دلفت نارفين داخل الشركة بخطوات متوترة تسير بجانبه تتابع نظرات الناس التى ترمقه باحترام شديد و تتابعها هى بفضول لكن كان شعورها الخاص بالسعادة هو السائد و الذى لم يسمح لها ان ترى نظرات الحقد من تلك العيون التى تعرفن عليها فور دخولها لكن سعادتها و هى تستمع لنبراته من الحين للاخر يُعرفها على الأقسام التى صادفتهم بطريقهم نحو مكتبه جعلتها لا ترى اى شئ اخر
تابعت نارفين هذه الفتاة التى ظهرت لهم فور تجاوزهم محيط مكتبه و التى كانت بكامل اناقتها و هى تسارع بالوقف بذات اللحظة التى رات بها أردال يخطو نحو الداخل و الذى تحدث نحوها بعملية
( سارة احضرى لى جميع الأوراق التى تحتاج لتوقيع ... و مخططات مشروع السيد برهان النهائية أريد مراجعتها )
تابعت نارفين ذلك الحديث القصير بتوتر بينما ابتسامة غريبة خطت على ملامحها و هى تتعرف على وجه جديد من هذا الرجل الذى يثير فضولها يوماً عن يوم بشكل مضاعف ..... بينما شعر أردال بتوقف حركتها من خلفه فالتفت نحوها قبل ان تخطو قدمه الى داخل مكتبه الخاص ليردّد و ابتسامة طفيفة تداهم ملامحه للحظة واحدة فقط و هو يتابع تعابيرها ليعود و يسيطر من جديد على تعابيره يردف نحوها يشير لها برأسه نحو باب المكتب
( نارفين هيا ! )
دخلت نارفين تتابع معالم المكتب بإعجاب منبهر بتفاصيله الأنيقة جدرانه التى تميل للترابى مع ذلك الاثاث بألوانه المتمازجة بين البنى المحروق و الترابى لكن نبراته عادت لتخترق شرودها هذا
( و هنا غرفة مكتبي )
التفتت نارفين نحو هيئته لا تستطيع ان تخفى الإعجاب لا من نظراتها و لا نبرات صوتها حينما أردفت
( ان كل شئ رائع !! ... )
تابع أردال لمعان مقلتيها بإعجاب مختلف عن إعجابها و هو يردد
( لقد أصبحتِ جزء من هذا المكان الأن نارفين ... هيا دعينا نرى مهارتك )
ابتسمت و هى تهز رأسها بعنف نحوه و كأنها تجيبه انها سوف تفعل ... لكن طرقات على باب صاحبها دخول طارق و الذى كانت أول كلماته موجهة نحو نارفين بترحاب
( لقد أتت السيدة الصغيرة اذاً .... و أنا اقول ما سر ابتهاج الشركة اليوم ؟! )
هز أردال رأسه بضجر بينما ابتسمت نارفين بخجل واضح نحو طارق الذى عاد يردد
( حسناً هل تسمحين لى ان أرافقك الى قسم التدريب ؟ )
تحركت نظرات نارفين لتتوجه نحو أردال الذى كان قد احتل مكانه الخاص على مقعد مكتبه لكن نبرات طارق عادت لتقطع هذا التواصل من جديد و هو يردد
( حسناً ان أردال بالفعل هو مديرك الأول ... لكنى أنا المسئول عن قسم التدريب )
اقترب طارق خطوات قليلة نحوها ليهمس لها بنبرات لم تصل الى سمع أردال و الذى شعر للحظة بوخز غريب بإحدى نبضاته و فضول عجيب اخذ يتسلل له نحو تلك الكلمات التى يرددها طارق على مسامعها الأن
( ثم ان الجميع هناك يخشونه بشكل مضاعف فهو كما تعلمين لذلك سوف يكون من الأفضل لك ان أرافقك أنا )
***
توقفت اقدام طارق عن السير أمام قسم التدريب ليلتفت نحو نارفين الذى كان يشعر باضطراب حركاتها ليردّد بثقة و ثبات أمام مقلتيها
( انظرى الى نارفين .... هذا العالم يختلف تماماً عن اى شئ اخر .... و ان اردتِ ان تتفوقين بدنيا الأعمال يجب ان )
قاطعته نارفين و هى تردد دون وعي منها
( يجب ان اؤمن بنفسى حتى يُؤْمِن بى الآخرين )
ابتسم طارق نحوها و ردد بتفهم لم يخلو من المشاكسة
( اعتقد ان احدهم قد سبقنى ... كيف انصحك و أنتِ لديك المعجم نفسه )
ضحكت نارفين بخفة بينما رددت بامتنان
( شكراً لك طارق أنت السبب بوجودي هنا الأن)
ربت طارق على كتفها بتفهم ثم اخذ يشاكسها من جديد حتى يمحو ذلك التوتر الذى يحتل تقسيمها
( حسناً لا تخجليننى اذاً )
دخل طارق نحو القسم الذى كان يحتوى على ثلاثة متدربين شاب و فتاتان يردد نحوهم بود كما اعتاد
( مرحباً يا رفاق لقد اتيت لكم اليوم بزميلة جديد " نارفين " انها بسنتها الثانية بكلية الهندسة اتمنى ان ترحبوا بها بشكل لائق )
عاد طارق ينظر نحو نارفين بينما كان يردد معرفاً ايها بهم هى الاخرى
( نارفين لاعرفك ..... هذا أمير ... آنسة ريتاج و آنسة نورا )
مرت ساعات قليلة لم تتوقف نارفين بها عن البحث عن كل شئ قد فاتها و تكتشف عالم جديد عليها ..... فهى لم تكن تتصور يوم ان تعليمها بالخارج أضاف لها بهذا الشكل و ان هذه البرامج التى كانت تكرها هى التى تسود سوق العمل بذلك الشكل العجيب حقاً !!
نظرت نارفين الى لوحة المفاتيح الخاصة بذلك الحسوب تحاول ان تتذكر الرموز الخاص بالبرنامج لكن نبرات رجولية خافتة قطعت تركيزها و هى تقول
( هل تحتاجين لمساعدة ؟! )
رفعت نارفين نظراتها لتقع على نظرات خضراء و ملامح شاب الاشقر بامتياز .... ليعود و هو يردد تساءل صدمها
( آنسة نارفين اليس كذلك ؟! )
انحدرت مقلتيها كالسهم نحو هذا الخاتم و كما توقعت لم تجده و عقلها يعود ليتذكر عجلتها الصباحية التى أدت لنسيانه ..... لحظة اخرى مرت قبل ان تجد نبرات ذلك الشاب تقاطعها من جديد و هو يقول
( أنا احسن استخدام هذا البرنامج بشكل كبير .. أستطيع ان أساعدك به ان اردتِ ! )
رمشت بعينيها و عقلها ينحدر بمكان اخر تماماً كيف لها ان تصرح بأنها متزوجة من صاحب هذا المكان الأن.... هل عليها ان تصرح بهذا من الاساس ... ان تردف انها زوجة ذلك الرجل الذى يهابه و يحترمه الجميع لانه بالفعل يستحق .... هل عليها ان تقلل من شانه ؟!!
رفعت أنظارها مجدد و عقلها يرفض تلك الفكرة غداً حينما ترتدي الخاتم سوف يعلم الجميع انها متزوجة دون ان تتحدث او تفصح عن اى شئ فهى لا يجب عليها ان تصرح بهويته قبل ان يفعل هو .... ابتسمت نارفين بتوتر نحو أمير و هى تردد بخفوت
( أجل ان كان وقتك يسمح بذلك بالطبع ؟! )
توقفت قدم أردال بذلك الرواق و أذنيه تلتقط نبراتها التى أصبح يعرفها حق المعرفة !!!
نبرات أصبحت تصاحبه بشكل بات يقلق منامه و صحوته فهو كان يحاول لساعات ان يمنع نفسه عن القدوم الى صاحبة هذه النبرات
و التى بدت كما لم يتعرف عليها سابقاً !! .... تحمل معها بهجة و حماس لم يستشعرهم سوى مرة واحدة فقط .... تلك المرة التى تناغمت مع امواج البحر !!
شعور غريب بالتخبط اخذ يصارعه !! .... هل يخطوا نحو الداخل كما يحثه كيانه المرتجف هذا كما لم يحدث معه يوم ؟!!! ام يتراجع نحو مكتبه !! ... ضغط على فكه و ملامحه تتهكم بعدم سيطرة و عقله يتساءل بضياع أصبح جديد عليه عن سبب تواجده هنا تحديداً !! ... أمام هذا المكتب الذى لا يتذكر انه قد مر بجانبه يوماً من قبل حتى و ان كان عن طريق الخطأ أو المصادفة !
اجفل من هذا التخبط اثر ضحكة رجولية وقورة مخلوطة بنبراتها الخجولة بينما قدميه تتقدم نحو الأمام للمرة الاولى دون ان يخطط لخطوته التالية !! ... و كما تعلقت أذنيه بتلك النبرات ... تعلقت مقلتيه بالابتسامة التى زينت شفتيها قبل ان تهرب منها بارتجاف حينما وقعت سمائها على ملامح وجهه المعقودة بغرابة هذا الموقف أمامه لتنتقل نحو ملامح أمير المشدوهة و هو يردف بوقار و رسمية حينما التقطت انظاره هيئة أردال المهيبة
( سيد أردال اهلاً بك ... هل تريد ان نساعدك بشئ )
لم يحظى أمير سوى بالتفاته سريعة من رأس أردال التى عادت مقلتيه لتبحث عن عيون نارفين الهاربة بارتباك واضح منه ... لتعود بعدها نبرات هذا الشاب من جديد لتقاطعه و الذى استطاع بها جذب كامل حواسه فى تلك المرة حينما أردف
( أجل لاعرفك ... انها آنسة نارفين أحد المتدربين الجدد لدينا هنا ... نارفين انه السيد أردال رئيس مجلس إدارة الشركة و صاحبها لابد أنكِ تعرفينه بالطبع !! )
رفعت نارفين مقلتيها بارتباك مضطرب لتواجه نظرات أردال الذى لم يستطيع محو ذلك الاندهاش منها بينما يردف بتساءل صاحب انعقاد حاجبيه التلقائي للحظة دهشته هو الآخر
( آنسة ؟!!! )
لا تعلم ما هذا الشعور المؤلم الذى تسلل الى روحها و تسائله هذا يضرب نبضاتها بعنف حتى باتت ساكنه برتابة مهلكة لها بينما تحاول هى الحديث مسيطره على هذه الرجفة التى حلت على كيانها ...... لكن تلك الشراسة التى احتلت نبراته و جملته التى جمدتها قبل ان يلتفت عائداً من حيث أتى تضرب جميع أوصالها بعنف
( هل تظن أننى لا اعرف متدربين الشركة الجدد سيد أمير ؟!! )
ليكمل بعدها مغادراً
( انتظرك بمكتبي آنسه نارفين !! )
أغمضت جفنيها تحارب حرقة مقلتيها بعنف و هذا الالم المتشعب داخل روحها دون ان تدرك معانى الكلمات التى أخذت تصدح بنبرات أمير القابع بجانبها و الذى كان يحاول شرح قسوة و جدية أردال بالتعامل مع موظفيه و كأنها لا تعرفهم !! ... لكنه لم يحظى سوى بإماءة رأس خفيفة منها و هى تخطو خطواتها المضطربة نحو غرفه مكتبه كما طلب هو !!!
نهاية الفصل الثاني عشر❤
اتمنى تكون الأحداث عند حسن ظنكم 😍😍 |