عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-20, 11:49 AM   #7

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي عشر
......................
أبغي هدنة ..... كيف حالكم معها
...............
لا تهتمي في ايقاع الوقت و اسماء السنوات أنت امرأة تبقي امرأة في كل الأوقات
أنت امرأة لا أحسبها بالساعات و بالأيام
, أنت امرأة تسكن جسدي قبل ملايين الأعوام
أنت امرأة صنعت من فاكهة الحب
و من ذهب الأحلام
يا سيدتي ليس هنالك شيء يملئ عيني لا الأضواء و
لا الزينات
و لا أجراس العيد
و لا شجر الميلاد
لا أتذكر الا وجهك أنتِ
لا أتذكر صوتك أنتِ
تعالي تعالي تعالي
هاتي يديكِ اليمني كي اتخبئ فيها
تعالي تعالي تعالي
هاتي يديك اليسرى كي استوطن فيها
قولي أي عبارة حب
حتي تبتدئ الاعياد
سوف يظل حنيني أقوى مما كان، وأعنف مما كان
أنت امرأة، لا تتكرر في تاريخ الشعر
و في ذاكرة الزنبق و الريحان
فاكهة الحب ــــــ كاظم الساهر
..............
لا جدال أن تلك الكلمات تتمني سماعها كل امرأة
(فطرة حواء)
إذن أغلقي قصتي الكئيبة المريبة تلك
و حلقي أنتِ مع اللحن .... اغمضي عيناكِ و طيري بين الغيمات
أنت امرأه كلك قُدسٌ، كلك صدق، مزدانة بثبات
مهماً كنتي عروسة بحر أو جنية أو ساحرة للعنات
أنتِ الحلم علي أرض الواقع ،أنتِ حقيقة الخرافات
أنت قصة كل كتاب حكايا , مفتاح بداية كل الروايات

.......................

و ذلك السرد لا يخصنا في شيء
هدنتنا ها هنا
حكاية رجل يخالط امرأة
......................
سيف طروادة
..........................
و كما تقول الأسطورة طالما السيف سيظل في أيدي الطرواديين فسيظل لهم مستقبل ويبنوا شعبهم من جديد
..........................
ذات صبيحة ككل صباح شروق شمس رائق على الفردوس
مريم تُرسخ القاعدة ,تغزل بأناملها أسوار وهمية تحيطه , يرتطم بها كلما حاول الفرار
و طروادة مدينة
تحكي أسطورتها أن بوسيدون إله البحر بناها برفقة أبولو إله الشعر والفنون فأقاما مدينة يشهد لها من في الأرض بالعزة والجبروت
............
- ما هذه الملابس التي أحضرتها لي
- ما بها الملابس
و التبغ بين أصابع يديه لا يفارقه
- كلها واسعة أكمامها طويلة و أين ملابسي الداخلية
و أريد قمصان قصيرة وبلا أكمام تكون قطن صافي
ليست عباءات طويلة كأني عجوز في التسعين
ثم أن الجو حار
نريد مروحة أنت لا تتركني أفتح حتى نافذة وأنت لست بالبيت
فيرد عليها ببرود الأباطرة
- كر كر كر
و يداه تدور أمام عيونها
و لن يدخر جهداً في الإشارة إلي آلة الزن التي جلبها بنفسه لنفسه تقيم على جمجمته احتفالا بقرع الطبول

و تتابع الأسطورة بأن هناك مولود للملك تتنبأ كساندرا أخت الملك أنه سيكون السبب في دمار المدينة يدعونه (باريس) أمر الملك بقتلة إلا أن الخادمة وضعته علي الجبل
لينشأ راعياً للأغنام
................
- مالك أنتِ ومال القمصان القصيرة
فتتشبث به كطفلة تتطلع لحلوي العيد
- أريد أن أتزين لزوجي العزيز
و يزداد قرع الطبول و يزداد سحبة لأنفاس التبغ
...............
و علي جبل الأوليمبس تتناحر ثلاثة من الآلهة الحسناوات
أفروديت إلهة الجمال
أثينا إلهة الحكمة و المجد
هيرا أم الآلهة ... إلهة السلطة و السيطرة
............
- أريد خلاط
- ماذا
وضعت كوب الشاي الساخن على الطبلية بحزم
- أريد خلاط لأعصر البندورة محمد
تلك القوة التي تتحدث بها تليق بقائد كتيبة تستعد لحرب
- و كيف كنتي تعصرين البندورة الشهريين الماضيين
و مريم تفند حركاته
عاقداً ذراعيه أمام صدره أول خطوة في طريق المعركة
- بيدي .... لكني تعبت
يكفي أنك فاشل في انتقاء الخضروات
أحتاجها للسلاطة تحضرها طرية لا تصلح
أريدها لليخنة تحضرها مثل الحجارة
..........................
و الملكات الثلاثة كانوا يتبارزن من منهن الأجمل
و ليكون الحكم لإنسي
وباريس يسير بين الوديان يرعي أغنامه
و الحرب خدعه الحرب ليست عادلة
أثينا أغرته بحكمة لا تنتهي أبداً
_كيف أعصر بندورة بيدي يا زوجي العزيز

هيرا أغرته بالقوة و السلطة
- و أنت الحاكم الآمر المسيطر هنا

و أفروديت أغوته بأنها ستهديه أجمل نساء العالم لتكون بين طوع يديه متى اشتهى
و تلك حكاية أخرى تحاك خيوطها خلف بابهم المغلق كل ليلة تجمعهم سوياً

و اختار باريس
أفروديت فأهدته هليين الطروادية ملكة إسبرطة
زوجه مينالاوس الإغريقي و أعادته أميراً مرة أخرى على طروادة
.................
و كساندرا ظلت تطوف بين الطرواديين تثنيهم عن قبول باريس بينهم و الكل صار ينبذها
فكساندرا منذ زمن أحبها الاله أبولو و لما صدته برفض
وهبها البصيرة و لعنها بأن لا يصدقها أحد
فصارت وسط الطرواديين كالمجنونة
و مجنونتنا
تظل محبوسة بين الجدران بالأيام وهو بالخارج يعمل على شاحنته ,
ممنوع عليها في غيابة أن تفتح نافذة
و حينما يعود يأخذها قرب الغروب للتبة تلهو برمالها الناعمة
يتطلعان للشمس و هي تغيب
أو يتجول بها في الفردوس بالشاحنة بعد منتصف الليل والناس نيام
و مزارها المفضل جوار الأقحوان
يحكي لها مغامرة أمه مع تلك الزهرات
أما عن جنونها الذى يزداد ليلاً
فتقيم المنزل رأسا على عقب

حتى أنها كانت احياناً تتجاهل أوامره بالاقتراب من غرفة أبويه متعللاً بأنها ذكراهم التي لا يرغب بأن تمس
و يقين حاله يكاد ينطقها أن تُدنس
فتحاول أن تفتحها
أو تبحث عن المفتاح


و الدنس في الأسطورة

أن افروديت لتفك دينها من باريس أرسلته إلى اسبرطة، فاستغل غيبة مينالاوس وأغوى زوجته هيلين التي فاقت كل نساء الدنيا جمالًا،
والتي حين جاءها كل ملوك الإغريق خاطبين، اختارت منهم مينالاوس ملك اسبرطة
وطلب أبوها منهم جميعًا أن يقسموا على حماية شرفها,
ليهرب بعدها باريس الطروادي
بها إلى طروادة
فثار الإغريق لشرفهم، بينما لم يستطيع الطرواديين تسليمها لهم
فقامت الحرب
..................

- ما هذا...
بشراسة حادة
- ليس هذا الشامبو الذي طلبته منك هذا غير ملائم لشعري
- كله شامبو يا مريم
و مريم تقلب في الزجاجة التي بين يديها باستنكار
- كلا لقد طلبت منك نوع أخر وصفته لك قلت لك على اسمه
يتقدم منها الخطوات الفارقة بتهديد متراخ
- لقد وجدته ووجدت أن ثمنه خمسة و سبعون جنية
هذا ثمنه ثلاثون سينظف شعرك ايضاً
والوضع يحتاج نبرة صوت عالية فمحور حديثهم هنا عن العزيز الغالي
- سيتلفه و ماذا فيها إن دفعت خمسة و سبعون جنية في زجاجة شامبو لي
و بنبرة خافتة تثير خوفها رغماً عنها
- أنا لا أجد النقود ملقاة في الطرقات يا مريم
أنا رجل أعمل بكد و جهد
غير أن العربة تحتاج الى مصاريف يجب أن أهتم بها إنها من تطعمنا
فتتباكي مسكينتنا هنا
- و أنا ماذا أفعل
فيستحوذها بلين و ضمة
- أنتِ تطعميني أنا
و هنا تدق طبول الحرب و يزداد القرع بدفعة من يديها تهز ثباته
- إذاً يجب أن تهتم بي مثل عربتك أيها الأحمق الضخم

- أنا أهتم بك مريم، أنا أحضرت لك شامبو ,أنا لم أتركك تغسلين السيد شعرك المبجل بالصابونة كما أفعل أنا بشعري

و المقدمة ضربها العدو الصديق بمنجنيق المنطق
و ناحرة عنق المنطق لو كان رجلاً
الأن تتقهقر
- أنت جيداً إذاً و أنا العجوز الشريرة
- كلا مريمي بل أنا هنا الشرير الضخم
..................
عشر سنوات و لم تهدأ الحرب
بين طروادة و الإغريق
طرفان متعادلان في القوة و الدهاء
و عشرة أشهر قضتها مريم بين جدران هذا البيت تتشرب تفاصيله قطرة قطرة
حتي زوجها أصبح له مفاتيح أدركتها مع الوقت
لها أن تنقش معه يومها بكل حرية متاحة حتى عنان السماء , لا نبش في وجع الماضي و لا حديث عن أمل في المستقبل
و طروادة قوية لا تُقهر تحت أي حصار
استمرت عشر سنين
حتي ليلة أتي فيها سينون جاسوس إغريقي
أقنع الطرواديين بأن يتقبلوا حصان الإغريق عربون المهادنة
و بالرغم من تحذيرات
كساندرا
احتفل الطرواديون برفع الحصار
وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة، كان أهل طروادة في حالة سُكر و تلاهي.
ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية جيشهم بدخولها
.................................
تشتاق لمعلقة سمن بلدي
معلقة واحدة فقط
وهو غائب له أربعة أيام ولا تعلم متى سيعود بالضبط
حالها متغير أصبحت تقضي أغلب فترة غيابة في خمول متسطحة على وسائد المعيشة بالقميص القطني الوحيد الذي أحضره لها
بعد معاناة
وفكرة مجنونة تلوح بالأفق عادتها الشهرية لم تعودها منذ شهر
و ها هو الشهر التالي يكاد ينقضي
.........
تتذكر ليلة استفاقت علي صوته يهمهم و هو نائم
ماري
فتبخر ما بجعبتها من هوادة تدفعه و هو نائم أفزعته
ليصرخ مبهوتاً و صوته محشرج
- ماذا
- من ماري أنطق
كان مذهولاً يطالع يديها التي انطبقت أظافرها تخمش جلد صدره بافتراس يستجمع أنه حقاً كان يحلم بها
-أمي
انطلقت منه بغتة جمدتها حتى عاد عقلها يعمل
بنبرة ساخرة تكذبه
- أمك اسمها ماري
تضيق عيونها تبارز حدقتيه الثابتين عليها
و هو صامت لم يرف له جفن
فتعاود الحديث متراجعة
- حسناً أنا أصدقك
و هو كاذب ها هنا و لن تصنع تلك الكذبة فارق
أمه تدعي ماريانا
دلال ماري كان خاصته هو فقط غير مسموح لأحد استخدامه
نفض حاله من قاع الكذب المظلم المنغمس به منذ زمن و تطلع إليها بمكر و بنبرة ناعمة
- هل تغارين يا مريم هل تحبيني
يداه تحاوط وجنتيها يحاول بث طمأنينة يمزجها بدلاله لها
وفي تلك اللحظة هي تتبدل لأخرى
- توقف
تدق كتفه بخشونة تتباعد عن مرمي يداه بصلابة
يتقاطر القهر من بين حروفها
- أنا أخشي أن تتركني و ترحل فحسب
أي كان السبب
أما الحب يا عزيزي للبلهاء ، من مثلي لا يمتلك رفاهية الحب
و اعتدلت تتطلع له بتحفز كأنها ستقول سر حربي
- أم عبده كانت لديها ابنه
فيتراجع عنها بملامح منقبضه هو يكره تلك السيرة
و هي تتحدث عنهم كأنهم من أنجبوها و ليس من أذاقوها العذاب و الهوان
تسترسل بطلاقة أم تحكي قصة قبل النوم
فاضجع علي جانبه مستسلم
كفه أسفل وجنته ينظر لها بشفاه مقلوبة
يستعد لوصلة من الثرثرة عن أسرة الفضل و الفضيلة, يغمغم
- احكي يا شهرزاد
و هي تتطلع له باستنكار مسترسلة
- كانت كل يوم أو يومان تأتي لأمها
تشتكي من زوجها و تبكي و تبكي كثيراً جداً
كنت أتلصص عليهم بالساعات
تبكي دموعا لم أكن أبكيها حتى عندما أُضرب
و تتكسر عظامي تحت قوة عكاز العجوز

و تتحول نبرتها لأسى و هو يزداد غيظاً منهم و من جبروتهم
ومنها ومن تعاطفها الأخرق

- كانت تبكي كَسرة القلب, لم يكن يضربها مثلما كانوا يفعلون معي
كان يخونها ,يهملها و يهينها بالعين لا بالكلمة
و المسكينة كانت تتكسر من الداخل يُفتتها فعله

و الجريرة أنها كانت تحبه
الحب أسود يا محمد
الحب قاتل و سارق
الحب مبكي و حارق
الحب مفجع و قاسي حين يتملكك يستعبدك
و العبيد في الأرض للإهانة والذل و الشَقَي

ظل على وضعه يتطلع لحدقتيها بتيه
كأنها طرقت علي وتر داخله فأحدثت زلزلة
فعاودت الحديث بحزن هامسة
- أريد أن أخبرك بسر من الضروري أن تعلمه
أغلق عيناه فترددت
فتحها ثانية بنظرة مختلفة كأنه كان يهيئ نفسه
لتقص عليه حكاية وسيلة منع الحمل
و رغم أن ملامح الراحة التي تفضلها دائماً في تفاصيله
كانت بادية عليه بقوة
إلا أنها و لأول مرة تحزن منها معه
.................
كان ذلك منذ زمن
و الأن على أرض الواقع هي تشك وبشدة أن ثمرة تلك
الليالي تتشكل برحمها كيف
لا تعلم
لقد كانت الطبيبة دائماً ما تصر على المراجعة
متعللة بعلل لم تفقه منها شيء

رغم حرارة الأجواء
إلا أن برودة تسللت لأوصالها
فقامت تتلمس الدفء على الفراش









فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس