عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-20, 06:37 PM   #8

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني عشر
.............................
حصان طروادة
..............
طالما تغنى به فلاسفة الإغريق و شعرائهم
أسطورة النصر الدائم أبد البشرية

حصان خشبي
ضخم جداً بناء متكامل أجاد بنائه الإغريق
يقال أن هيلين الطروادية سبب الحرب من الأساس و أمير يدعى هيكتور قاما بفحص الحصان بنفسيهما
للتأكد أنه ليس خدعة أو مكيدة ما من الإغريق للنيل من طروادة بأي شكل
الحصان كان بداخله كتيبة من أمهر جنود جيش الإغريق أجادوا إخفاء أنفسهم بشدة
............

لم يكن يتخلى عن منديله القماشي
حتي أنها أصبحت عادة لديه لم تتسأل عنها أبداً كان يلمح التساؤل بعيونها في البداية , يتغافل عنه و هي بالأصل فتاة مهادنة حاولت من قبل سؤاله عن والديه وكان حاسماً في تلك المسألة
محمد الزاهي
و إن كان استغل اسم صديقه فلا ضير من استخدام كنيته ايضاً
فقط الغرفة المغلقة علي سره كانت المشكلة
وجدها تعبث بالباب مرة ونهرها بعذر واه
و مرة بزمجرة
و مرة ناطحته فيها ... غرفة ببيتي أريد استغلالها
و مرة كادت أن تختنق بين ذراعيه في تقويضة قوية
و هو يهمس بنبرته المخيفة
لماذا مريم....
لماذا لا تكفي عن الاقتراب من تلك الغرفة
و مريم تتبتل بين يديه
تناغمه بهوادة تمتص حنقه
بمهادنة مخضرمة تزداد نضج كلما مر بينهم وقت
(أريد أن أتعرف عليهم من خلالها)
وتقصم قلبه و تدق عموده الفقري بكلمات
و تزداد اللعنات
و هو لم يدخلها منذ أخر مرة كان فيها
تلك الليلة التي بعدها تغير كل شيء أخفى
المفتاح جيداً
و أصبح هاجسه أن تعثر يوماً عليه و تكتشف الحقيقة
عمله , عمره , تلك جُل معرفتها به
و اسم والدته الذي أقر به في أحلامه تلك الليلة التي لن ينساها أبداً
تلك الليلة التي أفزعته من نومه
كانت أمامه بوجه لم يره فيها من قبل
تَشَقْق صدره و هو يسمعها
سحبته بحبال غليظة لفتها حول عنقه خنقته بمجرد كلمات
كان يتمني أن يغرق معها في وهم الحب و لو لبرهة خداعة , لكنها فاجئته

ساحقة المنطق أخيراً نطقت كلمة حق ..
أجل الحب سارق و حارق , مفجع و مبكي
أباه أحبه و حبه سرق منه روحه في لحظة قصد من الغفلة
حرق قلب أمه عليهما الأثنان معاً فماتت قهراً وكمداً بعد سجنه بأقل من عام
و هو يبكيهم
و الطريق خالٍ والشمس في طريقها للمغيب
و ها هو يعود لقلعته و أميرتها المجنونة
يحمل بعض الخضروات و الفواكه تعمد أن لا ينتقيها هو مخصوص عل و عسى تُعجب المتنمرة وينال الثناء المُحال
والبيت خالِ
و لا مجيب لندائه إلا الصدى
وجيوش الإغريق خرجت من الحصان لم تجد الطرواديين سكاري يترنحون في الأروقة يحتفلون بانتهاء الحصار
..................
و بجوار باب معبد أبولو كانت تغزل ثوباً وتنظم شعراً
برسيس
أجمل عذروات طروادة وابنة عم الملك لمحها من بعيد و بصدفة مُقَدرة
أشجع شجعان الجيش
أخيل الذي لا يُقهر قائد الجيش الإغريقي مهما طالته السهام أو الخناجر لا تخترق جسده أبداً
و لمحة لذلك الجسد الفتان
أشعلت نيران بداخله لم تُوقد من قبل فاعتاد النظر بافتتان واعتادت هي تلك النظرة
هل وقع في الحب .... أم في الفخ
تلك ميثولوجيا إغريقية
لا علم لي بها
ما أعلمة ويذكره التاريخ أن
بعد نجاح خطة حصان طروادة خرج أخيل يبحث عن الجميلة
وجدها كما تعَوّد لم تبارح المعبد و بين يديه كان يرفعها لأعلى استعداداً للهرب بها
إلا أن سهم باريس النافذ إلي كَعبُه بالمصادفة
كانت نهايته
أخبرها باريس وهي في أحضان أخيل تبكي بأنه يوجد ممر سرى بالقصر يؤدي إلى بر الأمان خارج المدينة تماماً ويجب اللحاق بالطرواديين للذهاب إلى مكان آمن ليحافظوا على سيف طروادة

هل تذكرون السيف
كان مستلقي كالعادة بعد قيلولة دامت ساعتين
يحث نفسه على الحركة
فالملل هنا قاتل من دونه
لا راديو و لا تلفاز ولا توجد أموال لتلك الرفاهيات أصلاً
ولا طعام .... أجهزت عليه كله
و تريد غلالة
و لسخرية القدر ستكون تلك مرتها الأولى بعد زواجها من الكهل و كل تلك الليالي
تتماهي معه في سِرب الوهم
غلالة تتذوق بها خجل العذروات و إن كان الأوان قد فات
فهي لا تتذكر مما للعذروات سوي القهر

و أمام مرآة المرحاض الغبشة قرأت في عيونها تلك الرغبة الطواقة
هي جائعة لكنه جوع بنكهة مختلفة
لا تريد لذلك الشعور من تفسير يكفيها أن عيناها تتلألأ
سترتدي عباءتها السمراء و حجابها الأحمر و ستذهب لسوق القرية سيفاجئ أن خوفه عليها غير مبرر و أنها ليست تلك الغافلة التي يعتقد
وتبدل الحال لا إرادياً
................
هي تعلم جيداً أن من مثلها لا يُخشي عليه
...............
علي الطريق تسير
أموالها في حافظة قماشية صغيرة أحضرها لها مرة من سفرة
تجاورهم بطاقتها و مفتاح الباب الخشبي الخاص بها
كان متواجد أمامها من قبل في جارور صادفته مئات المرات
لكن بعد إهدائه لها صار أثمن ما امتلكت في كل حياتها
مفتاح القلعة
و الطريق طويل و الشمس حارقة




و عصير المانجو بارد
منعش
كانت تترك به بعض القطع من اللحم الأصفر الشهي لأن ذلك يسعده
عبده
كانت تتعمد ارتداء عباءات واسعة لأنها تثير خياله
و هو يستكشف بيديه جسدها قطعة قطعة
و بدأت القصة المقيتة بمشهد علي التلفاز لسيد المنزل يغازل الخادمة
و ليلة بعد ليلة تختمر المكيدة
و الفتى ليس أخرق هو يعي ما يفعله جيداً
بذرة خَربة من الأساس
أب لاهي
و أم لا وجود لها إلا علي مائدة الطعام
و هي ...
أخرى مزق القهر و الانتهاك أوصالها
إن لم تنجد حالها الأن لن يشفي غليلها منهم إلا القتل
فقط الصبر المر هي كل ما تحتاجه
وخُطة لاستدراجه

و تركت للفتى منها كل شيء , كل شيء إلا الذروة

ووعداً أن الليلة الموعودة ستكون في غرفتها
هي

فَتحت عيونها فزعة على لهاث لمساته
تقابلت الأحداق
و تناثر الواقع مُهشماً على الفراش
المُدلل حضر
هو يعي ما هو مقبل عليه عيونه أقرت و شفاهه نطقتها بهمس خفيف شحذت أذنيها له
- لقد أتيت على الموعد
إلا أن صرختها التي رنت في المحيط حولها بإرادتها صرخة تعمدتها عالية رجت البيت بأسره
و عليها كان زوجها المتغافل وعجوز المكيدة في الغرفة
تبكي وتولول وتقسم أنه لمسها و يداه انتهكتها
وتحمد الله أن ألهمها الصراخ
الذي أنقذها من الهتك
.......................
هل أخبرتكم أن حرب طروادة خدعة
وأن هوميروس الإغريقي كان به من الخُيلاء و العزة بالإثم
أن يؤلف ملحمتين جبارتين في الأحداث (الإلياذة و الأوديسة )
بناءً علي كذبة
و أن لا أثر لطروادة على الأرض , أن لا وجود لباريس
و لا هيلين
أن مينالاوس تزوج جارة قصره الحسناء و عينها ملكة قلعته و انجبوا صبية حسناء أسموها أثينا
و حكم اسبرطة بكل عدل و يقين

أن برسيس خيال و قوة أخيل أكذوبة

...............
أخبرك
أن مهما كانت أسفل منك الأرض صلبة لا تأمن فخ السقوط
و أن لا هناك حصان و لا وجود لسيف طروادة
السيف الذي طالما ظل في أيدي الطرواديين فسيظل لهم مستقبل ويبنوا شعبهم من جديد






فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس