تلك الأسئلة و الأحاديث العملية التى كانت تتبادلها سيدات هذا المجتمع الرقى !

انقبض قلبها و عقلها يعود الى هذا الرجل و منظر الساعة التى تحفظها عن ظهر قلب تجعل القلق يغزو روحها حين رأتها تزين معصمه خاصتاً مع تصرفاته الغريبة ..... هل هى مجرد صدفه ام تشابة غريب .... لكنها عادت لتتذكر حديث ولدها عن كوّن تلك الساعة التى كان يرتديها دائماً ولا تفارق معصمه هى عبارة عن تصميم خاص قد أتاه من أحد أصدقائه كهدية نادرة !!!

فايضاً نظراته التى لم تفارقها و كانت تشعر بها تجعل القلق و الأفكار تغزو عقلها من هذا الرجل الغريب الذى يجعل قلبها ينقبض بشكل عجيب ....... خرجت من شرودها اثر همسته الخافتة لاسمها لتعود بعدها بانظارها نحوه و هى تقول بصدق أحاسيسها

( ادركت أننى لا اجيد التعامل بمثل هذه المواقف فأنا لا اعلم الكثير عن دنيا الاعمال حتى أننى لا اعلم عما كانوا يتحدثون .... لذلك لم أريد ان أتركك بموقف محرج .... فأنت ... )

صمتت لتبتلع الغصة التى أحرقتها و هى تعى وضعها بجانبه قبل ان تكمل بتمهل

( انتح تمتلك مركز و حضور طاغي .... لم أريد ان اقلل منه ! )

شعر بصعوبة خروج انفاسه مع كلماتها الهادئة التى تمتزج مع ابتسامتها المرتجفة تخفى بها مدى حرجها لكنه للمرة التى لا تعد الاولى معها وجد نفسه يريد ان يساندها و هو يرها تفعل حركتها المعتادة مع قماش ملابسها لكن تلك المرة كان هذا الثوب القانى الرقيق هو الضحية

( أنت ِحقاً لا تعلمي شئ عن دنيا الاعمال ... هل تظنين أننى اصبحت هكذا بين ليلة و ضحاها .... هل تعلمين كم من مرة أخفقت .... كم من مرة رأيت بعينيهم نظرات شامته و اخرى حاقدة ..... لكنى تعلمت شئ واحد فقط هل تعلمين ما هو ؟! )

صمت و هو يرى التساءل يطل من بين حدقتيها قبل ان تلفظه بشفتيها المرتجفتين

( ما هو ؟ )

تنهد هو يقترب و عيناه تعود لتخترق سماء عينيها المشعة قائلاً

( انهم يرونك كما ترين نفسك نارفين ... يجب ان تؤمني بنفسك ليؤمنوا هم بك )

ازدردت ريقها و عيناها تنتقل على صفح وجهه القريب و شعور عجيب لم تتعرف عليه من قبل يغمرها و يشبع روحها المرتجفة قبل ان تهمس

( لكننى حقاً لا اعلم ... فبماذا سوف اؤمن لكى ... )

صمت ولم تكمل كلماتها و هى ترى ابتعاده المفاجئ عنها و الذى جعل انفاسها تعود لرئتيها قبل ان تسمعه يضيف بإصرار بالرغم من نبراته المتحجرشة

( حتى لو كنتى فارغة و لا تمتلكين شئ نارفين مع العلم أنكِ لستِ كذلك ابداً .... لا تظهرى نقاط ضعفك لأحد مهما كان ... هاجمى قبل ان يتم مهاجمتك أتفهمين )

ابتسمت بهدوء نابع من أحاسيسها بتلك اللحظه و عيناها تتعلق بعينيه تقول و ذكرى لقائهم الاول تعود لتغزوا مخيلتها

( كما تفعل أنت ... فأنا اتذكر مهاجمتك لى منذ اللقاء الأول )

لا تعلم ما تلك المعة التى طلت من عينيه ... هل هى حقاً تمتزج مع شبح ابتسامة ارتسمت على ثغره ام هى من تتوهم هذا لكنها تابعت و كأنها تعود لذلك الْيَوْمَ

( "شاحبة كالأموات ... و ترتجفين ايضاً ... لن ينطلي هذا عليا ".... لازلت اتذكر تلك الكلمات انه أول شئ قلته لى ! .... هل كان هذا هجوم اذاً )

صمت أمام نظراتها المشاغبة و ذاكرته تعود به هو الاخر الى ذلك اللقاء الذى قلب حياته و شعوره بنبضة خائنة ترتفع عن وتيرة نبضات قلبه تقلقه لكن بريق نظراتها الذى يراه للمرة الاولى هو من جعله يشعر بحماسه غريبة بمسايرتها لذلك قال و هو يتحسس جبهته عند تلك العلامة الصغيرة التى تركتها هى له فوق حاجبه الأيسر فى هذا الْيَوْمَ

( لكننى اتذكر أننى تلقيت هجوم اعنف يومها حتى انه ترك اثره هنا كى لا أنساه ما حييت !! )

ادرك تماماً مدى صدق كلماته و هو يلفظها فهو حقاً لا يعتقد انه سوف ينسى هذا الْيَوْمَ بالفعل ... لكنه اجفل من تفكيره على ملمس أناملها على الأثر و كلماتها التى خرجت متلعثمة بخفوت تنبهت له جميع خلاياه

( لم استطع ان أفعل من قبل ... لكننى أردت ان اعتذر حقاً عن ذلك الفعل الاحمق .... أنا حقاً اشعر بالندم لكننى كنت خائفة منك حينها .... كنت خائفة من كل شئ و وحيدة ... لكن لو عاد بى الزمن لكنت شكرتك منذ تلك اللحظة ... فأنا حتى لو قضيت عمرى باكمله أشكرك لن أستطيع ان اوفيك حقك على كل شئ فعلته من أجلى )

صمت عّم داخله و كيانه يغزوه أشياء عجيبة تجعل انفاسه تتسارع و هو يطالع ملامحها القريبة يتابعها بتمهل مرتجف للمرة الأولى يحاول ان يستشف أفكار أحد كما يحاول معها الأن .... لكنه ادرك ان هذا الصفاء النادر داخل مقلتيها هو ما يفعل به هذا !!

عينيها التى تتحدث دون ان تنطق شفتيها .... كيف تستطيع ان تكون لامعه بذلك الشكل الغريب .... اجفل بعنف على نبرات برهان .... فهذا الاهتزاز الذى حل على روحه جعله يدرك انه توقف عن الشعور بكل شئ سوى نظراتها و قد شعر بنفور غريب لذلك الشعور ..... التفت بهدوء احكمه على نفسه نحو قامه برهان المطله عليهم و هو يشعر بابتعاد نارفين منذ ان استمع الى تلك النبرات لكن برهان باغته بالحديث و هو يقول موجة نظراته نحو نارفين الهادئة باضطراب لرؤيته

( لقد هرب العرسان ليختليان بأنفسهم من الضجيج اعتذر عن المقاطعة )

ثم التفتت ليغمز نحو أردال و يكمل دون ان يعلم ماذا يحدث داخل كلاهما من صراع

( فأنا اعلم لم يمر سوى يومان على عرسكما )

ابتسم له أدال بهدوء و هو ينهض قائلاً

( لا داعى للاعتذار سيد برهان فيبدو أنك ايضاً شعرت بالسوء من الضجيج لذلك تركت ضيوفك و اتيت الى هنا أليس كذلك ؟؟!! )

ابتسامه إعجاب ارتسمت على شفتى برهان .... ان أردال هذا يعجبه أجل لن يستطيع ان يكذب على نفسه فهذا الرجل الذى يقف أمامه يعجبه يذكره بوالده كم يشعر بالسوء حقاً انه من تلك العائلة كم يشعر نحو والده بالسوء لانه مهما حاول سوف يطوله حتى و لو قليل من الضرر !! ..... ابتسم بقوه قبل ان يحرك رأسه بتسلية و هو يقول

( أنت ذكى حقاً أردال ... لكننى بكل صراحة و وضوح كنت ابحث عنكم فأنا لم احتمل شريكك طارق هذا ... كأنه بعالم اخر يا رجل و لا يتفوه بحرف واحد ..... ربما معه حق فهذا الخبر الذى ...... )

ابتلع برهان حروفه اجباراً حينما قاطعه صوت نارفين الذى صدح بهدوء و احترام بالرغم من الحزم الذى يكسوه و هى تقول بثقة

( طارق أكثر شخص موثوق يمكنك رؤيته سيد برهان يجب ان تثق بذلك .... لذا أنت تراه هكذا فَلَو كان حقاً شخص كما صورته الصحافة التى تعلم أنت جيداً كيف تهول الأمور كنت تراه الأن يستمتع بتحقق الحلم الذى سعى نحوه .... لم تكن تراه بتلك الحالة مطلقاً ! )

شعرت ان زوجان من العيون يخترقوها بنظراتهم لكنها لم تستطيع ان تلتفت لترى هذا الذى يقف بجانبها .... ربما تسرعت لا تعلم لكنها بالرغم من هذا القلق الذى غزاها من تدخلها حركت رأسها نحو أردال و قد ارتجفت أوصالها من اللمعان المطل من مقلتيه و تلك الابتسامة الساحرة التى زينت ثغره... هل حقاً تلك الابتسامة تعنى انه أُعجب بما فعلت بتهور قبل قليل !! .... لكن هذا الارتجاف تحول لصدمة شلت اطرافها و كلمات برهان الذى لفظها جعلت الدماء تتجمد بعروقها حينما قال

( لقت احببت كلامك ايتها الكاتالينا الصغيرة !!!! )

شعرت بانفاسها تضيق من هذا الفزع و تلك الكلمة ترن كالناقوس داخل عقلها

" كاتالينا !!!!!!! "

كيف يعلم عن ذلك اللقب الخاص بها ! ...... فهناك شخص واحد فقط من كان يلقبها به .... من هذا الرجل حقاً ........ تصلب جسدها كالتمثال الشمع و كأنها سقطت ببئر عميق و الطنين يفتك برأسها فحتى الحدث الذى نشب بين أردال الذى استفسر عن هذا الاسم الغريب لم تتبين منه شئ .... لكن ما أخذ يقرع داخل عقلها هو نبرات ابيها المحببة و هى تركض خلفه على رمال البحر هاتفاً بذلك اللقب لها !!

***

تقلبت داخل الفراش للمرة التى لا تعلم عددها و صراع عجيب يشتعل داخلها و أفكار متلاحقة تغزو عقلها حتى كاد ان ينفجر ..... نظرات هذا الرجل المُريبة لها طول الحفل .... لا بل منذ ان رآها يوم الزفاف ... و تلك الساعة !!! ... الساعة التى كانت لا تفارق معصم والدها ...... و اخيراً هذا اللقب الذى كان يلقبها به !!

والدها .... كل الطرق تصب نحوه ....... احتوت رأسها الذى يفتك بها ..... هذا الرجل يعرفه .... لا بل يعرفها هى شخصياً و يحاول ان يوصل لها ذلك ....... شعرت بتسارع غريب يدب بانفاسها ... و تساؤلات لا تنتهى ..... انه يعرفها هى أكيدة لكن لماذا لم يقول لها هذا بصراحة ..... ان هذا الرجل يخفى شئ بالتأكيد ...... استقامت من استلقائها و عقلها يدفعها ان تفعل أمور غريبة لم تخطر لها من قبل ...... و عدم وجود أردال الذى لايزال مع هذا البرهان بالخارج يشجعها أكثر ان تفعل !

هذا جنون .... لكن لا يهم ... فهى أخذت تبحث عن ابيها لسنوات عديده و بالنهاية اكتشفت انه توفى بحادث مُدبر دون ان يعلموا من قام بذلك !!! ..... هبت من الفراش و ذكريات كانت تحاول نسيانها تطفو على السطح بقوة من جديد تحرق أحشائها المتألمة بفراقه .... ربما هذا الرجل هو من فعل او يعلم عن الأمر شئ ..... أخذت قدمها تقودها بحذر نحو مجهول !

وقفت تلهث من التوتر و ليس المجهود فهى كانت تكاد تزحف من شدة الحذر و هى قادمة الى هذا المكان ... تلفتت حولها لتتأكد من خلو الممر المظلم و يدها ترتفع لتخط على هذا المقبض ...... مقبض غرفة المكتب الخاصة بالسيد برهان ! ...... لابد انها فقدت عقلها ....... لقد جنت بالتأكيد لتخاطر هكذا بصورة أردال أمام شريكه .... لكنها لن تستطيع ان توقف عقلها .... ان لم تفعل الأن ربما لم تسنح لها فرصة كتلك مجدداً !

ضغطت بخفه لينفتح الباب أمامها لتطلق مع حركته انفاسها المتوترة من رهبة الموقف و قدمها تخط أولى خطواتها نحو الداخل مغلقة خلفها الباب

تجمدت للحظة من هول ما تفعل و عيناها تسبح داخل المكتب المظلم ...... ازدردت ريقها و هى تتقدم نحو المكتب الخشبي الذى لا يمنع ظلام المكان من ظهور أناقته ..... عادت لتتلفت باضطراب بارجاء الغرفة و يداها المرتجفتين بدات رحلتهما بالبحث بتلك الأوراق الملقاة على سطح المكتب و عنف ضربات قلبها تصم اذنيها و هذا التوتر يغبش رؤيتها

شعرت فجاة بذراع قوية تسحبها نحو زاوية الغرفة الأكثر ظلمة و كف تكمم ثغرها لتمنع تلك الشهقة التى كادت ان تصدر عنها لكنها سرعان ما ادركت هوية هذا الشخص و تلك الرائحة التى اصبحت تجلب لها الأمان تتسرب الى رئتيها بقوة لكن هذه المرة امتزجت مع انفاس ملتهبة شعرت وكأنها اصابتها بتيار كهربائي و صدرها يضيق أكثر بشعورها بذلك التقارب الذى يحدث للمرة الاولى بينهم و ليته لم يحدث بينما تنبهت خلاياها لنبراته التى اصبحت تحفظها عن ظهر قلب و التى داعبت ما تبقى من أعصابها حينما ردد بتساءل مدهوش من غرابة الموقف

( نارفين هل جننت !! .... ماذا تفعلين بمكتب السيد برهان ماذا ان رآك احد ؟!! )

ازدردت ريقها بصعوبة وقدرتها على الكلام كادت ان تتلاشة خاصتاً مع التسارع الذى بدأ يخترق انفاسها و صدرها يواجة دفئ الحرارة المنبعثة من جسده الذى لا يفصله شئ عن خاصتها !!

رفعت أنظارها نحو عينيه التى كانت تنتظر مقلتيها لترى بهم اهتزاز تجاوب مع ارتجافها و كفه ترتفع ببطء من على ثغرها .... كادت ان تجزم ان قلبها على وشك ان يتوقف من شدة تسارع نبضاتها التى تضرب جانبات صدرها بعنف من هذه اللحظات و هى ترى حركة حلقه و ذلك البروز الناجم عن تفاحة آدم خاصته يتحرك باضطراب ..... لحظات مرت دون ان يعيد تساءله على مسامعها التى توقفت عن الشعور باى شئ و عن إدراكها انها من المفترض ان تجيبه !!

لحظات شعر بها بانتفاض غريب يحل على روحه و جسده يستجيب لهذا التقارب دون ان يقوى على السيطرة عليه كما اعتاد ان يفعل مع أى أمراة ... هذا النبض المرتجف داخله يغلب اى تعقل بات لديه !!

صوت خطوات أخذ يقترب جلب لجسد نارفين الارتجاف أكثر و كأنها تناشد به التحرر من تلك العواصف التى اكتسحتها و انفاسه التى أخذت تشعر بلهيبها يخط على ملامحها لتتلعثم باضطراب و هى تردد

( هناك ..... أحد قادم )

لكن نبراته التى شعرت بخشونتها عن المألوف لم تنتشلها من العواصف بل قذفت بها نحوها بشكل اعنف جعل كل حواسها ترضخ لاستجابة جسدها العنيفة و التى بدى لها بتلك اللحظة انها من المستحيل ان تسيطر عليها و هو يقول

( فقط أهدئي نارفين ...... أنتِ تثقين بى أليس كذلك ؟!! )

نهاية الفصل العاشر

الفصل كان طويل اتمنى متبخلوش عليا بتعليقاتكم الجميلة ❤❤


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء