عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-20, 09:27 PM   #226

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

مساء الورد و الجمال عليكم يا قمرات ❤❤

الفصل الحادى عشر


ضغطت بخفه لينفتح الباب أمامها لتطلق مع حركته انفاسها المتوترة من رهبة الموقف و قدمها تخط أولى خطواتها نحو الداخل مغلقة خلفها الباب

تجمدت للحظة من هول ما تفعل و عيناها تسبح داخل المكتب المظلم ...... ازدردت ريقها و هى تتقدم نحو المكتب الخشبي الذى لا يمنع ظلام المكان من ظهور أناقته ..... عادت لتتلفت باضطراب بارجاء الغرفة و يداها المرتجفتين بدات رحلتهما بالبحث بتلك الأوراق الملقاة على سطح المكتب و عنف ضربات قلبها تصم اذنيها و هذا التوتر يغبش رؤيتها

شعرت فجاة بذراع قوية تسحبها نحو زاوية الغرفة الأكثر ظلمة و كف تكمم ثغرها لتمنع تلك الشهقة التى كادت ان تصدر عنها لكنها سرعان ما ادركت هوية هذا الشخص و تلك الرائحة التى اصبحت تجلب لها الأمان تتسرب الى رئتيها بقوة لكن هذه المرة امتزجت مع انفاس ملتهبة شعرت وكأنها اصابتها بتيار كهربائي و صدرها يضيق أكثر بشعورها بذلك التقارب الذى يحدث للمرة الاولى بينهم و ليته لم يحدث بينما تنبهت خلاياها لنبراته التى اصبحت تحفظها عن ظهر قلب و التى داعبت ما تبقى من أعصابها حينما ردد بتساءل مدهوش من غرابة الموقف

( نارفين هل جننت !! .... ماذا تفعلين بمكتب السيد برهان ماذا ان رآك احد ؟!! )

ازدردت ريقها بصعوبة وقدرتها على الكلام كادت ان تتلاشة خاصتاً مع التسارع الذى بدأ يخترق انفاسها و صدرها يواجة دفئ الحرارة المنبعثة من جسده الذى لا يفصله شئ عن خاصتها !!

رفعت أنظارها نحو عينيه التى كانت تنتظر مقلتيها لترى بهم اهتزاز تجاوب مع ارتجافها و كفه ترتفع ببطء من على ثغرها .... كادت ان تجزم ان قلبها على وشك ان يتوقف من شدة تسارع نبضاتها التى تضرب جانبات صدرها بعنف من هذه اللحظات و هى ترى حركة حلقه و ذلك البروز الناجم عن تفاحة آدم خاصته يتحرك باضطراب ..... لحظات مرت دون ان يعيد تساءله على مسامعها التى توقفت عن الشعور باى شئ و عن إدراكها انها من المفترض ان تجيبه !!

لحظات شعر بها بانتفاض غريب يحل على روحه و جسده يستجيب لهذا التقارب دون ان يقوى على السيطرة عليه كما اعتاد ان يفعل مع أى أمراة ... هذا النبض المرتجف داخله يغلب اى تعقل بات لديه !!

صوت خطوات أخذ يقترب جلب لجسد نارفين الارتجاف أكثر و كأنها تناشد به التحرر من تلك العواصف التى اكتسحتها و انفاسه التى أخذت تشعر بلهيبها يخط على ملامحها لتتلعثم باضطراب و هى تردد

( هناك ..... أحد قادم )

لكن نبراته التى شعرت بخشونتها عن المألوف لم تنتشلها من العواصف بل قذفت بها نحوها بشكل اعنف جعل كل حواسها ترضخ لاستجابة جسدها العنيفة و التى بدى لها بتلك اللحظة انها من المستحيل ان تسيطر عليها و هو يقول

( فقط أهدئي نارفين ...... أنتِ تثقين بى أليس كذلك ؟!! )

حاولت ان تلتقط انفاسها المقطوعة دون جدوى لتجد نفسها تومأ برأسها و هى تقول بنبرات خافتة لا تكاد ان تظهر من شدة جفاف حلقها و عينيها تستسلم لنظراته الغامضة كحال كامل جسدها بين يديه

( أجل)

شعرت بعدها بتيار كهربائي يكتسح كيانها قبل جسدها حينما استشعرت لمسات أنامله التى ارتفعت لتخط على خدها بطريقة جلبت القشعريرة لكامل جسدها و دوامات متلاحقة تلهب هذا الجسد بينما كانت تستشعر لهيب انفاسه التى اخذت تتلاحق و تقترب منها !!

هذه اللمسات التى زادت من وطأ حرارتها حينما انزلقت على حدود عنقها و تلك الاثارة الصادمة التى فاجاتها لتغمض عينيها تهرب بعيداً عن هذا الإحساس المرعب !!

تلك المشاعر الغريبه التى اخذت تتسلل الى روحها ارعبتها ... لكن نبضاتها التى اخذت تتقافز لتجيبها مضخات نبضه الذى بدى اقرب من خاصتها داخل صدرها هى شخصياً تجعلها ترضخ .... لتكتم بعدها شهقة كادت ان تفجرها تلك الرجفة التى شعرت بها تزلزلها من الداخل حتى كادت ان تنهار

لكن جسدها فضل ان يتشبث به بدلاً من الانهيار لتجد كفها يخط على أكتافه ليطلب الدعم .... ذلك الدعم الذى قدمه لها بردت فعل هذا التناغم الذى نشب بين اجسادهم و كفه تدعم خصرها المرتجف ككامل جسدها .... و شعوره بتوهان عقله و رغبة عجيبة احتلت روحه و رئتيه التى ضاقت على انفاسه حينما اخذت تلتقط انفاسها المتقطعة و ذلك التحكم الذى كان يراهن انه سوف يفرضه على نفسه تلاشى ..... بل تحطم بشكل افجعه !

شكل جعله يندم على هذا التفكير الاحمق الذى وضعه ليخرج من هذا الموقف كما لم يكن يتوقع الشعور الذى ضرب جانبات صدره حينما تمازجت رائحتها بين انفاسه مع ارتجافها بين يديه ..... شمل ملامحها المستسلمة بوجهه القريب بتمهل و تلك الغصة تحرق حلقه تجعل شئً ما يتوقف داخله ليشعر بعدها بضعف لم يعهده و هو يراها ترفع أهدابها نحوه من جديد ليرى نظراتها العاصفة اليه التى تلتمع ببريق جعل سمائها تبدو ساحرة كما لم يراها من قبل ... جنون ربما .... ربما قد تلبسه الجنون و هو يرى شئ يشبه النداء منبعث من مقلتيها .... نداء استجابت له كل حواسه قبل جسده الذى مال نحوها ببطء ليلثم وجنتها برقة اخذت تنهل من روحها لتتشعب داخل كيانه دون ان يعلم ان تلك العواصف التى تعصف داخله الان هى ليست سوى بداية لنيران سوف تحرق بطريقها كل شئ و ذلك الكيان الذى يرتجف داخله سوف يكون هو البداية !!!!

بداية صراع بداية عذاب لا يعلم لكن كل ما كان يعلمه فى تلك اللحظة الذى غاب بها عقله تحديداً هو هذا الحريق الذى نشب داخل روحه ..... لكن ما حطمه و حطم تلك اللحظة التى اعادت له نبضاته المتقفزة و التى جعلته يشعر انه لازال على قيد الحياه هو هذا العقل الذى عاد بشكل مفاجئ ليلقيه بعنف حطم نبضاته لتتوقف مع تجمد جسده و هو يستمع الى نبرات آتيه من بعيييد و كأنها تاتى من اعمقاق ذلك المحيط الجليدي المثلج الذى تفجر الى بركان هائج داخله قبل قليل و تلك النبرات تعيد له عقله رويداً رويداً ليسقط على فداحة الوضع لا بل على فداحة تلك السيطرة التى انسلت من بين يديه التى لا تزال تخط على جسد هذه التى تكاد تفقد وعيها أمامه و هى لا تستطيع ان تلتقط انفاسه و نظراتها المصعوقة تجعل عقله يعصف أكثر..... ابتعد ببطء عنها و كفيه لا تزال تدعم جسدها خائر القوى و طنين عال كاد ان يصم اذنه يضرب بعنف داخل رأسه يعزله عن كل شئ حتى لا يعلم ما الذى قيل من قبل برهان الذى يقف أمامه الان ينظر نحوهم بانشداه غريب ليجد نفسه يردف بنبرات لم يتعرف عليها او على معالمها حتى !!

( سيد برهان نحن نعتذر حقاً .... لقد )

لم يستطيع ان يكمل كلماته ليجد صوت برهان ياتيه كطوق نجاه و هو يقول ببعض الاحراج

( أنا الذى يعتذر حقاً عن هذا الموقف .... لقد سمعت أصوات غريبة و أنا امر بجانب غرفة المكتب ... اعتذر مجدداً ... )

تجمدت ملامح أردال و هو يرى برهان يغادر المكان .... أجل لقد ابتدا هو ذلك التقارب من أجل ان يخفى تواجدها الغريب بذلك الوقت بغرفة برهان لكن ... ان يصل معه الوضع الى هذا الشعور !! .... أغمض عينيه بعنف يرفض اعادة ذلك المشهد الذى لا يزال تأثيره حاضر داخل جانبات صدره ليلتفت نحوها ببطء يجد جسدها لا يزال يرتجف أمامه بشكل اثار غضبه حتى النخاع دون اى مقدمات وجد نفسه يتقدم منها ببطء و هو يحاول السيطره على هذا الغضب الذى يتضاعف على نفسه و ردت فعلها تلك و هى تنكمش على نفسها بهذا الشكل الغريب تجعل وتيرة نبضاته تتزايد و نبضات اخرى تفلت منه ليقول بنبرات خافته أحكمتها بعض الحدة دون ان يقصد هو هذا أمام مقلتيها المهزوزتين

( اعتذر ربما تماديت معك قبل قليل لم يكن على فعل ذلك .... لكن وجودك هنا بذلك الشكل المريب سوف نتحدث به لاحقاً بالطبع ... لكن يجب ان نغادر الغرفة الأن قبل ان نثير شكوك السيد برهان أكثر من هذا )

صمت و هو يستجمع تركيزه الذى يتشتت على يد حركاتها و ارتجافها الذى لا يهدأ ليجد نفسه يكمل بعنف غير مبرر أمام نفسه هو تحديداً

( فرؤيته لنا نتقارب بهذا الشكل بمكتبه لن يمحى غرابه تواجدنا بالمكان !! )

صمت و هو يرى نظراتها .... تلك النظرات التى لا يستطيع ان يفك رموزها فى كل مرة تنظر له و الأن تحديداً تفقده سيطرته ليجد نفسه ناقم عليها و على نفسه و بحركة سريعة وجد نفسه يرفع كفه مشيراً لها بان تتقدمه نحو الخارج و بخطوات خرقاء فعلت لتستمع الى نبراته التى عادت الى وتيرتها الطبيعية دون ان تفارقها تلك الحدة و هو يقول حينما وصلوا الى باب الغرفة المخصص لهم

( سوف أذهب الأن للقاء طارق ... لكن لنا حديث مطولاً حينما اعود ... سوف ... سوف أدعك تستريحين الأن ..... و ... و اعتذر مجدداً عن ما حدث قبل قليل )

غادر أو هرب لا يعلم لكن كل ما استطاع عقله املائه عليه هو تلك الأرقام الذى خطتها أنامله على هاتفه الذى اخرجه بحركات آلية و كلمات محددة خرجت من بين شفتيه و هو يستمع الى صوت الخط ينفتح على الجانب الاخر

( طارق اين أنت ؟! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء