عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-20, 09:35 PM   #284

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

تُحرك أناملها الرفيعة بترقب حول حواف قدح القهوة الخاص بها ... ترتب افكارها التى تبعثرت من هول ما سمعته من ميرال بينما كانت تتابع ابتسامة آسر السمجة !! ... يظن نفسه انه أصبح ذكى فقط لانه ادرك انها تريد ان تسأله عن أردال ... الا يعلم ان لو كان طفل صغير لأدرك ذلك بسهولة !

شعرت بخلايا عقلها تكاد تستشيط و هى تعى انها مجبرة على التعاون مع ذلك الاحمق و كم شعرت انها تريد ان تلكمه بعنف بابتسامته تلك حينما ردد باستهزاء

( ماذا تاليا متى سوف تطرحين الاسئلة التى جعلتك تأتي بى الى هنا ! )

كتمت غضبها بطريقة تجيدها و هى تردد بايحاء مبطن

( لماذا لا تجيب عليها دون ان اسأل فيبدو أنك تعلم ما هى طبيعتها )

أراح آسر ظهره على ذلك المقعد و هو يردف بثقة

( ما اعلمه ان جميعها يخص أردال لا أحد سواه ! )

شبكت تاليا كفيها و هى تردد بعد ان مالت بجسدها على تلك الطاولة التى تتوسط أشهر مقاهى البلد

( ليس أردال فقط بل و تلك الفتاة نارفين ؟!! )

شعر آسر بصدمة تخدر عقله و اسمها يضرب جانبات صدره بالم لكنه حاول ان يتحكم بذلك الاضطراب الذى حل على روحه و هو يردد بمراوغة يدرك انها حقيقة تقتله

( تقصدين زوجته !! )

تابع ملامح تاليا تنفلت من فولاذيتها و هى تحتد بشكل واضح قبل ان تعود الى طبيعتها لتنتقل تلك الحدة الى نبراتها و هى تردف بفحيح

( من تلك الفتاة آسر ؟! ... أريد ان اعرف كل شئ عنها .... كل شئ ! )

عقد آسر حاجبيه و قلق مرعب ضرب روحه و هو يتلمس ذلك التربص بنبرات تاليا نحوها ليتساءل باستهزاء زائف و هو يتنحنح مسيطراً على نبراته

( لماذا هل سوف تختطفينها ام ماذا ؟!! )

رآها تبتسم بخطورة و كم شعر بانقباض قلبه لحظتها و قد تزايد ذلك القلق حينما اردفت

( ان استدعى الأمر لما لا .... لكننى اكيدة أننى سوف استعيد أردال بسهولة منها لكن قبل يجب ان أعلم كل شئ عنها )

ازدرد آسر ريقه بهدوء يردد و ابتسامة ثابتة ترتسم على ملامح وجه

( فى الواقع كنت أريد مساعدتك .. لكن ... لا أحد منا يعلم عنها شئ فهى ظهرت بحياتنا بشكل مفاجئ !! )

صمتت تاليا تتابع ردت فعل آسر و داخلها يشعر بريبة غريبة لكنها عادت لتردف بإصرار نحوه

( لكنك تستطيع ان تعلم ! ..... انا سوف انتظر اتصال منك و أعلم أنك لن ترد طلبى أليس كذلك يا آسر ؟! )

***

دلف أردال الى غرفة مكتب طارق يحك راسه بعنف ... يشعر بنفور غريب من ذلك التغير الذى يتلمسه بنفسه ... انه يشعر بمشاعر غريبة تتزايد بداخله .... وقعت انظاره على ملامح طارق الشارد ليلحظ هذه الدعوة الذى يمسكها بين كفيه مما جعله يتساءل بتعجب جعل طارق يجفل من شروده

( هل أرسل لك عمى دعوة للحفل السنوي ؟!! )

رفع طارق راسه المثقل بأفكاره المتخبطة و هو يردد

( انها المرة الاولى )

تجهمت ملامح أردال بشكل واضح و هو يردد بعدم استيعاب

( غريب لماذا ؟! )

أفلت طارق تلك الدعوة الأنيقة و هو يردف بعد ان تنهد بتعب

( هل تعلم انه طلب ان اذهب اليه أمس ! )

عقد أردال حاجبيه باندهاش يدل على تساءله مما جعل طارق يجب على ذلك التساءل الصامت قائلاً

( كان يخبرنى كيف انقذتى من براثين عزام و ان ميرال خط احمر من يتخطاه يموت ! )

ارتدت راس أردال للخلف بصدمه و كلمات طارق تجعل الغضب يتقافز بداخله نحو عمه كما يتقافز نحو نفسه فهو نسى اخبار طارق بذلك الأمر تماماً و هل عاد يتذكر شئ بتلك الفترة من الاساس !!

اردف أردال كلماته و هو يتقدم نحو طارق الجالس خلف مكتبه

( طارق لقد نسيت ان اخبرك عن الأمر اعتذر .. لكن ليس عمى قادير هو من انقذك فى الواقع ! )

كان طارق هو من عقد حاجبيه بتساءل هذه المرة و هو يردف بنبرات مستسلمة اثر ذلك الخواء الذى يشعر به بتلك للحظة

( هل تدخلت بالأمر أردال ؟! )

حرك أردال راسه نافياً ليردّد بعدها حروفه بثبات أمام نظرات طارق المثبتة عليه

( ميرال هى من فعلت !!! )

شحبت ملامح طارق بشكل واضح و داخله يأن بعدم تصديق لتلك الكلمات التى داهمت خواء روحه مما جعله يزدرد ريقه الذى ألمه من هذا الجفاف المسيطر على حلقه و هو يتساءل ببلاهة ممزوجة برفض مستهزء

( ماذا ... أنت ماذا تهزى أردال ؟!! ... ميرال هى من ألقت بى دون ان تكترث لما سوف يحدث معى ! )

أغمض أردال محيطه الضائع بسبب شرود عقله و تخبطه !! ... فهو حتى لا يعلم لماذا يشعر بهذا الشعور نحو طارق و ميرال !

لماذا يريد ان يبرأ ميرال أمام أنظار طارق .... هو ما كان ليفعل ذلك من قبل خاصتاً و هو يعلم ان صديقه الوحيد يتالم لكنه تنهد يخرج انفاسه المضطربة بتخبط افكاره يردد و هو يلقى جسده بتعب يهرب من أنظار طارق التى تحاوطه بترقب عجيب

( لا طارق .... انها تكترث !! .... لقد ذهبت الى والدها و عارضته ! ... هل تدرك يا طارق .... انها المرة الاولى التى تواجة بها عزام بأمر ما ... و كنت أنت السبب ! )

اهتزت حدقتى طارق بصدمة كما اهتزت نبراته التى خرجت بصعوبة و هو يتساءل بالم قلبه

( ماذا ؟! )

صمت يحاول السيطرة على ارتجاف نبراته بعد ان زادت من صدمته حينما خرت بهذا الاهتزاز ليكمل بعدها متساءلاً

( كيف لك ان تعلم ذلك ... هل ... هل تحدثت معها ؟! )

سحب أردال نفساً عميقاً و عقله يعود ليعمل يشعر انه ألقى بصديقه نحو النار ... متى كانت المشاعر هى من تتحكم به هكذا ... حرك أردال راسه نافياً كلمات طارق يردف بثبات هادء

( لا لم اتحدث مع ميرال منذ تلك الأخبار سوى اليوم ... لقد علمت عن طريق سكرتيرة عزام الشخصية فهى عينى التى تركتها له هدية منذ أسابيع قليلة !! )

جحظت مقلتى طارق بصدمة تابعت انعقاد حاجبية بشكل متساءل و ذلك الخواء داخله يتحول الى نيران أخذت تنهشه و هو يعى ما فعله قبل قليل معها

( ماذا ... لماذا لم تخبرنى بأمر تلك السكرتيرة أردال ... و لماذا لم تقل لى منذ ان علمت )

صمت طارق للحظة يشعر بتسارع انفاسه يحاول ان يكبح مشاعره لكنه عاد ليعقد حاجبيه و كأنه تذكر شئ اخرجه على هيئة تساءل متجهم

( لحظة أنت قلت قبل قليل أنك تحدثت مع ميرال اليوم ؟!! )

مسح أردال على ملامح وجهه بعنف يريد ان يخرج من تلك الدوامة الذى يشعر بها تسحبه نحو القاع و افكاره تنحدر بشكل شرس الى نارفين ليردّد و نبراته تتوه مع زمجرته المعترضة التى لم يستطيع ان يسيطر عليها

( لقد كانت تخبرنى انها سوف تاخذ نارفين معها و لا تريدنى ان اعترض )

وقف طارق بشكل مفاجئ و جنون من نوع اخر يتلبسه يهتف بالم بينما عقله يتوقف عن العمل و قلبه يأن

( ماذا .... لماذا ماذا ان فعلت لها )

صدمه احتلت ملامح طارق قبل ان تنتقل الى أردال الذى عقد حاجبيه بانشداه و هو يرى طارق يعود ليرتمى على مقعده يمسح بأنامل مرتجفة على صفح وجهه ليردف و هو يتابع ضياعه ذلك

( ماذا يحدث معك طارق ؟!! .... انها ميرال ! ... أنت اخر شخص يفكر بها بذلك الشكل )

أمسك طارق براسه يعتصرها بعنف تخبط افكاره يحاول ان يهدء أنين قلبه المتعاظم بينما اخذ يردف بتلعثم

( ان كانت تريد ان تؤذها و هى تظن انها تخطف آسر ... فمابالك و هى لا تعلم الحقيقة بل تعلم انها زوجتك !! )

صمت طارق يبتلع تلك الحرقة التى تدمى قلبه يحيد بانظاره بعيداً عن ملامح أردال المشدوهة .... ما الذى يفعله لماذا لم يعد بقادر على التعامل مع الوضع ... لقد كان يتابع عشق ميرال الذى كان يتزايد نحو أردال يوماً بعد يوم يستمع الى كلماتها التى تنحصر عليه ... لم يكن يفقد نفسه هكذا !

ارجع أردال راسه للخلف فى تجاهل واضح منه لتلميح طارق يغمض عينيه بشرود لكن تساءل طارق الذى عاد بنبرات نادمة رغم عدم تصريحه بذلك

( أنت لست بخير أردال ؟! )

صمت يحاول ان يسيطر على نبراته الذى يعلم انها سوف ترتجف عند اسمها ليردّد بعدها بثبات زائف يهرب من نطقه

( لماذا تركت نارفين تذهب معها ؟! )

هل شعر بالارتباك حقاً ؟!!!!! .... هل كان وقع اسمها الذى ردده طارق بذلك الصدى الغريب على وتيرة نبضاته ام يتوهم ؟! .... تابع طارق ردت فعل أردال الغريبه و هو يرى ملامحه تتغير من الصدمة للضيق ثم التجهم و اسم اخر مختلف تماماً يقفز داخل عقله جعله يتساءل بحذر

( تاليا ! ... أقصد رؤيتك لها .. )

صمت طارق يخشى من ردت فعل أردال الذى لم تتحرك ملامحه بل أغمض مقلتيه يخفى محيطه بينما تحدث بهدوء و ثبات صدمه

( كنت أعلم بعودتها من سكرتيرة عزام فى اليوم السابق لهذا اليوم التى أتت به هنا للشركة !!! )

ارتفع حاجبيه طارق بعدم استيعاب الى ذلك الهدوء المسيطر على أردال الذى عاد ليردف باستهزاء و هو يفتح جفونه المتعبة يطالع طارق بغموض يخفى به مشاعره كما يفعل دائماً

( حتى انها أتت اليوم ايضاً !! )

تنهد طارق يحاول ان يخفى عدم استيعابه لتعابير أردال تلك و هو يردد

( أعلم.... لكن يبدو أنك اليوم تأثرت بقدومها عن أمس ؟! )

ابتسم أردال ابتسامه مبهمة نحو طارق و هو يردف بتساءل فضولى لم يستطيع منعه

( من ذلك المدعو أمير ؟! )

مط طارق شفتيه يعى تهرب أردال من الحديث لكنه لم يكن يعى تلك النيران التى نشبت داخل أردال مع ذكره لذلك الشاب من جديد

( انه أحد متدربينا .. )

صمت طارق بصدمه للحظة و كأنه قد عثر على كنز ليردف بعدها بعدم تصديق

( هل ذهبت الى قسم التدريب اليوم ؟! ) ....

تجهم وجه أردال و هو يدرك إيحاء طارق المبطن من ذلك السؤال يردف بثبات

( لا تفعل طارق ! )

لم يستطيع طارق منع ابتسامته التى ارتسمت على ملامحه بشكل استفز أردال الذى نهض و هو يردف

( حسناً سوف اذهب لاتركك تبتسم كما تشاء ... )

ضحك طارق و هو يردد بنبرات أخذت ترتفع مع خطوات أردال الذى تتجة نحو الخارج باستفزاز

( اجل انتظر لتسمع إجابة سؤالك اولاً ... انه أحد المتدربين الكفؤ لدينا خريج هندسة قسم عمارة بالطبع كما الحال مع باقى المتدربين .... و انه بعمر 26 عام يعنى شاب بمنتصف العمر ... ااه أجل و عازب ايضاً كما اتذكر ! )

كان من حسن حظ طارق انه لم يشاهد رددت فعل أردال على تصريحه الأخير فقد أظلمت ملامحه بشكل خطير لم يكن يدركه هو شخصياً ليغادر الغرفة دون ان يعلق باى شئ !!!

غادر أردال المكتب ليترك عدوى الظلام الى طارق التى اكتست ملامحه بالالم الممزوج بندم عاهد نفسه انه سوف يكبحه ولن يدعوا يتحرك نحوها من جديد !!!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء