عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-20, 10:33 PM   #5

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث.

القرارات
تشبه في كرة القدم الركلة القوية ترتطم بالعارضة لكنها تعجب الجمهور ويتعالى تهليلهم
يصرخ المذيع لجمالها وخطورتها
تربك الدفاع ولكنها بالنهاية بلا هدف!!
وبعض الأحلام
تشبه الظلام الداكن وسط بئر عميق
كالغيـــوم الملبدة في ليلة شتوية مرعبة
قد تتحـول إلى سراب
ولكن السراب لم يكن يومًا "أسود اللون"


استيقظت مع إشراق الشمس بإرهاق شديد ، تشعر بألم كبير في عظامها.. لم تكن تريد التحرك من الفراش لكنها نهضت على مضض ، هبطت لأسفل فوجدت والدها ذهب إلى عمله ووالدتها تتحدث في الهاتف.
دلفت إلى المطبخ وجدت كريمة المرأة الأربعينية التي اعتنت بها منذ أن كانت صغيرة.. تعاملها كابنتها لعدم قدرتها على الإنجاب ؛ فأعطتها من الحب ما فاض وأكثر.
تُكّن لها معزة خاصة وتحبها بشدة.
قبلتها بسعادة تضمها من الخلف في حركة اعتادت عليها منذ سنوات تقول بحبور وابتسامة هادئة :
-"صباح الفل يا دادة"
ابتسمت بحنان تربت على ذراعيها قائلة :
-"صباح الورد على عيونك يا حبيبتي ، ثواني والفطار يكون جاهز"
سعلت بشدة وقالت بصوت يبدو عليه التعب والإرهاق :
-"مليش نفس للأكل ، محتاجة فنجان قهوة لأني حاسة بصداع رهيب"
اقتربت منها بقلق تضع يدها فوق جبهتها تتفقد الحرارة فوجدتها مرتفعة ، فهتفت بقلق فطري :
-"شكلك أخدتِ برد يا بنتي جسمك دافي شوية"
ثم قالت بنبرة حازمة :
-"مفيش قهوة ، أنتِ تفطري وأعمل لك ليمون وأجبلك علاج .. اطلعي بس ارتاحي وعشر دقايق الفطار يبقى جاهز"
حاولت الاعتراض لا تشعر بشهية للفطور :
-"يا دادة بس..."
قاطعتها في حزم ونظرة صارمة :
-"مفيش بس ، اطلعي"
خرجت تجد والدتها أنهت مكالمتها فجلست بجانبها تقول :
-"إيه يا ماما كنتِ بتكلمي مين؟"
-"دي خالتك عوزانا نبقى معاها يوم الخميس ؛ جوزها عامل حفلة بمناسبة شغل جديد"
أومأت برأسها بتعب ولم تجب ، فنظرت لها سهام بقلق تستشعر تغيرها وذبول ملامحها ونظراتها قائلة بقلق :
-"مالك يا دودو؟
شكلك تعبان ومرهق"
-"مش عارفة الظاهر أخدت برد شديد شوية ، دلوقتي دادة تجيب الفطار وهآخد علاج هبقى تمام وأقدر أروح الجرنال...."
كادت أن تكمل لكن قاطعتها سهام بحزم :
-"لا جرنال ولا زفت ، أنتِ تآخدي علاجك وترتاحي مفيش نزول شغل وأنتِ بالمنظر ده"
حاولت إقناع والدتها فهي لا تحب عدم الذهاب إلى عملها حتى ولو السبب مرضها :
-"يا حبيبتي اسمعيني أنا...."
رفعت كفها أمام وجهها علامةً على الصمت ، تعلم لو فُتح باب النقاش معها سينتهي بذهابها إلى عملها.. فهي بارعة في إقناعها بفعل ما تريده.. فقالت بحزم :
-"ولا كلمة أنا قولت مفيش خروج إلا إما تبقي كويسة ومش عاوزة نقاش"
تمتمت الأخرى في نفسها بضيق تكتف ذراعيها أمامها :
-"إيه ده كله بيزعق فيا ليه النهاردة؟!"
تناولت فطورها وأخذت العلاج ثم حاولت مع والدتها أن تتركها تذهب إلى العمل لكنها رفضت بشكل قاطع.. فهاتفت منار وأخبرتها أنها لن تستطيع القدوم بسبب المرض لتخبرها أن رئيس التحرير كان يطلبها ليأخذ موافقتها على السفر غدًا ؛ لتغطية صفقة مازن السيوفي.
هاتفت رئيسها كي تعتذر له على عدم قدرتها على الذهاب ولانشغالها بأعمال أخرى كلفها بها ، وقد رشحت له محمد كي يذهب مكانها ، فهو على درجة عالية من الكفاءة.
وبالفعل تم استدعائه من قبل رئيس التحرير كي يخبره بالسفر ، فدلف إلى المكتب بعد أن ألقى التحية على رئيسه.
نظر له عامر وقال بجدية :
-"بص يا محمد ، أنت عارف إنك من أكفأ الصحفيين عندي"
ابتسم لهذا الإطراء الفخور فأجابه بحبور يومئ برأسه :
-"يا فندم ده شرف!"
تابع عامر حديثه ، يضع الأوراق التي بيده على المكتب ليرفع أنظاره إليه بجدية مطلقة :
-"عشان كده أنا اختارتك تمثل الجريدة في السفرية مع المهندس مازن السيوفي.. فجهز نفسك لأن السفر بكرة إن شاء الله"
استقام واقفًا يهتف بسعادة وكلمات غير مرتبة لتلك الفرصة يأخذ كف رئيسه بين قبضته في تحية شغوفة :
-"اطمن يا فندم ، كل حاجة هتبقى تمام ، متشكر جدًا على الثقة دي إن شاء الله نعمل أحلى شغل"
ضحك عامر من رد فعله فهو لديه حماس محبب ، ثم أشار له بالذهاب لتكملة عمله ، فتركه وخرج إلى مكتبه.
قابلته منار بتساؤل عن سبب الابتسامة المرتسمة على وجهه ، فأخبرها بأمر سفره إلى ألمانيا.
هاتف هدير الجالسة في الحديقة بعدما تناولت فطورها ومنع والدتها لها من الذهاب إلى العمل ، أجابته بحبور ليصل لها صوته من الجانب الآخر :
-"عاملة إيه يا دودو؟!
البت منار قالت إنك تعبانة ومش جاية!"
كان نصيبه نظرة شر من منار الجالسة بجانبه ليبتسم مغيظًا غامًزا بعينه مستمعًا إلى الأخرى تجيبه :
-"الحمد لله يا محمد ، دور برد وإن شاء الله هبقى بخير"
تمنى لها الشفاء العاجل وتحدثا سويًا في بعض الأشياء الخارجة عن نطاق العمل قبل أن يسألها مباشرة :
-"تعالي بقى قوليلي إيه حكاية سفرية ألمانيا؟!
و إيه معلوماتك عن الصفقة دي!"
تنهدت بعمق رافعة رأسها لأعلى تفكر بحيرة ظهرت في إجابتها التي جاءت بعد صمت :
-"مش عارفة والله ، كل معلوماتي عن الموضوع إن شركته داخلة صفقة مهمة مع شركة ألمانية للمقاولات..
ومازن طلب الجريدة تغطي الخبر"
صمتت قليلًا بعد أن استمعت لهمهمته لتفطن إلى شيء ما ، فتابعت بمزاح واستفزاز تعشقه :
-"شكله كده كان طالب أغطيها أنا عشان يخلص مني بعد المقال اللي نزل ، فهياخد المقلب لما يعرف إني مش طالعة"
ضحك من مزاحها بقوة ، ليقول بصوت بكاء مفتعل :
-"فحضرتك عشان تعملي المقلب ، تقومي رمياني أنا قدام القطر ، صح؟"
اتسعت عيناها من تشبيه لمازن بالقطار لتضحك ملئ شدقيها حتى سعلت وتابعت :
-"تصدق هو قطر فعلًا ، متقلقش مفيش حاجة هتحصل ، وبعدين أنت أحسن مني في السفرية دي يا محمد"
أنهت الحديث معه بعد أن تحدثا عدة دقائق أخرى ثم أغلقت الهاتف معه ، بعدما تمنت له التوفيق في هذا السبق الصحفي.
في ذات الوقت أبلغ رئيس التحرير سكرتيرة مازن أن محمد من سيرافق الشركة في رحلته بعدما اعتذرت هدير لظروف خاصة.
دلفت ياسمين إلى مازن تخبره بما حدثها به عامر :
-"مازن بيه الأستاذ عامر رئيس تحرير جريدة الخبر بيبلغ حضرتك إن الأستاذ محمد عبد الرحمن هو اللي هيسافر مع الشركة لتغطية الصفقة لأن الأستاذة هدير اعتذرت"
وضع قلمه أمامه على المكتب وأسند ظهره على كرسيه مشبكًا أنامله أسفل ذقنه فلاحت على ملامحه علامات التفكير قبل أن يرفع عينيه إلى ياسمين وقال بإماءة :
-"ماشي يا ياسمين ، اتصلي بيه و رتبي كل حاجة عشان مش عاوز غلطة"
أومأت بطواعية ثم خرجت تشرع في تنفيذ ما طلبه واستكمال عملها فأمسك علبته الذهبية يخرج سيجارًا وشرع في تدخينها وعقله مازال يفكر كيف تتجرأ على رفض طلبه؟!
لم يخلق بعد من يقول له لا.. فالجميع يتمنى أن يظفر بلمحة اهتمام منه!
لكن هي تنازل وذهب لها يعرض مرافقتها له لتغطية الخبر "فرصة العمر" كما يسميها لتأتي وتقول لا!
فرصة يحلم بها كبار الصحفيين والإعلام؟
ابتسم ينفث دخان سيجارته إلى الأعلى ، وابتسامة تسلية ومكر ظهرت على ثغره يهمس لنفسه :
-"تمام يا أستاذة هدير عاوزة تلعبي معايا وماله أنا بقالي كتير ملعبتش"
استنشق سيجاره مرة أخرى يزفر بهدوء وبطء ثم تابع مبتسمًا بغموض ومكر لما يفكر فيه :
-"خلينا نشوف أخرتها إيه؟"
* * * * *

تشبه المطر كثيرًا
تشبهه في قسوته وهجره الطويل
تأتي فجأة تخلق في القلب فرحة وأمل
ثم يصفعني بعد قليل رحيلك
أنت كالمطر!
تأتي بلا موعد
وترحل بلا وداع

سافر لإنهاء صفقته برفقته محمد لتغطيتها ببراعة مدونًا كل ما حدث حتى تم عقد الصفقة.. وهي عبارة عن شحنة كبيرة من مواد البناء والمقاولات سيستخدمها في بناء العديد من المنشآت السكنية.
عادوا إلى القاهرة وتم نشر كل ما تم في الصفقة في الجريدة ليقوم رئيس التحرير بتكريمه على المجهود الذي بذله.
بعد عدوتهم ببضعة أيام ، ذهب إلى شركته ليجد دعوة حضور حفل في فيلا رشوان الخولي.. لم يكن يريد الذهاب ولكنه قرر الحضور كنوع من أنواع التغيير ليس إلا.
في مساء الخميس في فيلا رشوان
يوجد العديد من كبار رجال الأعمال وكثير من سيدات المجتمع الراقي والفتيات اللاتي يتنافسن بينهن في الخفاء على من ستتمكن من إظهار أكبر قدر من الأناقة والموضة بتلك الفساتين الباهظة والمجوهرات الثمينة ، كأنهن في عرض أزياء.
دخل بكل شموخ جاذبًا أنظار الجميع ، الرجال قبل النساء فأستقبله رشوان مرحبًا به بابتسامة عريضة ، فبالنسبة له قبول شخص كمازن دعوته والحضور إلى حفلته بمثابة شرف ناله بقوة :
-"أهلًا وسهلًا مازن بيه شرفتنا"
بادله الترحيب بلباقة :
-"أهلًا بيك رشوان بيه ، مكنش ينفع أرفض دعوة سعادتك"
ابتسم رشوان بحبور يشير بيده للداخل :
-"شرف ليا إن سعادتك حضرت ، اتفضل"
أخذه لمجموعة من رجال الأعمال ، الذين رحبوا به وظلوا يتحدثون عن العمل ليهنأه الجميع على صفقته الجديدة ، إلى أن أستأذن وذهب إلى أحد رجال الأعمال الذي أشار له.
وبينما هو في طريقه جذب أنظاره فتاة واقفة في شرفة منعزلة بعيدًا عن الجميع بمفردها تستند على أحد الأعمدة تتابع الحفل بهدوء.
ترتدي فستان من اللون الكريمي الضيق في منطقة الصدر وحتى الخصر.. يزينه بعض التعرجات يهبط باتساع رقيق حتى كاحلها ، بأكمام تصل حتى مرفقيها ، خصلاتها تهبط بتموجات جعلتها هالة من الجمال بوجهها الخالي من المساحيق إلا من الكحل الأسود الذي أظهر اتساع عينيها ، وملمع شفاه أظهرها براقة.
تقدم نحوها بخطوات رزينة إلا أن وقف خلفها وقال بهدوء يشوبه بعض الدهشة :
-"صدفة غريبة إننا نتقابل هنا!"
انتفضت من صوته فالتفتت ترى مصدره إذ بها تتفاجأ بوجوده!
يقف بشموخ وأنفة رأسه لأعلى يناظرها من علو كأنه فرعون في بهو معبده يتأمل حاشيته من فوق عرشه!
اتسعت عيناها ولاحت الدهشة في نظراتها تسأله :
-"أنت بتعمل إيه هنا؟"
اقترب منها حتى صار على بعد خطوات بسيطة متفحصًا إياها من أعلى رأسها نزولًا إلى قدميها بهدوء صياد ماهر :
-"شوفتك بالصدفة واقفة لوحدك بعيد عن الدوشة اللي تحت ، قولت حرام الجمال ده كله يقف لوحده من غير أي اهتمام!"
ليهمس لها بعد صمت :
-"وبصراحة عيبة في حقي إني أسيبك كده..
وأنا بصراحة بقدر الجمال وبقدر صاحبه"
اتسعت عينيها أكثر من وقاحته ونظراته ، لتلمع عيناها بشراسة لكن مازالت محتفظة بنبرتها الهادئة :
-"حضرتك مش واخد بالك إنك بتخطي حدود مش مسموح ليك تخطيها؟!
أظن إنه لازم تنتقي ألفاظك وأسلوبك في الحوار"
أحيانًا تكمن بعض الانتقامات في الكلمات دون أن نعي!
وهي صاحبة اللعب بالكلمات بلا منافس تعرف كيف تخرجها ومن تصيب!
لم يحرك ساكنًا ، يرمقها بهدوء تلوح في عينيه نظرات الإصرار ممزوج بالإعجاب من شجاعتها ، فقال يحك أسفل أذنه متنهدًا :
-"تعرفي لما قرأت لك فكرت إن اللي كتبت مقالات بالحجم ده والشجاعة دي واحدة فوق الأربعين سنة مثلًا وعندها خبرة"
لتتحول نظراته إلى الوقاحة يشملها من أسفل لأعلى بأعين ضيقة وأردف بمكر :
-"بس بصراحة اتفاجئت"
شعرت أنها لو بقيت لثواني أخرى سترتكب جريمة بحقه ، فرسم ثغرها ابتسامة جامدة ثم أومأت قائلة بنبرة برود شديدة :
-"آسفة إني خيبت ظنك وفاجأتك ، بس أنا مضطرة أنهي الحوار لحد هنا ، عن إذنك يا أستاذ مازن"
همت بالانصراف ألا إنه منعها بإحاطة يديه حول خصرها بإحكام جاذبًا إياها بحزم ، يتفرس في معالم وجهها الرقيق ، شفتيها وردية شهية حين تغضب تضغط على السفلى بأسنانها الصغيرة الدقيقة ، وعينها العسلية ببريق عسلي أظهرت الإضاءة الهادئة جماله.
تفاجئت بما فعله وفتحت فاها وعينيها بصدمة!
كيف له أن يحيطها بهذه الطريقة وبأي حق؟
نعم تعلم أنه زير نساء كبير لكن لم تكن تتوقع أن يتخطى الحدود معها!
حاولت التملص من قبضته لكنه أمسك برأسها يسكن حركاتها ناظرًا لعينها بقوة تبادله نظراته بأخرى قوية!
قرأت بوادر الخبث بينهما وصدمت عندما وجدته يهم بالاقتراب فما كان منها سوى أن ركلته بمقدمة حذائها في ساقه فتركها وعاد خطوة للخلف يحرك قدمه في الهواء مخففَا ألم الركلة ينظر لها بوعيد ممزوج بصدمة!
كاد أن يتحدث لكن صراخها الشرس والمليء بالانفعال أوقفه :
-"اعتبر دي لفت نظر تعرفك طريقة التعامل معايا بعد كده تبقى إزاي ، أتمنى تكون فهمتها"
اقترب منها فجأة يقفان بمواجهة بعضهما بغضب منها وتوعد منه!
الغضب في عينيه يشبه زلزال أسفل بحر هائج كان هياج امواجه ردة فعل عنه!
البرود في مقلتيها شبيه بفنجان قهوة مُرة في صباح شتوي تركه صاحبه فلفحته بروده الطقس!
همس من بين أسنانه بحدة :
-"أنتِ غلطتِ غلطة عمرك باللي عملتيه ده ، لو متعرفيش مين مازن السيوفي أنا على أتم الاستعداد أعرفك"
هزت رأسها بنفي رافعة إحدى حاجبيها باستفزاز تجيبه بهمس يملئه البرود والسخرية :
-"وأنا مليش الشرف أعرف مين.. هو.. مازن.. السيوفي"
نطقت اسمه ببطء كأنها تستهزأ به وهمت بالذهاب لكنها توقفت على بعد خطوات قبل أن تخرج ، تستدير له هاتفة :
-"المرة دي رجلك ، المرة الجاية صدقني مش مسئولة عن ردة فعلي"
ألقت كلماتها وغادرت في قمة غضبها .
وقف يغلي كالمرجل من الغضب!
لم تتجرأ فتاة من قبل على لمسه ولا حتى على الوقوف في وجهه
بل كانوا يلقون بأنفسهم عند قدميه يطلبون وصاله ولو بنظرة أو اهتمام طفيف.
ثم تأتي هذه تقول له هذا الكلام بعد أن تجرأت عليه!
أقسم على رد الصاع صاعين لها وإن أصبحت شغله الشاغل الفترة القادمة!
ابتسم بسخرية هامسًا لنفسه ، يمسك بحافة الشرفة الصغيرة يشد على قبضتيه بقوة وعيناه تنظر إلى الفراغ بغموض :
-"دي تاني مرة أجيلك فيها بنفسي وتتعاملي بطريقة متلقش بيا!
صدقيني هخليكِ تدفعي تمن اللي حصل والله لأندمك على اللي عملتيه"
هي فتاة تعرف أسلحتها جيدًا
تدافع بالصراخ
وتهاجم بالقلم
تنتقم بالبرود
تجادل بابتسامة

تشعر برغبة عارمة في قتل أحدهم وأرادت مغادرة الحفل ، هي الباردة الهادئة استطاع بسهولة كسر قشرتها وإخراج ثورتها!
صادفت زوج خالتها في طريقها يبدو أنه كان يبحث عنها ليقترب منها مشهرًا كفيه إليها بابتسامة عذبة :
-"إيه يا دودو مختفية طول الحفلة فين؟"
وشك أحمر ليه ، حد ضايقك؟"
حاولت أن تبدو هادئة وابتسمت بسعادة تمد كفيها ممسكة بكفيه قائلة :
-"ولا حاجة يا عمو بس حضرتك عارف مليش في جو الحفلات فكنت قاعدة بتفرج من بعيد"
داعبها رشوان بمرح يقربها منه هامسًا :
-"طب ممكن الأميرة تسمح بالرقصة دي؟"
ابتسمت برقة وانحنت قليلًا بركبتيها في حركة مسرحية مجيبة:
-"يا سلام أنا أطول أرقص مع رشوان بيه ، بس كدا خالتو تغير"
انحنى لأذنها ويمس مداعبًا قبل أن يجذبها معه :
-"لا خالتك خلاص كبرت وراحت عليها.. يلا بينا"
ضحكت بقوة على مزحته وأخذها لساحة الرقص.. قررت أن تتناسى ذلك الوقح ولا تفكر به ، فكانت كلما تلاقت أنظارهم تنظر له باشمئزاز :
-"فعلًا البني آدم بوشين.. من بره هيبة وأكبر واحد في البلد يعمله حساب ، لكن اللي يشوف الوش التاني اللهم أحفظنا"
دارت الكلمات في عقلها ، تنظر له بأعين باردة ونظرات قوية لم تنفصل عن عينيه.
-" قناع البرود والقوة اللي لبساه طول الوقت ده هكسره ليكِ"
همس في نفسه يبادلها نظرتها بنظرة تحدي ممسكًا بسيجاره ينفث دخانه للأمام ببرود مصطنع.
* * * * *
لا تحتاج القنبلة سوى ثانية واحدة تجذب فيها الفتيل فيدوي انفجارها مخلفًا الدمار!
والشعلة الصغيرة لا تحتاج سوى قطرات من الزيت لتصير نار هوجاء تأكل الأخضر واليابس!
غادر الحفل يتوعد لها أن يرد لها الصاع صاعين ، قاد سيارته بعدما أمر حراسه بالمغادرة ، وذهب إلى رامز الذي ما لبس أن فتح الباب حتى اندفع إلى الداخل كأن الشياطين تلاحقه!
نظر له الآخر بحيرة وتساؤل ولكنه فضل الصمت حتى تهدأ نوبة غضبه.
خلع سترته وألقاها بعنف على الأريكة ، ثم كشف عن ساعديه وقد برزت عروقه ، يقطع الصالة جيئةً وذهابًا يتخلل خصلاته بأنامله بين الحين والآخر في حركة غاضبة جعلت رامز ينظر له بتعجب وتساؤل حتى أصابه الغضب فهتف به يقذفه بالوسادة الصغيرة بقوة :
-"ما تهدى بقى خيلتني ، أقعد وفهمني إيه اللي حصل؟"
التفت له بعنف وأشار بسبابته إلى نفسه ، يضغط على أسنانه بقوة حتى ظهر صوت اصطكاكهم واستحالت عيناه إلى اللون الأحمر فأصبحتا كنجمتين زرقاوين وسط بحر من الدماء قائلًا من بين أسنانه :
-"أنا مازن السيوفي اللي مفيش بنت تقدر ترفض ليه طلب..
بإشارة مني ألاقيهم تحت رجلي ، حتة بت زي دي تعمل فيا كده"
اتسعت عيني رامز بصدمة من الحديث يعقد حاجبيه بحيرة وعدم فهم وتساءل :
-"مين دي وإيه اللي حصل؟"
قص عليه ما حدث بينه وبين هدير في الحفل.
وما أن انتهى حتى أصابته نوبة ضحك جعلته يضع يده على بطنه وسقط على الأريكة من قوتها ، فنظر له بعصبية يهتف بغيظ :
-"أنت بارد!
أنا بحكيلك ومحروق دمي والبيه بيضحك!"
حاول السيطرة على نوبة ضحكاته ، يسعل قليلًا ثم قال بنبرة لم تخل من أثار الضحك :
-"طب اهدى.. بصراحة تستاهل يعني في حد يعمل عملتك السودة دي؟
كنت شبه واخدها في حضنك واللي أنا متأكد منه إنك كنت هتقل أدبك.. وعاوزها تسكت؟"
لم يستطع السيطرة أكثر ليفرط في الضحك مرة أخرى ، ينظر له بتشفي من أسفل أهدابه :
-"أنت تحمد ربنا إنها مجبتلكش البوليس"
احتقن وجه مازن من الغضب وقذفه بالوسادة بعنف هاتفًا بانفعال وغيظ :
-"تصدق إن أنا الغلطان إني جيت.. أنا ماشي"
أمسكه من رسغه يجلسه ومازال يضحك :
-"طب اقعد بس ، تمشي فين؟"
لكنه أخبره يتناول سترته ينوي الذهاب :
-"لا همشي أنا تعبان ومرهق يلا سلام"
نظر له رامز يحرك رأسه بيأس من أفعاله لكنه ابتسم بمجرد أن تذكر ما قصه يحك خلف رأسه وتمتم في نفسه :
-"دي هتحلو قوي الأيام اللي جاية"


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس