عرض مشاركة واحدة
قديم 29-10-20, 11:03 PM   #10

فاطمة طلحة
 
الصورة الرمزية فاطمة طلحة

? العضوٌ??? » 476559
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » فاطمة طلحة is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع عشر
.....................
يرسلنا الله بعضنا لبعض رحمات
( الإمام الشافعي)
...............
الأقحوان
.................
استيقظت مبكراً كعادتها و بعد إفطار عامر جمعهم هم الثلاثة
أحضرت وشاحها القطني تلملم به خصلاتها مفرطة النعومة في ضمة
مسدت ملابسها تتأكد من هندمتها حتي وإن كانت فقط ستلتف حول الحائط الخلفي للمنزل
تقتلع الأقحوانات
ماريانا تصرخ
- رزق تعال و أبحث معي عن الخاتم
و رزق يضحك في قرارة نفسه بشدة دون إظهار أي نوع من الابتسامات
يعلم جيداً أن مصيره سيكون مدفون بجانب البتلات إن لمحته يسخر منها
القرد الصغير بعمر السنتان وجد خاتم الزواج الخاص بأمه وألقاه من النافذة ببراءة الأطفال وبراعة لاعب كرة سلة

ومن يومها و ماريانا كل يوم تقضي ساعتين في إقتلاع الأقحوانات الكثيفة علها تجد خاتمها ....
يثير ذهولها أنها تعاود النمو مجدداً كأنها تحاربها بالبقاء ستظل موجودة مهما دفعتها للفناء
و ماريانا فقط تريد خاتم زواجها الذي ابتلعته الأقحوانات تقتات عليه
حتي أتى يوماً قدم لها فيه حبيبها كوب من مشروب عطري دافئ
أمسكت الكوب، تنشقته بتمهل مدركة المغزى و ابتسامة رقيقة
أن فعلته تلك تعويض عن خاتمها العزيز الذي ضاع، بذكرى تظل قائمة بينهم أبد الدهر
جاورته مع البتلات عيونها علي الأفق تناظر مينا الذي ما إن اقترب من الزهور يمارس مهمته في اقتلاعها مع أمه
حتي أوقفته بحزم لطيف تنتهج معه عهداً جديد
بنظرة جديدة
سنجلس كل يوم أنا و بابا وأنتَ نحتسي مشروب البابونج اللطيف
ثم أخذته من أذنه بقليل من الحدة تحذره من رمي الأشياء من النافذة مرة أخرى
لقد ارتضت ماري ... بحب جوار حقل الأقحوان عوضًا عن خاتم الحب
.................
الأقحوان أو بالمعني الدارج (البابونج)
تختلف أشكالها في إطار أربع أنواع من الزهرات
الدارج منهم في مصر زهرة صغيرة وريقاتها بيضاء والداخل أصفر تتحول كلها للون الأصفر مع التخزين
و الشائع استخدامه كمشروب مهدئ
غير أنه يستخدم لعلاج أمراض كثيرة
ليس منها الصمت
الذي انتهجته مريم أخذتها زوجة الحاج جلال بعد أن انفض الجمع بأمر منه حتي عندما حاول شيخ المسجد هو احتواء الموقف بِحُكم أن المسكينة التي خدعها المسيحي
موضع حجر ضخم في بناء صَرح الفتنة الطائفية
إلا أن الحاج جلال و بعض كبار رجال القرية
فضلوا أن لا يتطور الموضوع أكبر من ذلك
مينا سيعاقب
و يكفيهم أن يأخذوها منه
و يلزموه إلزاما شديداً بعدم تكرار الموقف و ربما زوجوه بفتاة من دينه
يبني معها حياه تشغله
و جلال يدرك أنه مهما دافع عن مينا لن يوفي دين القس الذي في رقبته
صديق العمر و شقيق الروح
الروح التي زُهقت في لحظة لم تكن في الحسبان
.......................
رفضت تغير عباءتها أو حتي السماح لفوزية بنفضها من الغبار جلست علي أريكة خشبية في المضيفة
ساهمة في الفراغ عادت إلي الضباب , عادت تدور في تلك الدوائر
و من بعيد تناظرها زوجة الحاج و فوزية
التي تقاوم بشدة سيل أسئلتها العرم
قلتي زوجك ...... كيف لم تكتشفي دينه ... ألم تلاحظي أنه لا يصلي ... هل كان يعاشرك ... ألم تلاحظي صليب الحائط ... كيف تزوجتيه دون عقد ... ألم تلاحظي صليب يديه ... هل تدركين عقاب من ارتكبت ذنبك عند الله
و مريم فوق السحاب
صاعدة بسرعة الصاروخ للأعلى
مع خطى محمد الزاهي إلى الغرفة ينهر زوجته البلهاء عن الحديث
و أمه لسكوتها عن تلك الأسئلة
فترد أمه بحسرة عليها
- أتركها يا بني لو ظلت تسألها للصباح لن تجاوبها المسكينة بحرف
و
هي هناك بين النجوم علي بوابة الثقب الأسود تستعد للفناء في العدم
...................

هل الإنسان مسير أم مخير
إن كان مسيراً فأين الاختبار إذاً و إن كان مخيراً
فكيف لكل واحد منا قدره
جَدَلِية
طالما تطاحن بها علماء الدين الفيصل هنا في
العقل
إدراك التغيرات التي تمر من حولك ومرونة التعامل مع الغيبيات التي تفاجئك وأنت في المسار
فطرتك السليمة و إيمانك هما الدفة التي تقود اندفاعك توجهه حيثما أردت
أنت تريد الخير، تسعي لإعمار الأرض، إعمار حياتك
لكن ماذا سيحدث إن كانت العلة في الإيمان
و التشوه في اليقين
............
عشر دقائق بعد اختفائه وراء الباب الصغير
وتحركت .... ما من لذلك بُد
توقفت على باب المطبخ هي تعلم جيداً مكان قطع اللوف
لمحتهم في الخِزانة بينما كانت تطهو الطعام
تقلب فيها بحثًا عن أدوات الطهي
واستدارت
مجرد التفاتة بالرأس
تجاه باب البيت
...........
المفتاح الكبير في ثقب الباب تحدق إليه دون رفة جفن
مفتاح قديم صدئ وحيد
مثلها تماماً أقدامها تسوقها حتى المقبض تديره فيدور
ينصاع لها بسلاسة مجردة علي عِظم صعوبة كل مرحلة مرت بها من يوم أن وعت على تلك الحياة
ماذا بعد ذلك يا مريم
لقد وضع لك المفتاح ترك لك الاختيار
ماذا لو ألقيته من النافذة الأن ما سيحدث له
ذلك تماما ما سيحدث لكِ
تلك آخر فرصة
و القادم أنتِ تعلميه جيداً
مررتِ به ، تشربتيه ، التحمت به خلاياكِ حتي أصبح يغطي بدنك بالكامل
و الطريقان المتوازيان، رغم مخالفة النظرية يتقاطعان
و مريم اختارت على قدر العلة و بحجم التشوه
طرقت علية باب المرحاض
مد يده المبللة من خلفه وجذبها بهوادة للداخل
ثم أغلق الباب بالمزلاج
....................
- مريم عند أبي في داره
لو اجتمعت صرخات العالم أجمع لن تكفيه أو توفي حق ذلك الشرخ الذي شق صدره
كأنه تيتم مرة أخري
كأنه يفقد الروح، يذوب الجسد
يزوي وسط الحمم في قاع البركان

توقف بشاحنته جانب الطريق ثلاثة أمتار وباب منزل الحاج جلال
أمامه بعض الرجال و شيخ المسجد و بعض ٍ لا يعرفهم و لا يعنيه ذلك في شيء
سيأخذ زوجته و يرحل الي بيته
ليتركوه بحاله و يعاودوا النبذ كما اعتادوا
قاهر أمه قاتل أبيه
-عمي الحاج أريد زوج..
بأنفاس تخرج من صدره كحمم
تُقَطّع حروف كلماته
يستجمع بعضه بعضاً و النظرات عليه ما بين شفقة علي بؤس حاله و بُغض
- مريم أريد مريم
و الحاج جلال يدرك ناره الداخلية يتقدم خطواته بالقرب فيتباعدها مينا رافض
و الجمع تزيد فيه الهمهمات و شيخ المسجد يقترب بتؤدة منه
- أنت مدرك يا مينا ماذا فعلت ذلك ضد الشرع
شرعها وشرعك و من الواضح أن الفتاة لم تكن تعلم حقيقة هويتك
و مينا لم ينظر له نظرة واحدة لم تحد عيناه عن باب الدار الذي يعلم أنها تختبئ فيه
رفع الحاج جلال يده لأعلى بإشارة لابنه أن يُسكت الجمع المحيط
ومينا يتقدم بخطوات حثيثة اتجاه باب البيت
يتمتم و لا أحد يسمعه - زوجتي أريد زوجتي
حتي ظهر ابن أخ الحاج جلال
- ماذا تفعل يا هذا هل ستقتحم البيت من دون اذن أصحابه
بمناطحة رجل لرجل
و مينا يتقدم و الرجل يدفعه بجسده في شبه التحام
فيأتي محمد من الخلف يهتف بقريبة أن يتوقف
- مينا يعلم الحدود و يحترم حرمات البيوت جيداً يا سعد
و آخر من بعيد يسخر
- - عن أي حرمات تتحدث يا محمد بعد فِعلته مع الفتاة
و حسن الذي كان رابضاً دون حديث يتدخل بيديه يفض اشتباك صديقه الغاضب مع ابن عم محمد بيده طالب الهدوء و الحديث برويه
و الجمع يهتف يدلو فيه كلاً بدلوه و الحاج الذي تخطي عمره السبعين يهتف بهم
و قد اعتلت قدماه
- ارجوكم توقفوا أو أرحلوا
حتي تجمد الكل بلقطة
لقطة فيها تخلي محمد عن تقيد يد ابن عمه يذود عن رفيقه... ليقي أباه شر سقطة
لقطة لم يعي فيها حسن أن قبضة الرجل أخطئت وجه مينا و أصابته حتى فاجأه الألم بين عينيه
لقطة كانت قبضة مينا فيها تلتحم بوجه الرجل الذي كان يناطحه وضرب حسن ولا يعلم اسمه حتى
ولا أحد وعى للعصى الخشبية
التي غافلتهم جميعاً و انهالت علي ظهر مينا بيد أحدهم
فأهالته علي الأرض من شدة الألم

لكن الكل وعي لتلك الصرخة التي شقت عباب سواد السماء
و النبرة المتوحشة التي صاحبتها و عيونها علي حامل العصى تكاد تفتك به
فجمّدت الكل بلقطة
- اتركوه
أخيراً ظهرت و ردت فيه الروح

تتقدم بينهم برتم خطوات بطيئة و حفيف عباءتها السوداء يجرجر الحصى علي الأرض بخرمشة
يعقدون الآمال كلاً علي هواه فتتصدر أهوائهم واجهات العيون
حتي توقفت بجانبه و عيونه تعلقت بعيونها الذابلة
يناظرها من الأسفل بكل آلام جسده و روحه
تهبط له أرضا علي ركبة واحدة
تهمس بجدية حتي لا يسمعها أحد
- قف
أنا أريد لابني القادم أباً يزود عنه المساوئ لا يستسلم من أول جولة
كانت عيونها تجوب عليهم جميعاً في سرعة متحفزة
و هو اتسعت عيناه بشدة
هاتفاً بأعلى صوته
- ماذا
لتخفض صوتها أكثر
- أنت تريد و أنا أريد و الله يفعل ما يريد
ثم ترفع صوتها قليلاً و عيونها تتجه نحو حسن
ساحقة المنطق - هل هذا الجزار صديقك
فشعر لوهلة
أن دقات قلبه علي وشك التوقف
ليهتف بذات النبرة – ماذا
فتعلوا نبرتها كأنهم يتسامرون عصراً بجوار الأقحوانات
فيسمعها الجميع
- هذا الرجل... الجزار صديقك
ينظر لحسن من ثم إليها
و يشير برأسه وسط ذهوله و ذهول من حوله
بنعم
لتقول بنبرة خفيضة لائمة
- هذا إذاً سر قطع اللحم الجيدة
وتحتد النبرة قليلاً - مينــــــــا
تمطها و تشكلها و تمدها و تنطقها بلغة عربية صحيحة تجمع فيها حلاوة الحلم و خذلان الواقع

ليقترب محمد قليلاً من حسن الذاهل من حوارها المختل و يقول له مفسراً
تلك أعراض اضطراب ما بعد الصدمة تغافل عنها يا صديقي بالأمس كادت تقبل يدي لأتخلى عن أسمي لمينا كانت تتحدث بشراسة و لم تهبط من عيونها دمعة واحدة

ناظرتهم بحقد الاثنين يهمهمون يخربون عليها بطولة اللقطة
كل ذلك و مينا ينظر لها بذهول
كل ما تقوله خارج حدود العقل
لا يعلم أنها هناك علي بوابة الثقب تتماهي مع العدم
....................
أقام ذاته
و الكل لحظتها تقدم خطوة
الارتجال سيد الموقف الأن كُلاً على هواه
و متى حارب أي منا هواه و متى حَكِمنا ذات القانون
ومنذ متى كنا جميعاً على قلب رجل واحد
و الكل عاد يهمهم ، يتمرد علي الوضع ، يتطاول فيتناول و يَلوك
صرخت فيهم - سأذهب مع زوجي
الذي ضمها تحت ذراعه و بها يقيم ذاته
- بنتي هذا لا يصح
- ما تفعلينه حرام شرعاً و غير مقبول قانونا
- تلك دعارة و ذلك عهر
- هل ستسمحون لهم بالذهاب
- فليمسك بها أحدكم أنا لن أنجس يدي
- لو استمريتي معه أنتِ أذاً كافرة
و كُلاً منهم يدلو بدلوه و البئر مائه ضحلة و الأرض عفنة و العطب منتشر وأنت مضطر أن تشرب


.......................
قاد الشاحنة
صامت و ألم ظهره يخفت و ألم روحه يزاد
يتطلع لها وهي تناظر سماء الليل يتيمة القمر من النافذة
حتي وصلا المنزل
فتحت باب الشاحنة و خبطته بقوة
الباب الحديدي لم يكن مغلق بقفله كعادتهم
فأغلقته في وجهه
ثم وقفت أمام الباب الخشبي دون إدراك أين فقدت حافظتها القماشية
ففتح لها الباب بمفتاحه و هو صامت
فدخلت أولا ً تتسابق معه و هو يناديها باسمها دون كلمة زيادة
لا يعلم من أين يبدأ
صراع مُتقد
حتي فوجئ بها أمام غرفة والديه
تأمره - افتحها
فيرد - لا مريم
تصرخ به علي شفا الجنون
- افتحها مينــــــــــــــــــا
و مينا تلك غير سابقتها
اختفى اللوم و ظهر الغضب
طعنه لفظ اسمه بتلك الطريقة و تغافل عن أنها هي الأخرى تنزف
يديها علي المقبض تحاول فتحها و كالعادة لا يستجيب
ناظرته للخلف يرفع حرف الخزانة الثقيلة في غرفته بجهد شديد لأعلى يجذب المفتاح من أسفلها بطرف قدمه
ناولها إياه فتناولت كفه بين يديها برجفة تفكك عقدة المنديل القماشي
عيناها تتشرب الصليب الموشوم أعلى نبضه تتحسسه بوعي جديد عليها في صمت
و لا يوجد فُسحة بداخلها للذهول بعد الآن
لقد امتلت جعبتها حتى الفوهة
هي فقط تحتاج تلك الشرارة
لتشتعل و تتآكلها النار كيفما تشاء ... ثم تذوي كالعادة بلا ثمن
...........................
فتحت باب الحجرة المظلمة
و أغلقته خلفها
حاول الدخول معها فمنعته بكفيها واغلقت في وجهه الباب
أخذت تتحس مكان القابس حتي فاجأها الوهج
عيونها لمحت صليب خشبي على الفور يتوسط الحائط فوق الفراش
صورة للأم المضيئة و آخر يشبه مينا بزي رجل دين، قادتها قدماها حتى صورة متوسطة على الكومود لفتاة تقاربها في العمر رقيقة الملامح بشدة
همست باسمها الذي تعلمه من دون مشقة
- ماري
لم تلحظ أنها ترتجف إلا حينما خرجت الحروف من فمها متقطعة
تتذكر تلك الليلة
ليلة استفاقت علي صوته يهمهم و هو نائم
ماري
فتبخر ما بجعبتها من هوادة تدفعه فأفزعته
ليصرخ مبهوتاً و صوته محشرج
- ماذا
- من ماري أنطق
-أمي
بنبرة ساخرة تكذبه
- أمك اسمها ماري
و هو صامت لم يرف له جفن
ثم
- حسنا أنا أصدقك
(أنا أصدقك)
وهنا اشتعلت الشرارة
أنتِ صدقت وهم الحلم و بنيت على أساسه الخيالي صرح في الواقع فانهار فوق رأسك و انتهى
....................................
صوت شهقاتها يأتيه من خلف الباب المغلق
ناحر لم يسمعها تبكي هكذا من قبل حتى تلك الليلة التي بدأ بها كل هذا
يعلم أنه لو أدار المقبض لأنفتح الباب، باب روضة روحه
لكن ثِقل ذلك الجبل على قلبه يمنعه جبل الذنوب الذي ظل يجمع حبات رماله من يوم تعرف على المخدرات
حاول البكاء و الدموع أبت طالما استطاع أن يبكي حاله حينما كان في خانة المظلومين
لكنه الإدراك المتأخر
أن بك العلة و أنتَ اخترت اعوجاج الطريق
اخترت التشوه

حركة الباب الحديدي و تلك الخبطات نبأته أن هناك أحد بالخارج
هل أتُم خلفه
خرج تحركه طاقة الغضب و السخط و الذنب
إذ بحسن أمامه و محمد بالخلفية
يداه عرفت بمن تتشبث ...
- أنت السبب في كل ذلك و منذ عشرون عاما ً
تخلص محمد من قبضته بصعوبة ينهت ثقل سنين الإثم بصراخ
- أعلم
أنا آسف مينا آسف على الفقد الذي تجرعته وحدك
أسف علي الزلزلة التي لم يشعر بهولها غيرك
و صراخه كان يرتج في المكان بلا صدى سوى أوجاعهم التي تمزق الصدور
صمت مينا بتراجع و قلبه يتشقق بألم (ماذا بعد)
ليكمل حسن محاولاً جلب بعض الهدوء المزعوم
- اسمعني جيداً مينا
مهماً طحنتنا الأيام برحاها هناك ثوابت على هذه الأرض لا يجب أن تُمس و أولها العقيدة يا صديقي
و يستمر تراجع صاحب الخطى
- اتركني حسن هي زوجتي .... و بصوت أعلى زايد وهج نجمات السماء
- أمام الله زوجتي
يصرخ محمد به و قد هالته حالة صاحبه - تعقل يا رجل هي مسلمة وأنتَ مسيحي لا دينك يقبل و لا دينها ، لا يوجد عقد، لا يوجد ميثاق على الأرض و لا في السماء يجمعكما معاً
يجابهه مينا
- ربما الله يقبل
فتخرج من محمد ترج الأقحوان
الله لا يقبل بذلك زواج
و يعم الصمت بالمكان و عيون مينا لا إراديا تترامى في اتجاه التبة المظلمة
يتذكر
- ربما إلهنا الذي ألقانا في طريق بعضنا البعض رحمات
يتقبل يا محمد
و تلك كانت جملة محمد المفضلة طالما كررها علي آذانهم
و بمعرفة كاملة يعلم تماماً أن ذلك لم يعد مينا صديق الطفولة و الصبا لقد تغير تماماً
رفع كفه له بحافظتها القماشية
ليهمس بحرج
- أمي أخبرتني أنها لها و طلبت مني اللحاق بك لأُخبرك أنهم لن يتركوك بحالك ربما مع الفجر تجدهم ببابك
هم فقط ينالون قسط من الراحة لمعاودة التسلية
و توصيك أن تعتني بالفتاة جيداً و بطعامها الفترة القادمة
وأبي يقرئك السلام و يخبرك أن ذلك لن يُعجب عمي رزق البته
لكن بعد الوضع الجديد يجب أن ترحل بالفتاة عن الفردوس
و رفع يده الأخرى بمفتاح
- ذلك مفتاح شقة صغيرة لوالدي بالعاصمة في حي(....) اسأل فيه عن الحاج يسري السمسار سيدلك على مكانها بالتفصيل
يجب أن تتحركوا الآن مينا
و ليهديك الله إلي الصواب


فاطمة طلحة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس