عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-20, 09:22 PM   #303

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

حادت بنظراتها عن شاشة الحاسوب الخاصة بها تستشعر نظرات أمير الموجهه نحوها من الحين للاخر ... لم تستطيع التحدث معه او مواجهته منذ هذا اليوم خاصتاً و هى ترى تعامله الرسمي بشكل خانق معها ..... لا تعلم ما الذى يخنقها تحديداً حينما تصادف من يعرف هويتها و صلتها الحقيقية بأردال .. ربما لانها ليست صلتها الحقيقية حقاً ... مسمى لمسرحية هزلية أصبحت تؤلمها بشكل كاسح !!

أطبقت جفونها و كما اعتادت لتجد صورة أردال تطالعها تعبث بنبضات قلبها بشكل اعنف فى كل مرة لكنها عادت لتؤنب نفسها على ذلك الضعف التى تكنه له .... يجب ان تستمر بهذا الشكل ان تبتعد و تهرب من هذا الالم الذى يغمرها من نظراته لها و التى تدل على خواء روحه نحوها !!

لقد كادت ان تفقد وعيها بذلك اليوم بين ارجاء المطبخ البارد و هى تستشعر نبضاته و دفئ صدره عن قرب ..... هناك فقط أدركت انه أصبح يعنى لها الكثير ... الكثيير حتى انه أكثر من ما يتحمله قلبها !! ... فى كل مرة يحدث ما يؤكد لها تلك المشاعر المجنونه الحمقاء اتجاهه ... فهناك ادركت خطورة انفاسه التى حرقتها بالرغم من غضبه و قسوته .... تلك المشاعر الذى تستشعرها للمرة الاولى بحياتها !!

فتحت مقلتيها ترفرف بهم مع انعكاس بريق الخاتم القابع ببنصرها ... تحاول نفض رأسها المختلط بالم روحها المكلومة !! ... تنفض رأسها و الارتجاف يعود لجسدها الذى أصبح يطالب بقربه بطريقة مرعبة .... انها مثيرة للشفقة حقاً كيف و متى أصبحت ضعيفة نحوه هكذا ؟!!

زفرت انفاسها برتابة و هى تنهض لتتجه نحو أمير انها لن و لم تصبح انعكاس الى ذلك المجتمع المظلم حتى و ان كانت تنتسب اليه ... لن تترك ضعفها يتحكم بها أمامه من بعد الأن .... تقدمت حتى أصبحت تقف أمام هذا الحيز الذى يحتوى على مكتب أمير الخاص تتمتم بخفوت و ذلك الموقف يعود ليقفز أمام مخيلتها يُشعرها بالخزى

( مرحباً )

ارتفعت نظراته نحوها ببعض التعجب لكنه سارع ليردّد برسمية توقعتها

( مرحباً سيدة نارفين هل تحتاجين لمساعدة ؟! )

صمت و هو يسيطر على هذا الشعور الخانق الذى يسرى داخله !! ... شعور امتزج بالأسف عليها قبل اى شئ لا يستطيع ان يصدق ان تلك الفتاة تحمل كنية الشاذلي حقاً .... زادت من تعجبه و هى تجلس على هذا المقعد المقابل لمكتبه تردد بثقه

( بما اننا زملاء عمل فى ذات القسم .. لما لا نتخلى عن تلك الألقاب الرسمية المملة ؟! )

صمتت تتابع اتساع حدقتيه الطفيف و الذى على ما يبدو حاول تداركه لتكمل بذات النبرات الواثقة

( يعنى أنا سوف اشعر بالراحة أكثر حينما استمع الى أسمى مجرداً من تلك الألقاب !! )

تابعت نارفين اتجاه نظراته و التى كانت تقبع على ذلك الخاتم ... لن تنكر لقد شعرت بارتجاف غريب يدب بأوصالها بهذه الصلة التى و ان كانت زائفة لاتزال تداعب روحها لكنها شعرت برفض أمير القادم و الذى سبقته بالقول

( فى الحقيقة كنت اود الاعتذار منك من أجل ذلك اليوم .. فأنا من اخطات .. لم اصرح عن كونى سيدة متزوجة )

فى تلك اللحظة كانت نبراته المتفهمة و التى فاجئتها بصراحتها تتردد بالارجاء

( أنتِ اصغر بكثير من هذا اللقب ... لذلك لم أتوقع او اتخيل ان تكوني امرأة متزوجة فى الحقيقة !! )

ازدردت نارفين ريقها و كلماته تضغط على تلك الجروح النازفة بعمق داخل روحها لكنها للمرة الاولى تستجمع سيطرتها و صورته تعود لتقفز أمامها بشموخ تشربته و هى تردد

( لقد أردت ان اصحح سوء التفاهم الذى حدث بذلك اليوم فقط لا أكثر حتى نتمكن من التعامل بشكل سلس فيما بعد بما يتطلبه العمل و سوف اترك لك القرار فكونى زوجة أردال لن يعيق تعاملي مع اى شخص هنا ... و اعتذر لمقاطعة عملك عن إذنك ! )

لا تعلم حقاً ما الذى حدث لها ... ما تلك الثقة و القوة التى تملكتها بلحظة ... كيف استطاعت ان تلفظ اسم أردال بتلك الأريحية أمام أمير ... ربما لشعورها ببعض التخطى لكلماته معها لا تعلم ... لكن نظراته النادمة الأن و التى تمتزج بارتباك واضح جعلتها تدرك حقاً نظرية أردال الذى دائماً يرددها على مسامعها ... بكونها هى الوحيد التى تتحكم بنظرة الناس نحوها ... أغمضت مقلتيها تتنهد بعمق و هى تتجة نحو مكتبها من جديد لا تدرك نظرات أمير التى ترمقها بتناقض غريب و مشاعر غريبة مشتته !!

***

ألقى أردال الأوراق التى كانت تزيد من تشتته على سطح المكتب باهمال و ادراكه انه لا يستطيع التركيز بشكل كامل معها يزيد من جنونه و غضبه !!

ليُلقي بعدها رأسه نحو الخلف يغمض عينيه بضجر واضح ... لحظات مرت عليه بهدوء قبل ان تقفز تلك التى تتسبب بتشتت تفكيره أمام جفونه المطبقة !! .... لكنها لم تقفز أمامه بصورة ملامحها المرتجفة فقط ... بل أخذت تتقافز بشكل واضح مع نبراتها المتألمة التى تسارعت معها وتيرة نبضات قلبه !! .... كلماتها التى لا يعلم لماذا شعر بها تصيبه بضعف متزايد نحوها ... انه للمرة الاولى بحياته التى يحاول ان يصحح سوء فهم احد به او بتصرفاته !!

أجل انه حتى بذلك الوقت لم يحاول ان يغير من تفكير تاليا نحوه و اتهاماتها له بضعفه و عجزه أمام أحكام عائلته المتسلطة !! .... هز رأسه بعنف يهرب من نظراتها الجريحة التى تمزقه كالسكاكين بينما عقله لايزال يذكره بكلماتها التى تعبث بصدى مؤلم داخل جانبات صدره .... لكنه دائماً ما يعود الى تلك الجمل بكل مرة و نبضاته ترفض نظرتها له بهذه الطريقة

( هل تعنى بالظلام هذا أنت ام عائلتك ؟!)

( أنت تصبح أكثر قسوة من الظلام حينما تريد ... تغلف نفسك به بعنف حتى لا يخدشك بريق النور بالخارج !!! )

مسح على ملامحه ينفض رأسه من ذلك التخبط الذى كسى روحه يتلمس غموض مرعب بمشاعره ... غموض عجيب جعله ينظر اتجاه قبضته اليسرى الفارغة من ذلك الرابط الذى يربطهم معاً ... تلك الحلقة المعدنية الذى رفض وضعها منذ اليوم الاول !!! ... و قعت عينيه على وحدة الادراج التى تصاحب مكتبه و الذى يعلم جيداً على ماذا تحتوى !

ازدرد أردال ريقه بينما يعى هذا الجنون الذى يسيطر عليه الأن ... يريد ان يمنعه لكنه يشعر بشئ آخر داخله يواجهه و يتغلب عليه ... زفر بحده و هو يسحب ذلك الدرج الخشبي بهدوء متباطئ اثر تلك المقاومة التى يريدها ان تتغلب عليه !! .... لكنها بالنهاية فشلت بذلك ... اخذ يطالع الحلقة المعدنية بملامح عجيبه لا يجد تفسير لما يفعله الأن بتلك اللحظة التى امتدت أنامله الخشنة لتلتقطها .. لكنه حقاً شعر بتشوش أكبر و محيطه العاصف يقع على تلك القلادة المميزة بلونها الأزرق اللامع التى حصل عليها من والدته .... كم عجيب بريقها الذى و للعجب ذكره ببريق تلك السماء التى أصبحت ترعده نظراتها نحوه .... شعر بخفقان مرعب يدب بمحيط قلبه و هو يدرك جنونه و الكلمات التى القاها بحق هذه القلادة أمام والدته تعود لتسخر منه !!! .... سحب تلك الحلقة المعدنية بعنف قبل ان يغلق على هذا البريق و تلك القلادة بحركة حادة سريعة .... و دون اى تفكير او تبربر وضع الحلقة حول بنصره الأيسر و هو يتبع كلمات عقله الكاذبة كونه يفعل ذلك من أجل صورتها امام الشركة و المجتمع !!

يمنع كلمات الناس المتسلية بهم خاصتاً بعدما أصبحت جزء من الشركة !! ... ليقف بعدها يلملم تلك الأوراق المبعثرة كحال مشاعره و افكاره ينوي المغادرة ... لكن بريق الحلقة الذى يتحرك بشكل جديد عليه مع أنامله يزيد من تشتته يذكره بها ..... هز رأسه بضجر و صوت آخر داخله يحثه على التراجع ... لكنه لم يفعل و هو يغادر مع هذه الحلقة المعدنية التى تشربت دفئ أنامله بعد ما كانت تحاوطها برودة ذلك الدرج الخشبي المظلم !!

***

قبض بعنف على ممسك حقيبة اوراقه الخاصة يلعن نفسه بشكل مشتت و تساءل مُتخبط يأخذ دوره بداخله .... لماذا عاد ليمر بذلك القسم من جديد ؟! ... ليتراجع خطوه للخلف و صدمة تصرفاته التى لم يعد يتعرف عليها تربكه ... لكنه لم يمنع توقف قدميه بتلك الطريقة المستسلمة و مقلتيه تتابع حركاتها المضطربة اللطيفة !

رآها تُعيد تلك الخصلات الهاربة من رابطة شعرها الناعم و التى على ما يبدو تعيق رؤيتها بحركات متذمرة ... تصب كامل تزركيزها على شاشة الحاسوب انها حقاً كما وصفها طارق .... تابع حركات أناملها الرقيقة الحائرة على لوحة المفاتيح ليتوقف عند هذا الخاتم الذى يزين بنصرها ! .... زفر و هو يلتفت ليغادر المكان يهرب من هذه الصورة التى تشوشه و تستفز خفقات قلبه ... يهرب دون ان يعى هو ذلك !!

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء