عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-20, 09:24 PM   #305

رحمة غنيم

? العضوٌ??? » 475679
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 431
?  نُقآطِيْ » رحمة غنيم is on a distinguished road
افتراضي

لا يعلم هل هو حقاً يُدرك ما يفعله أم لا ... كيف ينصاع بذلك الشكل لداخله ... أين عقله و تعقله .... تباً و هل بات يرضخ لهم بعد الأن !!

جالت انظاره بأنحاء الغرفة من جديد لتهبط على تلك العلبة الموضوعة على الفراش بأناقة يشعر بها تسخر منه ..... ليحك بعدها مؤخرة عنقه بحركة عنيفة نابعة من ذلك الاضطراب الذى تسلل الى روحه وعيناه تعود نحو باب الحمام المغلق منذ ما يقارب الساعة !! .... و شعور اخرى قد بدأ يدب باحشاءه من قلق عليها !! ... تقدم خطوة نحو الباب المغلق لكنه عاد ليتراجعها بذات اللحظة و هو يرى مقبض الباب يتحرك لتطل من خلفه بعد لحظات

تسمرت نارفين بمكانها لوهلة و هى ترى قامة أردال تقابلها بهذا الشكل و داخلها يعود ليرتجف تاثراً به ... تاثر أحمق اختلط مع تساءل أشد حماقة عن ما يفعله بذلك الوقت أليس من المفترض ان يكون قد غادر للشركة ؟!! ...

حاولت ان تتجاهل هذا التساءل بداخلها و اضطرابها من وجوده خاصتاً و هى تلمح تلك النظرات الغريبة التى تلتمع بمحيطه العميق و صدى كلمات بشرى تتشرب روحها ... عادت لتتعجب من نظراته .... هل يعقل ان يكون لاحظ ذلك التغير بها !!

تحركت قدمها بارتجاف تخطو من أمامه دون ان تردد حرف واحد تتجة نحو منضدة الزينة بحركات هادئة لا تعلم كيف استمدتها بالرغم من الفوران الذى يسرى بعروقها من انفاسه التى تشعر بها تحاوطها كيف سوف تصمد أمامه بقوى و هى تضعف من مجرد نظره !

ارتفع حاجبي أردال بحركة الإرادية و هو يلتفت ليواجه صورتها بالمرآه أمامه ... يتمهل على كل تفصيلة مختلفة بها بداية من قصة شعرها المغايرة له الى ملامح وجهها الظاهرة بشكل مختلف مع لمسات عجيبة من مساحيق التجميل ! ... ماذا يحدث معه انه لا يراها بهم للمرة الاولى ... لقد ... توقف استرسال تفكيره عند ذلك الطاقم الرسمي بشكل انيق ! ... ربما هو سبب هذا السحر اذاً فهو يراها بهذا المظهر العملى للمرة الاولى ... ازدرد ريقه برزانة يحاول ان يتحكم بالضيق الذى داهم انفاسه بعنف و هو يتابع حركاتها الهادئة ... لحظه واحدة فقط هى التى التقط بها نظراتهم عبر المرآه حينما رفعت نارفين مقلتيها المرتجفة و شعورها بنظراته تحرق ظهرها ... لحظة مرت كالف صاعقة كهربائية بوقعها على ارواحهم قبل اجسادهم !

أخذت تبحث نارفين عن المشبك الخاص بالشعر بارتباك واضح بعد ان هربت بارتجاف من هذا التواصل بينهم لتتنهد فور عثورها عليه و بحركات مضطربة بدأت تجمع خصلات شعرها المنمقة حتى تضعه لكن يدها توقفت باجفال لتسقط خصلات شعرها من جديد حينما استمعت الى تلك النبرات الخافتة تتسلل من خلفها جاعلة كيانها يرتعد

( اتركيه حراً ! )

التفتت نحوه و هى تزدرد ريقها بعنف .... انها لا تستطيع ... حقاً لا تقوى ان تتحكم بردات فعلها أمامه لا تستطيع .... خاصتاً و هو يباغتها بعنف هكذا .... حاولت ان تستجمع نبراتها التائهة لتتحدث لكن عادت نبراته لتضيق من عليها الحصار بشكل أعنف و هو يتساءل و نظراته تعود لترتفع نحو مقلتيها المهزوزة

( هل سوف تذهيبن اليوم ايضاً مع طارق للشركة ؟! )

ماذا يفعل بها ؟!! ... لماذا تتاثر بذلك الشكل المثير للشفقة من أقل شئ يبديه نحوها ... حاولت الهرب من جديد بعيداً عن مرمى نظراته المتربصة لها بهذا الشكل تحاول العثور على اى نقطة بعيدة سواه لتنظر لها لتقع عينيها على تلك العلبة الملفوفة بأناقة داعبت روحها لتعود نظراتها تهفو نحو محيطه ببريق ساحر و هى تتساءل بانشداه ملهوف

( ما هذه العلبة ؟!! )

أزدرد أردال ريقه و نبراتها المدهوشة و ملامحها الرقيقة تجعله يتوقف عن التفكير للحظة و هو يردد

( يمكنك ان تري هذا بنفسك ! )

رفرفت بجفونها بعدم استيعاب و هى تعود لتتساءل بخفوت تسلل الى جانبت صدره التى تخنقه خفقاتها المتسارعة

( هل هذا يعنى انها لى ؟!! )

أومأ لها بهدوء متزن ينافى تشوش كيانه بتلك اللحظة ليرى حركتها السريعة نحو العلبة التى اجلستها على قدمها بعد ان جلست هى على فراش و بحركات مضطربة بدأت تفك رابطتها بترقب سعيد

لحظات قليلة فقط مرت قبل ان يستمع الى شهقتها المتفاجئة و هى تلتقط هذا الحاسوب المحمول من العلبة و هى تتمتم بسعادة أشرقت على كامل ملامحها

( ياااالهى لا اصدق !! )

رفعت نظراتها المشدوهة نحو هيئته التى كانت تراقبها و تلك السعادة الظاهرة على ملامحها تنتقل الى نبضاته ...... تشعر بقلبها يكاد ان يقفز من داخل صدرها ليهرع اليه حينما أردف

( أعتقد أنكِ سوف تحتاجينه بما أنكِ بدأتِ التدريب بشكل جاد ... كما أعتقد أنكِ تريدين أجادت العمل عليه )

لم تشعر بنفسها و بروحها التى هرعت لتتعلق برقبته و صدرها الذى اخذت خفقاته تضرب مضخته التى تسارعت بدورها و هى تتلقفها بين ذراعيه ليشعر برائحتها تلفحه و نبراتها الممتنه تهمس بالقرب من أذنيه تطربه و هى تردد بعقل غائب عن ما تفعله

( شكراً لك أردال ... أنت حقاً لا تصدق ! )

لم يكن يستطيع ان يصدق تلك الخفقات المتسارعة التى يشعر بها تتقافز داخل جانبات صدره .... هذه النشوة العجيبة التى اكتسحته و هو يشعر بها بين ذراعيه !! .... اى جنون هذا ؟! .. ما الذى يحدث معه .... ما ذلك الشعور الغريب الذى يراوده و هو يسحب رائحتها داخل صدره بهذا الشكل ؟!

ازدرد أردال ريقه ليشعر بجفاف حلقه و دون ان يدرك كان يشدد من ضمها اليه !! ... يحارب هذا الخدر الذى يسرى بجسده دون ان يشعر بتلك التى تكاد ان تختنق من تلاحق انفاسها !! .... ابتعدت نارفين بهدوء ينافى هذا الارتجاف المسيطر على كيانها باكمله و هى تلعن تسرعها و ردت فعلها ... تتمتم و هى تهرب بنظراتها المهزوزة عن ملامحه الغريبه الغير مفسرة بالنسبة لها

( اعتذر على ردت فعلي المتسرعة تلك .... شكراً لك من أجل كل شئ ! )

خفقات اخرى افلتت منه لتسابق شبيهاتها ... خفقات جعلت صدره يضيق بمشاعر مشتته لكنه و للمرة التى لا يعرف عددها أمامها ترك العنان لتلك المشاعر حتى تتحدث !

ارتعدت نارفين بانشداه و هى تشعر بأنامله التى خطت على ذقنها برقة كادت ان تفقدها وعيها و نبراته الخشنة تداعب أوتار قلبها بعنف

( توقفى عن شكري نارفين .... فى الحقيقة لقد أردت ان أمحو سوء التفاهم الذى حدث ... أنا لم أقصد ما فهمته بهذا اليوم حقاً ! )

أخذت ملامح نارفين تتحرك بعجز و ثغرها يبحث هو الآخر عن الحروف المشتتة كتشتت روحها ... كيف لها ان تسيطر على الجنون الذى يسرى بعروقها الأن ؟! .... كيف من الممكن ان تجيبه و هى لا تقوى على الوقف أمامه !!

سحبت نارفين انفاسها و قوة غريبة تتسلل اليها مع تلك الانفاس .... ليست قوة بل أمل عجيب اخذ ينير روحها من جديد ... تابع أردال ملامحها التى بدأت تشرق بابتسامة مشدوهة بترقب سعيد لا يستطيع ان يفسر كلماته التى نطقها منذ لحظات لكنها استطاعت ان تُخرجه من هذا التخبط حينما رددت تتساءل بعفوية الجمته

( هذا يعنى أنك سوف تساعدنى بإستخدام تلك البرامج الهندسية ؟! )

لحظات مرت من الصمت الذى اربكها خاصتاً و هى تطالع نظراته المتفحصة بغرابة لكيانها قبل ان تسمعه يردف باتزانه الساحر من وجهة نظرها

( إن كنتِ تريدين هذا فليكن ! )

ضغطت على فكها بانفعال تخشى ان تتهور و تعانقه من جديد بينما كانت تتساءل داخلها ببلاهة عن سبب تصرفاته العجيبة الأن ... ما الذى يجعله يفعل ذلك معها ؟!

نفضت رأسها تهرب من تخميناتها الحمقاء حتى لا تغرق أكثر من ذلك بمحيطه الخلاب هذا بينما كان يريد هو الآخر ان يهرب من الجنون الذى تلبسه لهذا تحدث

( هل نستطيع المغادرة الأن ؟! )

اومأت له نارفين بجميع انفعالاتها المضطربة تخطو بحركات سريعة لتلتقط حقيبتها و كأنها تخشى ان يتراجع !! تخشى ان تتفوه بحماقة تهدم هذه اللحظة العجيبة التى جمعتها معه !

***
يتبع...


رحمة غنيم غير متواجد حالياً  
التوقيع
كاتبة بقصص من وحى الاعضاء