عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-20, 09:35 PM   #257

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

عاد ليتساءل بخفوت متحكم بالجنون الذى مسه أمام ملامحها القريبة و مقلتيه تلتهم هذا الالم المشع منهم بفصول

( هل ...... أنتِ بخير ؟!!)

مرت لحظه تحاول بها ان تستجمع شجاعتها و شتات روحها و كل الاجابات الحمقاء تدب داخل عقلها و تكاد ان تتحرر .... بخير كم هو مؤلم هل حقاً يتساءل ان كانت بخير ..... هل لها ان تخبره كم تتألم روحها .... هل لها ان تخبره عن مدى جنونها و حماقتها !!

طأطأت رأسها و هى تبتلع حرقة حلقها و نظراتها تنحدر نحو الكتاب مجدداً لتعى ان عقلها تجمد فقط عند هذه الصور لتجد نفسها تقول دون ان تحسب كلماتها

( يثير غضبك ان ياتى أحد الى هنا اليس كذلك ؟! )

لم يكن يدرك هذا الانعقاد الذى حل على ملامحه و عقله يدرك انه للحظة فقد شعوره بالمكان .... لن ينكر انه بالفعل كان غاضب منها قبل لحظات لكن لم يكن الغضب مصدره هو تواجدها هنا لا بل شعوره الغريب الذى أصبح يراوده حينما يراها !!!

هذا الضعف الغريب الذى أصبحت تشكله له .... غاضب من كونه تصالح مع كل شئ يخص هذه الغرفة و قد تأكد شعوره هذا .. اليوم !! ..... هل فقد عقله بالتأكيد أجل فقده .... لقد فقد عقله فى تلك اللحظة التى خرجت بها تاليا من باب مكتبه .... و شعوره انه يريد ان يشعر بهذا الالم الذى كان يخلف كل لقاء بينهم ان يعود له منجديد لكنه لم يحدث !!

لا يعلم لماذا غضب و كان غضبه كله يتوجه نحوها هى !! .... و الأن تتساءل هل غضب من تواجدها هنا كم هذا غريب

ازدرد أردال حُرقة غريبة كانت تتواجد بحلقه و عيناه تتابع اهتزاز حدقتيها المضطرب و هى تنتقل على صفح وجهه بغرابة .... و كأنها تترجاه ان يردد رفضه لكلامها !! .... يشعر بارتجاف جسدها بين صلابة صدره الذى يحتويها ... أغمض جفونه بعنف يرفض ذلك الارتجاف الذى صاحب نبضاته يرفض الاجابة بما تريد !!! .... لكن نبراتها الخافتة المرتجفة التى صدحت بالم فاجئه و هى تتململ لتبتعد خطوة للخلف جعلت قلبه ينقبض بعنف غريب خاصتاً و هو يراها تمد كفها المرتجف بذلك الكتاب له

( اعتذر !! .... لقد اخطات بالقدوم الى هنا مجدداً .... فانا اعلم كم هذا المكان خاص بالنسبة لك !!! )

شعر للحظه بصدمة غريبة تسللت الى خلايا عقله و هو يرى تراجعها بهذا الشكل العجيب و كفها الممدودة نحوه بالكتاب !

اخذ ينقل انظاره بين ملامح وجهها الشاحب و حدقتيها المهزوزتين و بين الكتاب المرتجف بارتجاف كفها و شعور اغرب بالغضب بدأ يدب باوصاله ليجد نفسه و دون اى تحكم و سيطرة يقترب هو الخطوة التى خطتها اقدامها نحو الخلف مردداً بتساءل نابع من تشوش عقله

( على ماذا تعتذري تحديداً نارفين !!! ... هل على قدومك الى هنا للمرة الثانية دون استئذان .... ام على اقتحامك لاشياء خاصة كما قلتِ منذ لحظات )

تابع بوضوح انكماش جسدها العنيف و خطواتها الخرقاء نحو الخلف مما جعل غضبه يتزايد ..... فضعفها هذا أصبح ينعكس عليه بالمثل و كم يكره هو هذا الضعف الذى يجعل مشاعر المرء تتحكم به !!!

كادت نارفين ان تتعثر و قدمها تتفاجأ بالفراغ الناتج عن هذا العلو الفاصل بين مكان الرفوف و ارضية الغرفة لكنها شعرت بجسدها يرتطم بصدر عضلي دافئ بدلاً من ارضية الغرفة الباردة و نبراته العميقة التى لفحتها مع انفاسه المحرقة

( احترسي نارفين .... كم مرة على ان اقولها لك ؟!! )

رفعت سمائها لتواجة نظراته الحادة و التى امتزجت مع قلق غريب لم تستوعبه بينما كان قربه يحرقها بعنف هذا الاحتياج الذى يأكل روحها لتعود و تبتعد بحركات هادئة و بكلمات خرجت بثبات فرضته هى عليها

( اعتذر على الاثنان معاً )

نكست رأسها كما صمتت و هى تبتلع تلك الغصة المريرة التى شعرت بها تتشعب نحو روحها لتكمل بعدها و عيناها ترتفع لتخترق محيطه اللامع بغرابة

( و اعتذر ايضاً لرؤيتي الى هذه الصورة القابعة بين صفحات الكتاب ... و ايضاً دون استئذان !!! )

شعرت بالم غادر يداهم جانبات صدرها و هى ترى انعقاد حاجبيه و تجهم ملامحه ... لا تعلم لماذا تهورت و قالت تلك الكلمات الحمقاء لكنها حاولت ان تتماسك و تنجو بنفسها من هذا الحوار الذى لا يزيد الأمر الا سوء ... يزيد من الم قلبها لتهرب بعيداً عنه و عن الغرفة التى شعرت بالاختناق بين رفوفها و جدرانها !!

بينما هو لايزال يقف صامت يتابع حركاتها المضطربة و هى تغادر بانشداه و شعور عجيب بالتشتت يسيطر عليه !!! ..... لماذا صدمه أمر انها رآت أحد الصورة ؟! ... انها رآت ذلك الأردال القديم الذى أخفاه بين طيات آلامه !

ازدرد ريقه بارتجاف وتيرة نبضات قلبه و هو لا يستوعب شئ لم يعد يفهم تلك المشاعر الغريبة التى تثيرها هذه الفتاة به .... شعر بجنون يكتسح عقله .... و افكاره المختلطة تلقيه بأماكن غريبة !!

التقط الكتاب الذى سقط منها قبل قليل يقلب بين صفحاته عن تلك الصورة التى تحدثت عنها !!

اليس هذا جنون بحد ذاته ؟!! ... ان يبحث بفضول عن ما رآت من تلك الصور الذى هجرها هو منذ زمن .... صور كره ان يراها او يتلمسها كما كره كل ذكرياتها !!

زفر انفاسه برتابة و عينيه تقع على الصورة التى ظهرت له تسخر منه أكثر .... تسخر منه اثر الخواء الذى شعر به حيالها و حيال من تشاركه بها !!! ... و كان ذلك الجنون اخذ يتقافز و يتزايد أكثر داخله و هو يقلب بين صفحات كتاب تلو الاخر .... يخرج كل هذ الذكريات من بين رفوفها الكئيبة .... الم يحاول فعل هذا من قبل لعدة مرات و كانت جميع محاولاته تنتهى بالفشل !!!! .... ما الذى يحدث الأن اذاً ؟!!

ألقى بجسده على مقعد المكتب الوثير و أنامله المغبرة تخترق خصلات شعره البنى دون ان يكترث !! ... و انامل كفه الاخرى تحل رابطة عنقه بضجر .... يتابع بمحيطه الهادء بشكل غامض الصور الملقى على سطح المكتب و ذكرى بعيده تعود لتداهم مخيلته دون ان تترك اثرها المعهود على روحه !! .... ذكرى اليوم الذى شعر به انه قد تلقى طعنات غادرة مزقت روحه الى اشلاء لم يستطيع جمعها حتى هذا اليوم !!

ذكرى غطت بسوادها تقيح جروحه و نبراتها الناعمة التى اخذت تتحول الى سكاكين حادة تقتله

" أنت تخلط الأمر أردال !! .... "

صمت و جفونه ترمش بعدم استيعاب بينما تقطعت نبراته بتلعثم للمرة الاولى بعد زمن

" كيف ؟! ... ما .. ماذا تقصدين تاليا ؟!! "

مسحت بتوتر على ملامحها الناعمة التى لا تزال تحمل اثار النعاس بشكل واضح و اضطراب روحها يأن بشكل موجع داخلها و يقينها ان تلك الكلمات التى سوف تتفوه بها سوف تكون النهاية حقاً !!!

" ان ما حدث على هذا الفراش .... اقصد ان ما حدث بيننا لن يغير اى شئ !!! "

أرتدت رأسه للخلف و حاجبيه ترتفع بصدمه بينما نبراته خرجت مشدوهة

" هل تدركين ما تتفوهين به تاليا !! "

نكست رأسها بتوتر نحو الأرض تهرب من اللهب المستعر الذى غلف مقلتيه بينما أناملها ارتفعت نحو خصلاتها الهاربة بارتجاف تعيدها خلف إذنيها لتتمتم بعدها بارتجاف أكبر حملته وتيرة نبضاتها

" ما حدث كان ناتج عّن رغبات حملها كلانا نحو الاخر أردال !! ... لكن هذا لا يعنى اى شئ اخر ... ان نعود مثلاً .... "

بترت حروفها المتقطعة و هى تشاهد هذا الانتفاض العنيف الذى حل بجسده و هو ينهض بحدة من على المقعد بجانبها لتحاول هى ان تردد اسمه لكن قبضته التى ارتفعت بعنف و حدة مضاعفة أمام وجهها المتها لكن كلماته التى جاءت كالشظايا لتدمى قلبها كانت كفيلة لتمحو نبراتها حتى

" لقد انتهى الحديث الى عند هذا الحد ... فَلَو كنتِ بائعة هوى لما كنتِ سوف تتحدثي بذلك الشكل الرخيص !! "

زفر أردال انفاسه بهدوء عجيب و عقله يعود من جديد الى هذا الواقع ... يعود ليزيد من تشوشه أكثر و هو يدرك ردات فعله الغريبة ! .... لكن لحظة واحدة فقط كانت فاصلة و مشهد اخر مغاير تماماً جعل انفاسه تضطرب بشكل مختلف لم يعهده او معنى أصح فاجئه ! .... فلم يكن ذلك المشهد سوى هذا التقارب الغريب الذى جمعه مع نارفين بمكتب برهان !!!!

***

خطت بتمايل تدرك بفطرتها ان دلالها هذا يثيره منذ زمن بعيد لكن تلك الابتسامة الغريبة التى لمحتها بشكل مبهم تتشكل على صفح وجهه و نظراته الغامضة جعلت خطواتها تتوقف قبل ان تصل لمنتصف غرفه مكتبه لتتساءل بنبراتها الناعمة مع دلال مضاعف

( ماذا بك عزام !!! .... لماذا تنظر الى بذلك الشكل الغريب ؟!! )

صدحت ضحكته بطريقة متلذذة و نظراته تتمهل على تفاصيلها بتلكئ خطير بينما نبراته خرجت ثابتة بشكل لم يرضى غرورها

( انها المرة الاولى التى تأتين لى بها دون ان اطلب قدومك !! .... لكننى كنت اعلم أنكِ سوف تأتي ... حتى أننى كنت انتظرك !!! .... كيف كان لقاءك الأول معه ؟!! )

أضاف عزام سؤاله الأخير بإحياء فهمته تاليا جيداً ... لتتقدم بعدها بخطوات عملية خلت من ذلك الدلال الذى غادر ايضاً نبراتها حينما أردفت

( تقول ان نلعب بشكل مكشوف اذاً ! )

صدحت ضحكته بشكل أقوى بينما أضاف بمكر

( يبدو لى ان هذا اللقاء لم يكن كما كنتِ تتأملي ؟!! )

تهكمت ملامحها بشكل ملحوظ و أردفت بنبرات خطيرة تتساءل

( من تلك الفتاة عزام ؟!! .... و كيف استطاعت ان تجعل أردال يتزوجها بهذه السرعة ؟!! لقد مر فقد شهر لا أكثر! )

عقد عزام حاجبيه و تساءل هو الاخر رداً على كلماتها التى فاجأته

( و كيف عرفت انه شهر فقط ؟!! ... ربما كان يعرفها منذ وقت بعيد ! )

هزت تاليا رأسها بعنف تنفى كلماته مما جعل ملامحه تتساءل لكن حروفها خرجت تجيبه دون ان يردد هو تساءله

( لقد كان اخر اتصال منه قبل شهر فقط !! )

ازداد انعقاد ملامح عزام بتعجب بينما ردد

( هل كنتِ على اتصال معه ؟! )

أغمضت مقلتيها و انفاسها تتسرب بفحيح خطير و هى تضيف

( لا !! .... لم نكن نتواصل .... بل لم يكن هو يتحدث ... كنت فقط استمع الى صوت انفاسه تاتى من الجهة الاخرى ليغلق بعدها الخط .... فقط دون ان يردف بحرف واحد !!! )

ابتسم عزام باستهزاء على كلماتها المجنونة و ردد

( هل فقدت عقلك تاليا .... هل تتحدثين عن أردال ؟!! .... غير ممكن ان يكون هو )

احتدت ملامحها بخطورة و هى تلتقط نبراته الهازئة لتقف و هى تهتف بتساءل حاد

( من تلك الفتاة عزام أريد ان اعرف كل شئ عنها )

أراح ظهره على مقعده يرتشف من فنجان القهوة بهدوء مستفز لأعصابها ليردف اخيراً بمكر

( و ما المقابل ايتها القطة البرية ؟!! )

اعتدلت بوقفتها و هى تتكتف بينما أخذت تردف و حاجبيها ترتفع بشموخ

( انسى عزام !! .... لن يحدث ما تفكر به ! )

صدحت صحكة اخرى أكثر خشونة من ثغره و اخذ يلتقط انفاسه باداء مسرحي بينما ردد باستفزاز

( كم احب ثقتك بنفسك ..... لكننى لم أعد أريدك ايتها القطة !!! ... )

صعقتها إجابته الوقحة لكنها استطاعت ان ترسم البرود على ملامحها و هى تردد بشموخ

( ماذا تريد اذاً ؟! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء