عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-20, 09:24 PM   #304

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

سعات قليله مرت عليها لتدلف اخيراً الى غرفتها او بمسمى اخر غرفتهم !!!! ... تلقى حقيبتها بهدوء على الفراش ... لكنها عادت و توقفت أمام هيئتها البسيطة و التى انعكست بوضوح داخل المرآه من أمامها ... تطالع شعرها المربوط بهدوء محبب على كتفها ... لا تعلم لماذا لم تطلقه منذ ان غيرت قصته كما كانت تحب ان تفعل ... فهى دائماً كانت تحب ان تطلقه حراً يتمايل على أكتافها بحيوية روحها المفقودة !

تنهدت و هى تشمل بنظراتها طلتها الناعمة البسيطة ايضاً ... لماذا تُحارب هذا الشعور الذى يسحبها لتفعل ما قالته لها ميرال ؟! ... لماذا لم تقترب من تلك الملابس التى أخذت ميرال تختارها لها بعناية و دقة أنيقة تتناسب مع احدث صيحات الموضة العالمية و المحلية كما قالت لها بذلك اليوم ؟؟!!

وضعت كفها على انتفاخ بطنها التى تحاول دائماً إخفاءه بتلك الملابس الفضفاضة !! .... و حرقة حلقها تعود لتشعل نيران صدرها .... انها سوف تظل ناقصة مهما فعلت ... ان هذه المظاهر و الكمال الخارجي لن يكملون ذلك الخواء المتزايد بداخلها !

طرقات خفيفة على باب الغرفة جعلتها تلتفت لتواجة رأس بشرى التى طلت لتقابلها بابتسامتها الحنونة كما اعتادت و نبراتها الهادئة تداعب روحها بتساءل حنون

( هل أستطيع ان ادخل يا ابنتى ؟! )

أشرقت ملامح نارفين بسعادة تحتلها فى كل مرة ترى تلك المرأة البشوشة و هى تردد

( بالطبع أجل ربما يكون ذلك غريب لكننى افتقد الحديث معك ! )

اقتربت بشرى بخطوات حانية نحو نارفين لتداعب خصلات شعرها المحتجزة قائلة

( فى الحقيقة كنت اخشى القدوم لكِ فأنتِ كنتِ تبدين تائهة خائفة من الجميع ... اردت ان اعطيك القليل من الوقت لتستجمعين نفسك لكن بعد ان رايتك تتعاملين مع ميرال بتلك الأريحية ادركت أنكِ اصبحتِ قوية كفاية !! بل حتى أنكِ تستطيعي فعل أكثر من ما تصورت )

شعرت نارفين بنصل حاد ينغرس بصدرها و كلمات بشرى تخنقها لكنها حاربت تلك الغصة التى تملكت حلقها و هى تردف مطأطأة الرأس

( حقاً أنا لم اقصد ... أعلم أننى لا يجب ان أتقرب منها بتلك الطريقة و أنا من ساههم بتدمير حياتها لكن ... )

شعرت بشرى بصدمة من تفسير نارفين لكلماتها مما جعلها تحتوى وجنيها ترفع رأسها لتواجة سمائها المهزوزة و كم المها تلك العبرات الحبيسة بداخلها و التى جعلتها تسارع بالقول بحنان و حذر

( نارفين ابنتى أنا حقاً لم أقصد ما فهمته ... لما كل تلك الحساسية يا ابنتى ام ان تغيرات الحمل تؤثر بك و تلعب على أحاسيسك )

ازدردت نارفين ريقها مستسلمة للمسات بشرى الحنونة على وجنتها و رأسها حتى شعرت بها تسحبها ليجلسا على الأريكة الخاصة به و هى تردد

( أنا فقط اردت القول ان من تجعل ميرال تتعامل معها بذلك الشكل انها حقاً فتاه قوية ... فميرال ليست بشخص اجتماعى سهل التعامل معه و كسبه ... بل على العكس انها فتاه قاسية و حادة الطباع كابيها ! )

تعجبت بشرى من ردة فعل نارفين التى اخذت تهز رأسها بعنف نافية كلماتها اتجاة ميرال و هى تردد بخفوت واثق

( بل على العكس ميرال فتاة ضعيفة تغلف نفسها بتلك القسوة ... انها تمتلك طيبة حقاً بداخلها لكن يبدو ان لا أحد يدركها ... انها تجعلنى اكرة نفسى أكثر فى كل مرة ادرك أننى سبب تعاستها مع آسر )

احتوت بشرى كف نارفين بين قبضتها و هى تردد بشرود

( لا يا ابنتى ان ميرال هى وحدها السبب بتلك التعاسة سواء ان كانت تعاستها ام تعاست آسر ! )

هزت نارفين رأسها من جديد لكن بحدة اكبر و نبراتها تخرج متألمة مجروحة و حاقدة

( أياً كان هذا لا يعطيه الحق لخيانتها و كسر كبريائها كأنثى بتلك الطريقة انه لا يفكر سوى بنفسه ! )

تعجبت بشرى بداخلها و هى تعى نظرات الكره المتقافزة من مقلتى نارفين نحو آسر

( لقد سعدت كثيراً حينما علمت أنكِ بداتِ التدريب بشركة أردال ؟! )

انزلقت نظرات بشرى بانشداه الى قبضتها التى تحتوى كف نارفين ... هل تتوهم أم انها حقاً شعرت بارتجاف أناملها اسفل قبضتها عند ذكرها لاسم أردال لترتفع بنظراتها من جديد تتابع نظرات نارفين التائهة بترقب داعب روحها المتساءلة .... فرؤيتها الى أردال ذلك اليوم بالمكتبة جعلها تستشعر تغيره ... جعلها تدرك تعافيه من تلك الجروح المتقيحة التى كانت تسكن روحه خرجت بشرى من افكارها على نبرات نارفين المتوترة

( أجل لقد بدأت منذ ثلاثة ايّام فقط ... أنا حقاً لن أستطيع ان افى أردال حقه مهما قلت او فعلت ... انه بالرغم من كل شئ يساعدنى )

لم تستطيع نارفين منع تلك العبرات التى داهمت مقلتيها و التى بعثرت كيان بشرى بعنف جعلها تتساءل و أناملها تخط على ذقن نارفين ترفعه لتواجة مقلتيها المتغبشتين

( ماذا تعني بالرغم من كل شئ نارفين ... ان أردال لا يفعل شئ مجبراً ! )

زفرت نارفين انفاسها المتقطعة و هى تردد بهروب

( أنا لا اعنى شئ )

تنهدت بشرى و روحها ترفرف !! ..... حسناً اذاً لتقوم بتدخل بسيط يريح تلك الفتاة التى تتخبط و التى تتوقع ان تخبطها الأن يفك شفرة كلمات أردال عن عودة تاليا بذلك اليوم .... همست بشرى و هى ترفع راس نارفين أكثر

( هل أحدثك عن أردال فيبدو أنكِ لا تعرفينه جيداً !! )

تعلقت نظرات نارفين بفضول غريب أرضى كيان بشرى و روحها تتساءل قبل ملامحها عنه حقاً ... تنهدت بشرى و هى تعود لتضم كفى نارفين تربت عليهم بحنان لتشرع بحديثها بملامح حزينه

( أردال لا يبدو كما تريه يا ابنتى ! .. فأنا من ربيته و أنشأته مع أمه حتى غدى كبنى حقاً ... تلك القسوة و الحدة التى تتملك روحه ليست سوى قشرة يخفى بها جروح روحه القديمة يتحصن من اى طيار قادم نحوه )

صمتت بشرى تتابع اهتزاز حدقتى نارفين الذى يستجيب الى كلماتها لتكمل

( أردال أكثر شخص حنون من الممكن ان تقابلينه فى هذا الكون ... لكنه أصبح يخفى تلك الطيبة خلف قناع القسوة هذا ! )

رمشت نارفين و هى تتساءل بنبرات مرتجفة من عمق تلك المشاعر التى تكتسحها نحوه بهذه اللحظة

( ما الذى حدث معه ليصبح هكذا ؟! )

تنهدت بشرى بأسى و هى تردد بالم

( انه الفقد و التخلي يابنتى يفعلان أكثر من ذلك بالإنسان ... خاصتاً ان كان الشخص مجبوراً عليه و لا يتوقعه او ياتيه من أكثر الأشخاص قرباً الى قلبه ! )

***

تقف تائهة أمام صورتها الجديدة أمام مرآه الحمام .... تتابع خصلاتها الحرة و داخلها يرتجف !! تخشى ان تعود لتكسر روحها من جديد بقرارتها الحمقاء هذه !

أخذت تطالع هذا الطاقم الأنيق التى انتقته بتمهل كما تطالع زينتها الهادئة بعملية كما أخبرتها ميرال ان تفعل أمس !! .... عادت لترتجف بشكل أعنف و أقوى و كلمات بشرى تعود لتاخذ صداها بأوصالها خاصتاً ذلك الجزء الخاص بتاليا ... لماذا كلماتها جعلتها تتحفز بذلك الشكل نحوها بعد ان كانت تتألم و تخشى مواجهتها .... لماذا الأن أصبحت تريد ان تؤلمها و تجعلها تُدرك قيمة ما تركته من قبل !!

لم تستطيع دون ان ترتجف و قلبها يضيق مع أنفسها و هى تتعجب كيف يستطيع المرء ان يتخلى عن شخص بمثل أردال ... كيف يستطيع ان يفعل بعد ان يستشعر رجولته و امانه ... كيف يستطيع بعد ان يحصل على حبه !!

تنهدت بالم و هى تستحضر هيئة و نبرات بشرى المتالمة عليه و هى تحدثها أمس ... ذلك الحديث الذى فتك بقلبها حتى أدماه و مع هذا شعرت به كحافز مضاد لها .... انها تعلم جيداً انها لن تستطيع الحصول عليه لكن لما لا تفعل هذا من اجله كما قالت بشرى ... لما أصبحت تريد الان إثبات نفسها بشكل مختلف ؟! ... ان كان يراها الجميع بهذا الشكل لما لا تجعله يغير نظرته نحو صورتها هى ! ... لما لا تطبق نظريته عليه هو اولاً ... عادت لتسترجع ذلك الحديث الذى لا تزال تتذكر حروفه كما لم تتذكر اى شئ من قبل

( تاليا !! ... ياااله من اسم كان يرعبنا التفوه به من قبل !! .... انها الشخص الوحيد الذى ساهم بتحويل أردال لما هو عليه الأن يا ابنتى .... الى الأن لا أعلم كيف استطاعت ان تتخلى عنه بذلك الشكل الغريب و كأنها لم تُعايش حبه و حنانه الذى كان يتمناه غيرها !! .... لقد شلنا جميعاً فكره انها تركته و تخلت عنه و عن طفلهم من أجل أحلامها الحمقاء بعد ان حارب أمه ليتزوج منها ! )

صمتت بشرى للحظات أخذت تتابع بعدها أمام نظرات نارفين المصعوقة و ارتجافها الظاهر بوضح

( أردال لم يكن ينظر خلف قرارات عمه و أمه كان يستمع لهم بكل شئ خاصتاً عمه قادير ... لكنه تحول ... تحول بشكل كلى و صدمته بها تعميه عن كل شئ من حوله و هو يتهم الجميع انهم من تسببوا برحيلها بذلك الشكل ... حتى عن اقرب الأشخاص اليه .... ربما هناك الكثير من التفاصيل التى سوف تؤكد لك ان تاليا هذه قد اختفت من حياته و لن تعود ! ... و ربما ايضاً قد أكون اخطات بمشاركتك هذا الماضى الخاص به ... لكن الشئ الوحيد الذى أردت ان أقوله لكِ ... أنكِ اتيتِ بالوقت المناسب لتحميه من تلك الأفعى و تغطى مكان هذه الجروح لقد شعرت بهار بذلك منذ اليوم الاول و أنا أصبحت ادعمها الأن! )

عقدت نارفين حاجبيها و داخلها يتالم بعنف و هى تعى هذا الحب الغريب الذى كان يكنه لها او مازال يفعل تتساءل بحجرشة

( كيف ذلك ؟! ... أنا الأن لا افعل سوى أننى اعيقه ... ان يعود ! )

أمسكت بشرى رأس نارفين تثبتها أمامها و هى تردد بثقة و ألم

( أردال لن يعود لها يا ابنتى ... فأردال لم ينسى الى الأن كسرها له ... و أنتِ سوف تتاكدي من هذا بنفسك ... لكن ان كنتِ تريدي ان تفى حقاً حقه عليك كما تقولين ... حاولى ابعادها عنه فهى سوف تؤلمه كما اعتادت ان تفعل !! )

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء