عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-20, 09:29 PM   #228

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

فتحت عينيها بينما كانت أشعة الصباحية تداعب وجهها لا تعلم كيف او متى غطت بذلك النوم لكنها امتنت لتلك الساعات التى جلبت الراحة الى جسدها المنهك بعدما ظلت تستغفر الله بصلاتها طوال ليلة أمس .... تناجيه ان يغفر لها احساسها امس مع هذا التقارب ... ان يحرر روحها من هذا الظلام ..... ان يبعد عنها شياطين افكارها

خطت قدمها على ارض الغرفة بعد ان نزعت الغطاء عن جسدها و عينها تدور بجميع ارجاء الغرفة حتى وقعت على السترة الملقاة باهمال على يد الأريكة !

أغمضت عينيها بالم تبتلع ريقها و هى تذكر نفسها بما قالته أمس لروحها المتألمة و قبل ان ترتفع أناملها نحو وجنتها منعتها كما وعدت نفسها انها سوف تتعامل و كان لم يحدث شئ كما فعل هو و بهدوء نهضت من على الفراش لتتجة نحو الحمام الملحق بالغرفة و قبل ان تقبض بكفها على الباب و جدته ينفتح أمامها بهدوء ليظهر هو أمامها عارى الصدر لا يرتدى سوى سروال واسع من القطن و بردت فعل هادئة لا تمت لتلك القشعريرة التى غزت جسدها بشئ أردفت و هى تبتعد لتخطو قدماً نحو الحمام لتمحو تلك المشاعر الغريبة

( أعتذر لم أكن اعلم أنك بالداخل ... لقد ظننت أنك غادرت )

تجمدت قدمها حينما استمعت لاسمها يخرج من بين شفتيه لتلتفت نحوه من جديد لكنها تلك المرة وجدته يقوم بارتداء قميصه يردف متسائلاً بتركيز نحوها

( ماذا كنتِ تفعلين بغرفة المكتب الخاصة بالسيد برهان أمس ... عن ماذا كنتِ تبحثين ؟!! )

كم شعرت بحماقتها .... كيف لم تفكر بما سوف تبرر ذلك الموقف ... هل كانت تظن انه سوف ينسى هذا الموقف كما تريد ان تفعل هى و بثقة غريبة رفعت نظراتها نحوه و ابتسامة كانت تسخر بها من حالها هذا تزين شفتيها و هى تتحدث

( ااه هل كانت تلك الغرفة مكتب سيد برهان لم أكن اعلم ... لقد دخلت الغرفة بالخطأ و قد لفت نظرى الصورة الموضوعة بذلك الإطار ..... و سقطت من يدى بدون قصد لذلك كنت احاول ان أعيدها )

شعر و كان هناك من لكمه بصدره و هو يرى ردت فعلها الباردة تلك ..... وكان شئ لم يكن ..... كان لم يحدث اى شئ أمس ..... لم يقتنع بكلماتها لكنه شعر بانه لا يريد ان يستمر بهذه المحادثة الأن ليقول

( حسناً نارفين ... ان سوف ارتدى و أنزل الى الحفل سوف انتظرك بالأسفل .... أنتِ تعلمين عنها أليس كذلك ؟!)

اومات نارفين برأسها تردد بهدوء بارد

( اجل لقد سمعت عنها من سيدات مجتمعك الراقى ليلة أمس )

شعرت و كأنها اخطات حينما رأت ملامح وجه الجامدة لتسارع بالقول بعدها

( سوف استعد و الحق بك )

رأته يومأ براسه ليلتفت بعدها لتعود هى بخطاها نحو الحمام من جديداً غير مدركة لما اثارته بداخله هى الاخرى

***

وقفت تطالع نظرات النساء التى تقف بينهم و التى تتركز جميعهم عليه على هذا الرجل الذى من المفترض انه زوجها و بنبرات ساخرة قالت احدهم و هى ترمقها بنظرات مستخفة

( كيف التقيتم ..... اقصد أنتِ و السيد أردال )

لم يمر سوى لحظة واحدة لتجيبها إحداهن بسخرية

( ربما خططت هى للقاءه )

كادت نارفين ان تفقد أعصابها و تلك النظرات التى يرمقونها بها تكاد ان تخنقها .... لتنسحب بهدوء قبل ان تفقد أعصابها ... و دون إرادة منها انزلقت نظراتها نحوه لتتفاجأ بنظراته التى كانت تتوجه نحوها بذات الوقت لكنها شعرت و كان نظراته تخترق دواخلها كأنه يقرأ ما يدور داخل عقلها المبعثر هذا ... يرى هذا الارتجاف المسيطر على روحها !

اخفضت نظراتها عن محيط عينيه الذى اصبح يربكها أضعاف مضاعفة و افكارها تعصف بها نحو ليلة أمس دون إرادة منها صقيع رهيب اتبعته عاصفة كهربائية مست كامل جسدها و شعورها بتلك السخونة لايزال يسيطر على روحها هربت من تفكيرها الذى اصبح يشعرها بسخافتها و حماقتها و خطواتها تتحرك هى الاخرى لتهرب من أمامه لكنها شعرت بكفه التى اعتقلت ذراعها بينما كانت تخطوا جانبه بلامبالاة زائفة ليسحبها نحوه بخفة !

لا تعلم حقاً ان كانت هذه الارتجافة التى شعرت بها تسرى بعروقها قد وصلت لأنامله التى تحكم بقوة على محيط ذراعها أم لا لكنها استيقظت من تفكيرها المحدود على نبراته الخافتة التى داعبت خصلاتها المحلولة بجانب اذنيها و هو يقول بتحذير خافت مغلف بقليل من الحدة

( نارفين ما الذى تحاولي فعله تحديداً ؟!! )

أغمضت عينيها تحاول استجماع التشتت الاحمق الذى اصبح ينشب داخلها كلما تقاربا و تلك السيطرة الواهية خاصتها تطفو على السطح تقول بعد ان التفتت عدة مرات من حولها

( ماذا افعل أنا .... و لما تفعل ذلك الأن ... لقد بدأت نظرات البعض تتجه نحونا )

رفعت عينيها و ليتها لم تفعل لترى هذا البريق العجيب الذى يشع من داخل عينيه التى تقلصت مساحتهم و هو يحاول استكشاف ما يجول بداخلها بشراسة دون ان يرحم الضياع الذى القاها به .... لحظة فقط مرت قبل ان تصدمها تلك الشهقة التى صدرت منها هى شخصياً و هى تجد جسدها مكبل بين ذراعه التى التفت لتحاوط خصرها باكمله و فحيح انفاسه يزيد من صدمتها و هو يقول أمام مقلتيها المشدوهتين

( ربما تعابيرك هذه هى من تلفت الأنظار نحونا ...... فذلك الوضع الذى نحن به الأن هو تحديداً ما يتخذه جميع الثنائيات من حولك )

صمت ليتابع حركة جسدها الخرقاء بين ذراعيه و الارتباك المسيطر على مقلتيها ليشدد من إمساكه لخصرها يضيف بحده لا تمت لتلك الابتسامة المرسومة بمهارة فائقة على ثغره بصلة

( يبدو أنكِ نسيتِ من أكون نارفين .... لهذا سوف اذكرك مجدداً من أنا فانا هذا الشخص الذى وجدته بتلك الشقة امامك فى ذلك الْيَوْمَ .... و الذى لن تعجبك ردت فعله مطلقاً ان اكتشف أنكِ تخططين لشئ ما من دون علمه ..... شئ اخرق قد يورطك بما لا تستطيعين مواجهته .... لذلك سوف أسالك الأن للمرة الاخيرة نارفين و تذكرى انى أعطيتك فرصة ان تخبرينني بنفسك .... ما الذى يحدث معك و له علاقة ببرهان ؟!! )

شعرت و كان انفاسها تنحصر داخل رئتيها و تلك الحرقة التى تؤلم حلقها تمنعها من الاجابة و خاصتاً هذا القرب بدا يخنقها بشكل مضاعف لشده تأثرها به لكنها من دون ان تدرك وجدت نفسها تردف بما شعرت به بعفوية استعجبتها من نفسها بذلك الوضع الغريب

( أنا لم أنسى من أنت مطلقاً فانا اتذكر ان ذلك الشخص كان هناك فقط ليحميني )

نقلت نظراتها بهدوء حذّر على ملامح وجهه التى تجمدت دون حراك للحظات و عقلها يعيد عليها كلماتها الغريبة التى نطقتها لتجد نفسها تسارع بالقول و كأنها تهرب من شئ ما لا تعلم ما هو تحديداً و هى ترى صمته هذا

( ثم أنا لا احاول فعل شئ ... أنا فقط احاول الاختلاط بتلك النساء اللواتي ينظرن الى و كاننى نكرة بجانبك .... اعلم ربما معهم بعض الحق لكن هذا لا يعطهم الحق ان يتعمدوا إظهار إعجابهم بك و التقليل من شأني و كيف يمكن لشخص كامل مثلك ان يتزوج بفتاة عادية مثلى .... بالاضافة الى تلك الأسئلة التى يتعمدن توجيهها لى و هم يعلمن جيداً أننى لن أستطيع الاجابة عليها )

شعرت بدلو من الماء المثلج يُلقى فوق رأسها و هى ترى ابتسامته التى ارتسمت بمرح فوق شفتيه و كلماته التى جمدتها اكثر بنبره منبهرة محركاً راسه بإعجاب تمثيلي و هو يردف

( محاولة جيداً حقاً نارفين لقد كدت ان اقتنع )

ليصمت قبل ان يضيف بغموض

( لكن ربما معك حق لنحل امر نساء المجتمع الراقى الذى على ما يبدو أثاروا غضبك أولاً )

لم تستوعب ما الذى يحدث تحديداً و معنى كلماته التى ختم بها كلامه لكنها ايقنت ان تلك الحيلة الساذجة لم تنطلى عليه بالطبع ... لكنها سرعان ما و جدت نفسها دون ان تشعر تتوسط هذا المكان المخصص للرقص برفقته و حركات جسده التى تمازجت مع خاصتها لتتخذ وضعية الرقص دون ان تستطيع حتى ان تاخذ اى ردت فعل او تدرك انها بالفعل تجاوبت مع حركاته و كان هذا الجسد لم يكن لها يوماً بل له هو ليشكله كما يشاء

تابع برهان ردات فعل طارق الواقف بجانبه و الذى بدى على ملامحه بعض الدهشة .... و كما اخذ يلتقط ردات فعل طارق كان يفعل بالمثل مع كل من أردال و نارفين الذى كانا يمثلان أمامه اروع انواع التمازج و التناغم مما جعل أفكاره تتشتت قليلاً لكن دون ان يتراجع عن مخططاته التى اخذ يرتب لها ..... لكنه أيقن داخله ان هناك سر خفى يكمن بين هذان الاثنان ... سر عاهد نفسه انه سوف يكتشفه مهما كلفه الامر !

خطوات يخطها جسدها دون ان توجهه هى ........ امواج من الكهرباء تسرى بكامل جسدها لا تعلم ما الذى يحدث معها و كيف يحدث .... لكنها ارادت ان تستسلم لذلك الشعور فقط .... تستسلم و تغرق به كما لم تفعل من قبل و هى تدرك كم الجنون الذى اصبح يتلبسها بجانبه ..... هذا الشعور الا متناهي بالامان التى تستشعره بين ذراعي هذا الرجل لا ليس الأمان فقط بل شعور غريب بالاشباع ..... لا تعلم إشباع لاى شئ تحديداً لكنها هنا بهذا المكان لا تريد ان تفكر لا تريد اى شئ حتى !

أغمضت عينها تحاول الابتعاد بمشاعرها التى تنزلق من بين يدها .... تريد ان تلجمها .... ان توقفها .... لكنها لا تعلم انها لن تستطيع .... وكما لم تشعر من قبل لم تكن تشعر الأن وكفها الصغيرة تتشبث بكتفيه العريضتان .... كما لا تعلم شئ عن تلك المتاهة التى يدور هو الاخر بها !

حيث كان يتابع حركات جسدها الخرقاء بين ذراعيه و شعور مريع بعدم الاتزان يسيطر عليه و هو يشعر بحركاتها ... لماذا أتى بها الى هنا الى تلك الحلبة ؟!! .... و لماذا أراد ان يثبت وجودها الى الجميع هكذا ؟! .... لماذا يهتم بتلك الأشياء التافهة و منذ متى !! .... لماذا يشعر برهبة غريبة غير مبررة من ان تتأذى بأحد افعالها الحمقاء ؟!

أغمض عينيه حينما وقعت على ارتجاف شفتيها الحبيسة بين أطراف أسنانها و ليته لم يفعل .... فسرعان ما عاد ليفتحهم و ذكرى قريبة مع هذه الشفاة تعود لتغزو عقله انه كان على وشك ان ينتهكهم ....... و كان القدر أراد ان ينهى هذا العذاب لتنتهى هذه الرقصة ليعود مع انتهائها كلاهما الى هذا الواقع المؤلم !

فتحت نارفين جفنيها ببطء لكى تنظر من حولها .... و ليتها لم تفعل .... فقد واجهت العديد من العيون من حولها و التى أخذت ترمقها باشد انواع الحسد ........ عادت بنظراتها نحوه هاربة من ذلك الشعو الطاغي بالسعادة لتجد ابتسامة خفيفة تزين ثغره قبل ان يقول و هو يرفع رأسها الى الأعلى برفق بحركة رقيقة من أنامله لتضيع سمائها المضطربة بين امواج بحره و هو يقول

( لا تنكسى رأسك أمام أحد مهما كان )

اقترب بعدها نحو اذنيها ليهمس بخفوت دون ان يعلم اى عذاب تعانيه و هى تبحث عن انفاسها الهاربة قائلاً

( أنتِ قوية نارفين .... فمن تواجة عائلة الشاذلي كما فعلت أنتِ .... من تقف امامى بكل هذه القوة لعدة مرات تستطيع ان تفعل اى شئ )

عاد ليبتعد عنها و نظراته تعود نحو مقلتيها يكمل بنبرات فلتت بعض من حجرشتها

( لذلك ثقى بنفسك نارفين .... فأنتِ فعلت أشياء غيرك من النساء لم يستطعن فعلها حتى وان اخطات بحق نفسك ... لكنك تحمي طفلك بكل قوتك )

خرجت شهقة خافتة لم تستطيع منعها من بين شفتيها و انفاسها ترتجف بعنف داخل رئتيها لكنها تحدثت بتلعثم كاد ان يفتك بمن يقف قبالتها و كلماتها تخترق شئ ما داخل جانبات صدره

( لم أكن أستطيع ان افعل دونك ..... أنا لازلت على قيد الحياه أقف هنا بذلك المكان فقط بسبب وجودك أنت ..... ربما لم اقول لك هذا من قبل لكن ....... )

صمتت لتزداد ريقها بتشنج واضح قبل ان تكمل أمام مقلتيه التى اهتزت لحروفها

( لكن أنا استمد قوتى من وجودك )

تجمدت ملامح أردال للحظات قليلة قبل ان يتحامل على تلك المشاعر الغريبة قائلاً بابتسامة اغرب

( لا يجب ان تستمدين قوتك من أحد .... فانا قد أكون معك الأن ........ )

صمت و هو يشعر بتقلص عضلات فكه كأنه لا يريد ان يحرر تلك الكلمات التى لا يشعر بها تاتى من داخله لكنه عاند شعوره و هو يكمل

( لكن غداً لن أكون !! )

شعرت بصقيع غادر يغذو كامل جسدها و حروفه تمزق شئ ما داخلها و شعورها بوخز عميق داخل صدرها يمنعها من الحديث و كان كل شئ انعزل من حولها فقط بقيت هى وسط تلك الآلام و تلك الحقيقة التى كانت تهرب منها منذ قليل وحدها حتى جاء صوت من بعيد جعل بعض من إدراكها يعود لتدرك ان صاحب الصوت هو طارق و كلماته التى بدأت تستوعبها شئ فشئ و هو يقول

( أردال أنا أريد ان أغادر ... لذلك يجب ان نلقى نظرة معاً على اسطبل الخيول فهناك العديد من التعديلات التى يجب ان نوقعها على الرسومات الهندسية لكى يبدأ العمل به خلال هذا الأسبوع )

تابع طارق ردت فعل أردال الغريبه و هو ينقل انظاره من على ملامح وجه نارفين الجامدة نحوه و هو يسال بعدم تركيز

( ماذا !! .... لماذا طارق !! )

ارتفع حاجبى طارق باندهاش و هو يستوعب تعابير أردال لكنه اجابه دون ان يعلق بشئ

( لان الخيول سوف تصل الأسبوع المقبل لذلك يجب ان ينتهى العمل بالاسطبل قبل وصولهم فكما تعلم لقد استعنا ببعض العمال التى تعمل بالجانب الاخر من المشروع كى نستطيع إنهاء الإسطبل فى الوقت المحدد )

حركة أردال رأسه و الصدمة تلجم عقله و هو يعى انه قد نسى الأمر تماماً

( اجل لقد تذكرت .. حسناً هيا بِنَا )

تقدمه طارق بخطوتين لكنه عاد ليلتفت و كما توقع تماماً و جد نظرات أردال لاتزال تتابع نارفين ليقول دون تفكير

( نارفين لما لا تاتى أنتِ ايضاً معنا ... سوف يعجبك المكان هناك كثيراً )


التفتت نارفين برأسها نحو طارق و هى ترسم ابتسامة بدت مهزوزة رغم كل محاولاتها قبل ان تقول

( لا أريد ان ازعاجكم ... ربما من الأفضل ان انتظاركم هنا )

ازدرد اردال ريقه بخفه قبل ان يقول بنبرات لا يعلم من اين استمد كل تلك القوة بها و شعور غريب بالندم يتشعب داخله لا يجد له اى مبرر

( لا بل سوف تأتين معنا هيا !! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء