عرض مشاركة واحدة
قديم 15-10-20, 12:35 PM   #7

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفَصْلُ الرَّابِعُ

دائمًا نخـافُ من الفقد
نخافُ من الفراق

تـابـع ما يحدث من على بُعد بإهتمام بالـغ، أتسعت عينــاه للحظة وهو يراهــا على وشك الوقوع بعد إصابتهــا بـ طلق نـاري، حرك رأســه بالسلب ذهولاً على ما يراه، وجد "سيف" يلتقطهــا بين ذراعيــه صارخًا بإسمهـا بقلق، فـ أنعقد حاجبيـهِ بضيق، ثم أخرج هاتفـه وعبث فيـه قليلاً ووضعــه على أذنـه حتى أتـاه صوت الطرف الآخر مُتسائلاً على ما أمره بـهِ، فـ أجـاب بإنتبـاه وهو يُتابـع ما يحدث:
-في حد حاول يقتلهــا.

صمت طرف الآخر ثم سألــه بجمود:
-إزاي؟؟..

رد عليـهِ وهو يلتفت حولـه كي يتأكد عدم مُراقبة أحد لـه:
-كانت واقفة مع شريف بيـه ورجالتــه وبعدهـا إبنـه جـه وحاول يحل الموقف، بس فجـأة خرج صوت رصاص، تقريبًا كانوا 3 طلقات، وهي أتصابت، بس هي أتصابت عن عمد.

قال الأخير بصيغة آمرة:
-كُنت متوقع، تابـع الموقف ووصلني كُل حاجة أول بـ أول.

تمتم مؤكدًا:
-أكيد يا باشـا.

وقبل أن يغلق الهاتف، كانت أتسعت عينـــاه بذهول وهو يرى ما يحدث، وضع الهاتف على أذنـه مرة أخرى وهو يقول:
-ألحق يا باشــا.

******
بعد عدة سـاعات، حركت رأسهــا وهي تئن بهمسٍ ضعيف، حاولت أن تفتح عينيهـا ولكنهـا شعرت وكأن أجفانهـا كُتل رصاص، ألم شديد في كُل مكان بجسدهـا، تأهوت بخفوت وهي تحرك رأسهــا بتعب، فتحت عينيهــــا بتثاقل شديد، فـ هب "يوسف" واقفًا مُنتظرًا بـ فارغ الصبر أن تفتح عينيهـا، حاول تهدئة نبضات قلبــه ولكن عجز عن فعل ذلك، بينمـــا ظل "سـامر" جالسًا وهو يزفر أنفاســه بغيظ شديد، مسح على وجهه بقوة وهو يتواعد بشدة لهــا، تقوس فمــــــه بإبتسامة سـاخرة عندمـا فتحت عينيهــا وتمتم بـ تهكم:
-حمدلله على السلامـة.

لاحظ "يوسف" رعشة جسدهـا حينما سمعت صوتـه، ألتفت برأسهـا جانبًا لتراه جالسًا بجانب فراشهـا، مُبتسمًا بتهكم.. وعينـاه مليئة بالشر الدفين، أنتفضت من مكانهــــا وهتفت تلقائيًا بخوف:
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

أرتفع حاجبي "يوسف" من ردة فعلهــا، بينما قال "سامر" بحدة:
-إيــه شوفتي عفريت؟؟..

أعتدلت في جلستهـــا وهي تتسائل برعب:
-إنت بتعمل إيـه هنا؟؟.. إيـه إللي جابك؟؟..

وثب واقفًا وهو يقول بإبتسامة شامتـة:
-سمعت عن إللي حصل لأمك، قولت لازم أجيلك، ولا أنا غلطــان.

هبطت دموعهـــا بقهر ورغم ذلك هتفت بشراسة:
-إطلـــع براااا، بقولك برااااااااااا.

كاد أن يقترب منهـــا بعد أن أرتسمت علامـات الحنق على تعبيرات وجهه، ولكن أعترض طريقــه "يوسف" بـ جسده الضخم، تابعت "ســارة" ببُكاء يفطر القلوب:
-أرجوك يا مستر يوسف خليـه يطلـع براا، مش هستحمل وجوده، همـــــــوت.

شعر "يوسف بـ قبضة من حديدٍ منصهر تطبق على صدره، دفعـه بقوة هادرًا بصوتٍ غاضب:
-إطلع برااااااا، وإلا هطلبلك الأمن.

برقت عينــا "سامر" بـ شر وهو يقول:
-مش طالــع، أنا هفضل مع مراتي.

صرخت "سـارة" بـ هيسترية:
-أطلع برااااااا، أنا بكرهك، براااا بقــاااا.

زادت شراسة نظراتـــه وألتوى فكــه بعنف وهو يقول بهمسٍ خطير:
-إطلع برا.

رد عليـه الأخير بعصبيـة:
-مش طالــع و...

لم يكد يتم عبارتــه فقد فاجئــه "يوسف" بـ لكمـة عنيفة على فكــه، كاد أن يقـع ولكـه أمسكـه من تلابيبـه وهو يتحرك بـه نحو الخــارج، رأت ممرضة ما يحدث فـ أقتربت منهمـا وهي تقول بحدة:
-مينفعش إللي بيحصل ده، لو سمحتوا وقفوا الكلام ده وإلا هطلب الأمن.

هتف "يوسف" بعنف:
-أطلبي الأمن.

قال كلمتـه الأخيرة وهو يلكمـه مرة أخرى، فـ ركضت الممرضة سريعًا، تراجع "سامر" عدة خطوات للخلف، أستقـام واقفًا وهو يمسح الدم عن شفتـه بـ ظاهر يده، ثم لم يلبث أن هجم على "يوسف" ولكن كان الأسرع منـه حيث أمسك قبضـة يده قبل أن يلكمـه، قال "سامر" بلهجة شيطانية:
-إنت فاكر نفسك مين، بتدخل ليـه؟؟..

دفعــه بقوة وهو يُجيبـه:
-هي مش عيزاك تكون معاها في مكان واحد، وأنا غلطان من الأول إني مبلغتش الأمن يجوا ياخدوك.

أقترب "سامر" منـه وهو يقول بهمسٍ فحيح كالأفاعي:
-ماشي، هاعديهــا المرادي، بس صدقني المرة الجاية مش هسكت.

تراجع للخلف ثم قال بتهكم قبل أن يُغادر:
-سلام يا.. يــا يوسف بيـه.

رمقـــه "يوسف" شزرًا وهو يحاول أن يتمالك أعصابـــه الثائرة، راقبــه بـ عينين قاسيتين حتى أختفى عن انظاره، فـ هز رأســه بيأس على ما يحدث.

يبدو أنـــه دخل حرب..
حرب بين القلب والعقل
حرب بين عشقــه والواقـع
ولكن
أنتهت أولى المعارك

عــاد إلى داخل الغُرفـة فـ وجدهــا لا تُــزال تبكي بُكاءً حارًا، أقترب منهــــا بخُطى سريعــة وهو يقول بهدوءٍ ونظرات حانيــة دون شعور منـه:
-أرجوكِ أهدي، بلاش تعملي فـ نفسك كده، أهدي.

همست بمرارة:
-مـاماااا.

بلع ريقـــه بصعوبـــة قبل أن يهمس:
-مامتك خلاص أتدفنت يا سارة، الأعمـار بين يد الله وحده.

أتسعت عيناهــــا بذهول وهي تهمس بـ:
-أتدفنت!!..

تجمدت قليلاً في مكانهـــا قبل أن تعود للبُكـــاء مرة أخرى، كان "يوسف" يحاول بحديثـــه التخفيف من وطأة الموقف، إلا أنــه فشل في ذلك، ظلت تبكي حتى غلبهـــــا النوم أخيرًا، زفر بحرارة وهو يحدجهـــا بحنوٍ مثير، أخفض رأســه قليلاً هاتفًا بشرود:
-ياريتني كنت مكانـــه، على الأقل كنت قدرت أخدك في حُضنـي وأثبتلك إنك في أمـان طول ما إنتي جنبي.

******
ألجمت الصدمـة عقلـه.. توقفت xxxxب الساعة في تلك اللحظة.. وعينـاه مُتسعتان بذهول، لبرهة توقف قلبـه عن النبض، همس بإسمهـا بخوف دون شعور، بينمـا هي تخفض رأسهــا وخُصلات شعرهـا قد أنسدلت فـ أخفى وجههـا، هدر "سيف" بقلق:
-كـارمـا ردي عليـا، كارمـااااا.

رفعت رأسهـا فجأة تحدجـه بـ نظرات غريبـة.. وعينيهـا حمراوتين بقوة، خفق قلبـه بقوة وهو يراهـا في تلك الحـالة، هتفت بهمسٍ خطير:
-أبعد إيدك عني.

عقد ما بين حاجبيـهِ بريبـة، وشعور الذهول قد عـاد يُسيطر عليـهِ من جديد، قبضت على ذراعــه الذي يحاوط بـه خصرهـا لتبعده عنهـا بهدوء ثم هبت واقفة ترمقــه بـ نظرات غير مقروءة، نهض معهـا وهو يرمقهـا بعدم تصديق، هتفت "كارما" بهدوء مريب:
-كنت عاملة حسابي.

رفع "سيف" حاجبيـهِ للأعلى وقد فهم أنهـا أرتدت سترة واقية من الرصاص، أقتربت منـه عدة خُطوات قبل أن تُتابـع بهمس خافت:
-أظن أن ده دليل على إني مش بخاف من أي حاجة.

تسمر "سيف" مكانـه وهو ينظر إليهـا بصدمـة قبل أن يعقد ما بين حاجبيـهِ، لم يرد عليهــا بل ظل يراقبهــا طويلاً، ثم رفع يده إلى جبهتـه وهو يهمس بداخلـه ‘‘يا إللهي.. من أين وقعت عليّ تلك المصيبة’’

أرتمست على تعبيراتهـا علامات الجدية وهي توجه أنظارهــا لـ "شريف" الذي ظل واقفًا كالصنم من فرط الدهشة:
-أظن كده حضرتك عرفت مين هي كـارمــا عزيـز يا شريف بيه، أتمنى حضرتك تشيل من دماغك حكاية المصنـع هنـا.

سكتت لحظةً ثم قالت:
-سلام.

قالتهــا وهي تلتفت للقرويين الذين ألقوا عليهـا نظرات من الدهشة والإعجاب، ثم عادت تنظر لـ "سيف" الذي كتف ذراعيـهِ المفتولتين حول صدره القوي، وقد عاد يحدجهـا بـ نظرات قاسية، إبتسمت لـه بتهكم قبل أن تُغادر المكـان بعد أن هدأت العاصفة.. وبعد أنتصارهــا في أولى معارك.

******
في المساء..

خرجت "كـارمــا" من منزلهــا بعد أن وصلت إليهـا ورقة صغيرة وقد كُتب فيهـا كلمتين فقط باللغة منقمـة ‘‘إنزلي حالاً’’، زفرت بضيق وهي تراه يقف بـ هيبتـه المُخيفـة.. مُستندًا بـ ظهره على السيارة.. يحدجهــا بـ عينين واثقتين لا تخشى، وقفت أمامـــه ثم عقدت ذراعيهـا أمام صدرهـــا وهي تسألــه:
-عاوز إيـه؟؟..

لم يرد عليهـا بل إبتسم لهــا بتسلية وهو يرى غضبهــا الي تحاول كتمــه، هتفت "كارمـا" بضجر بعد أن لاحظت إبتسامتـــه الساخرة:
-إنت جاي هنـا عشان تبتسملي وتتأمل فيا؟؟.. ما تنجز وتقول عاوز إيـه؟؟..

ألتمعت عينيـه بلؤم وهو يقول:
-تؤتؤ، أنا كده أزعل، مينفعش تتكلمي معايـا بالشكل ده، خصوصًا وده الأهم إني هبقى جوزك.

زفرت "كارمـا" ببُطء وتذمر ثم قالت بلهجة قويـة:
-واضح إن جاي عشان تقولي الكلمتين دول، على العموم ردي زي ما هو، مش هيحصل الكلام ده أبدًا.

رمقتـه بـ نظرة أخيرة قبل أن تتراجع للخلف خطوتين وتستدير، ولكن قبل الشروع في فعل ذلك، كانت قبضة يده تقبض على معصمهــا ليجذبهــا إليـهِ فـ أصطدم جسدهـــا بـ صدره، أرتسمت علامات الغضب على وجههــا وحاولت دفــعه فـ وضع يده الأخرى على ظهرهـا جاذبًا إياهـــا مرة أخرى نحوه وهو يهمس بغضب:
-وقفي بقا إللي بتعمليـه ده، مش هخطفك يعني.

أجابتـــه بحدة:
-إيــــه إللي بتعملــــه ده؟؟.. وبعدين ولا تقدر أصلاً تقربلي.

سيطر على أنفعالاته بصعوبة وأكتفى بذلك البريق المُخيف الذي ظهر بداخل عينيـهِ قائلاً:
-إنتي لسانك قطعــه هيبقى على إيدي، أنا مقدرش أأذيكي أو أخطفك مثلاً؟؟..

ردت عليته بنبرتهـا الشرسة:
-ولا تقدر أصلاً، والحركتين إللي عملتهم دلوقتي دي هحاسبك عليهم.

هتف بهمسٍ خطير:
-إنتي بين إيديـا.

هتفت بثقة:
-ولا تقدر تعمل حاجـة و..

قاطعهــا حينمـا أرخى قبضتـه عن معصمهــا ليضع يده خلف عنقهــا يجذب رأسهــا نحوه، شهقت بصدمـة وهي ترى انـه لم يُعد هناك مسافة بينهم إلا خطوة واحدة، شعرت بأنفاســـه الحـــارة تلهب عنقهــــا وعينيـــه قد تاهت في عينيهـــا الساحرتين، تــاه للحظـــات وهو يشعر بأنــه أنفصل عن العالم ولكن سُرعـان ما عاد إلى أرض الواقع فـ قال بهمس:
-أنا أقدر أعمل أي حاجة يا كـارمــا، بس أنا مش عايز أتعامل معاكي بأسلوب الغصب، لكن أي حاجة بعوزهـا باخُدهــا.

بلعت ريقهـا بصعوبـة بينمــا تابـع بهمسٍ:
-وأنا عايزك.. وهتجوزك.

بهت لونهـا مع إتسـاع عينيهـا بـ كلماتــه التي رددهـا، تجمدت بمكانهـا غير قادرة على الحراك، أمـا هو تابـع حالتهـا بـ تسلية، أضــاف بإبتسامة ماكرة:
-وزي ما أثبتي النهاردة إنك قويـة، أنا هثبتلك إني أقدر أعمل أي حاجة أنا عاوزهـا.

إبتعد عنهــا فجـأة قائلاً بجمود:
-خُدي بالك من نفسك كويس؛ لأنك بقيتي في خطر، سـلام.

إستدار عنهـا ورحل، وقفت هي تُتابـع رحيلــــه بذهول وهو يستقل سيارتـــه ليغادر من المكان، وضعت يدهـا على صدرهــا فـ شعرت بـ نبضات قلبهــا تتزايد، ركضت نحو منزلهــا وحينمـا دخلت.. ضربت الحائط بقوة وهي تهدر بغضب جـامح:
-حيـــوااااان، ومُتخلف.

******
هو يعشق التمرد.. يعشق القوة..

أغمض عينيـهِ للحظة قبل أن يفتحهمـا وقد أحتل عقلــه التفكير، هي وحدهــــا.. من أرادهــا ولن يُريد غيرهــا ولو أجتمعن نساء العالم كلهن أمامـــه، لن يختــار سواهــــا.. صاحبة العينين الزرقاوتين.

خرج من تفكيره على صوت رسالة، فـ تنهد بـ عُمق قبل أن يمسكــه، أوقف سيارتـــه بـ مُنتصف الطريق، ثم فتح الرسالة، كانت ملامحـــه هادئــة ولكن تصلبت فجــأة ومع مرور اللحظات كانت ملامحـــه أصبحت مُخيفـة، يـا ويــل من سيراه حاليًا، فقد بـات كالوحش مُستعدًا أن ينقض على أي شخص يمر بجواره، فمن سيراه حتمًا سيكون مقتولاً.

ترجل عن السيارة وصفق الباب بقوة، أخذ "سيف" نفسًا عميقًا قبل أن يقول بصوتٍ غامض قاسي:
-كان لازم أتوقع.

ضاقت عينـا "سيف" على نظرات أشد عُنفًا هاتفًا:
-لازم أعمل ده، لازم وبأي شكل.

أزداد ضيق عينيــهِ وبدا مثالاً حيًا للشر، مُرعبًا كـ كائن أسطوري مفزع، همس ببطء:
-هتجوزهــا، حتى لو وصل الأمر إني أخطفهــا وأتجوزهـــا.

******
الحرية أن تفعل ما لا تُريد..
وليس أن تفعل ما تُريد..

دخلت "ثُريــا" بخُطى ثابتة غُرفة مكتبــــه، فـ وجدتــه جالسًا أمام مكتبــه، وعلامات التفكير مُرتسمـة على تعبيراتــه، تنهدت بضيق وهي تحدجـه بنظرات قوية، فــ هو على تلك الحـالة مُنذ فترة طويلـة ولا تعلم السبب، تحركت ببُطء نحوه حتى وقفت أمامــــه ثم قالت بجدية:
-وبعدين يا شريف، هتفضل على الحالة دي لغايـة إمتى؟؟..

أخفض رأسـه ولم ينبس بكلمة واحدة، فــ تابعت:
-إنت بقالك فترة مش في حالتك، إيـه الحصل وقلب حالك بالشكل ده؟؟..

رد عليهـا بإقتضاب:
-ولا حاجـة يا ثُريا، متشغليش بالك.

سألتــه بإهتمام:
-قدرت تاخُد الأراضي النهاردة؟؟..

هتف بضيق أكبر:
-لأ.

صمتت قليلاً قبل أن تسألــه بضيق:
-إنت آخر مرة شوفت فيهـا إبنك كان إمتى؟؟..

نظر إليهــا من طرف عينيـهِ مُجيبًا:
-النهاردة.

أتسعت عينيهــا وهي تقول بـ حدة:
-معنى كلامك ده أن إللي سمعتـــه النهاردة صحيح.

هبّ واقفًا وهو يسألـــــها بحدة:
-سمعتي إيــه؟؟..

ردت عليهــا بحدة أشد:
-كل كلامهم على حكاية البنت إللي وقفت قُصادك ومنعتك من إنك تقرب منهم ومن أراضيهم وبيوتهم، حتى وصل الأمر إنها رفعت عليك السلاح.

بدأت نيران الغضب تشتعل بداخلـــه فـ هتفت بإنفعال:
-طيب البنت دي لازم تتربى، مينفعش نعدي إللي عملتــه ده، قول لإبنك يتصرف ويشوفلهــا أي مُصيبة تيجي تاخُدهــا.

قال "شريف" بلهجة قوية:
-متدخليش سيف فالموضوع.

تمتمت "ثُريا" بإستنكار:
-نعـــم!!.. أومال لازمـة إبنك إيــه؟؟.. خليـه يتصرف ويشوف البنت دي.

أشتدت لهجتـه قوة وهو يتمتم:
-أننا قولت سيف لأ، وملكيش دعوة بيه، كفايـة كُرهك من ناحيتهُ.

صرخت بغضب:
-يعني عايزني أحبــهُ؟؟..

على صوتـه فجأةً قائلاً بعصبية:
-وقفي الكلام ده، مش ناقص على آخر الليل دمي يتحرق.

كتمت باقي كلماتهــا التي كانت تودّ قولهــا، وبقت تحدجــه بغيظ، لم يعبئ بـ نظراتها بل تحرك من أمامهـــا متوجهًا نحو الخارج، ظلت واقفة كالصنم ولكن علامات الكُره لم تختفي من على وجههــا بل زادت، هتفت بغل شديد:
-بكرهك يا إبن النصـار، بكرهك.

******
بعد عدة ساعـات، عاد "سيف" إلى فيلتـــه ومازال الغضب يشتعل بداخلـــه وتلك اللمعة المُخيفة لم تختفي من عينــاه، ترجل عن سيارتــــه وهو يهدر بصوتٍ عالٍ لأحد الحراس، فـ أتى مهرولاً وأنتظر منه الأمر، نظرة من عينيــه وكان تحرك نحو السيارة لـيقودهـا نحو الجراج، تحرك بخُطى سريعة نحو الداخل، عقد ما بين حاجبيـهِ حينمـا وجد "يوسف" يجلس على الأريكـة وعلامات الغضب على وجهه، سـار نحوه وهو يسألــه بلهجة خشنـة:
-إيـه إللي جابك؟؟..

وثب "يوسف" واقفًا فـ قال بإمتعاض:
-يعني أنا جايلك وإنت تقولي جاي ليـه؟؟.. إيه السؤال ده؟؟..

قال "سيف" بلهجة عنيفة:
-بقولك إيــه يا يوسف، أنا إللي فيا مكفيني، جاي ليـه؟؟.. عاوز إيــه؟؟..

رفـع "يوسف" حاجبيـهِ للأعلى، وجد نفسـه يسحب سترتـه من على الأريكة وهو يقول بغضب:
-أنا ماشي.

وقبل أن يندفــع نحو الخـــارج كان جسد "سيف" أعترض طريقــه وهو يقول بضيق:
-معلش يا يوسف، بس دماغي مشغولـة ومش طايق أي حاجـة، يعني لولا أنك صاحبي..

صمت قليلاً قبل أن يقول بجدية:
-كان زماني مسكتك وأديتك علقة مُحترمـة أطلع بيهـا غضبي.

أتسعت عينــاه وهو يتراجع للخلف وقد همس تلقائيًا:
-ينهار أسود.

تمتم "سيف" وعينــــاه تلتمعان بقسوة:
-هو فعلاً أسود.

صمت "يوسف" قليلاً قبل أن يقول بإختناق:
-أنا جيت هنـا من كُتر الخنقـة، حسيت إني لو فضلت لوحدي هيجرالي حاجـة، عشان كده جيتلك.

رمقــه "سيف" بنظرات صامتـة، فـ تابـع:
-أنا هبات معاك الليلة دي.

حرك "سيف" رأســه قبل أن يُصيح بإسم كبيرة الخدم، أتت مُسرعة في خلال لحظات فقال بصيغة آمرة:
-خليهم يجهوزا أوضة لـ يوسف حالاً.

حركت رأسهـا بإيماءة خفيفة ثم عادت إلى الداخل، تنهد "سيف" بحرارة قائلاً:
-أنا رايــح أوضة التمرينات، محتاج أطلع الغضب إللي جوايا وإلا هنفجر.

أومئ "يوسف" برأســه هاتفًا:
-أنا بردو محتاج ده.

صعدا معًا إلى الطابق الأعلى حيثُ كان وصولهمـا لصالــة رياضيـة، دخلا الغُرفــة وبدأ كلاً منهمـا بنزع قميصـه، بدأ "سيف" بـ مُمارسة رياضة الضغط على الأرضيـة ليخرج الطاقة السلبية التي بداخله، في حين بدأ "يوسف" بـ الركض بسُرعة عاليـة أعلى اللعبة الشهيرة الماشيــة، وعقل كُلاً منهمــا في عالم آخر.

******
تمددت على فراشهــا بعد أن أرتدت منامتهـــا باللون الأبيض، تنهدت بـ تعب.. فـ الأحداث كانت كثيرة عليهـا اليوم، فكرت سريعًا في حديث "سيف"، فـ أمتعضت ملامحهــا وهي تهمس:
-همجي.

كادت على وشك أن تغمض عينيهــا قبل أن تستمع صوت رنين هاتفهــا، أرتسمت علامات الحنق على وجهها وهي تعتدل في جلستهــــا، سحبتـه من على الكومود وهي تُسلط أنظارهــا على أسم المتصل، رفعت حاجبيهـــا بريبة وهي تهمس:
-برايڤت نمبر!!..

أنقبض قلبهــا نوعًا ما، فـ الرقم ليس مكتوب بل كُتب مكانهـــا رقمٍ خاص، بلعت ريقهــا بصعوبة قبل أن ترد على الهاتف، أتاهــا صوت رجولي أجش قائلاً:
-أهلاً أهلاً يا كـارمـا، كُنت مُتأكد إني هلاقيكي صاحية، تلاقيكي بتفكري في إللي حصل النهاردة، مش كده؟؟..

تسائلت بريبة:
-مين معايـــا؟؟..

لم يعبئ بـ سؤالهــا، بل تابــع قائلاً:
-بصراحة أنا مشوفتش زيك، ماسكة في إيدك سلاح، ومجهزة نفسك إنك مُمكن تتعرضي لضرب نـار، إيـــه الجبروت ده؟؟..

رددت "كارمـا" بـ حدة:
-بقولك إيـه، يا تقول إنت مين وعاوز إيــه، يا هقفل المُكالمـة.

سمعت قهقتـــه العاليـة فـ أغمضت عينيهــا محاولة السيطرة على أعصابهــا، سمعتــه يقول بلهجة خشنة:
-مش لازم تعرفي أنا مين، لكن إللي أقدر أقولـــه إنك يا بنت الحلال تبعدي، أبعدي أحسنلك عن الموضوع ده.

لم ترد عليــه، فـ تابـع مُضيفًا بجديـة:
-المرة دي إنتي لحقتي نفسك من الموت، المرة إللي جاية هتلاقي الرصاصة في راسك.

قالت "كارمــا" بإبتسامة واثقة:
-طيب أنا مبتهددش، وأعلى ما في خيلك أركبـــهُ.

سمعتـــه يقول بنفس لهجتهــا الواثقة:
-براحتك، أنا حذرتك، وإنتي عليكي تختاري، سـلام.

أغلق الهاتف، فـ تلاشت إبتسامتهـــا وهي تشعر بأنهــــا وقعت بداخل لعبـة كبيرة، همست بقوة:
-مش هنسحب، الحرب لسه في بدايتهــــا.

حركت رأسهــا إيجابيًا وهي تغمغم:
-هواجـه أي عقبة هتقابلني، مش هخـاف أبدًا.

******
غاص بداخل نومٍ عميق بعد أحداث التي رأهـــا، كانت صوت أنفاســـه تتحشرج.. بدا وكأنـه يُعاني من صعوبـة التنفس، بينمــا عقلـــه يحلم حلمًا غريبًا، ولكن كلمــا مرت لحظة من الحلم يزداد أختناقًا.. فقد وجد نفســــه واقفًا في مكان غريب، عقد ما بين حاجبيـهِ وهو يرى عدم وجود أي شخص يُسير في المكان، المكان هادئًا تمامًا إلا صوت الطيور وحفيف الأشجار، تحرك بخُطوات بطيئة في البداية ومع مرور ثواني وجد نفســـه يركض، إلى أين؟؟..

لا يعلم!!..

توقف فجـــأة وصوت أنفاســــه الاهثــة هو المُسيطر على المكان، ضيق عينيـهِ وهو يرى سيارة سوداء تقف على بعُد أمتــار، السيارة تُشبــه سيارة.. "كـارمــــا".

ركض نحو السيارة وقلبـــه يخفق بقوة حتى وصل، أتسعت عينـاه بهلع حينمــا وجدهـــا جالســــة بداخلهــا ولكن مُغمضة العينين، ويوجد جرح سطحي على جانب جبينهـــا، غيرُ أن هُناك الكثير من الدمــاء على ملابسهـــــا، فتح باب السيارة وهو يهدر برعُب:
-كـارمــاااا، كارمـا ردي عليا، كـارمــــااااااااا.

سمع صوتهــــا وهي تهمس بضعف:
-سيــف!!..

لف ذراعـــه حول خصرهـــا وهو يجذبهــــا إلى صدره هامسًا بلهفة:
-أنا جنبك، جنبك ومش هسيبك أبدًا.

فتحت عينيهـــا بضعف هامســة بوهن:
-كنت عـارفة إنك مش هتسبني، أرجوك ألحقنـي.

وضع ذراعــه الآخر أسفل ركبتيهــــا وهو يخبرهـــا بـ خوف:
-ماتقلقيش، مش هسمحلك إنك تروحي منـي، أنا مليش غيرك.

أغمضت عيناهـــا بتعب ثم رفعت ذراعيهــا ولفتهمـا حول عنقــه، دفنت وجههــا في عنقــه لتشهق فجــأة.. كانت شهقــة ألم، بينمــا حملهــا هو بين ذراعيـــــه الحديدتين راكضًا بعيد عن السيارة، دقيقة واحدة كانت أنفجرت السيارة، أستدار "سيف" إلى السيارة بـ عينين مذهولتين، ثم عاود النظر إلى "كارمــــا" فـ وجد أنها لا تُزال تنزف بغزارة.

تحرك نحو أحد الأشجــار الكبيرة، كي يضع "كارمـا" على الأرض وذراعـــه الأيمن لا يُزال محاوط خصرهـــا، رافعًا إياهـــا لتبقى رأسهـــا نائمـة على صدره، أبعد خُصلات شعرهـا المتناثرة عن وجههــا وهو يهمس بعُنف:
-كـارمـــا، إيـه إللي حصلك؟؟.. مين عمل فيكي كدا؟؟..

همست وهي تعض على شفتهـا السُفلى:
-كتير، كتير عملوا فيــا كدا، وفي إللي عايز يعمل.

فتحت عيناهـا نصف فتحـة وهي تُضيف:
-بس لسـه مظهروش.

همست مُضيفة بإعيــاء:
-أرجوك ألحقني، أنا حاسـة إني بموت خلاص.

قالت كلمتهـا الأخيرة وقد غلف الظلام عينيهـــا، أغمضت عينيهـــا بوهن شديد فاقدة الوعي بين ذراعيـــه، فـ صرخ بجنون بعد أن شعر بـإنسحاب روحــه ببُطء:
-كــارمـــاااااااااااا.

في تلك اللحظة أفــاق "سيف" من نومـــه منتفضًا بفزع وهو يتصبب عرقًا غزيرًا، أرتفــع صدره وهبط وكأنـه قد قطـع أميالاً في الركض وليس مُجرد كابوس هاجمــه، حدق لبرهــة في الفراغ أمامــه وهو مُتصلب الجسد، أستغرقــه الأمر عدة لحظات ليتمكن من تهدئـة أنفاســه اللاهثـة، أغمض عينيــهِ ساحبًا نفسًا عميقًا ثم زفره بقوة،
عاود فتح عينيــه هامسًا لنفسـه بتوتر:
-كابوس، كان مُجرد كابوس، كل حاجة هتبقى زي ما خططلهـــا.

أنزل ساقيــه ببُطء وانحنى بـ جذعــه للأمام قليلاً، وضع كلتــا يديـه على فروة شعره مُمرًا أصابعــه في خُصلات شعره قائلاً بقوة:
-بقينــا في خطر دلوقتـي، بس هتصرف، مش هسكُت.

******
أسدلت الشمس ستائرهــا مُعلنـة عن بدايـة يوم جديد، جلست "كارمـــا" على الأريكـة بإريحيـة ووضعت ساقهـا فوق أخرى وهي ترمق "رامي" بـ نظراتٍ جـــادة، سحب نفسًا عميقًا قبل أن يقول بجدية:
-ينفع إللي إنتي عملتيــه ده يا كـارمـا؟؟..

ردت بصوتٍ هادئ:
-للأسف يا رامي، إنت إللي غلط فالبدايـة، المفروض كنت إنت تبقى أول واحد تدعمنـي، مش أول واحد تقف ضدي.

هتف بغضب مكبوت:
-إنتي كُنتي هتموتي، لولا ستر ربنــا.

تمتمت بهدوء:
-مفيش حد بيموت ناقص عُمر.

زفر بـ حرارة وهو يسألهــا بإهتمام:
-طيب إنتي هتستفيدي إيـه من ده كلــهُ؟؟.. إنتي عرضتي حياتك للخطر، والموضوع ملوش علاقـة بيكي!!..

قالت "كارمــا" وهي تهز كتفيهــا:
-مش لازم تعرف يا رامي ليه بعمل ده، على الأقل دلوقتي.

حرك رأســه بيأس من عنادهــا، فـ تابعت وهي تُشير بيدهـا:
-بس أنا مش هقدر أسكت عن الظلم ده، فـ هتبقى معايــا ولا لأ؟؟..

رد عليهـا بتأكيد:
-وهي دي عايزة كلام، أكيد معاكي.

إبتسمت لـه إبتسامة خفيفة قبل أن تصل رسـالة إلى هاتفهــــا، ألتقطتــه من على الطاولـة وبدأت بـ قراءة الرسالة النصية، أتسعت عينيهــا قليلاً، ولكن تمالكت نفسهــا على آخر لحظة، أرتجف جسدهــا للحظة، فـ تسائل "رامي" بقلق:
-مالك يا كـارمــا؟؟.. في إيــه؟؟..

أبعدت خُصلــة مُتمردة من على وجههـا لتضعهــا خلف أذنهــا وهي تُجيب ببساطة زائفة:
-مفيش، متاخُدش في بالك.

حرك رأســه بالموافقة وهو يحدجهــا بـ دقـة، في حين همست "كـارمــا" بداخلهـــا بقلق:
-لو ده حصل فعلاً، هتبقى كـارثة، كارثة ومش هعرف ألحقهــا ولا أسيطر عليهــا.
******


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس