عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-20, 11:07 AM   #9

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث عشر
..................................
الارتطام العنيف
.................
صوت الطرقات علي البوابة الحديدية أخرجته من المنزل بسرعة
يا إلهي
و عيونه علي السماء في تضرع
فلتكون هي
تكون بخير و لم تكتشف الحقيقة
و محمد أمامه
أخر من كان من الممكن أن يطرق بابه
صاحب الذنب
أصابته لوثة يريد الصراخ في وجهه ما أتي به هنا الأن وألف قفل صدئ مهترئ بعدد أيام عشرون عاماً مضت يجثم فوقه يكتم أنفاسه
يمنعه
يتركه في حالة من الجمود أصبحت متأصلة بين ثناياه
وكلمة البداية لم تكن له
نطقها محمد
.....................

طافت السوق تباع ما تحتاج
أول خطوة لها داخل السوق وأمام بائع الخضروات دفنت أمها و زوج أمها و أعوام من الخذلان لطفلة مسلوبة الإرادة أصبحت امرأة مقهورة
(هلمي يا بنتي السيارة تنتظرك لتعودي إلي بيت زوجك)
(لدي ابنة سأزوجها لك تجدد بها شبابك)
و الكلمات تتساقط أرضاً تتساوي بالتراب
و أمام بائع الدجاج ذبحت أبو عبده دمائه تتساقط إلي القاع كدماء تلك الدجاجة المسكينة
كدماء عذرية علي المخدع
لطفلة همس بأذنيها في أول خلوة لهم
(أريدك عارية أمامي و تسلقي الفراش)
...................
أخيراً وجدتها
سيدة عجوز تجلس علي مقعد خشبي أمامها الكثير و الكثير من الملابس النسائية و ملابس للأطفال
و مريم تخطو لها بكل قوة و ثبات
خطوة , خطوة
و مخيلتها ترسم عجوز الخراب
تدهس أناملها التي طالما امتدت لها بكل أذى
تدهس عيناها و كل نظرة ازدراء تلقتها كطلقة بصدرها
تدهس لسانها الذي لم يتوجه لها سوي بكل بذئ و مؤذي أوامر كانت تقض أيامها و لياليها في سُخرة
كالعبيد
و السيدة العجوز تتبسم لها بسمة مشجعة للحديث
- أريد غلالة
و إشارة لصف غلالات كثيرة معلقة علي الحائط
تتوجه لها كالمنومة و احمرار وجنتيها صادق

والعجوز تسألها كيف تريدين لونها
(أحمر) فتحرك رأسها بلا
حسنا تحبين( الأسود ) فتعقد لها حاجبيها , تتراجع العجوز
حتي تقع عيون مريم عليها
غلالة طويلة بيضاء و مثيرة
و العجوز تبتسم بجزل فالثمن الذي سيُدفع غالي و الرضا عن البضاعة المعروضة موجود
- لم أرك في القرية من قبل أنتِ جديدة هنا
و عينها ترسم الحلم
- أجل
و الطبلية الخشبية في وسط معيشة بيتهم فوقها مفرش مزركش
- متزوجة
- أجل

يتوسطها صحن كبير فيه دجاجة محمرة و محشوة أرز بالخلطة و فوقها معلقة سمن بلدي واحدة

- ممن في القرية؟

و بجوار الدجاجة صحن أخر ليخنة خضروات تعلم جيداً أنه يعشقها و طبق سلاطة
- محمد الزاهي

و هي تطل عليه بالغلالة تتطلع إلية بوجنة محمرة من كثرة الخجل
-لكني أعلم زوجه محمد الزاهي جيداً هل تزوج بأخرى و أحضرها إلى هنا
و الغلالة في حقيبة بلاستيكية برتقالية
مستقرة بأحضانها
تتطلع الي العجوز بنقمة و لن تتراجع الأن ... لن تسلبها الحلم و لو بلَبْس بسيط بين الشخصيات يجب أن تصححه لها
تخبرها والعيون تتجابه بتحدي
- لا أنا زوجته الوحيدة و متزوجون منذ ما يقارب سنة
و العجوز تنتفض بطقطقة من على الكرسي
- أنصتِ يا غريبةٌ أنتِ... لا يوجد سوى محمد زاهي واحد
و زوجته فوزية ابنه عمه أعرفها جيداً و لو كنتِ زوجة أخرى له لأخبرتُ زوجته و أبوه الحاج جلال حالاً
تصرخ بها مريم بقوة ظهر الحق
- هكذا إذاً ... هل رأيتِ أنكِ مخطئة أبو زوجي مات و زوجي يتيم
تخرج لها لسانها و لأم عبده و لأبو عبده و لأمها
ستعيش الحلم رغماً عنهم جميعاً
و العجوز مُصرة
- أين تقطنين إذاً حتي لا تفلتي مني لو كنتي خطافة رجال متزوجين
و مريم تُصر علي أسنانها بصراخ مكتوم
خارج القرية عند التبة حتى تتركيني في حالي يا عجوز الخراب أنتِ لن أعاود القدوم إليكِ مرة أخرى
والعجوز التي صدمها الرد
نطقتها

تلك الجملة التي كنا ننتظرها جميعاً

- لا يوجد عند التبة سوي بيت القس رحمه الله و لا يقطنه سوي ابنه مينا
سقطت الحقيبة البرتقالية من يد مريم عن عمد و تقدمت لها بهوادة مفترس قبض علي فريسته في الفخ
و أم عبدة تخرج لها لسانها
حسناً
مريم تلك المرة لن تعطيها وجنتها لتصفعها , لا تلك المرة ستقتص منها
فكانت العجوز ممددة علي الأرض تصرخ
و النساء تحاول تخليصها من بين يدي مريم المطبقتين علي عنقها تصرخ بها صراخ يصل إلي أخر المدى
ابتعدي عني يا عجوز الخراب ابتعدي
......................
و هنا يأتي سؤالي .... أأسرد لكم كيف اكتشفت الحقيقة بالتفاصيل
أم أجيز لكم بقية الحدث و اكفيكم شر سرد المهزلة

سيداتي انساتي سادتي
تقام الأن علي أرض الفردوس معركة ضارية بالأيدي بين فتاة صغيرة ظنت أنها أخيراً نالت الحلم أثر سقوطها المتعمد من علي الحافة
مع عجوز فجأتها أنها ما تحصلت نتيجة السقوط إلا على
(الارتطام العنيف)
و بعد شد و جذب ثم الإنقاذ وحمداً لله أن المعمرة لازال في عمرها بقية
أثمرت المباحثات بمفاوضة عن التالي
كوب من الماء بسكر لأن مريم تعاني دوخة و غثيان و خبطات مؤلمة بصدرها
و كوب أخر للمرأة التي كادت أن تموت مخنوقة
العجوز تقص القصة و لو كانت النظرات تقتل لماتت فقط من نظرة مريم
التي ظلت تردد بصوت عالي كاذبة
كاذبة
كاذبة
حتي حضرت فوزية بخطي مرتعبة بعد ما وصلها الخبر (محمد تزوج عليها)
وصل محمد من بعدها يقسم أنه لا يعرفها بتاتاً
وصل الشيخ جلال من بعده
و صل حسن أيضاً
و تحولت الفردوس من روضة مزعومة الهدوء
إلي فوهة بركان ثائر
و هي لا تعي من كل ذلك الحديث الراكض حولها و الصراخ عن العرض و الدين والشرف
و الإسلام والمسيحية
إلا
اسم ظل يتردد بكثرة دون إدراك لهويته بعد
مينا
....................
من مينا ؟




فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس