عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-20, 09:33 PM   #281

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي


مساء الجمال و الورد على قلوبكم يا قمرات ❤❤


الفصل الثالث عشر

أغمضت جفنيها تحارب حرقة مقلتيها بعنف هذا الالم المتشعب داخل روحها دون ان تدرك معانى تلك الكلمات التى اخذت تصدح بنبرات أمير القابع بجانبها و الذى كان يحاول شرح قسوة و جدية أردال بالتعامل مع موظفيه و كأنها لا تعرفهم !!!

لكنه لم يحظى سو بإماءة رأس خفيفة منها و هى تخطو خطواتها المضطربة نحو غرفه مكتب أردال كما طلب هو !!!

لا تعلم ما سبب هذا الارتجاف الذى غزى جسدها بعنف و هى تطرق على باب غرفته و كأنها تشعر بهذه العاصفة التى سوف تجتاحها بعد لحظات !!

أغمضت مقلتيها و هى تزدرد ريقها الجاف بصعوبة بعد ان استمعت لنبراته الحادة و هو يجيبها بكلمه واحدة فقط لتدلف المكتب .... فقط خطوة واحدة هى التى تقدمتها قبل ان تتسمر أمام نظارته الغريبه !! .... نظرات اعادتها الى ذلك اليوم من جديد .... اليوم التى وجدته يتوسط أريكة شقتها الصغيرة !!!

أغمضت عينيها بقوة تنفض تلك الأفكار الغريبة التى اكتسحتها عن تفسير نظراته و أخذت تبحث عن نبراتها التى انحصرت بارتجاف داخل احبالها لتردد اخيراً حروف اسمه بارتباك و هى تحاول النظر نحو قامته المتحفزة

استقام أردال بوقفته بعد ان كان يتكئ بجسده على إطار سطح المكتب يكتف ذراعيه أمام صدره بتهكم يحاول جمح هذا الغضب العاصف الذى اخذ ينتشر داخله بطريقة كادت ان تفقده هذا التعقل الذى كان يتغنى به !

ماذا يحدث معه كيف أصبح الأن لا يستطيع ان يفعل ما اعتاد عليه ... هل أصبح الأن يفقد حصنه الجليدي الذى كان دائماً يتفوق برسمه .... اخذ يحاول كبح هذه النيران العجيبة الذى يرفضها بعنف و قسوة مماثلة لتلك الحدة التى خرجت بها حروفه رغم كل محاولاته حينما أردف و هو يتقدم بخطوات بطيئة منها يتابع اضطرابها الذى يزيد من جنونه أكثر و هو يحرك داخله مشاعر مشوشة

( أردال ؟!! .... عجيب !! ... لقد توقعت ان اسمع لقب سيد يخرج اولاً ....... آنسة نارفين !!! )

عادت نارفين لتزدرت ريقها بالم و هى تدرك تلك السخرية و القسوة التى كانت تغلف كلماته لكنها حاولت ان تستجمع شجاعتها الواهية التى تمتلكها و التى تتشتت أكثر مع خطواته نحوها

حاولت ان تسيطر على رغبتها بالهرب من ذلك الحصار العجيب الذى يفرضه عليها بهذه اللحظة لتردد بنبرات خافتة بعد ان رفعت مقلتيها بحذر لتصطدم بمحيطه الهائج كما لم تتعرف عليه من قبل

( أنا لم أريد ان أعلن ..... )

بترت حروفها و هى تحاول التقاط انفاسها المتسارعة و التى تمازجت مع فحيح انفاسه التى داهمتها لتحرق ملامحها بشكل جلب الارتجاف لكامل جسدها و هى تعى التقارب الخطير الذى حدث بينهم بتلك اللحظة بعد ان قام هو بتقليص المسافة الفاصلة بينهم !!

اجفلت بعنف و هى تشعر بأنامله تحط بشكل مفاجئ على كفها الأيسر ..... علمت مسبقاً انه لاحظ عدم تواجد الخاتم حينما رأت ابتسامته ترتسم على ملامحه بشكل قاسى كما عرفتها سابقاً و التى سبقت نبراته الثابتة بقسوة

( هذا واضح ... فحتى الخاتم لم تضعينه ! )

لم يكن يعلم اى جنون قد تلبسه او ما الذى يفعله الأن تحديدا لكنه شعر بالم غريب يضرب جانبات صدره ... الم جعله يفقد سيطرته بشكل كامل حينما راى صمتها الذى استفزه بشكل عجيب فى هذه اللحظة .... ليعود و يكمل بنبرات خطيرة من جديد

( يبدو أنكِ قد اتخذتِ قرارك مسبقاً ؟! )

هزت نارفين رأسها بعنف رافضة و نبراتها تصدح بشكل مرتعب تردد بتلعثم

( لا ... لا لم أفعل ... أنا فقط .. لقد نسيت ان أرتديه )

صمتت و ألم عنيف يتسلل الى كيانها و هى ترى نظراته .... و وخز مؤلم بدأ ينتشر بصدرها و هى تتلمس عدم تصديقه لكلماتها حتى ..... شعرت بروحها تنسل من بين ضلوعها بينما تستمع الى هذا الجنون الذى غلف كلماته القاسية

( لقد أعجبك اذاً ؟!! .... )

جحظت مقلتيها بصدمه و هى تردد بعدم فهم

( م .... ماذا ؟!! )

لم تكن تشعر باضطراب انفاسها و تسارعها بعنف كاد ان يخنقها و هى تنتظر ان ينفى ما فهمت من كلماته لكن حروف اخرى خرجت من نبراته بشكل أعنف جعل جنون من نوع آخر يتلبسها و هى تدرك تساءله الذى يتهم به أخلاقها كما كان يفعل سابقاً

( أمير كان اسمه أليس كذلك ؟!!! )

لحظة .... لحظتين .... بضع لحظات من الصمت حاولت بها السيطرة على تلك العبرات التى تضرب مقلتيها بعنف هذا الالم الغادر الذى فتك بقلبها .... شعورها بكل حرف و كأنه نصل سكين حاد ينغرس داخلها بعنف أدمى روحها ........ رفعت مقلتيها تواجة ملامحه التى لانت بعض الشئ بعد ان استشعر الارتجاف الذى وصل الى أنامله التى لاتزال تمسك بقبضتها لكن كلماتها التى خرجت بخفوت متألم و صدمتها التى استشعرها بكل عبرة أخذت تهطل على وجنتيها بعد ان سحبت كفها بنفور غريب من بين قبضته

( أنت ..... أنت ماذا .... هل لازلت ترانى بذلك الشكل الوضيع ؟! ... )

صدمه هذا السؤال الذى خرج بشكل متألم من بين حروفها المبعثرة .... صدمة شلت تفكيره للحظة و عقله يعود ليعمل من جديد ... و ادراكه لهذا الجنون الذى تفوه به يتمثل بالم على ملامحها المدهوشة لكن نبراتها التى عادت لتتردت بشكل ثابت و هى تكفكف عبراتها بحدة جعلت وتيرة نبضاته تتسارع بشكل مشوش لا بل بشكل مضطرب كاضطراب مقلتيها المهزوزتين

( لقد تصورت ان ... أنك ...... أصبحت تعرفني و لو قليلاً ... أنت لا يحق لك )

رآها و هى تبتعد خطوة نحو الخلف ... خطوة واحدة فقط شعر و كأنها قد ابتعدت أميال عنه و كم شعر بالم غريب لهذا الشعور !!! ... عاد ليتقدم تلك الخطوة منها من جديد و هو يردد اسمها بحذر و كأنها فقط كانت تنتظر نبراته تلك لتكسر حصون صمتها !!

رفعت كفها باهتزاز أمامه و هى تردد حروف لم تكن تدرك انها تصدح بشكل أقوى مع كل كلمة

( أنا ... لقد فكرت أنك لا تريد ان تعلن الأمر ..... خاصتاً و أنت لا ترتدى خاتمك منذ اليوم الأول !! )

توقفت قليلاً و هى ترى انعقاد حاجبيه و تجهم ملامحه و قبل ان يتحدث عادت لتردف بعنف جديد عليها

( لذلك لا تتعامل و كانك تهتم بأمر الخاتم كثيراً ... لقد ادركت جيداً فى ذلك الحفل ان الجميع سوف يرفض هذا الزواج ... فأنت نفسك لا تتقبله كما تحاول رسم هذا ..... كما أننى اكتشفت الأن أنك لازلت ترانى تلك الفتاه الوضيعة المتحررة !! )

حركة واحدة فقط سريعة جعلت اجسادهم ترتعد و كان جنون قد مسها فقد تفاجئت نارفين بقبضة أردال و هى تعتقل ذراعها تجذبها بحدة نحوه حتى اصطدمت بجسده بينما تفاجأ هو بذلك الشعور الغريب الذى اكتسحه بينما يشعر بحركتها المضطربة بين ذراعيه لكنه بالرغم من كل هذا التشوش اخذ يردف بهدوء خطير بالقرب من إذنيها يحاول ان يقلل من ذلك الشعور الغريب الذى تسلل له من الندم الغير مبرر من وجهة نظره

( ان كنت لا أريد ان أتمم هذا الزواج لما فعلت من الاساس ! ... لذلك توقفى عن تفكيرك الاحمق .... اما بخصوص نظرات الناس من حولك لقد قلتها لك سابقاً أنتِ من تحديدي هذا .... فأنا اتذكر جيداً أننى توسطت حلبة الرقص معك بالحفل فقط لأجل تفكيرك هذا !! )

شعرت و كان هذا القرب سوف يفتك بقلبها و هى تشعر به يتقافز داخل صدرها دون رحمة لذلك حاولت ان تبتعد عن هذا اللهب الذى كاد ان يحرقها لكن صلابة قبضته لم تمنحها تلك الراحة لكن كلماته جعلت جنونها يزداد فاخذت تردد بالم ممزوج باستهزاء و هى تتململ بين ذراعيه

( حقاً .... أنا من احدد ؟!! .... و ماذا عن نظرتك تلك ؟!! ..... ان كنت أنت ترانى بهذا الشكل كيف تريد لهم ان يروني ؟!! ..... كيف سوف انجح بتغير تفكيرهم و أنا لم أستطيع ان اغير تفكيرك أنت ... هل تقارن الوضع هنا بذلك الحفل ... لقد شعرت للحظة أننى اخطات حينما أتيت الى هنا و أنا على هذا الوضع !! ... لم اشعر بحماقة تفكيرى سوى و أنا اجلس أمام ذلك الشاب بينما كان هو يتساءل عن كونى الآنسة نارفين !)

شعر بجنون غريب يكتسحه و هى تعيد ذكر هذا الشاب من جديد هل هى بالفعل حمقاء الى تلك الدرجة لم يستطيع ان يسيطر على كلماته التى خرجت و هو يقترب أكثر منها حتى باتت انفاسه تخترق خصلات شعرها بعنف تجلب الارتجاف لاوصلها

( لا نارفين لا يختلف الوضع هنا بشئ ... فأنا لست بتلك الحماقة و اُدرك تماماً اى قرارات اتخذ و ان كنت لا أريدك هنا بذلك المكان تحديداً لما استطاع أحد على وجه الأرض ان يجبرنى ان افعل ... و لكن حقاً يبدو أنكِ تمتلكي من الحماقة ما يكفى ليصور لك عقلك الصغير هذا انه لن يتعرف عليك أحد بهذا المكان و ان لا يوجد ولو شخص واحد فقط لا يعلم من هى زوجة أردال الشاذلي التى امتلاءت الصحف بصور زفافها !!! ... فان كانت الصدفة جمعتك مع هذا الاحمق الذى لم يتعرف عليك من الوهلة الاولى لا يعنى هذا ان غيره لن يفعل ... لهذا يجب عليك ان تُدركي اى مكانة أنتِ بها !! )

لم تكن تلك اللحظة سوى جنون من كلاهما فهذا الضيق الذى اخذ يتحكم بانفاسها زاد من جنونها و رغبتها بالتحرر .... التحرر من الصمت من الرضوخ نحوه هو بالذات فلم تعد تدرك نبراتها التى امتزج بها الالم مع العتاب فى حين لم تخلو ايضاً من الحدة التى ادهشته

( اى مكانة تلك التى تتحدث عنها حقاً ؟!! ... ماذا تمتلك فتاة بمثل وضعى ... فتاه تحمل طفل من رجل متزوج حتى و ان كانت لا تعلم بأمر زواجه ...فتاه لا تمتلك اى شئ او شخص تستند عليه ... حتى لا تمتلك شهادة جامعية تستطيع ان تبدأ بها حياتها و حياة طفلها .... فتاة تبدو بنظر زوجها الذى هو بالأساس تزوجها من أجل حماية هذا الطفل ليست سوى فتاه وضيعة خائنة تخفى أمر زواجها منه لان هناك شاب آخر يعجبها ..... حقاً يااااا لها من مكانة عظيمة سيد أردال !!! )

أغمض أردال مقلتيه و هو يشعر بوخز غريب ينتشر داخل قلبه و كلماتها تضرب ذلك البئر المظلم بداخله ... تضغط بقسوة على تلك المشاعر الانسانية التى ظن انه قتلها بداخله ... هز جسدها بخفة بالرغم من إدراكه لهذا الارتجاف الذى يكمن به ... لكنه أراد ان يوقفها و قد نجح ... لكن ان كان استطاع ان يُسكت حديث شفتيها فماذا عن حديث نظراتها التى قد شعر بهم كسهام تخترق صدره لتاخذ صداها بقلبه مباشرة !!!

شعر بذات الوقت انه حتى لا يستطيع ان ينفى كلماتها ... لن يستطيع ان يردد هذا التضارب المريب الذى يمتزج بروحه بهذه اللحظة ... ان كانت كلماته وصلتها بتلك القسوة فليتركها ربما يكون هذا أفضل !!

أغمض مقلتيه بعنف أحاسيسه الغريبة يحاول ان يتحكم بذلك الصوت الذى يحثه ان يصحح لها هذه الصورة المشوهة

ازدرد أردال ريقه بعد لحظات من الصمت التى جمعتهم يحاول ان يسيطر على هذه الذبذبات التى تصدح من جسده نحوها و هى لا تزال تتململ بطريقة مضطربة بين يديه تحاول ان تبتعد بالفعل لكن هذا القرب الغريب الذى جعله يستنفر للمرة الاولى من رائحتها !!!

و كأنها المرة الاولى الذى يدرك بها هذا العبير المنبعث من خصلاتها .... كم شعر بالغرابة من نفسه !! ... و من تفكيره فى هذه اللحظه و كأن هناك جبال من الجليد تذوب لتخمد تلك النيران المشتعلة بقلبه لتعطى المجال لنيران من نوع آخر ان تشتعل !!!

شعر بانفاسه تتسارع بتسارع نبضاته لكن هى لحظة واحدة التى ترك بها العنان الى جنونه هذا قبل ان يبتعد عنها كالملسوع يهرب من شعور داهمه .... شعور تمازج مع رائحتها التى لاتزال تداعب انفه !! و كلماتها تصارع تحكمات عقله !!

هرب يوليها ظهره تاركاً ايها ترتجف و هى تشعر بأنفاسه لاتزال تحاصرها و الم ساحق يعتصر قلبها من كلماته و نظراته لها ... رأته و هو يرفع كفه يمسح بعنف على ملامح وجهه دون ان ترى الاهتزاز الذى حل على مقلتيه بينما كان هو يصارع ذلك المشهد الذى حدث بينهم بمكتب برهان و الذى عاد ليلهب كيانه بينما تداهم تفاصيله عقله بتلك اللحظة

تنهدت تحاول استجماع شتات نفسها التى تبعثرت من قربه و قبل ان تردف حروفها استمعت لطرقات ناعمة على باب الغرفة ...

طرقات سبقت دخول اخر شخص كانت تتخيله بتلك اللحظة او بمعنى أصح اخر شخص تمنت ان تقابله الأن و هى بأضعف حالاتها .... لم تستطيع حتى ان ترمش و مقلتيها تقع على هيئة تاليا التى ظهرت أمامها بشكل خارق للعادة و هى تردد بنبرات ناعمة

( اعتذر عن المقاطعة !! ... لكننى لم اجد أحد يجلس بالخارج ... لذلك قررت ان ادخل دون ان انتظر ! )

عقد أردال حاجبيه و هو يلتفت بهدوء ينافى ذلك الغضب الكامن بين أحشائه و عينيه تتجه نحو نارفين المُتسمرة بمكانها بشكل فاجئه و عقله يربط هذه اللحظة بما حدث أمس بالمكتبة !! .... انها تعرف تاليا الأن !!! ..... حاول التحايل على هذا الشعور بالضيق الذى غزى انفاسه و هو يجيب تاليا بنبرات ثابتة رغم استنكارها

( ما الذى أتى بك الى هنا ؟!! )

حاولت تاليا ان تلجم ذلك الغضب الذى تفاعل داخلها من سؤاله و نظراته الفارغة نحوها و عينيها تتجه بشكل مثبت نحو تلك الفتاه و داخلها يضحك بسخرية عجيبة .... كيف ان تكون هذه الفتاة الأقل من عادية بهيئتها البسيطة و ملابسها الفضفاضة بشكل مبالغ به هذا هى من استطاعت سرقته منها !!

كيف استطاعت ان توقع به ليتزوجها ؟! .... رفعت أنظارها لتقع على نظرات نارفين الغامضة بشكل مريب لكنها تاكدت بحدسها الأنثوي انها تعلم من تكون !! .... شمخت برأسها و هى تُعيد خصلات شعرها المصففة بعناية للخلف و خضار مقلتيها ينتقل الى قامة أردال التى استفزتها بشكل مضاعف و هى ترى انظاره تقع على تلك الفتاة تجيب تساءله و داخلها يكاد ان ينفجر

( كنت أريد ان نكمل حديث أمس !! ...... لكن هل سوف نتحدث أمام موظفيك بذلك الشكل ؟! )

أغمضت نارفين مقلتيها تحارب تلك القبضة التى اخذت تعتصر قلبها بعنف .... تهرب من نظرات تُحطم داخلها ... ماذا كانت تنتظر و ماذا تنتظر الأن ؟!! ... شعرت بعبرات تحرق مقلتيها تُحارب لتتحرر و صمت أردال يقتلها .... انها حمقاء .... لا بل تخطت ذلك بكثير .... كيف تخيلت ان ... ان من الممكن ان تنافس تلك المرأة !!

كيف فقدت عقلها الى هذا الحد .... انها هرعت اليه فور ان عادت من الخارج .... جنونه أمس و هو يراها داخل الغرفة الخاصة بهم !!! .... ابتلعت ذلك المرار الذى طفح بحلقها لينتشر بروحها و هى ترفع أهدابها نحوه .... لتتفاجأ بمقلتيه تنتظرها !! ... لم تستوعب للحظة سبب تجهم ملامحه و هو يطالعها لكنها لم تستطيع سوى ان تهمس بكلمتين لا تعلم كيف شكّلَ معنى الصدمة لأردال

( عن اذنكم !! )

رمش يحاول ان يستوعب خلو مكانها بعد ان غادرت الغرفة بهدوء عصف بداخله ... يحاول ان يستجمع عقله الذى تبعثر بشكل مرعب ... انها لم تُحرك ساكناً لتواجد تاليا !!!

لم تُصحح كونها زوجته و ليست موظفة !! ... انها ... انها !! ... اجفل أردال بعنف من صراع تشوشه على انامل تاليا التى خطت بدلال على رابطة عنقه و هى تتساءل بخفوت أمام نظراته التائهة

( أين ذهب عقلك ؟! )

ألقت كلماتها بمكر تسيطر على حرائق تشتعل و تمزق داخلها و إدراكها ان تأثير تلك الفتاة ليس بهين عليه يكاد ان يفتك بها ... انها لن تخسر أمام هذه الصغيرة مهما حدث .... سوف تفعل اى شئ لتحصل عليه كما فعلت من قبل ... ان كانت استطاعت ان تتغلب على ميرال بذاتها كيف لفتاة كتلك ان تغلبها .... لن يحدث !!

تسمرت حدقتيها للحظات و هى تشاهد تراجع جسده بهدوء خطوتان للخلف و قبضته تزيح أناملها ببطء جمدها بينما كانت كلماته تخرج بفحيح لم تتعرف عليه منه من قبل

( انها المرة الأولى و الاخيرة تاليا هل فهمت ... الاخيرة !! )

ضغطت على فكها بغضب خفى و هى تتصنع الحماقة مرددة

( ماذا ؟!! .... لم افهم ! )

زفر أردال نفساً حاد ... حاد كتلك السكاكين الذى يشعر بها تنهش داخله قبل ان يردف و مقلتيه تعصف نحوها

( نحن نفهم على بعض جيداً تاليا .... لذلك لا تتحامقي ... فأنا لست مبتدأ أمامك..... لكن لما لا لأقولها بوضوح ... انها المرة الاولى و الاخيرة التى سوف اسمح لك بإهانة زوجتي !! )

احتدت نظراتها بشكل خارج عن سيطرتها للحظة واحدة فقط قبل ان تلبس قناع البرود من جديد تردد باستخفاف ممزوج بسخرية

( زوجتك ؟!! .... و لماذا لم تصرح بهذا قبل قليل ؟!! )

حاول أردال ان يضبط وتيرة انفاسه المتسارعة و تفكيره يتخبط بشكل عجيب هل حقاً كان ينتظر من نارفين ان تصرح هى عن هويتها ؟! .... هل كان ينتظر ان تمزق ذلك الهاجس

ارتسمت على ملامحه ابتسامة قاسية شرسة و كلماته تلعب بخطورة على اعصاب تاليا التى كادت ان تفقدها

( افعل او لا فهذا لا يعنيك !! ... فأنتِ اخر شخص من الممكن ان أبرر له افعالى !!! و لان عن إذنك أنا سوف أغادر المكتب يمكنك البقاء ان اردتِ هذا ! )

شعرت بباطن كفها يكاد ان يتمزق و أطراف أظافرها تخترقه بوحشية ..... و إدراكها الى كبريائها الذى تحطم قبل قليل على يديه يزيد من جنونها و دون اى وعى منها أخذت تتمتم بنبرات متوعدة

( سوف ترى أردال ... سوف ترى كيف سأجعلك تعود لى بنهاية المطاف و بكامل إرادتك ! )

***
يتبع...




رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء