عرض مشاركة واحدة
قديم 07-11-20, 12:03 AM   #4

سارة عبده

نجم روايتي , و مصممة مساعدة بمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية سارة عبده

? العضوٌ??? » 312076
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,552
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » سارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond reputeسارة عبده has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

النهاردة الجمعة فنبدأ بسم الله

أول فصل من فصول الفخ الناعم



الفصل الاول

الفصل الاول
أسبانيا2015
يسير هائمًا في الطرقات، ممسكًا كاميرا يتلقط بها ما يروق له...
قبل ان يكون عمله، فـ هو شغفه الخاص....
يحب اللحظة التي يختطفها فـ تصير خالدة أبد الدهر، مهما تغيرت الحياة والنفوس، تبقى اللحظة راسخة....
يُحب ذلك، فـ لا شيء دائم بالحياة.....
والتغير هو سلواها...

*الله أكبر... الله أكبر*

صوت أذان العشاء القريب جعله يُغير وجهته مُتجهًا للجامع.....
أثناء ذهابه كان يتأمل الناس وتلك عادة لا تفارقه....
أحدهم مطرق برأسه يتمتم بـ حروف لا تصل مسامعه....
إحداهن تتحدث في الهاتف بلهجة حادة عاقدة حاجبيها بغضب!
طفل صغير رث الثياب يتجول بين المارة طالبًا بوجه متوسل بضعة قروش تسد رمقه!
فـ هناك من لا يراه، وآخر يدفعه بعجل، وأخرى تشمئز من مظهره مجعدة أنفها!، ورجل كبير يبدو عليه الفقر، بسيط الثياب، يقف له ويعطيه النصف الأكبر من رغيف الخبز الوحيد الذي يملكه!!....
رأى عينين الطفل تدمعان تأثرًا ويعانق الرجل متشبثًا به دليل إمتنان واضح على بارقة حنان!!!
هز رأسه وهو يحث خطواته على الإسراع كيلا تفوته الصلاة وهو يفكر، متى سيشعر البشر بحاجة غيرهم كما يشعرون بحاجاتهم.....
قد تكون ربتة حنان، ابتسامة أمان هي كل ما يحتاجه غيرهم لـ لملمة شتات أنفسهم، فـ لمَ نبخل بذلك!!!

أخرج هاتفه لـ يفتح موقع التواصل ويدون ما فكر به ثم يغلقه ويضعه في جيب سرواله، صعد درجات سُلم المسجد وانحنى لـ يخلع حذاءه ونفض كل ما يفكر به جانبًا وهو يُسمي الله ويدخل.....

********



الوطن 2015

واقفة أمام البحر بـ زرقته الرائقة، يرفرف فستانها الذي يماثل البحر زرقة ليرتفع قليلًا لأعلى فـ تنحني بسرعة خافضة إياه مانعة ظهور جزء من ساقيها وأثناء ذلك تطاير وشاحها الذي كانت تلفه حول كتفيها، استقامت بسرعة باحثة عنه، تنهدت براحة عندما أبصرته ملقى على الرمال على بُعد عدة خطوات منها، لأنه هدية جدتها المتوفية وهي تعتز به، أزاحت عن وجهها حجابها الذي تطاير مغطيًا إياه بفعل الرياح، وذهبت بسرعة نسبية لـ التقاط وشاحها.....
مالت تلتقطه وعندما استقامت رأت أمامها شابًا على بُعد سنتميتراتً منها متربعًا على الرمال، محني الرأس لا ترى ملامح وجهه !!، شاب ظهر من العدم فـ هي عندما نظرت أول مرة لم تجد أحد على مرمى بصرها، فـ متى أتى؟!!

تأملت الشاطئ حولها فـ لم تجد أي احد غيرهما، رغم انها كانت تستمع لـ صوت ضحكات شقيقتها ووالديها منذ قليل!....
تراجعت خائفة للخلف، ولكن صوت بكاء خشن صادر منه استوقفها!!!
لم تعرف لمَ صوت بكاءه آلم قلبها وكأنَ بكاءه هو صدى لـ بكاء قلبها حزنًا عليه!!!!!

ابتلعت ريقها والآلم يزداد، وهي لا ترى منه سوى شعر أشقر ناعم.....
رغبة ملحة لـ رؤية وجهه عصفت بكيانها وهي واقفة أمامه ممسكة بوشاحها الوردي بقوة.....
ولم تكد رغبتها تغادر صدرها حتى وجدته يرفع عيناه ناظرًا بعمق لـ عينيها....
شهقت بقوة وهي ترتد للخلف فـ تتعثر وتسقط جالسة على الرمال أمامه بينما هو يتأملها بغرابة!.....
كان وسيم بـ عينين بنيتين ووجه أبيض، ولكن ليس ذلك ما أجفلها.....
بل الآلم الذي شع من عينيه متجهًا بشكل مباشر نحو قلبها الصغير!!!.....
عيناه حمراء وكأنه يكتم وجعه الرهيب، ولم يكن هناك أثر لـ دموع!!!!، إذً من أين صدر صوت البكاء؟!، أ منها؟؟..

بينما هي تنظر إليه بعينين متسعتين نهض هو واقفًا فـ لم تجفل ولا تعرف لماذا، وكأنها تألف طلته!، ولكن صوته الخشن أتاها وهو ينطق بضعة حروف جعلت جسدها يقشعر بقوة وقلبها يرجف رعبًا عليه!!!!

" أتعرفين، أنا أشعر بقلبي يتفتت ثم يقوم أحدهم بهرس ذلك الفتات ولم يكتفِ بذلك بل أشعل فيه النيران، وتركه يتلظى بناره حتى لم يبقَ منه شيئًا..... "

شهقت بقوة وهي تفتح عينيها وتنهض مرتعشة تجلس على الفراش بينما تضع يدها على قلبها الذي ينبض بعنف وأحداث الحلم تشعر بها بكامل جسدها، وكأنها ما زالت هناك، جواره!!!!
استعاذت بالله من الشيطان وأنزلت قدميها عن الفراش وجسدها بـ أكمله مازال يختض بـ انفعال.....
وما هي إلا لحظات وسمعت صوت أذان الفجر يصدح ناشرًا راحة خاصة هدأت من روع نبضاتها الواثبة......

*******
ذات الليلة قبيل الفجر بساعة
أسبانيا 2015
***

مستند بيده على الحائط البارد بجواره، عيناه جاحظة تنظر لـ أسفل بثبات، شعره مشعث من كثرة ما مرر يده به، ثقل رهيب يشعر به يجثم فوق صدره...
وكلام الطبيب منذ لحظات يقصف بقلبه ويحطمه اشلاءً!
أحقًا ما سمعه!!...

" أنا آسف، كانت أزمة قلبية أكبر مما قد يتحمله جسدها الضعيف وسنها الكبير، تعازيَّ لك.... "

لماذا يبدو له الكلام باهتًا هكذا!...
وكأن الحياة فقدت ألوانها فجأة!...
اعتدل في وقفته، كفه ترتعش وهو يبعدها عن الحائط، خطواته تترنح بينما يتجه لـ باب العمليات في نهاية الرواق، يريد التأكد، يريد رؤيتها ولو للمرة الأخيرة!...
يشم رائحتها الذاكية....
رؤيته مشوشة، ضبابية، لا يرى أمامه إلا بسمتها المشرقة صباحًا وهي تودعه موصية إياه ألا يلهيه عمله عن الصلاة!!...
أين هي الآن؟!...

إمساك أحدهم لـ كتفه جعله يتوقف...
صوت صديقه المقرب أتاه خشنًا مرهقًا ونبرة تعاطف تزينه...
" زاهد، تمالك نفسك، انت تكاد يُغشى عليك، على الأقل لأجل والدك، أدْعِ لها هي تحتاج دعائك الآن، رحمها الله.... "

رحمها الله!!...
كلمتان توقف بعدهما الزمن لديه...
هو مؤمن...
ولا رد لـ قضاء الله...
لكن الأمر مؤلم، والألم فوق احتماله...
فـ من لم تعد موجودة بعد الآن هي أمه!...
نبع كل شيء صالح بالعالم، غادرت...
وتكاد روحه تغادر معها....

نظر لـ صديقه بعينين حمراء والدموع تغرق وجهه، فـ إن لم يَبكيها هي من يَبكي!!....
لقد كانت المرسى لـ كل حلوٍ ومر!..
الآن كل الأمور أصبحت سواء....

وبصوت خرج أبح، محمل بجميع أنواع العذاب...
" قلبي يتألم يا أيمن، أشعر به يأن صارخًا، أسمع صوت تحطمه يقصف بأذني، روحي ترتج بداخلي متمنية الخلاص، أنا...، أنا لا أشعر بساقاي.... "

وانهار جالسًا تحت نظرات صديقه المشفقة والمتألمة له وعليه، يضم بيديه رأسه بقوة، وصوت بكاء خشن يصدر عنه جعل عيني أيمن تتسعان بصدمة!!...
وصدمته بما يراه كانت نابعة من معرفته الوثيقة بزاهد، زاهد اللامبالي، الملقب بعديم المشاعر، ينهار هكذا لـ وفاة والدته!!....

تمتم أيمن
" ألهمك الله الصبر والسلوان يا صديقي... "
ثم التفت للخلف حيث يجلس والد زاهد على مقعد قريب، صامت، جامد، وكأن الروح فارقته!
أو أوشكت على ذلك؟!....

******************************

نهاية الفصل الأول..


سارة عبده غير متواجد حالياً  
التوقيع

رواية فتاة الحي الشعبي

يتم تنزيل مساء كل اربعاء فصول روايتي " فتاة الحي الشعبي " في قسم قصص من وحي الأعضاء، شرفوني بزيارتكم....