عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-20, 09:35 PM   #258

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

كم أصبحت تكره ذلك الجرس المزعج الذى يستقبلها فى كل مرة تحاول الاتصال به !!! ... هل حقاً لم يعد يريد ان يتحدث معها مجدداً ؟!! .... هل حقاً تخلى عنها بشكل نهائي كما فعل غيره الكثير ؟!!

ألقت ميرال الهاتف بضجر على الفراش و داخلها يحترق بشكل غريب ... ما الذى يحدث معها تحديداً ؟!! .... لماذا تشعر بهذا الشعور المرعب ... ما الذى حدث جعلها تتشبث به بهذا الشكل ؟!! ... مر مشهد المكتب على مخيلتها لتنتفض بعنف معذب لروحها ان هذا الشعور يدمرها ... ذلك الشعور الذى اصبح يحتل كيانها فى كل مرة تتذكر القبلة !!

شعور مرعب بالاحتياج .... احتياج غريب لم يشبعه سوى طارق و تلك القبلة !! .... زفرت ميرال بعنف و جسدها يرتجف مع الذكرى تهتف لنفسها بالم و حدة انها ولا بد فقدت عقلها !! ... جنت تماماً انها لم تفكر به بهذا الشكل يوماً .... لم يداهم عقلها بهذه الكثافة المؤلمة كما يحدث معها الأن .... و فكرة ان تخسره لم تكن ترعبها هكذا !! .... التقطت هاتفها مجدداً تخط أرقامه التى أكتشفت انها تحفظها عن ظهر قلب مجدداً لكن كما الحال فى كل مرة دون إجابة !!

***

لم يكن طارق يشعر برنين هاتفه الذى وضعه قبل قليل على وضعية الصامت و هو يشاهد أمامه نظرات قادير التى تخترقه بشكل لم يحرك به شئ ... اى شئ حتى استمع اخيراً الى نبراته فمن الواضح انه كان يمارس عليه لعبه الضغط العصبى لكن دون جدوى فقد فاجئه و هو يهاتفه ليطلب مقابلته او يأمره بالقدوم

( تعلم أن التخلص منك أمر ليس بصعب علي اليس كذلك ؟! )

ابتسم طارق بإيحاء يحك عنقه بينما اخذ يردف بثقة

( لكنك لن تفعل سيد قادير ... فان كنت تريد ان تتخلص منى لكنت فعلت هذا بعد ان ساهمت بهروب نارفين ... فأنت لن تتخلص منى على شئ تعلم جيداً أننى لم افعله )

اتسعت ابتسامه قادير هو الآخر ... يتابع هذا الشاب الماثل أمامه بإعجاب و داخله يتحسر على ولده ليردّد بنبرات تحمل إعجابه هذا

( أنت تشبه أردال يا ولد .... لذلك أنا انقذتك من براثين عزام بنفسي ؟! )

ضحك طارق بداخله على جملة قادير لكنه ردد باحترام و ثقة

( كنت أستطيع ان احل الأمر بنفسي سيد قادير خاصتاً و ان تلك الصور خاطئة ... لكن شكراً لك )

تنهد قاير و هو يميل نحو الأمام يضم كفيه على سطح المكتب بينما يردد

( أنت لم تُخطئ الأن .... أجل .... لكن من الممكن ان تُخطئ فيما بعد ! )

ازدرد طارق ريقه بالم و هو يعى بالفعل انه قد فعلها قد اخطأ لكن قادير لم يعطيه الفرصة حيث باغته بالقول

( ميرال زوجة ابنى .... و هذا يعنى انها خط احمر .... خط احمر من يتعداه يموت ! )

رفع طارق نظارته بشموخ و ابتسامة ساخرة ترتسم على صفح وجهه لكن نبراته كانت تحمل هذا الاحترام الذى ارضى غرور قادير حينما قال

( أعلم ذلك سيد قادير ميرال خط احمر من يتعداه يموت .... فأنت تعلم جيداً ان علاقتى بها تسبق حتى زواجها من آسر بكثير ... لذلك لا تقلق فأنا أعلم جيداً اى خطوت التزم بها !!! )

***

دلفت بشرى تجول بأنظارها بإنشداه على ارجاء المكان حتى وقعت عيناها على جسده القابع على المقعد شارد بمكان بعيد !!!

تقدمت بخطوات حذرة تدرك ان هناك عاصفة سوف تستقبلها لكنها شعرت بصدمة أكبر حينما رأته يعتدل فى تلك اللحظة التى وقعت عيناه عليها لتتحدث بنبرات قلقه

( أردال !!! ... ماذا تفعل هنا بهذا الوقت ؟! )

زفر أردال انفاسه و عينيه تعود لتجول المكان بنظرة سريعة قبل ان يقول بنبرات بدت غريبة لبشرى

( كنت من قبل أقضى معظم الوقت هنا .... و الأن أصبح تواجدي أمر يثير الاستغراب اليس كذلك ؟! )

عقدت بشرى حاجبيها بتعجب بينما كان يصلها شعور غريب بالتشتت بين طيات نبراته لتردف بتساءل

( أنت بخير اليس كذلك ؟! )

ابتسم أردال يسخر من نفسه و هو ينهض ليتجه نحوها بهدوء يردد بينما كان يربت على كتفيها

( بخير .... اشعر بالتحسن حيال هذه الغرفة لن أنكر !! )

كاد أردال ان يغادر لكن سؤال بشرى جاء ليسمر قدميه ... جاء ليفاجئ عقله الذى يرفض اى شئ يخص ذلك الاسم

( هل لنارفين سبب بذلك ؟!! )

شعرت بشرى بتسرعها و هى ترى ملامح وجهه الضائعة التى واجهتها حينما التفت لها مجدداً ... و تساؤلات عديدة تجول داخل عقلها ... هل حقاً كانت بهار محقة بتفكيرها ؟! .... هل تلك الفتاة سوف تستطيع فعل هذا المعروف له ؟! .... هل سوف تنجح بإعادة أردال القديم لهم ؟!!!

ازدرد أردال ريقه يحاول منع التسارع الغريب الذى اخذ يتقافز داخل جانبات صدره ليردّد بعدها بثبات عجيب احكمه على نفسه

( نارفين ! ... ما دخل تلك الفتاة بالأمر ؟؟ )

تقدمت بشرى خطوات لتقلص المسافة التى نشبت بينهم و عيناها تخترق زيف نظارته

( أقصد نارفين زوجتك بنى !! )

رآت بشرى تقلص عضلات وجهه الواضح الذى صاحب شرود مقلتيه للحظات قبل ان يتحول أمامها الى كتلة خالصة من الثلج و هو يردد ببرود

( كلاهما واحد أمى ... فتلك الفتاة التى أنقذتها من بين براثينهم هى ذاتها نارفين زوجتي لفترة محددة ..... اسم زوجة تحت زواج باطل لا حقيقي و جميعنا نعرف الاسباب !! )

شدد أردال على جملته الاخيرة بقسوة كأنه يذكر نفسه قبل ان يذكر بشرى التى شعرت بالم غريب يغزو روحها لكنها بالرغم من هذا تابعت

( و ماذا يعنى وجودك ... )

قاطعها أردال و هو يبتر حروفها يضيف بقسوة غلفتها ثلجية عجيبة

( لقد عادت تاليا اليوم ! )

ارادت ان توقفه لكنها لم تستطيع ... لم تسطيع و تلك الصدمة تشل نبراتها ..... و الهواجس تلعب داخل عقلها بعنف و رعب عجيب بدأ يكسو ملامحها !!!

***

يوم جديد صدح بنوره فى الارجاء ... يوم جديد لا نعرف ما يحمله لنا القدر به لكننا و كما الحال مع كل يوم نختبر ذلك بانفسنا

تململ جسد أردال على الأريكة الضيقة بينما كان هذا النور يتسلل من بين جفونه يقلقه بشكل مضاعف ! .... فتح عيونه بعدما رمش بتثاقل ذلك النعاس الذى لا يزال يحتلها ... بينما عاد ليغمض عينيه بضجر و إضاءة الغرفة تزعجه ... ليعتدل بعدها بجلسته يمسح على ملامحه عله يستفيق لكن لحظة فقط هى التى فصلته عن تلك السماء التى تطالعه بغرابة و توجس !!

نظر أردال الى ملامح نارفين التى تتطلع اليه بتوتر لم يستوعبه فى البداية !!! ..... هل هذا من أجل لكلماتها التى ألقتها بوجه أمس ؟!! ... عاد ليمسح على ملامحه ليُلهى نفسه عن النظر نحوها و بنبرات متحجرشة اثر النعاس أردف و هو ينهض

( صباح الخير )

فركت نارفين أناملها بتوتر و هى تجيب بخفوت على تحيته الصباحية و شعور القلق يتقافز داخلها ... و سؤال عن كونه تراجع بجعلها تتدرب بشركته بسبب حماقتها أمس ؟!!

كانت تجلس على الفراش تطالع حركته و داخلها مرتعب ان يكون قد تراجع بالفعل ... عاد أردال ليلتفت بخفة نحوها ليجدها لاتزال تطالعه بغرابة مما جعله يتوقف قليلاً و عقله يفكر بهذه النظرات ..... لحظات مرت قبل ان يقفز بتفكيرة امر التدريب هذا !!

لم يستطيع منع تلك الابتسامة من الظهور على ملامح وجهه و نظراته تعود لتتمهل على حركاتها الطفولية .... انها تنتظره منذ الصباح حتى يستيقظ .... بل و أشعلت اضاءة الغرفة بشكل مبالغ به حتى تجعله يستيقظ بشكل أسرع !!!!!

و الأن تجلس تنتظر ان يحدثها بالأمر مجدداً .... شرد أردال للحظات و محيطه يلتهم تعبيرها المضطربة ليردف بعدها بلحظات بخفوت نحوها

( لماذا لم تتجهزي بعد نارفين ؟! )

لم تخيب ظنه بالفعل رفعت نظراتها بلهفة نحوه و ابتسامتها تتسع بطريقة جذبت انظاره نحو شفتيها و نبراتها تصدح بسعادة و هى تقول

( هل سوف ابدأ اليوم ؟! )

أزاح نظراته عن تلك الابتسامة التى لا تزال تزين ثغرها نحو مقلتيها المتسعتين يحرك رأسه لها بهزة خفيفة بينما اخذ يردد بنبرات مشاكسة تعجب لها

( أجل لكن سوف ابدل رأي ان تأخرت !! )

عقد حاجبيه و هو يعى تصرفه الطفولى هذا لكن الابتسامة العجيبة عادت لتحتل ملامحه دون إرادة منه و هو يراها تكاد تقفز من على الفراش و هى تتمتم بفرح

( لا أنا شبه جاهزة )

كان يتابع حركاتها الخرقاء بشعور عجيب اخذ يزيح خواء روحه الذى ظن انه سوف يرافقه لليوم باكمله لكن حقاً لم يصدق تلك الضحكة التى صدرت منه بشكل مفاجئ و هو يلتقط جسدها الذى تعثر من جديد اثر حركاتها الخرقاء و كلماته تتردد للمرة الاولى دون ان يحسبها

( يبدو انى سوف استمر كثيراً بقول احترسى ! )

كانت نارفين تتشبث بذراعيه التى تحتويها دون ان تدرك تعابيرها المشدوهة و هى تستمع الى ضحكته لأول مرة بهذا الشكل و عقلها لا يستوعب انه بالفعل مازحها قبل لحظات !!!

ازدرت ريقها باضطراب و الارتجاف يعود من جديد ليغزو نبضاتها و شعورها بدفئ صدره يجلب الارتجاف بشكل اعنف لاوصالها ..... تابع أردال تعبيرها العفوية عن قرب و داخله يتمهل على جميع تقسيمها لكن شعوره انه أصبح يتصرف بعفوية مماثلة معها أعاد له القليل من تعقله ليجد نفسه يبعدها بحذر و ملامحه تعود الى طبيعتها المعهودة بينما أردف

( يمكنك استخدام الحمام اولاً ! )

اومأت نارفين بهدوء و نبراتها تخرج بهمس خافت نحوه

( شكراً لك )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء